الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام المزني رحمه الله تعالى عال على عرشه وهو دان بعلمه من خلقه احاط علمه بالامور وانفذ في خلقه سابقا على عرشه عال على عرشه احسن اليك. كمل وهو دان بعلمه من خلقه. ما في زيادة؟ ما في زيادة عندي احسنت نسخة اللي عندي نسخة اللي عندي باحسن مختلفات طيب ولذلك نستخدم فيها هنا عبارة فيها ذكارة. هذا على عرشه في مجده بذاته. نعم. وهو دان بعلمه من خلقه احاط علمه بالامور نعم فانفذ في خلقه سابق المقدور. هذي موجودة انفذ في خلقه لكن في ذاته موجودة. احاط وانفذ في خلقه نسخ طيب على عرشي وهدان بعلمه من خلقه احاط علمه بالامور وانفذ في خلقه سابق المقدور. يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور فالخلق عاملون بسابق علمه ونافذون لما خلقه لما خلقهم له من خير وشر. لا يملكون لانفسهم من الطاعة نفعا ولا لا يجدون الى صرف المعصية عنها دفعا. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام المزني اسمها ابن يحيى المزني في عقيدته قال رحمه الله عال على عرشه في مجده على عرشه مجده بذاته وهذه اللفظة وجدت في بعض النسخ وفي بعضها عدم ذكرها ولفظ الذات لفظ الذات يذكره اهل السنة من باب تأكيد العلو. وان علوه علوا حقيقيا اذا يأتي سبحانه وتعالى وقد استنكر وانكر بعض اهل العلم ذكر الذات لكن اهل السنة منهم من يذكرها من باب تحقيق الاثبات وان الله سبحانه وتعالى عال على عرشي بذاته فان كان المتكلم يتكلم بين اهل السنة ويعرف اهل السنة ان علوه هو بذاته لم يلزم ان يذكر الذات لان هذا هو المعنى. فيقول عالم على عرشه في مجده يكفي ذلك. لكن اذا كان هناك من يثبت علو الجهة كثرة علو الحقيقة يثبت علو المعنى وينفي الجهة فلابد من اثبات علو الذات وانه سبحانه وتعالى مستو على عرشي بذاته مستوي العرش بذاته وانه عال على القي بذاته سبحانه وتعالى مسألة العلو هي مسألة فطرية. ومسألة دل على ثبوتها لله عز وجل النقل والعقل والفطرة فقد دلت الادلة الكثيرة على ذلك. بل ذكر ان ادلة العلو تزيد على الف دليل. تزيد على الف دليل وانه من الامور الفطرية قد كفر قد كفر الدارمي رحمه الله تعالى من انكر علو الله عز وجل وناق على ذلك الاجماع من انكر علو الله ولم يثبت علو الله عز وجل انه كافر ولذا لما كان بالجويني يقرر مسألة ان الله عال لكنه ليس في جهة معينة قال له قال تعالى يا استاذ دعنا من هذا ماذا تقول فيما يقع في القلوب من جهة السماء؟ فقال حير الهمذان محير الهمدان فاجاب المتأخرون من اصحابه ان النظر الى السماء لانها قبلة الدعاء وهذا باطل هذا باطل. فمسألة علو الله عز وجل دلت عليه النصوص الكثيرة كما قال تعالى يخافون ربهم من فوقهم. وقال تعالى الرحمة استوى. وقال تعالى اامنت من في السماء؟ وقال تعالى اليه يصعد الكلم الطيب. والادلة في هذا كثيرة. ومن جهة الفطرة الخلق مقصورون ان الله عز وجل في العلو. ان الله سبحانه وتعالى لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم الجارية اين الله اشارت الى السلف والنبي صلى الله عليه وسلم عندما خطب في حجة الوداع خطبة مود صلى الله عليه وسلم فلما انهى خطبته اشار السمع وقال اللهم اشهد ونكت على قلوب او نكت على حضور على رؤوس الحاضرين. يكرر ذلك اللهم اشهد ويشير باصبعه الى السماء صلى الله عليه وسلم ومن جهة العقل فان العلو هي كمال العلو كمال ومن كان في علو كان اقوى واكمل واقدر. بخلاف الذي هو في السفن. ولذا البشر ايضا من الملوك والامراء واصحاب السلطة والسلاطين يطلبون الاماكن العالية. يسكنون على رؤوس الجبال وعلى الاماكن المرتفعة بخلاف السفن فانه لا يسكنه الا والفقراء اما الاماكن العالية يسكنها الجبارون واهل السلطة والقوة. فهذا من جهة العقل. ايضا من جهة العقل من كان في وكان هناك من في الاعلى يكون الذي في الاعلى هو الذي اقدر واقوى من من جهة الرمي من جهة القوة يكون اظهر واعلى فعلو الله عز وجل امر ضروري اعتقاده في النفوس دلت عليه النصوص ودل عليه العقل ودلت عليه الفطرة وهو سبحانه وتعالى عال على عرشه كما ذكر الله عز وجل ذلك الرحمن على العرش استوى وكما قال ثم استوى على العرش بمعنى علا وارتفع وصعد سبحانه وتعالى على العرش ولا يخالف في هذا لا يخالف في هذا الا غلاة متجهمة. غلاة الجهمية والفلاسفة القائلين بان الله ليس داخل العالم ولا خارجه. وان الله في كل مكان. ويحتجون بحجج باطلة. وحجج اه ليس هي حجة له من ذلك احتجوا بقوله تعالى وهو الذي في السماء الى في الارض اله وهذا دلالته واضحة اي هو اله اهل السماء وهو اله اهل والاله ياتي بمعنى الرب اي رب السماء ورب اهل الارض. وكما قال تعالى خير يحتج بقوله تعالى وهو معكم اينما كنتم وهو معكم اينما كنتم والمراد معي هنا معية الاحاطة والعلم سبحانه وتعالى فهو معنا اينما كنا سبحانه وتعالى معنا بسمعه طمعنا ببصره ومعنا بعلمه وقوته سبحانه وتعالى. ولا تعارف بين اثبات معيته وبين اثبات علوه. ولذا قال المزني هنا عال على عرشه في مجده وهو دار بعلمه اي انه قريب من خلقه بعلمه فهو سميع بصير يعلم كل شيء وهو بعد قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم ان الله بكل شيء عليم تقيد المعية ولا في اي شيء ان الله بكل شيء عليم. فافاد ذلك وهذا محل اجماع بين السلف. انه معنا بعلمه سبحانه وتعالى وقد قرر شيخ الاسلام ابن تيمية ايضا ان معيته لنا معية حقيقية وهو معنا بذاته ولكن لا يلزم من معيته الانتزاج والمخالفة كما تقول سرت والقمر وسرت والقمع انا فالقمع انا حقيقة ولا يلزم لمعيته انه خالد ممازج لك بل اسير وانت وشخصه في في الطابق العلوي وانت في الطابق السفلي وتقول صرت انا وفلان ولا تلازم بين ان يكون مخالطا ممازجا لك يقال الله معنا حقيقة وهو بذاتي فوق فوق عرشه سبحانه وتعالى قال وهو دان بعلمه من خلقه اي ان محيط بكل شيء يسمع كل شيء ويرى كل شيء ويعلم كل شيء سبحانه وتعالى. احاط علمه بالامور. احاط علمه بالامور كلها اعلم يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور يعلم يعلم السر واخفى. يعلم النجوى وما اظهر العباد وما نطقوا به. فالله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون فاحاط علمه بالامور كلها دقيقها وجليلها عظيمها وحقيرها ما كان في السماوات ما كانت الاراضين ما كان في بطن البحار وما كان في اعالي السماوات يعلم ذلك ربنا كله سبحانه وتعالى قال وانفذ في خلقه سابق المقدور اي ان ما قدره الله عز وجل وكتبه وعلمه وشاءه فان الله عز وجل هو خالقه فنفذ في خلقه وانفذ في خلقه سابق المقدور من جهة ما كتبه الله في اللوح المحفوظ وما شاءه سبحانه وتعالى فانه عند وجوده يخلقه ربنا سبحانه وتعالى. قال وهو الجواد الغفور اي هو الجواد اثما هو الجواد فهو الجواد من جهة فالجواد من اسمائه ومن صفاته الجود سبحانه وتعالى. فهو الجواد اسما والجود صفة وهو الغفور اسما وصفة المغفرة له سبحانه وتعالى. يعلم خائنة الاعين وما تخفي وما تخفي الصدور علو الله علو الله يطلق على على الله بمعاني حلو الذات وعلو القهر وعلو القدر اما علو القهر والقدر فلا يخالف فيه احد ممن انتسب الى الاسلام واما علو الذات يثبته اهل السنة ويثبته ايضا متكلم الصفاتية كالاشاعرة متقدم الاشاعرة والكلابية يثبتون علو الله عز عز وجل اثبتوا له علو الله سبحانه وتعالى واستوائه على عرشه اما متأخري الاشاعرة فانهم على مذهب الجهمية من جهة ان الله عز وجل ليس في من جهة العلو. يثبتون العلو لكن لا يثبتون الجهة. وحاصل قولهم انه ليس بالسمع. حاصل قول انه ليس في السماء. اما الفلاسفة فانهم يرون ان الله في كل مكان. كان بشر من غياث من غيس لعنه الله يقول سبحان ربي الاسفل. كان يقول سبحان ربي الاسفل لعائل الله اذا هذا معنى علو القهر وعلو القدر وعلو الذات واما صفات ربنا كلها فكلها صفات ربنا سبحانه وتعالى فكلها علية كله علي او كلها حسنى. كذلك اسماء كلها علية وحسنى سبحانه وتعالى. ثم قال بعد ذلك فالخلق عاملون بسابق علمه. الخلق عامل بسابق علمه. ونافذون لما خلقهم من خير وشر لا يملك لانفس من الطاعة نفعا ولا يجدون الى صرف المعصية عنه دفعا. هذا يتعلق بمسألة القدر مسألة القضاء والقدر. فقوله فالخلق عامل بسابق علمه. هذه المرتبة الاولى في المراتب قدر والقدر يقوم على اربعة مراتب مرتبة العلم وهذه مرتبة اقر بها جميع الطواف حتى القبلية يقرون بسابق علم الله عز وجل الا ولاتهم الذين اندرسوا ولم يبق منهم احد فكان اول القدرية كان يقول ان الامر انف وان الله لا يعلم بالاشياء الا بعد وقوعها. فهؤلاء كفرهم اهل السنة كما قال ذلك الشافعي احمد جادلوه بعلم فان اقروا به خصموا وان جحدوه كفروا فهذه الفئة من القدرية قد اندرست وانتهت ولن يبقى لها باقية واذا العلم هو اثبات علم الله السابق لكل شيء. والله يعلم الاشياء كلها جزئياتها وكلياتها لا يخفى عليه قطمير ولا دقيقة بل يعلم كل شيء سبحانه وتعالى فكل ما هو كائن وكل ما هو سيكون الله يعلمه سبحانه وتعالى. علم كل شيء سبحانه وتعالى ثم لما خلق القلم قال اكتب فقال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كان قيام الساعة فجرى القلم بما هو كائن الى قيام الساعة. مرتبة الكتابة ثم بعد ذلك جاءت مرتبة المشيئة وهي مشيئة العامة ليست منقسمة مشيئة عامة فكل ما هو واقع وكل ما هو كائن فالله شاء سواء من الخير او من الشر. كفر الكافر وايمان المؤمن وطاعة المطيع ومعصية العاصي كلها قد شاءها ربنا سبحانه وتعالى ولا يكون شيء في هذا الكون الا بمشيئة الله لا يكون الا ما شاء ولا يستطيع الخلق ولا يستطيع الخلق ان يفعلوا شيئا الا ما شاء الله وما تشاؤون الا الا ان يشاء الله. فقال ونافذون لما خلقهم له اي انهم يمضون فيما اراده الله عز وجل وشاءه. وليس لاحد ان يخرج عن مشيته الله والله سبحانه وتعالى جعل العبد مشيئة وجعله اختيار وجعله قدرة وجعله عقل واناط به التكليف سبحانه وتعالى ومع ذلك لا يمضي ولا يكأن الا ما شاءه ربنا سبحانه وتعالى قال ونافذ لما خلقهم له من خير وشر لا يملكون لانفسهم من الطاعة نفعا ولا يجدون الى صرف المعصية عنها دفعا اي لا يستطيع من وقع من معصية ان يمتنع من الوقوع فيها اذا وقع. لان الله شاء ولا يستطيع ولا يستطيع العاصي الذي وقع في المعصية ان يمتنع بمعصيته لماذا لانه بوقوعها قد شاءها ربنا سبحانه وتعالى قد يقول قائل اذا كان الله شاء معصية العاصي وان العاصي يفعل ما شاء الله فلماذا يعذبه الله عز وجل على معصيته يقال اولا لو عذب الله عز وجل اهل السماوات والارض لعذبه وغير ظالم له. هذا اولا ثانيا ان الله عز وجل اذا عذب العصاة والكفرة يعذبهم على افعالهم وعلى اختيار مشيئتهم ولا يؤدب على ما شاءه فيهم. هم. لان مشيئته التي شاء رجل لعلمه السابق انهم يشاؤون الكفر ويشاؤون الفجور ويفعلون المعاصي فجرت افعالهم على وفق ما علم الله منهم سبحانه وتعالى والا الله جعل العبد مشية وجعله اختيار وجعله عقل وارسله الرسل وانزل الكتب حتى لا يبقى لاحد على الله حجة فانت قبل ان تقع المعصية امرت امرت باي شيء؟ قال لا تفعلها امرت بتركها ولك عقل ولك مشيئة ولك قدرة ولذلك الشارع اذا اكره العبد على المعصية يعاقب ولا يعاقب لا يعاقب لو ان العبد اوكل على معصية لا يعذبه الله عز وجل عليها البتة لماذا؟ لانه مكره لو انه وقع فيها خطأ او نسيانا لم يعذبه الله متى يؤذن؟ اذا فعلها عامدا غالبا اذا فعلها عالما عامدا ذاكرا اذا فعل معصية فان الله يعاقبه على فعله ويعاقبه على اختيار مشيئته ولا يكون وعاقبة على ما شاء الله فيه لان مشيئة الله متعلقة بعلمه وعلم الله محيط لكل شيء سبحانه وتعالى هم قال قال وهم ونافذون لما خلقهم له من خير وشر. لا يملكوا لانفسهم من الطاعة نفعا. اي لا يستطيع ان ينفعوا انفسهم فيها وانما الذي وفقهم له من؟ والله والذي فطنه الله بالطاعة هو الله سبحانه وتعالى ولا يجدون الى صرف المعصية عنها دفعا. اي ان الامر كله من الله سبحانه وتعالى. ثم قال بعد رحمه الله تعالى تقف على قوله خلق الخلق بمشيئته عن غير حاج كانت به والله تعالى اعلم واحكم. العلم والمشيئة العلم والكتابة. نعم. والمشيئة والخلق. العلم والكتابة اكثر مبتدأ يؤمنون بها ويثبتونها. والخير والمشيئة عامة المبتدعة ينكرونها. ايه. المعتزلة ينكر الجهمية. الجهمية هم في هذا الباب والمعتزلة قدرية والاشاعرة بينهما. بينهما