بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الحافظ عبدالغني المقدسي رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين في كتابه تحريم القتل وتعظيم قال اخبرنا حبيب ابن ابراهيم قال اخبرنا محمود بن اسماعيل قال اخبرنا احمد بن محمد قال حدثنا سليمان ابن احمد ابن ايوب قال حدثنا ابو زرعة الدمشقي وابو عبدالملك القرشي وجعفر بن محمد الفرابي قالوا حدثنا محمد ابن عائض قال حدثنا الهيثم ابن حميد قال حدثنا حفص بن غيلان ابو ابو معيد عن حيان ابن حجر عن ابي الغادية المزني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستكون بعدي فتن شداد خير الناس فيها مسلمو اهل البوادي الذين لا يندون من دماء الناس ولا اموالهم شيئا الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فلا نزال مع هذه الاحاديث العظيمة في تحريم القتل وتعظيمه والتي ساقها الامام عبدالغني المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه تحريم القتل وتعظيمه وفي الباب ورد عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم احاديث كثيرة جمع مع عددا كبيرا منها هذا الامام في مصنفه هذا الذي بين ايدينا ساق هنا رحمه الله تعالى حديث ابي الغادية المزني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستكون بعدي فتن شداد. هذا المعنى تقدم كثيرا في احاديث ساقها رحمه الله تعالى عن نبينا صلى الله عليه وسلم اخبارا منه بانها ستكون فتن عظيمة وكقطع الليل المظلم واخبر عليه الصلاة والسلام عن شدتها وايضا اخبر عليه الصلاة والسلام بما تكون به نجاة المرء من هذه الفتن والطريقة التي تتحقق به سلامته منها في هذا الحديث قال ستكون بعدي فتن شداد خير الناس فيها مسلمو اهل البوادي مسلموا اهل البوادي ووذلك ان هؤلاء منشغلون عن هذه الفتن بمواسيهم ورعاية رعايتها والعناية بها فلا يقحمون انفسهم بهذه الفتن بل هم منشغلون بمصالحهم عن مواشيهم ونحو ذلك وهذا الذي يصنعه هؤلاء ارشد الى نحوه كما تقدم معنا نبينا صلى الله عليه وسلم لما ذكر الفتن في حديث متقدم قال فمن كان له ماشية يذهب الى ماشيته ومن كان له ابل فليذهب الى ابله ومن كان له حائط فليذهب الى حائطه ارشد الى هذا عليه الصلاة والسلام واخبر فيما تقدم ان القاعد خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي. بمعنى ان المرأة كلما كان بعيدا عن الفتن كان ذلك اعظم في خيريته وتحقق سلامته قال الذين لا يندون من دماء الناس. اي لا يصيبهم شيء من دمائهم. و يندون اي من النداوة نداوة الدم لا يصيبهم شيء بمعنى انهم لا يقعون في شيء من اراقة الدماء وازهاق الارواح المحرمة المعصومة بل هم في عافية وسلامة من ذلك. فلا يندون من دماء الناس ولا اموالهم شيئا. اي لا قليل ولا كثير. وفي اسناد اسناد هذا الحديث عن ابن حجر وهو لا يعرف ولهذا الحديث ظعيف بسببه لكن يغني عنه في الباب احاديث كثيرة جدا تقدمت عند المصنف ذكر الفتن وذكر سبيل النجاة منها نعم. قال اخبرنا محمد بن محمد وحبيب ابن ابراهيم قال اخبرنا محمود ابن اسماعيل قال اخبرنا احمد بن محمد قال حدثنا سليمان ابن احمد قال حدثنا احمد بن شعيب النسائي قال حدثنا الحسين ابن ابن عيسى قال حدثنا عفان ابن ابن سيار عن عنبسة ابن الازهر عن سماك ابن حرب عن النعمان بن بشير قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فخفق رجل على راحلته فاخذ رجل سهما من كنانته فانتبه الرجل ففزع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لا يحل لمسلم ان يروع مسلما هذا حديث عظيم جدا في هذا الباب باب تحريم القتل وتعظيمه ساقه المصنف رحمه الله تعالى عن النعمان ابن بشير رضي الله او عنهما قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فخفق رجل على راحلته اي اصابه نوم لحقه نعاس وهو على الراحلة فاخذ رجل سهما من كنانته اخذ سهما من كنانته اي وهو نائم فانتبه الرجل ففزع فانتبه الرجل ففزع فزع ظن ان ان هذا العمل عدوان من احد جاء يعتدي عليه فقام فزعا فقال حينئذ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم ان يروع مسلما قال اهل العلم اي حتى ولو كان هازلا مازحا لان مثل هذا العمل قد يفعله بعض الناس مع رفقائهم من باب الدعابة والمزح والضحك حتى لهذا الغرض لا يجوز. لان ادخال شيء من الخوف على المسلم وترويعه هذا امر محرم جاء النهي عنه عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لمسلم ان يروع مسلما اي ان هذا الصنيع محرم لا يجوز لا يجوز للمسلم ان يروع مسلما فاذا كان لا يجوز له ان يروعه فكيف بالقتل وازهاق الروح وهذا وجه ايراد المصنف رحمه الله تعالى لهذا الحديث في هذا الباب فاذا كان مجرد الترويع لا لا يجوز مجرد الترويع لا يجوز فكيف بالقتل نفسه وازهاق الروح نعم قال اخبرنا محمد بن عبدالباقي قال اخبرنا ابو الحسن علي ابن الحسين ابن ايوب قال اخبرنا ابو طاهر عبد الغفار ابن محمد ابن جعفر المؤدب قال حدثنا محمد بن احمد بن الحسن بن الصواف قال حدثنا ابو مسلم ابراهيم ابن عبد الله البصري قال حدثنا عثمان ابن الهيثم قال حدثنا عبد الله ابن عبيد عن عديسة بنت اهبان ابن صيفي قالت لما قدم علي رضي الله عنه البصرة جاء الى ابي فقام على الباب فاخذ بعبادتي الباب فقال السلام عليكم قال عليك ورحمة الله قال الا تخرج فتعينني على هؤلاء القوم قال بلى ان شئت يا جارية ناوليني السيف تناولته السيف فوضعه في حجزه ثم قال ان خليلي وابن عمك امرني اذا كان قتال بين فئتين من المسلمين ان اتخذ سيفا من خشب واستل وهو في حجزه فقال ان شئت خرجت معك بهذا قال لا حاجة لنا فيك وانصرف ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث وهبان بن صيفي الغفاري وهو الصحابي رضي الله عنه وارضاه قال لما قدم علي البصرة قالت ابنته عديسة لما قدم علي البصرة جاء الى ابي اي اهبان فقام على الباب فاخذ بعظادتي الباب. فقال السلام عليكم. قال عليك ورحمة الله قال الا تخرج فتعينني على هؤلاء القوم قال بلى ان شئت ثم طلب من جاريته ان تأتي بالسيف وكان قد اتخذ سيفا من خشب والسيف الذي من خشب بهذه الصفة لا يفيد اطلاقا في آآ الحرب لا يفيد اطلاقا في الحرب واتخاذ سيف بهذه الصفة معناها انه لا لن يشارك. لانه اطلاقا لا يفيد فاتخاذ سيف من من خشب القصد منه انه لا يشارك. وهذا الصنيع هو تحقيق لما امر به. النبي صلى الله عليه وسلم عندما يوجد قتال بين مسلمين عندما يوجد قتال بين المسلمين وقد تقدم معنا فيما ساقه المصنف ان النبي عليه الصلاة والسلام ارشد في هذه الحال ان يأخذ المرء سيفه وان يدقه بحجر حتى يفسد السيف ولا يصبح صالحا للقتال وهذا من مما تتقى به هذه الفتن واشرت فيما سبق ان ما جاءت به الاحاديث في اتقاء الفتن التي يكون فيها القتال بين المسلمين يكون بمثل هذا بدق السيف وبالابتعاد عن اه مواطنها ان كان صاحب ابن يذهب الى ابله ان كان صاحب غنم الى غنمي ان كان صاحب حائط يذهب الى حائطه ويباعد عن موطن الفتن ولا يكون له اي مشاركة واذا كان عنده سيف فليدقه بحجر حتى يتعطل ولا يكون صالحا ووهبان رظي الله عنه لما حصلت هذه الفتن اتخذ سيفا من خشب وقال رضي الله عنه ان خليلي وابن عمك امرني اذا كان قتال بين فئتين من المسلمين ان اتخذ سيفا من خشب من يقصد بقوله ان خليلي وابن عمك اي الرسول عليه الصلاة والسلام الرسول عليه الصلاة والسلام امره بذلك اذا كان قتال بين فئتين من المسلمين ان يتخذ اه سيفا من خشب بالا يكون اي مشاركة في القتال والذي ارشد الله اليه عند وجود القتال بين فئتين من المسلمين هل هو المقاتلة مع واحدة من الفئتين او الاصلاح بينهما وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما الذي ارشد اليه سبحانه وتعالى هو الاصلاح بينهما وحسم مادة النزاع والخلاف وموجب القتال واراقة الدماء هذا الذي ارشد اليه ولهذا مر معنا الثناء العظيم على الحسن رضي الله عنه وعد في مناقبه العظيمة ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن ان الله عز وجل يصلح به بين طائفتين من المسلمين فهذا الذي يحبه الله ويحبه رسوله صلى الله عليه وسلم. فالحاصل انه اتخذ سيفا من خشب لما وجد هذا القتال بين فئتين من المسلمين حتى لا يكون منه اي مشاركة حتى لا يكون منه اي مشاركة وهذا الذي فعله جاء في غير ما حديث فعله غير واحد من الصحابة منهم عبد الله بن سلام ومنهم محمد بن مسلمة واهبان كما في هذا الخبر في اخرين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رواه الترمذي عن علي عديسة ابنة اهبان اه آآ ذكر في كتب الرجال انها مقبولة والمقبول لا يقبل حديثه اذا تفرج لكن اذا وجد من يتابعه فانه يتقوى حديثه ووجد من تابعها على ذلك فالحديث ثابت نعم قال رواه الترمذي عن علي ابن حجر عن اسماعيل ابن ابراهيم ورواه ابن ماجة عن محمد ابن بشار عن صفوان بن عيسى كلاهما عن عبدالله بن عبيد وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه الا من حديث عبدالله ابن عبيد نعم. قال اخبرنا محمد بن عبدالباقي قال اخبرنا ابو الفضل احمد بن الحسن بن خيرون قال اخبرنا الحسن بن احمد بن ابراهيم قال اخبرنا عبد الله بن اسحاق ابن ابراهيم ابن الخرساني قال حدثنا عبد الله بن الحسن قال حدثنا عفان عن حماد بن سلمة قال حدثنا علي ابن زيد عن ابي عثمان النهدي عن خالد بن عرفطة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا خالد انها ستكون فتنة انها ستكون فتنة وفرقة واختلاف فاذا كان ذلك فان استطعت ان تكون المقتول للقاتل فافعل رواه الطبراني عن علي ابن عبد العزيز عن عفان وعن علي ابن عبد العزيز وابي مسلم الكوشي عن حجاج بن المنهال وعن المقدام وعن المقدام بن داود عن اسد بن موسى كلهم عن حماد بن سلمة نعم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن خالد ابن عرفة رظي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا خالد انها ستكون فتنة وفرقة واختلاف فاذا كان ذلك فان استطعت ان تكون المقتول للقاتل فافعل اذا استطعت ان تكون المقتول للقاتل فافعل وهذا الحديث جاء في معناه احاديث كثيرة جدا اعني اخبار النبي عليه الصلاة والسلام عن امر مقدر سيقع في المستقبل. وهذا من ايات النبوة وعلاماتها ان اخبر عليه الصلاة والسلام عن امور او امر يقع في المستقبل ثم يقع طبقا لما اخبر عليه الصلاة والسلام ولما اخبر بوقوع هذه الفتنة ووقوع الفتن ايظا ارشد الى الحل والى خرج ولهذا تجد احاديث الفتن احاديث الفتن في الغالب تذكر الفتنة ويذكر معها المخرج وسبيل النجاة مثلا انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. كانه قيل ما المخرج ما النجاة؟ قال فعليكم بسنتي. هذا هو المخرج وهذا هو السبيل ان النجاة وهنا اخبر بنوع من الفتن فيها اراقة دماء فيها قتال وارشد الى المخرج وهو الا يكون من المرء مشاركة فيها بالقتال وازهاق الارواح المسلمة المعصومة حتى لو اقتضى الامر ان اه يقتل فليكن عبد عبد فليكن عبد الله المقتول للقاتل وقد مر معنا سابقا ان نبينا عليه الصلاة والسلام قال ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من السعي فان ادركتك فان ادركتك فكن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل وفي بعض الاحاديث المعنى نفس نفسه لكن بصيغة اخرى فكن خير ابني ادم وخير ابني ادم ما هو؟ المقتول لا القاتل فكن خير ابني ادم اي كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل فالى هذا ارشد عليه الصلاة والسلام الا يدخل في قتال وان قتل فهو على خير ان قتل فهو على خير ما دام انه لم يشارك ما دام انه لم يشارك لم يحمل سيفا للقتال والمقاتلة في الفتن وهذا الحديث الذي بين ايدينا اسناده ضعيف من اجل علي ابن زيد وهو ابن جدعان وهو ضعيف فالحديث ضعيف لكن يغني عنه بمعنى احاديث كثيرة سبق ان تقدمت عند المصنف رحمه الله تعالى وهي صحيحة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم. قال اخبرنا عبد الله والمبارك قال اخبرنا عبد القادر قال اخبرنا عبد الحق قال اخبرنا عمي قال اخبرنا الحسن بن علي قال اخبرنا احمد بن جعفر قال حدثنا عبد الله قال حدثني ابي قال حدثنا زيد ابن الحباب قال اخبرني سهل ابن ابي الصلت قال سمعت الحسن يقول ان عليا رضي الله عنه بعث الى محمد بن مسلمة يجيء به وقال ما خلفك عن هذا الامر قال دفع الي ابن عمك يعني النبي صلى الله عليه وسلم سيفا فقال قاتل به ما قاتل العدو. فاذا رأيت الناس يقتل بعضهم بعضا اعمد به الى صخرة فاضربه بها ثم الزم بيتك حتى تأتيك منية قاضية او يد خاطئة قال خلوا عنه ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث في اه خبر محمد بن مسلمة رضي الله عنه وهو ان عليا آآ جاء اليه وقال ما خلفك عن هذا الامر؟ ما خلفك عن هذا الامر قال دفع الي ابن عمك يعني النبي صلى الله عليه وسلم سيفا فقال قاتل به ما قاتل العدو يعني ما دام قائم بين المسلمين والكفار فاستعمل هذا السيف في هذا الغرض ما قوتل العدو اي ما دام القتال قائم بين المسلمين والكفار. قال فاذا رأيت الناس اي رأيت المسلم يقتل بعضهم بعضا فحينئذ توقف ولا تستعمل هذا السيف بل اعمد به الى صخرة فاظربه بها ثم الزم بيتك حتى تأتيك منية قاضية وهي الموت او يد خاطئة من ايدي هؤلاء الذين في الفتنة يقع منه قتل لك المهم ان لا يكون منك مشاركة في هذه الفتن التي يكون فيها قتل بين اه مسلمين ومسلمين. ومحمد بن مسلمة كما جاء في بعض الروايات في في مثل هذه الفتنة اتخذ سيفا من من خشب. هو واهبان كما تقدم وعبد الله بن سلام في اخرين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال اخبرنا عبد الله بن محمد والمبارك بن علي قال اخبرنا عبد القادر بن محمد قال اخبرنا عبد الحق قال اخبرنا عمي قال اخبرنا الحسن بن علي قال اخبرنا احمد بن جعفر قال حدثنا عبد الله قال حدثني ابي قال حدثنا علي ابن بحر قال حدثنا محمد ابن حمير عن ثابت عن عجلان قال سمعت ابا كثير المحاربي يقول سمعت قرشة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون من بعد فتنة النائم فيها خير من اليقظان والقاعد خير من القائم والقائم فيها خير من الساعي فمن اتت عليه فليمشي بسيفه الى صفا فيضربه بها حتى ينكسر ثم ليضطجع ثم ليضجع لها حتى تنجلي عمنجلت نعم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث وقد تقدم عند المصنف رحمه الله تعالى برقم اثنين واربعين. ومضت الاشارة هناك الى ضعف اسناده من اجل آآ جهالة في ابي كثير المحارب واما المعنى الوارد في الحديث فهو صحيح جاء معناه في احاديث الصحاح كثيرة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي اخر هذا الحديث قال ثم ليضطجع لها حتى تنجلي عمنجلت. حتى تنجلي عمن تنجلي اي تنكشف ويظهر امرها واشرت في اه اه الموطن الاول الذي ساق فيه المصنف رحمه الله ان الفتن اول ما تجيء لا لا يكون امرها ظاهرا للناس من حيث مضرتها وخطورتها وعظم المفاسد المترتبة عليها لا يكون ظاهرا الناس لانها تتزين يزينها الشيطان وتأتي كما جاء في الحديث اه كقطع الليل المظلم وما كان كذلك لا يتبين امره. لكن اذا انتهت وان قظت تبين امرها للجميع وظهر ما فيها من مفاسد مضرة عظيمة ونقلت لكم اه هناك كلاما عظيما لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى اعيده مرة ثانية لعظيم اهميته. يقول رحمه الله والفتن انما يعرف ما فيها من الشر اذا ادبرت فاما اذا اقبلت فانها تزين ويظن ان فيها خيرا فاذا ذاق الناس ما فيها من الشر والمرارة والبلاء صار ذلك مبينا لهم مضرتها. وواعظا لهم ان يعودوا في مثلها انتهى كلامه رحمه الله تعالى فالحاصل ان هذه حال الفتن اذا اقبلت لا يتبين امرها لاكثر الناس وانما الذي يدرك خطرها يدرك خطرها اهل العلم والبصيرة واما عوام الناس وجهالهم ففي الغالب الا من عافاه الله تجرفهم هذه الفتن لان انها تزين آآ يحسنها الشيطان في اعين الناس يظنون ان من ورائها خيرا. فاذا انجلت انكشف امرها وظهر للجميع نعم نعم قال اخبرنا وبه قال حدثنا عبد الله قال حدثني ابي قال حدثنا يزيد ابن قال حدثنا يزيد ابن الحباب قال اخبرني قال حدثنا زيد بن الحباب قال اخبرني سهل بن ابي الصلت قال سمعت الحسن يقول ان عليا بعث الى محمد ابن ابن مسلمة يجيء بي فقال ما خلفك عن هذا الامر؟ قال دفع الي ابن عمك يعني النبي صلى الله عليه وسلم سيفا قاتل به ما قاتل العدو. فاذا رأيت الناس يقتل بعضهم بعضا تعمد به الى صخرة فاضربه بها ثم الزم بيتك حتى تأتيك منية قاضية او يد خاطئة قال خلوا عنه نعم تقدم قال قال وبه قال حدثنا عبد الله قال حدثني ابي قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا زياد ابن مسلم عمر قال حدثنا ابو الاشعث الصنعاني قال بعثنا يزيد بن معاوية الى ابن الزبير فلما قدمت المدينة دخلت على فلان نسي زياد اسمه فقال ان الناس قد صنعوا ما صنعوا فما ترى؟ قال اعطاني خليلي ابو القاسم ان ادركت شيئا من هذه الفتن فاعمد الى احد فاكسر به حد سيفك ثم اقعد في بيتك قال فان دخل عليك احد الى البيت فقم الى المخدع فان دخل عليك المخدع فاجت على ركبتيك وقل بوء بإثمي واثمك فتكون من اصحاب ابي النار وذلك جزاء الظالمين. فقد كسرت حد سيفي فقعدت في بيتي. نعم هذا الحديث له عديدة تقدمت وهو مسلك عملي قام به هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم ارشدهم اليه رسول الله صلى الله الله عليه وسلم عندما تكون الفتن التي يكون فيها قتال بين مسلمين ومسلمين فارشد في مثل هذا الى ان يضرب حد السيف بحجر حتى يتعطل ولا يصبح صالحا اه القتال فصنع هذا الذي ارشد اليه واوصاه به رسول الله صلى الله عليه وسلم فكسر سيفه عدا في بيته متقيا بذلك الفتن نعم قال اخبرنا ابو محمد عبد الله ابن منصور ابن هبة الله الموصلي قال اخبرنا ابن الطيوري قال اخبرنا العتيقي قال اخبرنا قال اخبرنا النسوي قال حدثنا جدي قال حدثنا حبان قال قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا حماد بن سلمة عن ابي عمران الجوني عن عبدالله بن الصامت عن ابي ذر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا ابا ذر كيف تفعل اذا جاع الناس؟ حتى لا تستطيع ان تقوم من فراشك الى مسجدك ومن مسجدك الى فراشك فقلت الله ورسوله اعلم قال تعفف ثم قال كيف تصنع اذا مات الناس؟ حتى يكون البيت بالوصيف قلت الله ورسوله اعلم قال تصبر قال كيف تعمل؟ اذا اقتتل الناس حتى يغرق حجر الزيت حتى يغرق حجر الزيت قلت الله ورسوله اعلم. قال تأتي من انت منه فقلت ارأيت ان اتى علي؟ قال تدخل بيتك قلت افرأيت ان اتى علي؟ قال خشيت قال ان خشيت ان يبهرك شعاع السيف فالق طائفة ردائك على وجهك يبوء باثمك واثمي. فقلت افلا احمل السلاح؟ فقال اذا تشركه نعم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي ذر رظي الله عنه اه فيما ارشده اليه النبي صلى الله عليه وسلم ان يكون عليه عندما تكون الفتن و اه آآ لهذا كما ذكرت نظائر كثيرة تقدمت يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان الفتن ستكون وتقع ثم يرشد الى ما يكون به المخرج منها فهنا اخبر صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث بان قتالا سيقع بين الناس والمقصود بالناس المسلمين اقتتال بين الناس حتى يغرق حجر الزيت وهذا موطن اي بالدماء اي بالدماء من كثرة ما تزهق الارواح مسلمة والنفوس معصومة في قتال يكون بين اه اه مسلمين ومسلمين فقال كيف تعمل اذا اقتتل الناس حتى يغرق حجر الزيت؟ قلت الله ورسوله اعلم. آآ قال تأتي من انت من فقلت ارأيت ان اوتي علي يعني تلزم مكانك تلزم بيتك لا تذهب الى موطن آآ القتال ومكان الفتن قال تدخل بيتك؟ قال ان ان دخل علي في بيتي ان دخل علي في بيتي قال ان خشيت ان يبهرك شعاع السيف فالقي طائفة من ردائك على وجهك والمعنى المراد هنا كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل. كن خير ابني ادم انبهرت شعاع السيف فغطي وجهك برداء فيبوء باثمك واثمه قلت الا احمل السلاح؟ قال اذا تشركه اذا حملت السلاح فالذي ارشد عليه الصلاة والسلام في مثل هذه الفتن هو القاء السلاح وعدم الدخول في اه في مثل هذه الفتن. نعم قال وبه اخبرنا عبد الله عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن ابي بردة ابن ابي موسى طال مررنا بالربذة فاذا فسطاط وخباء فقلت لمن هذا فقيل لمحمد بن سلمة فدخلت عليه فقلت يرحمك الله الا تخرج الى الناس فانك من هذا الامر بمكان يسمع منك فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انه ستكون فتنة وفرقة فاضرب بسيفك عرض او عرظ احد وكسر نبلك وقطع وترك واقعد في بيتك قال قد فعلت ما قد فعلت ما امرني واذا بسيف معلق بعمود الفسطاط بعمود الفسطاط فانزله وسسى له فاذا سيف من خشب ثم قال قد فعلت بسيف ما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا اعد اهيب به الناس نعم هذا الحديث فيه خبر محمد وهو ابن مسلمة وقد تقدم اه معنا آآ ان انه رضي الله عنه وارضاه تجنب الفتن تجنب الفتن ولم يدخل في في شيء منها وكان على هذا المسلك عدد كبير من اكابر اصحاب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام مر سابقا اشارة الى اه جملة منهم وذكر اسماء جملة منهم رظي الله عنهم وارظاهم في هذا الحديث انه اتخذ سيفا من خشب وان الذي ارشده الى ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الصنيع كما اشرت سابقا فعله غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم بارشاد وتوجيه من لله صلى الله عليه وسلم نعم قال اخبرنا ابو محمد عبدالله بن منصور بن هبة الله قال اخبرنا المبارك بن عبدالجبار بن احمد قال اخبرنا ابو الحسن احمد ابن محمد ابن احمد العتيقي قال اخبرنا ابو يعقوب اسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان بن سفيان قال حدثنا جدي قال حدثنا ابان قال اخبرنا عبد الله بن المبارك قال اخبرنا معمر عن اسحاق بن راشد عن عمرو بن وابسة الاسدي عن ابيه قال اني لبالكوفة في دار اذ سمعت على باب الدار السلام عليكم االج؟ فقلت وعليك السلام فلج فلما دخل اذا اذا هو عبد الله ابن المبارك فقلت يا اذا هو اذا هو عبد الله ابن ابن مسعود رضي الله عنه فقلت يا ابا عبد الرحمن اي ساعة زيارة اي ساعة زيارة هذه؟ وذلك في نحر الظهيرة قال طال علي النهار فذكرت من اتحدث اليه قال فجعل يحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدثه ثم انشأ يحدثني قال سمعت يقول تكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع والمضطجع فيها خير من القاعد والقائد فيها خير من الماشي. والماشي خير من الراكب والراكب خير من الجار قتلاها كلها في النار. نعم الى تمام الحديث ويؤجل الكلام عليه الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا لن ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله. نسأل الله جل في علاه ان يعيذنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن. وان وان يحقن دماء وان يحفظهم في انفسهم واهليهم واعراضهم واموالهم وان يصلح لنا اجمعين شأننا كله وان لا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء. وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاك الله خيرا