بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن قاعدة الثامنة والستون ذكر الاوصاف المتقابلات يغني عن التصريح بالمفاضلة اذا كان الفرق معلوما. وهذه القاعدة في القرآن كثير يذكرها في المقامات المهمة كالمقابلة بين الايمان والكفر والتوحيد والشرك وبين الهيته الحق والهية والهية ما سواه فيذكر تباين الاوصاف التي يعرف العقلاء بالبداهة التفاوت بينها. ويدع التصريح بالمفاضلة الى العقلاء. قال تعالى اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار؟ االله خير ام ما يشركون؟ امن خلق السماوات والارض والايات التي بعدها ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلم في رجل هل يستويان مثلا؟ مثل الفريقين كالاعمى والاصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا وقال تعالى اانتم اعلم ام الله؟ قل االله اذن لكم ام على الله تفترون؟ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وقال مثلها امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجع رحمة ربه فهذا الموضع ترك القسم الاخر كما ترك التصريح بالمفاضلة لعلمه من لعلمه من المقام فقوله امن هو قانت اناء الليل الى اخرها يعني كمن ليس كذلك والايات في هذا المعنى كثيرة وهو من بلاغة القرآن واسلوبه العجيب كقوله افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى ام من يمشي سويا على صراط مستقيم ولما ذكر اوصاف الرسول الداعي وما يدعو اليه واعظم الناس معارضة له قال وانا واياكم لعلى هدى او في ضلال مبين. فستبصر ويبصرون بايكم المفتون. لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وذلك انه اذا ميزت اشياء تمييزا تاما وعرفت مراتبها في الخير والشر والكمال والنقص صار التصريح بعد ذلك بالتفضيل لا معنى له والله اعلم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف العلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله تعالى القاعدة الثامنة والستون ذكر الاوصاف المتقابلة يغني عن التصريح بالمفاضلة اذا كان الفرق معلوما. هذي قاعدة اخذها رحمه الله تعالى حسن تأمل ونظر في ايات القرآن الكريم والقرآن في هذا الباب باب المفاضلة اذا كانت الاوصاف كافية ظاهرة بينة للتمييز واظهار الافضل ممن دونه يغني في مثل هذه الحال عن التصريح بالافضل او بالمفاضلة فيكتفى بذكر الاوصاف عن التصريح لوظوح الامر وهذا جاء في مواضع كثيرة من كتاب الله عز وجل ساق المصنف رحمه الله تعالى جملة منها وذكر رحمه الله ان في المقامات المهمة كالمقابلة بين الايمان والكفر التوحيد والشرك بين الهية الله الحق والهية ما سواه بمثل هذه المقامات يذكر تباين الاوصاف ويكتفي بذلك لانه من خلال تباين الاوصاف يعرف دون حاجة الى التصريح والتصريح انما يحتاج اليه عندما تكون الاوصاف متكافئة او متقاربة فيحتاج المقام الى ان يصرح فيه بالافضل او يصرح به فيه بالمفاضلة والتفظيل لكن اذا كانت الاوصاف مغنية فاصبح حينئذ المقام لا يحتاج الى ان يصرح بالتفظيل وساق رحمه الله تعالى امثلة منها قول الله تعالى اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار ارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار؟ الارباب وصفهم بالتفرق والواحد جل وعلا والله جل وعلا وصف نفسه بالواحد القهار فاغنى بذكر الاوصاف عن ذكر التفظيل او الافظل قال الله خير ام ما يشركون ايضا من هذا الباب فقوله ارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار؟ هل الخيل للانسان ان يتبع ويعبد والعياذ بالله اربابا متفرقة فيكون قلبه ممزقا مشتتا ممزعا بين ارباب كثيرة متعددة لا تغني عن نفسها شيئا فضلا عن ان تغني عن داعيها وعابديها هل هذا خير لانسان ام الله؟ ام اي ام من يتجه في عبادته وخضوعه وذله لله الواحد القهار لله الواحد القهار جمع بين هذين الاسمين الواحد القهار وترى الجمع بينهما في مواضع كثيرة في القرآن الكريم وهذا فيه حكمة نبه نبه عليها اهل العلم نبه عليها اهل العلم يذكر الواحد ويذكر معه القهار لان القهار لا يكون الا واحدا. والواحد لا يكون الا قهارا جل وعلا فلو كان اثنان متصفان بالقهر لم يتميز احدهما عن الاخر بذلك لم يتحقق معنى القهر ووصف القهر للاثنين معا. لان احدهما مكافئ للاخر. لكن اذا كان القهار واحدا هنا يظهر الكمال اذا كان القهار واحدا اي لا ينازعه ولا يغالبه ولا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء ولهذا ان هذان الاسمان في مواضع كثيرة من القرآن الكريم فايهما خير لانسان ارباب متفرقون يتشتت في ارباب كثيرة متفرقة لا تغني عنه شيئا ام يخلص دينه لله الواحد القهار؟ المقام لا يحتاج الى التصليح بالافضل ولهذا لم يصرح لظهور لظهور الامر وعدم خفائه وخير هذا افعل تفضيل هذا افعل تفضيل. يقول اهل العلم استعمل افعل التفظيل هنا في غير بابه. استعمل افعل التفضيل في غير بابه لان العادة في استعمال افعل التفضيل عندما يكون فالمفضول شيء من الاوصاف التي فضل بها الافظل عليه مثل ان تقول مثلا العسل احلى من السكر على سبيل المثال هنا استعملت افعل التفظيل في بابه استعملته في بابه لان كلا منهما حلو ولكن ميزت احدهما عن الاخر بمزيد فضل لكن لو قال قائل العسل احلى من الملح يقال استعمل افعل التفظيل في غير بابه. لان المفضول ليس فيه شيء من اوصاف الفاضل فهنا فارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار؟ هذا من باب استعمال افعل التفظيل في غير بابه لان الارباب المتفرقة لا خير فيها لان الارباب المتفرقة لا خير فيها مطلقا لا خير فيها مطلقا بل هي كلها شر وضر وباطل وضلال وذكر الشيخ رحمه الله تعالى مزيدا من الامثلة في تقرير هذه القاعدة نعم قال تعالى قال رحمه الله تعالى القاعدة التاسعة والستون من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه وهذه قاعدة وردت في القرآن في مواضع كثيرة فمنها ما ذكره الله عن المهاجرين الاولين الذين هجروا اوطانهم واموالهم واحبابهم لله فعوضهم الله الرزق الواسع في الدنيا والعز والتمكين. وابراهيم صلى الله عليه وسلم لما اعتزل قومه واباه وما يدعون من دون الله وهب له اسحاق ويعقوب والذرية الصالحين وسليمان صلى الله عليه وسلم لما الهته الخيل عن ذكر ربه فاتلفها عوضه الله الريح تجري بامره والشياطين كل بناء وغواص. واهل الكهف لما اعتزلوا قومهم وما يعبدون من دون الله. وهب لهم من رحمته وهيأ لهم اسباب التوفيق والراحة وجعلهم هداية للضالين. والتي احسنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها اية للعالمين. ومن ترك ما تهواه نفسه من الشهوات لله تعالى. عوضه من محبته وعبادته والانابة اليه ما يفوق جميع لذات الدنيا ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ونص القاعدة هو لفظ حديث ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقوله عليه الصلاة والسلام من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا من يشهد له القرآن في مواضع كما ينبه على ذلك المصنف رحمه الله تعالى هنا بذكر الشواهد من القرآن الكريم على ان من ترك شيئا لله يعني انما تركه لله ولاجل وجه الله فيعوضه الله سبحانه وتعالى خيرا منه ذكر شواهد من القرآن عديدة وايضا واقع الناس يشهد لذلك كثير من الناس عندما اقتنع بمن الله سبحانه وتعالى عليه وهدايته له بالحق والهدى وكان على شيء من الحرام فتركها لله فتح الله عز وجل له من ابواب الخير والبر والتيسير والعون والتوفيق ما عوضه به عما كان تركه لاجل الله سبحانه وتعالى وهذا الباب يحتاج من الشخص الى يقين وثقة بالله يحتاج الى يقين وثقة بالله عز وجل فيترك يترك الشيء لله واثقا بالله يترك الشيء لله واثقا بالله عز وجل والثقة لا تكون الا بالله لا تكون بالنفس ولا بالغير الثقة كما يقول ابن القيم رحمه الله هي لب التوكل وخالصه لب التوكل وخالصه فالثقة لا تكون لا تكون الا بالله ويخطئ بعض الناس عندما يقول انا عندي ثقة بنفسي او انا واثق بنفسي او يقول انا واثق فيك الثقة لا تكون الا بالله عز وجل الثقة لا تكون الا بالله مثل التوكل الثقة مثل التوكل لا تكون الا بالله جل وعلا ولهذا سئل الشيخة محمد ابن إبراهيم رحمه الله مفتي هذه الديار كما في مجموع فتاواه رحمه الله تعالى سئل هل هل تجب الثقة بالنفس هل تجب الثقة بالنفس قال الثقة بالنفس لا تجب قال الثقة بالنفس لا تجب ولا تستحب الا تجوز لا تجب ولا تستحب الا تجوز لا يجوز ان يكون الانسان عنده ثقة الا بربه واما نفس الانسان تخونه وقد يعتمد على نفسه واثقا بها فلا يتهيأ لها اذا لم يحالفه توفيق الله وعونه ومده فيبدو الانسان الاسباب المتاحة له المتهيئة له وتكون ثقته كلها بالله وتكون ثقته كلها بالله سبحانه وتعالى وحده واعتماده على الله وتوكله على الله لا على نفسه لا يتوكل على نفسه ولا على غيره وانما يتوكل على الله ويبذل الاسباب النافعة وفي هذا الباب عندما يترك المسلم شيئا لله جل وعلا يتركه وهو على ثقة بالله عز وجل ان منه التوفيق والعوظ والتيسير والله جل وعلا يقول اليس الله بكاف عبده ويقول ومن يتوكل على الله فهو حسبه هذه القاعدة كما اشرت كما اشار المصنف رحمه الله لها شواهد كثيرة في القرآن الكريم ان من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه قال من ذلك ما ذكره الله عن المهاجرين الاولين الذين هاجروا اوطانهم اموالهم احبابهم لم يهاجروا الا لله وابتغاء رضوان الله تركوا الاموال تركوا البيوت تركوا الاولاد تركوا كل شيء خرجوا بابدانهم لله سبحانه وتعالى فعوضهم الله سبحانه وتعالى الرزق الواسع في الدنيا والعز والتمكين ولما اعتزل ابراهيم قومه واباه وما يدعون من دون الله وهب له اسحاق ويعقوب. عوضه الله سبحانه وتعالى خيرا من ابيه وقومه عوضه اسحاق ويعقوب نبيين من الصالحين وسليمان لما انهته الخيل عن ذكر ربه فاتلفها عوضه الله الريح تجري بامره والريح اسرع من الخير وعوضه ايضا الشياطين كل غواص وبناء لما اتلف الخيل عندما الهته عن ذكر ربه وهذا على قول في في تفسير الاية مسحا بالسوق والاعناق قيل المراد انه قتلها وعقرها كلها لانها الهته وظعف هذا القول ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره قيل ان المراد بالمسح حقيقة المسح يعني يمسح ما على سوقها واعناقها من غبار او تراب او نحو ذلك فالذي ذكره المصنف رحمه الله على قول ذكره المفسرون في معنى الاية قال واهل الكهف لما اعتزلوا قومهم وما يعبدون من دون الله وهب لهم من رحمته وهيأ لهم اسباب التوفيق والراحة وجعلهم هداية للضالين كذلك والتي احسنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها اية للعالمين قال ومن ترك ما تهواه نفسه من الشهوات لله عوضه من محبته وعبادته والانابة اليه ما يفوق جميع لذات الدنيا ما يفوق جميع لذات الدنيا تأمل كلام الشيخ رحمه الله من ترك شهوته عندما يتاح للانسان الشهوات المحرمة الشهوات المحرمة فيتحاشاها ويتركها لله جل وعلا مع انه اتيحت له وتهيأت وعرضت عليه لكنه تركها لله طاعة لله وخوفا من عقابه يعوضه الله سبحانه وتعالى بهناءة عيش لا توصف بهنائة عيش لا توصف لقاء تركه لتلك المعاصي لاجل الله سبحانه وتعالى لاجل الله سبحانه وتعالى. بخلاف والعياذ بالله من يقع في هذه المحرمات ويتلوث بهذه المحرمات ربما انه في حياته اللاحقة عندما يتعفف بالزواج لا يجد الهناءة التي يجدها من كان متعففا عن الحرام مبتعدا عنه متقيا الله سبحانه وتعالى وهذه قاعدة مطردة في كل الامور من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه يكتب الله سبحانه وتعالى له في حياته الدنيا من اللذة والهناءة وطيب العيش ويكتب له ايضا في الاخرة ثوابه العظيم واجره الجزيل. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون وفي هذا الباب عندما تعرظ على الانسان الهداية وتبدأ تدور في نفسه المخاوف مثلا من يعمل في بنك ربوي او يعمل في تجارة محرمة او بيوع محرمة او نحو ذلك من امور ثم تعرظ عليه الهداية وينصح ويذكر وتذكر له الادلة فيبدأ كثير من الناس في هذا المقام بين الصراعين صراعا مع نفسه الامارة بالسوء والشيطان وصراع مع هذا الحق والهدى الذي يسمعه ويلقى عليه. فبعضهم في هذا المقام يقول من اين اكتسب؟ كيف اعيش كيف انفق على اولادي؟ كيف امشي حياتي؟ كيف اترك هذه الامور وهي مصدر رزقي؟ هكذا يقول بعض الناس فيحتاج مثل هؤلاء الى فعلا ثقة عظيمة بهذه القاعدة التي حديث نبوي ودل عليها القرآن من ترك شيئا لله فوضه الله خيرا منه وكما قدمت اولا لا ينبغي ان يدخل على سبيل التجربة وانما يدخل على سبيل الثقة بالله. من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه والامور كلها بيد الله الله جل وعلا هو المعطي المانع القابض الباسط الخافظ الرافع المعز المذل الامور كلها بيده جل وعلا فيدخل الانسان واثقا بربه ويترك المعاملات المحرمة التي ابتلي بها ويقبل على المعاملات المباحة وعلى ثقة بربه سبحانه وتعالى ان الله سيعوضه خيرا في دنياه واخراه هذه قاعدة شريفة وعظيمة وكل انسان يحتاج الى فهمها والعلم بها وتطبيقها من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة السبعون القرآن كفيل بمقاومة جميع المفسدين. ولا يعصم من جميع الشرور الا التمسك باصوله وفروعه قد تقدم من الادلة على هذا الاصل الكبير في دعوة القرآن الى الاصلاح والصلاح. وفي طريقته في محاجة اهل الباطل. وفي الداخلية والخارجية ما يدل على هذا الاصل. ويعرف الخلق ان العصمة من الشرور ان العصمة من الشرور بها التمسك بهذا القرآن واصوله وعقائده واخلاقه وادابه واعماله. ولكن نزيد هنا بعض التفصيلات فنقول اهل الشر والفساد نوعان احدهما المبطلون في عقائدهم ديانهم ومذاهبهم الذين يدعون اليها. ففي القرآن من الاحتجاج على هؤلاء واقامة الحجج والبراهين على فساد اقوالهم شيء كثير. لا يأتي مبطل بقول الا وفي القرآن بيانه بالحق الواضح. والبرهان الجليل. ففيه الرد على جميع المبطلين من الدهرين والماديين والمعطلين والمشركين والمتمسكين بالاديان المبدلة والمنسوخة من اليهود والنصارى والاميين ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. يذكر الله حجج هؤلاء وينقضها ويبدي من الاساليب المتنوعة في افساد ما هو معروف وتفصيل هذه الجملة لا يحتمله هذا الموضع النوع الثاني من المقاومين للاديان والدنيا والسياسات والحقوق الشيوعيون الذين انتشر شرهم وتفاقم امرهم وسرت دعايتهم في طبقات الخلق سريان النار في العشب في العشب الهشيم. ولم يكن عند الاكثرين ما يرد فولتهم ويقمع شرهم وانما عندهم من عندهم من الاصول والعقائد والاخلاق والسياسات ما يمكن امثال هؤلاء الذين هم فساد العباد والبلاد ولكن ولله الحمد القرآن العظيم والدين القويم قد تكفل بمقاومة هؤلاء كما تكفل بمقاومة غيرهم. وفيه من الاصول والاخلاق والاداب الراقية. ما يردهم على اعقابهم منهزمين فما فيه من العدل ووجوب الحقوق العادلة بين طبقات الناس بحسب احوالهم وما فيه من ايجاب الزكاة والالزام بها ودفع حاجات الفقراء والمضطرين ووجوب القيام بالمصالح الكلية والجزئية ووجوب حفظ الاملاك والحقوق كل هذا اعظم سد واحكم حصن للوقاية من شرور هؤلاء المفسدين. وكذلك ما حض عليه القرآن من لزوم الاداب والاخلاق السامية والاخوة الدينية والرابطة الاسلامية يمنع من تغلغل شرورهم التي طريقها الامثل تحليل الاخلاق وانحلال الاداب وتحلل الروابط النافعة والثورة العامة على الرأسماليين الذين يجمعون ويمنعون فهؤلاء وان ابدوا من القوة المادية والتسلط على العباد بالقهر والاستعباد والطمع والجشع فانهم لا ثبوت لهم على مقاومة هذا التيار المزعج المخرب المدمر ما مر عليه. فما معهم سلاح يقاوم فما معهم سلاح يقاوم سلاحهم ولا قوة تجابه قوتهم ولكونهم لم يتمسكوا بالقرآن الذي فيه العصمة والقوة المعنوية الصلاح والاصلاح والعدل ودفع الظلم والاداب والاخلاق العالية التي لا تزعزعها عواصف الخراب بل بالحق على الباطل فتدمغه فاذا هو زاهق. فاذا جاء هؤلاء المفسدون بالتعطيل المحض والانكار الصرف ابدى قرآن من الحجج والبراهين على وجود الله وعظمته وتوحيده وصدقه وصدق من جاء به ما تصدع له الجبال وتخضع له فحول الرجال واذا تسرب هؤلاء الاشرار بتوسط بتوسط الاخلاق الرذيلة وانحلال الاداب الجميلة ووجدوا مسلكا في هذا الطريق يعينهم على تنفيذ باطلهم جاءهم هذا القرآن بالحث على الاخلاق عالية والاعمال الصالحة والاداب الجميلة التي لا تدع للشر على صاحبها سبيلا. واذا صالوا الفقر والفقراء ووجوب المساواة واحتجوا على ارباب الاموال بالاحتكار والسيطرة واستعبادهم للعباد واستبداد بالاملاك والاموال ولم يجد هؤلاء قوة عليهم وليس بهم طاقة بوجه من الوجوه تصدى هذا القرآن العظيم بعدله وقسطه وايجابه الحقوق المتنوعة الدافعة للحاجات كلها بعد قيامها بالضرورات لصدهم ومقاومتهم وابطال كل ما به يصولون ويجولون. ثم اذا برز بصلاحه واصلاحه العظيم نظامه الحكيم وهديه القويم وحثه على سلوك الصراط المستقيم ونوره الساطع وحججه القواطع لم يبقى وفي وجه باطل الا الا لم يبقى في وجهه باطل الا محقه ولا شر الا سحقه ولا ولا بقي من قصده الحق والصواب الا اختاره واعتنقه ولا تأمله صاحب عقل ورأي الا خضع له وهو الحصن الحصين من جميع الشرور وهو القاهر لكل من قاومه في كل الامور ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة القاعدة السبعون قال القرآن كفيل بمقاومة جميع المفسدين ولا يعصم من جميع الشرور الا التمسك باصوله وفروعه. هذه قاعدة عظيمة تبين مكانة كتاب الله عز وجل ومنزلته العلية وانه لا يوجد على وجه الارض باطل وضلال الا وفي القرآن ابطال له ونقض له وبيان لفساده وبطلانه فالقرآن فيه مقاومة كل باطل وصد فيه مقاومة كل باطل وصدوا كل ظلال ورد كل زيف بما فيه من الايات المحكمات والحجز البينات والدلائل الظاهرات التي تقمع شبه جميع المفسدين وضلال جميع المضلين وهذا من كمال هذا الكتاب كتاب الله عز وجل العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وقد قال الله تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا فالقرآن فيه الرد على كل مبطل لكن الوقوف على ردود القرآن ونقظه لباطل المبطلين يحتاج الى عالم راسخ واماما متمكن في فهم كتاب الله سبحانه وتعالى وقد قال شيخ الاسلام في بعض شيخ الاسلام ابن ابن تيمية رحمه الله في بعض مناظراته لاهل الباطل قال انا ملتزم ان اي مبطل يستدل على باطله باية من القرآن ان ارد عليه بالاية نفسها التي استدل بها اي مبطل يستدل على باطله باية من القرآن ان ارد عليه بالاية نفسها فضلا عن الايات الاخرى الكثيرة التي ترد باطل مبطلين وضلال المضلين فالقرآن كله اه القرآن كتاب عظيم فيه الرد على كل باطل ايا كان نوع الباطل ثمان الشيخ رحمه الله فصل في القاعدة ان العقائد التي او المذاهب الفاسدة التي عند الناس تدور على قسمين بينها رحمه الله القسم الاول عقائد باطلة انشأه الناس واخترعوها عقائد باطلة سواء كانت هذه العقائد الباطلة اديانا حرفت اديانا منزلة حرفت مثل النصرانية واليهودية وغيرها او كانت اديانا اخترعت من الاساس وما اكثرها فهذا قسم من الفساد الموجود. القسم الثاني ما ما عبر عنه رحمه الله تعالى المقاومين للاديان المقاومين للاديان وان الحياة عندهم مجرد مادة يعني يتعايش مع الحياة فقط من اكل وشرب صناعات اعمال تجارات الى اخره اما دين وعبادة فيردون الاديان كلها يردون الاديان كلها لا اله والحياة مادة وهؤلاء الشيوعيون والشيوعيون لما ينتشر مدهم انتشار مدهم اما يكون ببطش القوة او يكون باستغلال الجهل جهل الناس بالدين ولهذا اشار الشيخ رحمه الله تعالى انه لما جاءت الشيوعية ولم يكن عند كثير من الناس عقائد راسخة واخلاق كاملة واداب فاضلة مستمدة من الدين دخلت فيهم مؤثرات اما من كان على عقيدة وايمان وخلق مستمد من كتاب الله سبحانه وتعالى فانه يرى بعين واضحة ان الشيوعية اقبح ما يكون فضلا عن ان يقتنع بمبادئها الهدامة وارائها الزائفة الباطلة فهذا من حيث الجملة الفساد الذي يوجد اما اديان اما عقائد باطلة يعتقدها الناس ويدافعون عنها نافحون او الشيوعية التي هي محاربة الاديان وانشغال متع الدنيا فقط والتسلط على الناس والبغي والعدوان ثم من جهة اخرى اذا نظرنا الى العقائد التي في الناس العقائد التي في الناس نجد انها على قسمين لا ثالث لهما القسم الاول العقائد التي هي منزلة من الله والله عز وجل هو الذي له الحكم ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه عقائدنا نزلت من الله ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب هذه عقائد نزلت من رب العالمين والتفاصيل المتعلقة بهذه الاصول ايضا مبينة في الكتاب والسنة فهذه عقيدة نازلة نزلت من من رب العالمين وحيا ودينا امر الله عز وجل عباده ان يدينوا به ما سوى هذه العقيدة النازلة تسمى عقائد نابتة نبتت في الارض لم تنزل من السماء اخترعها الناس وانشأوها ولهذا العقائد على نوعين عقائد نازلة وعقائد نابتة وكل عقيدة لم تنزل من السماء بوحي من الله فهي نابتة. وكل عقيدة نابتة فهي باطلة وكل عقيدة نابتة فهي باطلة ولهذا نجد ان الانبياء لما ارادوا ابطال العقائد التي على عليها اقوامهم احتجوا بهذا انها لم تنزل ان هي الا اسماء سميتموها ما انزل الله بها من سلطان ما انزل الله بها من سلطان. اأرباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان فنخرج من هذا بقاعدة وتأصيل مبارك ان العقائد على نوعين عقائد نازلة نزلت من السماء بوحي من الله وعقائد نابتة وكل عقيدة نبتت في الارض فهي باطلة لان الدين لله ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون وهذا تأخذ منه فائدة عظيمة ان اي عقيدة تعرض عليك من اي شخص كائنا من كان اذا لم يدعمها بقال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم فدعك منها اذا لم يدعمها بقال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم دعاك من هذه العقيدة لان العقيدة انما تكون صحيحة قويمة سليمة اذا كانت نازلة بوحي من الله عز وجل اما اذا كانت من اختراع العقول واراء الناس وبنات الافكار ونسج الخيال او مثلا بالتجارب والتصورات والاراء وغير ذلك هذا كله باطل العقيدة انما تكون صحيحة اذا كانت عقيدة نزلت بوحي من الله سبحانه وتعالى ولهذا في الدرس المبارك الذي القاه يوسف عليه السلام على صاحبي السجن قرر هذا الامر اجمل تقرير قال يا صاحبي السجن آآ قال ارباب متفرقون ام الله الواحد القهار ما تعبدون ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان الى الحكم الا لله. امر الا اعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون ولكن اكثر الناس لا يعلمون. الدين لله جل وعلا. والحكم لله سبحانه وتعالى ولهذا ابن تيمية رحمه الله قال كلمة في هذا الباب عظيمة وهي موجودة في مجموع فتاواه لما طلب ان يكتب نصا في الاعتقاد قال الاعتقاد ليس لي ولا لمن هو اكبر مني الاعتقاد ليس لي ولا لمن هو اكبر مني الاعتقاد لله وللرسول بمعنى انه اذا كان هناك اية في القرآن او حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم دال على الاعتقاد والا يرد الاعتقاد الذي ليس عليه دليل من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام والامة مبتلاة بكتب الان تسمى كتب العقائد يا اخوان الامة الان مبتلاة بكتب تسمى كتب العقائد ليس فيها ايات ولا احاديث مبتلاة الامة بكتب تسمى كتب العقائد وتسمى ايضا كتب اصول الدين ليس فيها ايات ولا احاديث. تجد من اول الكتاب الى اخره يقول بما انه كذا اذا يكون كذا. ولو انه كان كذا لكان كذا. استنتاجات وتصورات وخيالات. واشياء من هذا القبيل كل هذا لا يستقيم بها اعتقاد كل هذا لا يستقيم باعتقاد لا يبنى اعتقاد على هذه الامور. الاعتقاد يبنى على قال الله قال رسوله. ولهذا فرق ما بين كتب ائمة السلف في العقيدة وكتب اهل الباطل ان كتب اهل السنة تجد العالم يبوب يقول باب من العقيدة كذا قال الله تعالى كذا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا هذي ميزة كتب اهل السنة اذا رأيت كتب اهل البدع يقول من العقيدة كذا والدليل؟ قال لو انه كذا لكان كذا وبما انه كذا اذا يكون كذا ثم يدخل في سفسطة وعقليات ما انزل الله بها من سلطان ويمكن لهذه النظريات التي يقررها ان يأتي شخص اكثر جدلا منه فينقض هذه العقليات ولهذا الامام مالك رحمه الله له كلمة عظيمة جدا في هذا الباب جاءه رجل قال اريد ان اتجادل معك قال ان غلبتك قال ان غلبتك قال اتبعك قال ان غلبتني قال تتبعني. قال وان جاء شخص ثالث وغلبنا. قال نتبعه. قال يا هذا الدين ليس لمن غلب الدين ليس لمن غلب. ما معنى الدين ليس لمن غلب؟ اي الدين لله ليست المسألة انني اتناظر مع فلان او واتحاور معه فاذا اسكتني فالدين الصحيح معه لا الدين قال الله قال رسوله ليس الدين لمن غلب ليس الدين حوار بالعقل وبالارآء وبالتصورات والذي يغلب الاخر هو هو صاحب الدين الصحيح لا الدين قال الله قال رسوله فالشاهد ان هذه قاعدة عظيمة جدا يدعو فيها الشيخ الى التعويل على كتاب الله في الجانبين تقرير الحق وتأصيله وفي نقض باطل وتزييفه في نسخة اخرى كتاب القواعد الحسان فاعاد الصياغة وذكر تفصيلات نافعة نقف عليها نعم قال رحمه الله فاعظم اهل الشر اهل التعطيل المنكرون ما سوى المحسوسات المنكرون للخالق واديان الرسل وما اخبر الله به واخبرت رسله وفي القرآن من البراهين والحجج المتنوعة ما يبطل قولهم ويضمحل معه مذهبه ويتبين للعقلاء انهم مكابرون في انكار اظهر الاشياء واجلاها. ومنهم اهل الشرك بالمخلوقات وتسويتها بالرب في شيء من الصفات والنعوت او الحقوق الخاصة لله. وفي القرآن من ابطال الشرك ووجوب التوحيد واقامة البراهين على تفرد الله تعالى بالوحدانية وصفات الكمال. وانه لا يستحق العبادة سواه. ولا احد يساويه في بوصف ولا حق من الحقوق ما يكفي بعضه لازهاق قولهم. ومنهم المنكرون للانبياء من الاميين والملحدين وغيرهم وفيه من الحجج والبراهين على اثبات رسالتهم والايات والخوارق الدالة على صدقهم والاوصاف والنعوت التي بها ما يدل اكبر دلال ما يدل اكبر دلالة على انهم رسل الله حقا. وانهم اصدق الخلق واكملهم في لصفة كمال وافضلهم في كل فضيلة ومنهم المفرقون بين الانبياء والكتب الذين يزعمون انهم يؤمنون ببعضهم ويكفرون بغيره وفي القرآن حجج وبراهين كثيرة تدل على ابطال قولهم وانهم متناقضون متهافتون في اثباتهم ونفيهم وان الايمان الحق والحق والحق الصريح الايمان بكل كتاب انزله الله وبكل رسول ارسله الله وان الحق والصدق والعلم واليقين يجب الايمان به والاعتراف به حيثما كان ومع من كان. وليس ذلك بالدعاوى والاماني ومنهم الاباحية والشيوعية الذين هم فساد الاديان والملك والدنيا والاخرة. والقرآن كفيل بابطال قوله بما فيه من العقائد والبراهين ووجوب التحلي بالاخلاق الجميلة والتخلي عن من الاخلاق الرذيلة وايجاب الحقوقة بين طبقات الناس ووجوب الزكاوات وانقاذ المضطرين وغيرها من الاحكام فكل هذا سد محكم يمنع هؤلاء المفسدين ويبطلوا شرهم ويزهق حجتهم. ومنهم اهل البدع على اختلاف مذاهبهم رعي اقوالهم وفي القرآن من البراهين والوجوب من البراهين ووجوب التمسك بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم من اصول الدين وفروعه ووجوب رد المتشابه الى المحكم والاعتصام بحبل الله ودينه ما يبطل قوله ويكثر شوكتهم ومنهم اهل التحزب والتشيع وتفريق المسلمين وتمزيق وحدتهم وفي القرآن من الحث على الاعتصام بحبل الله والحث على الالفة والنهي عن التفرق والاخبار بانه طريق اهل الضلال والغضب والتحذير من احوال هؤلاء ووجوب لزوم من اصول العامة الكلية ما يقمع شرهم ويبين شناعة طريقتهم. ومنهم المواعظ والزواجر ما يقمعهم ويردعهم ويخفف شرهم. فكل صاحب شر وفساد انما سلطته ووصول شره على من لم يعتصم بالقرآن وخرج من هذا الحصن الحصين الذي من دخله كان من الامنين من كل شر وضرر وهو القاهر لكل باطل قاومه في كل الامور هذه خلاصة عظيمة جدا قد لا تجدها مجتمعة في موضع اخر بمثل هذا الايجاز حيث عرض رحمه الله تعالى ابرز الشرور والانحرافات الموجودة على وجه الارض عرضها بايجاز وايضا عرظ بايجاز دلائل القرآن وشواهده على ابطال تلك الانحرافات. فذكر اهل التعطيل واهل الشرك والمنكرين للانبياء وذكر المفرقون بين الانبياء وذكر الشيوعيين واهل البدع واهل التحزبات واهل الفساد في الارض ذكر هؤلاء وايضا ذكر اه الدلائل او اشارة الى الادلة. فهذه جملة مختصرة بسطها يطول. ولهذا الفت الانتباه الى ان الفت انتباه بعض طلبة العلم ان يمضي وقتا مع هذه الجملة. يستفيد فائدة عظيمة يحاول ان يبسط هذا كلام بجمع الادلة لان الشيخ اجمل اجمالا يؤدي الغرظ فاذا عشت مع هذا الكلام وقتا تستعرض الدلائل وتستخرج النصوص من كتاب الله على سبيل الفائدة لك فانك باذن الله عز وجل تستفيدوا فائدة عظيمة لان هذا ايجاز محكم جمع فيه الشيخ بين امرين ابرز الباطل الموجود ومن جهة ثانية اشارات مجملة الى دلائل القرآن الكريم على نقظ هذا الباطل وبيان فساده. نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الحادية والسبعون في اشتمال كثير من الفاظ القرآن على جوامع المعاني اعلم ان ما مضى من القواعد السابقة هي المقصود في وضع هذا الكتاب. وهو بيان الطرق والمسالك التي ترجع اليها كثير من الايات وانها وان تنوعت الفاظها واختلفت اساليبها فانها ترجع الى اصل واحد وقاعدة كلية. واما نفس القرآن الكريم فان كثيرا منها من الالفاظ الجوامع وهي من اعظم الادلة على انها تنزيل من حكيم حميد وعلى صدق من اعطي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارا. ولنمثل لهذا النوع امثلة. ونذكر انموذج منه فمنها قوله تعالى من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها. للذين احسنوا وزيادة هل جزاء الاحسان الا الاحسان؟ والسابقون السابقون ان الله يأمر بالعدل والاحسان وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجرا انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا وامرهم شورى بينهم وشاورهم في الامر. ان الله لا يظلم الناس شيئا. يوم تجد كل مما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود. الاية والصلح خير. ان الله لا يصلح عمل تدين والله لا يحب الفساد يوم لا تملك نفس لنفسه شيئا فلا تدعوا مع الله احدا فلا تجعلوا لله اندادا الا لله الدين الخالص فاتقوا الله ما استطعتم ان اريد الا الاصلاح ما استطعت. ولا تنسوا الفضل بينكم. ولا تبخسوا الناس اشياءهم. فاستقم كما امر واصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. ان الحسنات يذهبن السيئات. كذلك لنصر عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. انا كذلك نجزي المحسنين. والذين يصلون كما امر الله به ان يوصل الايات وجزاء سيئة سيئة مثلها وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ان هذا القرآن يهدي للتي هي وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. ما على المحسنين من سبيل. ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث. فمن عفا واصلح فاجره على الله. والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير ام لا. وخير مردا. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وما جعل عليكم في الدين من حرج. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتسبوا اكتملوا بهتانا واثما مبينا. واعدوا لهم ما استطعتم من قوة. فهذه الايات الكريمة وما اشبهها كل كلمة منها قاعدة واصل كبير تحتوي على معان كثيرة وقد تقدم في اثناء القواعد منها شيء كثير وهي متيسرة على حافظ القرآن. المعتني بمعرفة معانيه ولله الحمد. نعم. ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة القاعدة الحادية والسبعون وهي اخر القواعد في هذا الكتاب المبارك كتاب القواعد حسان متعلقة بتفسير اي القرآن قال في اشتمال كثير من الفاظ القرآن على جوامع المعاني وبين رحمه الله انه مضى وفي القواعد السابقة آآ في هذا الكتاب عرض قواعد مستمدة ومستفادة من كتاب الله عز وجل ويدل عليها القرآن في مواضع كثيرة. لكنه اراد ان يختم الكتاب بذكر ايات جوامع بذكر ايات جوامع مثل ما قال رحمه الله تعالى هذه الايات الكريمات وما اشبهها كل كلمة منها قاعدة كل كلمة منها قاعدة واصل كبير تحتوي على معاني كثيرة. ولهذا نجد كثير من هذه الايات مرت معنا شواهد على القواعد التي سبق ان ساقها رحمه الله تعالى. فهذه الايات كلها وولها ايضا والنظائر في كتاب الله عز وجل هي بحد ذاتها قواعد تجمع ابوابا عظيمة آآ من ابواب العلم والخير والبيان وبهذا يكون المصنف رحمه الله تعالى انهى هذا الكتاب المبارك وقال في خاتمة كتابه والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وقد يسر الله ما من علينا بجمعه. فجاء ولله الحمد على اختصاره ووجازته ووضوحه كتابا يسر الناظرين ويعين على فهم كلام رب العالمين ويبدي لاهل البصائر والعلم من المآخذ المسالك والطرق والاصول النافعة ما لا يجده مجموعا في محل واحد. ومخبر الكتاب يغني عن وصفه. واسأله ان يجعله خالصا لوجهه الكريم مقربا لديه في جنات النعيم وان ينفع به مؤلفه وقارئة فيه وجميع المسلمين بمنه وكرمه وجوده واحسانه وهو خير الراحمين وصلى الله على محمد وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين وعلى التابعين لهم باحسان الى يوم الدين. قال ذلك وكتبه جامعه العبد الفقير العبد الفقير الى الله في كل احواله عبدالرحمن بن ناصر العبد الله السعدي وقد تم ذلك في السادس من شوال سنة الف وثلاث مئة وخمس وستين والحمد لله اولا واخرا وظاهرا وباطنا. المصنف رحمه الله تعالى بدأ تأليف هذا الكتاب في غرة شهر رمظان في اول يوم من شهر رمظان من عام الف وثلاث مئة وخمس وستين وانهى تأليفه رحمه الله تعالى في السادس من شوال. في السادس من شوال. والقواعد التي اثبتها بالكتاب واحد وسبعين قاعدة. فيكون بمعدل قاعدتين كل يوم. من واحد رمضان الى السادس من شوال كتبه بمعدل قاعدتين في كل يوم. واختار لكتابة هذه القواعد شهر القرآن. اختار كتابة هذه القواعد شهر القرآن شهر رمضان المبارك الذي انزل فيه القرآن وهي كما رأينا وسمعنا قواعد عظيمة ورصينة واجاد وافاد رحمه الله تعالى في جمعها وتحريرها وذكر شواهدها ودلائلها بما هو قرة عينا للناظر فيه من طلاب العلم والمستفيدين. فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجزي هذا الامام خير الجزاء على حسن صنيعه وجهده الطيب المبارك وان يجعل ذلك في موازين حسناته انه تبارك وتعالى سميع مجيب قريب. وان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا وان يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا ان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا ديننا الذي هو امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في بكل خير والموت راحة لنا من كل شر. واسأله جل وعلا لنا اجمعين العتق من النيران. وغفران الذنوب وان يبلغنا واياكم شهر الخير اعواما عديدة وازمنة مديدة على حسن طاعة وحسن عمل وان يتقبل منا ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. واغفر لنا انك انت الغفور الرحيم. وتب علينا انك انت فالثواب الرحيم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق الله ما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك