بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الحافظ عبدالغني المقدسي في كتابه تعظيم تعظيم القتل وتحريم قال اخبرنا ابو محمد عبدالله بن منصور بن ابن هبة الله قال اخبرنا المبارك بن عبدالجبار ابن احمد قال اخبرنا ابو الحسن احمد بن محمد بن احمد العتيقي قال اخبرنا ابو يعقوب اسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان قال حدثنا جدي قال حدثنا حبان قال اخبرنا عبد الله ابن المبارك قال اخبرنا معمر عن اسحاق عن اسحاق ابن راشد عن عمرو بن وابصة الاسدي عن ابيه قال اني لبالكوفة في داري اذ سمعت على باب الدار السلام عليكم االج فقلت وعليك السلام تلج فلما دخل اذا هو عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه فقلت يا ابا عبد الرحمن اي ساعة زيارة هذه وذلك في نحر الظهيرة قال طال علي النهار فذكرت من اتحدث اليه قال فجعل يحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدثه ثم انشأ يحدثني قال سمعته يقول تكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع والمضطجع فيها خير من القاعد والقاعد فيها خير من الماشي والماشي خير من الراكب والراكب خير من الجار قتلاها كلها في النار قلت يا رسول الله ومتى ذلك قال ذلك ايام الهرج قال قلت ومتى ايام الهرج قال حين لا يأمن الرجل جليسه قال قلت فبما تأمرني اذا ادركت ذلك قال اكف نفسك ويدك وادخل دارك قال قلت يا رسول الله ارأيت ان دخل علي داري قال فادخل بيتك قال فقلت افرأيت ان دخل علي بيتي قال فادخل مسجدك ثم اصنع هكذا ثم قبض بيمينه على الكوع وقال وقل ربي الله حتى تقتل على ذلك الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا المجلس خاتم المجالس في هذا الكتاب المبارك كتاب تحريم القتل وتعظيمه للامام عبد الغني المقدسي رحمه الله تعالى وهو كتاب كما عرفنا نفيس في بابه نافع جدا في موضوعه وموضوع الكتاب موظوع جليل وعظيم القدر وتمس حاجة الناس الى الوقوف على هذه الاحاديث العظيمة الثمينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحريم القتل وتعظيمه والاحاديث في هذا الباب كثيرة جدا والمصنف رحمه الله تعالى ساق جملة مباركة وطرفا نافعا من هذه الاحاديث المروية عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهذا الحديث حديث وابسة الاسدي يرويه عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه في قصة كانت بين يدي رواية هذا الحديث والقصة يفيد منها طالب العلم الاطلاع على حال السلف الصحابة ومن اتبعهم باحسان في حفظ اوقاتهم وجمال مجالسهم فهي فهي مجالس محفوظة بالعلم والمذاكرة وتذاكر احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء ابن مسعود وابسة في نحر الظهيرة يعني وقت اشتداد الشمس ولعله في نهار صائف لانه قال طال النهار علي فذكرت من اتحدث اليه فذكرت من من اتحدث اليه فجاء لي المؤانسة وملء الفراغ بالنافع على خلاف كثير من المجالس اللقاءات التي تمضى في غير النافع وربما تمظى عياذا بالله في الدار من غيبة او نميمة او سخرية او غير ذلك قال فجعل يحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدثه فهكذا آآ مجالسهم عامرة بالمذاكرة والسماع الاحاديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال وابصة ثم انشأ يحدثني اي ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعته اي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع والمضطجع فيها خير من القاعد والقاعد فيها خير من الماشي والماشي خير من الراتب والراكب خير من الجاري هذا التفصيل الذي جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وفي احاديث اخرى عديدة مر جملة منها عند المصنف رحمه الله تعالى تفصيل مقصود ويرادوا بهذا التفصيل ان مباعدة الناس عن الفتن على تفاوت مباعدتهم عن الفتن على تفاوت ليسوا في المباعدة على درجة واحدة وهذا التفصيل يفيد ان المرأة كلما كان اشد مباعدة عن الفتن فهو خير له وانه كلما كان اقرب الى الفتن فهو اقرب الى الشر والهلاك فالخير في تجنبها ولهذا صح في حديث اخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال انما السعيد من جنب الفتن فربط السعادة بتجنب الفتن والبعد عنها ومفهوم المخالفة للحديث ان الاستشراف للفتن والتطلع لها شقاء وهلاك وان كان الداخل فيها بسبب تزين الفتن للناس يظن نفسه فيها على خير وهو على شر ويظن نفسه على هدى وهو على ظلال فالسعادة والنجاة والسلامة انما تكون باتقاء الفتن وكلما كان الاتقاء والبعد عن الفتن اكثر كان ذلك اعظم في خيرية المرء وتحقق نجاته قال المضطجع فيها اي الفتن خير من القاعد فقال النائم فيها خير من المضطجع لاحظ النائم والمضطجع كلاهما مستلقن على فراش لكن النائم اكثر بعدا اكثر بعدا والمضطجع خير من القاعد والقاعد خير من الماشي والماشي خير من الراكب والراكب خير من الجاري اذا هذا تفاوت في احوال الناس مع الفتن فكلما كان المرء ابعد كان ذلك اخير له وكلما كان اقرب الى الفتن كان ذلك شرا ووبالا عليه قال قتلاها كل اه قتلاها كلها في النار قتلاها اي هذه الفتن كلها في النار هذا بناء على ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام اذا انتقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا هذا القاتل فما بال المقتول قال لانه كان حريصا على قتل صاحبه لانه كان حريصا على قتل صاحبه قال قلت يا رسول الله ومتى ذلك؟ يعني متى تكون هذه الفتنة؟ قال ذلك ايام الهرج ذلك ايام الهرج قلت ومتى ايام الهرج قال حين لا يأمن الرجل جليسه حين لا يأمن الرجل جليسه وهذه الصفة التي ذكرت هنا حين لا يأمن الرجل جليسه هذا يقع عند اشتداد الفتن سبحان الله الفتنة اذا اشتدت واستحكمت فان الامر لدى الناس يظلم تماما ولهذا وصفت الفتنة كما تقدم معنا بانها كقطع الليل المظلم ووصفت بانها صماء بكماء عمياء فتختل الامور وتنقلب الموازين ويضيع الامن يضيع الامن حتى ان المرء عند اشتدادها ربما خاف من اقرب قريب ومن جلسائه ومن الفهم والفوه قال حين لا يأمن الرجل جليسه قال قلت فبما فبما تأمرني اذا ادركت ذلك انتبه لهذا السؤال انتبه وفقك الله لهذا السؤال قال فبم تأمرني ولو فتشت في احاديث الفتن التي مر طرف منها وما لم يمر في دواوين السنة فالباب كثير تجد ان هذا السؤال متكرر عندما يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الفتن يسأل الصحابة رضي الله عنهم عن المخرج عن سبيل النجاة اذا ادركتهم هذه الفتن كيف يصنعون؟ ماذا نصنع وهذا السؤال مطلوب وسؤالهم عنه هو من كمال حرصهم وخيريتهم رضي الله عنهم وارضاهم طلبهم للنجاة والسلامة من الفتن واحيانا يأتي في بعض الاحاديث يذكر عليه الصلاة والسلام الفتن ويجيب قبل ان يسأل يجيب قبل ان يسأل صلى الله عليه وسلم مثل قوله في حديث العرباظ ابن سارية رضي الله عنه انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا وكأنه قيل ما المخرج؟ يا رسول الله عندما يكون الاختلاف الكثير فاجاب دون ان يسأل قال فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ قال فبم تأمرني اذا ادركت ذلك قال اكف نفسك ويدك اكفف نفسك ويدك ذكر امران مطلوب كف مطلوب كفهما في الفتن كف النفس وكف اليد كف النفس من ان تخوض في الفتن كلاما وتحدثا وتهييجا واثارة وبذرا للفتن واذاعة لها قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه واثره هذا رواه البخاري في الادب المفرد بسند جيد قال انها ستكون فتن متماحلة ردحا فلا تكونوا مذاييع فلا تكونوا مذايع فلا تكونوا عجلا مذاييع بذرا فلا تكونوا عجلا مذايع بذرا اياكم والعجلة بل عليكم بالاناة واياكم واذاعة الفتن واشاعتها وزماننا هذا في هذا الباب باب اذاعة الفتنة ونشرها لم يوجد في اي زمان سابق وفي اي وقت مضى فمن اراد من اهل الفتنة ان يذيع فتنة لا يكلفه الا ان يتحدث قليلا او يكتب قليلا ثم يضغط زرا في جهاز يحمله معه فيصل الى الدنيا في لحظة واحدة وهذا لم يوجد في فيما آآ في وقت مضى ومن كان مذياعا للفتنة فصنيعه هذا صنيع شر لا خير فيه الفتن لا تذاع ولا تشاع بل تطمر وتدفن وتوأد في في مهدها ولا يعين المرء في ساعتها وتهييجها بلسانه ومن شارك فيها بلسانه فهو مشارك في الفتنة. حتى وان لم يشارك بيده بل ان نكاية اللسان في اثارة الفتن اشد من اليد وخطره اعظم وانكى فالواجب في الفتن كف اللسان لا يكون لسان الانسان مذياعا للفتن يشيعها ينشرها وقد ربى الله سبحانه وتعالى في القرآن عباده على البعد عن هذه الاذاعة للفتن. قال جل وعلا واذا جاءهم امر من الامن او الخوف ماذا فباعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا وقول علي رضي الله عنه بذر اي اي بذرة للفتن بذرة للفتن فمن الناس من له مساهمة في بذر الفتنة وايقادها واشعالها وهذا كله شر هذا كله شر ومضرة عظيمة وكثير من الفتن التي تقع ولا تزال تقع يكون من من ورائها احيانا شخص واحد يبذر الفتنة ويتفنن في في ايقادها ويسعى عليها حتى تنشب بين اه بين الناس قال اكفف نفسك ويدك واليد امرها خطير جدا في الفتن امرها خطير جدا في الفتن والمراد بكف اليد اي عن الاذى. وان تمس احدا من الناس بادنى اذى فضلا عن ان يكون ان يكون من المرء قتلا لارواح مسلمة وانفس معصومة قال وادخل دارك ودخول الدار اه مباعدة عن الفتن واحد السلف له كتاب جمع فيه في الاحاديث الواردة في هذا الباب سماه فضل السكوت ولزوم البيوت فضل السكوت ولزوم البيوت ابن البنا الحنبلي لابن البنا الحنبلي هذا جاء هذا المعنى جاء في احاديث جاء في احاديث السكوت بالا يشارك في الفتنة بلسانه لا يشارك فيها بيده بل يباعد عنها ويتقيها ويجتنبها ما استطاع الى ذلك سبيلا قال قلت يا رسول الله ان دخل علي داري او دخل علي دار وهذا كله من الدقة في الحرص على البعد من الفتن والنجاة منها قال فادخل بيتك الدار اوسع من البيت قال ادخل بيتك فقال افرأيت ان دخل علي بيتي؟ قال فادخل مسجدك ولعل المسجد هنا يعني الموضع الذي خصصته او عينته في بيتك ليكون مصلى لك تصلي فيه والمراد بالصلاة هنا النافلة لان الفريضة مكانها بيوت الله في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها ان يذكر فيها اسمه قال ثم اصنعها هكذا ثم قبض بيمينه على الكوع وقل ربي الله حتى تقتل على ذلك تقتل كافا يدك عن الفتنة وتكون عبد الله المقتول ولا تكون عبد الله القاتل وانت اه ايظا على حال عظيمة من ذكر لله وتعظيم له سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله قال اخبرنا علي ابن ابراهيم قال اخبرنا عبد الصبور ابن عبد السلام الهرويج قال اخبرنا محمود بن القاسم الازدي قال اخبرنا عبد الجبار بن محمد الجراحي قال اخبرنا محمد بن احمد بن محبوب المرزوي المروزي قال حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا ابو عمار الحسين ابن حريث قال حدثنا الفضل ابن موسى عن الحسين بن واقد عن يزيد الرقاشي قال حدثنا ابو الحكم البجلي قال سمعت ابا سعيد الخدري وابا هريرة رضي الله عنهما يذكران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو ان اهل السماء واهل الارض اشتركوا في دم مؤمن لاكبهم الله في النار قال ابو عيسى هذا حديث غريب وابو الحكم البجلي هو عبدالرحمن بن ابي نعيم ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث آآ عن ابي هريرة رضي الله عنه وابي سعيد الخدري رضي الله عنه يذكر ان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لو ان اهل السماء واهل الارض اشتركوا في دم مؤمن لاكبهم الله في النار لاكبهم الله في النار الحديث تقدم سابقا عند المصنف رحمه الله تعالى من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ومضى هناك الكلام على معناه نعم قال اخبرنا حبيب ابن ابراهيم بن عبدالله الصوفي قال اخبرنا ابو علي طه الحسن بن احمد الحداد المقرئ قال اخبرنا احمد بن عبدالله قال حدثنا ابو بكر احمد بن يوسف بن ابن خلاد قال حدثنا الحارث ابن ابي اسامة التميمي قال حدثنا ابو عبد الرحمن المقرئ قال حدثنا عبد الرحمن ابن زياد عن يزيد ان ان يعقوب المعافرين عن عبد الله ابن يزيد عن عبدالله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله اظن بدم عبدي عبده المؤمن من احدكم بكريمة ماله حتى يقبضه على فراشه ثم اورد رحمه الله هذا الحديث حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله اظن بدم عبده المؤمن من احدكم بكريمة ما له حتى يقبضه على فراشه اي مثل ما يظن احدكم نفيس ماله والغالي من المال عنده فالله اظن بدم عبده المؤمن من ذلك ان يأبى سبحانه وتعالى على عبده البلاء فيحييه في عافية ويميته في عافية يحييهم في عافية ويميته في عافية ولكن الحديث ان لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام الابتلاء حاصل المؤمن واشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل والابتلاء تمحيص للعبد ورفعة لدرجاته ومن قتل شهيدا في سبيل الله فهذا عبد اصطفاه الله ويتخذ منكم شهداء. هذا اصطفاء واجتبا تعلو به درجة العبد منزلته عند الله سبحانه وتعالى. ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وفي اسناد هذا الحديث عبد الرحمن ابن زياد وهو الافريقيا ضعيف وضعف الحديث بسببه نعم قال اخبرنا عبد الله بن منصور بن الموصلي قال اخبرنا المبارك بن عبدالجبار قال اخبرنا احمد بن محمد العتيقي قال اخبرنا ابو يعقوب اسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان قال حدثنا جدي قال حدثنا حبان قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا ابو جعفر عن هارون بن سعد قال لقي الحنتف ابن السجف عبيشة ابن دلجة باهل الشام بالربدة فقاتلهم فهزمهم ثم دخل الحنتف المدينة فلقي ابن عمر فقال يا ابن عمر ما يبطئ بك عن عن ابن الزبير الم يكن اخاك قديما فان الناس قد ابطئوا عنه لابطائك فقال ان ابن الزبير وضع يده في قة وهل تدري ما قة قال لا قال الم تر المرأة قال الم تر المرأة ترضع ولدها حتى اذا روى او شبع سلخ فوظع يده في فيه قالت ام قه واني والله لاكونن مثل الجمل الرداح وهل تدري ما الجمل الرداح قال لا قال هو البعير يخلو فيبرك فلا يبرح فلا يبرح مبركا به حتى ينحر فيه فاني مثل ذلك الجمل الزم بيتي حتى يأتيني الزم الزم بيتي حتى يأتيني من من ينحرني فيه او يجتمع الناس على رجل فان اجتمعوا كنت في صالح جماعتهم فان افترقوا لم اجامعهم على فرقتهم ولا اعمل على رجلين بعد الذي بعد الذي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل استرعاه الله رعية الا سأله عنها يوم القيامة اقام امر الله فيهم ام اضاعوا حتى ان الرجل ليسأل عن اهله اقام امر الله فيهم ام اضاعوا نعم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الخبر فيه قصة ابن عمر رضي الله عنهما وابن عمر معروف في تجنبه الفتن وبعده عنها ويروى عنه في هذا الباب اثار عديدة رضي الله عنه وارضاه. وهذا الخبر الذي بين ايدينا ضعيف الاسناد لكن اه اتقاء ابن عمر للفتن بعده عنها هذا ثابت وكذلك الحديث المرفوع في اخر هذا الخبر له ما يشهد له آآ عن نبينا صلى الله عليه وسلم ما من رجل استرعاه الله رعيه الا سأله عنها يوم القيامة اقام امر الله فيهم ام اضاع وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وهذا يتناول الامامة العامة ويتناول الولاية الخاصة حتى في ولاية الرجل لاهله وولده وبيته ما من راع اه استرعاه الله رعيه قلت هذه الرعية او كثرت الا والله سائله كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته قول آآ قول ابن عمر رضي الله عنهما لاكونن مثل الجمل الرداح قالوا قالوا الجمل الرداح الثقيل الذي لا ينبعث فقيل الذي لا ينبعث ومراده انني لن اتحرك ولن انهض في شيء من الفتن بل سابقى اه في في البيت في مكاني ان جاءني احد قتلني في اه في في مكاني آآ حتى قال الزم بيتي حتى يأتيني من ينحرني فيه ولكنني لا الاقي الفتن ولا تطلع لها ولا ادخل في بغمارها وهذا المعنى كما عرفنا مرة في احاديث عديدة في وصية النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن وان يتقيها حتى لو ال الامر الى ان يكون آآ امقتولا؟ قال كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل وكن آآ خير ابني ادم وخير ابني ادم هو الذي قال لاخيه اني اريد ان تبوء باثمي واثمك. فتكون من اصحاب النار يعني لن لن الاقيك بما تريد انت ان تصنع بل اكف نفسي وان قتلتني فستبوء بإثمي واثمك وتكون من اهل النار فطوعت له نفسه قتل اخيه فقتله فاصبح من الخاسرين نعم قال اخبرنا ابو طاهر السلفي قال اخبرنا ابو الحسين المبارك بن عبدالجبار ابن احمد الصيرفي قال اخبرنا ابو القاسم عبدالعزيز بن احمد ابن الفضل الازجي قال اخبرنا ابو بكر محمد بن احمد بن محمد المفيد قال حدثنا ابو بشر محمد بن احمد بن حماد الانصاري المعروف بالدولابي قال حدثنا ابو بكر الرمادي قال حدثنا احمد ابن عبد الله ابن يونس قال حدثنا ابو بكر بن عياش عن عاصم قال قال مروان لابن عمر هلم ابايعك لانك سيد العرب وابن سيدها فقال له ابن عمر كيف اصنع باهل المشرق والله ما احب انها دانت لي سبعين سنة وانه قتل في سبب رجل واحد فخرج مروان وهو يقول اني ارى فتنة تغلي مراجلها والملك بعد ابي ليلى لمن غلب اخر الكتاب والحمد لله وحده. نعم بهذا الاثر ختم الامام عبدالغني المقدسي رحمه الله تعالى رسالته هذه المباركة النافعة في بابها تعظيم القتل وتحريمه وفي هذا الاثر ان مروان اتى ابن عمر وقال هلم ابايعك لانك سيد العرب وابن سيدها فقال له ابن عمر كيف اصنع باهل المشرق يعني عندما تنشب في اه الفتنة بسبب ذلك فيكون فريق مواليا له ومؤيدا وفريق معارض له وينشب بسبب ذلك قتال تزهق فيه ارواح عديدة. يقول رضي الله عنه وهذا من كمال فقهه قال والله ما احب انها دانت لي سبعين سنة ما احب انها دانت لي سبعين سنة وانه قتل في سبب رجل واحد وما قتل في سبب رجل واحد وهذا من اتقائه الفتنة وبعده عن ما يكون به اراقة الدماء آآ المسلمة المعصومة لان اراقتها امر غاية في الخطورة قد مر معنا قول نبينا عليه الصلاة والسلام لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل رجل مسلم فالامر غاية في الخطورة والواجب على العبد ان يكون في غاية الورع والاتقاء للفتن والحرص على البعد عنها وعدم الاستشراف لها فان من استشرف لها اهلكته بل عليه ان يكون مجانبا ومباعدا عن الفتن فان في هذه المباعدة سعادة العبد في دنياه واخراه كما قال نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ان السعيد لمن جنب الفتن وعلى المسلم ان يكون كثير الدعاء بان يجنبه الله والمسلمين الفتن ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قال الصحابة رضي الله عنهم نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن وهكذا ينبغي علينا جميعا ان نقول نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. نسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يعيدنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاك الله خيرا