بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن القاعدة الحادية والستون معرفة الاوقات وظبطها حث الله عليه حيث يترتب عليه حكم عام او حكم خاص وذلك ان الله رتب كثيرا من الاحكام العامة والخاصة على مدد وازمنة تتوقف الاحكام عملا وتنفيذا على ضبط تلك المدة واحصائها. قال تعالى يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج وقوله مواقيت للناس يدخل فيه مواقيت الصلوات والصيام والزكاة. وخص الحج بالذكر لكثرة ما يترتب عليه من الاوقات الخاصة والعامة. وكذلك مواقيت مواقيت للعدد والديون والايجارات وغيرها وقال تعالى لما ذكر العدة واحصوا العدة وقوله في الصيام فعدة من ايام اخر وقال تعالى ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. وقال تعالى بعثناهم لنعلم اي الحزبين احصى ولما لما لبثوا امدا وذلك لمعرفة قدرة الله في افاقتهم فلو استمروا على نومهم لم يحصل الاطلاع على شيء من ذلك من قصتهم. فمتى ترتب على ضبط الحساب واحصاء المدة مصلحة في الدين او في الدنيا؟ كان مما وارشد اليه القرآن ويقارب هذا قوله تعالى او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها الى اخر الايات وقوله ولتعلموا عدد السنين والحساب ونحوها من الايات. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله هذه اجمعين اما بعد هذه القاعدة الحادية والستون من كتاب القواعد الحسان المتعلقة باية القرآن للامام العلامة عبد الرحمن ابن ناصر ابن سعدي غفر الله له ورحمه واسكنه جنات النعيم هذه القاعدة يبين فيها رحمه الله تعالى ان من جملة ارشادات القرآن التوجيه الى العناية بالوقت وظبطه لان الوقت تترتب على ظبطه احكام عامة واحكام خاصة ولا يمكن الاتيان بتلك الاحكام العامة كذلك الاحكام الخاصة الا اذا ظبط الوقت الا اذا ظبط الوقت ولهذا جاء في القرآن التوجيه الى مراعاة الوقت وظبطه سواء في الاحكام العامة مثل الصلاة ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا مثل الصيام ايام معدودات هذا وقت حدده الله عز وجل للصيام مثل الحج لو وقت محدد فهذا الوقت وقت الصيام وقت الصلاة وقت الحج يترتب عليه عبادات هي من اركان الاسلام العظيمة فاذا لم يضبط الوقت ضيعت العبادة ضيعت العبادة لان لان هذه العبادات جاءت مؤقتة باوقات ان لم تضبط اوقاتها ضاعت على الناس عبادتهم وايضا قل مثل هذا في الاحكام الخاصة جاء الاسلام جاء القرآن بالتوجيه الى ضبط الوقت من الاحكام الخاصة مثلا عدة المطلقة او عدة المتوفى عنها زوجها عدة المتوفى عنها زوجها وقد مر معنا عند المصنف رحمه الله تعالى في موضع سابق اشار فيه رحمه الله الى ان القرآن فيه توجيه الى مراعاة المنجبرة او المنكسرة قلوبهم او جبر المنكسرة قلوبهم وذكر امثلة على ذلك من جملتها عدة المتوفى عنها زوجها وذكر انها سنة كاملة ورحمه الله يشير هنا الى شيء معين وهو تقرير القاعدة تقرير القاعدة وهو ان الله عز وجل لما جعل عدة المتوفى عنها زوجها سنة كاملة هو من باب جبر آآ قلبها المنكسر جبر قلبها المنكسر ثمان الحكم الذي في هذه الاية نسخ وصار عدة المتوفى عنها زوجها اربعة اشهر وعشرة عدتها اربعة اشهر وعشرة فالشاهد ان هذه الاوقات عدة المتوفى عنها زوجها عدة المطلقة آآ ونحو ذلك لابد فيه من ضبط الوقت لا بد من ضبط الوقت ايضا المعاملات مثل الاجارة التي تكون بين الناس اذا اجره شهرا اجره سنة سنتين لابد من ضبط الوقت ولهذا جاء في القرآن الاشارة الى مراعاة الوقت وظبطه لانه تنبني عليه احكام عامة وخاصة تنبني عليه احكام عامة وخاصة واشار رحمة الله عليه الى جملة من دلائل القرآن وشواهده وتوجيهه الى ظبط الوقت ورعايته نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الثانية والستون الصبر اكبر عون على كل الامور والاحاطة بالشيء وخبرا هو الذي يعين على الصبر وهذه القاعدة عظيمة النفع قد دل القرآن عليها صريحا وظاهرا في اماكن كثيرة. قال تعالى واستعينوا والصلاة اي استعينوا على جميع المطالب وفي جميع شؤونكم بالصبر فان الصبر يسهل على العبد القيام بوظيفة الطاعات واداء حقوق الله وحقوق عباده. وبالصبر يسهل عليه ترك ما تهواه نفسه من المحرمات فينهاها عن هواها حذر شقاها وطلبا لرضى مولاها. وبالصبر تخف عليه الكريهات ولا هذا الصبر وسيلته والته التي ينبني عليها ولا يمكن وجوده بدونها هو معرفة الشيء المصبوغ عليه وما فيه من الفضائل وما يترتب عليه من الثمرات. فمتى عرف العبد ما في الطاعات من صلاح القلوب وزيادة الايمان واستكمال الفضائل وما تثمره من الخيرات والكرامات وما في المحرمات من الضرر والرذائل وما توجبه من العقوبات المتنوعة وعلم ما في اقدار الله من البركة وما لمن قام بوظيفته فيها من الاجور هان عليه الصبر على جميع ذلك. وبهذا يعلم فضل العلم وانه اصل العمل والفضائل كلها. ولهذا هذا كثيرا يذكر في كتابه ان المنحرفين في الابواب الثلاثة انما ذلك لقصور علمهم وعدم احاطتهم التامة بها وقال انما يخشى الله من عباده العلماء وقال انما التوبة على على الله للذين يعملون السوء بجهالة ليس معناه انهم لا يعترفون انها ذنوب وسوء انما قصر علمهم وخبرتهم بما توجبه من العقوبات وانواع المضرات وزوال المنافع. وقال تعالى مبينا انه متقرر ان الذي لا يعرف ما يحتوي عليه شيء يتعذر عليه الصبر. فقال عن الخضر لما قال له موسى وطلب منه ان يتبعه ليتعلم مما علمه الله قال انك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا فعدم احاطته به خبرا يمتنع معه الصبر ولو تجلد ما تجلد فلابد ان يعال صبره. وقال تعالى مبينا عظمة القرآن وما هو عليه من الجلالة والصدق الكامل بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله. فابان ان الاعداء مكذبين به انما تكذيبهم به لعدم احاطتهم بما هو عليه. وانهم لو ادركوه كما هو لالجأهم واضطرهم الى والاذعان فهم وان كانت الحجة قد قامت عليهم ولكنهم لم يفقهوه الفقه الذي يطابق معناه ولم يعرفوه حق معرفته وقال في حق المعاندين الذين بان لهم علمه وخبروا صدقه وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا وقال تعالى فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. والمقصود ان الله ارشد العباد الى الاستعانة على امورهم بملازمة الصبر. وارشدهم الى تحصيل الصبر بالنظر الى الامور. ومعرفة حقائقها وما فيها من الفضائل او الرذائل والله اعلم ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة وهي قاعدة عظيمة تتعلق الصبر ومكانته العظيمة من دين الله عز وجل وحاجة العبد الماسة اليه وان العبد لا يتهيأ له القيام القيام بالطاعة والانكفاف عن المعصية الا اذا كان متحليا بالصبر فالصبر مكانته في الدين عظيمة ومنزلته عليا والعبد لا يزال موفقا مسددا ما كان متحليا بالصبر متجملا به والصبر يحتاجه العبد في امور ثلاثة ولهذا قال اهل العلم الصبر انواعه ثلاثة احتاجوا اليه في الطاعات ويحتاج اليه في المعاصي ويحتاج اليه في الاقدار المؤلمة فهذه الامور الثلاثة كلها تحتاج الى صبر فالطاعة تحتاج الى صبر بان يصبر نفسه على فعل الطاعة والمحافظة عليها وعدم التفريط فيها والمعاصي تحتاج الى صبر بان يصبر العبد نفسه عن فعلها وذلك بان يحبس نفسه وان يمنعها من فعل المعاصي ومقارفتها والاقدار المؤلمة التي تصيب العبد من فوات محبوب او حصول مرهوب او مؤلم او نحو ذلك فهذا يحتاج ايضا من العبد صبر ولنبلونكم بشيء من الجوع والخوف ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين اي على اقدار الله فالعبد يحتاج الى الصبر في هذه المقامات الثلاث او هذه الامور الثلاث الطاعات والمعاصي الطاعات يصبر على فعلها والمعاصي يصبر على تركها والبعد عنها واقدار الله المؤلمة يصبر عليها فيحتاج الصبر الى هذه الامور الثلاثة لكن كيف يحقق العبد الصبر يقول الشيخ رحمه الله في هذه القاعدة العظيمة الصبر اكبر عون على كل الامور الصبر اكبر عون على كل الامور. والاحاطة بالشيء علما وخبرا هو الذي يعين على الصبر فاذا قال قائل ما الذي يعينني على الصبر ما الذي يعينني على الصبر سواء الصبر على الطاعة او الصبر على عن المعصية او الصبر على اقدار الله المؤلمة. ما الذي يعينني على ذلك؟ تأتي هذه القاعدة مجيبة على هذا سؤال فيقول رحمه الله تعالى في بيان ذلك يقول هذا الصبر هذا الصبر وسيلته والته التي ينبني عليها ولا يمكن وجوده بدونها هو معرفة الشيء المصبور عليه ومعرفة الشيء المصبور عليه فهذه قاعدة مهمة في باب الصبر. حتى يتأتى للعبد الصبر على الطاعة والصبر عن المعصية والصبر على اقدار الله المؤلمة لابد ان يلم او يكون على علم بهذا المصبر عليه ان كانت طاعة صبرت عليها ما هي فضائل هذه الطاعة؟ تحتاج ان تعرف فضائل هذه الطاعة لتصبر عليها فمعرفة الفضائل هو الذي يعين على المحافظة على الامر والعناية بالعبادة جرت عادة بعض اهل العلم في بعض المصنفات في الفنون ان يكتب في مقدمة الكتاب فائدة العلم وفظله لان الفوائد والفظائل اذا عرفت صبر الانسان على طلب ذلك العلم وتحصيله ايضا اذا عرف الانسان فظائل الصلاة ومكانتها من الدين اعانه ذلك على الصبر على هذه الصلاة فظائل الصيام فظائل الحج فمعرفة الفضائل اكبر عون للعبد على الصبر عليها على الطاعات ايضا فيما يتعلق بالمعاصي ان يعرف الانسان عواقبها واظرارها وعقوباتها واخطارها على العاصي في دنياه واخراه فمعرفة ذلك يعين العبد يعين العبد على الصبر عنها والبعد عن فعلها ايضا الامور المقدرة المؤلمة المصائب التي تصيب العبد علم العبد بانها انما وقعت باذن الله وانه ان صبر عليها اثابه الله كان في هذا العلم عونا له على الصبر على اقدار الله فاذا هذه قاعدة مفيدة فيما يتعلق بالصبر وان تحلي العبد بالصبر يحتاج منه الى معرفة بالمصبور عليه ولهذا ارشد القرآن الكريم في مواضع عديدة الى هذا الجانب. معرفة الفضائل فيما يتعلق بالعبادات معرفة العقوبات فيما يتعلق بالمعاصي ايضا ما يتعلق باقدار الله المؤلمة معرفة الفظائل المترتبة على الصبر عليها هذا كله مما يعين العبد باذن الله تبارك وتعالى على التحلي بالصبر وذكر رحمه الله تعالى جملة من الشواهد والدلائل على ذلك نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الثالثة والستون يرشد القرآن الى ان العبرة بحسن حال الانسان ايمانه وعمله الصالح وان الاستدلال على ذلك بالدعاوى المجردة او باعطاء الله للعبد من الدنيا او بالريايات كل ذلك من طرق المنحرفين. والقرآن يكاد ان يكون اكثره تفصيلا لهذه القاعدة. وقد قال تعالى وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى الا من امن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء اعف بما عملوا وقال تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم وقد اكثر الله من هذا المعنى في عدة ايات. واما حكاية المعنى الاخر عن المنحرفين. فقال عن اليهود والنصارى وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين. ثم ذكر البرهان الذي من اتى به فهو المستحق للجنة؟ فقال بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقال تعالى ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يجزى به ايات وقال تعالى واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين كفروا للذين امنوا اي الفريقين خير مقاما هو احسن نديا. وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم. ونحوها من الايات يستدل بها الكفار على حسن حالهم بتفوقهم في الامور الدنيوية والرياسات ويذمون المؤمنين ويستدلون على بطلان دينهم بنقصهم في هذه الامور وهذا من اكبر مواضع الفتن ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة وهي نفيسة ومفيدة جدا بين فيها رحمه الله تعالى ان القرآن يرشد الى ان حال الانسان انما يعرف حسنها بالايمان والعمل الصالح فكلما كان العبد اعظم عناية بالايمان والعمل الصالح كان هذا دليلا على حسن حاله اما كون الانسان وسع عليه في المال او في الصحة او في رئاسة مثلا حصلها او زعامة نالها او جاه اكتسبه او نحو ذلك فهذه ليست مقياسا ولا دليلا على مكانة الشخص عند الله لان الدنيا بما فيها من مال من كثرة ولد من زراعة من تجارة من رئاسة من زعامة الى اخر ذلك الدنيا يعطيها الله من يحب من لا يحب الدنيا يعطيها الله جل وعلا من يحب ومن لا يحب وقد قال الله سبحانه وتعالى كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك يعني الكفار والمسلمين الابرار والفجار كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا فكون الانسان مثلا وسع عليه في المال او وسع عليه في الولد او وسع عليه في الجاه والمكانة او الرئاسة او الزعامة او غير ذلك ليس هذا دليل على انه حبيب عند الله لان الدنيا يعطيها الله سبحانه وتعالى من يحب ومن لا يحب لكن المكانة عند الله سبحانه وتعالى انما هي بالايمان والعمل الصالح. ان اكرمكم عند الله اتقاكم. ان اكرمكم هم عند الله اتقاكم لا علاقة هنا في هذا الباب بالجاه بالمكانة بالرئاسة بالزعامة بكثرة المال بكثرة التجارة كل هذه ليس لها علاقة بهذا الباب فالمكانة عند الله وحسن حال العبد انما هي بايمانه وعمله الصالح ولهذا يقول الشيخ رحمه الله تعالى القرآن الكريم يرشد الى ان حسن حال انسان بايمانه وعمله الصالح. انما هو بايمانه وعمله الصالح. وذكر من الادلة على ذلك قول الله تعالى وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى. وما اموالكم يعني مهما كثر مال الانسان ومهما ايضا كثر اولاده ليست هي بالتي تقربه عند الله زلفى. اي تجعل له مكانة وقرب الى الله سبحانه وتعالى قال الا من امن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا. لما اخبر جل وعلا ان الاموال والاولاد لا تقرب ذكر الذي يقرب الى الله وانه انما هو الايمان والعمل الصالح وهكذا في الاية الاخرى يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم والدلائل والشواهد على هذا المعنى في القرآن كثيرة يرتب الثواب والاجر والمكانة عند الله عز وجل والزلفة لديه يرتب على يرتب جل وعلا ذلك على الايمان والعمل الصالح والقرآن فيه ايات كثيرة جدا مبدوءة بقوله ان الذين امنوا وعملوا الصالحات ثم يذكر جل وعلا بعد ذلك ما يترتب على الايمان والعمل الصالح من ثمار واثار. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. ان للمتقين مفازا. ان المتقين في جنات نهر والايات في هذا المعنى كثيرة. فالثواب والزلفة والقرب عند الله عز وجل ونيل الدرجة والمكانة عنده انما هو بالايمان والعمل الصالح ثم في الجانب الاخر من القاعدة يقول رحمه الله تعالى ان القرآن فيه الرد على من يستدل على ذلك بالدعاوى المجردة. القرآن فيه الرد على من يستدل على ذلك يعني بحسن الحال حسن حاله ومكانته عند الله بالدعاوى المجردة او باعطاء الله للعبد من الدنيا. او بالرئاسة وان ذلك كله من طرق المنحرفين يعني بعض الناس يستدل على حاله وحسنها ومكانته عند الله بدعوة مجردة مثل دعوة اليهود. اليهود قالوا نحن ابناء الله واحباؤه هكذا قال نحن ابناء الله واحباؤه وايضا قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا لن يدخل الجنة الا من الا من كان هودا او نصارى فالدعوة المجردة سهلة على اللسان. سهلة على اللسان يستطيع الانسان ان يحرك لسانه بسرعة ويقول انا حبيب عند الله سهلة جدا او يقول انا يوم القيامة ادخل الجنة. هذه الكلمة سهلة جدا على اللسان على كل انسان لكن الدعاوى المجردة هذه لا تقدم ولا تؤخر ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به. ليس الامر مجرد اماني. ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله تعالى ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال والدعاوى اذا لم يقم عليها بينات اهلها ادعياء اهلها ادعياء وما ارخص هذه الكلمة على السنة الناس وخاصة السفلة منهم ويكفيك مثالا وشاهدا على ذلك ان ان اخوان القردة والخنازير شر عباد الله واقبحهم واخصهم يقولون بملء افواههم نحن ابناء الله واحباؤه ويقول لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى. الكلام سهل على اللسان لكن العبرة انما هي بالحقائق. العبرة انما هي بالحقائق. مما سمعته قريبا في زماننا هذا احد الاخوة زار احدى الدول الكافرة يقول سمعت يتردد في الشوارع يقولون نحن شعب يحبنا الله وهو شعب من الشعوب الكافرة يقول نحن شعب يحبنا الله. تتردد دائما على السنتهم فيقول احدهم سألت مرة قلت يعني ما ما ما البرهان ما البرهان على ان انكم شعب يحبه الله قالوا البرهان اننا كل سنة ناخذ بطولة العالم في كرة القدم ناخذ بطولة العالم الكلمة سهلة على اللسان يعني ممكن الانسان عند اي امر من الامور يقول انا حبيب عند الله او يحبني الله سهلة جدا لكن العبرة انما هي بماذا احد السلف قال كلمة جميلة نقلها ابن كثير في تفسيره قال ليس الشأن ان تحب ولكن الشأن ان تحب واضحة؟ قال ليس الشأن ان تحب ولكن الشأن ان تحب. يعني ليس الشأن ان تدعي انك تحب الله. لان الدعوة هذي سهلة لكن الشأن ان يحبك الله الشأن كل الشأن ان يحبك الله والله سبحانه وتعالى لا يحب عبده بمجرد الدعاوى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. لا بد من ايمان اتباع قيام بالاعمال الصالحة تقرب الى الله سبحانه وتعالى بما يرضيه حتى ينال العبد بذلك محبة الله سبحانه وتعالى له. ولهذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه وهو ثابت عن اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني الى حبك فالمسألة ليست بمجرد الدعاوى. وايضا كون الانسان حظي بمال كثير في الدنيا كونه حظي بمال كثير او حظي برئاسة وزعامة ونحو ذلك هذه ليست مقياسا. ولا دليلا على انه حبيب الى الله عز وجل لان الدنيا رخيصة عند الله وهينة ومر معنا الاية الكريمة كلا نمد هؤلاء وهؤلاء ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة لما سقى منها كافر وشربة ماء لكن الدنيا هينة على الله ولهذا يعطيها الله من يحب ومن لا يحب اما الاخرة لا يعطيها الله الا من يحب. ولهذا الادعية ادعياء المحبة يتبين لهم يوم القيامة جلية الامر وحقيقته اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور يوم لا ينفع عند الله عز وجل الا من لقي الله بقلب سليم. هذا الذي ينفع عند الله عز وجل ان يكون الانسان اه مطيعا متبعا ممتثلا منقادا ولا يزكي نفسه مهما جد واجتهد في الاعمال الصالحة لا يزكي نفسه. بل يؤتي يؤدي الاعمال ويؤدي القربات وجل والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون ذكر رحمه الله تعالى بعض الشواهد على ذلك التي تبين ان هذا الامر ليس بمجرد الدعاوى وليس ايظا بمجرد كون الانسان حظي برئاسة او زعامة في الدنيا ولا ايظا كون الانسان حظي بمال كثير او تجارة واسعة عريضة كل هذا ليس مقياسا لكون الانسان حسن الحال او عظيم المكانة عند الله عز وجل وان المكانة عند الله انما هي بالايمان والعمل الصالح نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الرابعة والستون الامور العارضة التي لا قرار لها بسبب المزعجات او الشبهات قد ترد على الحق والامور اليقينية ولكن سرعان ما تضمحل وتزول وهذه قاعدة شريفة جليلة قد وردت في عدة مواضع من القرآن فمن لم يحكمها حصل له من الغلط في فهم بعض الايات ما اوجب الخروج عن ظاهر النص ومن عرف حكمة الله تعالى في ورودها على الحق الصريح لاسباب مزعجة تدفعها او لشبه قوية تحدثها ثم بعد هذا اذا رجع الى اليقين والحق الصريح وتقابل الحق باطل فزهق الباطل وثبت الحق. حصلت العاقبة الحسنة وزيادة الايمان واليقين. فكان في ذلك التقدير كمن بالغة وايادي سابغة ولنمثل لهذا امثلة. فمنها ان الرسل صلوات الله وسلامه عليه اكمل الخلق ايمانا ويقينا وتصديقا بوعد الله ووعيده. وهذا امر يجب على الامم ان يعتقدوا في الرسل ان انهم قد بلغوا ذروته العليا وانهم معصومون من ضده. ولكن ذكر الله في بعض الايات انه قد يعرض من الامور المزعجة المنافية حسا لما علم يقينا ما يوجب لهؤلاء الكمل ان يستبطئوا معه النصر ويقولون متى نصر الله وقد يقع في هذه الحالة على القلوب شيء من عوارض اليأس بحسب قوة الواردات وتأثيرها في القلوب ثم في اسرع وقت تنجلي هذه الحال ويصير لنصر الله وصدق موعوده من الوقع والبشارة والاثار العجيبة امر كبير لا يحصل بدون هذه الحالة ولهذا قال حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فهذا الوالد الذي لا قرار له ولما حقت الحقائق اضمحل وتلاشى لا ينكر ويطلب للايات تأويلات مخالفة ولظاهرها ومن هذا الباب بل من صريحه قوله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته اي يلقي من الشبه ما يعارض اليقين ثم ذكر الحكم العظيمة المترتبة على هذا الالقاء وان نهاية الامر وعاقبته ان الله يبطل ما يلقي الشيطان ويحكم اياته والله عليم حكيم. فقد اخبر بوقوع هذا الامر لجميع الرسل والانبياء لهذه الحكم التي ذكرها. فمن انكر وقوع ذلك بناء على ان الرسل لا ريب ولا شك معصومون وظن ان هذا ينافي العصمة فقد غلط اكبر غلط ولو فهم ان الامور العارضة لا تؤثر في الامور الثابتة لم يقل قولا خالف فيه الواقع وخالف نص الايات الكريمات. ومن هذا على احد قولين المفسرين قوله تعالى فظن ان لن نقدر عليه وانه ظن ظن عرض في الحال ثم زال الوساوس العارضة في اصل الايمان التي يكرهها العبد حين تلد قلبه. ولكن ايمانه ويقينه يزيل ويذهبها ولهذا قال صلى الله عليه وسلم عندما شكى اليه اصحابه هذه الحال التي اقلقتهم لهم الحمد لله الذي رد كيده الى الوسوسة. ويشبه هذا العوارض التي تعرض في ايرادات الايمان قوة وارد من من شهوة او غضب. وان المؤمن كامل الايمان قد يرد في قلبه هم وارادة لفعل وارادة لفعل بعض المعاصي التي تنافي الايمان الواجب ثم يأتي برهان الايمان وقوة ما مع العبد من انابة التامة في دفع هذا العارض. ومن هذا قوله تعالى عن يوسف ولقد همت به وهم بها ان رأى برهان ربه وهو انه لما رجع الى ما معه من الايمان ومراقبة الله وخوفه ورجائه دفع عنه هذا الهم واضمحل وصارت ارادته التامة فيما يرضي ربه. ولهذا بعد المعالجة الشديدة التي لا يصبر عليها الا الخواص من الخلق. قال قال صلى الله عليه وسلم رب السجن احب الي مما يدعونني اليه الاية وكان احد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله وقال تعالى ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون يشمل الطائف الذي يعرض في اصل الايمان والذي يعرض في ارادته. فاذا مسهم تذكروا ما يجب من يقين الايمان ومن واجباته فابصروا. فرجع الشيطان خاسئا وهو حسير. ولعل من هذا قول لوط عليه سلام او اوي الى ركن شديد. وقول النبي صلى الله عليه وسلم رحم الله لوطا لقد كان يأوي الى شديد يعني وهو الله القوي العزيز. لكن غلب على لوط صلى الله عليه وسلم تلك الحال الحرجة والنظر للاسباب العادية فقال ما قال مع علمه التام بقوة ذي العظمة والجلال. ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة تتعلق بالامور العارظة الامور العارظة اي التي تعرظ للانسان ولا تكون ثابتة عنده يعني ليست من عقيدته ولا من دينه ولا من عمله ولا من الثوابت عنده ولكنها تعرظ تعرظ اما امور مزعجة امور مزعجة اهالته واقلقته وازعجته فعرظ لقلبه امورا اه ليست هي من ايمانه الثابت ولا من يقينه الراسخ وانما هي نوع مثلا من آآ شك القلب او الم القلب او انزعاج القلب او نحو ذلك وكذلك الامور العارظة الناس عن الشبهات القوية التي ربما عرظت للانسان ربما عرظت للانسان والانسان عرظة للابتلاء عرضة للابتلاء فما شأن هذه الامور العارظة؟ يقول رحمه الله تعالى الامور العارظة التي لا قرار لها الامور العارظة التي لا قرار لها بسبب المزعجات او الشبهات قد ترد على الحق والامور اليقينية ولكن سرعان ما تظمحل تزول ولكن سرعان ما تضمحل وتزول الانسان المؤمن المحافظ على ايمانه وعلى طاعة ربه وعنده يقين وثقة بالله احيانا في حياته قد يعرض له مزعجة قوية او يعرظ ايظا له في حياته شبه قوية. فتوجد عنده شيء من الاظطراب العارظ. وانتبه لكلمة عارظ الاظطراب العارظ سرعان ما يزول اذا رجع الى ايمانه ويقينه وحجج ايمانه وبراهين دينه زالت تلك الامور رضا والانسان قد يبتلى يبتلى بامور عارضة بعض الناس قد تمكث معه اياما. بعضهم قد تمكث معه لحظات. لكنها تبقى عارظة وتزول باذن الله تبارك وتعالى تزول باذن الله تبارك وتعالى. فهذه الامور العارظة اذا دافعها الانسان وكرهها اذا دافعها الانسان وكرهها وتلمس مواطن الايمان ودلائل القرآن والسنة الطاردة لها لم تظره شيء باذن الله تبارك وتعالى. خاصة اذا لم يسترسل معها ولم ينمها في نفسه وفي قلبه وهذا الامر الذي يتحدث عنه الشيخ رحمه الله موضع شكوى كثير من الناس. موضع شكوى كثير من الناس. كثير من الناس يعرض له الى يعرظ له اشياء تهجم على قلبه فجأة اما بسبب امر مزعج او بسبب شبهة قوية وتبقى تشغل قلبه تشغل قلبه. هذه وهي في هذا الحد تسمى امور عارظة يعني ليست شيء ثابت في هذا الشخص. وان وانما هو امر عارض الامر العارض الذي يهجم على القلب من غير طلب ويدخل الى القلب بدون استئذان اذا لم ينميه الانسان في قلبه ويمكن له في قلبه سرعان ما يزول ولا يضره شيئا باذن الله. ولهذا قال عليه الصلاة السلام لما سأله الصحابة عن هذه الحال قال الحمد لله الذي رد كيده للوسوسة يعني هذا حظه من الانسان ان يلقي وساوس فاذا كان الانسان ماضي في طريقه وفي ايمانه وفي عبادته لله سبحانه وتعالى ولا يقف عند هذه الامور العارظة سرعان ما تزول ذهب وكأنها لم توجد اصلا في قلبه وكانها لم توجد اصلا في قلبه. فهذه امور لا تؤثر وكل انسان عرظة لذلك كل انسان عرظة لذلك ان يعرظ على قلبه اشياء وواردات تهجم على قلبه بدون استئذان فاذا لما فاذا كرهها وابغضها ولم ينمها في قلبه وتعوذ بالله عز وجل منها وانتهى عن استرسال مع تلك الامور ومضى في ايمانه وفي عبادته لله سبحانه وتعالى لم تضره شيئا والمؤلف رحمه الله ذكر نماذج من هذه الامور العارظة التي تعرظ لكل الناس وعموم الناس تعرظ لهم وذكر النماذج على ذلك لكن الله عز وجل يذهبها عن العبد بيقينه وايمانه وصلته بالله وتوكله على الله جل وعلا وفي خاتمة القاعدة ذكر من شواهدها قول الله عز وجل ان الذين اتقوا اذا مسهم ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون قال يشمل الطائف الذي يعرظ في اصل الايمان والذي يعرظ في ايراداته. يعني سواء من ذلك الشبهات التي تخدش في العقيدة او الشبهات التي تخدش في الديانة. وهذه امور قد تعرض الانسان هذا وهذا. لكن الانسان اذا تعود بالله من الشيطان وتذكر اه ذكر نفسه بالله وباطلاع الله سبحانه وتعالى عليه زال هذا الامر العارض عنه من شبهة او وشهوة وبقي على امره الثابت وودينه وصلته بربه تبارك وتعالى هذي قاعدة مفيدة لان بعظ الناس تعرظ عليه مثل هذي الامور وتزعجه وخاصة اذا استرسل معها بعظ الشيء فتتعبه تماما لكن ينبغي علينا ان نعرف ان هذه امور عارظة تدخل على الانسان بدون استئذان وان العبد اذا لم يلتفت اليها وتعود بالله منها ومضى في حياته علما وعملا لم تضره شيئا باذن الله تبارك وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الخامسة والستون قد ارشد القرآن الى منع الامر المباح اذا كان ايفضي الى محرم او ترك واجب؟ وهذه القاعدة وردت في القرآن في مواضع متعددة وهي من قاعدة لها احكام المقاصد. فمنها قوله تعالى ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم وقوله تعالى ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن. فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقوله يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع قد ورد بعض ايات تدل على هذا الاصل الكبير. فالامور المباحة هي بحسب ما يتوسل بها اليه. ان توسل بها الى فعل واجب او مسنون كانت مأمورا بها. وان توسل بها الى فعل محرم او ترك واجب كانت محرمة منهيا عنها وانما الاعمال بالنيات الابتدائية والغائية. والله كان يفضي الى محرم او ترك واجب وهذه القاعدة راجعة الى القاعدة الاخرى التي اشار اليها الشيخ رحمه الله وهي ان الوسائل لها احكام المقاصد الوسائل لها احكام المقاصد فاذا كانت الوسيلة مباحة لكنها تفظي بالعبد لامر محرم تكون محرمة تكون محرمة فالوسائل لها احكام المقاصد ولهذا جاء القرآن بمنع الامور المباحة اذا كانت وسيلة مفظية الى امر محرم اذا كانت وسيلة مفظية الى امر محرم فيمنع حينئذ المباح. فيمنع حينئذ اه المباح وذكر من شواهد القرآن ودلائله على هذه القاعدة قول الله لا ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسب الله هدو بغير علم لا تسبوا الاصنام مع ان سب الاصنام من حيث هو مباح لكن اذا كان سب الاصنام يفظي الى سب اولئك لرب العالمين. يمنع من هذا المباح. يمنع من هذا المباح لكونه يجر الى امر عظيم فالمباح اذا جر الى امر محرم المباح اذا جر الى امر محرم يمنع منه ومن الدلائل على ذلك ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن لما كان هذا الامر المباح للمرأة يفضي الى الفتنة والهاب الفتنة في صدور الرجال منعت من ذلك. مثله قوله فلا تخضعن بالقول. لماذا؟ قال فيطمع الذي في قلبه به مرض فاذا الوسائل لها احكام المقاصد ولهذا جاء القرآن بمنع الامور المباحة اذا كان فعلها يفضي الى محرم او يفضي الى ترك واجب. ومن الامثلة على ترك الواجب ما ذكره في قوله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع. البيع مباح. لكن اذا اذا اشتغل به في هذا الوقت منعه من فعل الواجب الذي اداء صلاة الجمعة فمنع الله منه قال ذروا اي دعوه فمنع من البيع في هذا الوقت لان البيع في هذا الوقت والبيع في اصله مباح لكن منع منه في هذا الوقت لانه يفضي الى ترك واجب فالمبالي اذا افضى الى ترك واجب او الى فعل محرم يمنع منه وقد دل على ذلك كتاب الله عز وجل. نعم. قال رحمه الله تعالى القاعدة السادسة والستون من قواعد القرآن انه يستدل بالاقوال والافعال على ما صدرت عنه من الاخلاق والصفات وهذه قاعدة جليلة فان اكثر الناس يقصر نظره على نفس اللفظ الدال على ذلك القول او الفعل من دون ان يفكر في اصله وقاعدته التي اوجبت صدور ذلك الفعل والقول. والفطن اللبيب ينظر الى الامرين ويعرف ان هذا لهذا ملازم لهذا. وقد تقدم ما يقارب هذا المعنى الجليل ولكن لشدة الحاجة اليه اوردناه على اسلوب اخر. فمن ذلك ان قوله عن عباد الرحمن انهم يمشون على الارض هونا اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. وذلك صادر عن وقارهم وسكينتهم وخشوعهم. وعن حلمهم الواسع وخلقهم الكامل وتنزيهم لانفسهم عن مقابلة الجاهلين. ومثل قوله وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون يدل مع ذلك على حسن ادارة الملك وكمال السياسة وحسن النظام. وقوله تعالى واذا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين. يدل على حسن الخلق ونزاهة النفس يعني الاخلاق الرذيلة وعلى سعة عقولهم وقوة حلمهم واحتمالهم. ومثل ومثل الاخبار عن اهل الجاهلية في اولادهم خشية الفقر او من الاملاق يدل على شدة هلعهم وسوء ظنهم بربهم وعدم ثقتهم وكذلك قوله عن اعداء رسوله وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من ارضنا يدل على سوء ظنهم بالله وان الله لا ينصر دينه ولا يتم كلمته وانزلة هذا الاصل كثيرة واضحة لكل صاحب فكرة حسنة ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة منبها بها الى العناية امرين في باب الاستدلال لمعرفة حسن القول او الفعل من عدمه وذلك بان ينظر الى القول نفسه والى من صدر منه القول. لان كلا من الجانبين له فائدته في الاستدلال في هذا الجانب وذكر رحمه الله ان من الناس من يقصر نظره على القول مجردا بقطع النظر عمن صدر منه. لكن اذا نظر الانسان الى القول وقائل هو الفعل وفاعله فان بمجموع هذين النظرين يخرج الانسان بالحكم اللائق المناسب في هذا الباب قول الله تعالى يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما هذه الكلمة وهي يقول سلاما في هذا المقام عظيمة. لكن ايضا اذا نظرت الى القائلين لهذه الكلمة تجد انها صادرة عن وقار هؤلاء وسكينتهم وخشوعهم وعن حلمهم الواسع وخلقهم الكامل فاذا نظرت هذين النظرين خرجت باوصاف اتم. واحكام اسد في حق صاحب القول او او صاحب بالفعل فجاء يعني الشيخ هنا يقرر ان الاجمل والاشد في الحكم ان يكون مبنيا على النظرين النظر الى طول الفعل من جهة والنظر الى القائل او الفاعل من جهة اخرى. ومثل على ذلك فيما يتعلق بجوانب الخير واهله وايضا في جوانب الشر واهله. لما ذكر عن المشركين وقتلهم اولادهم سفها بغير علم خشية املاق. اذا قيل لماذا تقتله؟ قال خشية املاق. اذا نظرت الى هذه الكلمة ويقول خشية عملاق سيئة واذا نظرت ايضا في حال هؤلاء تجد اه حال هؤلاء قائمة على الهلع وعلى سوء الظن بالله وعدم الثقة بكفاية الى غير ذلك من الامور التي تعرف من حال هؤلاء. ففي هذا الباب يجمل النظر الى الجانبين الى الاقوال والافعال من جهة والى القائلين والفاعلين من جهة اخرى. آآ كتاب القواعد الحسان للمؤلف رحمه الله له نسختان خطيان في هذا الموضع في النسخة الاخرى الخطية للقواعد الحسان اثبت الشيخ رحمه الله قاعدة اخرى غير هذه القاعدة ايه ده؟ وهذه القاعدة كما اشار الشيخ رحمه الله مر نظيرها ولكنه اتاها اتى بها هنا لاهميتها في سياقها بقالب اخر لكن في النسخة الاخرى من القواعد الحسان اثبت قاعدة اخرى مفيدة غير هذه القاعدة وهي اعظم الاصول التي يقررها القرآن ويبرهن عليها توحيد الالوهية والعبادة وهذا الاصل العظيم اعظم الاصول على الاطلاق واكملها وافضلها واوجبها وهو الذي خلق الله الجن والانس ليس لاجله وخلق المخلوقات وشرع الشرائع لقيامه وبوجوده الصلاح وبفقده الشر والفساد. وجميع الايات اما امر به او بحق من حقوقه او نهي عن ضده او اقامة حجة عليه او بيان جزاء اهله في الدنيا والاخرة او بيان الفرق بينهم وبين من لم يتصف به. ويقال له توحيد الالهية باعتبار ان الله ذو الالوهية. وان الالوهية وصفه الدال الدال عليها الاسم العظيم وهو الله. وهي جميع صفات الكمال. ويقال له توحيد العبادة باعتبار وصف العبد باخلاص العبادة لله تعالى. وتحقيقها في العبد ان يكون عارفا بربه مخلصا له جميعا عباداته محققا ذلك بترك الشرك صغيره وكبيره وباتباع النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا والسلامة من كل بدعة وضلالة وبموالاة اهله ومعاداة ضدهم. وهذا الاصل الذي هو اكبر الاصول قد قرره شيخ الاسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد وذكر من تقريره وتفاصيله وتحقيقه ولفي كل ما يضاده ما لا يوجد في كتاب غيره. بل كتابه المذكور لا يخرج عنه. والقرآن يقرره بطرق متنوعة وقد تقدم في اول هذه القواعد شيء من ذلك. وقد ذكرنا في التفسير ثمانية طرق كلية في تقرير هذا الاصل وصورة ما ذكرناه على قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله الاية بعد ما ذكرنا تفسيرها والطريق الى العلم بانه لا اله الا الله امور. احدها بل اعظمها تدبر اسماء الرب وصفاته وافعاله الدالة على كماله وعظمته وجلاله فانها توجب بذل الجهد في التأله له والتعبد للرب الكامل الذي له كل حمد ومجد وجلال وجمال. الثاني العلم بانه تعالى المنفرد بالخلق والتدبير في علم بذلك انه المنفرد بالالوهية. الثالث العلم بانه المنفرد بالنعم الظاهرة والباطنة. الدينية والدنيوية والاخروية فان ذلك يوجب تعلق القلب به ومحبته والتأله له وحده لا شريك له. الرابع ما نراه ونسمعه من الثواب لاوليائه. القائمين بتوحيده من النصر والنعم العاجلة. ومن عقوبته لاعدائه المشركين به فان هذا داع الى العلم بانه تعالى وحده المستحق للعبادة كلها. الخامس معرفة اوصاف والانداد التي عبدت مع الله واتخذت الهة وانها ناقصة من جميع الوجوه فقيرة بالذات لا تملك بنفسها ولا لعابديها نفعا ولا ضراء ولا حياة ولا نشورا ولا تنصروا من عبدها ولا تنفعه بمثقال ذرة من جلب خير او دفع شر فان العلم بذلك يوجب العلم بانه لا اله الا الله وبطلان الهية ما سواه السادس اتفاق كتب الله على ذلك وتواطؤها عليه وهو اعظم ما فيها. السابع ان خواص خلق الذين هم اكملوا الخليقة اخلاقا وعقولا وعلما ورأيا واصابة وهم الرسل والانبياء والعلماء ربانيون قد شهدوا لله بذلك. الثامن ما اقامه من الادلة الافقية والنفسية. التي تدل على توحيد اعظم دلالة وتنادي عليه بلسان حالها بما اودعها من لطائف صنعته وبديع حكمته وغرائب في خلقته فهذه الطرق التي اكثر الله من دعوة الخلق بها الى انه لا اله الا هو قد ابداها في كتابه اعادها بطرق واساليب متنوعة. الى اخر ما ذكرنا هناك وكل رسول اول ما يدعو الى هذا التوحيد ويقرره لهم بنحو مما ذكرنا من هذه الادلة. هذه القاعدة عظيمة جدا وهي تعلق باعظم الامور على الاطلاق واجلها وهو توحيد الله جل وعلا توحيد الالوهية ويقال له توحيد العبادة توحيد الالوهية باعتبارها اظافته الى الله عز وجل والى الاله وانه خاص بالله عز وجل وتوحيد العبادة باعتبار انه فعل العبد الذي يجب ان يخلصه لله. ويقال له ايضا توحيد الارادة وتوحيد النية وتوحيد القصد والطلب وله اسماء عديدة باعتبار اوصافه والاحوال المتعلقة به. واعظم الامور واجل على الاطلاق واشار رحمه الله تعالى الى كتاب التوحيد لشيخ الاسلام محمد عبد الوهاب رحمه الله وانه اعظم ما الف في هذا الباب ومن يتأمل المؤلفات التي الفت في توحيد العبادة يجد ان كتاب التوحيد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هو اجلها وانفعها وقد وفقه الله عز وجل لحسن تصنيفها هذا الكتاب وجمع موضوعاته ولم جوانبه وجمع شواهده ودلائله فيما لا تجده في كتاب اخر وشرح شروحات كثيرة واعتنى به العلماء عناية فائقة وممن اعتنوا به الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله في كتاب عظيم له سماه القول السديد في بيان مقاصد كتاب التوحيد هو كتاب مختصر لكنه كبير الفائدة عظيم منفعة وذكر الشيخ رحمه الله طريقة القرآن في تقرير هذا التوحيد وكان رحمه الله كتب في تفسيره عند قول الله جل وعلا من سورة محمد فاعلم انه لا اله الا الله كلاما نفيسا بين من خلاله طريقة القرآن في تقرير هذا التوحيد ونقل ذلك في هذه القاعدة وهو كلام واضح ظاهر بين نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة السابعة والستون يرشد القرآن الى الرجوع الى الامر المعلوم المحقق عند ورود الشبهات والتوهمات وهذه قاعدة جليلة يعبر عنها ان الموهوم لا يدفع المعلوم وان لا يعارض المتيقن ونحوها من العبارات. وقد ارشد الله اليها في مواضع كثيرة لما اخبر تعالى عن الراسخين في العلم وان طريقتهم في المشتبهات انهم يقولون امنا به كل من عند ربنا. فالامور المحكمة المعلومة يتعين ان يرجع الي ان يرجع اليها ان يرجع اليها الامور المشتبهة المظنونة. وقال تعالى في زجر المؤمنين عن القدح في اخوانهم المؤمنين لولا ان سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا وقالوا هذا افك مبين. فامرهم بالرجوع الى ما علم من ايمان المؤمنين الذي يدفع السيئات وان يعتبروا هذا الاصل المعلوم ولا يعتبروا كلام من تكلم مما ويقدح فيه وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين اذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها فوجاهته عند الله تدفع عنه وتبرأه من كل عيب ونقص قاله فيه من اذاه لانه لا يكون وجيها عند ربه حتى يسلم من جميع المنقصات. ويتحلى بجميع الكمالات اللائقة بامثاله من اولي العزم يحذر الله هذه الامة ان يسلكوا مسلك من اذى موسى مع وجاهته فيؤذوا اعظم الرسل جاها عند الله مقاما ودرجة وقال تعالى فماذا بعد الحق الا الضلال؟ ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو حق ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة ان القرآن يرشد الى الرجوع الى الامر المعلوم المحقق عند ورود الشبهات والتوهمات. اي اذا عرظ الانسان شبهة او عرظ له وهم فينبغي ان يرجع في ذلك الى اليقين. يرجع في ذلك الى اليقين. قد قال الله عز وجل هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فسمى جل وعلا المحكم اما للكتاب والام هو الاصل والمرجع. فالذي ينبغي على الانسان في مثل هذا الباب ان الامور الموهومة او الامور المتشكك فيها يعيدها الى الامور اليقينية الامور الثابتة البينة. وذكر رحمه الله تعبير بعض اهل العلم عن هذه القاعدة بقولهم الموهوم لا يدفع المعلوم والمجهول لا يعارض المتيقن لان الاصل في هذا الباب الرجوع الى الامور المتيقنة والامور المعلومة الثابتة لدى العبد. اما الشبهات العارظة والامور المتوهمة والاشياء متخيلة هذي لا يبنى عليها. وانما يكون المعول والبناء على الامور البينة الثابتة وذكر رحمه الله تعالى من الامثلة على ذلك قال وقال تعالى في زجر المؤمنين عن القدح في اخوانهم المؤمنين لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا وقالوا هذا افك مبين فامرهم بالرجوع الى ما علم من ايمان المؤمن الذي يدفع السيئات. وان يعتبروا هذا الاصل المعلوم. ولهذا ايضا يقال الاصل في اهل الايمان السلامة. الاصل في اهل الايمان السلامة فلا يضاف اليهم شيئا لا يليق بهم ولا يضاف لاحد من افرادهم شيئا لا يليق بهم الا اذا كانوا متيقنا والا يبقى الانسان على يبقى المسلم على الاصل وهو سلامة ولا يعدل عن هذا الاصل المتيقن الا بيقين. اما بمجرد التوهم والظن والشك فالظن لا يغني من الحق شيئا. فالظن لا يغني من الحق شيئا. ايظا ما ذكره في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين اذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها. فوجاهته عند الله تدفع عنه وتبرؤه من كل عيب ونقص تبرؤه من كل عيب ونقص فارشد بقوله وكان عند الله وجيها الى اعتبار هذا الامر كما ان ايضا اعتبار ايمان المؤمن وصلته بالله آآ دافعا عنه من ان يلصق به او يوصف بصفات لا تليق به فالاصل ان يبقى المؤمن موصوفا بصفات الخير لا يوصف بالصفات غير اللائقة الا اذا وجد يقين اما بمجرد الشك او الظن فلا يجوز ان يبنى على ذلك وصفا للمسلم باوصاف لا تليق به قال يرشد القرآن الى الرجوع الى الامر المعلوم المحقق عند وروج الشبهات والتوهمات. والشبهات والتوهمات لا يصار اليها ولا يخرج بها الانسان عن اصله من حيث ان الاصل السلامة والبراءة فلا فلا يخرج بالانسان عن اصله بناء على توهمات او شكوكات او شبهات لا اه تغني من الحق شيئا ونكتفي بهذا والعلم عند الله وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك