بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الامام ضياء الدين المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه الطب النبوي قال رحمه الله تعالى اذكر ان الشفاء في ثلاث قال عن جابر ابن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان كان في ادويتكم خير او يكون ففي شرطة محجم او شربة عسل او لذعة بنار توافق داء وما احب ان اكتويه وفي رواية ان كان في شيء تداوون به ففي شرطة محجم او شربة عسل او لذعة بنار توافق داء وما احب ان اكتوي. وفي رواية ولا احب ايه اخرجه البخاري ومسلم بمعناه وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الشفاء في ثلاث شربة عسل شاشات محجم وكية نار وانا انهى عن الكي رفع الحديث الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام الضياء المقدسي رحمه الله تعالى ذكر ان الشفاء في ثلاث اه ثلاث اي شرطة المحجم وشربة العسل كية نار وهذه الثلاث جمعها النبي عليه الصلاة والسلام في حديث واحد رواه ايضا غير واحد من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام عن النبي صلى الله عليه وسلم الشفاء في ثلاث ذكر هذه الثلاث مجموعة في حديث واحد ليس المراد به ان الشفاء لا يكون الا بها وحصر الشفاء فيها دون غيرها ليس هذا مرادا بل جاء احاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم سيأتي عند المصنف الكثير منها فيها اه الشفية وادوية في غير هذه الثلاث لكن وجه الحصر في اول قصر الشفاء في هذه الثلاث تأكيد على عظم نفعها وكبير فائدتها اورد حديث جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ان كان في ادويتكم خيرا او ان يكون ان يكونوا في ادويتكم خيرا ففي شرطة محجم او شربة عسل او لذعة بنار توافق داء وما احب ان اكتوي آآ هنا جاء ذكر هذه الثلاث بهذه الصيغة صيغة الشرط من غير تحقيق الاخبار ان كان في ادويتكم نريد تحقيق الاخبار لكن سيأتي في الحديث الذي ختم به حديث حديث ابن عباس قال الشفاء في ثلاث ثم ذكرها الشفاء في ثلاث ثم ذكرها فحقق الخبر ولم يأتي به على صيغة الشرط كما في حديثنا هذا وقوله ان كان في ادويتكم خير المراد بخير اي شفاء وعافية للمريض ففي اه اه شنطة اه محجم او شربة عسل او لذعة لذعة من نار اي في هذه الثلاث شرطة المحجم الحجامة ورد فيها احاديث كثيرة متواترة عن النبي عليه الصلاة والسلام فيها فائدة الحجامة ومنفعتها العظيمة والمراد بالمحجم الالة التي يجمع فيها الدم لكن المراد به هنا شرطة محجم اي المشرط الذي يستخدم الحجامة وبه يكون الشرط فالحجامة نافعة لانها تخرج اه دما بقاؤه في البدن مضرة على البدن واخراجه اعادة لنشاط البدن وحيويته وزوال الاذى والمرظ باذن الله سبحانه وتعالى وهي تستعمل في في العلاج والوقاية كلاهما او شربة عسل الله جل وعلا قال فيه شفاء للناس العسل فيه شفاء ونفع عظيم سيأتي عند المصنف احاديث خاصة به او لذعة بنار توافق داء لذعة نار اي كية هي تونار توافق ان توافقوا مرضا فتكون سببا في اه الشفاء وزواله باذن الله الكي لا يلجأ اليه ابتداء بل اذا اعيا الدواء وعيت الحيلة في العلاج اخر الدواء الكي ولهذا يؤخر العلاج به. وفي الحديث ايضا اخر ذكرا يؤخر العلاج به حتى تلجأ اليه الضرورة لان فيه تعذيبا البدن وايلاما له فلا يلجأ اليه الا بالضرورة قال قال وفي رواية قال وفي رواية ان ان كان في شيء تداوون به شفاء ففي شرطة محجم او شربة اه عسل او لذعة بنار توافق ابداء وما احب ان اكتوي ان كان في شيء تداوون تداوون به شفاء شفاء ففي شرطة محجم او شربة عسل اولا الاعتناء نبعة بنار توافق داء وما احب ان اكتوي وقال وفي رواية ولا ولا احب الكي ولا احب الكي وقوله عليه الصلاة والسلام لا احب الكي او ما احب ان اكتوي اه فيما تقدم ان الكيفي تعذيب للنفس والى لها فلا يلجأ اليه الا في اخر المطاف ثم اورد حديث ابن عباس مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال بعد ذكر الحديث رفع الحديث اي رفع رفع ابن عباس الحديث الى النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الحديث فيه حصر للشفاء في هذه الثلاث والحصر مستفاد من تعريف المبتدأ الشفاء في ثلاث و ليس المراد ليس المراد بالحصر هنا انه آآ ان الشفاء لا يكون الا بهذه الثلاث وحدها. الشفاء فيها وفي غيرها لكن نبه بهذه الصيغة اه الى عظيم شأن هذه الثلاث. وعظيم فائدتها بالشفاء قال رحمه الله تعالى ما ذكر في العسل قال الله عز وجل فيه شفاء للناس قال وعن ابي سعيد قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان اخي استطلق بطنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسقه عسلا فسقاه ثم جاء. فقال اني سقيته فلم يزد فلم فلم يزده الا استطلاقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسقه عسلا. فقال له ثلاث مرات ثم جاء الرابعة فقال اسقه عسلا فقال قد سقيت فلم يزده الا استطلاقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق الله وكذب بطن اخيك فسقاه ثم برئ صحيح اه فسقاه فبرأه. صحيح اخرجه البخاري ومسلم قال وعن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالشفائين العسل والقرآن اخرجه ابن ماجة قال رحمه الله ما ذكر في العسل اي فضل العسل وانه شفاء الشفاء الذي في العسل والاستشفاء به ذكره الله سبحانه وتعالى في اه القرآن الكريم في سورة النحل سميت باسم آآ اه هذه التي يكون اه اه خروج العسل بفظل الله سبحانه وتعالى منها التي هي النحلة تأكل من كل الثمرات ثم تخرج هذه الخلاصة النافعة الشافية طيبة الطعم حلوة المذاق وهذا فضل الله سبحانه وتعالى قال فيه شفاء للناس اورد حديث ابي سعيد رضي الله عنه ان ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال ان اخي استطلق بطنه اي اصابه اسهال لا يمسك اه اه البطن ما فيه بل يخرج اسهالا فقال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسقه عسلا اللي ما فيه من الجلاء للبطن ودفع الفظول التي يكون بها الاسهال وعدم امساك الشيء فسقاه ثم جاء فقال اني سقيت فلم يزده الا استطلاقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسقه عسلا فقال له ثلاث مرات ثم جاء الرابعة فقال اسقه عسلا فقال قد سقيت فلم يزده الا استطلاقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق الله وكذب بطن اخيك فسقاه فبرئ قال الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد قال وفي قوله صلى الله عليه وسلم صدق الله وكذب بطن اخيك. اشارة الى تحقيق نفع هذا الدواء وان بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه ولكن لكذب البطن وكثرة المادة الفاسدة فيه فامره بتكرار الدواء لكثرة المادة وليس طبه صلى الله عليه وسلم كطب الاطباء فان طب النبي صلى الله عليه وسلم متيقن قطع الهي صادر عن الوحي ومشكاة النبوة وكمال العقل وطب غيره اكثره حجز وظنون وتجارب ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرظى ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرظى بطب النبوة فانه انما ينتفع به من تلقاه بالقبول. واعتقد الشفاء به وكمال تلقي لهم بالايمان والاذعان فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور ان لم يتلقى هذا التلقي لم يحصل به شفاء الصدور من ادوائها بل لا يزيد المنافقين الا رجسا الى رجسهم ومرظا الى مرضهم الى اخر كلامه رحمه الله تعالى ثم اورد حديث عبد الله بن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالشفائين العسل والقرآن رواه ابن ماجة والحديث اسناده ضعيف اه اه مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام لكن معناه حق لان العسل شفاء كما مر معنا قال الله تعالى فيه شفاء للناس والقرآن شفاء كما قال الله عز وجل وننزل من القرآن ما هو شفاء وشفاء لما في الصدور فهما شفاء لا ريب فيهما بل هما اعظم الاشفية و انفعها قال رحمه الله تعالى ذكر الكمأة. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين اتفق البخاري ومسلم على اخراجه واخرجه الترمذي وفي رواية النسائي وابن ماجة والمن من الجنة وعن ابي سعيد الخدري قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده كموات فقال هذا من المن وماؤه شفاء للعين اخرجه النسائي والله اعلم قال ذكر الكمأة كما نبات ينقض الارض فيخرج كما يخرج الفطر قد اخبر النبي عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الذي بدأ به حديث ابي هريرة وهو في الصحيحين قال الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين شفاء العين قوله الكمأة من المن قيل شبهها بالمن لانه يحصل بلا كلفة ولا زرع ولا بذر وقيل بل من المن الذي انزله الله قد جاء في النسائي من حديث سعيد ابن زيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الكمأة من المن الذي انزله الله على موسى وقوله وماؤها شفاء للعين ماؤها شفاء للعين اي فيها علاج العين بحيث يعصر تعصر الكمأة ويؤخذ ماؤها ويجعل في العين وهذا فيه نفع وفائدة عظيمة للعين او ان تقور في طرف من اطرافها ثم تحمى على النار فيتصاعد ماؤها في اعلاها فيؤخذ وآآ يجعل منه في آآ العين فهذا فيه فائدة عظيمة جدا لا لها شفاء للعين قد ذكر النووي في شرحه لهذا الحديث ان من الناس من شفي اه من العمى او وامراض العين باستعمال هذا اه هذا الشفاء لكن كما تقدم في كلام ابن القيم مثل هذه الاحاديث تنفع باذن الله سبحانه وتعالى من آآ من آآ كان عنده اعتقاد وايمان بصحة ذلك اما الذي يأخذها ما اخذت تجارب وتفيد او لا تفيد تنفع او لا تنفع فالاقرب انه لا تتحقق له آآ الفائدة منها الفائدة المرجوة منها وقوله في رواية والمن من الجنة هذا اللفظ بهذه الزيادة منكر حديث اه حديث النسائي في رواية عند النسائي حديث النسائي ليس فيه هذا قال قال في بعض الالفاظ التي عند النسائي قال الكمأة من المن والعجوة من الجنة ثم اورد حديث ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج وعليهم وفي يده كموات وفي بعض الالفاظ اكمأ جمع كمأة وقال هذا من المن هذا من المن وماؤه شفاء لي العين نعم قال رحمه الله تعالى ذكر الاثم قال عن ابن عباس قال قال رسوله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالثياب عليكم بالثياب البياض فليلبسها فليلبسها احياؤكم وكفنوا فيها موتاكم وعليكم بالاثم فانه يجلو البصر وينبت الشعر وفي رواية اكتملوا بالاكتحلوا بالاثم دي المروثين المروح عند النوم فانه يجلو البصر وينبت الشعر اخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه رواه الامام احمد في مسنده وابو داود في سننه حديث حسن صحيح قال رحمه الله ذكر الاثمد اثمد هو حجر معروف اسود يضرب الى الحمرة نافع جدا كحل العين به والنبي عليه الصلاة والسلام ذكر شيئا من فوائده للعين في هذا الحديث الذي اورده المصنف حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالثياب البياض فيلبسها احياؤكم وكفنوا فيها موتاكم وكان عليه الصلاة والسلام يحب ثياب البياض قالوا عليكم بالاثمد فانه يجلو البصر وينبت الشعر الشعر مراد هدى بالعين ويجلو البصر ان ينقيه ويصفيه يحفظ صحة العين ويسحن ويحسن البصر ويقويه الاثم النافع نافع جدا للعين والنبي صلى الله عليه وسلم كان يكتحل به ويحث على الاكتحال به قال وفي رواية وعند ابي داوود وغيره واسنادها ضعيف قال اكتحلوا بالاثمد المروح عند النوم فانه يجلو البصر وينبت الشعر اه هنا في الحديث فيه آآ زيادة الذي قبله امرين الاول قولها المروح المروح الذي اضيف اليه المسك الخالص فاصبحت له رائحة زكية رائحة المسك والثاني تقييد ذلك عند النوم ولا شك ان ان الاكتحال عند النوم هو الاولى والانفع لان يبقى العين مجتمعة عليه فتنام وهي مجتمعة على هذا فيكون انفع اه امكن في اه تحقيق الفائدة باذن الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله تعالى ذكر تضميد العين بالصبر مش صابرة قال احسن الله اليكم قال عن ابدان بن عثمان قال سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمحرم يشتكي عينه. قال يضمدها بالصبر اخرجه مسلم قال ذكر تضميد العين بالصبر بكسر الباء الصبر هو الدواء المر المعروف ويعرف بالمرة فهو دواء مر في مرارة شديدة ومادة صمغية تستخرج من شجر معين في فوائد كثيرة ابن القيم في كتابه الزاد قال كثير المنافع وكثير من الناس يستعملونه في في في العلاج في امور كثيرة جدا وهو نافع جدا ومفيد ويستشفى به من امراض كثيرة جعل الله سبحانه وتعالى فيه شفاء منها ذكر هنا تضميد العين بالصبر يعني بالمر او المرة آآ الظماد هو ان ان يجعل في في في في شيء من القماش او نحوه ثم آآ اذا كانت العين شاكية يظمد بها اي يوظع عليها يوظع على العين الصبر يعني من الاشياء التي تذكر فيه في فائدته انه يقضي على الجراثيم وينقي الجسم منها باذن الله سبحانه وتعالى وآآ الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه الزاد اورد بعض الاحاديث التي وردت في في الباب وعدد شيئا من منافع وذكر ايضا آآ انواعه وفوائد كل نوع منه والله تعالى اعلم نسأل الله الكريم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وانبه اية الى ان الدرس مستمر غدا يوم السبت باذن الله سبحانه وتعالى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين