بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الامام ضياء الدين المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه الطب النبوي قال ذكر ماء زمزم وانه شفاء للسقم قال عن ابي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ كم انتهى هنا قال منذ ثلاثين يوما وليلة قلت نعم. قال فما كان طعامك قال ما كان لي طعام ولا شراب الا ماء زمزم وقلت سمنت حتى تكسر عكن حتى تكسر عكن بطني وما اجد على كبدي سخفة جوع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها مباركة وهي طعام طعم وشفاء سقم اخرجه مسلم من حديث سليمان ابن المغيرة وليس فيه شفاء سقم قال رحمه الله تعالى ذكر ماء زمزم وانه شفاء للسقم اي المرض ماء زمزم ما عظيم البركة عظيم النفع وهو خير المياه وافضلها يقول الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد ماء زمزم سيد المياه واشرفها واجلها قدرا واحبها الى النفوس واغلاها ثمنا وانفسها عند الناس وهو هزمة جبريل وسقي الله اسماعيل وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لابي ذر وقد اقام بين الكعبة واستارها اربعين ما بين يوم وليلة ليس له طعام غيره فقال النبي صلى الله عليه وسلم انها طعام طعم وزاد غير مسلم باسناده وشفاء سقم فالحاصل ان هذا الماء ماء زمزم ماء مبارك وعظيم عظيم البركة واورد رحمه الله ما خرجه الامام مسلم في صحيح عن ابي ذر رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ كم انت ها هنا قال منذ ثلاثين يوما وليلة؟ قلت نعم قال فما كان طعامك قال ما كان لي طعام ولا شراب الا ما زمزم وقلت سمنت حتى تكسرت عكن بطني اي طيات البطن وما اجد على كبدي سخفة جوع اي هزال وضعف بسبب الجوع فقال النبي عليه الصلاة والسلام انها مباركة وهي طعام طعم وشفاء سقم اه وهذه الزيادة ليست في مسلم لكنها ثابتة كما قال ابن القيم زاد غير مسلم باسناده يعني باسناد مسلم وشفاء سقم فهي اه ثابتة عن نبينا عليه الصلاة والسلام وما ما زمزم اه شفاء سقم يعني جعل الله سبحانه وتعالى فيه شفاء العباد من الاسقام والامراض يقول ابن القيم رحمه الله وقد جربت انا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم امورا عجيبة واستشفيت به من عدة امراض فبرئت باذن الله وشاهدت من يتغذى به الايام ذوات العدد قريبا من نصف شهر او اكثر ولا يجد جوعا ويطوف مع الناس كاحدهم قال رحمه الله تعالى ذكر تقطيع الشرب قال عن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنفسوا في الاناء ثلاثا فانه اهنأ وابرأ وابرأ رواه مسلم قال رحمه الله ذكر تقطيع الشرب آآ الماء او اللبن او آآ العصير او غير ذلك لا يشرب في نفس واحد بل يقطع في انفاس هذا المراد بقوله تقطيع الشرب يعني يقطع الماء في انفاس وتكون ثلاثة كما ارشد الى كذلك النبي صلى الله عليه وسلم يكون التقطيع لثلاث انفاس واورد عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنفسوا في الاناء ثلاثا فانه اهنأ وامرأ وابرأ في في مسلم بعده قال انس فانا اتنفس في الشراب ثلاثا وهذا فيه حرص الصحابة على العمل بما يروونه وينقلونه عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام من احاديث وقوله في الحديث تنفسوا في الاناء ثلاثا المراد في الاناء اي في اثناء الشرب من الاناء لا ان لا ان المراد اه به اه التنفس في الاناء اه اه في الاناء نفسه ولهذا صح في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ولا يتنفس في الاناء نهى عن ذلك ولا يتنفس في الاناء والمعنى لا يتنفس في نفس الاناء واما التنفس ثلاثا خارج الاناء فهذه سنة هذي تدل عليها هذا الحديث اه آآ تنفسوا في الاناء ثلاثا المراد خارج الاناء. يعني يقطع اه الشرب ولهذا لا تعارض بين حديث لا يتنفس في الاناء وتنفسوا في الاناء لا تعارض بينهما قال ابن القيم ولا معارضة بينه وبين الاول فان معناه انه كان يتنفس في شربه ثلاثا يعني المراد بقوله وتنفسوا في الاناء اي في آآ الشرب قال فانه اهنأ وامرأ وابرأ لفظ مسلم اروى بدل اهنأ فانه اروى وامرأ وابرأ والمعنى ان يصير هنيئا مريئا بريئا اي سالما او مبريا من العطش والتقطيع للشرب الذي ورد في هذه السنة من فوائده انه اقمع للعطش واقوى على الهضم واقل اثرا في اظعاف الاعظاء وله فوائد عديدة وسنة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام كلها خير وبركة قال رحمه الله تعالى ذكر اباحة مداواة النساء للرجال قال عن حفصة بنت سيرين عن ام عطية قالت غزوت مع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات اخلفهم في رحالهم فاصنع لهم الطعام واجبروا الجراحات واداوي المرضى اخرجه مسلم قال رحمه الله تعالى ذكر اباحة مداواة النساء للرجال اي عند الظرورة والحاجة للرجال والا الاصل ان النساء يداوين النساء والرجال يداوون الرجال اورد حديث ام عطية قالت غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات اخلفهم في رحال فاصنع لهم الطعام الجراحات واداوي المرضى قال اخرجه مسلم لفظ مسلم قال عن ام عطية قالت غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات اخلفهم في رحالهم فاصنع لهم الطعام واداوي الجرحى واقوم على المرظى ونظير هذا الحديث حديث انس وهو في صحيح مسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بام سليم ونسوة من الانصار معه اذا غزى فيسقينا الماء ويداوينا الجرحى في هذه الاحاديث دليل على انه يجوز خروج النساء في الحرب لهذه المصالح والجهاد ليس بواجب على اه النساء يقول النووي رحمه الله في كلامي على هذا الحديث قال فيه خروج النساء في الغزو والانتفاع آآ بهن في السقي والمداواة ونحوهما وهذه المداواة لمحارمهن وازواجهن وما كان منها لغيرهم لا يكون فيهم فيه مس بشرة الا الا في مواضع الحاجة انتهى كلامه. الحاصل ان مداواة النساء للرجال لا يكون الا في حال الظرورة اذا كان لا يوجد الرجل المداوي افان المرأة تقوم بذلك ومثله ايضا العكس مداواة الرجل المرأة قال رحمه الله تعالى ذكر كراهته ان يقال طبيب قال عن ابي رمثة قال دخلت مع ابي علي قال دخلت مع ابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى ابي الذي بظهره وقال دعني اعالج الذي بظهرك فاني طبيب فقال انت رفيق والله الطبيب لا على شرط الصحيح والله اعلم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي رمثا قال دخلت مع ابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى ابي الذي بظهره فقال دعني اه اعالج الذي بظهرك دعني اعالج الذي بظهرك فاني فاني طبيب فاني طبيب فقال النبي عليه الصلاة والسلام انت رفيق والله الطبيب هذا هو موضع الشاهد من الحديث وهو في سنن ابي ابي داود اه الشاهد من الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له انت رفيق والله الطبيب انت رفيق والله الطبيب قوله الله الطبيب اي الله هو الشافي واذا مرضت فهو يشفين وفي الدعاء اللهم انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك فقوله والله الطبيب اي الله الشافي المعافي الذي يشفي المرظى وبيده آآ الشفاء سبحانه وتعالى قال بل انت بل انت رفيق انت رفيق اي تترفق بالمريظ وتتلطف به وتبذل اه ما ما تستطيع من اسباب في الشفاء والله سبحانه وتعالى هو الذي يبرئ المريض ويعافيه ويشفيه لان الامر بيده سبحانه وتعالى فالحاصل ان اه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال الرجل انا طبيب قال انت رفيق والله الطبيب اي الله سبحانه وتعالى هو الشافي قال رحمه الله تعالى ذكر ضمان من لا من لا يحسن الطب ما تلف ما اتلف قال عن عمرو احسن الله اليكم ذكر ضمان من لا يحسن الطب ما اتلف قال عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تطبب ولم يكن بالطب معروفا فاصاب نفسا فما دونها فهو ضامن. اخرجه بنحوه ابو داوود والنسائي وابن ماجة قال ذكر ضمان من لا يحسن الطب ما اتلف اي انه يضمن الذي اتلفه اذا كان اه تطبب وهو لا يحسن طبا واورد في ذلك آآ حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تطبب ولم يكن بالطب معروفا فاصاب نفسا فما دونا فهو ظامن فهو ضامن ان يضمن ما اه تلف بسبب تطببه ودخوله فيما لا يحسنه وليس من اهله ومعنى قوله تطبب اي تكلف التطبب والطب فعل شيئا لا يجيده ولا يحسنه ولم يعلم منه طب لا يعرف انه من اهل الطب او ممن يحسن ذلك فمفهوم ان من عرف بالطب وكان من اهله فانه لا يضمن فانه لا يظمن الحاصل ان ممن اه اه دخل في الطب وتطبب وهو لا يحسن فاضر المريض واتلف اشياء في في بدنه او اضر باشياء في بدنه فانه ظامن كما قال ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله تعالى ذكر التنظف قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نام وفي يده غمر فلم يغسله فاصابه شيء فلا يلومن الا نفسه رواه ابو داود وابن ماجة قال ذكر قد تنظف ذكرى التنظف اي بغسل اليدين آآ بعد تناول الطعام حتى يزول ما فيها من دسم وزهومه ووسخ ونحو ذلك و الا ينام الا بعد ان يغسل يديه لانه قد يعرض نفسه لاذى قد يعرض نفسه لاذى اورد رحمه الله حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من نام وفي يده غمر بفتحتين فتح الغين الميم والغمر هو الوسخ الزهوم والدسم اه فاصابه شيء اي من فعل ذلك نام ودون ان يغسل يديه وفيها غمر فاصابه شيء اي وصل شيء اليه شيء من اذى الهوام لان الهوام وذوات السموم ربما تقصده في المنام لرائحة الطعام التي في يده فلا يلومن الا نفسه لانهم مقصر ومفرط فافاد هذا الحديث ان من السنة والهدي النبوي الكريم ان المسلم ينبغي ان يغسل يديه قبل ان ينام اه اذا كان تناول بها طعاما في في دسومة او فيه اه شي من اه من هذا القبيل قال رحمه الله تعالى ذكر ان قيام الليل يطرد الداء عن الجسد قال عن الاعمش عن ابي العلا عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم وقل رباس الى الله ومكفر للسيئات ومنهات عن الاثم ومطردة للداء من الجسد قال رحمه الله تعالى ذكر ان قيام الليل يطرد الداء عن الجسد ان قيام الليل يطرد الداء عن الجسد ثم اورد هذا الحديث عن الاعمش عن ابي العلاء عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم وقربة الى الله مكفر للسيئات ومنهاة عن الاثم ومطردة للداء عن الجسد مطردة للداء عن الجسد هذا الحديث حديث جامع في فضائل قيام الليل. وهو من اجمع الاحاديث في ذكر فضائل وقيام الليل واثاره التي اه ينالها من يكرمه الله سبحانه وتعالى بقيام الليل قال عليكم بقيام الليل اي التهجد فيه فانه دأب الصالحين اي عادتهم وشأنهم وطريقتهم و قربة الى الله اي من اعظم ما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى ومكفر السيئات اي فيه تكفير السيئات الذنوب ومنهات عن الاثم ان ينهى عن ارتكابها يمنع عن آآ يمنع من الوقوع فيها قال اه قال الله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ومطردة للداء عن الجسد وهذا موطن الشاهد الترجمة اي طارد ومبعد لي الداء عن البدن قال رحمه الله تعالى ذكر ان الصدقة يدفع الله بها عن المتصدق قال عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الصدقة لتطفئوا غضب الرب وتدفع ميتة السوء قال الترمذي حديث حسن غريب قال رحمه الله ذكر ان الصدقة يدفع الله بها عن المتصدق اه هذا فيه اه فظل الصدقة وعظيم ثوابها وبركتها على المتصدق وانها تدفع عنه وصنائع المعروف تقي مصرع السوء. وتدفع عن المريض والاحسان لا يأتي الا بالاحسان والخير والخير لا يأتي الا الا بالخير واورد رحمه الله هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الصدقة لا تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء وتدفع ميتة السوء فهذا ذكر شي من اه من اه من اه فوائد اه الصدقة واثارها العظيمة والصدقة كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام برهان قال والصدقة برهان اي على صدق الايمان الوقاية من شح النفس وحسن الاقبال على الله الثقة فيما فيما عنده وقوله في هذا الحديث اه تطفئ غضب الرب اي سخطه على العصاة وتدفع ميتة السوء اي تقي من ذلك يكون فيها اه تحقق اه تحقق ذلك ان العبد يوقى من ميتة ميتة السوء وميتة السوء هذا يشمل انواع من الميتات كلها يتناولها آآ لفظ الحديث و كون الغضب غضب الله عز وجل وسخطه وعقابه والنار يتقى بالصدقة هذا جاء فيه احاديث جاء في احاديث منها الحديث الذي في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب النساء يوم العيد قال تصدقن ولو من حليكن فاني اريتكن اكثر اهل النار فحثهن في هذا الحديث ورغبهن على ما يفتين به انفسهن من النار و جاء ايضا في الصحيحين انه صلى الله عليه وسلم قال فاتقوا النار ولو بشق ولو بشق تمرة فالنار آآ تتقى بالصدقات لان الصدقات لها شأن عظيم والله عز وجل يحب المتصدقين وثوابهم عنده عظيم. وهي تفتح للعبد ابواب هداية الصدقة والاحسان والبذل عموما تفتح حتى منها ان يوفق للتوبة مثل ما حصل من المرأة البغي التي احسنت الى كلب ووجدته يلهث من شدة العطش فالحاصل ان ياه مداواة المرض بالصدقة واتقاء الامراظ بالصدقات ودفع البلاء اه بالصدقات هذا له دلائل له دلائل شواهد في آآ حديث النبي الكريم صلوات الله وسلامه بركاته عليه ونسأل الله الكريم ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين