بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد قال المصنف حفظه الله في كتابه الذكر والدعاء في ضوء الكتاب والسنة ما يقول اذا اصابته مصيبة قال الله تعالى وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله واصحابه اجمعين اما بعد ما يقال عند المصيبة او ما يقوله من اصابته مصيبة اولا المصائب والابتلاء بها سنة ماضية في العباد ان الله سبحانه وتعالى يبتلي في هذه الحياة بانواع من الابتلاءات يبتلي الخير ويبتلي بالشر نبلوكم بالشر والخير فتنة فيبتلي بالصحة ويبتلي بالمرض يبتلي بالغنى ويبتليهم بالفقر يبتلي بالحزن ويبتلي بالفرح يبتلي بالبكاء ويبتلي بالضحك يبتلي بالسراء ويبتلي بالضراء وليس في الناس الا من هو مبتلى والابتلاءات انواع فهذه حال الدنيا لكن المؤمن في كل هذه التقلبات والاحوال للدنيا امره من خير والى خير ولهذا قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير وليس ذلك لاحد الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وقول الله عز وجل ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون في هذه الاية اخبر جل وعلا انه يبتلي عباده بانواع من المحن والصنوف من الابتلاءات ليتبين الصادق من الكاذب. والجازع من الصادق بشيء من الخوف والجوع الخوف من الاعداء والجوع بنقص الغذاء ونقص من الاموال وهذا يشمل جميع انواع النقص التي تلحق المال كذلك النقص في الانفس بذهاب بعض الاولاد وبعض الاقارب او بعض الاصحاب كذلك يدخل في نقص الانفس المرض الذي يصيب الانسان في في بدنه وهنا ينبغي ان نتنبه الى فائدة مهمة جدا في الباب ان حظ المرء من المصيبة وبحسب ما تحدث له من اثر بحسب ما تحدث له من اثر من اثر من رضي فله الرضا وان سخط فله السخط ولهذا اول ما ينبغي ان يبادر له المرأة في المصيبة هو الصبر الذي امتدح الله سبحانه وتعالى اهله ووعدهم باعظم بشارة قال وبشر الصابرين وبشر الصابرين بماذا لم يذكر ليتناول كل خير في الدنيا والاخرة قال عز وجل اولئك اي اهل الصبر عليهم صلوات من ربهم رحمة واولئك هم المهتدون قال عمر بن الخطاب نعم العدلان ونعمة العلاوة وكلمة انا لله وانا اليه راجعون. هذه كلمة استرجاع وهي ملجأ للمصابين وعصمة للممتحنين واذا وفق المرء في مصابه وابتلاءه الى المبادرة الى هذه الكلمة فهذا من امارات التوفيق ودلائله وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قبضت الملائكة روحه ولد عبدي المؤمن سألهم الله عز وجل او قال لهم الله قبضتم اه روح ولد عبدي قبضتم مهجة فؤاده فيقولون نعم فيقول الله عز وجل وهو اعلم ماذا قال عبدي قال فيقولون حمدك واسترجع حمدك اي قال الحمد لله واسترجع قال انا لله وانا اليه راجعون قال الله عز وجل ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد ولهذا ينبغي للمرء عند المصيبة مباشرة يحمد الله ويسترجع يقول انا لله وانا اليه راجعون قال وعن ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي واخلف لي خيرا منها الا اجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها قالت فلما توفي ابو سلمة قلت كما امرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث حديث ام سلمة رضي الله عنها انها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يصيبه مصيبة فيقول انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها الا اجره الله بمصيبته واخلف له خيرا منها هذا حديث عظيم جدا وفيه فظل الاسترجاع وعظيم ثوابه عند المصيبة عندما يبتلى المرء بمصاب يبادر الى هذه الكلمة التي آآ تقدم انها وردت في القرآن ان آآ انه يشرع لمسلم ان يقولها عند المصاب وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون وهذه الكلمة ينبغي ان نتأمل فيها انا لله وانا اليه راجعون تتضمن اصلين نافعين جدا للعبد عندما يصيبه المصاب الاول ان يتحقق العبد ويوقن ان نفسه واهله وماله وولده ملك لله فهو الذي اوجدهم وهو الذي يتصرف فيهم كيفما شاء سبحانه وهذا نستفيده من قولنا في الاسترجاع انا لله. جميعنا عبيد لله مماليك له تحت تصرفه يقضي فينا بما يشاء ويحكم فينا بما يريد والاصل الثاني ان يعلم العبد ان مصيره الى الله ومرده الى الله كما قال الله تعالى ان الى ربك الرجعى وان الى ربك المنتهى فلابد للعبد ان يخلف الدنيا وراءه ويلقى ربه فردا كما خلقه بلا اهل ولا مال ولا عشيرة وانما يأتي بالحسنات والسيئات وهذا مستفاد من قوله وانا اليه راجعون وهو اقرار من العبد بانه راجع الى الله سبحانه وتعالى وانه سبحانه سيجازيه على ما قدم فاذا قالها المصاب على هذا الوصف اعني مستحظرا المعنى محققا المدلول كان فيها اعظم النفع واكبر الفائدة له قال وعن صهيب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير وليس ذلك وليس ذاك لاحد الا للمؤمن. ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له هذا الحديث اه فيه ان المؤمن مبتلى في هذه الحياة ولابد مبتلى بالسراء ومبتلى بالظراء مبتلى بالشدة مبتلى ومبتلى بالرخاء لكن امره في ذلك كله الى خير كما اخبر عليه الصلاة والسلام قال عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان امره كله خير ثم فسر ذلك قال ان اصابته سراء شكره فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له لان المؤمن يعلم ان هذا وهذا كله ابتلاء السراء ابتلاء والضراء ابتلاء فهو في السراء يجاهد نفسه على ان يفوز بثواب الشاكرين وفي الضراء يجاهد نفسه على ان يفوز بثواب الصابرين فهو في سرائه وضرائه وشدته ورخائه فائز قال المصنف حفظه الله ما يقوله من عليه دين عن علي رضي الله عنه ان مكاتبا جاءه فقال اني قد عجزت عن مكاتبتي فاعني قال الا اعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل دينا اداه الله عنك. قال قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك ما يقوله من عليه دين الدين هم وعناء وقد قال عليه الصلاة والسلام كما في المسند لا تخيفوا انفسكم بعد امنها قالوا وما ذاك يا رسول الله؟ قال الدين الدين هم هذا الحديث العظيم فيه هذا الدعاء الذي فيه تفريج هم المدين وتيسير امره سبحانه وتعالى مهما عظم دينه ولو دعا به المدين صادقا في التجائه الى الله عز وجل دعا وهو يوقن بان الله يجيب دعاءه قضى الله دينه ولو كان كثيرا لو كان مثل الجبل الكبير كثرة فان الله سبحانه وتعالى يقضيه عنه لان عطاء الله سبحانه كلام ومنعه سبحانه وتعالى كلام انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون الحاصل ان هذا الدعاء يشرع المسلم ان يقوله اذا كان عليه دين علي رضي الله عنه جاءه مكاتب يشكو عجزه وعدم قدرته على اداء ما تحمله من مال سيده لسيده ليعتقه عجز عن جمع المال المكاتب هو الذي يعلق عتقه اه شي يضرب عليه كل شهر او كل سنة لمدة معينة ست سنوات سبع سنوات الذي يكون عليه اتفاق ويكون كل شهر مثلا يأتيهم بكذا او كل سنة يتيم مثلا يتيم بناقة او نحو ذلك قد يتسمى كتابة و هذا مكاتب جاء الى علي رضي الله عنه يشكو عجزه عن السداد والوفاء فارشده علي رضي الله عنه اه الى هذا الدعاء واخبر ان الله يقضي عنه دينه مهما كثر فينبغي على العبد ان يتلقى هذا الخبر بالتصديق والايمان وان يفعله بتصديق وايمان قوله اللهم اكفني بحلالك عن حرامك اكفني بحلالك اي اغنني بالحلال واجعلني مستغنيا به مكتفيا واغن فظلك عمن سواك اي اجعل ما تفضلت به علي من الرزق مغنا لي عمن سواك فلا افتقر الى غيرك ولا التجئ الى احد سواك وهذا فيه ان العبد ينبغي ان يكون مفوضا امره الى الله سبحانه وتعالى معتمدا عليه في كل شؤونه وجميع اموره لكن لابد مع الدعاء من بذل السبب والسعي الجاد لسداد الدين وقضاءه والحذر من المماطلة خاصة اذا كان عند الانسان شيء من المال يستطيع ان يوفي به ولو بعظ حق الدائن فاذا بذل السبب وعلم الله نصحه وصدقه وحرصه هيا له من اسباب التوفيق ما لا يحتسب روى الامام احمد في المسند عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد كانت له نية في اداء دينه الا كان الله الا كان له من الله عون وعن ميمونة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من احد يدان بدين فعلم الله منه انه يريد قضاءه الا ادى الله عنه في الدنيا فالحاصل ان العبد اذا صدق مع الله في عزمه وصلحت نيته تيسرت مروءته الملك باليسر والفرج من حيث لا يحتسب ومن صح توكله على الله تكفل الله بمعونته وسداد امره وقضاء دينه اصلح الله سبحانه وتعالى احوالنا اجمعين ووفقنا لكل خير وهدانا اليه صراطا مستقيما وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين