السلام عليكم لا اله بسم الله الرحمن بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم كما حسنت خلقنا فحسن خلقنا اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت اللهم واعدنا من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء وبارك لنا الهنا في مجلسنا هذا واجعله لنا اجمعين مرتقا الى الخير وسلما الى الفلاح وبابا من ابواب الهداية والعز والصلاح وما التوفيق الا بالله عليه توكلنا واليه انبنا واليه المصير نحمد الله عز وجل حمدا كثيرا ان يسر لنا هذا الاجتماع لمدارسة اداب العلم والتعلم وهذا الجلوس هو من من النعمة فنسأل الله عز وجل ان يوزعنا شكر نعمته ونسأله جل وعلا الذي يسر لنا هذا المجلس ان ييسر لنا حسن الانتفاع وان يجعله حجة لنا اجمعين لا حجة علينا معاشر الاحبة الكرام بين ايدينا رسالة قيمة ومؤلف نافع حوى خيرا عظيما وفوائد جليلة في اداب العلم وطلبه وتعليمه لمؤلف لمؤلف عرف بامامته وفضله وحسن خلقه وكريم ادبه لمؤلف فهو فيما نحسب من ائمة اهل العلم فهو عالم جليل وفقيه محقق ومفسر بارع ومعلم مرب نفع الله سبحانه وتعالى به خلقا في حياته وخلقا بعد وفاته على طلابه ومؤلفاته وهذا من بركة العلم وحسن التوفيق فاللهم يا رب العالمين اغفر لعبدك الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي واجعل منزلته في فردوسك الاعلى واجزه عنا وعن طلاب العلم وحملة خيرا الجزاء وضاعف له المثوبة والاجر يا رب العالمين وهذا المؤلف الذي بين ايدينا الموسوم اداب المعلمين والمتعلمين فيه خلاصة عظيمة وعصارة نافعة وصفو دقيق في باب الادب والخلق ولهذا اوصي نفسي واخواني طلاب العلم ان يحسنوا الانتفاع والافادة من هذه الرسالة فالقيمة للشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى الرسالة كما اشرت هي في ادب طالب العلم ومعلم العلم هذه الاداب التي ذكر خلاصة عظيمة لها مشيرا بما ذكر الى ما لم يذكر مهمة في حياة طالب العلم لان طالب العلم لابد ان يكون متأدبا باداب طلب العلم حتى ينتفع ويستفيد وكل باب من ابواب الشريعة لها اداب. لابد من التحلي بها وهكذا الشأن في العلم وطلبه له اداب عظيمة مهمة جدا ينبغي على طالب العلم ان يكون متحليا بها وتحليه بهذه الاداب دليل على سعادته وحسن مسلكه وجميل انتفاعه بما هو متجه لطلبه قال ابن القيم رحمه الله تعالى ادب المرء عنوان سعادته وفلاحه وقلة ادبه عنوان شقاوته وبواره وهذا حق كلما كان طالب العلم متحليا باداب العلم واخلاق حملته كلما كان ذلك اعون له على حسن الانتفاع والارتفاع بما يحصل من علم يرفعه الله سبحانه وتعالى به ولهذا كان السلف رحمهم الله تعالى يوصون كثيرا طالب العلم باداب العلم والتحلي بها ويعدونها جزءا كبيرا من العلم يعدون هذه الاداب جزءا كبيرا من العلم حتى قال عبد الله ابن المبارك رحمه الله تعالى كاد الادب ان يكون ثلثي العلم كاد الادب ان يكون ثلثي العلم ويقول رحمه الله تعالى نحن الى قليل من الادب احوج منا الى كثير من العلم لان الكثير من العلم بلا ادب مشكلة يعتمر وينفتح به على المرء ابواب قد تضره من عجب او غرور او قول بلا علم او غير ذلك من الافات الكثيرة التي تعنى في هذا الطريق لكنه اذا تجمل بالعلم وتخلق اذا اذا تجمل بالادب وتخلق اخلاق العلم امن العثار وسدد في طريقه وتحصيله وانتفاعه السلف رحمهم الله تعالى من عنايتهم الادب تخلقا وتأدبا كانوا يعتنون به مثل ما يعتنون بالعلم حفظا وظبطا واتقانا كما قال محمد ابن سيرين رحمه الله كانوا يعني السلف يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم ولما كانت هذه طريقتهم في تحصيلهم للعلم يتعلمون الهدي مع العلم تعلم متوازنا فانه لاجل ذلك كان يظهر عليهم اثر العلم والتعلم في سلوكهم في عبادتهم في خلقهم في تعاملهم قال الحسن البصري رحمه الله كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث ان يرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه ويده يظهر عليه لكنك احيانا ترى من هو مشتغل بالعلم مدارسة ومذاكرة واذا نظرت في خلقه وتعامله لا فرق بينه وبين عوام الناس. لا يظهر عليه لا يظهر عليه العلم في خلق ولا عمل بل احيانا يغلبه بعض العوام في بعض الاداب و الاخلاق وهذا اتي بسبب تفريطه في هذا الجانب وعدم عنايته به ولهذا كان من اعظم ما يتأكد على طالب العلم ان يتربى على اداب العلم ويتحلى باخلاق العلماء وهذا مقام يحتاج الى قراءة ما كتب في الخلق والادب عامة وما كتب في ادب طلب العلم وتحصيله خاصة لظهور الادب على حملته من اهل العلم وهي الطريقة التي كان عليها السلف رحمهم الله كان خلق كثير يحضرون مجالس العلماء وحاجتهم الاساسية او الاولى او بالدرجة الاولى ان يقتبسوا من ادبهم وينهل من اخلاقهم وحسن تعاملهم كان الامام احمد رحمه الله يجتمع في مجلسه في القاء العلم قرابة الخمسة الاف يكتب الحديث من هؤلاء اقل من خمس مئة يكتب الحديث من هؤلاء اقل من خمس مئة والباقون يتعلمون منه حسن الادب وحسن السمت وهذا كله يبين لنا قيمة الادب وحاجته ضرورته في طلب العلم وتحصيله حتى ان الامام الشافعي رحمه الله تعالى يقول من لم يصن نفسه لم ينفعه علمه من لم يصن نفسه لم ينفعه علمه ومن اعظم ما تصان به النفس ان تزم بالاخلاق الفاضلة والاداب الرفيعة التي آآ جاء الاسلام بالحث عليها والترغيب فيها وبيان مكانتها العظيمة مرة اخرى نحمد نحمد الله الذي يسر لنا هذا الاجتماع مذاكرة هذه الرسالة القيمة النافعة للامام عبدالرحمن بن ناصر اه السعدي رحمه الله تعالى الموسومة باداب المعلمين المتعلمين وقبل الدخول في ثنايا هذه الرسالة اسمعكم آآ طرفا من ابيات له رحمه الله في بيان فضل العلم وعظيم ثوابه عند الله سبحانه وتعالى لتكون حافزا ومنشطا على المضي في هذا الطريق والعناية بهذه الاداب الرفيعة العظيمة قال رحمه الله انهض الى العلم في جد بلا كسل نهوض عبد الى الخيرات يبتدر واصبر على نيله صبر المجد له فليس يدركه من ليس يصطبر فكم نصوص اتت تثني وتمدحه للطالبين بها معنى ومعتبر اما نفى الله بين العالمين به والجاهلين مساواة اذا ذكروا وقال للمصطفى صلى الله عليه وسلم مع ما حباه به ازدد من العلم في علم به بصر وخص وخصص الله اهل العلم يشهدهم على العبادة والتوحيد فاعتبروا والله خالقنا نعم وذم خالقنا وذموا خالقنا للجاهلين به في ضمنه مدح اهل العلم منحصرون وفي الحديث ان يرد رب الورى كرما بعبده الخير والمخلوق مفتقر اعطاه فقها بدين الله يحمله يا حبذا نعما تأتي وتنتظر اما سمعت مثالا يستضاء به ويستفز ذوي الالباب ان نظروا بان علم الهدى كالغيث ينزله على القلوب فمنها الصفو والكدر اما الرياض التي طابت فقد حسنت منها الربا بنبات كله نضر فاصبح الخلق والانعام راكعة بكل زوج بهيجا ليس ينحصر وبعضها سبخ ليست بقابلة ان بات عشب به نفع ولا ضرر يكفيك بالعلم فضلا ان صاحبه بالعز نال العلا والخير ينتظر يكفيك بالجهل قبحا ان صاحبه ينفيه عن نفسه والعلم يبتكر الى اخر هذه الابيات الجميلة لهذا الامام الناصح رحمه الله وغفر له وندخل الان في قراءة هذه الرسالة نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا ان اجمعين وان يوفقنا لكل خير بمنه وكرمه نعم بسم الله الرحمن الرحيم قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يتعين على اهل العلم من المعلمين والمتعلمين ان يجعلوا اساس امرهم الذي يبنون عليه حركاتهم وسكناتهم الاخلاص الكامل والتقرب الى الله بهذه العبادة التي هي اجل العبادات واكملها وانفعها واعمها ويتفقدوا هذا الاصل الجليل في كل دقيق من امرهم وجليل فان درسوا او دارسوا او بحثوا او ناظروا او اسمعوا او استمعوا او كتبوا او حفظوا او كرروا دروسهم الخاصة او راجعوا عليها او على غيرها الكتب الاخرى او جلسوا مجلس علم او نقلوا اقدامهم لمجالس العلم او اشتروا كتبا او ما يعين على العلم كان الاخلاص لله واحتساب اجره وثوابه ملازما لهم ليصير اشتغالهم كله قربة وطاعة وسيرا الى الله والى كرامتي وليتحققوا بقوله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة. بدأ رحمه الله تعالى فهذه الوصايا العظيمة باعظم وصية الا وهي الوصية بالاخلاص الذي هو اساس قبول العمل فان الله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل لا العلم ولا غيره الا بالاخلاص وفي الحديث القدسي يقول الله تبارك وتعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه وفي القرآن ايات كثيرة في هل امر بالاخلاص والثناء على اهله المخلصين وبيان ثوابهم العظيم عند الله وان هذا الاخلاص هو زبدة الرسالات وخلاصة الكتب المنزلة قال الله تعالى الا لله الدين الخالص قال جل وعلا وما امروا الله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين والايات في هذا المعنى كثيرة والاخلاص هو ان يؤتى بالعمل صافيا نقيا لا يراد به الا وجه الله فالخالص هو الصافي النقي الذي لا شائبة فيه تلوثه وتكدره كما قال الله سبحانه وتعالى وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا اي صافيا نقيا لا نقطة دم ولا قطعة فرث مع انه يخرج من بين فرث ودم لكنه يخرج بهذا الصفاء وهذا النقاء والخالص من العمل ما كان صافيا نقيا لا يراد به الا الله ولا يبتغى به الا وجهه سبحانه وتعالى وطلب العلم مطلوب فيه هذا المقصد ان يطلب لله وان يبتغى بطلبه وجه الله سبحانه وتعالى والذي يعين طالب العلم على ذلك ان يعلم ان طلب العلم نفسه عبادة يتقرب بها الى الله والعبادات كلها لا تكون مقبولة الا بالاخلاص للمعبود سبحانه وتعالى قال الامام الزهري رحمه الله تعالى ما عبد الله بمثل الفقه فالفقه في الدين هذا عبادة قربة يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى قال سفيان الثوري ما اعلم عملا افضل من طلب العلم وحفظه لمن اراد به الله فمن اراد به الله قصد به التقرب الى الله فهو افضل الاعمال لكن بهذا القيد ان يكون طالبه يقصد به وجه الله سبحانه وتعالى والشيخ رحمه الله بدأ هذه الوصايا والاداب بهذه الوصية التي اعظم ما يوصى به فقال يتعين على اهل العلم من المعلمين والمتعلمين ان يجعلوا اساس امرهم الذي يبنون عليه حركاتهم وسكناتهم الاخلاص الكامل والتقرب الى الله بهذه العبادة قوله بهذه العبادة اي طلب العلم. لان طلب العلم عبادة مر معنا قول الزهري ما عبد الله بمثل الفقه فهذه العبادة التي هي طلب العلم لابد ان تكون متأسسة قائمة على الاخلاص للمعبود سبحانه وتعالى بالا يبتغي طالب العلم بطلبه للعلم الا وجه الله ولا يبتغي ايضا معلم العلم في تعليمه للعلم الا وجه الله فهذا مطلوب من العالم والم تعلم في جلوسهم وتعلمهم ان يؤسسوا علمهم وطلبهم للعلم على هذا الاساس ولهذا تجد ان عددا من اهل العلم ليس بقليل ممن الفوا في جمع احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام سواء في ابواب معينة او في موسوعات جامعة عدد من هؤلاء بدأوا جمعهم لهذه الاحاديث بحديث انما الاعمال بالنيات وجعلوه في صدر مؤلفاتهم وهذا قصدوا منه اه التذكير بهذا الاصل وان العلم كله في كل ابوابه ينبغي ان يقام على الاخلاص باب الطهارة باب الصلاة باب الصيام باب الحج باب الزكاة في كل ابواب العلم ينبغي ان يقام كل باب منها على الاخلاص لله سبحانه وتعالى فتذكر هذا الاصل واستحضاره ومعالجة النفس ومداواتها لتبقى مخلصة هذا من اهم ما ينبغي ان يعتني به العالم والمتعلم وخاصة ان النية تتفلت ويأتيها من الخوارم ما يأتيها فتحتاج الى معالجة مستمرة حتى قال الاوزاعي رحمه الله ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي الامر النية امر ليس بالهين يهجم على الانسان امور في اثناء طلبه للعلم تصرفه عن الاخلاص وتدعوه اما اما الى الرياء او الى السمعة او الى الشهرة او ارادة الدنيا بطلب العلم او او الى غير ذلك من خوارم النية فيحتاج المقام الى مداواة مستمرة للنفس ومعالجة دائمة لها واستعانة بالله وسؤاله سبحانه وتعالى ان يرزق فعبده اخلاصا في نيته وحسن قصد لوجه ربه سبحانه وتعالى بعمله قال يتعين على اهل العلم من المعلمين والمتعلمين ان يجعلوا اساس امرهم الذي يبنون عليه حركاتهم وسكناتهم الاخلاص الكامل والتقرب الى الله بهذه العبادة. بحيث تكون بحيث يكون الاخلاص قاعدة قاعدة يقام عليها هذا البناء العظيم الرفيع المبارك يقام على هذه القاعدة ويؤسس على هذا الاصل المبارك. حتى تؤتي الثمار النافعة الكريمة والفروع الزهية الطيبة كما قال الله تعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن آآ كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون قال رحمه الله عن العلم بهذه العبادة التي هي اجل العبادات واكملها وانفعها واعمها قف هنا لتدرك مكانة العلم وعظم شأنه انه اعظم ما يتقرب الى الله سبحانه وتعالى به واذا اردت ان تدرك ذلك جيدا فلتعلم ان كل قربة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى سبيل تحصيلها ومعرفتها انما هو العلم فلولا العلم لكان الناس كالبهائم فالعلم هو الذي يضيء الطريق وتتميز به الحقائق وتعرف به الاحكام يا يتبصر به السالك ويسلم ايضا من العطب والمهالك فالعلم نور وضياء به يعرف الحلال من الحرام والسنة من البدعة والحق من الباطل والهدى من الضلال كل ذلك لا يمكن ان يميز الا بالعلم الصحيح المستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولهذا فطلب طلب العلم هو من اعظم ما آآ من اعظم العبادات من اعظم ما يتقرب به العبد الى الله سبحانه وتعالى ولهذا فان لحاجة المرء الى العلم اشد من حاجته الى الطعام والشراب حاجته الى العلم اشد من حاجته الى الطعام والشراب وفي هذا يقول الامام احمد رحمه الله الناس احوج الى العلم منهم الى الطعام والشراب لان الطعام والشراب يحتاج اليه في اليوم مرتين او ثلاثا نحتاج اليه مرتين او ثلاثا والعلم يحتاج اليه كل وقت لماذا العلم يحتاج اليه كل وقت لماذا؟ لان الناصح لنفسه لابد ان ان ان يكون كل ما يخطوه مبني على العلم من فقه الرجل كما قال بعض السلف مأكله ومشربه وممشاه. كل اموره لابد ان تكون مبنية على آآ العلم وعلى البصيرة في دين الله سبحانه وتعالى. فالعلم هو من اجل العبادات واكملها واعمها وانفعها ثم قال رحمه الله ويتفقدون هذا الاصل الجليل في كل دقيق من امرهم وجليل. انتبه لهذه الوصية فهي مهمة جدا بمعنى انك تحتاج ان تتفقد الاخلاص وتجاهد نفسك على تحقيقه في كل اعمالك قد يجاهد نفسه مثلا المرء على الاخلاص في الصلاة مثلا ثم يفوته تحقيق الاخلاص في طلب العلم فيدخل مثلا في طلب العلم في نوع من المباهاة والمفاخرة والمراءات والسمعة واشياء من هذا القبيل التي هي من خوارم النية فقد يجاهد نفسه على صلاح نيته في صلاته مثلا ثم يفوته في طلبه للعلم ان يصحح نيته ويدخل في المفاخرة والمباهاة والسمعة والمراءات واشياء من هذا القبيل مما يضر به مضرة عظيمة. فاذا يحتاج طالب العلم ان يتفقد هذا الاصل في كل دقيق من امره وجليل بحيث انه في اعماله كلها يجاهد نفسه على تحقيق اه الاخلاص لله سبحانه وتعالى قال في كل دقيق من امرهم وجليل اعطى بعض التفصيل حتى ننتبه لكل مجالاتنا وهذا جميل جدا قال فان درسوا او درسوا او بحثوا او ناظروا او اسمع او استمعوا او كتبوا او حفظوا او كرروا دروسهم الخاصة او راجعوا عليها او على غيرها الكتب الاخرى او جلسوا مجلس علم او نقلوا اقدام لمجالس العلم او اشتروا كتبا او ما يعين على العلم كان الاخلاص لله واحتساب اجره وثوابه ملازما لهم اي في ذلك كله. هذا التفصيل حقيقة مهم جدا ان يذكر به لان كما قلت الرياء وخوارم الاخلاص قد تدخل على الانسان. مثلا اشتغل طالب علم بحفظ اشتغل بحفظ حتى حفظ كثيرا وحصل كثيرا يجد نفسه تصارعه على المفاخرة المباهاة واذا جلس مع زملائنا احفظ اكثر منك وانت ما تحفظ وانا عندي حفظ كذا او انا جالست من الشيوخ كذا وكذا انت ما عندك شيء ولا حفظت ولا كذا او التكاثر بالكتب الهاكم التكاثر انا عندي كتب اكثر منك ومكتبتي اكبر من مكتبتك. انت ما عندك الا كذا وكذا من الكتب. تعال انظر في مكتبتي وانظر الكتب التي جمعت الى اخره ولهذا يحتاج فعلا مثل ما فصل الشيخ كل هذه الجوانب بيعرظ على طالب العلم فيها ما يخرم النية فيحتاج في كل هذا ان يجاهد خاصة اذا توسع يعني اذا كان عند الانسان كتاب او كتابين ما يأتي شيء من هذا الباب لكن اذا وجد عنده تكونت عنده مكتبة كبيرة كتب كثيرة يبدأ يهجم عليه تهجم عليه هذه الهواجم والمفسدات في المناظرة العلمية والمناقشة والحوار تحدث مع شخص ويناقش في مسألة ثم ينتصر ويتضح الحق ويفلج الاخر بالحجة. تأتيه آآ على طول مباشرة تأتيه هذه الخوارم ويبدأ يتفاخر انا كذا وانا كذا وانا كذا وانا كذا يفاخر بنفسه وما كان هكذا الائمة بل بعضهم كان في مناظرته يتمنى ان يظهر الحق ولو على يد الخصم. المهم ان يظهر الحق ولا كان لهم غرض في انفسهم ان ان يمدح او يثنى عليه فضلا عن ان يفاخر هو بذلك او يمدح نفسه بذلك فهذه امور فصلها الشيخ لان كل واحد منها قد تدخل على طالب العلم في داخله قد يسلم مثلا من الرياء في الحفظ ولا يسلم منه مثلا في اه مجال المجالس مجالس العلم وقد يسلم منه مثلا في المجالس ولا يسلم منه في الكتب قد يسلم منه في كذا ولا يسلم منه في المناظرة فكل هذه الجوانب قد يدخل على على طالب العلم منها الدوخة التي تخرم النية فيحتاج المقام الى المجاهدة للنفس في هذا كله على الاخلاص واحتساب الاجر والثواب وان يكون هذا هذا ملازما له في كل هذه الامور مجاهدا نفسه على الثبات على الاخلاص لله سبحانه وتعالى ليبقى كل هذا التحصيل في ماذا ميزان حسناتي يوم يلقى الله والا كل جهده يذهب ولا يجده في ميزان حسناته. قد يحفظ القرآن حفظ متقن لا يبارى ولا يزارى في حفظه واتقانه له وقد لا يخطئ فيه خطأ واحدا ثم نسأل الله العافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والاخرة قد يكون من اول من تسعر بهم النار يوم القيامة يقال له يوم القيامة كما في الحديث الذي في صحيح مسلم حفظت فالقرآن وقرأته ليقال حافظ وقد قيل ثم يكون من اول من تسعر به النار وهو حفظ القرآن حفظ متقن. وجلس سنوات عاكفا على الحفظ والاتقان والمراجعة واتيان الشيوخ الى اخره ثم يكون هذا المآل يقال له حفظت ليقال حافظ وقد قيل يعني قيل عنك ذلك في الحياة الدنيا لكن اجر ما هناك اجر الا على ما كان لله يبتغى به وجه الله سبحانه وتعالى يبتغى به وجه الله سبحانه وتعالى معاوية آآ ابن ابي سفيان رضي الله عنه وارضاه لما سمع هذا الحديث بكى بكاء شديدا وتلا في مصداق ذلك قول الله سبحانه وتعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها وفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار. وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون فلا ينفع الا ما كان لله ويبتغى به وجه الله سبحانه وتعالى. ولهذا يجاهد المرء نفسه في جلوس لطلب العلم في شراء اهل كتب العلم في ايضا الشيخ انظر دقة تنبيهه ادوات العلم التي يشتريها لتعينه على العلم في كل ذلك يبتغي وجه الله. ويحقق الاخلاص حتى يجد هذا يوم القيامة في ميزان حسناته وباب اجر وثواب آآ يلقاه مضاعفا يوم يلقى الله سبحانه وتعالى قال ليصير اشتغالهم كله قربة وطاعة وسيرا الى الله والى كرامته اما بدون اخلاص لا يكون ذلك بدون اخلاص لا يكون كذلك وليتحققوا بقوله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة من سلك طريقا يلتمس فيه علما. سهل الله له به طريق الجنة ويكون من اهل هذا بالاخلاص. يبتغي وجه الله سبحانه وتعالى ونيل ثوابه ورفع الجهل عن نفسه ونفع نفسي ونفع عباده فيكون العلم آآ له علوا ورفعة. يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات نعم فكل طريق حسي او معنوي يسلكه اهل العلم يعين على العلم او يحصله فانه داخل في هذا ثم بعدها فكل فكل طريق حسي او معنوي يسلكه اهل العلم يعين على العلم او يحصله فانه داخل في هذا اي الحديث في قوله عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة اه كل طريق حسي او معنوي يسلكوا اهل العلم في سبيل تحصيل العلم كله داخل في هذا اه اتخاذ الاصحاب والرفقاء الذين يعينون على العلم وتحصيله شراء الكتب قصد مجالس العلم وحضور العلم فيها الجلوس للحفظ والجلوس لمراجعة مسائل العلم والتفقه فيها الى غير ذلك كل كل طريق يا يسلك المرء في سبيل آآ العلم كله داخل في في قوله عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة نعم ثم بعد هذا يتعين البداءة بالاهم فالاهم من العلوم الشرعية وما يعين عليها من علوم العربية وتفصيل هذه الجملة معروف ويقول اه رحمه الله اه ثم بعد هذا يتعين البداءة بالاهم فالاهم البدائل بالاهم فالاهم من العلوم الشرعية وما يعين عليها من علوم العربية فهذا هذا آآ تنبيه مهم جدا في طلب العلم لما بعث النبي عليه الصلاة والسلام معاذا الى اليمن قال فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة شهادة ان لا اله الا الله ثم الصلاة ذكر ثم الزكاة قال اول في التعلم والتعليم يبدأ بالاهم واهم المهمات واعظمها التوحيد الذي اه آآ من اجله خلق الخلق ومن اجله اوجدهم وما خلقت الجن الا والانس الا ليعبدون. اي الا ليوحدون. وكل امر بالعبادة في القرآن امر بالتوحيد والتوحيد هو مدلول لا اله الا الله لا اله الا الله هذا هو التوحيد لا اله الا الله نفي واثبات نفي للعبودية عن كل من سوى الله واثبات العبودية بكل معانيها لله وحده قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب فهذا اول ما يبدأ به وهو الاساس الذي يبنى عليه دين الله سبحانه وتعالى. ثم يأتي من بعده الصلاة التي هي اعظم الفرائض بعد التوحيد ثم فرائظ الاسلام الاخرى وواجبات الدين والمنهيات التي نهى الله عنها وحرمها على عباده وهذه البداءة ومراعاة الاولويات ان نجدها واضحة في السيرة العطرة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام فان اول ما بدأ به من الدعوة التوحيد ومضى على ذلك السنوات تزيد على العشر ثم فرغت الصلاة ثم بعد ذلك فرضت فرائض الاسلام الاخرى فالبداءة بالاهم فالاهم من العلوم الشرعية البدائل الاهم فالاهم من العلوم الشرعية وما يعين عليها من علوم العربية التي تسمى علوم الالة فهذه يحتاجها طالب العلم لانها تعينه على الفهم والظبط والاتقان والسلامة من الزلل وتفصيل هذه الجملة معروف تفصيل هذه الجملة معروف. معروف اي عند اهل العلم يسألون عنه. وكل طالب علم بحسبه كل طالب علم بحسبه و من يسأل من اهل العلم عن اه منهج في الطلب او التحصيل يتلمس اولا حال المتعلم والمتلقي ومستواه وماذا درس وماذا تعلم ثم من بعد ذلك يعطيه من ما ما يناسب حالة ويناسب مستواه والشيخ رحمه الله آآ اما نسيت الان اما في كتابه بهجة قلوب الابرار او في كتاب طريق الوصول له شرح لهذه الجملة التي اجملها هنا فذكر مفصلا آآ بعض الكتب التي يبدأ بها والطريقة لضبطها واتقانها وهو المنهج الذي رحمه الله تعالى سلكه في تعليم طلابه وتفقيههم في دين الله سبحانه وتعالى فنفع الله بتعليمه نفعا عظيما فخرج على يديهم بفضل الله سبحانه وتعالى ائمة في العلم لهم قدم آآ راسخة فيه علما وتعليما ودعوة ونصحا آآ لعباد الله سبحانه وتعالى وهم اثر من اثاره وثمر ثمرة من اه ثمار اه دعوته وحسن تعليمه رحمه الله تعالى وينبغي نعم وينبغي ان يسلك اقرب طريق يوصل الى المطلوب الذي قصده وان ينتقي من مصنفات الفن الذي يشتغل فيه احسنها واوضحها واكثرها فائدة ويجعل جل همه واشتغاله بذلك الكتاب حفظا عند الامكان او دراسة تكرير بحيث تكون المعاني معقولة له محفوظة ثم لا يزال يكرر ما مر عليه ويعيده. يقول رحمه الله فيما يوصي به ينبغي ان يسلك اقرب طريق يوصل الى المطلوب الذي قصده هذا انما انما يحصله طالب العلم باشارة العالم المتضلع في العلم يدله الى اقرب طريق والا قد يسلك مسالك وعرة آآ طرق بعيدة قد توصل الى الى المقصود بجهد تعب وعناء ويكون ثمة طرق اخصر وسبل ايسر تعينه على الظبط والاتقان ولهذا ينبغي ان يسلك اقرب طريق يوصل الى المطلوب الذي قصده ولا يمكن ان ان يصل الى المطلوب باقرب طريق الا الا بسلوك الطريق الصحيحة في تحصيله التي يرشد اليها اهل العلم والاكابر وهذا الذي ذكر رحمه الله تعالى قد يستدله بقول الله سبحانه وتعالى ليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها واتوا البيوت من ابوابها فان المصنف اعني الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الاية قال يستفاد من اشارة من من اشارة الاية انه ينبغي في كل امر من الامور ان يأتيه الانسان من الطريق السهل الاقرب الذي قد جعله آآ آآ جعل موصلا اليه والمتعلم والمعلم ينبغي ان يسلك اقرب طريق واسهل آآ في حصول مقصوده او كلاما هذا معناه فالحاصل ان ان اشار رحمه الله اه في تفسيره لهذه الاية الى ان ان ان طالب العلم ينبغي ان يسلك اقرب طريق في تحصيل المقصود ويكون هذا باستشارة اهل العلم اه اهل الرسوخ فيه بما يتناسب مع مستوى الطالب وقدر تحصيله. وايضا مستوى فهمه وما الى ذلك وان ينتقي مصنفات من مصنفات الفن الذي يشتغل فيه احسنها واوضحها واكثرها فائدة يمكن ايضا ان يستدل لهذا بقوله سبحانه وتعالى الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه قال ابن عباس رحمه الله العلم كثير ولن تعيه قلوبكم ولكن ابتغوا احسنه ثم تلا هذه الاية اه تركيز طالب العلم على ما تقدم وهي المهمات والبداءة بالاهم والعناية بالاصول وظبط اه اصول هذا الذي يصل به اه الى مستوى طيب من العلم بطريق هي اقصر واخسر من غيرها وانفع له واضبط في في تحصيله واذا عين كتابا عين كتابا ومثلا المبتدئ الذي هو اول ما بدأ الان في طلب العلم ينصح مثلا بالاربعين النووي رحمه الله ننصح مثلا بالاصول الثلاثة فاذا عين كتابا اذا عين كتابا ماذا يفعل قال يجعل جل همه واشتغاله بذلك الكتاب هنا حقيقة مشكلة لكي تعرض لكثير من المبتدئين يأتي مثلا يسأل ويذكر له كتاب ثم يذكر له اخر ثم يذكر له ثالث ثم يذكر له رابع ثم وهكذا ويجد انها اشياء يتصور ان انه لا لا قبل له بها ولا طاقة له بها فيترك العلم من اوله. لكن لو جمع نفسه على كتاب واحد ترك التشتت وركز على الكتاب مثل ما يقول الشيخ يجعل جل همه واشتغاله بذلك الكتاب حفظا عند الامكان يعني احفظه حفظ متقن عند الامكان عند عدم الامكان الشيخ يرشد الى طريقة حقيقة جميلة جدا يقول او دراسة تكرير بحيث تكون المعاني معقولة له محفوظة يعني يصبح اه ليس محفوظا مثل الذي حفظه وانما يصبح اشبه بالمحفوظ بمعنى ان المعاني ثبتت عنده اه ظبطها هذا ان لم يتيسر له الحفظ ينتقل الى هذه الطريقة الاخرى وهي التكرار التكرار الى ان يصبح اه اشبه المحفوظ ثم ثم لا يزال يكرر ما مر عليه ويعيدهم لان هذا الذي به آآ ثبات العلم وبقاؤه وحفظه. نعم نعم وعلى المعلم ان ينظر الى ذهن المتعلم وقوة استعداده او ضعفه فلا يدعه يشتغل بكتاب لا يناسب حاله فان هذا من عدم النصح فان القليل الذي يفهمه ويعقله خير من الكثير الذي هو عرضة لعدم الفهم والنسيان وكذلك يلقي اليه من التوضيح والتقرير لدرسه بقدر ما يتسع فهمه لادراكه ولا يخلط المسائل بعضها ببعض ولا ينتقل من نوع من انواع المسائل الى نوع اخر حتى يتصور ويحقق السابق فانه درك للسابق وليتوفر فهمه على اللاحق فاما اذا ادخل المسائل بعضها ببعض قبل فهم المتعلم فانه سبب لاضاعة الاول وعدم فهم لاحق ثم تتزاحم عليه المسائل التي لم يحققها فيملها ويضيق عطنه عن العود اليها فلا ينبغي ان يهمل هذا الامر امر مهم يؤكد عليه رحمه الله وينصح ان لا يهمل في آآ طريقة التعليم وهي وصية منه رحمه الله للمعلمين الذين آآ اشتغلوا بتعليم الطلاب العلم وتفقيههم في دين الله سبحانه وتعالى ينصح الشيخ رحمه الله في هذا المقام ان ينظر الى ذهن المتعلم وقوة استعداده او ضعفه. لان اه لان المستوى والاذهان والملكات القدرة متفاوتة بين واحد واخر ليسوا على درجة واحدة في الفهم او الحفظ او الظبط بينهم في في ذلك التفاوت ينبغي على المعلم ان ان يعنى بهذا الامر ان يراعي هذا التفاوت في الاذهان فلا يدعه يشتغل بكتاب لا يناسب حاله لا لا يناسب حاله فهذا يراعي فيه اه يراعى فيه مستويات الطلاب مقدار ذكائهم فهمهم فطنتهم فقد يدل شخص الى كتاب روعي فيه مستواه ولا يدل اليه اخر فيأتي الى الى عالم فيقول ماذا تنصحني فيعرف من حاله امورا فيقول انصحك بكتاب كذا ويأتي اخر فلا ينصح به ينصحه بكتاب اخر كل ذلك بملاحظة هذا الامر ومراعاته فلا يدعه يشتغل بكتاب لا يناسب حاله فان هذا من عدم النصح فان هذا من عدم النصح لانه يدخله في معاناة وشدة وارهاق لذهنه ثم في نهاية المطاف قد لا يحصل شيئا وقد لا تتحقق له الفائدة والانتفاع كما ينبغي فمن الناس من يحتاج ان يرشد الى شيء قليل ومنهم من آآ مستواه وقدرته اكبر فيرشد الى ما هو اكثر من ذلك قال فان القليل الذي يفهمه ويعقله خير من الكثير الذي عرضة لعدم الفهم والنسيان فقليل يبقى ويستمر ويضبط خير من كثير يتبعثر بها ويظيع وكذلك يلقي اليه من التوضيح والتقرير لدرسه بقدر ما يتسع فهمه لادراكه. بقدر ما يتسع فهمه لادراكه فان دخل مع مبتدأ في بعض الدقائق والتفاصيل تظاع عليه كل شيء ضاع عليه كل شيء ولم يضبط شيئا فبينما اذا راعى ادراكه وفهمه فانه يعطيه من العلم بقدر ما ولهذا كان بعض اهل العلم يعني يقسم بعض اهل العلم كان يقسم الطلاب عنده في في في المسجد الى اقسام ولما يأتي اه من اهل قسم اخر الى قسم متقدم ينهاه لانه ليس ليس مستواه ينام عن ذلك ويرشده الى المجلس الذي يتناسب مع مستواه في التدرج في الطلب اه التحصيل قال ولا ينتقل من نوع من انواع المسائل الى نوع اخر حتى يتصور ويحقق السابق ويحقق السابق وكان من من طريقة الشيخ رحمه الله انه يجعل بعض طلابه المتقدمين المحصلين يجلسون لتدريس المبتدئين يجلسون لتدريس المبتدئين والتدرج بهم في بدايات العلم اولياته قال فانه درك للسابق وليتوافر فهمه على اللاحق اذا اذا سلك هذه الطريقة فيها فائدتان الاولى انها درك للسابق يضبط السابق ويتقنه والفائدة الثانية انها تعين على فهم الجديد لكن اذا انتقل للجديد قبل ضبط الذي قبله وضيع الاول الاخر. فلم ينتفع لا بالاول ولا بالاخر قال فاما اذا ادخل المسائل بعضها ببعض قبل فهم المتعلم فانه سبب لاضاعة الاول وعدم فهم اللاحق اضاعة الاول وعدم فهم اللاحق ولعله اه يذكر هنا قول عثمان ابن عفان اه رضي الله عنه كثرة الكلام ينسي اخره اول ثم تتزاحم عليه المسائل التي لم يحققها فيملها ويضيق عطنة يعني ينفذ صبره عن العود اليها وبهذا ربما يترك العلم اصلا يترك العلم اصلا وينقطع عن عن طلبه او يبقى اه متلقيا لكنه غير منتفع كما ينبغي فلا ينبغي ان يهمل هذا الامر هذا التدرج والترقي في مراتب العلم آآ نبه عليها اهل العلم ومن ذلكم قول ابن ابن عبد البر رحمه الله يقول طلب العلم درجات ومناقل ورتب لا ينبغي تعديها ومن تعداها جملة يعني قفز الى مرتبة ليست هي له فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله ومن تعدى سبيلهم عامدا ضل ومن تعداه مجتهدا زل. انتهى كلامه رحمه الله تعالى نعم معاناة وعلى المعلم النصح للمتعلم بكل ما يقدر عليه من التعليم والصبر على عدم ادراكه وعلى عدم ادبه وجفائه مع شدة حرصه على ما يقومه ويحسن ادبه لان المتعلم له حق على المعلم حيث اقبل على العلم الذي ينفعه وينفع الناس وحيث توجه للمعلم دون غيره وحيث كان ما يحمله من العلم هو عين بضاعة المعلم يحفظها وينميها ويطلب بها المكاسب الرابحة فهو الولد الحقيقي للمعلم الوارث له قال تعالى فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من ال يعقوب والمراد وراثة العلم والحكمة فالمعلم مثاب مأجور على نفس تعليمه سواء فهم او لم يفهم فاذا فهم ما علمه وانتفع به بنفسه ونفع غيره كان اجرا جاريا للمعلم ما دام ذلك النفع متسلسلا متصلا وهذه تجارة بمثلها يتنافس الموفقون فعلى المعلم ان يسعى سعيا شديدا بايجاد هذه التجارة وتنميتها فهي من عمله واثار عمله قال تعالى انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا اثارهم فما قدموا ما باشروا عمله واثارهم ما ترتب على اعمالهم من المصالح والمنافع او ضدها نعم. هذه اه نصيحة ثمينة جدا وعظيمة ينصح بها رحمه الله تعالى المعلم وهي النصح للمتعلم. وقد قال عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة فالنصح وهو ارادة الخير للغير نفعا وافادة وتقريبا للخير وابعادا عن الشر والهلكة ينبغي ان يكون هذا رائد المعلم فيكون ناصحا للمتعلم بكل ما يقدر عليه من التعليم والصبر على عدم ادراكه والصبر على عدم ادراكه ليصبر على التعليم نفسه اعدادا وبيانا آآ ايضاحا وتجلية المعاني وبسطا لها وما يسبق ذلك من مراجعة واعداد وما الى ذلك ويصبر ايضا على عدم ادراكه فقد مثلا يوضح المعلم المسألة بشكل يرى انها واضحة جدا وثم يأتيه احد الطلاب يقول ما فهمت شيء بعضهم في هذا الموطن ينزعج ينزعج تماما وربما آآ تكلم على هذا الطالب بكلام فيه شيء من القسوة فانصرف عن الطلب وترك الطلب وحرم تجارة كما سيأتي بيان الشيخ لذلك تجارة رابحة جدا حرم منها لانه جاءك هو الان وجلس عندك واقبل على العلم فان اسمعه كلاما قاسيا ربما ينزعج منه وربما يقول له انت بليد وطول عمرك ما راح تفهم. ولا يمكن تستفيد واعطيه كلمتين ثلاث ينتهي من العلم جملة وتفصيلا ربما حتى لا يحضر لا عنده ولا عند غيره. فاي مصلحة في هذا ارأيتم لو اجابه بهذا ماذا يحصل او قال له لا يا ابني هذه سهلة وربما انني ما وضحتها لك بشكل جيد لكن انا اعيدها لك باسلوب اوضح فينشط ذهن الطالب يستعد للاستفادة ويفرح بحسن التعامل فيجتهد ثم يحصل وينشط ايضا للمسائل الاخرى فيحتاج من الاستاذ في هذا المقام ان ان يكون بهذا الاسلوب والا بعض المعلمين اه على لساني مباشرة الذم انت ما تفهم انت بليد طول عمرك لن تفهم اشياء من هذا القبيل التي تؤدي بالطالب الى الاحباط والتبلد عدم التحصيل يصبر على عدم ادراكه. يصبر على عدم ادراكهم احيانا غير قضية الادراك. احيانا بعض الطلاب خاصة المبتدئين يكون عنده رعونة في الخلق ما ارتاظت الى الان نفسه بالاداب وهو الان جاء عندك ايها المعلم جاء عندك يتعلم فاذا كان في بعظ الرعونة في خلقه وتعامله فينصح الشيخ يقول وعلى عدم ادبه وجفاء ما دام انه ماذا اكملوا ما دام انه حريص على العلم جاء عندك يطلب العلم هذي تشفع له اصبر على الامور الاخرى ما دام انه جاء عندك ما ذهب الى ملهى ولا ذهب الى مكان فساد ولا ذهب خاصة في زماننا والفتن الكثير ما ذهب الى تلك عندك وجلس في مجلسك واراد ان يستمع فاذا وجد عنده بعض الجفاء اصبر عليه اصبر على الجفاء اصبر على رعونته لانه جاء يتعلم يتعلم العلم ويتعلم الادب فاذا صبرت عليه ولا ينتهوا وسايسته فترة وجيزة ربما يسبق معلمه في في الخلق والادب والفضل لله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم يقول على عدم ادبه وجفائه وعلى عدم ادبه وجفاءه يحرص على آآ هذا الجانب فان قدر انه مثلا احد الطلاب المبتدين في رعونة في كذا اصبر عليه يصب ويلاطفه ويلاينه ويدعو له بالتوفيق ويوجهه بلطف حتى يأتي الله سبحانه وتعالى بالخير وكم من الاخلاق التي يرعونه وشدة وما الى ذلك تتحول بحسن النصيحة جمال البيان ولطف التعامل مثل ما قال الله سبحانه وتعالى ادفع نعم بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم يقول الشيخ مع شدة حرصه على ما يقومه ويحسن ادبه. يعني اذا كان عند الطالب جفاء اخلاق غير جيدة اصبر عليه وفي الوقت بنفسه اجتهد على ماذا ان تربيه على الخلق الفاضل وتؤدبه بالاداب الفاضلة وتوجهه بلطف وكلام جميل حتى ينتفع لان الم تعلم هذا تعليل لما سبق يذكر عدة امور حقيقة مهمة جدا تعين المرء او تعين المعلم على هذا الذي نصح به الشيخ يقول لان الم تعلم له حق على المعلم حيث اقبل على العلم الذي ينفعه وينفع الناس هذه واحدة الان جاءك مقبل على العلم فهذه وحدها تشفع تشفع ان يصبر على ما ما عنده من رعونة اه يمكن معالجتها وتهذيبها باذن الله سبحانه وتعالى هذه واحدة الثانية قال وحيث توجه للمعلم دون غيره جاء جاء الى مجلس المعلم ما ذهب كما قلت قبل قليل الى اماكن فساد اماكن لهو اماكن كذا لا جاء للمعلم وجلس في مجلسه امر ثالث قال وحيث كان ما يحمله من العلم هو عين بضاعة المعلم لو قدر انك صبرت عليه ولا ينتهوا وتلاطفته فزالت الرعونة وحصل منك علما واخذ ينفع الناس ما الذي حدث الان هذي بضاعتك وهذه تجارة رابحة لك انت بدل ان تكون خسرت في في جانب مهم في تجارتك تكون بهذه الطريقة ابقيته طالبا معك يحفظ علمك ثم من بعد ذلك ينقله للاخرين فتكون تجارة لك رابحة قال وحيث كان ما يحمله من العلم هو عين بضاعة المعلم يحفظها وينميها ويطلب بها المكاسب الرابحة ويطلب بها المكاسب الرابحة وهذا الذي يحصله من تعلم منك فينفع به الاخرين هو في الحقيقة ايضا تجارة لك انت لان الدال على الخير كفاعله قال فهو اي المعلم الوالد الحقيقي فهو الوالد الحقيقي او فهو الولد نعم فهو الم تعلم قال يعني المتعلم فهو الوالد الحقيقي للمعلم الوارث له الوارث له لان الوراثة نوعان وراثة مال وراثة دين وعلم وراثة الدين مثل ما في الاية فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من ال يعقوب. الوراثة هنا وراثة الدين لان الانبياء لم لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم كما قال ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام هذا الذي يذكر الشيخ هو خلق العلماء خلق العلماء الناصحين المربين هذا خلق في تعاملهم مع الطلاب حتى يكسبوهم تطمئن نفوسهم يبقون على طلب العلم وتحصيله وقد جاء في كتاب اخلاق العلما للاجري رحمه الله يقول في وصفه لخلق العالم قال فاما اخلاقه مع مجالسيه فصبور على من كان ذهنه بطيئا عن الفهم حتى يفهم عنه صبورا على جفاء من جهل جهل عليه حتى يرده بحلم حتى يرده بحلم وهذا الذي ذكر الاجري وذكره السعدي وغيره من اهل العلم هو واظح عيانا في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وقد قال الله تعالى فبما رحمة من من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك قال والمراد وراثة العلم والحكمة فالمعلم مثاب مأجور على نفس تعليمه سواء فهم او لم يفهم هذي واحدة نفس التعليم مأجور عليه سواء فهم الطالب او لم يفهم هو مأجور على ذلك فاذا فهم ما علم وانتفع به بنفسه ونفع غيره كان اجرا جاريا للمعلم ما دام النفع آآ متسلسلا متصلا ما دام النفع متسلسلا متصلا وهذه تجارة بمثلها يتنافس المتنافسون على كل حسب برنامج الاخوة نقف الان نكمل بعد صلاة المغرب من من قوله رحمه الله فالمعلم مثاب مأجور على نفس تعليمه الى اخر ما ذكر رحمه الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه