بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول المصنف حفظه الله تعالى في كتابه الذكر والدعاء في ضوء الكتاب والسنة الدعاء ليلة القدر قال عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله ارأيت ان علمت اي اي ليلة ليلة القدر ما اقول فيها قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين اما بعد فان ليلة القدر هي خير الليالي واشرفها واعظمها فضلها الله سبحانه وتعالى على سائر الليالي بما جعل فيها من بركة عظيمة وخير مضاعف فهي ليلة واحدة لكنها خير من الف شهر وبحساب السنوات يزيد على الثمانين سنة ولا شك ان هذا يدل على عظم شأن هذه الليلة ومكانتها العظيمة قال الله تعالى انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل امر حكيم قال تعالى انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر. سلام هي حتى مطلع الفجر في هذه الليلة المباركة كما اخبر الله سبحانه يكثر تنزل الملائكة لكثرة البركة التي جعلها الله سبحانه وتعالى في هذه الليلة لان نزول الملائكة مع تنزل البركة ووصف الله عز وجل هذه الليلة بانها سلام حتى مطلع الفجر اي انها خير كلها وسلام كلها ليس فيها شر الى طلوع الفجر وفي هذه الليلة كما اخبر الله سبحانه وتعالى يفرغ كل امر حكيم ايقدر ما يكون في تلك السنة الى ليلة القدر الاخرى وهذا يسمى التقدير السنوي وهو داخل في التقدير العام الذي هو ما كتبه الله في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والارض بخمسين الفا سنة ليلة هذا شأنها ينبغي على عبد الله المؤمن ان يكون حريصا على طلبها وتحريها والاجتهاد فيها بالدعاء والا تمر كسائر الليالي بل يكون لها شأن عظيم جدا وقوة اقبال في النفس على تحريها ونبينا عليه الصلاة والسلام امرنا بتحري هذه الليلة في العشر الاواخر من رمضان ولهذا ينصح المسلم ان ان يتحرى هذه الليلة في كل ليلة من العشر حتى ليلة ثلاثين لا يفوت ليلة الا ويتحرى فيها ليلة القدر وتكون في الاوتار اوكد لكن تتحرى في العشر كلها ويحرص المرء فيها على الاستكثار من الاعمال الصالحة وانواع القرب وكثرة الدعاء واللجوء الى الله سبحانه وتعالى ومن انفع الدعاء في ليلة القدر هذا الدعاء الذي جاء في حديث عائشة رضي الله عنها انها سألت النبي عليه الصلاة والسلام قالت ان علمت اي ليلة ليلة القدر؟ ما اقول قولها ان علمت اي ليلة ليلة القدر ما اقول؟ هذا يدل على انه متقرر عندهم ان ان ان الدعاء يتحرى فيه ان الدعاء يتحرى في تلك الليلة ويرجى فيها القبول لكن كانت تسأل ماذا تتحرى من الدعاء؟ اما تحري الدعاء من حيث هذا متقرر عندهم بهذه الليلة ولهذا ينبغي على المسلم ان يحرص على الاستكثار من الدعاء ويعتني عناية خاصة بهذا الدعاء الذي عينه النبي عليه الصلاة والسلام قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني واذا تأمل المسلم يجد ان هذا ان هذا الدعاء اه مناسب لليلة القدر غاية المناسبة مناسب غاية المناسبة لليلة القدر لانها الليلة التي يفرك فيها كل امر حكيم ويقدر فيها اعمال العباد لسنة كاملة حتى ليلة القدر الاخرى فاذا اكرم الله عبده ورزقه العافية عفا عنه في ليلة القدر وقد افلح وفاز سؤال الله عز وجل العفو هذا من من اعلى المطالب واجلهم ولهذا جاء في الترمذي ان رجلا اتى النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اي الدعاء افضل؟ قال سل الله العفو والعافية في الدنيا والاخرة ثم اتاه الغد قال يا نبي الله اي الدعاء افظل؟ قال سل الله العفو والعافية في الدنيا والاخرة فاذا اعطيت العافية في الدنيا والاخرة فقد افلحت الحاصل ان ان هذا دعاء عظيم جدا ينبغي ان يحرص المرء عليه في ليالي العشر كلها تحريا ان يصيب ليلة القدر وهو يدعو بهذا الدعاء الذي ارشد اليه النبي عليه الصلاة والسلام قال اذكار ركوب الدابة والسفر قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه قال وعن ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول للرجل اذا اراد سفرا ادنوا مني اودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا فيقول استودع الله دينك وامانتك وخواتيم عملك اذكار ركوب الدابة والسفر الدابة اي المركوب الذي يركب عليه الانسان لينتقل من مكان الى مكان وهو من النعم والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ولهذا يدخل وسائل النقل الحديثة الطائرات والسيارات والقطارات وغيرها فاذا ركب دابة من هذه الدواب يشرع له ان يقول الذكر الذي آآ يؤثر عن النبي عليه الصلاة والسلام في ركوب الدابة وايضا ما يتعلق بالسفر هناك ادعية تتعلق بالسفر بماذا يودع المسافر؟ وكيف يودعه اهله وبماذا يوصى جاء في ذلك احاديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه لا تظيع ودائعه اي انها اه انه يحفظها سبحانه وتعالى يحفظها فلا يضيع منها شيء. قال وعن ابن عمر كان يقول للرجل اذا اراد سفرا ادنوا مني اودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا فيقول استودع الله دينك وامانتك وخواتيم عملك اي اسأل الله عز وجل ان يحفظها لك اسأل الله ان يحفظها لك فكان من هديه عليه الصلاة والسلام اه الدعاء لمن اراد سفرا بالحفظ وحسن العاقبة وتيسر الامور مع الوصية ايضا له بتقوى الله عز وجل قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله اني اريد ان اسافر فاوصني قال عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف فلما ان ولى الرجل قال اللهم اطو له الارض وهون عليه السفر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله اني اريد اريد ان اسافر فاوصني قال عليك بتقوى الله هذه وصية النبي عليه الصلاة والسلام وهي لامته وهي وصية الله سبحانه وتعالى لعباده. ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله وهي خير ما يوصى به فكان اذا ودع احدا اوصاه بتقوى الله عز وجل والتكبير على كل شرف تكبير على كل شرف يعني كلما علا على جبل او على هضبة او مرتفع يكبر الله سبحانه وتعالى يكبر الله سبحانه وتعالى اذا نزل في منخفض او اماكن نازلة يسبح الله كما جاء في الحديث الاخر كنا اذا صعدنا كبرنا واذا نزلنا سبحنا اذا كان هناك هبوط ونزول في الاودية والامكنة المنخفضة يكبر واذا الصعود على الاماكن المرتفعة العالية يكبر الله سبحانه وتعالى وقيل في الحكمة آآ في التكبير ان المرء يعظم الله في هذه المواطن مواطن العلو والتي قد يصيب النفس فيها شيء من العجب او الغرور او او اشياء من هذا القبيل فيكسرها التكبير يكسرها التكبير يذلها لله سبحانه وتعالى في التكبير في الصعود شغل للقلب واللسان بتعظيم الرب واعلان انه لا اكبر منه سبحانه وتعالى وهذا يطرد عن نفسه الكبر والعجب ونحو ذلك وفي التسبيح في الهبوط تنزيه لله عن اه كل ما لا يليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى قال فلما ولى الرجل قال اللهم اطوي له الارض وهون عليه السفر وهذه دعوة عظيمة جدا يستحب ان يدعى بها للمسافر ان يهون عليه الله سفره وان يطوي عنه بعد السفر قال وعن انس رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني اريد سفرا فزودني قال زودك الله التقوى قال زدني قال وغفر ذنبك قال زدني بابي انت وامي قال ويسر لك الخير حيثما حيثما كنت هذا الحديث حديث انس رضي الله عنه في هذه الدعوات العظيمة التي يدعى بها للمسافر فهذا الرجل قال للرسول عليه الصلاة والسلام اه اريد ان اسافر فزودني قال زودك الله التقوى وهذا فيه ان تقوى الله جل وعلا هي خير الزاد كما قال الله تعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى فالتقوى هي زاد المسافر والمقيم والحال والمرتحل تلازم العبد في كل تقلباته وجميع تنقلاته قال زدني قال وغفر ذنبك اي ستر ذنبك كفر اه خطيئتك وتاب عليك قال زدني بابي انت وامي قال ويسر لك الخير حيثما كنت ويسر لك الخير حيثما كنت اي سهل لك الخير وسهل لك طرق تحصيله وسبل ميله قال وعن علي ابن ربيعة قال شهدت عليا رضي الله عنه واتي بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وانا الى ربنا لمنقلبون ثم قال الحمد لله ثلاث مرات ثم قال الله اكبر ثلاث مرات ثم قال سبحانك اني ظلمت نفسي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ثم ضحك فقيل يا امير المؤمنين من اي من اي شيء ضحكت قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ظحك وقلت يا رسول الله من اي شيء ضحكت قال ان ربك يعجب من عبده اذا قال اغفر لي ذنوبي يعلم انه لا يغفر الذنوب غيري هذا الحديث فيه جملة من الاذكار والسنن التي تتعلق بالركوب. ركوب الدابة من السنة ان المسلم اذا وضع رجله بالركاب ليصعد على ظهر الجمل او الخيل ان يقول بسم الله اول ما يضع رجله في الركاب وقل مثله اذا وضع رجله في السيارة ليصعد ويركب اذا ادخل رجله في السيارة يقول بسم الله قوله فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله مثله اذا قعد على مقعد مقعدة السيارة يحمد الله والحمد هنا في استشعار النعمة ان هذا المركوب هو فضل الله وتسخيره سبحانه وتعالى فيحمد الله على نعمته قال ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين اي مطيقين لولا ان الله سخره لنا ايضا هذا في الدواب القديمة ومثلها تماما السيارات الحديثة ووسائل النقل الحديثة هذا الحديد ما الذي جعله يتحرك لولا تسخير الله سبحانه وتعالى وتيسيره جل في علاه سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين اي اه لا نطيق ذلك ولا قدرة لنا عليه لولا ان الله سخره ويسره لنا ثم يحمد ثلاث مرات ويكبر ثلاث مرات الحمد على النعم والمنن والتكبير تعظيم لله سبحانه وتعالى المال المتفضل بهذه النعم سبحانه وتعالى ثم قال سبحانك اني كنت ثم قال سبحانك اني ظلمت نفسي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت سبحانك اي ينزهك يا الله سبحانك اي انزهك يا الله عن كل ما لا يليق بجلالك وكمالك اني ظلمت نفسي هذا قرار الظلم والتقصير والتفريط ثم بعد ذلك سؤال الله المغفرة قال فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت قال فانه لا يغفر الذنوب الا انت مثل قول الله تعالى ومن يغفر الذنوب الا الله ثم ضحك علي رضي الله عنه فسئل عن ذلك قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضحك في هذا الموطن فسألته فقال ان ربك يعجب من عبده اذا قال اغفر لي ذنوبي يعلم انه لا يغفر الذنوب غيري ولهذا ينبغي على العبد ان يركب دابته بتضامن وتذلل استشعار للنعمة ويستغفر الله سبحانه وتعالى فهكذا ينبغي ان يكون المسلم بخلاف الذي يركب مغرورا او معجبا بنفسه او نحو ذلك هذه كلها مهالك كلها مهالك لكن المؤمن يركب دابته بالتواضع والتطامن والحمد والثناء على الله والاستغفار قال وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا استوى على بعيره خارجا الى سفر كبر ثلاثة ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون. اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى. ومن العمل ما اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوي عنا بعده. اللهم انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل اللهم اني اعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والاهل واذا رجع قالهن وزاد فيهن ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون قال وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال كنا اذا صعدنا اذا صعدنا كبرنا واذا نزلنا سبحناه قال وعن انس رضي الله عنه قال فلما اشرفنا على المدينة قال اي النبي صلى الله عليه وسلم ايوبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة هذا يسمى دعاء السفر يستحب للمسلم ان ان يقوله اذا استوى على دابته على مركوبه خارجا الى سفر فانه يكبر ثلاثا ثم يقول سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون ثم يدعو بهذا الدعاء يقول اللهم اني انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى البر فعل الطاعات والترك والتقوى ترك الخطيئات اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده ان يسر لنا هذا السفر وقصر لنا المسافة وقوله اللهم انت الصاحب في السفر المراد بالصحبة هنا اي المعية الخاصة التي تقتضي المعونة والتيسير ومن كان الله معه فمما يخاف وقوله والخليفة في الاهل الخليفة من يخلف آآ من استخلفه فيما استخلفه فيه والمعنى اني معتمد عليك مفوض امري اليك في حفظ اهلي وقوله اللهم اني اعوذ بك من وعثاء السفر اي مشقة السفر وقوله وكآبة المنظر اي سوء الحال والانكسار بسبب الحزن والالم وسوء المنقلب اي الرجوع من السفر بما يحزن او يسوء في النفس او في الاهل ثم اذا رجا قال ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون ايبون اي نحن ايبون من الاوبة وهي الرجوع الى الله تائبون اي الى الله من ذنوبنا لربنا حامدون اي على نعمائه ومننه سبحانه وتعالى هذه الجملة ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون يشرع ان تقال اه اذا خرج من البلد الذي سافر اليه راجعا الى بلده ويسر ان يقولها مرة ثانية اذا وصل الى البلد واقبل على على بنيانه وحديث جابر كنا اذا صعدنا كبرنا واذا نزلنا سبحنا مر الحديث عنه ان هذا من السنة التكبير عند صعود الاشراف والاماكن المرتفعة قال ما يقوله اذا رأى قرية او بلدة يريد دخولها دخولها قال عن صهيب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها الا قال حين يراها اللهم رب السماوات السبع وما اضللن ورب الاراضين السبع وما اقلن ورب الشياطين وما اضللن رب الرياح وما ذرين؟ فانا نسألك خير هذه القرية وخير اهلها ونعوذ بك من شرها وشر اهلها او اشر ما فيها رواه النسائي في الكبرى آآ حديث صهيب فيما يقال اذا رأى القرية او البلدة يريد ان يدخلها يؤجل الى لقائنا القادم باذن الله ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير انه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين