الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول المصنف حفظه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه وعن ابي هريرة وابي سعيد رضي الله عنهما انهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يقعد قوم يذكرون الله الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده. رواه مسلم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الحديث حديث ابي هريرة وابي سعيد رضي الله عنهما وعن الصحابة اجمعين فيه فظل ذكر الله عز وجل وفضل مجالس الذكر وهي خير المجالس واحبها الى الله سبحانه وتعالى لان فيها يقظة القلوب وحياتها ومجالس الذكر هي المجالس التي يذكر فيها الله جل وعلا بذكر اسمائه وصفاته وعظمته وجلاله او ذكر شرعه ودينه وحلاله وحرامه او تلاوة كتابه جل وعلا وتبيان معانيه او مدارسة لاحاديث رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام ولهذا جاء في بعض الروايات الحديث ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ولفظ الحديث هنا لا يقعد قوم يذكرون الله فهذا يفسر هذا وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر اي مجالس العلم التي يذكر فيها العباد بالله سبحانه وتعالى والائه ونعمه فيقومون ذاكرين ومن كان منهم غافلا زالت عنه غفلته وحصلت له فيها يقظة وحسن صلة بالله سبحانه وتعالى فهذه المجالس مجالس عظيم شأنها رفيع قدرها كثيرة عوائدها وثمارها واثارها يقول عليه الصلاة والسلام لا يقعد قوم يذكرون الله الا حفتهم الملائكة حفتهم اي من كل جهاتهم محيطة بهم واحاطة الملائكة وهم الملائكة الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم يجوبون الطرقات يلتمسون مجالس الذكر فاذا وجدوا مجلس ذكر قالوا هلم الى حاجتكم وحفوا الملائكة لمجالس الذكر هو رضا منهم بصنيعهم كما في الحديث الاخر وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع وقوله غشيتهم الرحمة اي رحمة الله جل وعلا تعمهم وتشملهم وتتناولهم اجمعين وقوله عليه الصلاة والسلام نزلت عليهم السكينة اي الطمأنينة والوقار وهذه من فوائد مجالس الذكر تذهب عن النفس طيشها ورعونتها وتكسبها طمأنينة ووقارا كما قال الله سبحانه وتعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب قال وذكرهم الله فيمن عنده اي ذكرى ثناء عليهم وتشريف لهم وتعلية لقدرهم يذكرهم الله سبحانه وتعالى فيمن عنده اي في الملأ الاعلى الملائكة الكرام يذكرهم جل وعلا وهذا المعنى تقدم في الاية الكريمة قال الله عز وجل اذكروني اذكركم. وسيأتي بالحديث من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم نعم قال حفظه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات. رواه مسلم هذا الحديث حديث ابي هريرة آآ رضي الله عنه فيه فضل الاكثار من ذكر الله وان يكون العبد ذاكرا لله بالكثرة قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا قال جل وعلا والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما وافاد هذا الحديث حديث ابي هريرة ان المكثرين من ذكر الله عز وجل هم اهل السبق وكأن الحديث يصور حال العباد المقبلين على عبادة الله كأنهم في ميدان سباق ومضمار سباق يتسابقون والله جل وعلا قال سابقوا الى مغفرة فكأنه في ميدان سباق يتسابقون بفعل الطاعات فذكر النبي النبي صلى الله عليه وسلم ان اعظمهم سبقا اهل الاكثار من الذكر المكثرون من ذكر الله سبحانه وتعالى قال سبق المفردون قالوا وما المفردون الصحابة لما قالوا هذا القول وما المفردون؟ هذا من حرص الصحابة حرص الصحابة على السبق والتسابق الى الخيرات قالوا وما المفردون قال عليه الصلاة والسلام الذاكرون الله كثيرا والذاكرات الذاكرون الله كثيرا والذاكرات فافاد الحديث ان الذاكرين الله كثيرا والذاكرات هم اهل السبق في ميدان المنافسة والتسابق لنيل رضوان الله سبحانه وتعالى والفوز بثوابه العظيم فاهل الذكر بالكثرة هم اهل السبق في هذا الميدان نعم قال حفظه الله وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون اهل الذكر فاذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا الى حاجتكم قال فيحفونهم باجنحتهم الى السماء الدنيا. قال فيسألهم ربهم عز وجل وهو اعلم وهو اعلم منهم ما يقول عبادي. قال يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال فيقول عز وجل هل رأوني؟ قال فيقولون لا والله ما رأوك قال فيقول كيف لو رأوني؟ قال يقولون لو رأوك كانوا اشد لك عبادة واشد لك تمجيدا واكثر لك تسبيحا. قال فيقول فما يسألوني؟ قال يسألونك الجنة قال يقول وهل رأوها؟ قال فيقولون لا والله يا ربي ما رأوها. قال يقول فكيف لو رأوها قال يقولون قال يقولون كانوا اشد عليها حرصا واشد لها طلبا واعظم فيها رغبة قال فمما قال فمما يتعوذون قال يقولون من النار قال يقول هل رأوها قال فيقولون لا والله يا ربي ما رأوها قال يقول فكيف لو رأوها قال يقولون كانوا كانوا اشد منها فرارا واشد لها مخافة قال فيقول قال قال فيقول فاشهدكم اني قد غفرت لهم. قال يقول ملك من الملائكة الا يقول ما لكم من الملائكة فيهم فلان ليس منهم انما جاء لحاجة قال فيقول الله تعالى هم الجلساء لا يشقى بهم جالسون رواه البخاري ومسلم هذا الحديث آآ حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه حديث عظيم جدا في فضل الذكر وعظيم شأنه عظيم ثواب اهله عند الله عز وجل وينبغي ان يعلم في هذا المقام ان الله جل وعلا غني عن ذكر الذاكرين ودعاء الداعين وعبادة العابدين وتلاوة التالين لكتابه غني عن ذلك كله. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز ولكن تأمل في هذا الحديث العظيم في خطاب الله جل وعلا للملائكة وهؤلاء الملائكة كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام في بعض الاحاديث ملائكة فظل اي زائدون على الملائكة الكتبة كتبة الاعمال ومهمة هؤلاء انهم كما جاء في هذا الحديث يطوفون في الطرق يطوفون في الطرق يلتمسون اي يبحثون عن مجالس الذكر هذه مهمتهم هذه مهمتهم والله عز وجل هو الذي وكل اليهم هذا العمل يلتمسون مجالس الذكر يطلبونها يبحثونها يبحثون عنها واذا وجدوا مجلس ذكر قالوا هلم الى حاجتكم هذا الذي تبحثون عنه هذه بغيتكم فيجتمعون ومر معنا في حديث تقدم انهم اذا وصلوا الى مجلس الذكر حفوا المجلس وحفتهم الملائكة اي احاطتهم من كل بجهادهم وكلنا يعلم ان الايمان بالملائكة من الايمان بالغيب فنحن لا نراهم لكننا على يقين من كل ما اخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم عنهم وهذا الايمان بالغيب الايمان بالملائكة يورث تمرة للمسلم ان يعنى بهذه المجالس مجالس العلم المباركة مجالس الذكر لله عز وجل النافعة فالملائكة تحيط بها من كل الجهات رضا بهذه المجالس وتعظيما لشأنها وتعلية لقدرها فيحفونهم باجنحتهم الى السماء الدنيا فيحفونهم باجنحتهم الى السماء الدنيا. هذا الحث لهم بالاجنحة الى السماء الدنيا كله حفاوة بهذا المجلس كله حفاوة به وتعظيم لشأن هذا المجلس وانه مجلس عظيم الشأن حبيبنا الى الله سبحانه وتعالى واهله اهل قرب منه سبحانه وتعالى قال فيسألهم ربهم وهو اعلم منهم اي بهؤلاء وبحال هؤلاء المجتمعين ما يقول عبادي ما يقول عبادي قال يسبحونك. قال يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك اي ان مجلسهم مجلس ذكر لله عز وجل وليس المراد بقوله يسبحونك يمجدونك يحمدونك يكبرونك اي انهم يجتمعون على ذكر جماعي واحد يقوم عليهم رجل ويقول كبروا فيكبرون بصوت واحد جماعة. احمدوا فيحمدون بصوت واحد جماعة. هذا بدعة. العمل لا اصل له. ولا وليس الحديث في هذا وهذا العمل انكره الصحابة رضي الله عنهم وعدوه من جملة البدع. مثل ما جاء في الحديث حديث عبد الله بن مسعود وهو في سنن الدارمي بسند ثابت دخل على جماعة في المسجد عليهم رجل قائم وبين يديهم حصى فيقول كبروا فيكبر مئة فيكبرون بصوت واحد مئة هللوا مائة فيهللون ويعدون بالحصى الذي امامهم فقال عدوا سيئاتكم قال عدوا سيئاتهم سيئات مع انهم يقولون سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر قال عدوا سيئاتكم فانني ضامن مع الله الا يظيع من حسناتكم شيء وقال رضي الله عنه اما انكم جئتم ببدعة ظلما او فقتم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما قالوا والله ما اردنا الا الخير قالوا هل كل من اراد الخير ادركه؟ يعني لا يدرك الخير الا من يتبع امام الخير امام الهدى صلوات الله وسلامه عليه فليس المراد بقوله يسبحونك ويكبرونك ان يجتمعوا وبصوت واحد واداء واحد يقولون سبحان الله او الحمد لله او وانما المراد ما سبق بيانه مما ذكره اهل العلم في شأن هذه المجالس اه مجالس العلم التي يذكر الله عز وجل فيها تسبيحا تحميدا تمجيدا تهليلا تعظيما تكبيرا بيانا لدينه بيانا لشرعه تفسيرا لكلامه مدارسة لاحاديث رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال فيقول هل رأوني هل رأوني وهذا فيه اثبات الرؤية رؤية الله يوم القيامة وجوه يومئذ ناضرة اي حسنة بهية جميلة الى ربها ناظرة. قال الحسن حق لها ان تكون ناظرة اي حسنة بهية وهي تنظر الى الله سبحانه وتعالى وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر فهذا فيه اثبات الرؤية هذا الحديث من جملة الاحاديث التي فيها اثبات رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة. قال هل رأوني فيقولون لا والله ما رأوك قال فيقول كيف لو رأوني كيف لو رأوني يعني هذه عبادتهم وذكرهم لله سبحانه وتعالى واقبالهم عليه واخباتهم وذلهم وخضوعهم واكثارهم من ذكرهم لربهم وهم لم يروه سبحانه وتعالى فيقول الله جل وعلا كيف لو رأوني؟ كيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا اشد لك عبادة لو رأوك كانوا اشد لك عبادة هذا اقبالهم عليك يا الله وهم لا وهم لم يروك. لكن لو رأوك لكانوا اشد لك عبادة وهذا فيه معاشر الكرام ان استشعار هذا المعنى الذي ذكره الله جل وعلا في هذا الحديث الله جل وعلا هو الذي قال هل رأوني استشعار ان المؤمنين يرون الله يوم القيامة هذا يحرك القلوب يحرك القلوب حركة عظيمة لتقبل على الله عز وجل انظر الى آآ الحديث عندما قال النبي عليه الصلاة والسلام انكم سترون ربكم يوم القيامة هذا محرك عظيم انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته. فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا صلاة الفجر وصلاة العصر فاستشعار ان المؤمنين يرون الله يوم القيامة وان هذا اكبر نعيم اذا جاء في صحيح مسلم اذا دخل اهل الجنة الجنة قال قال الله عز وجل هل تريدون شيئا ازيدكم فيقولون الم تبيض وجوهنا؟ الم تنجنا من النار؟ الم تدخلنا الجنة؟ قال في كشف الحجاب فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى الله فما اعطوه شيئا احب اليهم من النظر الى الله فهذا النظر الذي للمؤمنين يوم القيامة ينبغي ان يكون على ان يكون المؤمن على ذكر له دائما وان يحرص على البعد عن كل امر يحول بينه وبين رؤية الله يحول بينه وبين رؤية الله وان يحرص على الاستمساك بكل امر يكسبه رؤية الله يوم القيامة. ومن اعظم ذلك الصلاة الله جل وعلا قال وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناطرة ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة كلا اذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن انه الفراق والتفت الساق بالساق الى ربك يومئذ المساق. لماذا هذه الاشياء ما سبب ذلك فلا صدق ولا صلى الصلاة تحرم عدم عدم الصلاة وترك الصلاة يحرم المرء من من الرؤية. ويحول بينه وبينها. والمحافظة عليها مثل ما في الحديث ان استطعتم الا تغلبوا يكسبه هذه الرؤيا فيستشعر دائما العبد هذا الامر العظيم رؤية الله والا يأتيه في هذه الحياة صوارف الا تغلبوا في الحياة غوالب تغلب الانسان ثم تحرمه من الرؤية يوم القيامة فيحرص الا يكون هناك شيء يغلبه ويصرفه عن ان يكسب هذا الفوز العظيم. هل رأوني؟ الله يقول جل وعلا ذلك. هل يقولون لا لو رأوك كانوا اشد لك عبادة اذا الرؤية فعلا تحرك تحرك واستشعارها من اعظم محركات القلوب. استشعار الرؤية من اعظم محركات القلوب للاقبال على عبادة الله عز وجل قال لو رأوها لو رأوك كانوا اشد لك عبادة واشد لك تمجيدا واكثر لك تسبيحا قال قال فيقول فما يسألوني فما يسألوني قال يسألون الجنة يسألون الجنة ويأتي بعدها قوله فمما يتعوذون؟ قال من النار وهذا يذكرنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم بذلك الاعرابي الذي قال يا رسول الله اما والله اني لا احسن دندنتك ولا دندنة معاذ قال ما تقول؟ قال اقول اللهم اني اسألك الجنة واعوذ بك من النار. قال النبي صلى الله عليه وسلم ونحن حولها ندندن حول الجنة والنار. انت سؤال الله الجنة والاعاذة من من من النار هذه هذه المجالس المشار اليها في الحديث هي مجالس حول هذا تدندن حول النجاة من النار والفوز بالجنة واذا جلس فيها المؤمن مطمئنا حركت فيه اسباب وموجبات دخول الجنة ليفعلها وعرفته باسباب وموجبات دخول النار فليجتنبها وفي الحديث اللهم اني اسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل الذي يقرب من الجنة من الاعمال يعرف في مجالس الذكر والذي يقرب من النار من الاعمال يعرف في مجالس الذكر. فينهض منها المسلم وهو مقبل على ما يقرب من الجنة مبتعد عنا ومجانب الذي يقرب من النار فقال يسألونك الجنة. قال هل رأوها هل رأوا الجنة قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها. قال يقول فكيف لو انهم رأوها فكيف لو انهم رأوها؟ وهذا يفيد ان قراءة المسلم للايات والاحاديث التي تصف الجنة مهم جدا هذا يقرأ الايات والاحاديث التي تصف الجنة ونعيمها وما اعده الله لاهلها هذا مهم جدا لان القراءة لهذا لهذا النعيم المعد لاهل الجنة وجاءت تفاصيل كثيرة له في الكتاب والسنة ايضا يحرك القلب لان يكون من اهلها والا يحرمه شيء في الدنيا من دخولها فنعيمها هو النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول. وفيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فهذا مهم جدا هل رأوها؟ قال لا لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو انهم رأوها قال يقول لو انهم رأوها كانوا اشد عليها حرصا واشد لها طلبا واعظم فيها رغبة. هذه الامور الثلاثة هذه الامور الثلاثة التي قالها الملائكة سد عليها حرصا اشد لها طلبا اعظم فيها رغبة يستفيدها اه المسلم عندما يكثر من القراءة في نعيم الجنة في القرآن والسنة فهذه تحرك فيه الحرص والطلب الرغبة قال فمما يتعوذون قال يقولون من النار يتعوذون من النار ويسألونك يا الله ان تعيذهم من النار قال يقول وهل رأوها هل رأوا النار؟ قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا اشد منها فرارا واشد لها مخافة وهذا ايضا يفيدنا ما سبق الاشارة اليه ان القراءة عن النار والعذاب الذي فيها والوصف الذي جاء لها في القرآن والسنة يحرك في القلب خوف منها هذا الخوف من النار مطلوب من العبد والخوف من النار جزء من العبادة جزء من العبادة لان الخوف من النار يا يا يزجر العبد يزجر العبد اذا حدثته بمعصية زجرها بالنار خافي من الله قوا انفسكم واهليكم نعم نار وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون فيزجرها بذلك ولهذا يحتاج العبد ان يقف يقف على هذه النصوص ولا يقرأ في النعيم ويترك العقاب ولا يقرأ في العقاب ويترك النعيم بل يقرأ هذا وهذا. نبه عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي والعذاب الاليم. ولهذا تجد في القرآن الايات تأتي بذكر الجنة ثم ذكر النار. ذكر الجنة ثم ذكر النار هذه القراءة المتوازنة للنعيم والعقاب هي التي تحدث التوازن في العبد فيبقى بين الرجاء والخوف جامعا بين الرغبة والرهبة وهذا هو المطلوب ليس المطلوب رهبة بلا رغبة ولا رغبة بلا رهبة بل يجمع بين الامرين قال فيقول الله جل وعلا فاشهدكم اني قد غفرت لهم وهذا فيه شيء عظيم جدا ان مجالس الذكر مجالس العلم مجالس الحلال والحرام التي يبين فيها دين الله مجالس يقوم منها اهلها مغفورا لهم الله جل وعلا يقول اشهدكم يشهد الملائكة اني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم فيهم فلان ليس منهم يعني ليس من اهل هذا المجلس وانما مر فرأى هذا المجلس فاحبه فجلس قال فيقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم انما جاء لحاجة قال فيقول هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم وهذا فيه حقيقة ايظا امر مهم ان صبر النفس والزامها بمجالسة الصالحين يثمر هذا الخير العظيم لا يشقى لا يشقى بهم جليسهم جليس الصالحين جليس اهل الخير اهل الفضل لا يشقى. نفي الشقاء يفيد ماذا طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى اي انزلناه عليك لتسعد لا يشقى بهم جليسهم اي جليسهم يسعد يخرج منهم بسعادة فمجالس الخير تكسب العبد سعادة وتبعده عن الشقاء وتبصره بطريق الحق والهدى فتنهض نفسه من رقدتها وتقوم من سباتها وتستيقظ من قفلتها وتقبل على ربها ومولاها وهذا فيه ان المرء حتى وان لم يكن من اهل هذه المجالس يدخل نفسه فيها يلزم نفسه فيجلس حتى لو كان بهذه الصفة انما جاء لحاجة انما جاء لحاجة مثلا جاء يبحث عن شخص في هذا المجلس يسأله عن حاجة من حاجات الدنيا مثلا فجلس يشمله يشمله هذا الخير ولا تزال نفسه تلين وربما يتحول من هذه المرة الواحدة عندما يتذوق حلاوة مجالس الخير يتحول بدل من بدل ان كان جاء لحاجة تصبح هي حاجته فيما بعد وهي بغية وهذا يحصل كثير جدا كثير جدا يعني شخص ماشي في الحياة بعيد اصلا عن مجالس الذكر والعلم ما ما تعنيه بشيء لكن نفسه مرة مرت لحاجة وجلس فتذوق فاصبحت حاجته هي هذه المجالس وهي آآ بغيته نعم قال حفظه الله وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله ان شرائع الاسلام قد كثرت علي فاخبرني بشيء اتشبث به. قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله. رواه الترمذي وابن ماجة اتشبث به اي استمسك به. نعم هذا وما بعده يؤجل. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا انصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا