بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على امام المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين ما بعد نواصل ايها الاخوة القراءة في الاصول والكليات التي كتبها الشيخ عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله في اصول التفسير الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله الامين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ رحمه الله امر الله بالاحسان واثنى على المحسنين وذكر ثوابهم المتنوعة في ايات كثيرة وحقيقة الاحسان ان تعبد الله كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك وان تبذل ما تستطيعه من النفع المالي والبدني والقولي الى المخلوقين هنا يبين الشيخ رحمه الله ان من كليات القرآن الامر بالاحسان والثناء عليه وعلى اهله وبيان عظيم ثواب المحسنين وان الله عز وجل معهم كما قال الله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وهي معية خاصة تقتضي حفظ المحسنين ونصرهم وتأييدهم وتسديدهم في امورهم كلها والاحسان رتبة علية في الدين ومنزلة رفيعة من منازله بل ان الدين ثلاثة مراتب يرفعها مرتبة الاحسان قد جاء بيان مراتب الدين ومعنى كل مرتبة في حديث جبريل المشهور فسبقه مر معنا الحديث والكلام على بعض معانيه ومضامينه في لقاء قريب ومر معنا دلالة الحديث على مراتب الدين الثلاثة وهي الاسلام والايمان والاحسان وان اعلى هذه المراتب شأنا وارفعها مكانة مرتبة الاحسان ولما سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الاحسان ما هو قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك فمن بلغ هذه الرتبة في عبادة الله فهو المحسن والاحسان هو الاتقان والاجازة والاحسان هو الاتقان والاجادة فمن اتقن العبادة واجاد الاتيان بها بان تكون منه على هذا الوصف ان يعبد الله كانه يرى الله هذا هو المحسن يستحضر رؤية الله له واطلاعه عليه وعلمه بحركاته وسكناته الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين اذا استحضر العبد هذه المعاني استحضر اسم الله العليم و اسم الله عز وجل الخبير واسمه البصير ونظائر هذه الاسماء واستحضر معانيها ودلالاتها فان هذا يورثه المراقبة والخشية والاتقان والاجادة العبادة التي يتقرب الى الله عز وجل بها فيبلغ بذلك رتبة الاحسان ولا يصل العبد الى هذه الرتبة الا بالمجاهدة كما قال عز وجل والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين فيحتاج الى مجاهدة ان يجاهد نفسه ويترقى في الكمال شيئا فشيئا حتى يبلغ هذه الرتبة العلية والمنزلة الرفيعة قال الشيخ رحمه الله وحقيقة الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك وان تبذل ما تستطيعه من النفع المالي والبدني والقول الى المخلوقين والشيخ رحمه الله ينبه هنا ان الاحسان نوعان نوع يتعلق بالله عز وجل او بحقوق الله بان يحسن العبد في عبادة الله وان يتقن العباد وان يكون في عبادته على الصفة التي وردت في الحديث ان تعبد الله كانك تراه فهذا هذا احسان كان في حق الرب جل وعلا بعبادة الله سبحانه وتعالى والنوع الثاني الاحسان الى المخلوقين الاحسان الى المخلوقين بحسن المعاملة وكريم الاخلاق وطيب الاداب والقيام بحقوق الناس كل بحسبه الوالد له حق والوالدة لها حق والجار له حق والقريب له حق والمعامل له حق والعالم له حق وكل له حق فيحسن الانسان مع عباد الله عز وجل كل بحسبه يؤدي الحقوق يحسن المعاملة يرحم الناس يعطف عليهم يعاملهم في حدود ما امرت به الشريعة هذا الاحسان مع عباد الله وقد عرفه الشيخ بقوله وان تبذل ما تستطيعه من النفع المالي والبدن والقول الى المخلوقين فيجاهد الانسان نفسه ما استطاع سبيلا الى نفع عباد الله قولا وفعلا ومالا فهذا الاحسان الى عباد الله الاحسان الى عباد الله ثم اخذ الشيخ رحمه الله يتكلم عن كلية اخرى من كليات القرآن فقال وامر بالاصلاح واثنى على المصلحين واخبر انه لا يضيع ثوابهم واجرهم والاصلاح هو ان تسعى في اصلاح عقائد الناس واخلاقهم وجميع احوالهم بحيث تكون بحيث تكون على غاية ما يمكن من الصلاح وايضا يشمل اصلاح الامور الدينية والامور الدنيوية واصلاح الافراد والجماعات وضد هذا الفساد والافساد قد نهى عنه. وذم المفسدين وذكر عقوباتهم المتعددة واخبر انه لا يصلح اعمالهم الدنيوية والدينية ثم ذكر هذه الكلية من كليات القرآن امر الله عز وجل بالصلاح والاصلاح ونهيه عن الفساد والافساد فهذا من كليات القرآن ومن يتدبر القرآن الكريم ويتأمل اياته يجد الكثيرة والكثيرة من الايات التي فيها الامر بالصلاح والحث عليه والامر بالاصلاح والحث عليه الصلاح صلاح الانسان في نفسه بفعله الاعمال الصالحات وتركه لاضدادها من الاعمال السيئات فمن كان كذلك فهو صالح في نفسه والاصلاح هو ايصال هذا الخير الذي من الله عليك به ووفقك للقيام به ايصاله الى الاخرين اخرين فيكون المرء بذلك صالحا في نفسه مصلحا لغيره مهتدئ هاديا مهتديا هاديا مهتدية مهتديا في نفسه وهاديا لغيره صالحا في نفسه مصلحا لغيره ولهذا قال الله جل وعلا والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فذكر الصلاح والاصلاح الصلاح في قوله الا الذين امنوا وعملوا الصالحات هذا الصلاح هم في انفسهم وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر سعيهم في صلاح الاخرين وايصال هذا الخير الذي وصلهم الى الاخرين وهذه مهمة الانبياء كما قال الله عز وجل عن شعيب عليه السلام ان اريد ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا لله فهذه مهمة الانبياء ومهمة اتباع الانبياء ان يجاهد المرء نفسه على ان يكون صالحا من اهل الصلاح من الصالحين وان يكون ساعيا في اصلاح الاخرين لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس فهذه مهمة نبيلة وغاية جليلة ان ان يكون العبد في نفسه صالحا ولغيره مصلح وضد ذلك والعياذ بالله الفساد والافساد والله يعلم المصلح من المفسد الفساد ان يكون الانسان فاسدا في نفسه ولافساد ان يكون مفسدا لغيره اما بالشرك وهو اعظم ما يكون الفساد او البدع او انواع المعاصي والذنوب والمفسد والفاسد في نفسه في الغالب تتطلع نفسه الى ايقاع الاخرين ويكون معولا من معاول الشيطان بعد ان ان اوقعه الشيطان في الفساد يستحثه ويستنهض همته ليكون مفسدا بعد ان كان فاسدا فينتقل من مرحلة الفساد لنفسه الى الافساد للاخرين واضرارا الاخرين في عقائدهم وعباداتهم واخلاقهم وفي الغالب الفاسد يستحثه الشيطان ويؤزه ازا لافساد الاخرين ومن يقع في الاثم يود ان غيرة من اقرانه ونظرائه ورفقائه ان يقعوا فيما وقع فيه لئلا يتجه اليه بالذم وحده ولهذا جاء عن عن الخليفة الراشد عثمان ابن عفان رضي الله عنه انه قال ودت الزانية لو زنى النساء جميعا ودت الزانية لو زنا النساء جميعا لانها لو بقيت هي الزانية وحدها لما يذكر الزنا لا يشار الا اليها فانها ترغب ان تكون وحدها الذي يشار اليها بهذه المنقصة وبهذه المذمة فتسعى الى افساد اخريات من النساء حتى يكن مثلها في هذا الوصف الذميم وفي هذا الخلق الوبيء وهكذا في المعاصي الاخرى مثلا من من يشرب الدخان في الغالب ولا سيما في البدايات في الغالب يسعى في ايقاع اقرانه ورفقائه في في هذا الوباء وفي هذا الشر الذي لا خير فيه بشهادة كل مدخن وهكذا بقية الذنوب من وقع في شيء من الفساد تبدأ نفسه تتحرك شيئا فشيئا لايقاع الاخرين لايقاع الاخرين فيه فاول ما يكون الانسان على على خير ثم يعبث به الشيطان يستدرجه الى ان يوقعه في الفساد فاذا وقع في الفساد حرك فيه معنى الافساد كالسعى في في الارض فسعى في الارض فسادا ثم ان من الناس من يفسد في الارض بتخريب العقائد وتظليل الناس وهو يدعي انه مصلح واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون فيكون مفسدا ويظن انه مصلحا او يكون مفسدا ويموه على الاخرين ان ما يقوم به اصلاح صلاحا واصلاح والله عز وجل يعلم المفسدة من المصلح والله عز وجل لا يصلح عمل المفسدين وهو تبارك وتعالى يتولى الصالحين والله وهو يتولى الصالحين تبارك وتعالى فاهل الصلاح والاصلاح تولاهم الله عز وجل بتوفيقه وعونه وتسديده ومن يسعى في الافساد فالله عز وجل لا لا يصلح عمله لا يصلح عمله بل يكون سعيه في ثبات وركضه في خراب وضياع على نفسه وعلى الاخرين. يبوء باسم الفساد الذي هو وقع فيه وباسم الافساد الذي اوقع فيه كما قال الله عز وجل ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما ينزرون فهذه نتيجة المفسد اما المصلح فان له النتائج المباركة والمآلات الطيبة في الدنيا والاخرة. والله عز وجل يعلم المصلح من المفسد فالقرآن من كلياته العظيمة الدعوة الى الصلاح والاصلاح الصلاح ان يكون العبد صالحا في نفسه متقيا لربه تبارك وتعالى ساعيا في فعل الصالحات والتقرب الى الله عز وجل بالاعمال الطيبات والبعد عن رديء الاعمال وسيئها وان يكون في الوقت نفسه داعيا الى الخير ناصحا لعباد الله مصلحا في بيته في مجتمعه بين اخوانه يرجى خيره ويؤمن شره يكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر كما قال عليه الصلاة والسلام ان من الناس اناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر ومن الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفتاح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفتاح الشر على يديه وحديث صحيح الشاهد ان ان من كليات القرآن هذا المقام العظيم ان يكون العبد صالحا في نفسه مصلحا لغيره وان يكون بعيدا عن الفساد والافساد ولاحظ هنا ان من كليات الشريعة ومن قواعد الدين العظيمة الكبيرة التي كثيرا ما نسمعها ونقرأها آآ ان هذا الدين جاء لجلب المصالح وتفسيرها ودرء المفاسد وتقليلها وهذي من قواعد الدين وكلياته العظيمة جلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها وجلب المصالح هذا من كليات الدين ودرء المفاسد من كليات الدين ولهذا الشيخ رحمه الله قسم كلامه بالاشارة الى هذا المعنى فالواجب على العبد ان ان يكون معتنيا بهذا الامر ومعتنيا بهذه القواعد العظيمة التي هي من كليات كتاب الله عز وجل فيسعى جاهدا ان يكون صالحا في نفسه مصلحا لغيره بعيدا عن الفساد والافساد وليحاسب نفسه فيما يقوم به من اعمال الصالحات او بخلاف ذلك فان كانت من الصالحات فليحمد الله وليزد من من هذا الخير الذي من الله عليه به وان كان خلاف ذلك فليتب الى الله عز وجل لئلا يبوء باثم المفسدين الله عز وجل ان يحفظنا واياكم نعم قال اثنى الله على اليقين وعلى الموقنين وانهم هم المنتفعون بالايات القرآنية والايات الافقية واليقين اخص من العلم وهو العلم الراسخ المثمر للعمل والطمأنينة ثم ذكر ايضا هذه الكلية من كليات القرآن وهي ثناء الله على اليقين وعلى الموقنين وانهم المنتفعون بالايات القرآنية والايات الافقية واليقين اخص من العلم فهو العلم الراسخ المثمر للعمل والطمأنينة اليقين هذه منزلة من منازل هذا الدين العظيمة وقد اوضح الشيخ رحمه الله معنى اليقين وان المراد به تمام العلم بان يكون ايمانا في ان يكون ايمان العبد راسخا وتصديقه جازما بعيدا عن الارتياف والظنون والشكوك والاوهام ولهذا قال الله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا فبينما المنافق في ريبه يتردد قلبه مرتاب قلبه غير مطمئن اما المؤمن صحيح الايمان ففي قلبه ايمان راسخ ويقين جاز لا شك عنده ولا ريب فالله عز وجل اثنى على اليقين واثنى على اهله ومدحهم بايات كثيرة في كتابه عز وجل وبين ما يحصله اهل اليقين من جميل المآبي وعظيم الثواب عند الله تبارك وتعالى الموقن هو الذي اصبح في قلبه ايمان جازم فيتلقى اخبار الله التي جاءت في كتابه كلها بالتصديق ويتلقى اخبار رسوله صلى الله عليه وسلم التي جاءت في سنته كلها بالتصديق والقبول والطمأنينة لا يرتاب في شيء منها ولا يتردد ولا يشك وانما يتلقى ذلك باليقين فيقينه هذا يحمله الى كامل المراتب وعالي الدرجات ولهذا اليقين الذي قام في قلوب المؤمنين بالله باسمائه وصفاته وبالجنة وبالنار وبالثواب وبالعقاب هذا اليقين هو الذي نهض بهم بفضل من الله ومنه الى القيام بصالح الاعمال والتقرب الى الله عز وجل بانواع الطاعات لانه لانهم على يقين بخلاف المرتاد او غير المؤمن فليس في قلبه ما يدفعه او يحركه الى فعل الصالحات اما المؤمن يقينه ووثقته وطمأنينته آآ تنهض به الى خير الاعمال والى حسن العبادة والى كريم الاخلاق لانه موقن ويرجو ثوابا ويخاف عقابا بخلاف المرتاب الشاك فاليقين هذه من المنازل العظيمة ومما اثنى الله تبارك وتعالى عليه في ايات كثيرة وفي مواضع عديدة من كتابه تبارك وتعالى نعم قال امر الله بالصبر واثنى على الصابرين وذكر جزاءهم العاجل والاجل في عدة ايات نحو تسعين موضعا وهو يشمل انواعه الثلاثة الصبر على طاعة الله حتى يؤديها كاملة من جميع الوجوه والصبر عن محارم الله حتى ينهى نفسه الامارة بالسوء عنها والصبر على اقدار الله المؤلمة فيتلقاها بصبر وتسليم غير متسخط في قلبه ولا بدنه ولا لسانه ثم ذكر من كليات القرآن آآ امر الله بالصبر وثناؤه على الصابرين واشار رحمه الله ان الايات الواردة في الصبر والحث على الصبر وبيان ثواب اهله تزيد على التسعين اية وهذا يدلنا على عظم شأن الصبر ورفيع مكانته ولهذا تكرر وروده في القرآن الكريم في مواضع عديدة امرا به وحثا عليه وثناء على اهله وبيانا لعظيم ثوابهم عند الله تبارك وتعالى الصبر الذي امر الله جل وعلا به انواعا ثلاثة صبر على الطاعات وصبر عنه المعاصي والخطيئات وصبر على اقدار الله المؤلمات وانواع ثلاثة الايات التي فيها الحث على الصبر والثناء على الصابرين تتناول هذه الانواع الثلاثة والصبر هو حبس النفس حبس النفس على طاعة الله وحبسها عن معصية الله وحبسها عن التسخط في في اقدار الله ولهذا فيما يتعلق بالصبر على اقدار الله المؤلمة قال اهل العلم في تعريفه هو حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي والتسخط والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ولهذا اللسان قد يقع منه ما يتنافى مع الصبر واليد يقع منها ما يتنافى مع الصبر والقلب يقع منه ما يتنافى مع الصبر وبهذا نعلم ان الصبر في المصاب يكون بالقلب وايضا بالجوارح بان يمنعها العبد مما لا يرضي الله تبارك وتعالى من قول او فعل كما قال عليه الصلاة والسلام عندما مات ابنه ابراهيم قال العين تدمع والقلب يخشع ولا نقول الا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى فهذا ما يتعلق بالصبر ولا نتوسع فيه لانه مر معنا قريبا كلام على الصبر عند منزلة الصابرين في آآ في المنظومة التي للشيخ رحمه الله في السير الى الله والدار الاخرة قال وكذلك اثنى الله على الشكر وذكر ثواب الشاكرين واخبر انهم ارفع الخلق في الدنيا والاخرة وحقيقة الشكر هو الاعتراف بجميع نعم الله والثناء على الله بها والاستعانة بها على طاعة المنعم ثم ذكر هذه الكلية من كليات القرآن امر الله بالشكر وثناؤه على الشاكرين وهذا ايضا يأتي في القرآن كثيرا والله عز وجل يحب من عباده اه ان ان يكونوا شاكرين لانعمه حامدين له سبحانه وتعالى مثنين عليه واثنى على اهل الشكر ووصف بذلك انبيائه والصالحين من عباده وذكر ان الشاكرين هم اهل المزيد او الاهل للمزيد من فضله سبحانه وتعالى وواسع عطاءه كما قال جل وعلا واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ولهذا يقول العلماء بالشكر يصفه اهل العلم بانه الجالس والحاضر يقولون الشكر هو الجانب والحافظ الحافظ اي للنعم الموجودة والجانب اي للنعم المفقودة فاذا كان الانسان شاكرا لله على النعمة فبها باذن الله عز وجل تحفظ النعمة التي بين يديك وبه وبها وبه تجلب له الخيرات المتنوعة والافضال المتعددة فالشكر حافظ جالس حافظ للنعم الموجودة جالب للنعم المفقودة وهذا مستفاد من قوله واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم وايضا يقول اهل العلم آآ النعمة ومن صاحبها فالشكر سبب لقرار النعم وبقائها ودوامها اه الزيادة فيها والبركة فهذا كله من نتائج الصبر وفوائده الحميدة عدا ما اعده الله سبحانه وتعالى للشاكرين يوم القيامة من عظيم الثواب وجميل المآل الشكر من كليات القرآن العظيمة. ما حقيقته قال رحمه الله حقيقة الشكر الاعتراف بجميع نعم الله والثناء على الله بها والاستعانة بها على طاعة المنعم وهو يسير هنا الى ان الشكر يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح اما بالقلب ففي قوله رحمه الله الاعتراف بجميع نعم الله اي في قرارة قلبك وفي كامل نفسك ان تعترف ان هذه نعمة الله عليك ومنته عليك وفضله سبحانه وتعالى وجوده فلولا الله عز وجل ما حصلت لك اي نعمة لا نعمة دينية ولا نعمة دنيوية فانت في نعمة عظيمة يجب ان تعترف بفظل الله عليك بها ولا تعتقد انك اهل او انك جدير او انك مستحق او انك ورثت هذه النعمة كابرا عن كابر وانما اعترف بفظل الله سبحانه وتعالى عليك واعظم النعم نعمة الله عليك بالاسلام من الله عليك بان ولدت في مجتمع مسلم وبين ابوين مسلمين ونشأت تسمع الاذان وترى المصلين وتشاهد اهل الخير هذه منة عليك من يولد في في قلب بلاد الكفر من صغار الكفار كيف ينسى انظر نعمة الله عليك بان ولدت في بلاد الاسلام وبين ابوين مسلمين. هذي نعمة لا لا لا يقادر قدرها نعمة عظيمة انظر الى من ولد في ديار الكفر الابوان كفار والجيران كفار ومن يراه كلهم كفار وينسى بين بين الكفار فانظر نعمة الله عليك كيف من عليك بهذه النعمة ساقها اليك فتعترف بنعمة الله عليك بالهداية للاسلام بالنشأة في بلاد الاسلام اه الاستقامة والصلاح حتى من يمن عليه الله عز وجل بالاسلام وقد ولد في ديار الكفر والله نعمة الله عليه عظيمة احيانا ترى بعض الاشخاص يهديه الله للاسلام ويقوى اسلامه حتى يكون في اسلامه احسن من كثير ممن ولدوا في ديار الاسلام وتسأل من من ابوك؟ يقول كابر؟ من امك كافرة؟ من جيرانك كفار بلده كل اللي حوله كفار ويخرج من بينهم يعني يخرج من بين فرث ودم فصافيا نقيا مؤمنا صالحا هذه منة منا يسوقها الله عز وجل الى من شاء من عباده ولهذا قال الله عز وجل آآ افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات الهادي هو الله ولهذا دائما يعني وآآ يستحضر الانسان في قلبه نعمة الله عليه وهذا اعظم ما يكون في الشكر اعتراف القلب بنعمة المنعم ويبتعد الانسان عن شغل قلبه بالافكار الرديئة انا مستحق انا جدير انا اهل هذا بجدارتي هذا بفطنتي هذا بحزقي لولا اني فعلت كذا لما حصل كذا ينسب الامور الى نفسه وهذا من الجهل المطبق فدائما يكون الانسان بقلبه معترف بنعمة الله عليه وبلسانه مثنيا على الله حامدا له شاكرا يحمد الله عز وجل على نعمته ويشكره سبحانه على فضله وعطيته ولهذا جاء في الحديث ان الله ليرضى عن عبده ان يأكل الاكل فيحمده عليه ويشرب الشربة فيحمده عليها فيحرك الانسان لسانه بشكر المنعم تبارك وتعالى والجوارح وذلك بالاستعانة بها على طاعة المنعم اي ان تستعمل النعمة في في طاعة المنعم ولا يستعملها في معصيته وكل ما بك من نعمة فمن الله كما قال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله فكل نعمة بك فهي من الله القديم والحديث والسر والعلانية كل النعم التي بك من الله فيجاهد الانسان نفسه على ان يستعمل النعم في طاعة المنعم جل وعلا ولا يستعمل شيئا منها في معصيته ان السمع بصر آآ السمع نعمة والبصر نعمة واليد نعمة والمال نعمة كل هذه نعم فيجتهد الانسان في ان يستعمل نعم الله عز وجل فيما يرضيه تبارك وتعالى فان هذا من سبب المزيد قد مر معنا شيء من الكلام عن منزلة الشكر في منظومة الشيخ المتعلقة بالسير الى الله والدار الاخرة نعم قال وذكر الله الخوف والخشية في مواضع كثيرة امر به واثنى على اهله وذكر ثوابهم وانهم المنتفعون بالايات التاركون للمحرمات وحقيقة الخوف والخشية ان يخاف العبد مقامه بين يدي الله ومقامه عليه فينهى نفسه بهذا الخوف عن كل ما حرم الله وهذا ايضا من كليات القرآن ان الله عز وجل آآ ذكر الخوف والخشية في مواضع كثيرة امر به واثنى على اهله وذكر ثوابهم وانهم المنتفعون بالايات التاركون للمحرمات هؤلاء من يخشون الله عز وجل في الغيب والشهادة والخشية والخوف عمل قلبي يكون في قلب الانسان يزيد وينقص ولزيادة الخشية اسباب اعظمها مراقبة الله عز وجل وعلم العبد باطلاع الرب عليه فاذا استحضر العبد رؤية الله له واطلاعه عليه وعلمه به وانه سيجازيه على اعماله وعلى ما يقدم في هذه الحياة وان كل ما يقول ويعمل مكتوب وانه سيلقى الله عز وجل به يوم القيامة وان كل ذلك سيجده حاضرا في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها كل هذه المعاني وغيرها تزيد الخشية والخوف في قلب العبد المؤمن فيرتقي في الكمال اذا عظم خوفه منه ذي الجلال والجمال يرتقي بالكمال ويجد ويجتهد في التقرب الى الله عز وجل ان الذين هم من خشية ربهم مسفقون هذي من اخص صفات المؤمنين ومن اعظم ما نالوا به عالي الرتب ورفيع المنازل ولهذا من يعطى كتابه باليمين وينطلق في ارض المحشر مسرورا يقول انا كنا قبل في اهلنا مشفقين الاشفاق والخوف والخشية هي التي بلغت بهؤلاء هذا المبلغ العظيم فكانوا ممن يؤتون كتابهم باليمين فالخشية اه شأنها عظيم ومكانها القلب يخشى الانسان ربه ويخاف عقابه ويخاف حسابه كل ما هم بمعصية او بالتهاون في طاعة تذكر علم الله به عليه ورؤيته ترك المحظور وفعل المأمور كل ما عمر القلب بالخشية صلح البدن وزكى وطال والذي يزيد الخشية العلم بالله سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا انما يخشى الله من عباده العلماء فكلما كان العبد بالله اعرف كان منه اخوة كما قال ذلك غير واحد من السلف كل ما كان بالله اعرف ازداد خوفا منه واذا وجد في القلب آآ استحضار رؤية الله وعلمه واحاطة علمه واطلاعه سبحانه وتعالى ينشأ الانسان خائفا من الله ولهذا مما ينبغي ان ينشأ عليه صغار السن والاطفال ان يبين لهم اطلاع الله عليهم يا بني يقول لقمان الحكيم لابنه يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله. ان الله لطيف خبير فانظر ماذا يغرس في قلب ابنه الصغير حتى ينسى من صغره يخشى الله خائفا من الله وهذا احسن ما يؤدب به الصغار واوجب ما ينبغي ان يؤدب به الصغار ان يربط بالخوف من الله عز وجل وبخشية الله وان يعلم اطلاع الله سبحانه وتعالى عليه يا بني انتبه الله يراك الله يطلع عليك الله يعلم حالك ويرى ويرى اه فعالك فانتبه فهذا خير ما ينشأ حتى ينشأ يخشى الله سبحانه وتعالى فخشية الله عز وجل هذه من الكليات العظيمة واذا وجدت الخشية في القلب جاءت الخيرات وان كفن الانسان باذن الله عز وجل عن الاعمال السيئات نقل الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه شرح كلمة الاخلاص ان اعرابيا راود اعرابية في الصحراء عن نفسها. كان هو واياها في الصحراء. ما فيه حولهم اي انسان يراه فاخذ يراودها عن نفسها فتمنعت وكانت عفيفة فقال لها نحن في مكان لا يرانا الا الفواكه. يعني ما احد يرانا من الناس مما تخافين ومن اي شيء تخشاه نحن في مكان لا يرانا الا الكواكب فقالت له تلك الاعرابية بفطرتها واين مكوكبها اين مكوكب الفواكه؟ يعني اين الله؟ الا يرانا؟ فانكف الرجل ومشى فهذه لا يراها احد من قراباتها ولا من جماعتها ولا من عشيرتها فالذي حجزها عنه عن هذه المعصية وعن هذا الذنب خوف الله جل وعلا فاذا استحضر الانسان رؤية الله له واطلاعه عليه وعلمه به فانه يخاف الله عز وجل والله عز وجل لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء الغيب عنده شهادة والسر عنده علانية يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور يرى سبحانه وتعالى كل شيء من فوق سبع سماوات يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في ظلمة الليل ويرى جريان الدم في عروقها ويرى كل جزء من اجزائها ويرى خطواتها واثارها وانت الى جنبها والى جوارها ما تراها وهو سبحانه وتعالى يراها من فوق سبع سماوات ويسمع تبارك وتعالى من فوق سبع سماوات جميع الاصوات على اختلاف اللغات وعلى تفنن الحاجات دون ان يختلط عليه صوت بصوت او لغة بلغة او حاجة بحاجة وانت اذا تكلم عندك اثنان بلغة واحدة طلبت من احدهما ان يسكت حتى تسمع مع كلام الاخر ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه والله جل وعلا يسمع جميع الاصوات حتى ما يخافت به المرء مخافته ولما دخلت المرأة المجادلة على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته تجادله في زوجها كانت عائشة رضي الله عنها في في البيت فتسمع بعض كلامها ويغيب عنها كثيرا منه ثم ثم ما ان انتهت وفرغت من كلامها الا ونزل قول الله عز وجل قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير يسمع الذي قلت لها ويسمع الذي قالت لك وعائشة رضي الله عنها في جنب في نفس البيت تسمع بعض الكلام ويغيب عنها بعضا لانها تحاور النبي وتجادله في في في شيء يخصها فنزل فنزلت هذه الاية فقالت عائشة رضي الله عنها سبحان من وسع سمعه الاصوات فاذا استحضر الانسان سمع الله له ورؤيته له وعلمه به واطلاعه عليه وانه لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء اورثه خشية من الله سبحانه وتعالى وخوفا واذا استحضر ايضا الحساب والعقاب والجنة والنار والجزاء والوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى اورثه خشية من الله جل وعلا فكل هذه المعاني اذا استحضرها العبد ووجدت في قلبه زادت خشيته لله وخوفه منه تبارك وتعالى فهذه على كل حال منزلة عظيمة وكلية جليلة من كليات هذا الدين الخشية والخوف من الله جل وعلا ذكرت في مناسبة قريبة ان الخوف هو احد اركان التعبد القلبية الثلاثة وهي الخوف والرجاء والمحبة. وقد تكلم الشيخ هنا عن الخوف وسيتكلم الان عن الرجاء قال والرجاء ان يرجو العبد رحمة الله العامة ورحمته الخاصة به فيرجو قبول ما تفضل الله عليه به من الطاعات وغفران ما تاب منه من الزلات ويعلق رجاءه بربه في كل حالة من احواله وهذه ايضا من المنازل العظيمة الرجاء ان ان يعيش العبد وهو راجيا رحمة الله عز وجل يرجو رحمة الله كما انه ينبغي عليك ان يعيش خائفا من عقابه فليعش كذلك راجيا رحمة الله فيعيش بين الرجاء والخوف طائفة راجح اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه فيكون راجيا يرجو ما عند الله ويخاف عقاب الله والرجاء هو الطمع ومكانه القلب في قرارة قلبه وفي كامل نفسه يرجو ما عند الله من الفضل من النعمة من الرحمة من المغفرة طامعا فيما عند الله عز وجل في طاعته يرجو وعندما يقع في معصية او تزل به قدمه في ذنب فايضا لا يقنط بل يتوب وهو يرجو ان يغفر الله له ذنبه وان يستر له عيبه فهو في في في جميع احواله يرجو رحمة الله جل وعلا والرجاء والخوف للمؤمن بمثابة الجناح الجناحين للطائف فاذا وجد فاذا وجد الخوف والرجاء استتم له السير تحقق فيه الخير باذن الله تبارك وتعالى والرجاء والخوف هما من اركان التعبد يجب ان يكون معك في كل طاعة وفي كل عبادة تعبد الله وانت تحبه وترجو ثوابه وتخاف عقابه عز وجل ثم ذكر الشيخ في مقدمة التعريف قال الرجاء ان يرجو العبد رحمة الله العامة ورحمته الخاصة به الرحمة العامة لكل المخلوقات ورحمة الله عز وجل وسعت كل شيء ولكن هناك رحمة خاصة بالمؤمنين اما الرحمة العامة فهي التي يتراحم الناس بها يتعاونون بها ويطعمون ويشربون وتصرف عنهم الصوارف بها وتشمل الدواب وتشمل الحيوان وتشمل الزروع فهي رحمة وسعت كل شيء لكن الرحمة الخاصة التي بالمؤمن هي التي هداه الله بها الى هذا الدين واستنقذه بها من النار وادخله بها في رحمته جل وعلا فهو يسأل الله عز وجل آآ الرحمة العامة والرحمة الخاصة ويرجو ويرجو رحمة الله عز وجل ويطمع في نيل ثوابه سبحانه وتعالى قال فيرجو قبول ما تفضل الله به عليه من الطاعات وغفران ما تاب منه من الزلات ويعلق رجاءه بربه في كل حالة من احواله ولاحظ هذا التنبيه وقد سبق ان مر معنا عند الشيخ رحمه الله ان المؤمن الرجاء معه في الطاعة وفي المعصية في الطاعة اذا طاع يرجو من الله ان يقبلها منه والمعصية اذا وقع فيها وهداه الله الى التوبة منها يرجو من الله عز وجل ان يقبل منه توبته فهو دائما يرجو الله عز وجل في كل احواله وفي جميع احاينا والى هنا نقف ونسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم لكل خير وان يهدينا سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد