بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا نفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال المؤلف رحمه الله تعالى حكم الاراء الفقهية. ومن ذلك يعني محدثات العلوم ما احدثه فقهاء اهل الرأي من ضوابط وقواعد عقلية ورد فروع الفقه ورد فروع الفقه اليها وسواء خالفت اموافقتها طرد لتلك القواعد المقررة. ايه نعم طرد لتلك القواعد المقررة وان كان اصلها مما تأولوه على نصوص الكتاب والسنة لكن بتأويلات يخالف هم غيرهم فيها وهذا هو الذي انكره ائمة الاسلام على من انكروه من فقهاء اهل الرأي بالحجاز. والعراق وبالغوا في ذمي كاره فاما الائمة وفقهاء اهل الحديث فانهم يتبعون الحديث الصحيح حيث كان اذا كان معمولا به عند هذا ومن بعدهم او عند طائفة منهم فاما ما اتفق السلف على تركه فلا يجوز العمل به. لانهم ما تركوه الا على علم انه لا يعمل به. قال عمر ابن خذوا من الرأي ما يوافق من من كان قبلكم فانهم كانوا اعلم منكم فاما ما خالف عمل اهل المدينة من الحديث فهذا ما لك يرى الاخذ بعمل اهل المدينة والاكثرون اخذوا بالحديث الجدال والخصام في المسائل واما انكره وائمة السلف الجدال والخصام والمراء في مسائل الحلال والحرام ايضا ولم يكن ذلك طريقة ائمة الاسلام وانما احدث ذلك من بعدهم كما احدثه فقهاء العراقيين في مسائل الخلاف بين والحنفية وصنفوا كتب الخلاف ووسعوا البحث والجدال فيها وكل ذلك محدث لا اصل له. وصار وذلك علمهم حتى شغلهم عن العلم النافع. فقد انكر ذلك السلف. وورد في الحديث المرفوع في السنن ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الا اوتوا الجدال. ثم ثم قرأ ما ضربوه لك الا لا جدلا بل هم قوم خصمون. وقال بعض السلف اذا اراد الله بعبده خيرا فتح له باب العمل اغلق عنه باب الجدل. واذا اراد الله بعبده شرا اغلق عنه باب العمل. وفتح له باب الجدل. وقال ما ادركت اهل هذه البلد ادركت اهل هذه البلدة وانهم ليكرهون هذا الاكثار الذي فيه الناس اليوم يريد المسائل وكان يعيب وكثرة الكلام والفتيا ويقول يتكلم احدهم كأنه جمل مغتلم. يقول هو كذا هو كذا يهدر في في كلامه وكان يكره الجواب في كثرة المساء ويقول قال الله عز وجل ويسألونك عن الروح قل الروح منا امر ربي فلم يأته في ذلك جواب. وقيل له الرجل يكون عالما بالسنن مجادلا عنها. قال لا ولكن يخبر بالسنة فان قبل منه والا سكت. وقال الجدال والمراء في العلم يذهب اذهبوا بنور القلب وقال المراء في ان علمي يقسي القلب ويورث الضان. وكان يقول في المسائل التي يسأل عنها كثيرا لا ادري وكان الامام احمد وكان الامام احمد يسلك سبيله في ذلك. وقد ورد النهي عن كثرة المسائل وعن مغلوطات المسائل وعن مسائل قبل وقوع الحوادث وفي ذلك ما يطول ذكره. ومع هذا ففي كلام السلف والائمة كمالك والشافعي والامام احمد واسحاق التنبيه على مأخذ الفقه ومدارك الاحكام بكلام وجيز مختصر يفهم به المقصود من غير اطالة ولا اسهاب. وفي كلامهم في رد الاقوال المخالفة للسنة بالطف اشارة. واحسن بعبارة بحيث يغني ذلك من اتنين فهمي عن اطالة المتكلمين في ذلك بعدهم. بل ربما لم يتضمن تطوير كلام من بعدهم من الصواب في ذلك ما تضمنه كلام والشرف والائمة مع اختصاره وايجازه. فما سكت من سكت عن كثرة الخصام والجدال من سلف من سلف الامة جهلا ولا عجزا ولكن سكتوا عن علم وخشية الله عز وجل وما تكلم من تكلم وتوسع من توسع بعدهم لاختصاصه بعلم دونهم. ولكن حبا للكلام وقلة ورعب كما قال الحسن وسمع قوما يتجادلون هؤلاء قوم ملوا العبادة وخف عليهم القول وقل وراعهم فتكلموا وقال مهدي ابن ميمون سمعت سمعت محمد ابن سيرين سمت محمد ابن سيرين ما رآه رجل ففطن له فقال انا اعلم ما تريد. اي لو اردت ان امارك كنت عالما بابواب المراء. وفي رواية قال انا اعلم بالمراء من ولكن لا اماريك. وقال ابراهيم النخعي ما خاصمت قط وقال عبد الكريم الجزري ما خاصم ذو ورع قط وقال جعفر بن محمد اياكم والخصومات في الدين فانها تشغل القلب وتورث النفاق. وكان عمر ابن عبد العزيز يقول اذا سمعتم المراء فاقصر. اذا سمعت المراء فاخسر وقال من جعل دينه غرضا للخصومات اكثر التنقل. وقال ان السابقين عن علم وقفوا. ويبصر وببصر ناقد كفوا وكانوا هم اقوى على البحث لو بحثوا. وكلام السلف في المعنى كثير وكلام السلف في المعنى كثير جدا وقد فتن كثير من المتأخرين بهذا وظنوا ان من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو اعلم ممن ليس كذلك. وهذا جان محض. وانظر الى اكابر الصحابة رضي الله عنهم وعلماؤهم كابي بكر وعمر وعلي ومعاذ وابن مسعود وزيد ابن ثابت كيف كانوا كلامهم اقل من كلام ابن عباس وهم اعلم منه. وكذلك كلام التابعين اكثر من كلام الصحابة. والصحابة منهم وكذلك تابعوا التابعين. كلامهم اكثر من كلام التابعين والتابعون اعلم منهم. فليس العلم بكثرة الرواية ولا بكثرة المقال ولكنه نور يقذف في القلب يفهم به العبد الحق ويميز به بين ويميز به بينه وبين الباطل ويعبر عن ذلك بعبارات وجيزة محصلة للمقاصد قد كان النبي صلى الله عليه وسلم اوتي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارا. ولهذا ورد النهي عن كثرة الكلام والتوسع في القيل والقال. وقد قال النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم ان الله لم يبعث نبيا الا لا مبلغا وان تشق وان وان تشقيق الكلام من الشيطان يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم انما يتكلم بما يحصل به البلاغ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى في باب بفضل علم السلف على علم الخلف مما يفضل به علم السلف انهم اتبع للكتاب والسنة وانهم لا يقدمون على كلام على كلام الله وعلى كلام رسوله قول احد. وانما ينتهون الى الكتاب والسنة ولاجل هذا جاء الذنب في الرأي. الذنب للرأي وذم اهله. الذين يعارضون السنن وجاء لكن الكثير من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فابن عمر عندما قاله رجل وهو يسأل عن تقبيل الحجر الاسود ارأيت ارأيت؟ قال اجعل ارأيت باليمن وكذلك قال عمران بن حصين لرجل اخذ عمران يحدث عن الحياة وفضله فقال رجل من اصحابه وان منه حكمة قال قال الله ورسوله تقول قال وتقول برأيك؟ مع انه لم يقل لم يقل ما يعنت عليه لكنه ظن عمران انه يعارض السنة تقوية الحجة. فهذا يدل على تعظيم سلف هذه الامة لكلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والا يعارض بها لقول احد فكيف اذا كان المعارض به رأي لا يقر على دليل ولا تأخذ على وانما يقوم على اجتهاد العقل وعلى منطق عقلي. قال ويقول رجل من ذلك اعني محدثات العلوم فان العلوم محدثة ما احدثه فقهاء واهل الرأي من ضوابط وقواعد عقية ورد فروع الفقه اليها وسواء خالفت السنن ام وافقتها. طرد تلك القواعد المقررة وان كان اصلها مما تأولوا على نصوص الكتاب والسنة فهذا مما يذم ومما يعاب اهله ولاجل ذلك عيد اهل الرأي. والرأي المذموم كما مر بنا هو الري الرأي الذي يخالف به النص يخالف به النص ولذلك من اصول وقواعد اهل الرأي ان القياس مقدم ان القياس مقدم تتعارض القياس مع الدليل قدم القياس لان القياس مرده الى العقل والدليل يحتمل الخطأ ويندرج تحت هذا مسألة العقل والنقل على اصول المتكلمين فانه اعمل العقول وقدموه على النقود بل كما قال القواطع العقلية مقدمة عن قواطع النقلية. وجعلوا عشر موانع تمنع من قبول فاذا دل العقل على ان على شيء وخالفه النص فان المقدم عند هؤلاء والعقل فلأجل هذا رد اهل الرأي احاديث كثيرة ولم يعملوا بها. وطردوا اصوله وقياسهم في كثير الامور واشتهر هذا عن اهل الرأي كابي حنيفة ومن وافقه رحمهم الله تعالى اجمعين فاخطأوا في ذلك وشدد السلف عليهم وعابوهم حيث انهم خالفوا النصوص بارائهم. اذا هناك رأي محمود وهناك رأي مذموم. والمدوا منه هو ما يخالف او لا يخالف به النص كمثلا شرب الخليطين هذا مذموم سواء يعني النبي هو ولتنبذ خليطين تمر وزبيب في اناء واحد. جاء النهي عن ذلك. بينما تجد ان اهل يقول قياس لا يمنع لانك ان خلطته خارج الاناء ان كان ان كان شربه مخلوطا لا يجوز فالجمع في داخل البطن ايضا لا يجوز. واذا كان داخل في داخل المعدة يجوز جمعه فمن باب او لا يجوز خارج فاعملوا اي شيء اعملوا القياس انه جائز انك تأخذ نبيذ عنب فتشربه وحده وتأخذ لبينة ثمرة وتشرب واحدة يقول هذا جائز. فاذا جاز جبهة البطن يجوز جمعه خارج البطن وهذا باي شيء نقول انه وان يخالف يخالف النص فلا يرد النص بهذا القياس الفاسد لان القياس الفاسد هو كل قياس يخالف يخالف النص يسمى قياس فاسد لا اعتبار به فهذا ما قصده ابن رجب رحمه الله قال وان كان اصله هذه ايضا مصيبة اخرى ان يتأول نصا من نصوص الكتاب والسنة ثم يبني على هذا التأويل قاعدة ثم يرد الى هذه القاعدة فروعا كثيرة من الشريعة لا اصل على اصل فاسد على اصل فاسد فيقعد قاعدة يأصل اصلا وهذا وهذه القاعدة فاسدة من اصلها ثم يبني على تلك القاعدة وعلى ذلك الاصل فروع باطلة وهذا يكثر عند المتكلمين فيقرر قاعدة ان الاعراض محل الاجسام. وان كل جسم فهو محجز فيلزم من ذاك ان اثبات فيلزم من ذاته شيء ان اثبات اذا تقتضي اثبات الجسمية ثم يقرر القاعدة ويبني عليها تعطيل الله من صفاته على قاعدة فاسدة من جهة من جهة اصلها قال وهذا هو الذي انكره ائمة الاسلام على من على من انكروه من فقهاء اهل الرأي بالحجاز والعراق وبالغوا في ذمه وانكاره وشدوا في ذلك. قال فاما الائمة وفقهاء اهل الحديث فانهم يتبعون الحديث الصحيح. حيث كان اذا كان اذا الحديث الصحيح اذا كان معمولا به عند الصحابة بعدهم او عند طائفة منهم فانهم يتبعون ويعملوا به اما اذا اذا اطبق السلف على عدم العمل بحديث معين فان اطباقهم يدل عليه شيء على ان هذا الحديث منسوخ منسوخ ولا يقبل به. اما من جهة ضعف اسناده او من جهة انه نسخ متنه والناسخ لا يعلم. لان الامة اذا سمعت فانها لا تدمي على ظلالة. فاذا اجمعت الامة على عدم العمل بحديث افادنا هذا الاجماع ان الحديث هذا ان كان اسناده صحيح لو منسوخ من جهة من جهة حكمه من جهة حكمه ان كان اسناده صحيح مثل حجاب ابن عبد الله اذا شرب الخمر في الرابعة فاقتلوه. فقد الاجماع لعدم العمل بهذا الحديث. والنبي صلى الله عليه وسلم اوتي بعبدالله ابن حمار يشرب اكثر من اربع مرات ولم ولم يقتله. وان كان شيخ الاسلام له في هذا الحديث توجيه ان هذا يكون قتله من باب التعزيب من باب التعزيب لا من باب لا من باب الحد على حسب ما يراه امير الامير في في زمانه قال عمر بن عبد العزيز خذوا من الرأي ما يوافق من كان قبلكم فانهم كانوا اعلى منكم اي خذوا من ما كان من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. والرأي الذي يؤخذ هو ما لا يخالف النص. اما اذا خالف النص فلا فلا يؤخذ برأي احد. قال اما ما خالف عمل اهل المدينة من الحديث فهذا مالك يرى الاخذ بعمل اهل المدينة. وهذي مسألة وايضا مسألة فقير هي مسألة عمل اهل المدينة. منهم من يرى ان عمل المدينة حجة ومنهم من لا يراه حجة ابدا. ومنهم من يفصل في ذلك ويرى ان عمل ذي الحجة ما كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن هناك نص يخالفه. اما بعد عهد الصحابة سيدنا النبي دخل فيها من الخلق ومن اه ومن الخلاف الشيء الكثير. فلا تكونوا اقوى او حجة على غيرها. خاصة في ازمنة فساد الفساد في المدينة جاءها من الفساد ما لحق بقية بلدان المسلمين. فلا يقول قائل ان ما تريد بذلك عن المدينة مطلقا لم يرد ذلك هنالك ابدا وانما اراد مالك على المدينة الذي ادرك عليه اتباع الصحابة رضي الله تعالى عنهم لما كان عليه الصحابة وما كان عليه الصحابة. فعمل الصحابة اذا عمل بشيء فان الصحابة لا يعمل بما كان الا بما كان عليه الدليل من كتاب الله. او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد اتفق اهل العلم ان ما ان الحين الذي يأتي من المدينة اقل من يأتي من الكوفة. اتفق على الحديث على ان من من مرجحات الحديث ان مخرجه من المدينة. فسيد اهل المدينة اقوى من اساليب اهل العراق. وهكذا اقول من اهل البصرة. فهذا مما يقوى به يعمل اهل المدينة ثم قال ثم قال بعد ذلك باب الجدال خصام المسائل عندما عندما ادهم يتعلق من العلوم التي تذم الاراء المذمومة المخالفة لكتاب الله وسنة رسوله انتقل ايضا مما ينبغي او مما مما يوصى به اهل آآ مما يوصى به السلف ومن اتبعه انهم يجتنبون الجدال والخصال في المسائل فهم ليسوا اهل جدال ولا خصام والقسم في هذا عنهم كثيرة فيدخل رجل الى محمد بن سليم يقول اريد ان اقرأ عليك اية قال ولا اية قال اية تسمعها مني قال ولا ثم قال اخرج واغلق اذنيه. فقاله بعض اصحابه يا ابا بكر ما يضرك لو سمعت منه هذه الاية؟ قال وما يدري وما لعله يقف في قلبي شفه لا استطيع ان اخرجها. فكان السلف رحمه الله تعالى من اشد الناس من اشد الناس هربا من الجدال الخصوبة والنزاع حتى ان مالك عندما جاءه رجل اراد ان قال ارأيت ان غلبتني؟ قال اصيل لي قال والغ القاصد قال انك كثير التنقل قد عرفت ديني فاذهب تبحث عن دينك لان المجادل انما يدوي بالجدال هي شيئا يظهر حجته وقوله. وكل فاذا جاء رجل ادى للرجل انتقل انتقل الذي خصم الى غيره اصبح كثير التنقل. واذا قال ذلك عرفت ديني فاذهب فابحث عن دينك. قال يقول ابن رجب مما انكره ائمة السلف الجدال والخصام والمراء في مسائل الحلال والحرام. ولم يكن ذلك طريقة ائمة الاسلام وانما احدث ذلك وانما احدث ذات من بعدهم. كما احدث فقهاء العراقيين في مسائل الخلاف بين الشافعية وبين الاحباب فهذا يذكر كلام الشافعي ويذكر كلام الاحناف ويذكر كل واحد منهم الادلة من جهة النقل ومن جهة العقل ويتجادلون ويورث ذلك بينهم الظغائن والحقد حتى اخرج بعضهم حديثا يكون في اخز الرجل اسمه محمد ادريس محمد بن ادريس اشد على امتي من ابليس واخرج المقابلون ايضا احاديث دم ابي حنيفة واصبح بينهما من الطعان والسباب والشتاء الشيء الكثير. حتى ان بعضهم بالغد يتزوج الشافعي من الحنفية ولا الحنفي تزوج من الشافعية. قال وصنفوا كتبا في الخلاف ووسعوا البحث والجدال فيها وكل ذلك محدث لا وصار ذلك علم حتى شغله علم النافع. ولذلك من اوتي جدلا فقد اه حرم خيرا كثيرا. وما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه اذا اوتوا الا اوتوا الجدل. والجدل مذموم الا الا الجدال التي هي احسن. وضابطه ان يريد الجد في اقامة الحجة واظهار الحق فان قبل الخصم انتهى وان لم يقبل انتهى ايضا ولم يتوسع في الجدال والخصام وانما مراده هو تبيين الحق واقامة الحجة وليس مراده ان يغلب او يخصم او يقصد ذلك حتى ينقطع وانما يبين الحجة ويقيم الحق ثم ينصرف ويسكت ولذا قال يبين الدين ويسكت يبين الدين ويسكت يبين الحلال والحرام ويسكت. اما ان يريد ان يهدي الناس وان وان يخاصمه ينازعه فهذا مما يشغل طالب العلم ويشغل آآ طالب العلم عن علمه وعن طريقه وعن هدفه الذي يريده. قال ورد من الحديث المرفوع في اسناده جيد عن الامام ابن باهر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الا اوتوا الجدل الا اوتوا الجدال رواه احمد وكذلك غيره عند الترمذي واحمد باسناد جيد. قال وقال بعض السلف اذا اراد الله بعبده خيرا فتح له تأمل هذا القول من بعض السلف اذا اراد الله بعبده خيرا فتح الله له باب العمل اشغله في العمل والتعلم النافع واغلق عنه باب الجدل واذا اراد الله بعبده شرا اغلق عنه باب العمل وفتح عليه باب الجنة فيصبح وقته كله في الجدال الخصومة ولذا تجد بعض طلاب العلم كل وقت كل وقت يمر فيه شيء في الجدال والخصوبة والنزاع وهذا قد حرم خيرا كثيرا والجدال يورث الضرائب ويقسي القلب ويذهب بركة الاعمار وبركة الاوقات وقال ذلك ادركت اهل هذه البلدة في المدينة وانهم ليكرهون هذا الاكثار الذي فيه الناس يوم اليمين والجدال. وكان يعيب كثرة الكلام والفتية ويقول يتكلم احدهم كأنه جبل مغترب اي جبل مغتنم هائج كثرة الكلام يقول هو كذا هو كذا يهدر في كلامه. ولا شك ان من من اه اخطأته الله اعلم فقد اصيبت بقاتله قسم العلم كما قال شعبة الله اعلم. ومن افتى في كل شيء كما قال ابن مسعود فهو مجنون. من افتى في كل شيء يسأل عنه فهو مجنون. لانه سيسأل عما يجهله عما يجهله ومن تعاند واظهر في نفسه علم فانه سيجيب في كل صغيرة وكبيرة. ولذلك ينبغي على طالب العلم ان يعود نفسه دائما ان يقول لا ادري او الله اعلم لا اعرف ذلك. لكن لا يعني هذا انه اذا سئل عن شيء وتعين عليه بيان وايظاحه ان يقول لا ادري. بل يجيب بما اذا كان على علم بتلك المسألة ثم قيل وقيل هو الرجل يكون عالما بالسنن مجادل عنها قال لا لا تجادل بمعنى وان كنت عالم السنن عالم بالحق لا تكن مجادلة وانما عليك شيء ان تبين الحق وتظهر الحجة وتقيمها ثم تسكت. فان قبل منه والا والا سكت قال الجدال والمراء في العلم يذهب نور القلب اي من يعني كانه يذكر الان ما هي مساوئ الجدال؟ من مساوئه انه يذهب بنور القلب يكون القلب قاسي وفيه ظلمة من مساوئه ايضا انه يورث الضغائن والحقد فهذا يريد ان يخصمه وهذا يريد ان يقصدون وكما قال الشافعي ما خاصمت احدا الا وكنت اتمنى ان يكون الحق معه ان يكون الحق معه حتى اصير حتى اصير الى قوله و اذا يورث الضمائر ويورث الاحقاد. قال ايضا وكان يقول لا ادري وقد سئل الباب ما كان تسعة واربعين مسألة اجاب في احدى عشر مسألة وفي تسعة وثلث قال لا ادري. حتى قال لهم من اتوا المغرب اتيتكم من اقصى المغرب. قال لا ادري. ولما سئل القاسم عن مسألة قال لا ادري قال انت ابنه ابنه ابن خيري واصحابه وسلم ابن ابي بكر الصديق قال ام لا ادري لا ادري وما يضرني ذلك لا ادري وقد سئل السلف قال بعضهم له افت لي برأيك. قال رأيت ان قلت برأي ثم رأيت خلاف اين اجدك؟ اين ايد؟ حتى اخبرك بما بقول الذي آآ رجعت عنه فكانوا يعظمون السنة ويعظمون الاتباع. قال ايضا وكان الامام احمد وكان الامام احمد يسلك سبيله في ذلك. ولذلك تجد كثيرا من وسائل صنع يقول نأتي او يتوقف او يتوقف او او يذكر الدليل ويسكت. وقال هنا ايضا وقد ورد النهي عن كثرة المسائل ويقال في حديث المغيرة الذي في الصحيحين انه قال اياكم سبع قيل وقالوا عن كثرة المسائل عن كثرة المسائل والمسائل عنه ان الانسان عن شيء لا حاجة له فيه لا يزداد به علما ولا يزداد به عملا. وقد جاء الانسان وقاص في الصحيح ان من اعظم الناس جمعا من سار عن شيء لم يحرم فحرم من اجل مسألته. وجاء قال كنا نهينا ان نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا نفرح ان يأتي الاعرابي فيسأل الانسان ويسمع حتى يستفيدوا من العلم الذي يقوله النبي صلى الله عليه وسلم ونهى النبي صلى الله عليه وسلم معاوية المراد بها ان يسألني قصد بقصد للتغليف والتغطية يسأل الشيخ او يسأل العالم او يسأل من آآ هو اكبر منه يريد اي شيء يريد تخطئة واغلاقه وهذا يحصل من بعض العلم يسأل من باب تخطئة واظهار جهل العالم الذي يريد او ان يظهر فضل نفسه. ولذلك قال اهل العلم في السعي لابد ان يكون السائل في سؤاله متأدبا من ذلك الا يسأل الا عما ينتفع به عما ينتفع به وان يكون وان اه قبل سؤاله ان كان يسأل لنفسه ان يبحث عن تلك المسألة فان عجز عن طلبه ولم يجدها سأل بقدر حاجته. وان اراد ان يبين لغيره اذا اراد ان يبين غيره فيسأل دون اظهار العلم. وانما يسأل سؤال المستفتي المسترشد قال ايضا وعن المسائل قبل وقوع الحوادث. اي المسائل ان يسعى لشيء قبل ان يقع. ولذلك قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه البلاء نوكل وننطق ولذلك في حديث العجلاني بن عجلان عندما سأل عن رجل يجمع امرأته رجلا ماذا يفعل؟ فكره النبي المسألة فقال النبي صلى الله عليه وسلم فقال عويمر يا رسول الله ان الذي سألت عنه قد ابتليت به. افادني شيء؟ ان من سأل عن شيء قبل وقوعه انه قد يصاب بذلك الشيء الذي سأل عنه. واذا كان سفيان الثوري اذا سئل رحمه تعالى يقول اوقع؟ فان قال لا؟ قال اذا وقع فسأله. اذا وقع فاسأل اي لا تسأل قبل الوقوع مما دم به اهل الرأي انهم يتصورون الرسائل ويدخلون السائل لم توجد بعد لم توجد بعد وهذا من التكلف الذي ذمه ومع هذا في كلام السلف والائمة كمال والشاف والامام احمد واسحاق التنبيه على مأخذ الفقه ومدارك الاحكام بكلام وجيز ايضا مما يتميز به مع انه لا يجادلون ولا يخاص ولا يرى ولا يبارون ان كلام العلم ايضا يسير وواضح وبين فيختصر الكلام اختصارا ولا يطيلون فيه العبارات يتكلموا بالعبارات الواضحة البينة. ويقصدون الكلام ما يقصد ما يأتي بالموضوع. ما يأتي بالمقصود ويوصل المعلومة لمن ارادها لا يتشدقون بالكلام ولا يشققون الكلام تشقيقا قال بكلام وجيز مختصر يفهم به المقصود من غير اطالة ولا اسهام وفي كلام في رد الاقوال المخالف للسنة بالطف اشارة واحسن عبارة بحيث يغني ذلك يغني ذلك من من فهمه عن اطالة المتكلمين به بل ان اطالة الكلام تنسي تنسي بعض الحق الذي يقوله القائل اذا كثر الكلام فان كثرة تنسي الحق الذي في ذلك الكلام. فلذلك كان يتكلم بالعبارات الوجيزة القصيرة التي يحصل بها المقصود وينال بها السائل مراده قال ايضا بل ربما لم يتضمن تطويل كلامه من بعدهم من الصور في ذات ما تضمنه كلام السبب لذلك تجد كلام السلف دائما اقل اقل واوجز بخلاف من من بعدهم فقد ذكر مثال ان بكر صد الكلام او اقل من كلام ابن عباس اعلم ابن عباس رضي الله تعالى عنه. يقول فما سكت من سكت عن كثرة الخصال والجدال من سائر الامة جهلا ولا ولكن سكتوا عن علم وخشية لله عز وجل. وما تكلم ان تكلم وتوسع من توسع بعده من اختصاص علم دونه. ولكن للكلام وقلة وراءه. اين قلة الورع؟ ان من سيتكلم في مسائل كثيرة من كثر كلامه كثر سقطه. من كثر سقطه كثر ذنبه نسأل الله السلامة فكانوا يتورعون من الكلام الكثير خشية ان يقع في في مقولة باطلة او في عبارة باطلة فيتنام قال الحسن هؤلاء الاسرى مر بقوم يتجادلون فقال رحمه الله هؤلاء قوم قد ملوا العبادة وخف عليهم القول وراءه فتكلموا ملوا العبادة العبادة ملوا منها او يقال ثقلت عليهم العبادة وخف عليهم القول وقل وظعه فتكلموا قال ابن ميمون سمعت سري يقول يقول ما اراه رجل ما اراه رجل اي جادله رجل ففطنه فقال انا اعلى ما تريد انا اعلم ما اي لو اردت ان ابالي كنت عالما بابواب المراء. وفي رواية قال انا اعلم بالمراء منك ولكن لا اباليك. ولكن لا اماليك وقالوا النخعي ما خاصمت قط. لانك لست مكلف ان تخاصم الناس جالسا. ولست ممن يكلف ان يخدع ان يبخع نفسه ان يؤمنوا. لعلك باخر زكاة على اي بنت فلست مكلف بذلك. انما الذي يلزمك هو اقامة الحجة تبين الحق. فمن فمن استجاب؟ فهذا هو المراد. ومن لم يستجب فقد فقد بينت له الحق وبلغته الحق. وقال عبد الكريم الجزري عبد الكريم بن مالك الجزري ما خاصب ذو ورع قط صاحب الورع الذي يخاف الله ويعد قوله من عمله قل ان يخاصم. وقال جاء محمد اياك والخصومات في الدين. فانها تشغل القلب وتورث النفاق وكان ابن عبد العزيز يقول اذا سمعت اذا سمعت المراء فاقصر اي اقطع الحديد واسكت ولا تترسل معه. وقال من جعل بين من جعل دينه غرضا للخصومات اكثر التنقل. نعم. من اجعل دينه غرض الخصومات لي كلما يخاصم ويخاصم يخاصم. تجد ان هذا الذي تكثر تصومه او تكثر مخاصمته لغيره قد يأتي من هو اقوى حجة منه وابلغ في الكلام وافصح في العبارة فيتأثر بذلك ويلقي عليه شبهة لا يستطيع ان يخرج منها فيذل وتزيغ ويزيغ قلبه. وقال ان السابقين عن علم هذا جاء على ابن عبد العزيز ونقل الاوزاعي ان السابقين وهم مراد من؟ الصحابة. عن علم وقفوا. وببصر جاء في نسخة نافذ وهنا قال ناقد والعبارة متقاربة ناقد ولافت لافت الذي يبصر الحق ويراه ولا يقل انه يميز الحق من الباطل لكن الذي في اللمعة وفي غيره من الكتب المسندة قال وبصر نافذ كفوا وهنا قال البصر الناقد كفوا وكانوا وكانوا هم اقوى على البحث لو بحثوا لو كان في فضيلة لكان لها اسبق. وكانوا عليها احرص. وقد فتن كثير من المتأخرين بهذا وظنوا ان من كثر وجدال وخصامه في بساتفة واعلم ممن ليس كذلك. وهذا جهل محو ليس كتر الجدال ولا الخصومة من العلم. قال وانظروا الى اكابر الصحابة رضي الله تعالى عنهم وعلماءهم كبكر وعمر وعلي ومعاذ ومسعود كانوا اقل من كلام ابن عباس وهو اعلم منه. وكذلك كلام التابعين اكثر من كلام الصحابة. والصحابة اعلم منهم ذلك تابع التابعين كلام اكثر من كلام التابعين والتابعون اعلى منهم. لكن يبقى ان ابن عباس في كلامه وفيما تكلم به انما هو مما من الذي يركع من العلم الذي ينفع وابن عباس ممن اوتي الحكمة وعلم التأويل عليه رضوان الله. فلكن من جهة المفاضلة بين ايهما اعلم ابو بكر لعمر او عمر او ابن عباس بكر ابن عباس نقول لا شك ان ابا بكر وعمر اعلم بابن عباس ولا تضره كثرة كلامه رضي الله عنه لان كلامه كله فيه فيه ما ينفع ولم يكن جدال ولا خصومة للنزاع قياس هنا هو قياس آآ قياسه من جهة من جهة ان الاقل كلاما اقل علما الاكثر كلاما اقل علما ليس على اطلاقه. فابن عباس تكلم فيما ينفع ومع ذلك من جهة مفاضلة ابو بكر وعمر وعثمان وابن مسعود اعلم من اعلم ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال فليس العلم بكثرة الرواية ولا بكثرة المقال ولكن او نور يقذف في القلب يدعو به العبد الحق ويميز به بين بينه وبين الباطل. ويعبر وقال ويعبر عن ذاك بعبارات وجيزة بعبارات وجيزة محصلة للمقصد. محصلة للمقاصد او المقصد. والنبي صلى الله عليه وسلم قد اوتي جوامع الكلب له الكلام جمعا صلى الله عليه وسلم واختصر له اختصارا. ثم ذكر حديثا آآ جاء عند احمد وغيره وفيه ان تشقيق الكلام من الشيطان ان تشقيق الكلام تشقيقه تطويله والتشدق فيه التوسع في العبارات ان هذا للشيطان لان التشدق بالكلام والتشقيق قد يدخل في اه قلب المتكلم شيئا من العجب وشيء من الرياء فيكون هذا يضمن الشيطان ويزين الشيطان للمتكلم حديثا وكلامه فيتوسع في ذلك. خلاصة ما ذكره ابن رجب ان من فضائل علم السلف على ان كلامهم قليل وعباراتهم واضحة وبينة. وانهم يوصل المقصود باسهل عبارة واوضحها. ايضا مما يتميز به انهم كانوا يجتنبون الرياء والخصومة والجدال. وانما وهو ايضا اتبع للسنة واخذا بها ممن اتى بعدهم فرضي الله تعالى عنهم ورحمهم الله تعالى ثم قال الكلام نقف على هذا والله تعالى اعلم. الحديث اللي ذكره جاء من طريق زهير ابن محمد عن زيد ابن تسلم عن ابن عمر قال قدم رجلان من المشرق خطيبان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم ثم قعد وقام ثابت ابن قيس فخطب وسلم خطب وسلم ثم قعد فعجب الناس من كذا فقال وسلم فقال ايها الناس لا يقول بقولكم فانما تشقيق الكلام من الشيطان. وقال ان من البيان سحرا لكن يبقى في هذا الاسناد ان فيه جهيل لمحمد وهو ممن تكلم به العلم خاصة فيما روى فيما روى عن اهل العراق فيما روى عنه اهل العراق فانه يضحي حتى لو قيل لو كانه اخر رجل اخر غيره. والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم