بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فنواصل القراءة في هذه الرسالة القيمة اداب المعلمين والمتعلمين للامام الشيخ عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى نعم. قال العلامة ابن سعدي رحمه الله تعالى في هذه الرسالة في الصفحة الثانية عشر فالمعلم مثاب مأجور على نفس تعليمه سواء فهم او لم يفهم فاذا فهم ما علمه وانتفع به بنفسه ونفع غيره كان اجرا جاريا للمعلم ما دام ذلك النفع متسلسلا متصلا الى وهذه تجارة بمثلها يتنافس الموفقون فعلى المعلم ان يسعى سعيا شديدا في ايجاد هذه التجارة وتنميتها فهي من عمله واثار عمله. قال تعالى انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قد دموا واثارهم فما قدموا ما باشروا عمله واثارهم ما ترتب على اعمالهم من الصالح والمنافع او ضدها. وليرغب الم تعلم بكل طريق ولا يمله باشتغاله بما يعسر على فهمه من انواع العلوم ومفرداتها. نعم لا زال كلام الشيخ رحمه الله تعالى موصولا في بيان الاداب التي يراعيها المعلم مع طلابه من ذلكم ان يصبر على الطالب وان يتحمل ما يكون في الطالب او في بعض طلابهم الرعونة او سوء في الخلق او سوء في طريقة التعامل او غير ذلك. وليحتسب اجرى تعليمه لطلابه ثوابا عند الله سبحانه وتعالى. فيقول رحمه الله فالمعلم مثاب مأجور. على نفس تعليمه سواء فهم او لم يفهم. سواء فهم اي الطالب او لم يفهم. هو مأجور على كل حال. بمعنى ان المعلم اذا احسن التعليم والبيان ولم يفهم الطالب او بعض الطلاب وقد اجتهد في البيان فلا آآ فلا احزنا لذلك كثيرا لانه لم يفته الاجر. الاجر ثابت. والطلاب منهم من يركز مع استاذ ومنهم من ينشغل ومنهم حتى من يصادف ان عنده ما يشغل ذهنه من مشكلة او اه امر مؤلم من او غير ذلك فالمعلم مأجور على كل حال سواء فهم الطالب او لم يفهم. فاذا فهم ما علمه وانتفع به بنفسه ونفع غيره كان اجرا جاريا للمعلم هذه اخرى. المنتفع علمه وربما يكونون الاكثر. هؤلاء حسنة جارية تبقى لهذا الذي علمهم. لهذا الذي علمهم تبقى حسنة جارية كما قال عليه الصلاة والسلام اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث علم ينتفع به او صدقة جارية او ولد صالح يدعو له. فالعلم الذي ينتفع به سواء القاه على الطلاب مشافهة فحفظوه وظبطوه عنه او كتبه في كتاب فقرأوه في حياته او بعد مماته. فان هذا يبقى آآ حسنة جارية وثوابا جاريا المعلم. وسيذكر الشيخ رحمه الله دليلا على ذلك. قال كان اجرا للمعلم ما دام ذلك النفع متسلسلا متصلا. سبحان الله قد يكون العالم مات من مئات السنين. من مئات السنين بل من قرون عديدة. ثم تلقى عنه في حياته العلم طلاب وعن الطلاب طلاب وعن طلابهم طلاب الى ما شاء الله فان هذا يبقى اجرا لذلك المعلم. وقل مثل ذلك في الكتاب. وكانوا قديما يقولون الكتاب المخلد يبقى والان حتى صوت العالم يعني بعض بعض علمائنا الكبار اصوات باقية تحفظ دروسا كلها تقريبا التي القوها على طلابهم باصواتهم موجودة. ولا يزال بعض طلاب العلم يتلقى العلم عن بعض الاكابر من خلال الصوتيات المحفوظة التي تحفظ علوما يدرس عليهم شرحهم المتون العلمية في الفقه والحديث والتفسير وغير ذلك وبسماع اصواتهم وهم ماتوا من عشرات السنوات او من سنوات آآ عديدة لكن الله عز يسر في هذا الزمان وسائل تحفظ الصوت وتبقي الصوت محفوظا فهذه الاصوات المسجلة دروس اهل العلم والكتب التي تحوي علومهم اه تصانيفهم وايضا الطلاب الذي تلقوا عنهم هذه كلها حسنات جارية تبقى لاولئك العلماء. قال وهذه تجارة بمثلها يتنافى الموفقون فعلا تجارة ليست سهلة لان لانك اذا تأملت تجد ان بعض العلماء الذين ماتوا من مئات السنين لا يزال كل يوم تكتب لهم حسنات كل يوم وبعض الناس موجودة الان يمشي على وجه الارض وتمر ايام وايام لا تكتب له حسنات بل يكتب عليه اثام واوزار وهو يمشي على وجه الارض. العاقل ينتبه للتجارة الرابحة. واذا كان اهل الدنيا بينهم منافسات وخطط وترتيب من اجل تحصيل التجارات الدنيوية فاصحاب هذه التجارة الرابحة التي قال عنها هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم؟ هذه التجارة العظيمة الرابحة اه تحتاج من الانسان صبر ومجاهدة ومداومة على العلم والتعلم حتى يحصل اولا ثم ينفع الاخرين ثم يبقى علمه ذخرا ينفع الله به في حياته وبعد وفاته. قال قال وهذه تجارة بمثلها يتنافس الموفقون. فعلى المعلم ان يسعى سعيا شديدا في ايجاد هذه التجارة وتنميتها تجارة العلم ويسعى في تنميتها من خلال الطلاب بالصبر عليهم وحسن توجيههم ترغيب في العلم وحسن التعليم لهم ومن خلال الكتب التي آآ يعلم فيها الناس الخير ونحو ذلك من الطرائق التي يحرص من خلالها على تنمية هذه التجارة. فهي من عمله ار عمله فهي من عمله واثار عمله. قال تعالى انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم. انتبه في في الاية الذي يكتب امران الذي يكتب امران العمل يكتب واثر العمل ايضا يكتب. العمل اي اي نفس العمل الذي تباشره مثلا صلاة صيام طلب للعلم حفظ للعلم قراءة للقرآن ذكر لله صدقة الى غير ذلك. هذه اعمال تكتب له وهناك اشياء هي اثر العمل. اثر العمل يكتب لك ايضا في حياتك كل ما اثر لعملك في حياتك او بعد مماتك يكتب. قال نكتب ما قدموا واثارهم اي ونكتب اثارهم اثار تكتب. تكتب اي حسنات للعبد ان كانت اثارا حسنة. وتكتب سيئات ان كانت اثارا سيئة مثل ما قال الله سبحانه وتعالى ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم الا سأ ما يزرون من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص من ذلك من اجورهم شيء ومن دعا الى ظلالة كان عليه من الوزر مثل اوزار من تبعه لا ينقص ذلك من اوزارهم شيء. قال الشيخ رحمه الله فما قدموا مما باشروا عمله واثارهم ما ترتب على اعمالهم من مصالح نحو المنافع او ضدها هذا كله يكتب. وللشيخ بالمناسبة كلام جميل جدا في تفسيره لهذه الاية من سورة ياسين كلام جميل جدا تجدونه في تفسيره ارجعوا اليه وانقلوه هنا فهو ثمين ومفيد جدا للغاية آآ وليرغب اي العالم المعلم الم تعلم بكل طريقة بكل طريقة يحرص على ان يرغبه في العلم ويربيه على حب العلم وعلى الصبر على العلم وما الى ذلك بكل طريقة. ولا يمله باشغاله بما يعسر على فهمه من انواع العلوم ومفرداتها لانه ان اشغله بما يعسر عليه ربما مل ترك اه طريق العلم. الى هنا انتهت الوصايا التي اه آآ اراد الشيخ رحمه الله تنبيه المعلم عليها. لينتقل بعد ذلك للوصايا التي تتعلق الم تعلم والاداب التي تتعلق بالمتعلم. لكن لعلنا قبل ان ننتقل اه الى الى الوصايا المتعلقة بالم تعلم نقف وقفة من اه خلال حياة الشيخ حياة الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله العملية صاحب هذه الوصايا التي وقفنا عليها آآ نقف وقفة مع حياتنا العملية من خلال سيرته هو في التعليم وطريقته في التعليم في ضوء اه ما كتبه من ترجم له. من طلابه من وقفوا على سيرته رحمه الله تعالى وساذكر لكم ذلك في نقاط آآ نقاط عديدة هي مستخلصة من آآ التراجم التي كتبت عن الشيخ رحمه الله من طلابه ومن وقفوا على سيرته رحمه الله تعالى. وما ساذكره لكم من نقاط هي تتعلق بطريقة الشيخ رحمه الله في التعليم طريقة الشيخ رحمه الله في التعليم. آآ هناك امور ذكرت في ترجمته منها الاول ان الشيخ رحمه الله كان من طريقته مع طلابه تشاور معهم وهذا يعرف به رحمه الله وهذا ينشط الطالب يقربه الى الى الاستفادة والى فكان يستشيرهم اه في اه اه مثلا اختيار الكتاب وماذا ترون؟ نبدأ اذا انتهوا من كتاب نبدأ بكتاب كذا او كتاب كذا ويعدد لهم مثلا فوائد هذا وفوائد هذا ثم الطلاب يذكرون رغبتهم وما يريدون ولا يتفقون على شيء لكنه يسمع منهم ثم بعد ذلك يقرر اه الانسب بعد ما اشركهم معه اه رحمه الله في الاختيار كان من طريقته وهذا ثانيا تشجيع الطلاب ووضع الحوافز لهم خاصة المبتدئ الذي بعد لما يتمكن تذوق العلم وحلاوة العلم من فؤاده ونفسه يحتاج الى ان ان يشجع وان توضع بعض الحوافز فكان يسلك ذلك رحمه الله يشجع ضع مكافآت لمن آآ يحفظ لمن آآ آآ لمن يصبر على الطلب احيانا مكافأة يعني اكثر من يعني من قيمتها المادية قيمتها التقديرية المعنوية وهذه لتحفز آآ يعني آآ الطالب وترغبه في الطلب. من الطرائف في هذا الباب طرائف لطيفة ما سمعته من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله آآ تلميذ آآ ابن السعدين. بل ومن خواص تلاميذه ده اه يقول بدأت انا ومجموعة من الطلاب نقرأ على الشيخ القواعد الفقهية لابن رجب. يقول والكتاب مادة كثقيلة جدا. فبدأنا مجموعة نقرأ على الشيخ ثم بدأ العدد يقل. الى ان لم يبق معه الى اتمام الكتاب الا انا وحدي. واستمر الشيخ ما بقي الا طالب ومع ذلك استمر معه حتى اكمل معه الكتاب مثل ما بدأ. يعني بعض بعض المعلمين او يعني اذا اذا قل عدد الطلاب يقول ما في احد ويتوقف لكن بقي ما ما بقي معه الا الشيخ محمد رحمه الله واستمر معه. يقول لما اكملت الكتاب ولقيتهم من الغد ادخل الشيخ يده في جيبه واخرج تفاحة. واعطاني اياها. وكانت هذه اول مرة في حياتي ارى التفاح قلت له ما هذا؟ قال هذا تفاح قلت هذا ايش يصنع به؟ نطبخه ولا ايش نصنع به؟ يقول اول مرة اراه ما قال لا تقطعه تأكلونه. تفاحة واحدة. يقول فاخذتها الى البيت وجمعت الاهل بالصحن والسكين وقطعتها وقسمتها بيننا. كان ايضا من اه طريقته رحمه الله في آآ التعليم يقيم المناظرات بين الطلاب. المحصلين يعني المتقدمين في الطلب الذين اخذوا وقت في التحصيل على الشيخ والمقصود شحذ اذهانهم. فكان يقول انت مثلا يا فلان عندك القول الفلاني وانت عندك القول الفلاني انت اذكر الادلة وانت اجب عن الادلة. وهذي تجعل الطلاب يستحضرون الادلة ويحاولون ظبط وكان يستعمل هذه الطريقة مع الطلاب المتقدمين ويقصد بها شحذ اذهانهم وتعويدهم على آآ اقامة الحجة وحسن الاستدلال وطريقة النقاش. وفي ذلك كله يعمل على تهذيب الطريق لان لان الطالب اذا دخل في في النقاش دون ان يهذب ربما يكون في نقاشه ماذا؟ شيء من الرعونة او شيء من القسوة فكان الشيخ رحمه الله يربيهم على مراعاة الادب والاتقان في ذلك الامر الرابع كان ايضا من طريقته رحمه الله انه اه يطرح المسائل على ليختبر اذهانهم. ليختبر اذهانهم. ويتعمد احيانا تغليط نفسه. يتعمد احيانا تغليط نفس امامهم ليرى من هو حاظر الذهن من من هو شارد. وليعرف الفطن من غيره يعرف الفطم من غيره. الامر الخامس كان من طريقته رحمه الله عند ذكر المسائل الخلافية يقرر القول الراجح بادلته. اولا يبدأ بتقرير القول الراجح بالادلة ثم يذكر القول الاخر بادلته ثم يوسط نفسه حكما في المسألة ينصر فيها القول الراجح الذي بدأ ذكري رحمه الله اولا الامر السادس كان يجمع طلابه على كتاب بين واحدا بعد الاخر. وبعد انتهاء الجلسة يطلب من ثلاثة منهم اعادة ما يستحضره من التقرير ويدور عليهم يعني تدور عليهم هذه الطريقة ليختبر قوة حفظهم وفهمهم. الامر السابع كان رحمه الله يناقشهم بعد يوم فيما مضى شرحه. مما كان يدفع الطلاب على الحرص على استذكار وتثبيت المعلومات. الامر الثامن احرص على طلابه حرصا تاما ويتفقدهم عند الغياب. تفقدا دقيقا مما كان يحمل طلابه على مراعاة الحضور والمواظبة الدقيقة لان الشيخ ما كان اه يغفل منتبه لطلابه والذي يغيب يسأل عنه ويوصي زملائه بالسؤال عنه واذا سأل يخبره بفقده له انا هذا حافزا للطلاب على المواظبة وعدم الغياب الامر التاسع يلاطف كان يلاطف طلابه في في الدرس في بعظ المرات ويداعبهم تحقيقا اه او تحبيبا لهم في لطلب العلم. وتنشيطا لهم الاستفادة فكان له بعض الدعابة مع الطلاب في هذا الباب. مما ذكر الشيخ ابن عثيمين في هذا الجانب يقول كان يقول ابن عثيمين كان احيانا يلقي ما فيه الدعابة. على طلاب الصغار ومن ذلك انه سأل مرة احد الطلبة عن الشاة اذا اذا لم يكن لها ثنايا من فوق. عن الشاة اذا لم يكن لها ثنايا من فوق حين كان يشرح في باب الاضحية على قول انما سقطت ثناياه لا يظحى بهم. والشاة لا يكون فيها اصلا ثنايا من فوق اصلا لا يكون فيها ثنايا من فوق. فيأتي بمثل هذه اه الامور على سبيل اه الدعابة ومسألة الثنايا الاسنان الشاة عموما هذه يعرف بها عمر وسن الشاة فعمر الغنم يعرف باسنانها الامامية وعددها ثمانية وهي في الفك السفلي فقط. الشيخ كان يقول له بعض الطلاب من فوق هي تكون في الفك السفلي فقط. اما الفك العلوي فليس فيه اسنان امامية. اما الاضراس فهي موجودة في الفكين ولا تستخدم لمعرفة السن. و بعد سنة واحدة تكون الشاة يقال لها ثني. وبعد سنتين يقال لها رباعي. وبعد ثلاث يقال لها وبعد ذلك يقال صاف اذا اكتملت وهي الثمان. ثني اثنين ورباع اربع وسديس ست وثمانية صافي اذا اكتملت الثمان وهي في اسفل الفك وليست في اعلاه الامر العاشر كان يتابع طلابه اثناء الدرس من حيث عدم الشرود. شرود الدهن او الانشغال اشياء عارظة آآ وهذا مع مع القاء وقت الالقاء ينتبه للطلاب من سرح من آآ الشيخ ابن عثيمين ذكر مرة قصة له هو آآ يقول مرة كنا في ساحة المسجد خلف السيد الحوش كان الشيخ يلقي درسه يقول فمرت طيور فاعجبني منظر الطيور فاخذت انظر اليه واتابعها والشيخ كان يشرح الدرس. فناداني الشيخ قال لي يا محمد صيد العلم خير من صيد الطير. يا محمد صيد العلم خير من صيد الطير. اه فهذا يدل على انه كان رحمه الله يتابع طلاب ومن متابع معه ومن آآ ولهذا انتفع بعلمه خلق كثير وتخرج على يديه علماء اكابر نفع الله سبحانه وتعالى بهم اه نفعا عظيما. غفر الله له ولطلابه اجمعين ولا ان ننتقل الى الوصايا التي تتعلق المتعلم وعلى المتعلم ان معلماه ويتأدب معه حسب ما يقدر عليه لما له من الحق العام والخاص اما العام فان معلم الخير قد استعد لنفع الخلق بتعليمه وفتواه فحقه على الناس حق المحسنين ولا احسان اعظم وانفع من احسان من يرشد الناس لامر دينهم ويعلمهم ما جهلوا وينبههم لما عنه غفلوه ويحصل بسبب ذلك من الخير وانقماع الشر ونشر الدين والمعارف النافعة ما هو انفع شيء للموجودين ومن اتى من بعدهم من ذريتهم وغيرهم فلولا العلم كان الناس كالبهائم في ظلمة يتخبى وفي غيهم يعمهون. فهو النور الذي يهتدى به في الظلمات. والحياة للقلوب والارواح والدين والدنيا والبلد الذي ليس فيه من يبين للناس امر دينهم ويرشدهم لما ينتابهم مما هم مضطرون اليه لا خير في الاقامة فيه. فمن كان هذا احسانه واثره كيف لا يجب على كل مسلم محبته وتوقيره والقيام بحقوقه. يقول آآ في وصيته رحمه الله متعلم ان الم تعلم ينبغي عليه ان يوقر معلمه ويتأدب معه بحسب ما يقدر عليه لما له من الحق العام والخاص وبين الحق العام وبين ايضا الحق الخاص. ومقصود الشيخ ان استحضار هذين الحقين العام والخاص يعين الطالب على الوفاء مع المعلم والقيام بحقوقه والتأدب معه ومعاملتي بالتوقير. وقد جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ليس منا من لم يرحم صغيرنا واقدر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه. فالعالم ينبغي ان يعرف حقه وان تعرف مكانته وان يوقر بل كان السلف رحمهم الله يعدون هذا من السنة. الحديث شاهد لذلك مؤيد له. الحديث متقدم شاهد لهذا مؤيد له. كان طاووس ابن كيسان رحمه الله يقول من السنة توقير العلماء من السنة توقير العلما فالعالم يوقر. تعرف مكانته ومنزلته. ويعرف الجهد الذي يبذله نصحا وتعليما وتفقيها للناس والذي يعين على توقير العالم والتأدب معه والقيام بحقه آآ ان ان يستحضر ما اشار اليه رحمه الله من آآ ما له من حق عام وخاص اما العام فان معلم الخير قد استعد لنفع الخلق بتعليمه بتعليمه وفتواه. فحقه على الناس حق المحسنين لان هذا من اعظم انواع الاحسان. ومن اعظم انواع البذل والسخاء السخاء بالعلم بذلا له وصبرا على المتعلمين وتفقيها لهم واجابة على الى غير ذلك هذا هذا آآ حق عام ونفع عام يفيد به آآ المسلمين افادة عظيمة توجب هذا له حقا في في نفوس المؤمنين. قال ولا احسان اعظم وانفع من احسان من يرشد الناس بدينهم ويعلمهم ما جهلوا وينبهم لما عنه غفلوا ويحصل بسبب ذلك من الخير مع الشر ونشر الدين والمعارف النافعة ما هو انفع شيء للموجودين. ومن اتى من بعدهم من ذرياتهم وغيرهم اعتبر هذا بالسير العلماء وجهودهم العظيمة. كم آآ نفع الله بهم من خلق؟ وكم آآ حصلت بهم من فوائد ام حلت من اشكالات وكم اجيب علي من مسائل وكم تفقه الناس في وفي دينهم وتبصروا في طاعتهم لربهم سبحانه وتعالى فهذا حق عام اهل العلم يزيد هذا ايضاحا يقول فلولا ان كان الناس كالبهائم في ظلمة يتخبطون. فهذا المعنى نقل عن غير واحد من اهل العلم منهم احمد الامام احمد نقل عنه ابن القيم في اعلام الموقعين آآ انه قال لولا العلم كان الناس كالبهائم. لولا العلم كان الناس كالبهائم والعلم انتشاره بما يسره الله سبحانه وتعالى من وجود حملته ولهذا قبض العلم بقبض حملته الذين هم العلماء. فلولا العلم كان الناس كالبهائم في ظلمة يتخبطون وفي غيهم يعمهون فهو النور الذي يهتدى به في الظلمات. والحياة للقلوب والارواح والدين والدنيا. العلم اه نور. والعالم كما قال اهل العلم قديما مثله في مجتمعه. مثل الجماعة في ظلمة. في في ظلمة مكان مظلم في اشواك وفيه اذى وفيه حفر ومعه مصباح يمشي ويهتدون الطريق ويسلمون من الاذى. فهذا مثل العالم مثل العالم مثل اناس في ظلمة وامامهم قائد معهم مصباح. يضيء لهم الطريق. فيسلمون من الاذى الى الطريق الامنة. وهذا مثل العالم. لان العلم نور. كذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما اكنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن نعم جعلناه نورا. نهدي به من نشاء من عبادنا هذا مثل العلم. العلم نور نور يهتدى به والعالم آآ يحمل هذا النور يحمل هذا النور نور العلم يضيء به الطريق للناس ببيان العلم ونشره فيهم ودعوتهم اليه وتقريبهم الى الهدى بهذا العلم الذي من الله سبحانه انا عليه به. وهو في الوقت نفسه ايضا حياة مثل ما قال الشيخ. آآ والحياة للقلوب والارواح. قال الله قال اومن كان ميتا فاحييناه وقال يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم وسمى الله سبحانه وتعالى في القرآن الوحي روحا لان به حياة القلوب لا تحيا القلوب الا بالوحي يقول رحمه الله البلد الذي ليس فيه علم وليس فيه من يبين للناس امر دينهم ويرشدهم لما ينتابهم مما هم مضطرون اليه لا خير في الاقامة فيه. لان الاقامة فيه بقاء على ماذا؟ على الجهل. على على الضلال. على عدم البصيرة بدين الله. لان البصيرة لا تكون الا بالعلم والعلم لا يكون الا بحملته العلماء. ولهذا يندب من كان مثلا في قرية او مدينة لا يوجد فيها علم ان يرحل الى البلد الذي فيه علم ليحمل العلم ثم يرجع الى بلده منذرا وناصحا ومعلما. يرجع الى بلده اه ناصحا كان الناء وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لا يبقى بل يحمل نصحا لنفسه ونصحا لبلده فيرحل حصل العلم ثم يعود اليهم معلما ومفقها في دين الله. واحيانا يمر الانسان على بعض القرى ويرى فيهم سبحان الله من ظهور السنة والبعد عن البدع آآ الفهم في امور الدين يرى فيهم امورا ما كان يظن انها موجودة في في مثل هذه القرية. فاذا فتش وجد ان واحدا من ابنائها رحل وحصل العلم ونشره فيهم حتى انتشر. وعم في قريته. وهذا كثير جدا. خاصة اذا كان صادقا رفيقا ناصحا متوددا لطيفا ينتشر العلم في قريته بسرعة. ويعم الخير لكن القرية التي اصلا لا لا علم فيها البقاء فيها البقاء على الجهل البقاء على على والى متى يبقى الانسان جاهلا الى ان يموت يرحل ويتعلم ثم يرجع ينفع امه واخته وعمته وجاره وقريبه فمن كان هذا احسانه واثره كيف لا يحب؟ كيف لا يجب على كل مسلم محبته وتوقيره بحقوقه لا شك ان هذا من الواجبات الواجبات العظيمة فاذا معرفة هذا الحق العام ومعرفة الحق الخاص من من الامور التي تعين على والقيام بحقه. نعم ما حقه الخاص على المتعلم؟ فلما بذله من تعليمه والحرص على ما يرشده ويوصله الى اعلى الدرجات فليس نفع الاباء والامهات نظيرا لنفع المعلمين والمربين للناس بصغار العلم قبل كباره الباذل نفائس اوقاتهم وصفوة افكارهم في تفهيم المسترشدين بكل طريق ووسيلة يقدرون عليها واذا كان من احسن الى الانسان بهدية مالية ينتفع بها ثم تذهب وتزول له حق كبير على المحسن اليه فما الظن بهدايا العلم النافع؟ الكثيرة المتنوعة الباقي نفعها ما العبد حيا وبعد مماته المتسلسل بحسب حال تلك الهدايا فحينئذ يعرف حقه يوقره ويحسن الادب معه. الحق العام الذي هو عموم النفع يعني العالم له حق عليك حتى لو لم تجلس في في مجلسه ولم يتيسر لك قراءة كتبه والتلقي عنه. فيبقى له حق لان له نفع عام. نفع عام في الناس في حب من اجل هذا النفع هذا الجهد هذه الاعمال الخيرة التي هي من اعظم الاحسان يحب لاجل ذلك اما النفع الخاص اذا كنت من طلابه من الجالسين عنده من المتلقين عليه من المستفيدين من علمه استفادة مباشرة فهذا فيه حق خاص على الم تعلم لما بذله من تعليمه ولما حصله منه ولحرصه على ارشاده وايصال المعلومات اليه. فهذا العالم الذي نفع الطالب هذا النفع حقه عظيم جدا لان النفع الذي حصل على يديه عظيم جدا. يقول الشيخ في في بيان عظم نفعه فليس نفع الاباء والامهات امهات نظير نظيرا لنفع المعلمين والمربين. الاباء يعني كثير منهم وصار تربيته في الناحية البدنية والصحية ونحو ذلك. لكن لا يجلس يفقه هو يرشد ويعلم ويدرس وما الى ذلك. لكن العالم بذل بذل نفسه في في في التعليم والتفقيه اخراج هذا الشاب او ذاك من من ظلمة الجهل من ظلمة الضلالة من ظلمة البدعة الى نور الهدى والايمان والسنة والاتباع لهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام له جود عظيم بتربية هؤلاء بصغار العلم قبل كباره تدرج والتحبيب العلم لهؤلاء الطلاب وهذا هذا الذي قدمه للطلاب هو من نفيس وقته وثمين وقته بدله بذل وقته للطلاب وقت الالقاء وبذل وقته للطلاب وقت التحصيل وبذله طلاب وقت الاعداد والتحضير كل هذا من وبذله للطلاب بعد ذلك بالمتابعة هذا كله من الحسنات التي تذكر فتشكر ولا تنسى للعالم. الباذلين نفائس اوقاتهم وصفوة افكارهم في تفهيم المسترشدين بكل طريقة ووسيلة يقدرون عليها. يقول الشيخ لتقريب هذا الامر اذا كان من احسن الى الانسان نية مالية ينتفع بها ثم تذهب وتزول. له حق كبير على المحسن اليه فما الظن بهدية العلم النافعة الكثيرة المتنوعة؟ والسلف رحمهم الله كانوا يتهادون مسائل العلم القى الواحد منهم اخاه يقول له عندي اه لك هدية. عندي لك هدية ثم يروي له حديثا عن النبي عليه ويعتبرون هذه من اثمن الهدايا. لكن لو قال واحد لاخر في في زمان كهدية انظر متى يدخل يده في جيبه. لانه ما تنصرف الهدية اصلا الى الا لاشياء حسية. العلم نفس من اثمن الهدايا الكتاب الذي يحمل العلم من انفس الهدايا. خاصة اذا قدمته لشخص بتشويق وترغيب فقبل منك وقرأه واستفاد والله اكبر ما اعظمها وما اكبر نفعها وما ابقى ايضا اثرها وما اعظم الاجر الذي رتب عليها ولكن كثير من الناس يغفل عن عن هذا النوع العظيم. بل ارشدكم الى هدية جميلة جدا لو اخذت كتابا نافعا مفيدا وقدمته لامام مسجد في قرية من القرى له آآ جمال هذا الكتاب وحسنه آآ احب هو الكتاب واخذ يقرأه على جماعة المسجد. انظر هديتك ماذا شأنها؟ او اخذ يخطب منه ويستفيد منه في خطبه او دروسه او غير ذلك كم بخلاف اف لو اه قد قدم له اه هدية اخرى نعم هي طيبة ثوب يلبسه او طعام يأكله او شراب يشربه او نحوه هذه كلها طيبة ومرغب في لكن لما تقارن النفع الجدوى وبقاء الاثر ما يقارن بهدية العلم وتهادي اه العلم فيقول اذا كان من احسن الى الانسان بهدية مالية ينتفع بها ثم تذهب وتزول له حق كبير على احسن اليه. فما الظن بهدية العلم النافع الكثير المتنوءة الباقي نفعها. الباقي نفعها. يبقى نفعها في اه اه الان مثلا اعود للمثال السابق لو اهديته كتابا وقرأه ثم حث اولاده على قراءته واولاده قرأوه اولاد اولاده قرؤوه الى اخره. كم من الاثار التي تحصلها من اجور وثواب؟ لانك انت الذي دللتهم على هذا الخير. سبحان الله مما يذكر بعض القرى تحولت من الخرافة والبدعة وعبادة القبور الى التوحيد بكتاب واحد اهدي الى شخص كبير فيهم اما امام او كذا واقنع بالكتاب وقبله وقرأه فبدأ يعلم الناس حتى تحولت القرية برمتها الى التوحيد. فمثل هذه الهدية عظيمة النفع فكبيرة الاثر. فيبقى يقول فما الظن هدايا العلم النافع؟ الكثيرة المتنوعة الباقية نفعها ما دام العبد حيا وبعد مماته المتسلسل بحسب حال تلك الهدية. فحينئذ يعرف حقه يوقره ويحسن الادب معه. ثم قال ولا يخرج عن اشارته وارشاده الى اخره هذا اه يؤجل الى بعد صلاة العشاء ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك