بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على امام المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قبل مواصلة القراءة في الاصول والكليات المتعلقة بالتفسير نقف قليلا مع كلام بعض المفسرين بمعنى قول قول الله تبارك وتعالى يجادلونك في الحق بعد ما تبين وهذه الاية مر معنا الاستشهاد بها الدرس الماظي واحببت ان نقف على كلام بعض المفسرين اولى معنى هذه الاية نعم بسم الله الرحمن الرحيم قال الامام البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره يجادلونك في الحق اي في القتال بعدما تبين وذلك ان المؤمنين لما ايقنوا بالقتال كرهوا ذلك وقالوا لم تعلمنا انا نلقى العدو فنستعد لقتالهم وانما خرجنا للعير فذلك جدالهم بعدما تبين لهم انك لا تصنع الا ما امرك وتبين صدقك في الوعد كأنما يساقون الى الموت من شدة كراهيتهم القتال وهم ينظرون فيه تقديم وتأخير تقديره وان فريقا من المؤمنين لكارهون كانما يساقون الى الموت وهم ينظرون يجادلونك في الحق بعدما فتبين قال ابن زيد هؤلاء المشركون جادلوه في الحق كأنما يساقون الى الموت حين يدعون الى الاسلام لكراهيتهم اياه وهم ينظرون حاصل ما ذكره البغوي رحمه الله بمعنى هذه الاية قولان القول الاول ان المراد الصحابة رضي الله عنهم وما حصل من خوف لملاقاة جيش المشركين في غزوة بدر وكانوا قد خرجوا بلقاء العيد فتحول هذا الخروج الى لقاء جيش للقتال فحصل عندهم خوف فجادلوا النبي صلى الله عليه وسلم في امر القتال فنزل قوله يجادلونك في الحق بعد ما تبين وفي قول اخر لبعض المفسرين ان المراد جدال الكفار بما يدعون اليه من الحق البين والهدى الواضح الذي يدعوهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء في القرآن ايات كثيرة ببيان جدال الكفار في الحق بعد تبينه ووضوحه له ونبدأ الان بمواصلة القراءة حيث انتهينا اليه من الاصول والكليات المتعلقة في تفسير القرآن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى ذكر الله في القرآن الايمان والعمل الصالح في مواضع كثيرة رتب عليهما من الجزاء العاجل والاجل والاثار الحميدة شيئا كثيرا فالايمان هو التصديق الجازم بما امر الله ورسوله بالتصديق به المتضمن لاعمال الجوارح والعمل الصالح هو القيام بحقوق الله وحقوق عباده هنا ذكر رحمه الله آآ ما امر الله جل وعلا به عبادة في القرآن الكريم في مواضع كثيرة من الامر للايمان به الامر بالاعمال الصالحات وهذا في ايات كثيرة لقوله ان الذين امنوا وعملوا الصالحات في غير ما اية قوله الا الذين امنوا وعملوا الصالحات في غير ما اية فيأتي كثيرا في القرآن الجمع بين الايمان والعمل الصالح ولهذا من المفيد في كليات القرآن ان يعرف طالب العلم نوع هذا الجمع بين الايمان والعمل الصالح مع علمنا ان الايمان شامل لما يكون في القلب من اعتقاد وما يكون في اللسان من قول ولما يكون من الجوارح من اعمال صالحات العمل الصالح داخل في مسمى الايمان العمل الصالح داخل في مسمى الايمان اجتماعه مع الايمان وعطفه على الايمان فيذكر الايمان ويذكر معه العمل الصالح في ايات كثيرة فهنا الشيخ رحمه الله اراد ان يبين معنى اجتماع الايمان او الاجتماع العمل الصالح مع الايمان في الذكر وهذا نظير اجتماع الاسلام مع الايمان في الذكر العمل الصالح هو انواع الطاعات وصنوف العبادات التي امر الله تبارك وتعالى عباده بالايمان بها وامتثالها وهي داخلة في الايمان لكن لعظم مقامها واهمية بالعناية بها والحفاظ عليها تعطف على الايمان مع انها داخلة فيه تعطف على الايمان مع انها داخلة فيه ويعطى على السيل ما هو داخل في مسماه تأكيدا لتأكيدا له واهتماما به قد يعطف على الشيء ما هو داخل في في مسماه ومن ذلك قول الله عز وجل حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى الصلاة الوسطى هي صلاة العصر وهي داخلة في عموم قوله حافظوا على الصلوات وايضا قول الله تبارك وتعالى من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكال عطف جبريل وميكال على الملائكة ووهما من جملة الملائكة تأكيدا واهتمام واهتماما ويأتي كذلك نظير هذا كبير في القرآن من ذلك قوله تعالى تنزل الملائكة والروح فيها الروح من الملائكة وهو جبريل فعطفه عليهم فهنا عقد العمل على الايمان لا يدل على ان العمل ليس من الايمان وان العمل خارج من مسمى الايمان فالايات التي فيها عطف العمل على الايمان لا تفيد ذلك بل العمل داخل في مسمى الايمان وجزء من الايمان داخل فيك وقد دل على ذلك احاديث دل على ذلك ايات كثيرة واحاديث وفي مناسبة قريبة ذكرت شيئا من ذلك فالعمل داخل في مسمى الايمان وعطفه هنا على الايمان في ايات كثيرة في القرآن الكريم لا يدل على انه ليس منه ولهذا نظائر اشرت الى بعظها فهنا اراد الشيخ رحمه الله ان يبين هذا الاصل او هذه الكلية المتعلقة بعطف العمل على الايمان يقول ذكر الله في القرآن الايمان والعمل الصالح في مواضع كثيرة رتب عليهما من الجزاء العاجل والاجل والاثار الحميدة شيئا كثيرا مثل قوله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. هذا عاجل وقولي وقول الله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا هذا مؤجل يوم القيامة ونظائر هذا في القرآن كثير رتب عليهما من الجزاء العاجل والاجل والاثار الحميدة شيئا كثيرا فما الايمان؟ وما العمل الصالح قال فالايمان هو التصديق الجازم بما امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالتصديق به المتضمن لاعمال الجوارح والعمل الصالح هو القيام بحقوق الله وحقوق عباده العمل الصالح هو القيام بما امر الله تبارك وتعالى به من اعمال صالحات تتعلق اه بالتقرب الى الله جل وعلا بما يرضيه او القيام بحقوق العباد التي امر سبحانه وتعالى بالقيام بها فهذه فهذا فهذه الكلية نافعة في في في بابها الا وهو الجمع بين العمل الايمان والعمل الصالح نعم قال وكذلك امر الله بالتقوى ومدح المتقين ورتب على التقوى حصول الخيرات وزوال المكروهات والتقوى الكاملة امتثال امر الله وامر رسوله واجتناب نهيهما وتصديق خبرهما واذا جمع الله بين التقوى والبر ونحوه كانت التقوى اسما لتوفي جميع المعاصي والبر اسما لفعل الخيرات. واذا افرد واذا افرد احدهما دخل فيه الاخر او اذا افرد احدهما دخل فيه الاخر ثم تكلم هنا ايضا على كلية اخرى من كليات القرآن فيما يتعلق بتقوى الله جل وعلا وتقوى الله يأتي الامر بها في القرآن كثيرا والحث عليها وبيان ان العاقبة للمتقين وبيان ما اعد الله تبارك وتعالى لاهل التقوى من العواقب الحميدة والمآلات الرشيدة في الدنيا والاخرة وثمرات التقوى وفوائدها لا تعد ولا تحصى فهنا يبين الشيخ رحمه الله التقوى التي هي وصية الله جل وعلا للاولين والاخرين من خلقه كما في قوله عز وجل ولقد وفينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله وهذه الاية تدل على ان التقوى هي وصية الله للاولين والاخرين من خلقه لانه قال ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لامته فكان كثيرا ما يوصي اه بتقوى الله جل وعلا وكان اذا امر اميرا على سرية اوصاه في نفسه اوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المؤمنين خيرا وهي وصية الصحابة رضي الله عنهم فيما بينهم وهي وصية السلف فهي وصية عظيمة وتقوى الله جل وعلا ليست كلمة تقال باللسان اذ ان هذا من اليسير على كل احد ان يقول عن نفسه انا تقي او انا من المستقيم او انا من اهل التقوى ليست تقوى الله عز وجل كلمة تقال باللسان وانما تقوى الله جل وعلا بدل الوسع بفعل ما امر الله به وترك ما نهى الله عنه ان يجعل العبد تقوى الله ان يجعل العبد بينه وبين ما يخشاه من عقاب الله وسخطه وقاية تقيه لان اصل التقوى او الاتقاء في اللغة ان يجعل او ان يجعل الانسان بينه وبين ما يخشاه واقيا فمثلا من خشي البرد الشديد لبس الثياب الشتوية ومن خشي فر الشمس استعمل المظلة كل ذلك للوقاية فمن خشي عقاب الله وسخطه سبحانه وتعالى فليجعل بينه وبين ذلك وقاية وهي فعل الاوامر وترك النواهي ومن احسن ما عرفت به التقوى قول طلق ابن حبيب رحمه الله وهو من علماء التابعين قال تقوى الله ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله وهذا التعريف من احسن ما عرفت به التقوى قد اثنى على هذا التعريف غير واحد من اهل العلم منهم شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والحافظ ابن رجب والذهبي وغيرهم من اهل العلم اعيد التعريف ثانية قال رحمه الله تقوى الله ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله وتأمل هنا ايها الاخ الكريم هذا التعريف العظيم تقوى الله ان تعمل بطاعة الله ان تعمل بطاعة الله على نور من الله يعني ان يكون عملك بالطاعة على نور والمراد بالنور العلم كما قال الله جل وعلا وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا فالمراد بالنور هنا اي العلم فتعمل بطاعة الله على نور من الله اي على علم بان ما تقوم به طاعة وقربة لله سبحانه وتعالى وانت تقوم بالطاعة ترجو الثواب من الله تبارك وتعالى وتطمع في عظيم موعوده سبحانه وتعالى لمن اطاعوه وامتثلوا اوامره وان تترك معصية الله اي تدعها وتبتعد عنها وتجتنبها على نور من الله ايضا تركك للمعصية يكون على نور اي على علم ومن لم يكن على علم بما نهى الله عنه فكيف يتقيه كما قال احد السلف كيف يتقي من لا يدري ما يستقي كيف يستقي من لا يدري ما يستقيم ولهذا لما جهل بعض الناس الشرك الذي نهى الله عنه وقعوا في صور منه وهم يجهلون انهم يشركون ولما جهل الناس البدعة التي نهى الله عنها وحذر منها وقعوا في صنوف من البدع المعاصي الربا والغش وانواع من المحرمات يقع فيها كثير من الناس وقد يجهل انه وقع في امر محرم وقد وقد لا يجهز قد لا يجهل بعضهم لكن منهم من يقع في الامر وهو يجهل انه محرم ولهذا من من الامور المهمة في الدين ان يعلم الانسان المحرم ليجتنبه كما انك مطلوب منك ان تعرف آآ الفرائض والواجبات لتفعلها فمطلوب منك ان تعرف المحرمات لتجتنبها كما قيل تعلم الشر لا للشر ولكن لتوقيه فان من لم يعرف الشر من الناس يقع فيه فلا بد من معرفة ولو معرفة اجمالية في المحرمات مثل الشرك والبدعة والمعاصي التي نهى الله عنها ولهذا كتب اهل العلم في ذلك كتب كتبا خاصة مثل الكبائر افردها اهل العلم في مصنفات تجده يعدد لك فيها الكبائر الكبيرة الاولى الشرك الكبيرة الثانية القتل كبيرة الثالثة الزنا الكبيرة ويمشي يعدد الكبائر وكل كبيرة بدليلها وتنشر هذه الكتب بين المسلمين لاي شيء تنشر ويعرف الناس بالكبائر ليجتنبوها ليحذروها لئلا يقعوا فيها فالمسلم كما انه مطالب بمعرفة الفرائض والواجبات والاوامر ليفعلها فهو كذلك مطالب بمعرفة المحرمات ليجتنبها وكما ذكرت قول بعض السلف كيف يتقي من لا يدري ما يستقي ولهذا اذا قرأت القرآن وقرأت السنة تجد بيانا لذلك وذكرا للمحرمات واعادة وابداء في بيانها والتحذير منها وبالسنة كثيرا ما يأتي اجتنبوا كذا اجتنبوا السبع الموبقات ويذكرها عليه الصلاة والسلام فهذا كله مطالب المسلم بمعرفته ليجتنبه وليحذر من الوقوع فيه وبهذا نعرف متانة هذا التعريف للتقوى تقوى الله ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله الشيخ رحمه الله قال في كلامه على التقوى وكذلك امر الله بالتقوى ومدح المتقين ورتب على التقوى حصول الخيرات وزوال المكروهات هذا شيء من بيان فضل التقوى وعظيم مكانتها وما اعد الله سبحانه وتعالى لاهلها من الاجور العظيمة والافضال الكريمة في الدنيا والاخرة فما هي التقوى قال والتقوى الكاملة امتثال امر الله وامر رسوله واجتناب نهيهما وتصديق خبرهما لاحظ قول الشيخ التقوى الكاملة وهذا يدلنا على ان هناك تقوى ناقصة قد يكون عند الانسان تقوى يحافظ بها على الاوامر يحافظ بها على الاوامر ويترك بها النواهي لكنها لا تكونوا كاملة فيقع في بعض النواهي فاذا وقوعه في بعض النواهي هذا من نقص التقوى من دلائل نقص التقوى فاذا نقصت التقوى ينقص في الانسان بعض الاوامر او يقع في بعض النواهي وهذا وهذا فيه ان التقوى تزيد وتنقص وان المتقين يتفاوتون في التقوى في تقواهم لله عز وجل وهنا ينبغي ان ان ان نستحضر قول الله عز وجل انما يتقبل الله من المتقين لنعرف معنى هذه الاية ولنفهم هذه الاية الفهم الصحيح بعيدا عن تحريفات اهل الاهواء المبنية على تأثرهم بعقائدهم الباطلة المخالفة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فقوله جل وعلا انما يتقبل الله من المتقين ادخل في البيان او اضع لكم تساؤلات تختارون منه ثم ابي ربما هذا يسد للانتباه اكثر انما يتقبل الله من المتقين اي المتقين لله تقوى كاملة هؤلاء الذين يتقبل الله منهم انما يتقبل الله من المتقين اي للشرك انما يتقبل الله من المتقين اي لله تبارك وتعالى في العمل الذي قاموا به وهناك اقوال من يطالع كتب التفسير ليس كتب اهل السنة فقط وانما عموما يجد ان العقائد لها تأثير عند اربابها في فهم كلام الله عز وجل والمعنى الصحيح في قوله انما يتقبل الله من المستقيم اي المتقين لله في العمل الذي قاموا به من اتقى الله في العمل الذي قام به وتقرب الى الله عز وجل بابه فهذا الذي يتقبل الله منه بينما من من هم على عقيدة الخوارج والمعتزلة ونحوهم ممن يخرجون من الايمان بارتكاب الكبيرة يقولون انما يتقبل الله من المتقين اي لكل معصية وعليه من يقع في كبيرة يكون عندهم خارجا من الايمان لا يقبل الله منه طاعة وهذا ظلال في فهم كلام الله عز وجل وللمرجأة كذلك فهم اخر بانما يتقبل الله من المتقين لكن الفهم الصحيح المبني على آآ قواعد اه الشريعة واصول هذا الدين وفهم السلف رحمهم الله انما يتقبل الله من المتقين اي المتقين لله في العمل الذي قاموا به فمثلا رجل محافظ على الصلوات ومواظب عليها ومعتني بها ولكنه نفسه ام امرته بالسوء فركب كبيرة ارتكب كبيرة هل تبطل صلواته وترد عليه طاعاته لانه ارتكب هذه الكبيرة ام انها متقبلة ها ماذا تقولون متقبلة انما يتقبل الله الله من المتقين هو اتقى الله في صلاته اتقى الله في صلاته واجتهد فيها واداها طلبا لثواب الله سبحانه وتعالى. فهي متقبلة وقد تكون سببا باذن الله عز وجل لحجزه ومنعه من ارتكاب هذه الكبيرة مرة اخرى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولهذا المراد بذلك اي المتقين لله في العمل. فمن اتقى الله في العمل الذي قام به تقبله الله منه على انه ليس لاحد ان يجزم لعمله انه متقبل وانما يأتي بالطاعة وهو يرجو القبول والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون قال رحمه الله والتقوى الكاملة امتثال امر الله وامر رسوله واجتناب نهيهما وتصديق خبرهما هنا على ضوء هذا التعريف الذي ذكره الشيخ رحمة الله عليه للتقوى الكاملة من اتى بما ذكر لكنه وقع في بعظ النواهي فنقول من كانت هذه حاله فتقواه ناقصة فالسطوة الكاملة انما تكون بهذا الضابط الذي ذكره الشيخ وتأملوا الظابط فانه يتناول امورا ثلاثة يتناول الاوامر والنواهي والاخبار. هذي ثلاثة اشياء. الاوامر تفعل والنواهي تترك والاخبار تصدق فالتقوى الكاملة انما تكون بفعل الاوامر وترك النواهي وتصديق الاخبار ثم اخذ يبين الشيخ رحمه الله اذا ضم الى التقوى غيرها من الالفاظ الشرعية ولا سيما البر كثيرا ما يأتي ذكر البر والتقوى معا فما القاعدة في هذا الباب قال رحمه الله واذا جمع الله بين التقوى والبر ونحوه كانت التقوى اسما بتوخي جميع المعاصي والبر اسما لفعل الخيرات. واذا افرد احدهما دخل فيه الاخر وهذه قاعدة سبق اه الاشارة اليها وتوضيحها في مناسبة سبقت وذكر اهل قول اهل العلم في كثير من الالفاظ الشرعية انها اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت وذكرنا بعض الامثلة مثل الايمان والاسلام والبر والفقير والمسكين واشرت ايضا الى الفاظ اخرى من هذه الامثلة ايضا البر والتقوى عرفنا نحن قبل قليل معنى التقوى وان فعل الاوامر واجتناب النواهي هذا اذا ذكرت التقوى وحدها فاذا ظم الى التقوى البر فجاء امر بالبر وامر بالتقوى في اية واحدة او في نص واحد مثل اية البر المشهورة في سورة البقرة قول الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب الى قوله في اخرها اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. في تمام الاية فذكر البر والتقوى فاذا جمع بين البر والتقوى في نص واحد فان التقوى تكون مختصة بترك النواهي ويكون البر مختصا بفعل الاوامر فاذا افرد البر وحده صار شاملا لفعل الاوامر وترك النواهي واذا افردت التقوى وحدها تكون كذلك شاملة لفعل الاوامر وترك النواهي وذكرت لكم في هذا ايضا قاعدة مفيدة وهي ان من الاسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند افراده واطلاقه فاذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعض تلك المسميات والاسم المقرون به دال على باقيها فهنا البر اذا افرد يشمل فعل الاوامر وترك النواهي والتقوى اذا افردت تشمل فعل الاوامر وترك النواهي فاذا جمعا معا بنص واحد فيكون فتكون التقوى متناولة لترك النواهي ويكون البر متناولا لفعل الاوامر نعم قال وذكر الله الهدى المطلوب في مواضع كثيرة واثنى على المهتدين واخبر ان الهدى بيده وامرنا بطلبه منه وبالسعي في كل سبب يحصل الهدى وذلك شامل لهداية العلم والعمل فالمهتدي من عرف الحق وعمل به وضده الغي والضلال. فمن عرف الحق ولم يعمل به فهو الغاوي ومن جهل الحق فهو الضال. ثم ذكر هذه الكلية ايضا المتعلقة بالهدى الذي يأتي الامر به والترغيب فيه في اية كثيرة من كتاب الله عز وجل يقول وذكر الله الهدى المطلوب في مواضع كثيرة واثنى على المهتدين واخبر ان الهدى بيده وامرنا بطلبه منه وبالسعي في كل سبب آآ يحصل الهدى اه ثم ذكر تعريف الهدى ما هو اولا هذه المقدمة بين يدي الكلام على الهدى ذكر اهمية الهدى وعظم شأنه كثرة او وكثرة فوائده وثماره على اهله وثناء الله على المهتدين ومدحه لهم في كتابه عز وجل وايضا ان الهدى بيده ان الهدى بيده من يهدي الله فهو المهتد افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء فالهدى بيد الله قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فالهدى بيد الله والهادي هو الله جل وعلا ومن اراد لنفسه الهداية فلا ينالها الا اذا كتبها الله له فالله عز وجل هو الهادي يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ولهذا شرع لنا ان ان نقول في كل ركعة من كل صلاة اهدنا الصراط المستقيم اهدنا الصراط المستقيم وسؤال الله الهداية هذه اعظم دعوة يقول شيخ الاسلام رحمه الله تأملت الدعوات المأثورة فوجدت ان اعظمها شأنا سؤال الله الهداية ووجدت ذلك في فاتحة الكتاب اهدنا الصراط المستقيم نحن مأمورون كل يوم نسأل الله الهداية على وجه الفرص والايجاب سبع عشرة مرة في كل ركعة من كل صلاة مفروضة نقول اهدنا الصراط المستقيم وينبغي ان يتعلم الناس ان هذا دعاء عندما يقرأ الفاتحة ينبغي ان يتعلم الناس ان هذا دعاء يقول شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله ينبغي ان ينبه عوام المسلمين ان هذا دعاء اهدنا الصراط المستقيم كثير من الناس يقرأها في صلاته ولا يدري انه في دعاء وانه يدعو الله عز وجل فهذه دعوة عظيمة هي اعظم الدعوات الشاهد ان الهداية بيد الله وان الهادي هو الله ومن اراد لنفسه الهداية فماذا عليه ذكر الشيخ امرين بما قرأناه ذكر امرين قال رحمه الله وامرنا بطلبه يعني الهدى منه والسعي في كل سبب يحصل الهدى نحن لاردنا الهداية مطلوب منا امران الامر الاول طلب الهدى من الله نقول اهدنا الصراط المستقيم عسى ان يهديني ربي سواء السبيل فيسأل الانسان ربه الهداية ويطلبها منه لان لانها منة الله وفضله سبحانه وتعالى والامر الثاني يبذل السبب يبذله ويستفرغ وسعه ويبذل طاقته في ليل الهدى وسلوك مسالكه كما قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله وكما قال الله تعالى اعبده وتوكل عليه فمن اراد الهدى فليسأل ربه جل وعلا ان يهديه وليبذل الاسباب التي يصل بها الى الهداية ثم عرف الهدى بقوله وذلك شامل لهداية العلم والعمل وذلك شامل لهداية العلم والعمل اذا من هو المهتدي على على ضوء هذا التعريف قال الشيخ فالمهتدي من عرف الحق وعمل به فالهدى العلم النافع والعمل الصالح من حصل له العلم النافع والعمل الصالح فهو المهتد وانظر هذا التعريف على ضوء قول الله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقد قسم الله عز وجل الناس من حيث الاهتداء وعدمه الى اقسام ثلاثة القسم الاول المنعم عليهم وهم الذين جمعوا بين العلم والعمل العلم النافع والعمل الصالح فمن كان على علم نافع وعملا صالح فهو المهتدي اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم المنعم عليهم هم الذين جمعوا بين العلم النافع والعمل الصالح وهذا هو الهدى للصراط المستقيم هذا هو الهدى للصراط المستقيم الذي يسأله المسلم في كل صلاة الهدى الى الصراط المستقيم علما به والهدى الى الصراط المستقيم املا به ان يهتدي اليه بان يعرفه وان يهتدي اليه بان يعمل بموجبه فهذا هو المنعم عليه الذي عرف الصراط المستقيم وعمل به. عرف الصراط المستقيم وعمل به ثم ذكر فقسمين وهم المغضوب عليهم المغضوب عليهم والضالون ثم ذكر التثمين وهم المغضوب عليهم والضالون اما المغضوب عليه فهو الذي عرف الحق ولم يعمل به عرف الحق ولم يعمل به عنده علم ولكنه لا يعمل بعلمه والضال هو الذي عنده عمل ولكن بلا علم والمهتدي من هؤلاء من جمع بين العلم والعمل العلم النافع والعمل الصالح فمن كان عنده فمن كان عنده علم نافع بلا عمل صالح فهذا ليس مهتدي بل هو مغضوب عليه ومن كان عنده عمل ولكن بلا علم نافع فهذا ضال وليس بمهتدي ولا يكون الاهتداء الا بالامرين معا العلم النافع والعمل الصالح والشيخ رحمه الله يزيد ذلك بيانا فيقول كالمهتدي من عرف الحق وعمل به وضده الغي والضلال ضده الغي والضلال. ضد الاهتداء الغيم الضلال لان عرفنا قبل قليل ان من ليس بمهتدي هو احد رجلين اما رجل عنده علم بلا عمل او عنده عمل بلا علم من عنده عمل بلا علم هذا ما ما اسمه ظال ومن عنده علم بلا عمل هذا ما اسمه قاوم الغي لاحظ هنا الغي وصف من عنده علم بلا عمل هذا غاوي وفي غيب ومن كان عنده عمل بلا علم فهذا ضال يعبد الله عز وجل بلا علم فهذا فيه ظلال والاخر في غواية والهداية سلامة من الغواية وسلامة من الضلال اما السلامة من الغواية فهي بمعرفة الحق واما السلامة من الضلال فبالعمل بالحق ولهذا قال رحمه الله فمن عرف الحق ولم يعمل به فهو الغاوي ومن جهل الحق فهو الضال مرة ثانية يقول فمن عرف الحق ولم يعمل به فهو الغاوي ومن جهل الحق فهو الضال وانظر ما وصف الله عز وجل به نبيه صلى الله عليه وسلم في اول سورة النجم قال جل وعلا ما ضل صاحبكم وما غوى ما ضل صاحبكم وما غوى. نفى عنه الضلال والغواية قد مر معنا قاعدة مفيدة في هذا الباب ان ما نفاه الله عز وجل عن رسله فانه ماذا؟ يتضمن اثبات الضد فنفي الضلال والغواية عنه صلوات الله وسلامه عليه فيه اثبات كمال هدايته وكمال علمه وكمال عمله بطاعة الله ولهذا فهو عليه الصلاة والسلام اكمل الناس علما وعملا وهو القائل عليه الصلاة والسلام ان اعلمكم واتقاكم لله انا هو اكمل الناس علما بالله وعملا بطاعة الله وهذا هو معنى قوله تعالى آآ ما ضل صاحبكم وما غوى. ففي نفي الضلال والغواية عنه اثبات كمال علمه وكمال عمله بطاعة الله سبحانه وتعالى ونظير هذا ايضا ما جاء في حق الخلفاء الراشدين في قوله صلى الله عليه وسلم عندما ذكر الخلاف ووجوده قال انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده فذكر فذكر لهم صفتين الرشاد والاهتداء الرشاد والاهتداء والرشاد والاهتداء اجتمعا معا في الذكر اجتمعا معا هنا في الذكر فيكون لكل واحد منهما معنى ولو افرد الرشاد وحده او افرد الاهتداء وحده فانه يتناول معنى الاخر ولهذا الرشاد ضده ماذا الغواية والهدى ضده ماذا الضلال وهو ما نفاه الله عن رسوله قال عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ما ضل صاحبكم وما غوى ما ضل اي مهتدي لانه اذا نفيت الضلال يثبت ضده وهو الاهتداء واذا نفيت الغواء يثبت ضدها وهو الرشاد سبيل الرشاد فهنا نفى عن اثبت للخلفاء الهداية والرشاد المهديين آآ الخلفاء الراشدين المهديين فاثبت لهم الرشاد واثبت لهم الهداية اه اذا ايظا على ظوء ما سبق اجتماع الغواية والضلال معا وافتراقهما اذا افترقا اجتمعا واذا افترقا واذا واذا اجتمعا افترق الغواية اذا ذكرت وحدها تتناول معنى الضلال والضلال اذا ذكر وحده يتناول معنى الغواية واذا ذكر معا في نص واحد فالغواية ضدها الرشاد والضلال ضده آآ الهداية والى هنا نقف والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين