بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على امام المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فنواصل القراءة تعينين بالله عز وجل في الاصول والكليات التي كتبها الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله في اصول التفسير تفضلوا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ رحمه الله تعالى ذكر الله الانابة في مواضع كثيرة واثنى على المنيبين وامر بالانابة اليه وحقيقة الانابة انجذاب القلب الى الله في كل حالة من احواله. ينيب الى ربه عند النعماء وعند الضراء بالتضرع اليه وعند مطالب النفوس الكثيرة بكثرة دعائه في جميع مهماته وينيب الى ربه باللهج بذكره في كل وقت والانابة ايضا الرجوع الى الله بالتوبة من جميع المعاصي والرجوع اليه في جميع اعماله واقواله. في عرضها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فتكون الاعمال والاقوال موزونة بميزان الشرع اه هنا ذكر الشيخ رحمه الله ان من كليات القرآن العظيمة الامر بالانابة والحث على اه والحث عليها والثناء على اهلها وبيان عظيم ثواب المنيبين عند المنيبين عند الله عز وجل والانابة هي عود ورجوع الى الله وذكر الشيخ رحمه الله لها معنيين المعنى الاول انابة القلب الى الله بمعنى انجذاب القلب الى الله بان يكون طالبا للحظ ساعيا في الهدى مجانبا للذنوب مقبلا على طاعة الله معرضا عما يسخط الله فمن كان كذلك فهو منيب منيب الى الله وهو من المنيبين الذين اثنى الله جل وعلا عليهم ومن اهل الانابة التي امر الله بها كما في قوله منيبين اليه واتقوه وقوله وانيبوا الى ربكم واسلموا له ونحو ذلك فمن كان بهذه الصفة فهو منيب الى الله والمعنى الاخر للانابة هي التوبة من الذنوب بالرجوع الى الله يكون العبد ابقا مذنبا عاصيا فينيب اي يرجع الى الله جل وعلا ويترك ذنوبه ويقبل على طاعة ربه سبحانه فهذه انابة ولهذا قال رحمه الله بعد ان بين اهمية الانابة وانها من كليات القرآن قال حقيقة الانابة انجذاب القلب الى الله في كل حال من احواله هذي حقيقة الانابة انجذاب القلب الى الله في كل حال من احواله بمعنى ان يميل القلب بكليته الى الله جل وعلا ينيب الى ربه عند النعماء بشكره وعند الضراء بالتضرع اليه وعند مطالب النفوس الكثيرة بكثرة دعائه في جميع مهماته وينيب الى ربه باللهج بذكره في كل وقت وهذه كلها من من معاني الانابة ولهذا لو تلاحظ الشكر المواظبة على الشكر شكر الله عز وجل على نعم على نعمه هذا من الانابة اليه وكذلك الثناء على الله والاكثار من ذكره وعمارة الاوقات بذلك هذا من الانابة الى الله جل وعلا وكذلك عند عروض الحاجات الى الانسان فيلجأ الى الله في طلب حاجاته ويدعو الله ويعرف ان صلاح امره وحصول رغباته انما هو بيد الله فيلجأ الى الله وحده. فهذه انابة الى الله وكذلك في المصاب يسترجع يقول انا لله وانا اليه راجعون ويطلب من الله عز وجل تفريج همه وتيسير امره هذا كله من الانابة الى الله جل وعلا ولعلك من خلال هذا تلاحظ ان المنيب الى الله هو من كان في كل احواله منجذر قلبه منجذب الى الى الله سبحانه وتعالى في السراء في الضراء في الشدة في الرخاء كل اتجاهه الى الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن فالمؤمن دائما وابدا ملتجئ الى الله عز وجل في سرائه وضرائه وشدة ورخائه وهذه هي الانابة والمعنى الاخر للانابة ذكره الشيخ بقوله الرجوع الى الله بالتوبة من جميع المعاصي والرجوع اليه في جميع اقواله اعماله واقواله فيعرظها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فتكون الاعمال والاقوال موزونة بميزان الشرع ذكر معنى التوبة وانها انابة الى الله ممن اذنب ووقع في الخطيئة فتوبته انابة لانها رجوع رجوع الى الحق ورجوع الى الله سبحانه وتعالى وطلب اقالة منه وعفو وستر وذكر ايضا معنى اخر للانابة التي هي الرجوع الى الحق الرجوع الى الحق والرجوع الى الحق فضيلة وهو من الانابة ووجه ذلك ان ان يعرض المرء اقواله واعماله على الكتاب والسنة فان وجد شيئا لا يوافق الكتاب والسنة يتركه ويرجع الى العمل الذي في الكتاب والسنة. هذا الرجوع انابة الى الله عز وجل هذا من الانابة اما اذا اذا كان الانسان يكون اذا كان الانسان على عمل لا دليل عليه في الكتاب والسنة ثم يأتيه الدليل في كتاب الله او سنة نبيه صلى الله عليه وسلم الزاجر من هذا العمل ثم يستمر مع ذلك على هذا العمل هذا من ضعف الانابة الى الله ونقصها والا لو كان منيبا لاصبح رجاعا الى الحق لاصبح رجاعا الى الحق مبادرا لقبوله مسارعا لفعله فهذا من الانابة والناس في هذا يتفاوتون منهم من آآ مجرد ما يسمع الدليل وتقوم الحجة عند يرجع مباشرة ومن الناس من يبقى مترددا منتقدا الانابة فمن صفات المنيبين الى الله جل وعلا رجوعهم الى الحق وعرضهم لاعمالهم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عملا بقول الله جل وعلا فان تنازعتم في شيء ردوا الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا فهذه كلها معاني عظيمة وجليلة جمعها الشيخ في هذا الموضع وكلها من اوصاف المنيبين الى الله جل وعلا قال رحمه الله امر تعالى بالاخلاص واثنى على المخلصين واخبر انه لا يقبل الا العمل الخالص. وحقيقة الاخلاص ان يقصد العامل بعمله وجه الله وحده وثوابه وضده الرياء والعمل للاغراض النفسية ثم ذكر هذا الاصل العظيم من اصول الواردة في كتاب الله عز وجل الا وهو الامر بالاخلاص اي اخلاص الاقوال والاعمال لله تبارك وتعالى كما قال جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين كما قال تعالى الا لله الدين الخالص والايات في هذا المعنى كثيرة فالاخلاص اصل عظيم بل هو اصل الاصول الذي تبنى عليه الاعمال ولا قبول لها الا به فاي عمل مهما عظم وكثر اذا افتقد الاخلاص لا قيمة له ولا ولا انتفاع لصاحبه به كما قال جل وعلا ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين فالعمل اذا فقد الاخلاص لا يقبله الله قد جاء في الحديث القدسي ان الله تبارك وتعالى يقول انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه فالله لا يقبل من العمل الا الخالص لوجهه والخالص العمل الخالص هو الصافي النقي العمل الخالص هو الصافي النقي لان الاخلاص مأخوذ من الخلاص وهو الصفاء والنقاء فالعمل الخالص هو الصافي النقي الذي ليس فيه ارادة الا لله. ليس فيه نية الا لله نية عامله ومقصود فاعله وجه الله تبارك وتعالى آآ فيكون على هذه الصفة بعيدا عن كل ما يناقض الاخلاص او يخدشه من الشرك والرياح والسمعة وارادة الدنيا بالعمل فكل ذلك يتجنبه العبد ويحاذر من الوقوع فيه هذا معنى قول الشيخ امر تعالى بالاخلاص واثنى على المخلصين واخبر انه لا يقبل الا العمل الخالص فما هو هذا الاخلاص قال حقيقة الاخلاص ان يقصد العامل بعمله وجه الله وحده وثوابه كما قال تبارك وتعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا وهذه الاية فيها شروط العمل المشكور عند الله وهي ثلاثة ان يريد به صاحبه الاخرة وان يسعى سعيها ان يعمل الاعمال الصالحة النافعة وان يكون مؤمنا بالله وبما امر تبارك وتعالى عباده بالايمان به قال وضده الرياء والعمل للاغراظ النفسية. هذا هذا ظد ظد الاخلاص اخلاصي يضاده الشرك يضاده الرياء يعني ان يأتي بالعمل قاصدا به مراعاة الناس او ان او او ان يسمع بعمله يأتي بالعمل ويسمع بعمله يريد بعمل الاخرة ثناء الناس ومدحهم ويطلب ذلك منهم او ان يريد بعمل الاخرة الدنيا ان يريد بعمل الاخرة الدنيا فهذا كله مما يتنافى مع الاخلاص والله لا يقبل من العمل الا الخالص اي الصافي النقي الذي لم يرد به الا وجه الله عز وجل وقد علمنا فيما سبق وهو ايضا معلوم لدى الاخوة ان كل عمل لا يقبله الله الا بشرطين ان يكون لله خالصا وان يكون لسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم موافقا وقد ذكرت لكم كلمة عظيمة في هذا الباب للفضيل ابن عياض رحمه الله فمن يحفظها من الاخوة تفضل جميل انت جئت بالمعنى نعم جميل ايظا المعنى من يحفظ نص الكلمة اوسع السؤال شوي ومن خرجنا ذكرت لكم ايظا من خرج انا نعم تفضل يا اخ ايه هذا ايضا المعنى تفضل الشيخ لا زال له بقية نعم طيب اعيد كلام الفضيل في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال الفضيل ابن ابن عياض رحمه الله اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل والخالق ما كان لله والصواب ما كان على السنة من روى هذا الاثر تفضل اين اين رواه جارك من من روى هذا الاثر ما احد منكم قيد انا ذكرت لكم من رواه تفضل يا باي كتاب ها تفضل نعم ونعز احسنت وابو نعيم في كتابه الحلية طيب قال نهى الله عن التكبر وذم الكبر والمتكبرين واخبر عن عقوباتهم العاجلة والاجلة والتكبر هو رد الحق واحتقار الخلق وضد ذلك التواضع فقد امر فقد امر به واثنى على اهله وذكر ثوابهم فهو قبول الحق ممن قاله والا يحتقر الخلق بل يرى فضلهم ويحب لهم ما يحب لنفسه ثم ذكر رحمه الله ان من من الكليات ومن اصول التي في القرآن ذم وان اهل التواضع هم اهل الرفعة من تواضع لله رفعه واهل التكبر هم اهل هم اهل النقص والسفول ويعامل كل واحد منهم بنقيض قصده فالتكبر لا يزداد به الانسان الا سفولا والتواضع لا يزداد به الانسان الا رفعة فالتواضع يرفع صاحبه ويعلي من شأنه والتكبر يذل صاحبه ويذري به في الدنيا والاخرة وقد بين الشيخ رحمه الله المراد بالتكبر قال والتكبر هو رد الحق واحتقار الخلق هذا هو التكبر وهذا مأخوذ من الحديث حيث قال صلى الله عليه وسلم آآ بطر الحب. بطر الحق وغمط الناس. ايش اول الحديث لا احدنا يحب ان نعم ان احدنا ليحب ان ان ان يكون ثوبه جميلا ونعله جميلا فهل هذا من التكبر؟ فقال عليه الصلاة والسلام لا وانما التكبر هو آآ غمط الحق وبطر الحق وغمط الناس فهذا مأخود منه قول الشيخ رحمه الله آآ رد الحق واحتقار الخلق فهذا هو المتكبر الذي يرد الحق يرى نفسه في مقام ارفع من من الحق واعلى منه فيرد الحق وفي الوقت نفسه يرى على نفسه يرى نفسه يرى لنفسه على الناس اه شأنا ورفعة وعلوا فيمشي بين الناس ويراهم صغارا ويراهم دونه فينظر اليهم بازدرار واحتقار ويكون كلامهم كلامه معهم بتكبر وتعالي وترفع وهذا من اه مما ذمه الله عز وجل وحذر منه في كتابه العزيز قال الله تعالى ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا. من انت من انت حتى تتكبر؟ من انت حتى تتعالى تأمل هذه الاية وانظر عندما او من يبتلى بالتكبر ليتأمل هذه الاية ولينظر من يكون وماذا يكون لو مشى على الارض متكبرا بعنجهية وغرور واعجاب بالنفس هل يستطيع بمشيه ان يخرق الارض التي تحته واذا تطاول وترفع على الناس هل سيكون اطول من من الجبال فمن انت ولهذا حقيقة المتكبر حقيقته انه ما عرف نفسه لو عرف نفسه لما تكبر اوله نطفة واخره جيفة وهو بين ذلك يحمل في بطنه العذرة فلماذا التكبر لماذا التكبر؟ لماذا ينتفش ريشه يمشي بزهو على اي شيء اوله نطفة اخره جيفة اخره اه نعم جيفة في قبره وهو يحمل العذر بين ذلك وخرج من مجرى البول مرتين خرج من مجرى البول مرتين مرة من ابيه الى امه نطفة ومرة من امه الى الارض انسانا سويا. فخرج من مجرى البول مرتين على ماذا يتكبر لم الكبر ولهذا هو في الحقيقة ما عرف نفسه المتكبر لا يعرف نفسه. والا لو عرف نفسه وعرف قدره وعرف مكانته لزال عنه التواضع لزال عنه التكبر ولا حصل له التواضع فالتكبر من من الخصال الذميمة في الانسان ومن الخلال المشينة وذمه الله عز وجل في كتابه وذم اهله واثنى على على المتواضعين واثنى على المتواضعين قال رحمه الله التواضع فقد امر الله به واثنى على اهله وذكر ثوابه ثم عرفه قال فهو قبول الحق ممن قاله والا يحتقر الخلق بل يرى فضلهم ويحب لهم ما يحب لنفسه. هذه الصفات المتواضعين نعم قال العدل هو اداء حقوق الله وحقوق العباد. والظلم عكسه فهو يشمل ظلم العبد لنفسه بالمعاصي والشرك وظلم العباد في دمائهم واموالهم واعراضهم ثم ذكر رحمه الله العدل وامر الله به وثناؤه على اهله في مثل قوله تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي الله امر بالعدل ونهى عن الظلم وعرف العدل رحمه الله باداء حقوق الله وحقوق العباد هذا هو العدل ان يؤدي حقوق الله التي عليه وان يؤدي حقوق العباد وهذا وضع للشيء في موضعه فحقوق الله يأتي بها لله كاملة خالصة على الوجه الذي يحبه الله وحقوق العباد يأتي بها ايضا وافية كما امره الله سبحانه وتعالى فهذا هو العدل ضده الظلم والظلم وضع الشيء في غير موضعه فان وضع آآ حق الله عز وجل الذي هو التوحيد والاخلاص في غير موضعه فهذا هو الشرك وان اوتي بالعبادة على غير صفتها وعلى غير وجهها المشروع فهذه البدعة وان جاءت المخالفات واقتراف الاثام هذه هي المعصية فوظع الشيء في غير موضعه والظلم والظلم انواع الظلم انواع ولهذا جاء في حديث صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال دواوين الظلم يوم القيامة ثلاثة ديوان لا يغفره الله وديوان لا يتركه الله وديوان لا يعبأ الله به اما الديوان الذي لا يغفره الله هو الشرك الشرك اظلم الظلم قال الله تعالى يا بني فيما ذكره في وصية لقمان يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم وبه فسر النبي صلى الله عليه وسلم قول الله قول الله تعالى قول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال الله تعالى والكافرون هم الظالمون فهذا اظلم الظلم الشرك ووضع للعبادة في غير موضعها موضع العبادة انها حق خالص لله لا تصرف لغيره ولا يستحقها سواه فاذا صرفت لغيره فهذا ظلم وهو اعظم الظلم وهذا النوع من الظلم لا يغفره الله من مات عليه فان الله لا يغفر له كما قال الله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال تعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير فهذا ظلم لا يغفره الله لصاحبه بل يبقى مخلدا في نار جهنم ابد الاباد لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها والديوان الذي لا يتركه الله هو ظلم العباد بعض بعضهم لبعض فهذا ديوان لا يتركه الله عز وجل حتى يقتص للمظلوم من ظالمه وهذا ورد فيه احاديث كثيرة من ضمنها حديث عبد الله بن انيس وحديث حسن رواه البخاري في في الادب المفرد وفي خلق افعال العباد ورواه غيره من اهل العلم وفيه يقول صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة فهما قال الصحابة وما بهما يا رسول الله؟ يعني عرفنا حفاة اي اي ليس عليهم نعال وعراة اي ليس عليهم ثياب فما معنى بهما فقال عليه الصلاة والسلام اي ليس معهم من الدنيا شيء لا رئاسة ولا مال ولا تجارة ولا كل ما كان عندهم من امور الدنيا وما يمتلكونه فيها لا يكون عندهم منه منه اي شيء يأتون بهما يوم القيامة اصحاب الاموال اصحاب الرئاسات اصحاب الاملاك يأتون يوم القيامة مهما ما عنده شيء مما كان يمتلكه في الدنيا قال اه قالوا وما بهما؟ قال اي ليس معهم من الدنيا شيء في نادي اي الله سبحانه وتعالى بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قروا. يعني كل من على ارض المحشر يسمعون صوت الله جل وعلا سماعا من البعيد والقريب وهذا من الخصائص في كلام الرب العظيم سبحانه وتعالى قال يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب يقول انا الملك انا الديان انا الملك اي الذي بيده ملكوت كل شيء وانا الديان اي الذي اجاز العباد واحاسبهم على ما قدموا في هذه في الحياة انا الملك انا الديان ثم يقول لا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة ولاحد من اهل النار عليه مظلمة حتى اقتصها منه ولا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار ولاحد من اهل الجنة عليه مظلمة حتى اقتصها منه فالمظالم كلها تقتص يوم القيامة ولا يظيع عند الله شيء من صغير او كبير قالوا الصحابة وانظروا الى فقه الصحابة وكيف ذاك يا رسول الله؟ يعني كيف يكون القصاص؟ وهم انما جاءوا بهما وهم انما جاءوا بهما ما عندهم شيء من الاموال ولا ممتلكات ولا الامور التي اخذوها فقال عليه الصلاة والسلام بالحسنات والسيئات بالحسنات والسيئات وهذا يفسره الحديث الاخر عندما قال عليه الصلاة والسلام للصحابة اتدرون من المفلس وانظر طريقة التعليم اتدرون من المفلس قالوا يا رسول الله المفلس عندنا من لا درهم عنده ولا دينار هذا هو المفلس اللي ليس عنده درهم ولا دينار هذا هو المفلس فقال عليه الصلاة والسلام انما المفلس من يأتي يوم القيامة قد شتم هذا وضرب هذا واخذ مال هذا فيؤخذ من حسناته فيعطون بقدر المظالم التي حصلت منه يؤخذ من حسناته فيعصون فان فنيت حسناته اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار هذا هو المفلس يكون عنده حسنات فتنتهي كلها تنتهي في مظالمه واعتداءاته في هذه الحياة الدنيا وازيد من ذلك اذا انتهت الحسنات يأخذ من من سيئات من ظلمه. هذا هو المفلس حقيقة من يأتي يوم القيامة بهذه الصفة معه حسنات ثم تبقى ثم تفنى حسناته واحدا تنتهي حسناته واحدا تلو الاخر تؤخذ منه ثم يوضع عليه ايضا من سيئات الاخرين ممن ظلمهم هذا ديوان لا يتركه الله هذا ديوان لا يتركه الله ولهذا قال العلماء في شروط التوبة ان ان من تاب لابد في توبته من ثلاثة شروط ما هي الندم على فعل الذنب والاقلاع التام عنه والعزم على عدم العودة اليه. قال العلماء واذا كان الذنب يتعلق بحقوق الادميين فلابد من شرط الرابع رد المظالم الى اهلها او استباحتهم وطلب عفوهم لان هذا ديوان لا يتركه الله لا يتركه الله سبحانه وتعالى ثم الديوان الثالث ديوان لا يعبأ الله به وهو ظلم العبد لنفسه ما بما دون الشرك فهذه انواع الظلم وكلها خطيرة واشدها خطرا واعظمها ظررا الشرك بالله وصاحبه مخلد في نار جهنم اذا مات عليه ابد الاباد قال الصدق هو هو استواء الظاهر والباطن على على الاستقامة على الصراط المستقيم والكذب بخلاف ذلك. وهذا ايضا من من كليات القرآن العظيمة الصدق فالله عز وجل امر بالصدق واثنى على الصادقين وقال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين واثنى على اهل الصدق في مواضع كثيرة من كتابه قال الشيخ الصدق هو استواء ظاهر والباطن هذا هو استواء ظاهر والباطن يعني ان يكون آآ ما يقوله الانسان بلسانه وما يفعله بجوارحه موافقا لما في قلبه هذا هو الصدق ان يواطئ القلب اللسان والعمل فهذا هو الصدق. اما اذا كانت اعمال ظاهرة واقوال ظاهرة لا عن اعتقاد وايمانا في الباطن فهذا هو النفاق الذي قال الله عن اهله اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. ما الكذب الذي عند هؤلاء وهم قالوا نشهد انك لرسول الله. ما الكذب الكذب بانه لم يحصل استواء الظاهر والباطن لم يواطئ ظاهرهم باطنهم. هذا هو الكذب وظده الصدق استواء الظاهر والباطن هؤلاء لم يستوي ظاهرهم وباطنهم مع ان الذي قالوه من حيث هو هو الحق او الصدق محمد رسول الله. لا شك ولا ريب في ذلك لكن وصفهم الله بالكذب لان هذا الذي قالوه بالسنتهم لا يواطئ او لا يوافق ما في قلوبهم فوصفه فوصفهم الله بالكذب لعدم استواء الظاهر والباطن والصدق هو استواء الظاهر والباطن بمعنى ان يكون ما يقوله العبد بلسانه موافقا لما في قلبه موافقا لما في قلبه قال الصدق هو استواء الظاهر والباطن على الاستقامة على الصراط المستقيم وهنا تنبه لشيء مستفاد من كلام الشيخ وهو ان الصدق كما انه يكون يكون في القلب ايضا يكون في الاعمال فيكون في الاعمال الجوارح تصدق ما في القلب وانظر هذا في قوله صلى الله عليه وسلم عندما قال العين تزني وزناها النظر والسمع يزني وزناه والعين والاذن تزني وزناها السمع واليد تزني وزناها اللمس والفرج يصدق ذلك ويكذبه ويقول الحسن البصري رحمه الله ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال فالعمل الاعمال هي هي من التصديق الصدق يكون الصلاة هذا صدق في الايمان محافظته على الصيام صدق في الايمان محافظته على ذكر الله هذا صدق في الايمان محافظته على خصال الاسلام هذا صدق في الايمان فالصدق ليس فقط في الباطن بل الصدق في الظاهر والباطن وان شئت آآ ان تنظر الى هذا جليا فاقرأ قول الله عز وجل في سورة البقرة ليس البر ان تولوا وجوهكم حبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين اكملوا صدقه اولئك الذين صدقوا من هم الذين صدقوا الذين اتصفوا بهذه الصفات واذا نظرت الى هذه الصفات تجدها على قسمين القسم الاول عقائد باطنة وهذه في قوله تعالى كل آآ في قوله تعالى ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين هذا الصدق الباطن ثم بقية الاية واتى المال على حبه الى اخر الاية هذا ايش الصدق الظاهر فالصدق يكون في الظاهر ويكون في الباطن ولاحظ الصلاة والصيام والاعمال التي ذكر الله هذي كلها من الصدق فالصلاة صدق والزكاة صدق والصيام صدق كل هذا من الصدق في الايمان كل هذا من الصدق والايمان وصدقته الاعمال ولهذا ختم الله الاية بقوله اولئك الذين صدقوا فليس الصدق فقط في القلب وانما الصدق في القلب واللسان والجوارح صدق في القلب واللسان والجوارح. وهذا مستفاد من قول الشيخ رحمة الله عليه استواء الظاهر والباطن على الاستقامة على الصراط المستقيم. استواء الظاهر والباطن على الاستقامة على الصراط المستقيم. ظاهر الانسان مستقيم على صراط الله المستقيم. وباطنه كذلك مستقيم على صراط الله المستقيم هذا هو الصدق حقيقة اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون والكذب بخلاف ذلك والكذب بخلاف ذلك فالكذب هو ضد الصدق والله عز وجل ذم الكذب وذم اهله والكذب درجات واقبح درجاته النفاق كما قال الله عز وجل والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. هذا اقبح الكذب والكذب في كل صوره لا يأتي بخير كما قال عليه الصلاة والسلام واياكم والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور والفجوء ها والفجور يهدي الى النار واياكم والكذب فان الرجل لا يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا او كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم نعم قال حدود الله هي محارمه وهي التي يقول فيها تلك حدود الله فلا تقربوها ويراد بها ما اباحه الله وحلله. وقدره وفرضه فيقول فيها تلك حدود الله فلا تعتدوها وهذه ايضا من القواعد المهمة لمعرفة حدود الله ويأتي ذكر حدود الله اي ما حده لعبادة في القرآن كثيرا فتارة تذكر الحدود حدود الله ويراد المحرمات اي ما حرمه الله على عباده فهذا تعريفه من قوله فلا تقربوه اذا كان ذكر الحدود وقال لا تقربها فهذه حدود ماذا محرمة لا يجوز ان تقترب منها وهناك حدود هي حدود مشروعة لا يجوز له ان يعتديها حدود مباحة وحدود مشروعة لا يجوز له ان يعتديها. فالحدود على نوعان على نوعين حد محرم فهذا لا يجوز ان نقربه ولهذا يقول الله فيه تلك حدود الله فلا تقربوها اياك والاقتراب منها فانه حد محرم عليك الاقتراب منه وحدود من نوع اخر وهي المباحات والاعمال المشروعات فهذه يقول الله فيها فلا تعتدوها يعني لا تتجاوزها. تكون في داخل هذا الحد اما الحد الاخر او الحد الذي هو من النوع الاخر فانت المطلوب منك الا تقربه والحد الذي من نوع هذا المطلوب منك الا تخرج منه ولهذا ينبغي ان تميز بين الحدود في مثل قوله تلك حدود الله فلا تقربوها وفي مثل قوله فلا تعتدوها لا تقربوها يعني لا تدخل فيها ولا تقترب منها ولا تصل اليها كن بعيدا عنه فهذه المحرمات والحدود التي امرنا بالا نتجاوزها فلا تعتدوها هذه هي المباحات والاعمال المشروعات نكون فيها فلا نتجاوزها ولا نخرج عن اطارها ولعل مما يبين لنا هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم الحديث ان الله ضرب مثلا صراطا مستقيما ان الله ضرب مثلا صراطا مستقيما آآ على جنبتي الصراط سوران على جنبتي الصراط سوران صراط مستقيم وعلى جنبتيه سوران اي جداران عن يمينه وشماله وفي السورين ابواب وعلى الابواب ستور مرخاة اه ثم وضح قال اما الصراط المستقيم في الاسلام واما الجداران فحدود الله الجداران حدود الله واما الستور المرخاة التي عليها ابواب فمحارم الله فلاحظ هذا المثال يتضح لك منه او يتضح لك من خلاله ان هناك حدان حد مطلوب منك الا تخرج عنه وحد مطلوب منك الا تدخل فيه وهذا يوضح لك يا ما في الايات فلا تعتدوها فلا تقربوها. ففي حد مطلوب منك الا تخرج منه ما هو الصراط المستقيم. تمشي مستقيما على الصراط المستقيم لا تخرج من هذا الحد لا عن اليمين ولا عن الشمال خروجك عنه يمينا او شمالا هذا كله مخالفة وتجاوز وحد مطلوب منك الا تدخل فيه الا تقربه وهو المحارم ولاحظ المحارم الدخول اليها ليس صعب حدود المحرمة الدخول اليها ليس صعب لانها عبارة عن ابواب عليها ستارة مرخاة ليس عليها باب مفتاح ويحتاج ان تقف عند الباب وتبحث عن مفتاحه وتفتح ابدا. هي ستارة مرخاة على الباب من اراد ان يدخل يدفع الستارة بكتفه ويدخل بسهولة ما يحتاج منه الى وقت ولا الى جهد فهذا هذه الحدود نهي الناس عن دخولها وقربانها والحد الذي امر الناس بلزومه وعدم تعديه صراط الله المستقيم فهذا يبين لنا هذه الايات تلك حدود الله فلا تقربوها وقول تلك حدود الله فلا تعتدوها تلك حدود الله فلا تقربوها هذي المحرمات تلك حدود الله فلا تعتدوها هذه المباحات والامور التي شرعها الله عز وجل لعباده والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد