بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين دمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات. اما بعد قال المصنف حفظه الله في كتابه الذكر والدعاء في ضوء الكتاب والسنة وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لاصحابه اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا باسماعنا وابصارنا وقواتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا رواه الترمذي الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الدعاء من الادعية العظيمة الجامعة للخير وكان من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم ان يختم به كثيرا من مجالسه كما يستفاد من قول ابن عمر رضي الله عنهما قل ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات وقولوا قل ماذا؟ يفيد ان اه كثيرا من مجالس النبي صلى الله عليه وسلم كان يختمها بهذا الدعاء قوله اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك هذا في سؤال الله سبحانه وتعالى ان يمن على العبد بنصيب من الخشية والخشية هي الخوف المقرون بالتعظيم لله ان يجعل له نصيبا منها بحيث يكون حاجزا ومانعا من الوقوع في المعاصي وهذا فيه دلالة على ان خشية الله اعظم مرادع قال الله عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء فكلما ازداد العبد حظا ونصيبا من خشية الله سبحانه وتعالى ازداد اقبالا على طاعته وبعدا عن معاصيه وكما قيل قديما من كان بالله عرف كان منه اخوف وقوله ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك اي يسر لنا الطاعة والعبادة التي هي سبب لدخول الجنة وفي الدعاء المأثور اللهم اني اسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ما قرب اليها من قول او عمل نظير ما هنا ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك قوله ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اي اقسم لنا من اليقين واليقين هو تمام العلم وكماله بان الامر طوع تدبير الله وتسخيره وانه يقضي بما يشاء ويحكم بما يريد ففيه سؤال الله عز وجل ان يقسم لعبده من اليقين ما يكون سببا لتهوين المصائب والنوازل التي تحل بالعد وكل ما قوي اليقين قوي الصبر على البلاء لعلم الموقن ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه وقوله ومتعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا وقواتنا ما حييتنا هذا فيه سؤال الله سبحانه وتعالى ان يبقي له هذه الحواس والقوى ليبقى ممتعا بها في حياته وقوله واجعله الوارث منا اجعل اجعله الظمير عائد الى التمتيع او التمتع اجعلها اجعله الوارث منا اجعل هذا التمتع بالحواس والقوى باقيا مستمرا فبان تبقى هذه الحواس صحيحة سليمة الى ان يموت العبد وقوله واجعله واجعل ثأرنا على من ظلمنا ان يوفقنا للاخذ بثأرنا ممن ظلمنا دون ان نتعدى فنأخذ بالثار من غير الظالم لان الناس منهم من اذا اخذ بالثأر اخذه من الظالم و مثلا من قرابته او من اولاده او من اه عشيرته او الى اخره في ظلم ويتعدى ويتجاوز وقوله انصرنا على من عادانا اي اكتب لنا النصر على الاعداء وقوله ولا تجعل مصيبتنا في ديننا اي لا تصبنا بما ينقص ديننا ويذهبهم من العقائد الباطلة او فعل المحرمات او التقصير في الطاعات لان المصيبة في الدين اعظم من المصائب وقوله ولا تجعل الدنيا اكبر همنا اي لا تجعل اكبر قصدنا الدنيا الانكباب عليها لان من كان اكبر قصده الدنيا فهو بماذا عن الاخرة؟ شغلته عن الاخرة وهذا يفيد ان القليل من الهم في الدنيا مما لا بد منه في في منه في المعاش امر مرخص فيه وقوله ولا مبلغ علمنا اي لا تجعل حالنا بحيث نصبح لا نفكر الا في الدنيا ولا نبحث الا في الدنيا ولا نتعلم الا امور الدنيا لا نشغل بامر الدين ابدا تعلما وتعليما فهذه من المصائب العظيمة وقوله لا تسلط علينا من لا يرحمنا اي من الكفار والفجار والظلمة الحاصلة ان هذا دعاء عظيم من جوامع ادعية النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وقل ما اه ان ان يقوم المجلس الا وختمه بهذا الدعاء قال ما يقال عند الغضب عن سليمان بن سرد رضي الله عنه قال اشتب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس واحدهما يشب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعلم اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقالوا للرجل الا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال اني لست بمجنون. رواه البخاري ومسلم ما يقال عند الغضب الغضب من الخصال الذميمة التي جاء الاسلام بالنهي عنها فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا سأله قال اوصني قال لا تغضب. فردد مرارا فقال لا تغضب وجاء في بعض روايات هذا الحديث ان هذا السائل لما كرر عليه النبي صلى الله عليه وسلم لا تغضب قال تأمنت فاذا او فكرت حين قال لي النبي صلى الله عليه وسلم لا تغضب فاذا الغضب يجمع الشر كله فالشر اه يجمعه الغضب ولهذا كثير من الشرور التي تحصل في الناس سببها ثورة الغضب والواجب على الانسان عند الغضب ان يبادر الى التعوذ من الشيطان لان الغضب من نزغ الشيطان والله والله يقول واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله فمن حصل له الغضب ينبغي له ان يبادر الى الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى من الشيطان لان الشيطان يتمكن من الانسان حال الغضب تمكنا عجيبا فيؤزه الى السب والاذى والظلم والبغي وربما القتل فاذا استعاذ المسلم بالله حفظ ووقي وكفي باذن الله سبحانه وتعالى الحاصل ان المسلم ينبغي عليه عند الغضب ان يبادر الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وعليه ايضا الا يتكلم بغير الاستعاذة يستعيذ ويكتفي بها. حتى يهدأ لان الكلام وقت الغضب لا يكون منضبطا ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا غضب احدكم فليسكت قال ذلك ثلاث مرات لانه لان الكلام وقت الغضب لا يكون لا يكون منضبطا. الذهن يكون مغلق وايضا ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الغضبان ان كان قائما ان يجلس وان كان جالسا فان يضطجع لانه ان بقي قائما ومن اغضبه امامه سينتقم منه ضربا او لطما او غير ذلك فاذا تباعد بالجلوس او الاضطجاء فانه باذن الله سبحانه وتعالى اه يسلم فانه باذن الله تعالى يسلم قال المصلي فحفظه الله ما يقال عند رؤية اهل البلاء عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك فيه وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء. رواه الترمذي هذه من السنن العظيمة المأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام والتي يشرع للمسلم ان ان يقولها وهي عندما يرى اهل البلاء يعني من رأى مبتلى باي نوع من البلاء عليه ان يحمد الله على العافية وان الله عافاه من هذا البلاء وفظله على كثير من الناس استحظر نعمة الله عليه وهذه الدعوة التي جاءت في هذا الحديث حديث ابي هريرة قال من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء لم يصبه ذلك البلاء. ففيه ان من قال هذه الدعوة العظيمة انه باذن الله سبحانه وتعالى يسلم يسلم من ان ان يصيبه ذلك البلاء ومما ينبه عليه في هذا المقام ان الواجب على المسلم ان يحذر من الشماتة باهل البلاء يحذر من الشماتة باهل البلاء لان الانسان لا يأمن ان يبتليه الله بما ابتلاهم به ولهذا يؤثر عن إبراهيم النخعي رحمه الله انه قال اني لارى الشيء اكرهه فما يمنعني من اه ان اتكلم فيه الا مخافة ان ابتلى بمثله قال الذكر عند دخول السوق عن عمر بن الخطاب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دخل السوق فقال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له الف الف حسنة ومحى عنه الف الف سيئة ورفع له الف الف درجة رواه الترمذي وابن ماجه وزاد وبنى له بيتا في الجنة السوق هو ابغض بقاع الارض الى الله كما ان احب بقاع الارض الى الله المساجد كما صح بذلك الحديث وذلك ان السوق موطن الصخب واللجج والخصومة والاصوات الغفلة وغير ذلك ولهذا شرع للمسلم ان يذكر الله ويحرص على الا يكون غافلا اذا دخل السوق وخير ما يذكر به الله سبحانه وتعالى هو التهليل كما جاء في هذا الحديث لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير قال ما يقوله لاخيه اذا قال له اني احبك عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل فقال يا رسول الله اني لاحب هذا. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اعلمته؟ قال لا قال اعلمه قال فلحقه فقال اني احبك في الله. فقال احبك الله الذي احببتنا الذي احببتني فيه الذي احببتني له رواه ابو داوود هذا من السنن العظيمة التي تقوي الاخوة الدينية والرابطة الايمانية وتزيد الالفة والمحبة بين المؤمنين لان دين الاسلام دين التحاب والتآخي والتآلف انما المؤمنون اخوة فاذا احب المسلم اخاه والحب في الله من اوثق عرى الايمان اذا احبه في الله فليعلمه بذلك وفي اعلامه بذلك تمكين للاخوة وتقوية للصلة بين المؤمنين ففي هذا الحديث حديث انس ان رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل فقال يا رسول الله اني لاحب هذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اعلم ااعلمته؟ يعني هل اخبرته بذلك؟ قال لا. قال اعلمه قال فلحقه فقال اني احبك في الله. قال احبك الذي احببتني له هذا فيه ان من السنة ان من احب شخصا في في الله عز وجل ينبغي ان يعلمه بذلك لانه اذا اعلمه تسبب في تقوية الصلة وتقوية الرابطة الايمانية وهذا مطلب شرعي من اه قال له اخوه اني احبك في الله يشرع له ان يدعو له ومن اجمل الدعاء المناسب لهذا المقام ان يقول احبك الذي احببتني له ابك الذي احببتني له قال ما يقوله لمن صنع اليه معروفا عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صنع اليهم من صنع اليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد ابلغ في الثناء رواه الترمذي ما يقوله لمن صنع اليه معروفا هذا الحديث حديث اسامة بن زيد اه رضي الله عنه قال ما ما صنع اليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد ابلغ في الثناء وقد ابلغ في الثناء آآ الاصل في من صنع اليه معروف ان يعمل على مكافأته لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صنع اليكم معروفا فكافئوه فان لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له وافضل ما يدعى له به هذا الدعاء الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بان الداعي به قد ابلغ في الثناء وهو ان يقول جزاك الله خيرا وهي كلمة عظيمة جدا جامعة بالثناء على اهل المعروف والاحسان لما فيها من اعتراف بالتقصير وعجز عن الجزاء وتفويض الجزاء الى الله ليجزيهم الجزاء الاوفى ولهذا قيل اذا قصرت يداك بالمكافأة فليقل لسانك لسانك بالشكر والدعاء وابلغ الدعاء هو هذه الدعوة العظيمة المباركة قد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال لو يعلم احدكم ما له في قوله لاخيه جزاك الله خيرا لاكثر منها بعضكم لبعض يقول رضي الله عنه لو يعلم احدكم ما له في قوله لاخيه جزاك الله خيرا لاكثر منها بعضكم لبعض قال ما يقوله في رؤية باكورة الثمر عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال كان الناس اذا رأوا اول الثمر جاءوا به الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا اللهم ان ابراهيم عبدك وخليلك ونبيك واني عبدك ونبيك وانه دعاك لمكة دعاك لمكة واني ادعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله ومثله معه قال ثم يدعو اصغر وليد ثم يدعو اصغر وليد له فيعطيه ذلك الثمر رواه مسلم هذا فيه ما يقال عند رؤية اول الثمر اول الثمر والباكورة باكورة الثمر في اول نضجه فان السنة في ذلك ان يدعى بالبركة ان يدعى بالبركة كما هو هدي نبينا عليه الصلاة والسلام فكان من هديه الدعاء بالبركة عند رؤية باكورة الثمر كان اذا اه اوتي باول الثمر والصحابة كانوا يبادرون باول الثمر يأتون به النبي عليه الصلاة والسلام فكان يدعو بالبركة اللهم بارك لنا في ثمرنا قال ما يقوله في الشيء يعجبه ويخاف عليه من العين قال الله تعالى ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله عن سهيل بن حنيف رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا رأى احدكم من اخيه او من نفسه او من ماله ما ايعجبه فليبركوا فان العين حق رواه احمد وعن ابي سعيد رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الانسان حتى نزلت المعوذات حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا اخذ بهما وترك ما سواهما رواه الترمذي وابن ماجه ما يقوله في الشيء يعجبه ويخاف عليه العين او كذلك يخشى على نفسه العجب والعجب اه داء خطير جدا اذا كان عند الانسان يعني اشياء جميلة وطيبة واملاك حسنة ودخل ودخلها واعجب بها خشي ان يصيبه عجب فليقل ما شاء الله لا قوة الا بالله لان هذه الكلمة كما يقول العلماء طاردة للعجب طاردة للعجب ولهذا يشرع للمسلم ان يقولها في في مثل هذا المقام اذا كان الشي لغيره واعجبه خشي ان يصيبه بعين فليبرك كما في حديث سهل ابن حنيف اذا رأى احدكم ما يعجبه في نفسه او ماله فليبرك عليه فان العين حق فليبرك عليه ان يدعو بالبركة. بارك الله عليه او الله بارك الله فيه او نحو ذلك وحديث ابي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الانسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا اخذ بهما وترك ما سواهما هذا فيه فضل المعوذتين عظيم شأنهما وعظيم منفعتهما وشدة حاجة العباد اليهما وانه لا يستغني عنهما احد وان المعوذتين لهما تأثير عظيم جدا في دفع العين والسحر والحسد وغير ذلك وقد تضمنت المعوذتان الاستعاذة بالله من الشرور كلها من الشرور كلها بحيث لم يبق نوع من الشرور الا وهو داخل اه تحت الا وهو داخل تحت هذا هذا التعوذ الذي اشتملت عليه آآ هاتان السورتان ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته