الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الامام ضياء الدين المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه الطب النبوي ذكر ان ما يصيب المؤمن من الاذى ونحوه يكفر الله تعالى به من خطاياه عن ابي هريرة وابي سعيد الخدري رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما يصيب المؤمن من وصب ولا هم ولا حزن ولا اذى ولا غم عن عائشة رضي الله عنها قالت قال نبي الله صلى الله عليه وسلم ما من مرض او وجع يصيب المؤمن الا كان كفارة لذنبه حتى الشوكة يشاكها او النكبة ينكبها وفي رواية الا كفر الله من خطاياه صحيح اخرجه البخاري ومسلم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين اما بعد قال المصنف الامام الضياء المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه الطب النبوي ذكر ان ما يصيب المؤمن من الاذى ونحوه يكفر الله تعالى به من خطاياه اي ان المصائب كفارات كل ما يصيب العبد بانواع المصائب المختلفة من الهم او الغم او الحزن او الاذى او النصب او التعب وهذا من فظل الله سبحانه وتعالى من فظل الله وعظيم منه جل في علاه ان المصائب كفارات المصائب حطة للذنوب يحط الله بها عن العباد الاوزار ويخلص آآ بها العباد من من الاوزار حتى يلقى الله كما سيأتي معنا ففي الحديث حتى يلقى العبد الله عز وجل وما عليه من خطيئة وهذا المعنى آآ يستشعر فيه المؤمن عظمة فضل الله على العباد وان المصائب بانواعها التي تحل بالعبد آآ يخلص الله بها العبد من من الذنوب كما يخلص يخلص الكير خبث الحديد كما يخلص الكير خبث الحديد او خبث الذهب والفضة يعني آآ تجري له هذه المصائب التي تنزل به تنقية وتصفية من الذنوب ومن الذنوب والخطايا اه اورد اولا حديث ابي هريرة وابي سعيد رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما يصيب المؤمن من وصب ولا هم ولا حزن ولا اذى ولا غم الا كفر الله من خطاياه الا كفر الله اه من خطاياه اي ان هذه الانواع من المصائب كلها كفارات قوله ما يصيب المؤمن من وصب الى اخره فيه ان المصائب بانواعها كفارات. ليس المرض فقط ولا الغم فقط وانما المصائب بانواعها حتى ما قل منها يعني آآ سيأتي معنا حتى الشوكة ان يشاكها وحتى النكبة ينكبها كل هذه اه يكفر الله سبحانه وتعالى بها من من اه خطايا العبد عدد النبي صلى الله عليه وسلم امورا هي من المصائب لا على وجه الحصر وانما على وجه التمثيل هذا هذه المذكورات لم تذكر على وجه الحصى وانما ذكرت على وجه التمثيل ولهذا يأتي في احاديث معنا اه انواع اخرى غير هذه اه فهي ذكرت على وجه التمثيل فقط ما ما يصيب المؤمن من وصب ولا هم ولا حزن وتروى ايضا ولا حزن ولا اذى ولا غم الا كفر الله بها من خطاياه الوسط الوصب هو الوجع اللازم ومنها ما جاء في الاية ولهم عذاب واصب اي لازم ثابت. فالوصب هو الوجع اللازم التعب اللازم يعني بعض الناس يكون معه نوع من التعب ملازم له ملازم اه له مستمر معه فهذا كفارات كفارات يكفر الله سبحانه وتعالى به من خطاياه كذلك هذه الامور الثلاثة التي ذكر الهم والحزن والغم هذي الامور الثلاثة الهم والحزن والغم هذه كلها كفارات يعني يعرض للانسان في الدنيا عوارض تلحق قلبه آآ الما تلحق قلبه الما وتكدر عليه خاطره فهذه ايضا كفارات للعبد الهم والحزن والغم العلماء رحمهم الله يقولون المكروه الوارد على القلب الذي يؤلم القلب ويوجع القلب ويكدر القلب انواع ان كان من امر ماظي يعني يتذكر الانسان اشياء سابقة ماضية فالذي يحدث من الم للقلب باشياء باشياء تتعلق بالماضي هو الحزن وان كان هذا الوارد على القلب المؤلم له يتعلق بامر مستقبل فهذا الهم وان كان المكروه الوارد عن القلب الذي المه يتعلق بامر حاظر فهذا الغم فهذه الثلاث هي كلها مكروهات واردة عن القلب تؤلمه ان كان بامر ماظ فهو الحزن وان كان في في امر مستقبل فهو الهم وان كان في امر حاظر فهو الغم. وكلها مصائب وهي كفارات وهي كفارات ولا اذى اي اي نوع من الاذى حتى الشوكة يشاكها او اي انواع الاذى التي تحصل العبد يمشي الانسان فتعثر قدمه يصاب بجرح في طرف بدنه او ايظا في بعظ عظامه تتأثر هذه كلها كفارات ولهذا في اللفظ في الحديث الاخر حديث عائشة قال ما من مرض او وجع يصيب المؤمن الا كان كفارة لذنبه حتى الشوكة يشاكها او النكبة ينكبها النكبة قالوا مثل عثرة الرجل مثل عثرة الرجل يمشي الانسان في طريق تعثر قدمه تعثر قدمه ثم يصاب في في رجله بكسر او شعر او غير ذلك او التواء ستصاب آآ الاعصاب بربوظ او اشياء من هذا القبيل او جرح هذه كلها كفارات كلها كفارات قوله وفي رواية الا كفر الله من من خطاياه هذه تتعلق بالحديث الاول حديث ابي هريرة وابي السعيد اه هذه تتمة الحديث ما يصيب المؤمن من وصب ولا هم ولا حزن ولا اذى ولا غم الا كفر الله اه من خطاياه اي كانت كفارة كفارة له. نعم قال رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده او في ما له او في ولده حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة قال رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وهذا الحديث العظيم حديث ابي هريرة فيه ان المصائب كفارة كفارات وحطة للذنوب يقول عليه الصلاة والسلام لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده بجسده يعني آآ من انواع الامراض والاتعاب والارق وآآ ايضا يدخل ما تقدم الهم والحزن والغم الوصب كل هذه آآ تدخل هنا ايضا في ماله نقص في في المال في الزرع في الثمار في قلة ذات اليد او في ولده يعني يبتلى بولد يكون اه مرهقا لوالده متعبا له في تعامله في اخلاقه في اه نحو ذلك فهذه كلها كفارات لا يزال البلاء بالمؤمن هذا بلاء وهو كفارة للمؤمن حتى يلقى الله وما عليم من خطيئة حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة اي ان هذه الاشياء يكفر الله سبحانه وتعالى بها آآ خطيئاته نعم قال رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا مرض المسلم اخلصه ذلك كما يخلص كما يخلص الكير خبث الحديد قال هذا على الشرط الصحيح والله اعلم هذا حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا مرض المسلم اخلصه ذلك كما يخلص الكير خبث الحديد كما يخلص الكير خبث الحديد آآ كما يخلص الكير خبث الحديث يخلصه اي ينقيه من الخبث الحديد اذا عومل بهذه بهذه المعاملة يعني عمل على تخليصه من الخبث بالكير يصفو الحديد مثله قل ايضا في الذهب والفضة يصفو كذلك المؤمن تكون عليه ذنوب تكون عليه ذنوب ثم يكرمه الله سبحانه وتعالى بمصيبة من مرض تعب ونحو ذلك فيكون تخليص له من اه من الذنوب طهرة له من من ذنوبه ولهذا في المصائب كفارات ومطهرات للعبد جاء في كتاب الزهد للامام احمد عن التابعي الجليل مسلم بن يسار قال كانوا يقولون اذا قال التابعي كانوا يقولون فالمعني الصحابة ومن ادركه من الصحابة وكبار التابعين قال كانوا يقولون للرجل اذا برئ من مرضه كانوا يقولون للرجل اذا برأ من مرضه ليهنك الطهر ليهنك الطهر ومعنى ليهنك الطهر يعني هنيئا لك هذا التطهير الذي اه حصل لك والنبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل طهور ان شاء الله يعني مطهر لكن ما قبل قال بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور قال كذلك ولهذا العبد ينبغي ان يحتسب اذا اصابته مثل هذه الاهواء والشدائد والامراض يحتسب عند الله سبحانه وتعالى ان تكون كفارة له نعم قال رحمه الله وعنها رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وجع فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه فقالت عائشة رضي الله عنها لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الصالحين يشدد عليهم وانه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فمن فوق ذلك الا حطت به عنه خطيئة ورفع بها درجة رواه الامام احمد في مسنده اه الحديث الذي اه تقدم حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان اه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا مرض المسلم اخلصه ذلك كما يخلص الكير خبث الحديد هذا حقيقة فيه فائدة وكذلك الاحاديث الاخرى الماء المتقدمة والاتية في هذا الباب فيها ان ان مثل هذه اللأواء والمحن والمصائب التي يصيب الله بها العبد ويبتلي العبد بها هي من باب الرحمة من رحمة الله بعبده من رحمة الله بعبده وفضله عليه لانها تكون اه اه مخلصة له من من من هذه الذنوب والامام ابن القيم رحمة الله عليه له كلام عظيم جدا في هذا الباب في كتابه زاد المعاد يقول لولا محن الدنيا ومصائبها لاصاب العبد من ادواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلا واجلا فمن رحمة ارحم الراحمين ان يتفقده في الاحيان بانواع من ادوية المصائب لاحظ العبارة ادوية المصائب من ادوية المصائب تكون حمية له من هذه الادواء وحفظا لصحة عبوديته واستفراغا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة منه فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه كما قيل قد ينعم بالبلوى وان عظمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعم فلولا انه سبحانه يداوي عباده بادوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا والله سبحانه اذا اراد بعبد خيرا سقاه دواء من الابتلاء اذا اراد الله بعبده خيرا سقاه دواء من الابتلاء هذا له شاهد مر معنا من يرد الله به خيرا يصب منه. يقول اذا اراد الله بعبده خيرا سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله يستفرغ به من الادوية المهلكة حتى اذا هذبه ونقاه وصفاه اهله لاشرف مراتب الدنيا وهي عبوديته وارفع ثواب الاخرة وهو رؤيته وقربه سبحانه وتعالى اورد المصنف رحمه الله تعالى حديث ام المؤمنين عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وجع فجعل يشتكي الوجع مر معنا الكلام في في معناه وهو انه اشتداد الحمى على العبد وارتفاع الحرارة فاخذ يشتكي ويتقلب على فراشه لان التقلب على الفراش يكون من شدة الوجع قلب على الفراش من شدة الوجع عائشة تقول لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه لوجدت عليه يعني لو وجدت في شيء في نفسي عليك كيف يعني يتقلب هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الصالحين يشدد عليهم هذا فيه شاهد للحديث المتقدم اه اشد الناس بلاء الانبياء شدد عليهم تشديد عليهم هو رفعة لدرجاتهم ومنازلهم عند الله سبحانه وتعالى وانه لا يصيب مؤمنا نكبة ايا كانت ولهذا قال من شوكة فما فوق ذلك الا حطت به عنه خطيئة ورفع بها درجة ورفع بها درجة حطت عنه خطيئة اي حط بها عنه من خطاياه ورفعة الدرجات هذا عائد الى آآ افعال العبد المترتبة على المصيبة من صبر بسبب ورضا ونحو ذلك من اعمال العبد الصالحة التي ينال بها الثواب ورفيع الدرجات. نعم قال رحمه الله وعن ام العلاء رضي الله عنها قالت عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا مريضة فقال يا ام العلاء ابشري فان مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الحديد. كذا اخرجه ابو داوود. هذا حديث عظيم وهو يحمل آآ هذه البشارة من آآ النبي عليه الصلاة والسلام وهو يؤنس هذا الكلام يؤنس المريض ويسليه وهو خير ما ينقل للمريض ان يقال له ابشر هذه الكلمة عذبة حلوة جميلة تدخل على مسامع المريض يؤنس بها قلبه يدخل عليه بها السرور قال له يا ام العلاء يا ام العلاء ابشري تدخل عالمريض تقول له يا ابو فلان ابشر ابشر هذي اه يعني اه تبشير هذا يؤنس ويسلي القلب ابشر العافية ان شاء الله قريب وابشر هذه المصائب كفارات والامراض كفارات قال ابشري فان مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الحديد ولفظه في اه ابي داود خبث الذهب والفضة اه النار تنقي خبث الحديد تنقي خبث الذهب والفضة والامراض تنقي خبث الذنوب وتطهر العبد منها وهذا فضل عظيم ومن جزيل من الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله وعن ابيه كيف ام العلا فيه آآ من السنة عيادة المريض ومن السنة ايضا في ناسه وادخال السرور عليه وهذا غرض الزيارة والعيادة يتميز ان يؤنس يبشر ويدخل على قلبه السرور نعم قال رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه لما نزلت من يعمل سوءا يجزى به ثقلت على المسلمين وبلغت منهم ما شاء الله ان تبلغ فشكوا ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا فكل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها والشوكة يشاكها. صحيح اخرجه مسلم آآ قال رحمه الله عن ابي هريرة لما نزلت من يعمل سوءا يجزى به. الله يقول ليس بامانيكم ولا هنيئا اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به لما نزلت ثقلت على المسلمين وبلغت منهم ما شاء الله ان تبلغ هذا الذي كان في حصل للمسلمين لما نزلت الاية هذا كله من اه قوة ايمانهم وحرصهم على السلامة والعافية والنجاة فلما نزلت هذه الاية من يعمل سوءا يجزى به اشفقوا وخافوا من هم هؤلاء الذين اشفقوا وخافوا؟ لما نزلت هذه الاية وكيف كانت حالهم عبادة وطاعة وتقرب لله وقيام ليل وصيام وذكر ولما نزلت الاية خافوا وثقلت عليهم وشق عليهم امرها فشكوا ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكثير من الناس مفرط تفريط عظيم ويقرأ الاية هذي ولا كأنها اه ولا كأن الامر يعنيه بشيء من يعمل سوءا يجزى به. فقل ذلك على الصحابة وبلغت يقول منهم ما شاء الله ان تبلغ يعني في ما اعمالها في نفوسهم والاثر الذي كان في قلوبهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا قاربوا وسددوا. السداد والمقاربة هما ما ينبغي ان يكون عليه العبد في عبادته وتقربه الى الله السداد هو الموافقة التامة الهادي والمقاربة ان يكون عاملا على تحسين السداد فلا يكون مصيبا للسداد بتمامه وانما يكون مقاربا فهؤلاء في في كل منهما خير ولهذا في الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام سددوا وقاربوا وابشروا البشارة للمسدد وللمقارب كلهم له له بشارة قاربوا وسددوا فكل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها والشوكة يشاكها فهذه كلها كفارات ففيه ما تقدم ان المصائب كفارات نعم قال رحمه الله عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رجلا من المسلمين قال يا رسول الله ما يصيبنا في اجسادنا يكفر يكفر عنا ما يكفر عنا ما لنا في ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الكفارات فقال ابي بن كعب رضي الله عنه يا رسول الله وان قل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وان شوكة فما فوقها فقال اللهم اني اسألك الا تزء الا تزل الحمى مصارعة ابي ابن كعب ابدا. لا تمنعه من حج ولا عمرة ولا شهود صلاة ولا جهاد قال فما مس ابي احد الا وجد عليه صاليا مثل النار قال لا اعلم في اسناده مجروحا هذا الحديث حديث ابي سعيد الخدري اه رضي الله عنه ان رجلا من المسلمين قال يا رسول الله ما يصيبنا في اجسادنا؟ يعني من امراض واسقام واتعاب ونحو ذلك يكفر اه عنا ما لنا في ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال نعم الكفارات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الكفارات يعني المصائب نعم الكفارات اي انها كفارات عظيمة للذنوب فقال ابي يا رسول الله وان قل يعني المصاب والتعب قال وان قل وان شوك فما فوق. يعني وان كان شيء قليل. كل ما يصيب العبد كفارة فقال فقال اي ابي فقال اي ابي اللهم اني اسألك الا تزل الحمى مصارعة ابي ابن كعب ابدا لا تمنعه بهذا القيد لا تمنعه من حج ولا عمرة ولا شهود صلاة ولا جهاد ولا شهود صلاة ولا جهاد هذا لفظ الحديث عند المصنف ولفظه في مسند الامام احمد قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ارأيت هذه الامراض التي تصيبنا ما لنا بها؟ قال كفارات قال اوبي وان قلت؟ قال وان شوكة فما فوقها قال فدعا ابي على نفسه دعا ابي على نفسه الا يفارقه الوعك حتى يموت في اي بهذا القيد الا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد في سبيل الله ولا صلاة مكتوبة في جماعة فما مسه انسان الا وجد حره حتى مات. يعني اه بقيت معه هذه الحرارة الى الا الى ان مات اه المطلوب من العبد في مثل هذا هو سؤال الله العافية مطلوب في في مثل هذا هو سؤال الله العافية وان لا يسأل الله البلاء او المرض او الحمى او المصاب لانه قد يسأل ذلك ويلازمه المرض بلازمة المرض ملازمة يترتب عليها مضرة عليه بعبادته او مضرة عليه في احتماله لتلك المصاب واحتسابه قد يظن انه يحتمل ثم آآ يضعف عنا الاحتمال ويكون هو الذي دعا على نفسه بذلك وقد جاء في صحيح مسلم من حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت ضعف ونحل جدا فصار مثل الفرخ من عفوا الاعياء والتعب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كنت تدعو بشيء او تسأله اي الله؟ قال نعم كنت اقول اللهم ما كنت معاقبي به في الاخرة فعجله لي في الدنيا اجله لي في الدنيا ما هو نعم المصائب المصائب التي تكفر يعني عجله لي في الدنيا اي بالمصائب التي تكون كفارات فسأل الله المصائب التي يكون بها التكفير فعجله لي في الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الذي ننتبه له قال سبحان الله لا تطيقه او لا تستطيعه افلا قلت اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار قال فدعا الله له فشفاه الله فدفع فدعا الله له فشفاه الله لا يسأل العبد الله سبحانه وتعالى ان ان يبتليه بالحمى وان تكون الحمى باقية معه ملازمة له بل يسأل الله العافية واعظم ما يكون في الدعاء ومن اعظم ما يكون في الدعاء سؤال الله العافية ولا يسأل الله مثل ذلك لانه مثل ما جاء في الحديث لا تطيقه او لا او لا تستطيعه ثم ارشده الى هذه الدعوة التي هي كانت اكثر دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. جاء من حديث انس الراوي الحديث نفسه انه قال كان اكثر دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. نعم قال رحمه الله عن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة ولا مسلم ولا مسلمة الا حط الله من خطيئته قال هذا على شرط مسلم وقد رواه الامام احمد في مسنده. نعم وهذا بمعنى الاحاديث المتقدمة ان اه المصائب والامراض حطة للعبد من خطيئاته وذنوبه. نعم قال رحمه الله وعنه رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ام السائب واو ام المسيب وهي تزفزف فقال ما لك يا ام السائب او ام المسيب تزفزفين قالت الحمى لا بارك الله فيها فقال لا تسبي الحمى فانها تذهب خطايا بني ادم كما يذهب الكير خبث الحديد صحيح اخرجه ومسلم آآ في هذا الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام دخل على ام السائب رضي الله عنها وهي تزفزف تزفزف اي ترتعد ترتعد ان لا الحمى اذا اشتدت على الانسان يصيب جسمه رعدة ورجفة يرتجف ويرتعد جسمه فدخل عليها وهي تزفزف اي جسمها يرتعد يتحرك حركة شديدة من آآ من آآ شدة الحمى شدة الحمى فسألها النبي صلى الله عليه وسلم ما لك يا ام السائب تزفزفين اي ترتعدين؟ قالت الحمى لا بارك الله فيها دعت على الحمى لا بارك الله فيها فقال عليه الصلاة والسلام لا تسب الحمى لا تسبي الحمى فانها تذهب خطايا بني ادم كما يذهب الكير خبث الحديد هذا فيه ان الحمى اذا اصابت العبد هي رحمة من الله به ومنة منه سبحانه وتعالى لانها باذن الله عز وجل تنقيه يخرج منها متطهرا عرفنا فيما تقدم ان السلف يقولون هنيئا لك الطهر هذا التطهر الذي حصل لك والنقاء والصفاء الذي حصل لك بهذا المرض فهي تذهب خطايا بني ادم نعم قال رحمه الله وعن عبدالله رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يصيبه اذى من مرض فما فوقه الا حط الله خطاياه كما تحط الشجرة ورقها قال اخرجاه في الصحيحين من حديث الاعمش والله اعلم. وهذا ايضا بمعنى الاحاديث المتقدمة ان المصائب والامراض حطة للذنوب يحط الله بها الخطايا وظرب النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك مثل وهو تساقط ورق وتساقط ورق الشجر فكذلك الذنوب يعني انت آآ ايها المريض وانت في حال المرض لا ترى ببصرك هذه الذنوب التي تتساقط منك في في مرضك لكن خذ هذا المثال يقرب لك هذا الذي لا تراه وهو الشجرة عندما يتساقط يعني في في فصل الخريف تجد الاوراق باستمرار تتساقط من الشجرة مثل ما يتساقط هذا الورق من الشجر المرظ ايظا يحدث هذا التساقط للذنوب يمكن ايضا تقريب للصورة الان الشجرة الشجرة لما تأتي الرياح وتحرك الشجرة يتساقط الورق والمؤمن لما تأتي هذه الامراض تساقط آآ ذنوب العبد لا يراها المؤمن بعينه لكن خذ مثال خذ ايها المؤمن مثال يقرب لك وهذه فائدة الامثال الامثال النبوية كذلك امثال القرآن انها تجعل الامور المعنوية بمثابة الامور المحسوسة المشاهدة المريض ما يرى ومن حول المريض لا يرون الذنوب تتساقط لكن انظر الى الشجرة كيف يتساقط ورقها فكذلك يحصل هذا التساقط للذنوب مثل هذا المثال اه ضربه النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الكلمات الاربع مرة كان مع الصحابة والحديث في الترمذي وهو صحيح كان مع الصحابة مروا بشجرة يابسة وبيده عصى عليه الصلاة والسلام فضرب خبط الشجرة بيده بالعصا التي معه ماذا يحدث يتساقط الورق الصحابة ينظرون للورق يتساقط فقال لهم عليه الصلاة والسلام وهم ينظرون للورق يتساقط قال ان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله الله اكبر لا تحات ذنوب العبد كما تحات ورق هذه الشجرة فان كان آآ من يسبح ويهلل ويحمد لا يرى الذنوب تتحات منه فلينظر الى الشجرة تعرفه بهذا الامر وان ذنوبه تتساقط وتتحات كما يتحات ورق الشجر نعم قال رحمه الله ذكر ان الله تعالى يرفع درجة المؤمن بما يصيبه من البلاء في الدنيا عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها الا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة. صحيح اخرجه مسلم من حديث سليمان ابن مهران بمعناه اه هذا باب عقده رحمه الله قال ذكر ان الله يرفع درجة المؤمن بما يصيبه من البلاء في الدنيا واورد هذا الحديث ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها الا رفع الله بها درجة رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة وعرفنا ان فيما تقدم من الاحاديث التي ساق في الباب الذي قبله ان الذنوب حطة ان ان المصائب عفوا حطة للذنوب لكن هنا ذكر رفعة الدرجات ذكر رفعة الدرجات وهذا قدر الزائد على على قدر زائد على حط الذنوب ففيه انها حط للذنوب وفيها انها رفعة للدرجات انها رفعة للدرجات الاحاديث المتقدمة كلها في ان الذنوب حطة الا حطة الا كانت هذا الا محص الله الا اه طهر الله الا كفر الله كلها في هذا لكن هنا آآ ذكر الرفعة رفعة الدرجة رفعة الدرجة وهذا محمول توفيقا مع الاحاديث الكثيرة المتقدم محمول على العمل الذي يصحب المصيبة من رضا او اه صبر او دعاء او احتساب او غير ذلك من اعمال العبد الاختيارية وانقل هنا ناقلين لشيخ الاسلام فيهما فائدة عظيمة في بابنا هذا يقول رحمه الله والدلائل على ان المصائب كفارات كثيرة الدلائل على ان المصائب كفارات كثيرة اذا صبر عليها العبد اثيب على صبره اذا صبر عليها العبد اثيب على صبره. فرفعة الدرجات والثواب هذا ينبني على الصبر وانواع ذلك من الاعمال فاذا صبر عليها يقول ابن تيمية اذا صبر عليها اثيب على صبره فالثواب والجزاء انما يكون على العمل وهو الصبر. اما نفس المصيبة هي من فعل الله لا من فعل العبد وهي من جزاء الله للعبد على ذنبه وتكفيره وتكفيره ذنبه بها وفي المسند انهم دخلوا على ابي عبيدة ابن الجراح وهو مريض فذكروا انه يؤجر على مرضه ذكروا له انك مأجور قالوا له مأجور على فقال ما لي من الاجر ولا مثل هذه يعني ولا قليل. هم. ما لي من اجر ولا من ولكن المصائب حطة قال قال ابو عبيدة من العشرة المبشرين رضي الله عنه قال ولكن المصائب حطة يقول ابن تيمية فبين لهم ابو عبيدة رضي الله عنه ان نفس المرض لا يؤجر عليه بل يكفر به عنه خطاياه انتهى كلام ابن تيمية اذا ما يأتي في بعض الاحاديث من الاجر ورفعة الدرجات هذا ينبني على او يترتب على العمل الذي هو الصبر والاحتساب ايضا يقول رحمه الله المصائب التي تجري بلا اختيار العبد كالمرظ وموت العزيز عليه واخذ اللصوص ما له فان تلك انما يثاب على الصبر عليها لا على نفس ما يحدث من المصيبة لكن المصيبة يكفر بها خطاياه فان الثواب انما يكون على الاعمال الاختيارية وما يتولد عنها والذين يؤذون على الايمان وطاعة الله ورسوله ويحدث لهم بسبب ذلك حرج او مرض او حبس او فراق وطن وذهاب مال واهل او ظرب او شتم او ونقص رئاسة او مال هم في ذلك على طريقة الانبياء واتباعهم كالمهاجرين الاولين فهؤلاء يثابون يثابون على ما يؤذون به ويكتب لهم به عمل صالح كما يثاب بالمجاهد على ما يصيبه من الجوع والعطش والتعب وعلى غيظه الكفار وان كانت هذه الاثار ليست عملا فعله يقوم به لكنها متسببة عن فعله الاختياري وهي التي يقال لها متولدة انتهى كلامه رحمه الله تعالى العمل الذي يثاب عليه ويعد من عمله يعد من عمله هو العمل والمتولد عنه جمع الله بينهما في قوله انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم نكتب ما قدموا اثارهم وايضا جمع بين النوعين باخر سورة التوبة في اخر اه سورة التوبة آآ ذكر اعمال للمجاهدين القسم الاول قال الا كتب لهم به عمل صالح الثاني قال الا كتب لهم الاول قال كتب لهم به العمل الصالح لانها اشياء متولدة عن عن العمل الصالح والثانية الا كتب لهم اي عملا صالحا لان هي في نفسها اعمال صالحة فذكر النوعين ونكتفي بهذا نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا