بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الامام ضياء الدين المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه الطب النبوي ما ذكر في الكي مع ما تقدم فيه قال عن جابر بن عبدالله قال رمى رجل رمى رجل ابين يوم الاحزاب على اكحله فكواه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وعنه قال رمي يوم الاحزاب سعد بن معاذ فقطع اكحله فحسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار ثم انتفخت يده فحسمه اخرى رواه مسلم بنحوه فحسبه النبي صلى الله عليه وسلم بيده رواه النسائي والترمذي وقال حسن صحيح وعن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم كوا اسعد بن زرارة من الشوكة رواه الترمذي وقال حسن غريب رجاله كلهم ثقاة الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام الضياء المقدسي رحمه الله في كتابه الطب النبوي ما ذكر في الكي مع ما تقدم فيه ما ذكر في الكي اي من احاديث دالة على اباحته مع ما تقدم فيه اي من احاديث دالة على ذلك وان فيه شفاء مثل الحديث الذي تقدم شفاء امتي في ثلاث و ذكر منها كية نار الكي فيه شفاء كما اخبر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام وفيه وفيه اه نفع وفائدة لكن لا يسار اليه الا عند الضرورة ولا يصاب اليه علاجا في ابتداء الامر بل كما قيل اخر الدواء الكي لان الكي مع ما فيه من الشفاء فيه تعذيب للبدن وفيه تشويه له آآ يترك ولا يشار اليه الا عند الحاجة وعلى هذا تحمل الاحاديث التي اه جاء فيها الرخصة و الاباحة في الكي ومن الاحاديث التي ساق رحمه الله تعالى في هذه الترجمة بدأها بحديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال رمى رجل مبين يوم الاحزاب على اكحله فكواه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على اكحله الاكحل هذا عرق معروف في الذرائع ويقال له عرق الحياة اذا قطع هذا العرق لم يرقى الدم لا يتوقف الدم عن النزيف فقول كواه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اي ليقطع الدم ويحسم الدم فدل ذلك على اباحة الكي ولا سيما في مثل هذه الحالات ليرقى الدم من الجرح الذي يخاف ان يستمر في النزيف فيهلك الانسان ومثل الحديث الذي بعده اه عن جابر رضي الله عنه قال رمي يوم الاحزاب سعد ابن معاذ قطع اكحله اي بتلقى بسبب تلك الرمية والاكحل كما تقدم من شأنه انها اذا قطع يستمر النزيف استمر نزيف ويكون في ذلك هلاك الانسان فيحتاج الى ان يحسم اه حتى يقف يقف نزيف الدم ولهذا قال في الحديث فحسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار والحسم هو الكي قسمه بالنار آآ يحتمل انه حسمه اي بنفسه كواه بنفسه مثل ما تقدم في قصة ابي في الحديث السابق فكواه بيده ويحتمل ان يكون امر بذلك لكن جاء في رواية عند مسلم ذكر المصنف وفيه فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بيده فحسنه النبي صلى الله عليه وسلم بيده قال فانتفخت يده فانتفخت يده فتركه كلمة مكتوبة عندنا هنا مصحفة فانتفخت يده فتركه النبي آآ عليه الصلاة والسلام ثم انتفخت يده فحسمه وحسمه اخرى والحسم هو الكي وجاء في ايضا في في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم ضرب عليه خيمة في المسجد ليعوده من آآ قريب وهذا من لطفه وجميل احسانه باصحابه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال وعن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم كوا اسعد ابن زرارة من الشوكة ومن الشوكة اي من اجلها والشوكة هي حمرة تعلو الوجه والجسد الحاصل ان هذه الاحاديث الثلاثة اه قصة رمي ابي الاكحلة وقصة ايظا آآ رمي سعد على كحله وفي كليهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كوى وايضا قصة اسعد ابن زرارة ان النبي صلى الله عليه وسلم كواه من الشوكة هذه الاحاديث الثلاثة كلها تدل على اه اباحة الكي والرخصة فيه وبخاصة عندما آآ تلجأ اليه الحاجة ولا تنفع العلاجات آآ الاخرى فان اه اخر الدواء الكي قال رحمه الله تعالى ما ذكر في الرظف قال روي عن عبد الله ان قوما اتوا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا صاحب لنا يشتكي انكويه قال فسكت قالوا انكويه لا سكت فقال كوهوا واردفوه رضفا اذا رواه احمد في المسند والرضفة الحجارة المحمى قال رحمه الله تعالى ما ذكر في ما ذكر في الرضف الرذف او الرظف هو الحجارة المحماة مظف هو الحجارة مثل ما قال المصنف الحجارة المحماة الحجارة المحماة تصبح اه ساخنة دافية يكمد بها المريض في في بعظ الالام الاوجاع فاذا كمد فرظ رفع الحجارة المحماة يسكن المرض ويخف الالم والوجع واورد رحمه الله تعالى حديث عبدالله ان ابن مسعود ان قوما يا اتوا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا صاحب لنا يشتكي انا كوية قال فسكت قالوا انا كويه قال فسكت قال كو وارضوا وارضفوا رظفا وفي رواية او ارظفوه رظفا وفي رواية ايضا في المسند ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في تمامه انه قال في في تمامه كانه غضبان اي النبي صلى الله عليه وسلم اي على وجه الكراهة كما يشعره قوله قول الراوي كأنه غضبان فهذا فيه آآ في كراهية كراهية الكي والذي قبله فيها الاباحة ولهذا عندما ينظر المتأمل في الاحاديث الواردة في الكي الذي تقدم هذا والاتي يجد انها على انواع لخصها الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في اه كتابه زاد المعاد في اربعة انواع لخص الاحاديث انها في اربعة انواع قال فقد تضمنت احاديث الكي اربعة انواع احدها فعله والثانية عدم محبته له والثالث الثناء على من تركه والرابع النهي عنه ولا تعارض بينها بحمد الله فان فعله يدل على جوازه وعدم محبته له لا يدل على المنع منه واما الثناء على تاركه فيدل على ان تركه اولى وافضل. واما النهي عنه فعلى سبيل الاختيار والكراهة او عن النوع الذي لا يحتاج اليه بل يفعل خوفا من حدوث الداء والله تعالى اعلم وقوله في في هذا الحديث واردفوه رضفا الرف اه او نعم الرف هو الحجارة المحماة. والرضف هو التكميد بالحجارة المحماة يسخن الحجارة ثم يكمد بها هذا الحديث اه يعد اصلا لما يسمى الان الكمادات الدافية او الكمادات الحارة يوصي بها اه كثير من الاطباء في حالات من الاوجاع والامراض يوصي بكمادة ساخنة او كمادة دافية فهذا النوع من الطب او العلاج اصله آآ ورد في السنة بهذا الحديث اه الذي رواه الامام احمد في مسنده وهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله تعالى السبب الذي لاجله كره الكي والاسترخاء قال عن مجاهد من عقار ابن المغيرة ابن شعبة عن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اكتوى او استرقى فقد برئ من التوكل اخرجه الترمذي وابن ماجة قال الترمذي حديث حسن صحيح قال وعن عمران ابن الحصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة من امتي سبعون الفا بغير حساب ولا عذاب قيل من هم قال الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فما زال بنا البلاء حتى اكتوينا فما افلحنا ولا انجحنا رواه مسلم وقوله فما زال البلاء من قول عمران قال وعن حصين بن عبد الرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير فقال ايكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة قلت انا اما اني لم اكن في صلاة ولكني لدغت قال فماذا صنعت قلت استرقيت قال فما حملك على ذلك قلت حديث حدثناه الشعبي قال وما حدثكم قلت حدثنا عن بريدة ابن حصيب الاسلمي انه قال لا رقية الا من عين او حماة فقال قد قد احسن من انتهى الى ما يسمع ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الامم فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الرفض والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي ليس معه احد اذ رفع اذ رفع لي سواد عظيم وظننت انهم امتي فقيل لي هذا موسى وقومه ولكن انظر الى الافق فاذا سواد عظيم فقيل لي انظر الى الافق الاخر فاذا سواد عظيم فقيل لي هؤلاء امتك ومعهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في اولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الاسلام فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا اشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه فاخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة ابن محصن فقال ادعوا الله ان يجعلني منهم. فقال انت منهم ثم قام رجل اخر. فقال ادعو الله ان يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة عكاشة قال سفقك بها عكاشة. اخرجه مسلم واخرجه البخاري ولم يقل فيه ولا يرقون قال رحمه الله تعالى السبب الذي لاجله كره الكي والاسترقام كره الكي والاسترقاء اه الكي آآ معروف والاسترقاء هو طلب الرقية ان يطلب الشخص من غيره ان ان يرقيه وقد جاءت احاديث تدل على هذه الكراهة منها هذا الحديث قال عن مجاهد عن عقار ابن المغيرة عقار بفتح العين تشديد القاف ابن المغيرة ابن شعبة عنا ابيه رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اكتوى او استرقى فقد برأ من التوكل قد برئ من التوكل فهذا فيه اه كراهة الاكتواء وكراهة الاسترقاء و آآ ليس فيهما التحريم وانما فيه كراهة التنزيه والمراد بالبراءة من التوكل ليس من اصله وانما من تمامه اه والكراهة هنا للاكتواء لما فيه من التعذيب بالنار والكراهة للاسترقاء لما فيه من الاحتياج للغير والطلب من الغير ثم اورد حديث عمران ابن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة من امتي سبعون الفا بغير حساب ولا عذاب قيل من هم قال الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون اي انهم يتجنبون اه هذا كله وهذا من تمام توكلهم ومن ذلك انهم لا يكتوون ولا يسترقون لا يكتوون لان الاكتواء فيه تعذيب للبدن بالنار في تشويه ايضا البدن فمن تمام التوكل الا يفعل لكن اذا اضطر اليه الانسان فعل فهذا مباح لا يقال انه اه انه اه محرم ولهذا مر معنا في احاديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كوا بعض اصحابه ظرورة الجأت الى ذلك ولا يسترقون لما فيه من آآ التعلق بالراقي وسؤاله ولا يتطيرون التطير هو التشاؤم وهو مناف للتوكل قال عمران فما زال بنا البلاء حتى اكتوينا يعني احتجنا الى الكي فما افلحنا ولا انجحنا هذا من قول عمران ويحتمل ان ان قوله ان قوله ما نجحنا اي انه استعمله قد يكون استعمله على وجه لا يصلح فيه الكي فحصل منها الظرر وعدم الفائدة ولا انجحنا اي ما حصل انتفاع ولا فائدة وقال ابو داوود بعد رواية الحديث وكان يسمع تسليم الملائكة فلما اكتوى انقطع عنه فلما ترك رجع اليه فهذا ان ثبت ياه يكون ايضا فيه شيء من التفسير لقوله فما فما افلحنا فما افلحنا وما قوله ولا انجحنا؟ يعني ما ما استفدنا بل حصل الظرر والكي فيه الشفاء. اخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيه شفاء فيحتمل ان يكون استعمله على وجه لا يصلح فيه الكي فحصل منها الضرر وعدم الفائدة ثم اورد حديث حصين بن ابن عبد الرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير فقال ايكم رأى الكوكب الذي انقض البالها قلت انا اما اني لم اكن في صلاة ولكني لدقت قال فماذا صنعت؟ قال استرقيت قال فما حملك على ذلك؟ قلت حديث حدثناه الشابي قال ما حدثكم قال حدثنا عن بريدة ابن حصيب الاسلمي انه قال لا رقية الا من عين او حماة قال فقد احسن من انتهى الى ما يسمع ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عرظت علي الامم الى ان قالوا فيهم سبعون الف يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب الا ان قال هم الذين لا يكتوون ولا يتطيرون على ربهم يتوكلون هذا الحديث وحقيقة مجلس ماتع جميل من مجالس التابعين وعندما نقرأ هذا المجلس نتعلم منه ادب التابعين في حوارهم ونقاشهم وبحثهم لمسائل العلم والخلق الرفيع الذي كانوا عليه وراوي هذا الحديث او هذا المجلس هو حسين بن عبد الرحمن احد علماء التابعين الفضلاء وائمة العلم النبلا والحفاظ المتقنين يقول كنت عند سعيد بن جبير اي في آآ في مجلس وسعيد كذلك من اجلة التابعين وعلية العلماء المحققين فاستهل سعيد هذا المجلس المبارك بقوله ايكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة والكوكب هو الشهاب الذي ترجم به الشياطين حين يحاولون استراق السمع من السماء كما قال الله تعالى انا زينا السماء الدنيا بمصابيه انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يستمعون الى الملأ الاعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاق قال ايكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة يقصدها الشهب التي ترجم بها الشياطين وقوله انقض البارحة اي سقط من السماء والبارحة اقرب ليلة مضت ومراده الليلة التي سبقت اليوم الذي عقدوا فيه هذا المجلس ومن المعلوم ان من كان مستيقظا في ذلك الوقت سيتنبه في الغالب لهذه الاية العظيمة الدالة على كمال قدرة الله الله يقول وما نرسل بالايات الا تخويفا. والسلف رحمهم الله يستشعرون هذا المعنى ويتذاكرون ويذكرون به عظمة الله وكمال قدرته بخلاف من ليس على طريقتهم ممن يرى انها امور طبيعية وظواهر كونية فلا تؤثر فيهم ولا يبالون بها ولا يكترثون قال حصين فقلت انا اي انا رأيته ثم استدرك حسين رحمه الله وقال ثم قلت اما اني لم اكن في صلاة قال ذلك بعدا عن الرياء ومن ان يحمد بما لم يفعل تلك الليلة وهذا يبين لنا ايظا الحياة الجميلة التي كان يعيشونها في لياليهم بحيث ان الذي يكون مستيقظا في الليل لا يظن فيه الا انه في صلاة بينما في وقتنا الحاضر من يكون مستيقظا في الليل فثمة امور كثيرة تشغله بسبب ما نعيشه من تحول في الحياة بسبب الاضاءة والانارة التي جعلت اللي شبيها بالنهار بل لم نعد نرى بسبب قوة الاظام وكثرتها في البيوت والطرقات الكواكب والنجوم وجمال السماء وزينتها مما ادى بكثير الناس الى تحول عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها حيث جعل لهما الليل لباسا ينامون فيه ويهدأون ويسكنون والنهار معاشا يسعون فيه في تحصيل ارزاقهم وجلب مصالحهم كان مستغربا في حياتهم ان يقوم المسلم في الليل في غير صلاته ولهذا قال اما اني لم اكن في صلاة اذا الاذهان في وقتهم لا تذهب الا الى هذا ولا تظن الا هذا لا تظن الا هذا الظن اذا ماذا كنت تفعل في تلك الساعة ما دمت لم تكن في صلاة؟ سؤال كما يقال يطرح نفسه في هذا المقام اجاب عنه حصين دون ان يسأل فقال ولكني ندرت السبب الذي كان من اجله مستيقظا تلك الساعة هو انه لدغ وهي لدغته عقرب فكان متأذيا من سمها متألما من لدغتها منشغلا بهذا الامر واللدغة تؤذي الملدوق وتتعبه وتؤلمه فلا يتمكن بسببها من الراحة ولا يهنأ بالنوم ولاجل ذلك رأى الكوكب فلم يكن نائما ولا كان مصليا وانما كان مشغولا بهذه اللدغة التي اصابته تلك الليلة فارقته المته قال له سعيد فما صنعت؟ وهذا ايضا سؤال طبيعي في مثل هذا المقام ان يقال ما ما صنعت او بما تعالجت او كيف فعلت؟ او باي شيء تداويت وهو في الوقت نفسه يتضمن المواساة والاطمئنان وقوة العاطفة وتحرك المشاعر تجاه من اصيب بل قد تقوى المشاعر في مثل هذا المقام لدى بعض الناس فتكثر منهم الاسئلة التي ترهق المصاب وتزعجه. ولربما صاحب ذلك لدى بعض الناس فضولا لا ثمرة من وراءه فيسأل المصاب عن تفاصيل دقيقة تتعلق بالحدث الذي اصابه كأن يقول آآ البعض في مثل هذا الموقف ما لون العقرب ومن اين خرجت؟ وما حجمها؟ ونحو ذلك من الاسئلة فيتحول المجلس الى حديث عوام لا فائدة فيه فاي فائدة في السؤال عن الاقرب المعتدية والاعراض عن حال المصاب بسمها المتعدي من لدغتها قال حصين استرقيت اي الذي فعلته وصنعته عندما لدغتني العقرب هو اني استرقيت اي لنفسي بالقرآن والذكر المأثور فقال له سعيد فما حملك على ذلك وهذه رغبة من سعيد في معرفة الدليل الذي استند عليه حسين في هذا العمل وهذا من كمال حرص السلف رحمهم الله وعنايتهم بمعرفة الدليل بخلاف حال الكثير من الناس حيث يزعجهم السؤال عن الدليل بل لم يجد سعيد رحمه الله اي حرج في سؤاله في هذا المقام عن الدليل على ما فعل وقد يستكثر بعض الناس مثل هذا السؤال فيقول الرجل مصاب ومتأذن بالسم وانت تقول له الدليل ولربما قال بعضهم وهل هذا وقته بينما الامر عند السلف طبيعي ومألوف ومعتاد قال حسين حديث حدثناها الشعبي اي الدليل على ما صنعت حديث حدثنا الشعبي قال سعيد وما حدثكم؟ اي اذكر لنا الحديث الذي حدثكم به الشعبي؟ وهذا كله من تمام الحرص وكمال العناية الدليل معرفته والحرص عليه قال حسين حدثنا عن بريدة ابن الحصيب انه قال لا رقية الا من عين او حمى وهو حديث ظاهر الدلالة على المقصود والعين هي اصابة العائن غيره بعينه والحمى هي لدغة العقرب وذوات السموم وليس المراد حصر جواز الرقية في هذين فقط وانما المراد لا رقية اشفى واولى من رقية العين والحمى والحمى كما عرفنا هي لدغة العقرب. وقد احسن حصين رحمه الله عندما رقى نفسه عملا بهذا الحديث واستنادا الى هذا الدليل ولهذا قال له سعيد قد احسن من انتهى الى ما سمع اي احسنت في صنيعك واصبت في عملك حيث بنيته على الدليل واقمته على السنة. فانت بلغك الدليل وعملت به فاحسنت بهذا الصنيع والناس في هذا الباب ينقسمون الى ثلاثة اقسام قسم بلغها الدليل وعمل به وهذا محسن وقسم يعمل بدون دليل ولا برهان وهذا مسيء وقسم لا يعمل بما يعلم يعني اه يبلغه الدليل ولا يعمل به وهذا كذلك مسيء المحسن اذا هو من انتهى الى ما سمع اي سمع الحق وعمل به فهذا جمع بين العلم والعمل ثم قال سعيد بعد ان ايد حصينا على صنيعة ولكن حدثنا ابن عباس وساق الحديث بتمامه والشاهد فيما ساق بما ساقه السعيد هو قول الرسول عليه الصلاة والسلام لا يسترقون ولم يورد سعيد ذلك ليخطئ به صنيع حصين وانما ساقه لابي مقاما عظيما في هذا الباب وهو مقام تمام التوكل وكماله لا ان الحديث الذي اورده معارض للحديث الاول لانه قال له قد احسن من انتهى الى ما قد سمع ولكن كذا وكذا فعلم بهذا ان الحديث الاول لا يخالف الثاني لان الثاني فيه وصف السبعين الفا الذين يدخلون الجنة بدون حساب ولا عذاب في تمام التوكل ولا يسألون غيرهم ان يقيهم ولا يكتوون ولا يتطيرون وهذا لا يتعارض مع ما ورد من مشروعية استرقاء المرء المسلم نفسه بالايات والرقى الشرعية والتعوذات المأثورة فهذا يدل على المشروع المشروعية وذاك يدل على مقام التمام والكمال فلا تعارظ في هذا الحديث الذي ساق رحمه الله وهو ساق هنا آآ لفظ مسلم في كتابه الصحيح قال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون لا يرقون اي انفسهم ولا يسترقون اي لا يطلبون الرقية من غيرهم وهذه اللفظة لو كانت ثابتة لكان آآ لكان هناك تعارض بين لا رقية من عين الا من عين حماة وبين هذا الحديث لا يرقون لكن هذه اللفظة وهي في صحيح مسلم اه اه غير ثابتة هذي اللفظة غير ثابتة اه يقول ابن القيم رحمه الله زاد مسلم وحده ولا يرقون زاد مسلم وحده ولا يرقون فسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول هذه الزيادة وهم من الراوي لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ولا يرقون لان الراقي محسن الى اخيه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن الرقى فقال من استطاع منكم ان ينفع اخيه فلينفعه وقال لا بأس بالرقى ما لم يكن شركا والفرق بين الراقي والمسترقي ان المسترقي سائل مستعط ملتفت الى غير الله بقلبه والراقي محسن نافع وليس عند البخاري ولا يرقون وهو الصواب اي ان الذي عند البخاري هو لا يسترقون ولا يسترقون هذه فيها التفات الالتفات الى المخلوق و استعطاء وطلب منه فهذا يتنافى مع اه تمام التوكل ولهذا من اه صفات السبعين الذين يدخلون الجنة بغير حساب انهم آآ لا يسترقون والشاهد من ايراد الحديث اه الشاهد من اراد الحديث ان ان النبي عليه الصلاة والسلام ذكر في صفات هؤلاء ذكر في صفات هؤلاء انهم لا يكتوون انما عدد عليه الصلاة والسلام اه صفاتهم قال صلوات الله وسلامه وبركاته عليه الا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون وعلى ربهم يتوكلون و الا هذه اللفظة آآ ثابتة في آآ في صحيح مسلم وهي ساقطة هنا قال هم الذين اه هم الذين لا لا يرقون ولا ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم اه يتوكلون آآ هذه اللفظة آآ نعم لم تأتي في في هذا الحديث وانما جاءت في الحديث الذي قبله حديث عمران بن حصين في صفة اه السبعين الف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ذكر في صفاتهم اه قال الذين لا يكتوون لا يكتوون فالحاصل ان الترجمة مثل ما قال المصنف رحمه الله في السبب الذي لاجله كره النبي عليه الصلاة والسلام الكي الاسترقاء. كره الكي لما فيه من التعذيب والتشويه والاسترخاء لما فيه من الاحتياج الاحتياج للغير و حديث آآ والصين اه في البخاري آآ الذي في تمامه سبقت به عكاشة في في البخاري ايه لا يكتوون فيه لا لا يكتوون اه فالحاصل ان ان الحديد فيه شاهد لا لا للترجمة السبب الذي لاجله كره النبي صلى الله عليه وسلم الكي والاسترقاء ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفقنا اجمعين آآ العلم النافع والعمل الصالح ولما يحبه ويرضاه انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وحسبنا ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين