بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله طوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فنواصل القراءة في هذه الرسالة النافعة ادب المعلمين او اداب المعلمين والمتعلمين الامام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. نعم قال العلامة ابن سعدي رحمه الله تعالى ولا يخرج عن اشارته وارشاده وليجلس بين يديه متأدبا ويظهر غاية حاجته الى علمه ويدعو له حاضرا وغائبا. واذا اتحفه بفائدة توضيح لعلم فلا يظهر له انه قد عرفه قبل ذلك. وان كان عارفا لا. بل يصغي اليه اصغاء بشدة الى الفائدة هذا فيما يعرفه. فكيف بما لا يعرفه؟ ولهذا كان هذا الادب ومستحسنا مع كل احد في العلوم والمخاطبات في الامور الدينية والدنيوية. نعم هذه جملة من اه الوصايا العظيمة الم تعلم تجاه شيخه ومن يتلقى عنه فمنها الا يخرج عن اشارته وارشاده. وولا سيما اذا كان في مرحلة التحصيل فان خبرة الشيخ وعلمه طول آآ الزمان الذي يمضاه في العلم والتعليم هذه امور معتبرة. ولهذا لا يخرج عن ارشاد قد يكون يظهر للطالب في اول الطريق ان آآ الطريقة الاخرى غير التي ارشده اليها شيخه او الامر الاخر او الكتاب الاخر غير الذي ارشده اليه الشيخ افضل ثم لا بل باشارة شيخه فلا تتحقق الفائزة الفائدة المرجوة. بينما اذا كان مستفيدا منه اخر باشارته منتفعا بتوجيهه فهذا احرى باذن الله سبحانه وتعالى في تحقق الفائدة. الامر خرأ الجلوس بين يديه يكون جلوس جلوسا فيه الادب والاحترام مجلس العلم والامر الاخر ان يظهر غاية حاجته الى علمه. وهذا مما ينشط آآ الشيخ وآآ يفيد الطالب ان يظهر حاجته الى علمه. لان عدم اظهار ذلك او اظهار خلافة انه آآ انها مسألة معروفة او آآ سبق ان سمعتها قرأتها في قرأتها في الكتاب الفلاني هذا يضعف النشاط في افادة طالب اذا ذكر له الشيخ فائدة ثمينة ما يقول انا اعرفها او يقول سبق ان قرأتها او او نحو ذلك وانما يظهر حاجته واستفادته منه فهذا ايضا له اثره في اه التعليم والانتفاع. ويدعو له حاضرا وغائبا حاضرا اي بمسمع الشيخ فان سأله يقول مثلا ما حكم كذا عفا الله عنك غفر الله لك جزاك الله خيرا او نحو ذلك. وغائبا ايضا يدعو له بظهر الغيب ودعوة الاخ لاخيه بظهر الغيب مستجابة. ويقال ايضا لك مثل واذا اتحفه بفائدة وتوضيح لعلم لا يظهر له انه قد عرفه قبل ذلك. وان كان عارفا له. ليس من ادب التلقي اذا ذكر له فائدة ان يظهر له انه عارف بها او سبق ان اطلع عليها بل عليه ان يسمعها منه سماع من يسمعها لاول مرة هذا يقول فيما يعرفه فكيف بما لا يعرفه يعني بعضهم فيما لا يعرف يقول هذه معروفة ونحن نعرفها هو اصلا لم يسمعها الا هذه المرة لكن ان يتظاهر فهذا مصيبته اعظم. ولهذا كان هذا الادب مستحسنا مع كل احد في العلوم والمخاطبات. في الامور الدينية والدنيوية. انظر اه يعني هذا من الشيخ رحمه الله حتى في الامور الدنيوية لو لو جاءك صاحب لك وآآ ذكر لك خبر جميلا خبرا سارا وانت على علم بهذا الخبر ليس من المستحسن ان تقول اعرفه. وعندي خبر بل استمع الى كانك تسمع به لاول مرة. الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله كان يطبق هذا المسلك تطبيقا عجيبا في حياته. يخبرني آآ ابنه آآ آآ يقول كنت اخرج مع الوالد من المسجد. فيلقانا رجل ثم يذكر لنا يذكر للوالد خبر فيقف والدي ويستمع اليه. ثم يشكره. فاذا انتهى وودع والد يأتي اخر بالخبر نفسه. بالخبر نفسه. ينقله للوالد يقول فيستمع الي كأنه لم يسمعه ويشكره عليه. هذه السعة في الخلق ما هي ليست سهلة. ابنه نفسه يقول يعني يقول مداعبا يقول انا عندما ياتي الاخر يذكر الخبر يقول افرك يدي ودي اقول له الوالد سمع الخبر ما يحتاج تقوله لنا. اه كان هكذا دأب وذكر رحمه الله ان هذه الطريقة سواء في العلوم الشرعية او في الامور الدنيوية عموما يذكر لك انسان فائدة جميلة في البناء في الشراء في البيع في كذا. الاسم من المناسب اذا اخبرك تقول نعم انا اعرفها قبل عشرين سنة الان انت جاي تعرفها وجاي تقول انك فاهم وعارف وينك انت نايم حنا نعرفه من زمان تسوي نفسك فاهم علينا وانك عارف وان هذه الطريقة ما هي جيدة وليست من الخلق الخلق ان تسمع وتشكر هذا الخلق وتسمع وتشكر جزاك الله خير افتنا والله جزاك الله خير فائدة ثمينة ولو كنت تعرفها ما يضرك لكن هذا فيه استمع اليها يقول يذكرها الشيخ ابن السعدي فوائد لهذه الطريقة الاولى تنشيط المحدث هذا الذي تقول له وينك نايم من عشرين سنة انت يجي يعطيك خبرك مرة ثانية او فائدة خلاص تنهي كل شيء انت بهذه الطريقة ولا ينشط اصلا. الامر الثاني ادخال السرور عليه. يأتي فرحي بيذكر لك فائدة طيبة دينية او دنيوية فاذا شكرته وافتنا جزاك الله خير احسنت الينا يدخل عليه السرور ويفرح ودخول السرور على اخيك المسلم هذا ايضا من مما تؤجر عليه. الامر الثالث يقول سلامتك من العجب بنفسك. اذا اذا صرت في في مع الاخبار او مع الاشياء والفوائد هذا معروف هذا كذا ونعرف قد تصاب بالعجب والعجب مشكلته مشكلة. الامر الرابع يقول سلامتك من سوء الادب. في التعامل مع الاخوان والاحبة والرفقاء لان منازعة المحدث حديثا من سوء الادب من سوء الادب منازعة المحدث حديثة من سوء الادب. احيانا يعني آآ يتحدث شخص مثلا عالم او حتى غيره يعني في فائدة دنيوية. فاحد الحاضرين يكمل وهو يتحدث يكمل. يكمل الكلام مقصوده باكمال كلام ما هو؟ ها مقصود اما ان يظهر للمتحدث او للحاضر ان اعرف انا ما هو وحده فقط الذي يعرفها. فمنازعة المحدد حديثا ما دام انه بدأ بالحديث وتكلم الموضوع يبقى له وتبقى الفائدة له ويشكر عليها ولا ينازع في في حديثه يعني انظر ادب السلف في في هذا الباب عطاء رحمه الله يقول ان الشاب ان الشاب ليتحدث بحديث فاستمع له كأني لم اسمعه ولقد سمعته قبل ان يولد. وقال قد سمعت قبل ان يولد. لكن قالت استمع له كأني لم اسمعه. هذا ادب ما يستطيعه كل واحد اكثر الناس يستطيع انه يقول هذا قبل لا تولدك امك. كذا يقولها. هذا قبل لا تولدك امك كذا ينطقها انا اعرفه جاي انك الحين انت تعطينا هذا الخبر لكن هذي الطريقة ما ما كل احد يستطيع ما احد يستطيعها الا اللي الله اعطاه سعة في الصدر والخلق. نعم واذا اخطأ المعلم في شيء فلينبه برفق ولطف بحسب المقام. ولا يقول له او ليس الامر كما تقول بل ياتي بعبارة لطيفة يدرك بها المعلم خطأه من دون ان يتشوش قلبه فان هذا من الحقوق اللازمة وهو ادعى للوصول الى الصواب فان الرد الذي يصحبه سوء الادب انزعاج القلب يمنع من تصور الصواب ومن قصده. وكما ان هذا لازم على المتعلم. نعم نبقى في الاولى هذه يقول اذا اخطأ المعلم المعلم ليس معصوم عرضة للخطأ. قد قد يقول مثلا كلمة من سبق اللسان كثير هذا يحصل. قد يكون كلمة سبق اللسان قد يفوته مثلا آآ حرف او او نفي في ذكر الكلمة على سبيل الاثبات وسبق لسانه فسقط حرف النفي مثلا او نحو ذلك قد يخطئ قد يعني اه اه تغلق عليه المسألة هو عرضة للخطأ مثل غيره. كل بني ادم خطاء. وليسوا بمعصومين من خطأ لكن ان ان اخطأ العالم وتبين طالبوه انه اخطأ فما الطريقة المناسبة لمعالجة الخطأ؟ يقول اذا اخطأ المعلم في شيء فلينبهه برفق. ولطف بحسب المقام. ما يأتي مثلا في نفس المكان يقاطعه ويرفع صوته وهذا خطأ وانت قلت كذا وهذا يسبب ازعاج يفقد تصور المسألة ينزعج الانسان حتى الحاضرين يسبب لهم ازعاجا يغلق عليهم ظبط العلم لان العلم اناة ورفق وهدوء وطمأنينة ليس خصومة ولجج واصوات ولا يقول له اخطأت او ليس الامر كما تقول. ما يخاطب بهذا الاسلوب. ما يقول هذا خطأ هذا ليس الصواب لا يقول هذا. لكن يأتي بعبارة لطيفة يدرك بها المعلم خطأ او من دون ان يتسوس قلبه من دون ان يتسوس قلبه. يختار اسلوبا رفيقا يليق بمكانته وفضله واحترامه فلا يجابهه في المجلس بالخطأ قد يقول القائل الخطأ سمعه الحاضرون وانا اريد ان في المجلس اقول حتى ما يحصل العالم يبين لهم بنفسه السيدات بينت له برفق سيأتي في الدرس القادم ويقول المسألة الفلانية وهذا كثير يحصل. المسألة الفلانية قلت كذا والصواب خلاف ذلك ويبين لهم الصواب ويحصل مقصود. لا يأتي بعبارة بل ياتي بعبارة لطيفة يدرك بها المعلم خطأ من دون ان يتسوس قلبه. فان هذا من الحقوق اللازمة وهو ادعى للوصول الى الصواب. فان الرد الذي يصحبه سوء الادب وانزعاج القلب يمنع من تصور الصواب ومن قصده لان ازعاج القلب بالطريقة الغير لائقة تفقد تفقد المجلس من العالم ومن يستمعون تفقدهم الفائدة بخلاف الرفق وقد قال عليه الصلاة والسلام ما دخل الرفق في شيء الا زانه. اللائق ان ان يقابله مثلا بعد الدرس ويتلطف به جزاك الله خير استفدنا والله فوائد ثمينة الله يجعلها ميزان حسناتك ذكرت في الدرس المسألة الفلانية لكنه لو قيل لي لو قيل لي كذا بماذا اجيب ويدخل الملاحظة التي سينتبه الشيخ ربما يقول عجيب انا قلت كذا لا خطأ هذا جزاك الله خير. انا ان شاء الله انبه طلاب وهكذا هذا يحصل كثيرا بخلاف آآ اذا جاء بطريقة يعني فيها رعونة وفيها آآ شدة هنا انقل لكم يعني قصة تفيد باذن الله في هذا الباب مفيدة جدا ذكرها ابن العربي في كتابه احكام القرآن كتابه التفسير يقول اه اخبرني محمد ابن قاسم العثماني غير مرة اكثر من مرة يقول وصلت الفسطاط مرة فجئت مجلس الشيخ ابي الفضل الجوهري وحظرت كلامه على الناس وهو يدرس فكان مما قال في اول مجلس جلست اليه في اول مجلس جلست اليه كان مما قال ان النبي صلى الله عليه وسلم طلق وظاهر والى. ثلاث امور نسب الى الى النبي صلى الله عليه وسلم انها حصلت منه طلق وظاهر والام. فلما خرج تبعته حتى بلغت معه الى منزله في جماعة كان معه بعض الجماعة لعلهم من طلابه فجلس معنا في الدهليز وعرفهم امري. فانه رأى اشارة الغربة. ولم يعرف الشخص قبل كذلك في الواردين عليه. شخص جديد اول مرة يراه مع مع الحضور. فلما انفض عنه اكثرهم قال لي اراك غريبا هل لك من كلام؟ قلت نعم قال جلسائه قال جلساء آآ قال لجلسائه افرزوا له عن كلامه. قال لجلسائه افرجوا له عن اعطوه فرصة لانه ربما كلام خاص او لانه جالس فترة ولا تكلم. قال افرجوا له عن كلامه فقاموا وبقيت وحدي معه. فقلت له حضرت المجلس اليوم آآ متبركا بك لعله يقصد يعني متبركا طالبا البركة بسماع العلم وان كان يقصد معنى اخر فيكون اه غير اه غير صحيح. متبركا بك وسمعتك تقول ال رسول الله صلى الله عليه وسلم دقت وطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقت آآ اتأولا بماذا؟ بالاشياء التي آآ الصواب. وقلت وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لم يكن. وهذا لم يكن ولا يصح ان يكون لان الظهار منكر من القول وزور. الله بهذا وصفه. وذلك لا يجوز ان يقع من النبي صلى الله عليه وسلم ماذا حصل؟ بهذا الاسلوب الطريقة والصبر والتأني قال فضمني الى نفسه وقبل رأسي. فضمني الى نفسه وقبل رأسي. وقال انا من ذلك. وقال انا تائب من ذلك. جزاك الله عني من معلم خيرا. جزاك الله اني ومعلم خيرا هل انتهت القصة عند هذا الحد من اثر الطريقة الجميلة يقول ثم انتقلت عنه ذهبت وبكرت الى مجلسه في اليوم الثاني بكرت الى مجلسي في اليوم الثاني فالفيت وقد سبقني الى الجامع وجلس على المنبر. فلما دخلت من باب الجامع ورآني نادى باعلى صوته مرحبا بمعلمي. ناداني باعلى صوته مرحبا بمعلمي فافسحوا فقال افسحوا لمعلمي. يقول للطلاب افسحوا لمعلمي. فتطاولوا طولت الاعناق الي ينظرون معلم اه شيخهم يعني ربما يظن ان السنوات كان يتعلم عليه ويتلقى عنه وحدقت الابصار نحو قال وتعرفني او قال وحدقت الابصار نحوي وتعرفني يا ابا بكر يشير الى عظيم حيائه. قال وتعرفني يا ابا بكر يعني في الحياء الذي وتعرفني يا ابا بكر؟ يعني ابا بكر بن العربي يشير الى عظيم حياه. فانه كان اذا سلم عليه احد او فاجأه خجل لعظيم حياه هذا الشخص عنده حياء يعني كبير فكيف عاد بالموقف الان الذي حصل له الان؟ مرحبا بمعلمي والطلاب كلهم هم ينظرون اليه واحمر حتى كأن وجهه طلي بجلندار او جنن نار قال وتبادر الناس الي يرفعونني على الايدي ويتدافعونني حتى بلغت يرحبون به وفرحين به حتى بلغت المنبر وانا لعظم الحياة لا اعرف في اي بقعة انا. لعظم الحياة لا اعرف في اي بقعة انا من الارض والجامع خاص باهله. واسال الحياء بدني عراقا. واقبل الشيخ على الخلق على الطلاب في المجلس فقال لهم انا معلمكم وهذا معلمي. انا معلمكم وهذا معلمي لما كان بالامس قلت لكم ال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلق وظاهر. فما كان احد منكم فقه عني ولا رد علي. فاتبعني او اتبعني الى منزلي. وقال لي كذا وكذا واعاد ما جرى بيني وبينه ذكر له طريقته وماذا فعل هذا وانا تائب يقول هذا الشيخ وانا تائب عن قولي بالامس وراجع عنه الى الحق. فمن سمعه ممن حضر فلا عليه ومن غاب فليبلغه من حضر. فجزاه الله خيرا وجعل يحفل بالدعاء يكثر من الدعاء والخلق يؤمنون. يقول ابن العربي معلقا فانظروا رحمكم الله الى هذا الدين المتين والاعتراف بالعلم لاهل على رؤوس الملأ من رجل ظهرت رئاسته واشتهرت نفاسته لغريب مجهول العين لا يعرف من ولا من اين فاقتدوا به ترشده يعني بالطريقة والاسلوب اللطيف والتأني والرفق في آآ التنبيه على الخطأ. نعم. وكما ان هذا لازم على الم تعلم فعلى المعلم اذا اخطأ ان يرجع الى الحق ولا يمنعه قول قاله ثم رأى الحق في خلافه من مراجعة الحق والرجوع اليه فان هذا علامة الانصاف والتواضع للحق. فالواجب اتباع الصواب سواء جاء على يدي الصغير او الكبير. يقول اه ايظا من جهة المعلم المعلم ايضا ينبغي ان يكون رجاعا للحق. لا يحمله آآ خطأ في مسألة نبه عليها ان وان يصر على على الخطأ بل يحمد الله عز وجل ان ييسر له من طلابه حتى لو كان صغيرا حتى كان لاول مرة يحضر عنده يروض نفسه على قبول على على قبول الحق ولا يمنعه قول قاله ثم رأى الحق في في خلافه من مراجعة الحق والرجوع اليه. فان الرجوع الى الحق خير من التمادي في الخطأ والباطن قال فان هذا علامة الانصاف والتواضع للحق. فالواجب اتباع الصواب سواء جاء على يد الصغير او الكبير كما ان واجب على المتعلم ان ينبه على الخطأ اذا وقف على خطأ برفق ولطف فايضا على المعلم ان ان يكون رجاعا للحق قابلا له ممن قاله صغيرا كان او كبيرا. نعم. ومن نعمة الله على المعلم ان يجد من تلاميذه من ينبهه على خطأه ويرشده الى الصواب ويزول استمراره على جهله فهذا يحتاج الى شكر الله ثم الى شكر من اجرى الله الهدى على يديه متعلما او غيره انظر هذا الانصاف وهذا الكلام المتين الذي هو يعني نابع ان شاء الله من صدق واخلاص ونصح. يقول من نعمة الله على المعلم ان يجد من تلاميذه من ينبهه. هذه من نعم اه من النعم العظيمة ان يجد من تلاميذ من ينبه لكن اذا لم يوجد من تلاميذه من ينبه قال قولا خطأ وطلابه كلهم كتبوه عنه. ثم اصبحوا فيما بعد ينقلونه. فهذه مشكلة كبيرة. لكن ان انعم الله عليه بان احد طلابه النجباء نبه على الخطأ وازيل الخطأ ووضع مكان الصواب حصل الخير وزال الخطأ باذن لله سبحانه وتعالى. فيقول من نعم الله على المعلم ان يجد من تلاميذه من ينبهه على خطأه ويرشده الى الصواب. ويزول استمراره على جهله لانه لو ما نبه ربما يعيده مرة وثانية وثالثة ورابعة فاذا نبه وعرف لن يعيده وينتهي يستمر الخطأ. فهذا يقول يحتاج الى شكر الله على هذه النعمة. ثم الى شكر من اجرى الله الهدى عليه يديه متعلما او غيره وقد قال عليه الصلاة والسلام لا يشكر الله من لا يشكر الناس. نعم ومن اعظم ما يجب على المعلمين ان يقولوا لما لا يعلمونه الله ورسوله اعلم وليس هذا بناقص دارهم بل هذا مما يزيد قدرهم ويستدل به على دينهم وتحريهم للصواب. وفي فيه عما لا يعلم فوائد كثيرة منها ان هذا هو الواجب عليه ومنها انه اذا وقف وقال لا اعلم فما اسرع ما ياتيه علم ذلك اما من مراجعته او مراجعة غيره فان المتعلم اذا رأى معلمه توقف جد واجتهد في تحصيل علمها واتحاف المعلم بها فما احسن هذا الاثر ومنها انه اذا توقف عما لا يعرف كان دليلا على ثقته واتقانه فيما به من المسائل كما ان من عرف منه الاقدام على الكلام فيما لا يعلم كان ذلك دليلا للريب في كل ما يتكلم به حتى في الامور الواضحة. ومنها ان المعلم اذا رأى منه المتعلمون توقفه عما لا يعلم كان ذلك تعليما لهم وارشادا الى هذه الطريقة الحسنة والاقتداء بالاحوال والاعمال ابلغ من الاقتداء بالاقوال. هذه مسألة عظيمة وجليلة. ينبه عليها رحمة الله عليه وهي ان ما لا يعلمه من مسائل العلم لا يتكلم فيه. واذا سئل عن شيء لا يعلم آآ جوابه فليبادر الى قول الله اعلم او لا ادري واذا لم تكن لا ادري على لسانه قريبة من انا اذا كان يتثاقل ان ينطق بهذه الكلمة فمصيبته عظيمة جدا مصيبته عظيمة جدا ولهذا قال السلف قديما من اخطأ لا ادري اصيبت مقاتله. المصيبة عظيمة اذا اخطأ كلمة لا ادري. ولهذا ينبغي لان ان تكون آآ هذه الكلمة على لسانه ولا يستنكف او آآ يستكبر او يجد غظاظة ان يقولها. بل عليه ان يبادر ان يبادر الى ان ان يقول لا ادري هذا من اعظم ما يجب على المعلمين ان يقولوا لما لا يعلمون الله اعلم. وليس هذا بناقص بناقص لاقداره بل هذا مما يزيد اقدارهم. يرتفع قدره وتعرف مكانته ويعرف تثبته. وسيذكر الشيخ رحمة الله عليه فوائد كثيرة جدا اه اه كون هذه الكلمة على اه على لسان اه آآ على لسان العالم من الاثار المروية عن السلف في في هذا الباب ابن عمر يقول العلم ثلاثة كتاب ناطق وسنة ماضية ولا ادري كتاب ناطق سنة ماضية ولا ادري يعني المسألة التي لا يكون عندك فيها دليل من القرآن او من السنة اه توقف عن الخوض فيها وقل لا ادري حتى لا يكون من المرء خوض في في الله او في دين الله او في كتاب الله او في شرع الله بلا علم وهذا من اعظم المحرمات. سئل ايوب السختياني عن مسألة فقال لا ادري فقال له السائل دلني على من يدري. قال اسأل دلني على من يدري فقال لا ادري ولا ادري من يدري. لا ادري ولا ادري من يدري. وهذا ايضا من الورع يعني لا لا ينبغي ان يسمي له عالما الا اذا كان مطمئنا الى اتقانه وظبطه آآ المسألة التي يحيله عليه فيها. قال ابو داوود في مسائله ما احصي ما سمعت احمد بن حنبل سئل عن كثير مما فيه الاختلاف في العلم فيقول لا ادري. وسمعت يقول ما رأيت مثل ابن عيينة في الفتوى احسن فتية منه كان اهون عليه ان يقول لا ادري. وقال عبد الله بن احمد في مسائله سمعت ابي يقول وقال عبد الرحمن المهدي سأل رجل من اهل الغرب مالك بن انس عن مسألة فقال ابن انس لا ادري فقال يا ابا عبد الله تقول لا ادري يعني وانت من انت في في العلم تقول لا ادري قال نعم فابلغ من وراءك اني لا ادري فابلغ من ورائك اني لا ادري. وعبد الله ابن احمد يقول مع ابي كثيرا يسأل عن المسائل فيقول لا ادري وان نقول عن عن اهل العلم في في في هذا كثيرة جدا والشيخ رحمه الله آآ اخذ ايعدد فوائد في توقف العالم عما لا يعلم وقوله لا ادري او الله اعلم يقول هذه فيها فوائد كثيرة انتبه لها فهي مفيدة ونافعة جدا. الاولى ان هذا هو الواجب عليه. هذا هو الواجب. ان هذا دين والدين لا لابد ان يكون الكلام فيه عن دراية وعلم فاذا لم يكن عنده دراية ولا علم فليبادر الى هذه الكلمة هذا هو الواجب عليه. الامر الثاني انه اذا توقف وقال لا اعلم فما اسرع ما يأتيه علم ذلك اما من مراجعته هو للمسألة او مراجعة غيره. فان الم تعلم اذا رأى معلمه توقف جد واجتهد في تحصيل علمها واتحاف المعلم بها. فما احسن هذا الاثر؟ اذا قال اذا سئل وقال لا ادري ربما ينشط ويذهب ويراجع هذه المسألة. وربما بعض طلابه وهذا يحصل كثيرا يذهب ويبحث ويراجع ثم يأتي الى شيخه ويقول الشيخ سألت عن كذا ورجعت الى كذا ووقفت على كذا ونقل فلان كذا حتى تنجلي عالم فافاده قوله لا ادري ان نشط هو في البحث او ماذا؟ او نشط بعض طلابه. ومنها ان انه اذا توقف عما لا يعرف كان دليلا على ثقته واتقانه فيما يجزم به من المسائل اذا كان طلابه تسمعون منه لا ادري فيحدث هذا عندهم طمأنينة في المسائل التي يجزم بها لانه لو لم يكن يجزم بها لسارع الى كلمة لا ادري التي اعتادوها منه. كما ان من عرف منها الاقدام على الكلام فيما لا يعلم كان ذلك كداع للريب في كل ما يتكلم به حتى في الامور الواضحة. من كان يعرفونه انه يبادر الى الجواب حتى حتى فيما لا يعرف ان اجاب يوما بجواب دقيق الناس ترتاب منه. ولا تطمئن اليه لانه يعرفونه متسرع ومتعجل في الفتوى ومنها ان المعلم اذا رأى منه المتعلمون توقفه عما لا يعلم كان ذلك تعليما لهم طلابه يتربون على هذا الادب الرفيع كان ذلك تعليما لهم وارشادا الى هذه الطريقة الحسنة والاقتداء بالاحوال والاعمال ابلغ من بالاقوال. الطالب اذا كان ملازما لشيخ ويسمع هذا الشيخ كثيرا يقول لا ادري فيما بعد اذا ابتلي بالتصدر وسماع اسئلة الناس الى اخره. تكون كلمة لا ادري هينة على لسانه لماذا؟ لان كثرة سماعه لها من شيخه وهو اعلم منه يبادر لهذه الكلمة اعطته رياضة لنفسه ان ان يسارع الى هذه الكلمة ويبادر اليها هناك امر يعين على هذا المطلوب في الطلب. يعني ينصح الشيخ آآ العالم مع طلابه ان آآ يعمله بينهم حتى يعينهم على لا ادري فيما الا ادري فيما لا يدرون او لا اعلم فيما لا يعلمون. نعم ومما يعين على هذا المطلوب ان يفتح المعلم للمتعلمين باب المناظرة في المسائل ان يفتح معلم للمتعلمين باب المناظرة في المسائل والاحتجاج عليها وان يكون القصد واحدا وهو اتباع ما رجحته الحجة والادلة فانه اذا جعل هذا الامر نصب عينيه واعينهم تنورت الافكار المآخذ والبراهين واتبعت الحقائق وكان القصد الاصلي وتوابعه معرفة الحق واتباعه واتباعهم. معرفة الحق واتباعه. وكان القصد الاصلي وتوابعه معرفة الحق واتباعه. نعم هذا يعين على هذا المطلوب ان ان يفتح المعلم للمتعلمين باب المناظرة في المسائل والاحتجاج عليها وهذا ليس لكل المتعلمين وانما للمتقدمين من الطلاب كما سبق الاشارة الى ذلك. اه فالمتقدمين من الطلاب اه يمكن ان يوجد بينهم مناظرة علمية قائمة على الادب والانصاف والاحتجاج للمسألة فهذه تروض الطالب على ان القول الذي ينصره ان تبين بالدليل انه خطأ ان يرجع امام الطلاب في في مجلس المناظرة والتدريب فهذا يعطي رياضة للنفس على الاحتجاج وقبول الحجة من الغير اذا كان الصواب معه. فهذا التدريب له فوائد من ضمنها هذه الفائدة المتقدمة انا لا اعلم او لا ادري آآ سهلة على لسانه للمران الذي آآ حصلت آآ حصلته نفسه من الطريقة التي آآ لها الشيخ رحمه الله تعالى. اه نكتفي بهذا القدر ونكمل غدا ان شاء الله حسب الموعد المعلن اه سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه