بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن القاعدة الحادية خمسون كل ما ورد في القرآن الامر بالدعاء والنهي عن عن دعاء غير الله والثناء على الداعين تناول دعاء المسألة ودعاء العبادة وهذه قاعدة نافعة فان اكثر الناس انما يتبادر لهم من لفظ الدعاء والدعوة دعاء المسألة فقط ولا يظنون دخول جميع العبادات في الدعاء ويدل على عموم ذلك قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم اي استجب طلبكم واتقبل عملكم ثم قال تعالى ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين فسمى ذلك عبادة وذلك لان الداعي دعاء المسألة يطلب مسؤوله بلسان المقال والعابد يطلب من ربه القبول والثواب ومغفرة ذنوبه بلسان الحال فلو سألته ما قصدك بصلاتك وصيامك وحجك وقيامك بحق الله وحق الخلق لكان قلب المؤمن ناطقا بان قصدي من ذلك رضا ربي ونيل ثوابه والسلامة من عقابه. ولهذا كانت هذه النية شرطا لصحة الاعمال وكمالها وقال تعالى فادعوا الله مخلصين له الدين. اي اخلصوا له اذا طلبتم حوائجكم. واخلصوا له اعمال البر والطاعة وقد يقيد احيانا بدعاء الطلب كقوله فدعا ربه اني مغلوب فانتصر واما قوله واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فيدخل فيه دعاء الطلب فانه لا يزال ملحا بلسانه سائلا دفع ضرورته ويدخل فيه دعاء العبادة. فان قلبه في هذه الحال راجيا طامعا منقطعا عن غير الله عالما انه لا يكشف السوء الا الله. وهذا دعاء قوله فان قلبه في هذه الحال راجيا طامعا منقطعا لا يستقيم مع اصول اللغة لكن احتمال يكون هكذا في النسخة الخطية احتمال يكون سقط آآ يكون فان في فان قلبه في هذه الحال يكون راجيا طامعا منقطعا فيها يكون المعتمد النسخة الخطية ليس فيها انا عندي النسخة الخطية الكتاب ورجعت اليها اه ليس فيها يكون فاحتمال تكون ساقطة يعني حتى يستقيم السياق نعم عالما انه لا يكشف السوء الا الله. وهذا دعاء عبادة وقال تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية يدخل فيه الامران فكما ان من كمال دعاء الطلب كثرة التضرع الحاح واظهار الفقر والمسكنة واخفاءه واخفاؤه ذلك. واخلاصه فكذلك دعاء العبادة. لا تتم العبادة وتكمل والا بالمداومة عليها ومقارنة الخشوع والخضوع واخفائها واخلاصها لله تعالى وكذلك قوله عن خلاصة الرسل انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا فان الرغبة والرهبة وصف لهم اذا طلبوا وسألوا ووصف لهم اذا تعبدوا وتقربوا باعمال الخير والقرب وقوله ولا تدعو مع الله الها اخر ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به. وقوله فلا تدعوا مع الله احدا. يشمل دعاء المسألة ودعاء عبادة فكما ان من طلب من غير الله حاجة لا يقدر عليها الا الله فهو مشرك كافر فكذلك من عبد مع الله غيره وهو مشرك كافر ومثله ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك اذا من الظالمين. كل هذا يدخل فيه الامران وقوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة. اما دعاء المسألة فانه نسأل الله تعالى في كل مطلوب باسم يناسب ذلك المطلوب ويقتضيه. فمن سأل رحمة الله ومغفرته دعاه باسم الرحيم الغفور وحصول الرزق باسم الرزاق وهكذا واما دعاء العبادة فهو التعبد لله تعالى باسمائه الحسنى فيفهم اولا معنى ذلك الاسم الكريم. ثم يديم استحضاره بقلبه ويمتلئ قلبه منه فالاسماء الدالة على العظمة والجلال والكبرياء تملأ القلب تعظيما واجلالا لله تعالى. والاسماء الدالة على الرحمة والفضل والاحسان تملأ القلب طمعا في فضل الله ورجاء لروحه ورحمته. والاسماء الدالة على على الوداد والحب والكمال. تملأ محبة وودادا وتألقا وانابة لله تعالى. والاسماء الدالة على سعة علمه ولطيف خبئ ولطيف خبري ولطيف ولطيف خبره توجب للعبد مراقبة الله تعالى والحياء منه. العلم سعة العلم ولطف الخبرة ولطيف خبره ولطيف خبره والاسماء الدالة على سعة علمه ولطيف خبره توجب للعبد مراقبة الله تعالى والحياء منه وهذه الاحوال التي تتصف بها القلوب هي اكمل الاحوال منه الاية الكريمة ما لم تحط به خبرا كوبري نعم وهذه الاحوال التي تتصف بها القلوب هي اكمل الاحوال. واجل وصف يتصف به القلب وينصبغ به. ولا يزال العبد يمرن نفسه عليها حتى تنجذب دواعيه منقادة راغبة وبهذه الاعمال القلبية تكمل الاعمال البدنية فنسأل الله تعالى ان يملأ قلوبنا من معرفته ومحبته والانابة اليه فانه اكرم الاكرمين واجود الاجودين الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف العلامة عبد الرحمن ابن ناصر ابن سعدي رحمه الله تعالى وغفر له واسكنه الجنة قال القاعدة الحادية والخمسون كل ما ورد في القرآن الامر بالدعاء والنهي عن دعاء غير الله والثناء والثناء على الداعين تناول دعاء المسألة ودعاء العبادة. قال وهذه قاعدة نافعة. هذه القاعدة يوضح فيها رحمه الله تعالى ان لفظة الدعاء عندما تطلق في نصوص الكتاب والسنة تارة يراد بها دعاء العبادة وتارة يراد بها دعاء المسألة وتارة تكون الاية محتملة الامرين معا دعاء العبادة ودعاء المسألة كما يتضح ذلك من الامثلة التي ساقها المصنف وبهذا يعلم ان كل عابد لله بصلاة او بصيام او بحج او بصدقة او غير ذلك من العبادات هو في الوقت نفسه يعتبر داعيا فان هذا العمل يسمى دعاء في الشرع وهو دعاء العبادة. دعاء العبادة والشيخ رحمه الله وضح وجه ذلك قال لان المصلي الصائم الحاج المتصدق الى اخر ذلك يقوم بهذه الاعمال وهو في لسان حاله يرجو ما عند الله ويطمع في نيل رضاه وكسب ثوابه سبحانه وتعالى فالذي يصلي والذي يصوم والذي يتصدق والذي يحج الى غير ذلك من الاعمال هو في الحقيقة يدعو الله يدعو الله دعاء عبادة لان هذه العبادات التي يقوم بها هي متظمنة معنى الدعاء متظمنة معنى الدعاء من جهة ان العابد يعبد الله جل وعلا وهو طامع فيما عند الله وهو راج ثواب الله سبحانه وتعالى ومغفرته وجنته والنجاة من عقابه ولهذا ولهذا العبادة عموما يقال لها دعاء. والمراد بالدعاء هنا دعاء العبادة اما دعاء المسألة وهو الذي يتبادر مثل ما اشار الشيخ رحمه الله تعالى الى الاذهان عند اطلاق لفظة الدعاء فهو سؤال الله عز وجل من خيري الدنيا والاخرة هذا يقال له دعاء مسألة فالذي يقول اللهم اغفر لي او اللهم ارحمني او اللهم ارزقني اللهم اهدني هذا دعاء مسألة لانه يتوجه الى الله عز وجل سائلا حاجة اما دنيوية او اخروية فهذا يسمى دعاء مسألة ونصوص الشرع في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه التي ورد فيها اطلاق لفظ الدعاء تارة يكون المراد بالدعاء دعاء العبادة وتارة يكون المراد بالدعاء دعاء المسألة وتارة تكون الاية تحتمل الامرين ويمكن التفرقة بين النوعين عند تلاوة الايات بمعرفة الظابط لكل منهما معرفة الظابط لكل منهما والشيخ رحمه الله اشار الى الظابط في اخر هذه المسألة او هذه القاعدة قال اما دعاء المسألة فانه يسأل الله في كل مطلوب باسم يناسبه واما دعاء العبادة فهو التعبد لله تعبد لله تبارك وتعالى باسمائه وصفاته واشار ايظا اليها رحمه الله تعالى في اوائل القاعدة فكل تعبد لله سبحانه وتعالى اطلق عليه في النصوص لفظة الدعاء فالمراد دعاء العبادة وكل مسألة جاء اطلاق الدعاء عليها في النصوص فالمراد دعاء المسألة دعاء المسألة وبعض الايات تكون محتملة وقال ربكم ادعوني استجب لكم وقال ربكم ادعوني استجب لكم تحتمل الامرين فان كان المراد بالدعاء هنا دعاء المسألة فيكون المعنى ادعوني اعطكم اي حاجتكم هذا هذا المراد بالاستجابة المراد بالاستجابة اي يستجيب بالعطاء يعطيه سؤله ادعوني استجب لكم اي اسألوني من خيري الدنيا والاخرة اعطيكم هذا على الاحتمال الاول وتحتمل الاية ان يكون المراد بالدعاء دعاء العبادة ويكون المعنى ادعوني اسيئ اعبدوني اثيوبكم يكون المعنى ادعوني استجب لكم اي اعبدوني اثيبكم ويكون معنى الاستجابة الاثابة على العبادة التي قام بها العبد فالاية تحتمل هذا وهذا وبعض الايات لا تحتمل الا المعنى الاول الذي هو دعاء المسألة فدعا ربه اني مغلوب فانتصر هذا دعاء مسألة فدعا ربه اني مغلوب فانتصر فالدعاء هنا دعاء مسألة فهو يتضمن العبادة فهذه قاعدة نافعة تتعلق بلفظ الدعاء الوارد في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وانه يأتي تارة مرادا به دعاء المسألة ويأتي تارة مرادا به دعاء العبادة وذكر الشيخ رحمه الله تعالى بعض الشواهد على ذلك من كتاب الله عز وجل وذكر ايضا الظابط الذي يعرف به التفرقة بين النوعين نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الثانية والخمسون اذا وضح الحق وبان لم يبق للمعارضة العلمية والعملية محل وهذه قاعدة شرعية عقلية فطرية قد وردت في القرآن وارشد اليها في مواضع كثيرة وذلك انه من المعلوم ان محل المعارضات وموضع الاستشكالات وموضع التوقفات ووقت المشاورات اذا كان الشيء فيه اشتباه او احتمالات فترد اي هذه الامور لانها الطريق الى البيان والتوضيح. فاما اذا كان الشيء لا يحتمل الا معنى واحد الا معنى واضحا. وقد تعينت المصلحة فالمجادلة والمعارضة من باب العبث والمعارض هنا لا يلتفت لاعتراضاته لانه يشبه المكابر المنكر للمحسوسات. قال تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي. يعني واذا تبين هذا من هذا لم يبقى للاكراه محل لان الاكراه انما يكون على امر فيه مصلحة خفية. فاما امر قد اتضح ان مصالح الدارين مربوطة به ومتعلقة به. فاي داع للاكراه واي موجب له ونظير هذا قوله تعالى وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. اي هذا الحق الذي قامت براهين الواضحة على احقيته فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. كقوله ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن وقال تعالى وشاورهم في الامر اي في الامور التي تحتاج الى مشاورة ويطلب فيها وجه المصلحة فاما امر قد تعينت مصلحته وظهر وجوبه فقال فيه فاذا عزمت فتوكل على الله. وقد كشف الله هذا المعنى غاية الكشف في قوله يجادلونك في الحق بعد ما تبين. اي فكل من جادل في الحق بعدما تبين علمه او طريق عمله فانه غالط شرعا وعقلا. وقال تعالى وما لكم الا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه. وقد فصل لكم ما حرم عليه فلامهم على عدم التزام الاكل مما ذكر اسم الله عليه. وذكر السبب لهذا اللوم وهو انه تعالى فصل عباده كلما حرم عليهم. فما لم يذكر تحريمه فانه حلال فما لم يذكر تحريمه فانه حلال واضح. ليس للتوقف عنه محل ولما ذكر تعالى الايات الدالة على وجوب الايمان وبخ ولام المتوقفين عنه بعد البيان. فقال فما لهم لا يؤمنون واذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون. ولما بين جلالة القرآن وانه اعلى اعلى الكلام واصدقه قال تعالى فبأي حديث بعد الله واياته يؤمنون؟ ولما ذكر عظيم نعمه الظاهرة والباطنة قال تعالى وباي الاء ربك تتمارى؟ فباي الاء ربكما تكذبان؟ وقال تعالى فماذا بعد الحق الا الضلال وكذلك في ايات كثيرة يأمر بمجادلة المكذبين ويجادلهم بالتي هي احسن حتى اذا وصل معهم الى وضوح الحق التام وازالة الشبه كلها انتقل من مجادلتهم الى الوعيد لهم بعقوبات الدنيا والاخرة والايات في هذا المعنى الجليل كثيرة جدا ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة قال اذا وضح الحق وبان لم يبق للمعارضة العلمية والعملية محل اذا بان الحق اي ظهر واتضح لقوة دليلة ونصوع حجته وعدم خفائه واشتباهه والتباسه ليس للانسان ان يعارضه مثل ما قال الامام الشافعي رحمه الله اذا استبانت السنة لاحد ليس له ان يدعها لقول احد كائنا من كان اذا استبان الحق وظهر وتبين لا مجال للمعارضة المعارضة العلمية او العملية مجالها اذا كان الامر خفيا او مشتبها او غير متضح للمعارضة مجال على سبيل البحث عن الحق البين لا على سبيل الانتقاد والاعتراظ اما اذا ظهر الحق وبان واتضح فالمعارضة هنا لا تعد نوعا من تحري الحق وطلبه والبحث عنه وانما تعد نوعا من المكابرة والمعاندة وعدم الرضوخ للحق الذي جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه القاعدة الشريفة كما يقول الشيخ قاعدة شرعية عقلية فقرية وهي قاعدة عظيمة وهذه يستفاد منها فائدة عظيمة في باب مجادلة الخصم لان الخصم المجادل على نوعين نوع يجادل لان الحق مشتبه عليه ملتبس عليه يبحث عنه ويتحراه فيجادل بحثا عن الحق وتحريا له وطلبا له فمثل هذا يجادل بالحسنى وبالكلمة الطيبة والدلالة الحسنة للحق وعرظ الدلائل والبراهين والنوع الاخر من المجادلين يكون الحق وضح له لكن نفسه راغبة عنه وليست راغبة فيه فيجادل ليس من باب تحري الحق وطلبه وانما يجادل معاندة ومكابرة واظهار عدم رغبة في الحق وقبوله والشيخ رحمه الله يقول القرآن دل على هذه القاعدة في مواضع دل على هذه القاعدة في مواضع والقاعدة هي ان الحق اذا بان وظهر لا مجال للمعارضة مجال المعارضة او المجادلة او المحاورة او المناقشة مجالها عندما لا يكون الحق واضحا بينا هذا مجالها اما الامور الواضحات البينات لا لا يجوز ان تخضع اصلا للحوار ولا ان تخضع النقاش والمجادلة لان البين كفى بيانه وظهوره ووضوحه عن الدخول في اي نقاش يتعلق به ومن هنا ندرك الفساد العريض الذي يروج له بعظ بعظ ارباب الفكر المنحلي عن عرى الاسلام ومواثيق الدين الذي يطالب باخضاع كل شيء لي المحاورة والمجادلة فالامور الواظحات البينات التي قامت عليها الشواهد والدلائل هذه لا تخضع المحاورة لان المحاور يحاور فيها عن مكابرة يحاور فيها عن مكابرة ومعاندة ومراغمة كحال المشركين الذين حكى الله او ذكر الله حالهم في مواضع كثيرة من القرآن الكريم مجادلات يثيرونها لا ينشدون من ورائها حقا ولا يطلبون هدى وانما يثيرون من باب العناد من باب العناد والمكابرة فالشاهد هذه قاعدة دل عليها القرآن في مواضع كثيرة منه والشيخ رحمه الله ذكر بعض الادلة من القرآن على هذه القاعدة كقوله جل وعلا لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيب وقوله وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر اي ظهر الحق وبان اي هذا الحق الذي قامت البراهين الواضحات على احقيته فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وكقوله ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة قال وقد كشف الله هذا المعنى غاية الكشف في قوله يجادلونك في الحق بعد ما تبين المجادلة في الحق بعد ما تبين ليست مجادلة المتحري للحق الطالب له وانما هي مجادلة المعاند المكابر قال فكل من جادل في الحق بعد ما تبين علمه او طريق عمله فانه غالط شرعا وعقلا وقال الله تعالى وما لكم الا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم اي وضح الامر لان المحرمات فصلها الله فما سوى ما فصله الله تحريما له فهو حلال قد فصل لكم ما حرم عليكم وايضا قول الله فما لهم لا يؤمنون واذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون وقوله فباي حديث بعد الله واياته يؤمنون وقوله فباي الاء ربك تتمارى؟ هذه كلها في الاشياء البينة الواضحة فكل ما كان من هذا القبيل ليس فيه مجال للمعارضة ليس فيه مجال للمعارضة لان الحق اذا بان واتضح وجب الرضوخ له قال الامام الزهري رحمه الله تعالى من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم اما المعارضة والاعتراظ للحق والهدى البين في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فليس من سبيل اهل الايمان ولا من طريق اهل الحق والهدى نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الثالثة والخمسون من قواعد القرآن انه يبين ان الاجر والثواب على قدر المشقة في طريق العبادة ويبين مع ذلك ان تسهيله لطريق العبادة من مننه واحسانه. وانها لا تنقص الاجر شيئا وهذه القاعدة تبين من لطف الله واحسانه بالعباد وحكمته الواسعة ما هو اثر عظيم من اثار تعريفاته صفحة عظيمة من نفحاته وانه ارحم الراحمين. قال تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم. وعسى ان تكرهوا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون فبين تعالى ان هذه العبادة العظيمة لعظم مصلحتها وكثرة فوائدها العامة والخاصة انه فرضها على العباد وان عليهم وكرهتها نفوسهم لما فيها من التعرض للاخطار وتلف النفوس والاموال. ولكن هذه المشقات بالنسبة الى ما تفضي اليه من الكرامات ليس بشيء بل هي خير محض واحسان صرف من الله على عباده حيث قيض لهم هذه العبادات التي توصلهم الى منازل لولاها لم يكونوا واصليها. وقال تعالى ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون. وترجون من الله ما لا يرجون. وقال تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات الى قوله وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. وقال تعالى انما فالصابرون اجرهم بغير حساب. فكلما عظمت مشقة الصبر في فعل الطاعات. وفي ترك المحرمات لقوة الداعي اليها وفي على المصيبات كان الاجر اعظم والثواب اكثر وقال تعالى في بيان لطفه في تسهيل العبادة الشاقة اذ يغشيكم النعاس امنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على ويثبت به الاقدام. اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم. فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فذكر منته على المؤمنين بتيسيره وتقديره لهذه الامور التي جعلها الله تعالى مسهلة للعبادة مزيلة لمشقتها محصلة لثمراتها. وقال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا كانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. فالبشرى التي وعد الله بها اولياءه في الحياة الدنيا من اشرفها واجلها انه ييسر لهم العبادات ويهون عليهم مشقة القربات وانه ييسرهم للخير ويعصمهم من الشر بايسر عمل. وقال تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى لكل حالة فيها تيسير اموره وتسهيلها. وقال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه انه حياة طيبة ومن الحياة الطيبة التي يرزقونها ذوق حلاوة الطاعات واستحلاء المشقات في رضا الله تعالى فهذه الاحوال كلها خير للمؤمن ان سهل الله له طريق العبادة وهونها حمد الله وشكره وان شقت على النفوس صبر واحتسب الخير في عنائه ومشقته. ورجا عظيم الثواب. وهذا المعنى في القرآن في ايات متعددة والله اعلم ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة القاعدة الثالثة والخمسون من قواعد القرآن وهذه القاعدة لها جانبان او شقان الاول ان الله عز وجل يبين ان الاجر والثواب على قدر المشقة في طريق العبادة على قدر المشقة في طريق العبادة وان العبد كلما زادت مشقته في العمل زاد اجره وثوابه عليه عند الله وليس معنى ذلك ان يتقصد الانسان اه الحاق المشقة على نفسه بالعمل ليس هذا المراد لكن العمل كلما كان اكثر مشقة على العبد فان الثواب والاجر يزيد عند الله تبارك وتعالى هذه القاعدة لها دلائل عديدة في القرآن تشهد لها منها قول الله عز وجل كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون فبين تعالى ان هذه العبادة العظيمة لعظم مصلحتها وكثرة فوائدها العامة والخاصة انه فرضها على العباد وان شقت عليه وانشقت عليهم وكرهتها نفوسهم لما فيها من التعرض للاخطار وتلف النفوس والاموال ولكن هذه المشقات بالنسبة الى ما تفظي اليه من الكرامات ليست بشيء بل هي خير محض واحسان صرف من الله على عباده حيث قيظ لهم هذه العبادات التي توصلهم الى منازل لولاها لم يكونوا واصليها وقال الله تعالى وان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تعلمون وترجون من الله ما لا ترجون وهذا فيه بيان الثواب على هذه المشقة الحاصلة لعباد الله المؤمنين كذلك قوله ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين. هنا في زيادة الى قوله وهي زائدة لان الكلام في الاية متصل وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون وقال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب فهذه الايات تدل ان الامر كلما عظمت المشقة فيه وزاد صبر العبد على ذلك واحتسابه الاجر عند الله تبارك وتعالى كان ذلك اعظم في اجره واجزل في ثوابه عند الله الشق الثاني من القاعدة قال بين مع ذلك ان تسهيله لطريق العبادة من مننه واحسانه وانها لا تنقص الاجر شيئا وانها لا تنقص الاجر شيئا ومن الدلائل على ذلك قول الله اذ يغشيكم النعاس امنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فذكر منته على المؤمنين بتيسيره وتقديره لهذه الامور التي جعلها الله مسهلة للعبادة مزيلة للمشقة يعني مشقة الجهاد وملاقاة الاعداء محصلة لثمراتها فهنا فيه تيسير تيسير لمشقة الجهاد بانواع من المعونة والمدد من الله سبحانه وتعالى من للمجاهدين وذلك لا ينقص اجرهم عند الله تبارك وتعالى وقال الله جل وعلا الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة قال رحمه الله فالبشرى التي وعد الله بها اولياءه في الحياة الدنيا من اشرفها واجلها انه ييسر لهم العبادات يسر لهم العبادات يعني مما يتناوله قوله لهم البشرى تيسير العبادات للاولياء اولياء الله جل وعلا قال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لهم البشرى في الحياة الدنيا والبشرى هنا اطلقت والقاعدة ان المتعلق اذا حذف وهذه مرت عند المصنف رحمه الله تفيد العموم فهنا قال لهم البشرى ولم يقيدها بشيء معين فيتناول البشارة بكل خير ومن ذلكم ما نص عليه المصنف رحمه الله مما تتناوله هذه البشارة تيسير العبادات تمنى كان من اولياء الله المقربين لصلاح دينه وحسن تقربه الى الله سهلت عليه العبادة ولهذا تكون العبادة في حقه لينة سهلة وفي حق غيره شاقة وصعبة وتكون في حق بعظ الناس العبادة اثقل عليه من الجبل والمقربين الذين صلحت حالهم وحسن تقربهم العبادة تكون اسهل عليه من الماء لينة نفسه مطاوعة لها منشرحة منشرح صدره لها فهذه من البشارة هذه من البشارة الداخلة تحت قوله لهم البشرى لهم البشرى من البشائر لاولياء الله ان العبادة سهلة عليهم وصدور منشرحة لهم لها وهم مقبلين عليها ولهذا اولياء الله حقا هم اهل الحرص على عبادة الله اهل الحرص على عبادة الله بخلاف حال اهل الولاية ادعاء وزعما بخلاف حال اهل الولاية ادعاء وزعما من يدعي لنفسه الولاية وهو مفرط في العبادة ومضيع للديانة ومرتكب لانواع من المعاصي ومع ذلك يدعي انه من اولياء الله واولياء الله هم من لانت العبادة لهم وسهلت عليهم وعظم اقبالهم عليها وحافظوا على دين الله سبحانه وتعالى عقيدة وعبادة الذين امنوا وكانوا يتقون هؤلاء هم الاولياء من كان من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا والايمان يتناول العقائد ويتناول ايضا فعل الاوامر والتقوى تتناول اجتناب النواهي اما اذا كان الشخص مفرطا في الاوامر مرتكبا للنواهي فاين هو والولاية وادعاء امثال هؤلاء المفرطين للولاية لانفسهم هذا من الدعاوى الجائرة الكاذبة الاثمة التي المراد بها التغرير بالعوام واكل اموال الناس بالباطل والحصول على الزعامات والرئاسات هذا المقصود منها اما ولي الله حقا فولايته قربة بينه وبين الله ايمان بالله وتقوى لله سبحانه وتعالى لا يرجو بها من الناس شيئا وانما يرجو بذلك ما عند الله ويرجو بها ثواب الله سبحانه وتعالى والدار الاخرة من البشارة للاولياء لين العبادات لين العبادات وهذي من البشائر يعني اذا وجد الانسان ان الله عز وجل الان له العبادة وشرح صدره لها هذي من البشائر ومن امارات الخير وقال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة وهذي ايظا من الثمرات المعجلة في الدنيا لاهل الايمان والعمل الصالح ومن الحياة الطيبة التي يرزقونها ذوق حلاوة الطاعات فيكون معتنيا بالطاعة وهو يذوق حلاوتها ويجد طعمها. مثل ما قال احد العباد كلاما معناه قال انا نجد للعبادة حلاوة لو علمها لو علم بها الملوك والزعماء لجالدون عليها بالسيوف يعني حلاوة لا يمكن ان يجدها رئيس او تاجر او ثري او غير ذلك لا يمكن توجد في الدنيا الا بالايمان في الحديث ذاق طعم الايمان من رظي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وفي الحديث الاخر قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان اي طعمة والحديث قال عليه الصلاة والسلام جعلت قرة عيني في الصلاة اي ان الصلاة لذة وقرة عين وانس للقلب ويدخل في هذه القاعدة ما جاء في الحديث الصحيح وبعض الناس قد يسيء فهم الحديث هو الرجل الذي جاء للنبي عليه الصلاة والسلام وقال يا رسول الله ان شرائع الاسلام قد كثرت علي ان شرائع الاسلام قد كثرت علي بقية الحديث جامع نتمسك به. نعم فدلني على باب جامع اتمسك به دلني على باب جامع اتمسك به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله. لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله هذا الرجل السائل في هذا الحديث جاء الى النبي وقال ان شرائع الاسلام كثرت علي كثرت علي ماذا يريد ماذا يريد هذا السائل؟ يقول كثرت علي هل يريد من النبي عليه الصلاة والسلام ان يعفيه منها ان يعفيه منها يعفيه من الصلاة ومن الحج ومن الصيام كثرت عليه هل هو جاء يريد اعفاء من هذه الشرائع الجواب لا ان شرائع الاسلام كثرت عليه فدلني على باب جامع اتمسك به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله فارشده النبي عليه الصلاة والسلام الى الاكثار من ذكر الله الاكثار من ذكر الله قال اهل العلم وقد دل هذا الحديث ان الاكثار من ذكر الله تبارك وتعالى يلين العبادة. ويسهل الطاعة فلا تكون العبادة شاقة على النفس ولا تكون ولا تكون ثقيلة على القلب لان الذكر كثرة الذكر يلين العبادة فارشده النبي عليه الصلاة والسلام الى ذكر الله والاكثار من ذكر الله وقال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله اي ان من اكثر ذكر الله سبحانه وتعالى افاد بذلك فوائد عظيمة جدا منها سهولة العبادة سهولة العبادة عليه ولينها ولهذا من وجد ثقلا في العبادات على قلبه عليه بالاكثار من ذكر الله عليه بالاكثار من ذكر الله تبارك وتعالى لان ذكر الله يلين العبادة يلين العبادة ويسهلها ولهذا ندب النائم اول ما يستيقظ ويتعار من نومه ان يبدأ بذكر الله لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. اول ما يستيقظ يأتي بهذه الكلمات لماذا لانها تلين له القيام للطهارة تلين له القيام لصلاة الفجر تلين له القيام باعمال البر فذكر الله تبارك وتعالى يلين العبادة ويسهلها نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الرابعة والخمسون كثيرا ما ينفي الله الشيء لانتفاء فائدته وثمرته المقصودة منه وان كانت صورته موجودة وذلك ان الله خلق الانسان وركب فيه القوى من السمع والبصر والفؤاد وغيرها ليعرف ربه ويقوم بحقه فهذا المقصود منها وبوجود ما خلقت له تكمل ويكمل صاحبها. وبفقد ذلك يكون وجودها اضر على الانسان من فقدها فانها حجة الله على عباده ونعمته التي توجد بها مصالح الدين والدنيا فاما ان تكون نعمة تامة اذا اقترن بها مقصودها او تكون محنة وحجة وحجة على صاحبها اذا استعملها في غير ما خلقت له ولهذا كثيرا ما ينفي الله تعالى هذه الامور الثلاثة من اصناف الكفار والمنافقين كقوله صم بكم عمي فهم لا يعقلون واكثرهم لا يعقلون ولكن اكثرهم لا يعلمون وقال تعالى لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها فاخبر ان صورها موجودة ولكن فوائدها مفقودة. وقال تعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في وقال تعالى انك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء اذا ولوا مدبرين. والايات في هذا المعنى كثيرة جدا وقال تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا فاثبت لهم الكفر من كل وجه. فلم يكن دعواهم الايمان ببعض من يقولون امنا به من الكتب والرسل. بموجب لهم الدخول الايمان لان ايمانهم بهم مفقودة فائدته حيث كذبوهم في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وغيره من الرسل الذين لم يؤمنوا بهم وحيث انهم انكروا من براهين الايمان ما هو اعظم من الطريق الذي اثبتوا به رسالة من ادعوا الايمان به وكذلك قوله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. لما كان الايمان النافع هو الذي يتفق عليه القلب واللسان وهو المثمر لكل خير. وكان المنافقون يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم نفى عنهم الايمان لانتفاء فائدته وثمرته ويشبه هذا ترتيب الباري كثيرا من من الواجبات والفروض على الايمان كقوله وعلى الله فليتوكل المؤمنون وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقال تعالى واعلموا ان ما غنمتم من شيء فان لله خمسة الى قوله ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان. وقوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا وذلك ان الايمان الواجب يقتضي اداء الفرائض والواجبات ويقتضي اجتناب المحرمات فما لم يحصل ذلك فهو والى فما لم يحصل ذلك فهو الى الان لم يتم ولم يتحقق. فاذا وجدت هذه الامور تحقق ولهذا قال اولئك فهم المؤمنون حقا وكذلك لما كان العلم الشرعي يقتضي العمل به. والانقياد لكتب الله ورسله. قال تعالى عن اهل الكتاب المنحرفين. ولما لهم رسول من عند الله مصدق لما معهم. نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم. كانهم لا يعلمون ونظير ذلك قول موسى عليه الصلاة والسلام لما قال له بنو اسرائيل اتتخذنا هزوا؟ قال اعوذ ان اكون من الجاهلين. فكما ان فقد العلم جهل ففقد العمل به جهل قبيح ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة الرابعة والخمسون قال كثيرا ما ينفي الله الشيء لانتفاء فائدته وثمرته المقصودة منه وان كانت صورته موجودة وان كانت صورته موجودة لكن اذا لم ينتفع اذا لم ينتفع ولم يستفد صح ان ينفى عنه لانتفاء الفائدة منه مثل نفي الله سبحانه وتعالى السمع عن الكفار ونفي البصر وانهم لا قلوب لهم يقال لا سمع له لا بصر له لا قلب له. مع انه يوجد له قلب ويوجد له سمع ويوجد له بصر لكنها تنفى عنه الانتفاع الفائدة والمنفعة فاذا كان له سمع لا يسمع به وبصر لا يبصر به وقلب لا يعقل به يصح ان ينفع عنه لان المنفعة المقصودة بالسمع والبصر والقلب منتفية فاذا انتفت المنفعة والفائدة صح ان ينفع عنه ولهذا يذكر الشيخ رحمه الله انه يأتي كثيرا في النصوص نفي الشيء لا لانتفاء وجوده نفي الشيء لا لانتفاء وجوده وانما الانتفاء المنفعة والفائدة المرجوة منه وضرب على ذلك امثلة مثل قول الله عز وجل واكثرهم لا يعقلون صم بكم عمي فهم لا يعقلون ولكن اكثرهم لا يعلمون لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها فاخبر ان صورتها موجودة يعني قلب يوجد قلب والسمع ايضا موجود والبصر موجود لكنها كلها معطلة غير منتفع بها من جهة ما خلقت لاجله واوجدت لتحقيقه فلهذا نفاها الله سبحانه وتعالى عنهم لكون الفائدة المرجوة منها مفقودة في هؤلاء قال الله تعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وقال تعالى انك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء اذا ولوا مدبرين قوله لا تسمع هم يسمعون الصوت لكن هذا السمع ليس سمع انتفاع او سمع استفادة ولهذا صح ان يوصف هؤلاء بانهم لا يسمعون صح ان يوصف هؤلاء بانهم لا يسمعون ويكون المراد بالسمع المنفي في حق هؤلاء سمع الانتفاع والاستفادة قال والايات في هذا المعنى كثيرة وقال تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون محقة اولئك هم الكافرون حقا ايمان الذي عندهم ببعض النبيين ايمان غير معتبر فصح ان ينفى عنهم ايمان غير معتبر وايمان غير نافع وايمان غير مستفاد منه فصح ان ينفع عنه وان يطلق عليهم بانهم كفار لان هذا الايمان ببعض النبيين غير نافع لان الايمان بنبي واحد يستوجب الايمان بكل نبي والتكذيب بنبي واحد تكذيب بالجميع كذبت قوم نوح المرسلين مع انهم انما كذبوا نوحا وحده فالتكذيب بنبي واحد تكذيب بالجميع والكفر بواحد منهم كفر بالجميع فصح ان ينفع عنهم هذا الايمان وان يوصفوا بالكفار الكفر المطلق لانهم وان كان عندهم ايمان ببعض النبيين لكن هذا الايمان غير نافع فصح نفيه عنهم لكونه غير نافع ولا مفيد كذلك قول الله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين لما كان الايمان النافع هو الذي يتفق عليه القلب واللسان وهو المثمر لكل خير وكان المنافقون يقولون بالسنة ما ليس في قلوبهم صح ان ينفع عنهم وان يطلق عليهم بانهم كفار لان قولهم بالسنتهم امنا بالله وباليوم الاخر غير نافع فصح ان ينفع عنهم هذا الايمان لان الذي اطلقوه بالسنتهم لا ينفعهم ولا يفيدهم عند الله لان الايمان النافع المفيد عند الله هو الذي تواطأ عليه القلب واللسان اما الذي يقوله بلسانه دون ان ينطوي قلبه اعتقادا وايمانا واقرارا فهذا لا ينفع ولا يفيد كذلك قول الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين واعلموا ان ما غنمتم من شيء فان لله خمسه الى قوله ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان وقوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا كل هذه الايات اطلق فيها الايمان على من كان متصفا بهذه الصفات مثل التوكل على الله ومثل اقام الصلاة وايتاء الزكاة والوجل من الله عز وجل اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم زادتهم ايمانا فهذا الايمان الذي هو الذي وصفه الله بقوله اولئك هم المؤمنون حقا انما يستحق من كان متصفا بهذه الصفات ومن لم يكن متصفا بها صح ان ينفع عنها الايمان وصح ان ينفى عنه الايمان واذا كان مفرطا في الاصول فنفي الايمان عنه نفي لاصله واذا كان مفرطا بعض واجبات الايمان فيكون نفي الايمان عنه نفي لكماله الواجب مثل قوله عليه الصلاة والسلام لا ايمان لمن؟ لا امانة له نفى الايمان ليس المراد هنا نفي اصل الايمان وانما المراد بالنفي نفي كمال الايمان الواجب فهذه قاعدة يعني مطردة في في في النصوص ينفي الله عز وجل الشيء الانتفاء فائدته وانتفاء الانتفاع به فينفى من هذه الجهة نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الخامسة والخمسون يكتب للعبد عمله الذي باشره ويكمل له ما شرع فيه وعجز عن تكميله ويكتب له ما نشأ عن عمله فهذه الامور الثلاثة وردت في القرآن اما الاعمال التي باشرها العبد فاكثروا من ان تحصى النصوص الدالة عليها. في قوله بما كنتم تعملون لها ما كسبت لي عملي ولكم عملكم ونحو ذلك واما الاعمال التي شرع العبد فيها ولما يكملها فقد دل عليها قوله تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله فهذا خرج للهجرة وادركه الاجل قبل تكميل عمله. فاخبر تعالى انه وقع اجره على الله فكل من شرع في عمل من اعمال الخير ثم عجز عن اتمامه بموت او عجز بدني او عجز مالي او مانع داخلي او خارجي وكان من نيته لولا المانع لاتمه فقد وقع اجره على الله. فانما الاعمال بالنيات. وقال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا فكل من اجتهد في الخير هداه الله الطريق الموصلة اليه سواء اكمل ذلك العمل او قال له عائق عنه واما اثار اعمال العبد فقد قال تعالى انا نحن انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا. اي باشروا عمله واثارهم التي ترتبت على اعمالهم من خير وشر وقال في المجاهدين ذلك بانهم لا يصيبه ظمأ ولا نصبوا ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو النيل الا كتب لهم به عمل صالح. ان الله لا يضيع اجر المحسنين. فكل هذه الامور من اثار عملهم ثم ذكر اعمالهم التي باشروها بقوله ولا ينفقون نفقة الى اخر الاية والاعمال التي هي من اثار عمله نوعان. احدهما ان تقع بغير قصد من الانسان. كان يعمل اعمالا صالحة خيرية فيقتدي به غيره في هذا الخير. فان ذلك من اثار عمله. وكمن يتزوج بغير نية حصول الاولاد الصالحين فيعطيه الله اولادا صالحين. فانه ينتفع بهم وبدعائهم والثاني وهو اشرف النوعين ان يقع ذلك بقصده كمن علم علما نافعا فنفس تعليمه ومباشرته له من اجل الاعمال ثم ما حصل من العلم والخير المترتب على ذلك فانه من اثار عمله وكمن يفعل الخير ليقتدي به الناس. او يتزوج لاجل حصول الذرية الصالحين. فيحصل مراده فان هذه من اثار عمله وكذلك من يزرع زرعا او يغرس غرسا او يباشر صناعة مما ينتفع به الناس في امور دين دينهم ودنياهم وقد قصد بذلك حصول النفع. فما ترتب من نفع ديني او دنيوي على هذا العمل فانه من اثار عمله وان كان يأخذ على عمله الاخير اجرا وعوظا. فان الله يدخل بالسهم الواحد الجنة ثلاثة صانعة ورامية والممد له ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة القاعدة الخامسة والخمسون قال يكتب للعبد عمله الذي باشره ويكمل له ما شرع فيه وعجز عن تكميله ويكتب له ما نسى عن عمله هذه ثلاثة امور تشتمل عليها هذه القاعدة يذكر لكل واحد منها دليله الامر الاول ان الله عز وجل يكتب للعبد عمله الذي باشره. يعني كل عمل من اعماله باشره مثل صلاته وصيامه وحجه وبره بوالديه صدقته تلاوته لكتابه ذكره لله جل وعلا الى غير ذلك من الاعمال هذي تكتب للعبد تكتب للعبد قال في الاستدلال لذلك اما الاعمال التي باشرها العبد فاكثر من ان تحصى النصوص الدالة عليها اي الدالة على انها تكتب للعبد كقوله بما كنتم تعملون لها ما كسبت لعملي ولكم عملكم فاعمال العبد تكتب له ويثاب عليها كل عمل قام به العبد متقربا به الى الله سبحانه وتعالى راجيا به ثوابه يكتب له ويثاب عليه هذا القسم الاول الثاني من الاعمال الاعمال التي شرع العبد فيها ولم يكملها شرع فيها ولم يكملها وحال بينه وبين تكميلها حائل لكنه حريص على ذلك حريص على ذلك شخص يصوم الاثنين مثلا ومعتاد على صيام الاثنين ثم مرض اصبح لا يتمكن من صيام الاثنين آآ آآ اقعده او او منعه المرض من الصيام مع الرغبة القائمة في قلبه والحرص يكتب له الصيام يكتب له الصيام وهكذا قل فالقيام وغير ذلك من العبادات فالاعمال التي شرع العبد فيها ولم يكملها فقد دل آآ عليها يعني انها تكتب له دل عليه قوله تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله يعني يكتب مهاجرا تكتب له هجرته تامة من ذلكم قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح اذا مرض العبد او او سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما اذا كان الذي منعه من من عمله السفر او منعه من عمله المرض يكتب له وهذا من سعة فضل الله سبحانه وتعالى وجزيل منه ويدل على هذه القاعدة بعموم قول الله والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا الامر الثالث ان اثار العبد تكتب والمراد باثار العبد الاعمال التي تنشأ عن اعماله الاعمال التي تنشأ عن اعماله وهذا باب واسع من ابواب الخير فاثار العبد تكتب له ما معنى اثاره؟ اي كل عمل وجد على اثر عمله اما اقتداء به او تأثرا بدعوته وتعليمه وتوجيهه ونصحه او استفادة من اشياء بذلها في حياته كان يكون مثلا غرس نخلا وسبل او بنى بيتا لابن السبيل او دارا للايتام او نحو ذلك من ابواب البر حفر بئرا ورث مصحفا فهذه كلها يكتب له اجرها حتى بعد وفاته. يعني يكتب له اجرها في حياته كلما انتفع بها منتفع واستفاد منها مستفيد وايضا تكتب له بعد وفاته وقد دل على ذلك قول الله عز وجل في سورة ياسين انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم نكتب ما قدموا اي نكتب لهم الاعمال التي قدموها في الحياة. يصلي تكتب له صلاته يصوم يكتب له صيامه يتصدق تكتب له صدقته يحج يكتب له حجه وبعد الوفاة تكتب الاثار بعد الوفاة تكتب الاثار والاثار التي تكتب يتناول اثار الخير واثار الشر اثار الخير واثار الشر من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيء ومن دعا الى ظلالة ومن دعا الى ظلالة كان عليه من الوزر مثل اوزار من تبعه لا ينقص ذلك من اوزارهم شيء فتجد دائرة الضلالة مات والعياذ بالله ودخل في قبره ثم تكون دعوته الباطلة ماشية في الناس كل ما دخل انسان في دعوته الباطلة كتب وزر على من دخل في الدعوة وكتب ايضا وزر على هذا في قبره الداعية الاول لتلك الضلالة فالاثار تكتب واثار الانسان عمر ثان للانسان هذا امر ينبغي ان ينتبه له العبد اثاره عمر ثان له. عمر اخر لان من وفقه الله عز وجل لاعمال صالحة تبقى بعد حياته لان هناك اعمال صالحة يؤجر عليها في وقتها صلى يؤجر على صلاته صام يؤجر على صيامه لكن هناك اعمال تبقى للانسان حتى بعد وفاته تكون باقية الانسان قال عليه الصلاة والسلام اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية وعلما ينتفع به وولد صالح يدعو له فهذه كلها يبقى له اجرها بعد وفاته الولد الصالح الذي رباه على الايمان وعلى التقوى كلما كان العبد كلما كان الولد محافظا مطيعا عابدا يكتب لوالده اجر ذلك وهو في قبره واذا كان علم علما في حياته نشر علوما بين الناس مسموعة او مكتوبة فان اجره يكتب حتى بعد وفاته كلما استفاد من علمه المستفيد وكلما تعلم من علمه متعلم الان هذا المؤلف رحمه الله تعالى عبدالرحمن بن ناصر السعدي نحسب انه باذن الله يستفيد من هذا المجلس لانه مجلس اجتمع على دراسة كتاب عظيم له وكان رحمه الله تعالى كتب هذا الكتاب بدأ في كتابته في واحد رمضان وفرغ من كتابته في ستة في ستة جوال بدأ يكتبه في واحد رمضان وفرغ من كتابته في السادس من شوال وكتب اثنين وسبعين قاعدة يعني بمعدل قاعدتين في اليوم بمعدل قاعدتين في اليوم في شهر رمظان وفي ست من شوال هذه الكتابة انتهت في ذاك الوقت انتهت في ذاك الوقت الذي كتب لكن بقي الاجر للمؤلف كل ما انتفع منتفع بكتابه وكل ما استفاد مستفيد من علمه فهذا يعتبر عمر ثاني للانسان عمر ثاني للانسان واذا لم يكن للانسان وفق لتعلم العلم يستطيع ان ينشر العلم بنشر مؤلفات اهل العلم بنشر مؤلفات اهل العلم من اتاه الله عز وجل مالا ونشر كتب العلم بطبعها ونشرها وتوزيعها والاشرطة العلمية لاهل العلم ونشرها في الناس اذا مات يبقى له اجرها يبقى له اجرها وثوابها كذلك اعمال البر مثل غرس النخل وحفر الابار وبناء دور الايتام ونحو ذلك من اعمال البر اذا مات العبد يجري اجرها له في قبره بعد وفاته يجري اجرها له في قبره بعد وفاته وهنا تلمح امرا عجيبا بعض الموتى في قبورهم بعض الموتى في قبورهم في كل ساعة وكل لحظة تكتب له اجور وهو ميت في قبره كل ساعة وكل لحظة يكتب له اجر ويزيد اجره وهو في قبره ويوجد على وجه الارض احياء يمشون على اقدامهم احياء ولا يكتب لهم اجر بل يكتب عليهم اوزار يكتب عليه اوزار حي ويمشي على قدميه على وجه الارض ومحروم من الاجور بل يكتب عليه اثام واوزار وبعض الموتى في قبورهم ميت والاجور تتوالى عليه ساعة بعد ساعة ويوما بعد يوم يكتبها الله سبحانه وتعالى له اجرا وثوابا كما قال الله سبحانه وتعالى انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا الاشياء اللي قدموها في الحياة واثارهم اي نكتب اثارهم تكتب لهم وتكون في موازين حسناتهم الشيخ عبدالرحمن ابن السعدي رحمه الله في تفسيره ذكر كلاما جميلا نفيسا تفسيرا لهذه الاية من سورة ياسين قال رحمه الله قوله انا نحن نحيي الموتى اي نبعثهم بعد موتهم لنجازيهم على الاعمال ونكتب ما قدموا اي من الخير والشر وهو اعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم واثارهم ما معنى واثارهم قال وهي اثار الخير واثار الشر وهي اثار الخير واثار واثار الشر التي كانوا هم السبب في ايجادها. في حال حياتهم وبعد وفاتهم وتلك الاعمال التي نشأت من اقوالهم وافعالهم واحوالهم فكل خير عمل به احد من الناس بسبب علم العبد وتعليمه او نصحه او امره بالمعروف او نهيه عن منكر او علم اودعه عند المتعلمين او في كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته او عمل خيرا من صلاة او زكاة او صدقة او احسان فاقتدى به غيره او عمل مسجدا او محلا من المحال التي يرتفق بها الناس وما اشبه ذلك فانها من اثاره التي تكتب له فانها من اثاره التي تكتب له وكذلك عمل الشر وكذلك عمل الشر يكتب على الانسان ولهذا من سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة وهذا الموضع يبين لك علو مرتبة الدعوة الى الله والهداية الى سبيله بكل وسيلة وطريقة موصلة الى ذلك ويبين لك نزول درجة الداعي الى الشر الامام فيه وانه اسفل الخليقة وانه اسفل الخليقة واشدهم جرما واعظمهم اثما. نسأل الله العافية فينبغي للعاقل ان يتفكر في هذا الامر وان يتدبره جيدا وان يعلم ان اثاره تكتب سواء الاثار التي اثار الخير او الاثار التي اثار الشر والعاقل يحرص اشد الحرص على ان يستكثر لنفسه من الاعمال التي يكتب له اثارها عندما يكون احوج ما يكون الى الاعمال فيودع في قبره ويرتهن فيه وهو فيه تتوانى عليه الاجور وتتزايد عليه يوما بعد يوم آآ تكتب له اثار اعماله فهذه فيها لفتة انتباه ينبغي لكل مسلم ان يحرص عليها يحرص على ما يسمى بالعمر الثاني بعد موت الانسان ان يكون له اعمال بر اعمال صالحة يقدمها تبقى يبقى له اجرها ومن ذلكم ما اشار اليه الشيخ ان يتزوج الشاب بنية الولد الصالح ويحرص على تربية الولد ويبادر الى الزواج لان القدرة على تربية الزواج في نشاط الانسان اكبر ان تربية الاولاد في في في نشاط الانسان وشبابه اقدر من منه اذا كبر فيحرص على تربية اولاده وتعليمه من القرآن والسنة والعبادة والطاعة فهؤلاء الاولاد يكونون عمر ثاني للانسان يحرص على العلم والتعلم والتفقه والتعليم والدعوة الى الله سبحانه وتعالى فان هذا يكون عمرا ثان للانسان اذا وسع الله عليه في المال يحرص على بناء المساجد بناء دور الايتام بناء آآ مساكن للفقراء والمحتاجين حفر الابار طباعة الكتب العلمية النافعة التي تفيد الناس يحرص على ذلك قد قال عليه الصلاة والسلام يقول انسان مالي مالي وليس لك من مالك الا ما قدمت فابقيت او اكلت فابليت والا ما سوى ذلك فهو للمورث والحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام ايكم ماله مال مورثه خير ايكم مال مورثه خير له من ماله اي خير له عنده من ماله قالوا كلنا ما له خير له او احب اليه من مال مورثه فبين عليه الصلاة والسلام ان ما للانسان هو ما قدمه ما قدمه وما سوى ذلك هو في الحقيقة مال للمورث ومهمته في هذه الحياة الدنيا حراسة هذا المال يكون حارسا للمال وخازنا له وحافظا له الى ان يموت ويقتسمه الورثة ويقتسمه الورثة والورثة بعظهم قد يكون بارا بارا بوالده فيتصدق عن والده ببعض المال وبعضهم لا يتصدق عن والده ولا بريال واحد يعني قد يرث من والده الملايين الطائلة ويعرض عليه ان يبنى مسجد يكلفه مثلا اربع مئة الف خمس مئة الف ويقال له تبرع به صدقة لوالدك. الوالد خلف اموالا طائلة. بعضهم يقول لو كان يبغى كان في حياته لو كان يبغى الاجر كان في حياته بنى ويأبى ان يبني لوالده مسجدا ويبنى ويأبى ان يبني لوالد مسجدا ويكون والده مهمته في هذه الحياة يخزن هذا المال ويجمع اهل الورثة ويموت ويقتسمونه ولا يدري الانسان ما متى يموت قد يموت بعد يوم بعد يومين بعد شهر والنهاية ان الورثة يقتسمون هذا المال فما للانسان هو ما قدمه ويكون عمر ثاني للانسان يبني مسجد الان اذا مات يجد ثواب ذلك واجره في قبره. اذا بنى به دارا للايتام يجد ذلك ثوابا واجرا. في قبره اذا طبع به كتبا علمية يجد ذلك ثوابا واجرا في قبره فهذا هو مال الانسان حقيقة الذي يقدمه ويتقرب به الى الله سبحانه وتعالى ثم بين الشيخ رحمه الله ان الاثار على قسمين قسم منها ان تقع بغير قصد من الانسان صلى صلى ورآه بعض الناس محافظا على الصلاة فاقتدى به يكتب له اجره يكتب له اجره وكثير من الناس اهتدى بالقدوة اهتدى بالقدوة يعني يرى انسانا مستقيما محافظا فيقتدي به فيكتب له اجره. وان كان لم يتكلم معه وهذه يسمونها الدعوة بلسان الحال القسم الثاني وهو اشرف النوعين ان يقع بالقصد ان يقع بالقصد يعني شخص يتزوج ومن نيته ان يكون له ذرية صالحة ووهكذا يتاجر ويكسب المال من اجل ان يبني دورا للايتام من اجل ان ان يبذل ابوابا للخير الى غير ذلك فهذه تكتب للانسان وهو اعلى وارفع الدرجتين ثم اشار الشيخ اشارة لطيفة ينبغي على اخواننا العمال وخاصة الفلاحين في المزارع ان ينتبهوا لها فائدة لطيفة وجميلة جدا ختم بها كلامه رحمه الله تعالى قال فما ترتب من نفع ديني او دنيوي على هذا العمل فانه من اثار عمله وان كان يأخذ على عمله الاخير اجرا وعوضا يعني العامل الان الذي في في فلاحة في مزرعة ويأخذ اجر على عمله اذا عمل بنصح وادى واجبه كما ينبغي وهو ايضا محتسب محتسب عند الله سبحانه وتعالى ان ان يحصل اجرا كلما انتفع طير من من هذا من هذا الزرع وفي كل كبد رطبة اجر وكلما انتفع فقير وكلما انتفع محتاج فكما ان صاحب المزرعة ينتفع فهذا الفلاح الناصح ايضا ينتفع فان الله يدخل بالسهم الواحد الجنة ثلاثة صانعه وراميه والممد له وهذا جاء في حديث ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام صانعه وراميه والممد له والفلاح بما بمثابة الممد. يعني هو العامل هو القائم على هذا هذا الامر. فاذا قام به ناصحا محتسبا فانه باذن الله تبارك وتعالى يرجى له ان يكتب له ان يكتب له اجر ذلك عند الله عز وجل ونكتفي بهذا القدر وجرت العادة في كل سنة ان اعلن عن مسابقة علمية في في بداية الاجازة الصيفية مسابقة علمية بحثية وغالبا تكون المسابقة حول الكتاب الذي يدرس في اه في الاجازة الصيفية وقد يسر الله عز وجل دراسة كتاب شمائل النبي صلى الله عليه وسلم في خمسة واربعين مجلسا في هذا المكان واعلنت عن مسابقة علمية بحثية دراسة لهذا الكتاب ووضعت لها عناصر عشرة تتعلق بمكانة الكتاب ومنزلته عند اهل العلم وشروحه وطبعاته ونسخه الخطية وغير ذلك من الجوانب ايضا فائدة دراسة الشمائل في حياة المسلم كان اخر موعد لتقديم المسابقة الخامس عشر من شهر رمظان كما هو معلن وتقدم عدد من الاخوة بابحاث قيمة وجيدة بذلوا فيها جهود علمية تشكر تذكر وتشكر وبعضهم تميز تميزا واضحا واعلنت ايضا في المسابقة ان للثلاثة الاوائل فقط جوائز قيمة وتعلن اسماؤهم فقط الذين هم الثلاثة الاوائل وكل مشارك ايضا له شيء من التقدير على جهده وعلى مشاركته والان اعلن اسماء الثلاثة الاوائل في اه في في المسابقة الاول اه اخونا ابو رؤين سمير كسولة الجزائري وجائزته ثلاثة الاف ريال والثاني ابو عبد السلام حمزة العيدلي الجزائري وجائزته الفين ريال والثالث ابو بكر اسامة بن محمد الحريري السوري وجائزته الف ريال فهؤلاء هم الثلاثة الاوائل وعلى الجميع جميع الاخوة المتسابقين مراجعة الاخ عبد الحكيم لاستلام البحوث وايضا استلام الجوائز والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك