بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد نواصل القراءة في هذا المنتقى من كتاب تعظيم قدر الصلاة للامام المروزي رحمه الله تعالى السائلين الله جل في علاه ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان اذا علما وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله وان يرزقنا اجمعين تعظيم هذه الصلاة وحسن اقامتها انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام محمد بن نصر المروزي رحمه الله تعالى في كتابه تعظيم قدر الصلاة وجاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الانبياء قبله صلوات الله عليهم لم يزالوا يصلون الخمس التي صلاها جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم حدثنا بذلك احمد بن عبدة قال حدثنا المغيرة بن عبدالرحمن عن عبدالرحمن بن الحارث بن عياش بن ابي ربيعة عن حكيم ابن حكيم ابن عباد ابن حنيف عن نافع ابن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امني جبريل عند البيت مرتين صلى بي الظهر حين ملت الشمس قدر الشراك وصلى بي العصر حين كان كل شيء مثله وصلى المغرب حين افطر الصائم وصلى العشاء حين غاب الشفق وصلى بي الفجر حين حرم حين حرم الطعام والشراب على الصائم وصلى بي الغد الظهر حين كان ظل كل شيء مثله وصلى بي العصر حين صار ظل كل شيء مثل وصلى بي المغرب حين افطر الصائم وصلى بي العشاء حين ذهب ثلث الليل وصلى بي الغداة بعدما اسفر ثم التفت الي فقال يا محمد الوقت فيما بين هذين الوقتين هذا وقت الانبياء قبلك هذا الحديث حديث ابن عباس رضي الله عنهما فيه فائدة عظيمة جدا ان مواقيت الصلوات الخمس الفجر والظهر والعصر مغرب والعشاء كانت مواقيتا للصلوات في شرائع الانبياء قبلنا لدى جميع النبيين وهذا يستفاد منه فائدة عظيمة جدا ان هذه الاوقات اصطفاها الله تبارك وتعالى واختارها ليتوقف كل ليتوقف كل الناس عن جميع الاعمال وجميع المصالح في جميع الامم في جميع القرون يتوقفون لهذه الصلاة صلة بين العبد وربه تبارك وتعالى تتكرر تكررا مفروضا مكتوبا على العبد خمسة تمرات في اليوم والليلة وهذا يدل على عظيم مكانة هذه الاوقات ويدل على عظيم اهمية العناية بالصلاة في اوقاتها. لان هذه اوقات الصلوات. كما سيأتي معنا ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا وقت لها وقت تصلى فيه. لا تقدم عن وقتها ولا تؤخر الى ما بعد خروج الوقت لا تصلى قبل الوقت ولا تصلى بعد خروجه فهذه اوقات ليست في شريعة محمد عليه الصلاة والسلام بل ايضا في شرائع الانبياء من قبله. وهذا يدل على شرف هذه الاوقات وعظم شأنها وان من فوت الوقت خسر خسرانا عظيما ولو في يوم واحد الخسارة عظيمة جدا ومن يدرك عظمة الصلاة وعظم شأنها يدرك الخسارة التي ينالها لو فوت الصلاة عن وقتها او اخر الصلاة عن وقتها يقول ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امني جبريل عند البيت مرتين عند البيت اي الكعبة مرتين اي مرة في اول الوقت ومرة في اخر الوقت مرتين اي امه الظهر مرة في اول وقتها ومرة في اخر وقتها والعصر وهكذا مرتين اي مرة في اول وقت ومرة في اخر الوقت وكانت هذه الامامة من جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام على اثر نزول النبي صلى الله عليه وسلم بفريضة الصلاة بعد الاسراء والمعراج مباشرة. فلما نزل صلوات الله وسلامه عليه بهذه الفريضة خمس صلوات في اليوم والليلة امه جبريل مرتين مرة في اليوم الاول ومرة في اليوم الذي يليه مرة في اول وقت ومرة في اخر الوقت. ثم بين ذلك قال صلى بي الظهر اي هذا كله في المرة الاولى حين مالت الشمس قدر الشراك والمراد بالشراك احد سيور النعل والمراد بذلك ميل الشمس ميلا يسيرا جدا عن كبد سماء بحيث يكون لها الى جهة المشرق ظل يسير جدا. فمتى وجد الظل ولو كان يسيرا قليلا فانه يكون بذلك دخل وقت الظهر حين مالت الشمس قدر الشراك المقصود بقدر الاشتراك اي باقل ما يكون نسبة من الظل ان وجد شيء من الظل الى جهة المشرق فانه يكون دخل وقت الظهر اذ ان دخول الوقت يكون بالزوال. والزوال المقصود به ادنى شيء يكون من زوال الشمس عن كبد السماء بحيث يكون ولو وجد ظلا يسيرا قدر الشراك كما جاء في الحديث فانه بذلك يكون دخل وقت الظهر وصلى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثله اذا كان ظل كل شيء مثله مثلا لو كان الانسان واقفا فاذا كان الظل الذي امامه من جهة المشرق سيكون يكون مثل الانسان يعني طول قامة الانسان فاذا كان ظل الشيء مثله حينئذ يكون دخل وقت العصر. وهو ايضا وقت انتهاء الظهر كما سيأتي. ينتهي الظهر بكون ظل الشيء مثله ويبدأ حينئذ وقت صلاة العصر. وصلى المغرب حين افطر الصائم حين افطر الصائم وافطار الصائم يكون بغروب الشمس. فاذا غربت الشمس فان وقت المغرب كونوا قد وجب. وصلى العشاء حين غاب الشفر والمراد بالشفقة الحمرة التي تكون في السماء على اثر الغروب. تبقى هذه الحمرة زمانا ليس بالطويل ثم تغيب فاذا غابت الحمرة يكون بغيابها طول وقت العشاء قال وصلى بي وصلى العشاء حين غاب الشفق. وصلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم والطعام والشراب يحرم على الصائم حين طلوع الفجر الصادق. اذا طلع الفجر الصادق فانه حينئذ يحرم الطعام على الصائم وآآ يكون قد دخل وقت صلاة الفجر. ويشرع حينئذ الاذان والنداء اعلاما بدخول وقتها قال وصلى بي الغد اي اليوم الثاني مباشرة الظهر حين كان ظل كل شيء مثله. حين كان ظل كل شيء مثله وهذا اخر وقت الظهر. وقت الظهر يبدأ من اه الزوال زوال الشمس شيئا يسيرا كما تقدم الى ان يكون ظل الشيء مثله ولا يعني ذلك ان ثمة تداخل بين الوقتين العصر والظهر وانما الظهر ينتهي بكون ظل السين مثله ينتهي وقت الظهر بذلك فاذا كان ظل الشيء مثله انتهى وقت الظهر وبدأ بعد ذلك وقت العصر وبدأ بعد ذلك وقت العصر. فكون ظل الشيء مثله هو نهاية وقت الظهر وبداية لوقت العصر بمعنى انه ينتهي هذا ويبدأ هذا لان الوقت بالصلتين متداخلا وصلى بي العصر حين صار ظل كل شيء مثليه يعني الظل صار مضاعفا فاذا كان ظل الانسان او الشي مظاعفا مثليه فان ذلك اخر وقت العصر وصلى بي المغرب حين افطر الصائم حين افطر الصائم وهو الوقت الاول الذي مر معنا وقد دلت الاحاديث الاخرى عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ان ان المغرب له لوقته اول وله ايضا اخر مثل غيره من الصلوات واخر وقت المغرب هو بداية وقت العشاء مغيب الشفق فتبقى صلاة المغرب ممتد وقتها الى ما قبل مغيب الشفق فاذا غاب الشفق الاحمر يكون خرج وقت المغرب ودخل وقت العشاء قال وصلى بي العشاء حين ذهب ثلث الليل. حين ذهب ثلث الليل ايضا دلت احاديث اخرى على ان وقت صلاة العشاء يمتد الى نصف الليل وقد صحت عن النبي الكريم الله وسلامه عليه وصلى بي الغداة بعدما اسفر وصلى بي الغداة بعد ما اسفر اي ظهر الضوء اسفر اي ظهر الضوء تميزت الاشياء ذهبت العتمة فاه حينئذ صلى او ذهب الغنس حينئذ صلى الفجر وهذا اخر وقتها وهذه الاوقات التي مرت معنا كلها تعد اوقاتا اختيارية ليست اوقاتا اضطرارية وانما الوقت الاضطراري في بعض الصلوات يكون بعد هذه الاوقات. واما ما بين هذين الوقتين كله وقت اختيار للصلاة صلاة المغرب والفجر والظهر والعصر والعشاء ثم التفت اي جبريل الي اي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد الوقت فيما بين هذين كالوقتين هذا وقت الانبياء قبلك هذا هو الشاهد. هذا وقت الانبياء قبلك. هذا هو الشاهد من الحديث لان هذا الواقع ان هذه الاوقات الخمسة مواقيت صلوات لدى جميع النبيين في جميع الشرائع السابقة مما يدل على عظم هذه الاوقات ورفعة شأنها وان الواجب على كل مسلم ان يتوقف قف عن كل عمل وكل مصلحة من مصالحه ان كان نوما او كان عملا او كان تجارة او كان مصلحة المصالح كل عمل يتوقف عنه ويذهب الى بيت الله ليؤدي الصلاة في وقتها. فان لم يفعل فانه يكون خارجا عن سنن الانبياء. سنن من عباد الله منحرفا عن جادة الحق والهدى والصواب نعم قال رحمه الله تعالى قال رحمه الله تعالى او قال ابو عبد الله رحمه الله على ثم وكلها الله في الوجوب بفرضها بنص التنزيل فقال ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. قال حميد بن مسعدة قال حدثنا يزيد ابن زريع قال حدثنا ابو رجاء قال سمعت الحسن يقول في هذه الاية ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. قال كتابا واجبا. قوله سبحانه وتعالى ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. اي مفروضا مؤقتا. موقوتا كتابا موقوتا. اي مؤقتا كتابا اي مفروضا فرضها فرضها الله سبحانه وتعالى على العباد واوجبها عليهم مثل قوله كتب عليكم الصيام اي اوجب وفرض عليكم الصيام فكتابا اي امرا افترظه الله سبحانه وتعالى على العباد موقوتا اي لها وقت تؤدى فيه لا لا تقدم عليه ولا تؤخر عنه فدلت هذه الاية على امرين. الامر الاول فرضية الصلاة انها مفروضة على العباد في قوله كتابا وان لها وقت لا تؤدى الا فيه. وذلك في قوله سبحانه وتعالى موقوتا. وهي هذه الاوقات الخمسة التي تقدم معنا انها اوقات صلوات لدى جميع النبيين في جميع الشرائع نعم. قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى ثم توعد بالعذاب من اضاعها او سها عنها فصلاها في غير وقتها او رأى بها فقال فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة لما ذكر الله جل وعلا حال الانبياء قد تقدم نقل المصنف لذلك وقول الله عز وجل اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم ممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا. لما ذكر حال هؤلاء اعقب ذلك بقوله فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف اضاعوا الصلاة قال ابو عبد الله اي سهى عنها فصلاها في وقتها. او راية بها من المراءات. فهذا كله من اضاعة الصلاة. وهذا تنبيه من المصنف رحمه والله الى ان الصلاة ان اضاعة الصلاة يتناول اضاعتها بتأخيرها عن وقتها ويتناول بتفويت شيء من شروطها او اركانها او او خرم شيء من ذلك او عدم العناية به فهذا كله من الاظاعة للصلاة. الذي توعد الله سبحانه وتعالى فاعله بالعذاب والنكال نعم قال رحمه الله تعالى حدثني محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن ابي اسحاق عن ابي عبيدة عن عبد الله في هذه الاية فسوف يلقون غيا. قال نهر في جهنم خبيث الطعم بعيد القعر قال حدثنا اسحاق ابن ابراهيم قال انبأنا عيسى ابن يونس عن الاوزاعي عن موسى ابن سليمان عن القاسم ابن عن القاسم ابن مخيمرة في قوله تعالى فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا. قال اضاعوها عن مواقيتها اه توعد الله جل وعلا الذين اضاعوا الصلاة اه اضاعة مواقيتها توعدهم غي بغي وهو واد في في جهنم كما تقدم في الخبر نهر هم في جهنم خبيث الطعم بعيد القعر توعدهم بهذا العذاب الشديد والنكال الاليم باضاعتهم للصلاة. باضاعة مواقيتها وقوله اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فيه تنبيه الى ان سبب اضاعة هؤلاء للصلوات هو اتباعهم للشهوات. وانشغالهم بها. فبسبب هذا الاكباب والاقبال على شهوات النفس ضاعت هذه الصلاة المفروضة التي كتبها الله سبحانه وتعالى على العباد. واذا فتشت في كل مضيع لصلاته تجد ان ضياع هذه الصلاة موجبه اتباعه انشغاله بشهوة نفسه اما شهوة النوم او غير ذلك من الشهوات التي اه تلهي الانسان تشغله عن هذه الفريضة التي افترضها الله سبحانه وتعالى عليه نعم قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى قال الله تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون قال حدثنا ابو كامل فضيل ابن حسين الجحدري قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عاصم عن مصعب بن سعد قال قلت لابي يا ابا فتاة ارأيت قول الله تعالى الذين هم عن صلاتهم ساهون اينا لا يحدث نفسه؟ قال انه ليس ذلك ولكنه اضاعة وقت قول الله عز وجل فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون. اضاءة اه او السهو عن الصلاة في قوله عن صلاتهم ساهون يراد به انهم مضيعون لها مضيعون لها تاركون لوقتها مخلون باركانها وواجباتها فهذا كله يتناوله قول الله عز وجل عن صلاتهم ساهون وهذا الاثر الذي ساقه يبين حرص السلف رحمهم الله تعالى على العناية بهذه الصلاة والبعد عن كل مخالفة تتعلق بها فهذا احد الصغار من السلف رحمهم الله تعالى يسأل والده يا ابتي ارأيت قول الله تعالى الذين هم عن صلاتهم ساهون اينا لا يحدث نفسه؟ وتنبه الى ان السائل صغيرة سن وقت سؤاله يسأل والده قال اينا لا يحدث نفسه؟ يعني ما منا الا ولا بد ان يقع في في في نفسه شيء من الحديث حديث النفس وقت الصلاة. فهل هذا داخل في الوعيد؟ يسأل والده هل هذا داخل في الوعيد؟ عن صلاتهم ساهون فقال انه ليس ذلك ولكنه اضاعة الوقت ولكنه اضاعة الوقت. فالسهو عن الصلاة الذي يترتب عليه هذا الوعيد هو اضاعة الوقت او الترك او الاخلال بالاركان او الشروط نعم. قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى وحكي عن الكفار انهم لما سئلوا بعد دخولهم النار فقيل لهم ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين فلم يذكروا شيئا من الاعمال عذبوا عليها قبل تركهم الصلاة. هذه الاية الكريمة ما سلككم في سقر اي النار ما الذي ادخلكم النار؟ ما الذي اوجب دخولكم النار؟ قالوا لم نك من المصلين. قال المصنف فلم يذكروا شيئا من الاعمال عذبوا عليها قبل تركهم الصلاة. وهذا يدل على ان الصلاة هي اعظم اعمال الدين والاية تدل على ان ان الصلاة اول ما يحاسب عليه يوم القيامة. وهؤلاء لما ادخلوا النار وسئلوا عن سبب الدخول لم يذكروا شيئا من الاعمال عذبوا عليها قبل تركهم الصلاة نعم قال رحمه الله تعالى وقال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ان يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون. قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا حجاج عن ابن جريج في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله قال سمعت عطاء يقول قل هي المكتوبة هذه الاية فيها التحذير تحذير العباد من ان تلهيهم اموالهم اموالهم واولادهم عن ذكر الله. وذكر الله يتناول ذكر الله التسبيح والتحميد والتهليل ويتناول تناولا اوليا اقامة الصلاة في في اوقاتها كما قال الله عز وجل واقم الصلاة لذكري. فالصلاة انما اقيمت من اجل ذكر الله. سبحانه وتعالى. ولهذا قال عطاء هي توبة مع ان الصلاة النافلة من الاقامة لذكر الله لكن الصلاة المكتوبة هي اعظم ما يكون من الاقامة لذكر الله سبحانه وتعالى فاذا الهت الاموال والاولاد الشخص عن هذه الصلاة المكتوبة التي هي من اعظم الذكر لله سبحانه وتعالى فلا ان تشغله عن ما دون ذلك من ذكر الله عز وجل من باب او لا؟ نعم. قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى وقال الله تبارك وتعالى فيما يوبخ به الكافر فلا ولا صلى ولم يضم الى التصديق شيئا غير الصلاة. ولكن كذب وتولى فالكذب ضد التصديق. والتولي ترك الصلاة وغيرها من الفرائض ثم اوعده وعيدا بعد وعيد فقال اولى لك فاولى ثم اولى لك فاولى ويقال انها نزلت في ابي جهل قال حدثنا احمد بن محمد بن احمد بن محمد بن نيزك قال حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن قتادة في قوله تعالى فلا صدق ولا صلى. قال لا صدق بكتاب الله ولا صلى لله. ولكن كذب تولى كذب بايات الله وتولى عن طاعته ثم ذهب الى اهله يتمطى ان يتبختر وهي وهي مشية عدو الله لابي جهل ذكر لنا ان نبي ان نبي ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ بمجامع ثيابه فقال اولى لك فاولى ثم اولى لك فاولى وعيد على اثر وعيد. قول الله عز وجل فلا صدق ولا صلى ولكن ان كذب وتولى. هذه الاية الكريمة فيها ان الايمان يجمع امرين تصديق الخبر وامتثال الامر هذا هو الايمان ان الايمان تصديق الخبر وعدم تكذيبه وامتثال الامر وعدم التولي عنه هذا هو الايمان وكما ان الايمان يزول بتكذيب الخمر فانه كذلك يزول بالتولي عن الامر. الايمان كما انه يزول بتكذيب الخبر فانه كذلك يزول بالتولي عن امتثال الامر. قال فلا صدق ولا صلى. ولكن ان كذب وتولى فمن لم يصدق فهو مكذب. فمن لم يصدق فهو مكذب. ومن لم يصل يؤدي هذه الفريضة المكتوبة التي افترضها الله سبحانه وتعالى عليه وجاءت النصوص الكثيرة معظمة لها معلية لسانها مبينة وجوبها وفرضيتها من لم يؤدي هذه الصلاة وتركها فهو متولي. وكما ان المكذب كافر فكذلك المتولي كافر. ولهذا سيأتي نصوص مصرحة بكفر تارك الصلاة. وذكر جملة منها المصنف فيما سيأتي والاية دليل على ذلك لان الكفر كما انه يكون بتكذيب الخبر فانه يكون كذلك بالتولي عن امتثال الامر. نعم. قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى وقال الله تعالى واذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ويل يومئذ للمكذبين توعدهم في هذه الاية على ترك الركوع. اذا قيل لهم اركعوا لا يركعون. والمراد بالركوع الصلاة. اي لا يصلون ترى الصلاة بعمل من اعمالها. يقال ركعت ركعتين او سجدت سجدتين. المراد به الصلاة نفسها نعم قال رحمه الله تعالى وقال الله تعالى انما يؤمن باياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم. ولقد شدد تبارك وتعالى الوعيد هذه الاية. وانما يؤمن باياتنا الذين اذا يبكر بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم. وجه دلالتها على تعظيم الصلاة ان الله عز وجل نفى الايمان. نفى الايمان عن من اذا ذكر بايات الله سبحانه وتعالى اعرض ولما يخر ساجدا لله سبحانه وتعالى واعظم ذلك الصلاة. واعظم ذلك الصلاة يعني اعظم ما يذكر به العبد هو هذه الصلاة. فدل ذلك على ان من سمع النداء ينادى للصلوات ثم يتولى فلا يصلي ولا يمتثل امر الله سبحانه وتعالى ليس داخلا في من يؤمن بايات الله. ليس داخلا فيما في من يؤمن بايات الله. لان الله قال انما يؤمن باياتنا الذين اذا يبكر بها خروا خروا سجدا. ومن ذلكم التذكير بدخول الوقت بالنداء للصلاة. بهذه الفاظ العظيمة الفاظ الاذان التي يشرع للمسلم ان يحسن في استماعها حتى تكون معونة له على اداء هذه الصلاة على اكمل واتم حال. نعم. قال رحمه الله تعالى ولقد شدد وتعالى الوعيد في تركها ووكده على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بان اخرج بان اخرج تاركها من الايمان بتركها ولم تجعل فريضة من اعمال العباد علامة بين الكفر والايمان الا الصلاة. فقال ليس بين العبد وبين الكفر من الايمان الا ترك الصلاة صلاة فاخبر انها نظام للتوحيد واكبر بتركها كما اكفر بترك التوحيد. ثم اخرج من الايمان من عاهد من جميع على الايمان فقال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. وان كانت العلماء مختلفة فيه في الاكثار بتركها فانهم مجمعون على الرواية باكثار من تركها ثم ما غلظ في تركها وجوبا. ثم ما في تركها وجوب النار وايجاب المغفرة والرحمة لمن قام بها. اورد رحمه الله عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام في اكثار تارك الصلاة. الحديث الاول قوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ليس بين العبد وبين الكفر من الايمان الا ترك الصلاة والحديث الثاني العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. والكفر المذكور في الحديثين هو الكفر الاكبر الناقل من ملة الاسلام. والعلماء كما ذكر رحمه الله تعالى مجمعون على الرواية باكثار من تركها. مجمعون على الرواية على اكفار من تركها اي رواية هذه الاحاديث المصرحة باكثار من ترك الصلاة. اضافة الى ما جاء من نصوص يقول رحمه الله اضافة الى ما جاء من نصوص عظيمة جدا في الاغلاظ على من ترك آآ الصلاة بايجاب النار له وايجاب المغفرة والرحمة لمن قام بها. فهذه النصوص كلها وما كان مثيلا لها دليل على فعظمة هذه الصلاة ومكانتها من دين الله تبارك وتعالى. وان تركها كفر بالله عز وجل نعم. قال رحمه الله تعالى فحدثنا اسحاق بن ابراهيم قال انبأنا المقرئ قال حدثنا سعيد ابن ابي ايوب قال حدثني كعب بن علقمة عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حافظ على الصلاة كانت له نورا وبرهانا ونجاة من النار يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وكان يوم القيامة مع قارون وهامان وابي ابن خلف. هذا الحديث حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ان صلى الله عليه وسلم قال وقد ذكرت الصلاة عنده قال من حافظ عليها والمحافظة على الصلاة تتناول المحافظة على على شروطها اركانها واجباتها الخشوع فيها والعناية بها من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة من النار يوم القيامة. هذه ثلاث ثمرات كانت له نورا فيه ان الصلاة ضياء ونور للمصلي. ولهذا شرع في الخروج الى الصلاة ولا سيما صلاة الفجر ان يقول اللهم اجعل في قلبي نورا اللهم اجعل في سمعي نورا اللهم اجعل في بصري نورا الى اخر الدعاء المأثور وهو في صحيح مسلم عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه. فالصلاة نور صلاة نور اي نور لصاحبها وبرهان اي على ايمانه وصدق اه ايمانه وحسن صلته لله تبارك وتعالى ونجاة اي من عذاب الله والنار يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وكان يوم القيامة مع قارون وهامان وابي ابن خلف وفي بعض الروايات امية ابن خلف او ابي بن خلف وهؤلاء الاربعة هم اعمدة الكفر. اعمدة الكفر قارون وهامان و نعم قارون وهامان وفرعون مصرح به في بعض الروايات وابي بن خلف هؤلاء الاربعة هم اعمدة الكفر ومنهم من كان اشغله بالكفر رئاسته ومنهم من اشغله وزارته ومنهم من اشغل تجارته. ومنهم من مكانته تنوعت هذه اه الشخصيات التي هي اعمدة للكفر. ومن جاء بعدهم لا يخلو في ان يكون المشغل له عن الصلاة اما رئاسة او وزارة او تجارة او نحو ذلك من امور فمن كان فمن كانت هذه حاله اشغل او شغلته هذه الاشياء عن الصلاة الحق بهؤلاء وحشر مع هؤلاء يوم القيامة. فمن كان مضيعا للصلاة غير محافظ عليها فانه يوم القيامة يحشر جنبا الى جنب مع صناديد الكفر واعمدة الباطل شاء ام ابى ومن الذي يرظى لنفسه ان يكون يوم القيامة الى جنب فرعون او هامان او قارون او غير هؤلاء من صناديد الكفر وائمة الباطل ومن كان مضيعا للصلاة قد رضي بنفسه ذلك. وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى. قالوا من يابى يا رسول الله قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. نعم. قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى ونعت الله المؤمنين في اول سورة البقرة فقال الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة فلم يبدأ بعد الايمان بالغيب بذكر فريضة قبل الصلاة. قال فحدثنا ابو الوليد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال اخبرني ابو سعيد انه سمع الحسن يقول في قول الله تعالى ويقيمون الصلاة قال يقيمون الصلوات الخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وخشوعها في مواقيتها. هذه الاية الكريمة فيها ما رحمه الله تعالى ان الله جل وعلا لما اثنى على المتقين بالايمان بالغيب مراد بل الايمان بالغيب اي ايمانهم بكل ما غاب عنهم مما اخبرتهم به رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه فلم يذكر بعد الايمان من الاعمال الم يبدأ بشيء من الاعمال بعد الايمان الا الصلاة. مما يدل على عظيم مكانة الصلاة من الايمان وانها ارفع اعمال الدين واعلاها شأن نعم. قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى ومدح الله عباده المؤمنين فبدأ بذكر الصلاة قبل كل عمل فقال قد افلح المؤمنون الذين هم في خاشعون فمدحهم في اول نعتهم بالخشوع فيها ثم اعاد ذكرها في اخر القصة اعظاما لقدرها في القربة اليه ما اعد للقائمين بها المحافظين عليها من جزيل الثواب ونعيم المآب. فقال والذين هم على صلواتهم يحافظون. اولئك هم هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون. ولم نجد الله عز وجل مدح احدا من المؤمنين بمواظبة على شيء من اعمال مدح من واظب على الصلوات مدح من واظب على الصلوات في اوقاتها الا تراه كيف ذكرها مبتدأة من بين سائر الاعمال فقال تعالى ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا. ثم لم يبرأ احدا من هذين الخلقين من هذين الخلقين المذمومين من جميع الناس قبل المصلين. فقال ان المصلين الذين قم على صلاتهم دائمون ثم اعاد ذكرهم في اخر الاية بذكر اخر فقال والذين هم على صلاتهم يحافظون اولئك ففي جنات مكرمون ذكر رحمه الله تعالى هذين الموضعين من كتاب الله عز وجل الاول في اوائل سورة المؤمنون قد افلح المؤمنون والثاني في اثناء سورة سأل وفي كل من هذين الموظعين تعظيم للصلاة وبيان لعظيم قدرها ورفيع مكانتها لان اعمال المؤمنين ذكرت في هذين الموضعين وفي كل من هذين الموضعين صدرت بالصلاة وختمت بالصلاة في كلا هذين الموضعين صدرت اعمال اهل الايمان بالصلاة وايضا ختمت بالصلاة من ما يدل على تميز الصلاة وعظيم مكانتها في دين الله تبارك وتعالى. ونبه هنا المصنف على فائدة ثمينة جدا وهي قوله رحمه الله لم نجد الله عز وجل مدح احدا من المؤمنين بمواظبته على شيء من الاعمال مدح فمن واظب على الصلوات في اوقاتها مدح من واظب على الصلوات في اوقاتها الا تراه كيف ذكرها مبتدأة من بين سائر الاعمال اي في هذا الموضع وايضا مختتمة من بين سائر الاعمال في هذا الموضع ثم اورد قول الله عز وجل ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا وهذان خلقا مذموما الجزاء الجزاء والمنع الذي هو البخل قال ولم ابرئ من احد من هذين الخلقين المذمومين من جميع الناس قبل المصلين. ولهذا قال الا المصلين وهذا يستفاد منه فائدة ان المحافظة على الصلوات ولا سيما الخمس معونة للعبد على الوقاية من شح النفس معونة للعبد على السلامة من الجزاء اذا مسه مصيبة او ظراء ولهذا فان الصلاة مفزع للعبد في ظراءه وسرائه وشدته ورخائه. نعم. قال رحمه الله تعالى وقال الله تعالى ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة في كل ذلك يبدأ بمدح الصلاة قبل سائر الاعمال تبعها ما تبعها من سائر الطاعات فكرر الثناء عليهم ومدحهم بالمحافظة عليها ليدوموا عليها كل ذلك تأكيدا لها وتعظيما لشأنها. يقول ان مما بين مكانة الصلاة وعظيم منزلتها في دين الله تبارك وتعالى ان الله يبدأ في المدح بالاعمال الصالحة والقيام بها بالصلاة وهذا امر متكرر في كتاب الله سبحانه وتعالى والمصنف رحمه الله ساق نماذج من اه النصوص من كتاب الله تبارك وتعالى دالة على ذلك. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا اسحاق ابن ابراهيم قال انا وكيع عن المسعودي عن القاسم والحسن بن سعد قال قيل لابن مسعود رضي الله عنهما رضي الله عنه ان الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن الذين هم على صلاتهم دائمون الذين هم على صلاتهم يحافظون. قال عبد الله ذلك على مواقيتها قالوا ما كنا نرى يا ابا عبدالرحمن الا على تركها فقال تركها الكفر. نعم. قال وحدثنا ابو الوليد قال حدثنا قال اخبرني خليد عن الحسن في قوله تعالى والذين هم على صلاتهم يحافظون اولئك في جنات مكرمون قال على المواقيت. نعم. قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد الله بن يوسف. قال حدثنا بكر بن مضر. قال حدثنا عمرو بن الحارث عن ابن عن ابن عن ابن ابي حبيب قال ان ابا الخير حدثه عن عقبة ابن عامر انه سئل عن قول الله تعالى الذين هم على صلاتهم دائمون قال هو الرجل القائم لا يلتفت يمينا ولا شمالا. هذه بعض الاثار نقلها رحمه الله تعالى عن السلف تفسيرا ما تقدم من قول الله عز وجل الذين هم على صلاتهم دائمون وقوله الذين هم على صلاتهم يحافظون في الاثر الاول عن حسن ابن سعد قاسم قال قيل لابن مسعود ان الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن. الذين هم على صلاتهم دائمون الذين هم على صلاتهم يحافظون. ان الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن بمناسبة هذا الملحظ الذي لاحظه هؤلاء في هذا الاثر ليت واحدا من الاخوة يتتبع كم ذكرت الصلاة في القرآن؟ قال ان الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن ان الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن. فكم ذكرت الصلاة في آآ كتاب الله سبحانه وتعالى ليقيد في هذا الموضع. ثم كان سؤالهم عن معنى قوله الذين هم عن صلاة على صلاة دائمون الذين هم على صلاة يحافظون قال لما سألاه عن ذلك هو على المواقيت. يحافظون ودائمون اي على المحافظة على مواقيت الصلاة وادائها في اوقاتها. فسر الاية بذلك قالوا ما كنا نرى يا ابا عبد الرحمن الا على تركها ما كنا نرى يعني ما كنا نفهم من الاية الا على تركها يحافظون عليها اي لا يتركونها. هذا الذي كنا نفهم من الاية فقال تركها الكفر. قال تركها الكفر. لكن المراد بقول حافظون يحافظون على الصلاة في اوقاتها لا يؤخر الصلاة عن وقتها بل يأتي بها في وقتها الذي شرعه الله سبحانه تعالى نعم. قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى ثم لم يخص الله تعالى عملا من اعمال الدين فجعله يكفر به الخطايا ويطهر به المذنبين كما خص الصلاة بذلك. فقال تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات. فجاءت الاخبار انها في الصلوات الخمس قال حدثنا يحيى ابن يحيى قال انبأنا ابو الاحوص عن سماك عن ابراهيم عن علقمة والاسود عن عبدالله قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني عالجت امرأة في اقصى المدينة واني اصبت منها ما دون ان امسها انا هذا فاقضي في ما شئت فقال له عمر لقد سترك الله لو سترت نفسك قال ولم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقام الرجل فانطلق فاتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا دعاه فتلا عليه هذه الاية واقم الصلاة رفع النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين. فقال رجل يا نبي الله هذا له خاصة فقال بل للناس كافة ثم اورد رحمه الله هذا الحديث في بيان عظم شأن الصلاة وان الصلاة هي احسن الحسنات. واحسن الاعمال والحسنات تذهب السيئات لكن احسن الحسنات واعظمها واجلها شأنا في اذهاب السيئات هذه الصلوات. ولهذا قال جاءت الاخبار انها نزلت في الصلوات الخمس نزلت في الصلوات الخمس. والاية عامة. الاية عامة في الحسنات. لكن اعظم الحسنات التي تذهب السيئات الصلوات الخمس التي افترضها الله على العباد ولهذا فان الصلوات الخمس مكفرات مثل ما جاء في الحديث مثل ما جاء في الحديث رمظان الى رمظان و اه الجمعة الى الجمعة والصلاة والصلوات والصلاة الى الصلاة مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر. فالصلوات الصلوات مكفرات للذنوب وهي اعظم ما يكون به تكفير الذنوب لانه ما تقرب الى الله متقرب بشيء احب الى الله مما افترضه سبحانه وتعالى على عباده كما جاء في ذلك في الحديث القدسي وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. فهذا الحديث الذي ساقه رحمه الله تعالى حديث عبدالله بن مسعود فيه على عظم شأن الصلاة في تكفير الذنوب. قال واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات فخص الصلاة بالذكر لانها اعظم ما يكون تكفيرا للسيئات. ونظيرها هذا ما جاء في الحديث واتبع السيئة الحسنة تمحها فالحسنات تمحو السيئات واعظم الحسنات محوا من السيئات حسنة الصلاة ولا سيما الصلاة المكتوبة. وهذا الحديث فيه دليل لقاعدة معتبرة عند اهل العلم وهي ان العبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص الاسباب نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا بشر بن الحكم قال حدثنا عبدالعزيز بن محمد قال حدثنا يزيد ابن عبد الله ابن الهاد عن محمد ابن ابراهيم عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ارأيتم لو كان بباب احدكم نهر يغتسل منه كل يوم خمس مرات ماذا تقولون ذاك ذاك يبقي من درنه؟ قالوا لا يبقى من درنه شيئا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك مثل لا يبكي. احسن الله اليكم. قالوا لا يبقي من درنه شيئا. قال رسول الله صلى الله لان لو الا يبقى تكون شيء لا يبقى من درنه شيء. احسن الله اليك نعم. قالوا لا يبقي من درنه شيئا. قال رسول الله صلى الله عليه سلم فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا. وهذا دليل اخر على عظم شأن الصلاة في محو الخطايا وتكبير الذنوب والنبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثلا عظيما لبيان عظم فائدة الصلاة في تكفير الذنوب. وان مثل الصلوات الخمس مثل نهر بباب الانسان قريبا من بيته كل يوم يغتسل منه خمس مرات. تصوروا هذا المثل حتى ندرك من خلاله مكانة الصلاة في تكفير الذنوب وغسل الخطايا لو كان عند بيت الانسان قريبا من بابه نهر جاري ماؤه حلو وعذب وجميل وكل يوم يغمس نفسه خمس مرات في اوقات متفاوتة في هذا النهر ويدلك جسمه بماءه. يفعل ذلك في اليوم خمس مرات هل يبقى على جسم رجل بهذه الصفة درن ووسخ وقدر؟ ام انه دائما كل ما تلقاه تجد جسمه احسن ما يكون نظافة لو كان الانسان في اليوم الواحد يغسل بدنه لا يبقى على لا يبقى على بدنه من درنه الدرن هو الوسخ. لا يبقى من درنه اي وسخه شيئا. فكيف لو ان الانسان خمس مرات في نهر يغمس نفسه ويغسل بدنه هل هل يبقى من درنه شيء؟ قال الصحابة رضي الله عنهم لا يبقى من درنه شيء. كل يذهب قال عليه الصلاة والسلام فذلك مثل الصلوات الخمس. يمحو الله بها بهن الخطايا فهذا مما يبين عظيم مكانة الصلاة وانها تغسل خطايا العبد. التي وقعت منه ما بين صلاة واخرى تغسلها هذه الصلوات والمراد الخطايا اي ما دون الكبائر. لان الكبائر لا بد فيها من التوبة كما في الحديث الذي اشرت اليه ما اجتنبت الكبائر الصلوات الخمس ورمضان الى رمضان وآآ الجمعة الى آآ الجمعة مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر. وآآ من فوائد هذا الحديث ان من فائدة التمثيل ضرب الامثال جعل امور المعنوية بمثابة الامور المحسوسة المشاهدة. فاذا اردت ان تعرف مكانة الصلاة في تكفير الذنوب تصور هذه الامر المحسوس لو ان شخص عند بيته نهر وكل يوم يغمس نفسه في هذا النهر ويدلك بدنه كيف انه لا يبقى من درنه شيء فكذلك الشأن في اثر الصلوات الخمس على العبد في تكفير الذنوب والخطايا. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا اسحاق بن ابراهيم قال حدثنا جرير عن الاعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن قال كان لي اخ يقال له ابو عزرة فكان يذكر سلمان فكان يرى من حرصي على لقيه فقال لي يوم هل لك في صديقك سلمان قد قدم القادسية؟ قلت نعم. فركبنا اليه فدخلنا عليه. فقال ان الصلوات الخمس كفارة كفارات لما بينهن ما اجتنب به القتل. اما ما اجتنب به القتل. ثم قال يصبح الناس فيصلون صلاة الفجر. ثم ما بينهم وبين الظهر فيتوضأ الرجل فيكفر الوضوء لجراحات الصغار. كأنك تجاوزت ولا؟ ها؟ نعم احسن الله اليكم. قال حدثنا اسحاق حدثنا عتاب بن بشير عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن سعيد بن غير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى والباقيات الصالحات قالهن الصلوات الخمس وقوله على ان الحسنات يذهبن السيئات. قال هن الصلوات الخمس. هذا الاثر عن ابن عباس في تفسير هاتين الايتين والباقيات الصالحات وايضا ان الحسنات يذهبن السيئات فسر الايتين بان المراد الصلوات الخمس. وهذا من باب تفسير الشيء ببعض افراده بل ايضا لك ان تقول تفسير الشيء باعظم واجل افراده نعم. قال رحمه الله الله تعالى حدثنا اسحاق بن ابراهيم قال حدثنا جرير عن الاعمش عن سليمان ابن ميسرة عن طارق بن شهاب قال كان لي اخ يقال له ابو عزرة فكان يذكر سلمان فكان يرى من حرصي على لقيه فقال لي يوما هل لك في صديقك سلمان؟ قد قدم القادسية قلت نعم فركبنا اليه فدخلنا عليه فقال ان الصلوات الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنب به ثم قال يصبح الناس فيصلون صلاة الفجر ثم يجترحون ما بينهم وبين الظهر فيتوضأ الرجل فيكفر الوضوء ضوء الجراحات الصغار ثم يمشي الى الصلاة فيكفر اكبر من ذلك. ثم يصلي فيكفر اكبر من ذلك. ثم يستريحون ما بينهم وبين العصر فيتوضأ الرجل فيكفر الوضوء الجراحات الصغار ثم يمشي الى الصلاة فيكفر المشي اكبر من ذلك. ثم يصلي اكثر من ذلك ثم يجترحون ما بينهم وبين المغرب فيتوضأ الرجل فيكفر الوضوء الجراحات الصغار ثم يمشي الى الصلاة كيف يكفر اكبر من ذلك؟ ثم يصلي فتكفر الصلاة اكثر من ذلك ثم يجترحون ما بينهم وبين العشاء الاخرة فيتوضأ رجل فيكفر الوضوء الجراحات الصغار ثم يمشي الى الصلاة فيكفر اكثر من ذلك. ثم يصلي فيكفر فيكفر الصلاة اكبر ومن ذلك ثم ينزل الناس ثلاث ثلاثة منازل له ولا عليه وعليه ولا له ولا عليه ولا له قلت وما له ولا عليه وعليه ولا له ولا عليه ولا له. فنظر الي وقال يا ابن اخي يغتنم الرجل ظلمة الليل وغفلة الناس عنه فيقوم فيصلي فذاك له ولا عليه. ويغتنم الرجل ظلمة الليل وغفلة الناس عنه. فيسعى فيما عاصي الله فذاك عليه ولا له. قال وينام الرجل حتى يصبح فذاك لا له ولا عليه. هذا اثر عظيم جدا اه عن سلمان الفارسي رحمه الله رضي الله عنه وارضاه وفيه فوائد عظيمة من فوائد هذا الاثر حرص السلف العظيم على نقي الاكابر من من اهل العلم وائمة الدين. وايضا حرص حرص التابعين على لقي الصحابة الكرام واهتمامهم بهذا الامر. وكم لهذا الحرص من اثر على العبد؟ بل جاء في كتب التراجم مثل سير اعلام النبلا ان كثيرا من طلاب العلم كان يحب الرحلة الى الحج ويكلف نفسه مشقة في تحصيلها من اجل رقي العلماء من اجل لقي العلماء لان الحج يجمع ويتوافد اهل العلم وغيرهم الى مكة في ذلك الوقت المبارك. فالشاهد ان هذا الحرص ينبغي ان يكون في قلب طالب العلم. واذكر قصة مؤثرة جدا كنت في مسجد الميقات في سنة من السنوات فجاني احد الحجاج من احد الدول وعلى وجهه الفرح ولابس احرامه ومتجه الى مكة. وصارحني قال لي والله انا في في قلبي فرح شديد في قلبي فرح شديد. تدري لماذا؟ قلت لماذا؟ قال ان شاء الله سأرى ابن باز قد ان شاء الله سأرى ابن باز انا انا انا اتمنى ان ارى هذا الرجل. وهو الان يعني مستشعر الفرح بوصوله الى مكة من اجل ان يرى هذا الامام رحمة الله عليه وغفر له وارى في وجهه فرحا عجيبا وسرورا عظيما وصارحني بذلك ان هذا الفرح من اجل انه سيرى الامام ابن باز رحمة الله عليه وغفر له. فانظر هذا الحرص سيقول اه اه طارق بن شهاب قال كان لي اخ يقال له ابو عزرة فكان يذكر سلمان فكان يرى من حرصي على لقي فقال لي يوما هل لك في صديقك؟ سلمان؟ هل لك في صديقك سلمان؟ قد قدم القادسية قد قال قد قدم القادسية قلت نعم فركبنا اليه فدخلنا عليه. الفائدة الثانية ان اعظم اهتمامات السلف في الوصية لطلبة العلم هي هذه الصلاة. واتمنى لو ان احد طلاب العلم يجمع هذه الوصايا وصايا السلف رحمهم الله تعالى فثمة اثار كثيرة عن عن السلف يبدأون وصيتهم لطلاب العلم بهذه الصلاة. فلو جمعت هذه الوصايا فانها نافعة جدا. نافعة جدا وهذا له نظائل جدا في آآ المأثور والمروي عن السلف ولعله يمر علينا في هذا الكتاب شيء من ذلك فقال ان الصلوات يقول سلمان ان الصلوات الخمس كفارة لما بينهن ما اجتنب به القتل. المراد بالقتل اي الكبائر كبائر الذنوب كما قال ذلك النبي عليه الصلاة والسلام ما اجتنبت الكبائر. وخص قتل بالذكر باعتبار انه من اعظم الكبائر واشدها بعد آآ كبيرة الشرك المبطلة للعمل كله ثم قال يصبح الناس انظر حال الناس من الصباح لليل يعرضها سلمان عرضا جميلا جدا يصبح ناس فيصلون صلاة الفجر ثم يجترحون ما بينهم وبين الظهر اي يقعون في بعض الذنوب او وبعض الخطايا فيتوضأ الرجل فيكفر الوضوء الجراحات الصغيرة اي الذنوب الصغيرة الجراحات الصغار ثم الى الصلاة اي صلاة الظهر فيكفر اكبر من ذلك. يعني يكفر من هذه الجراحات. تكفر صلاته من الجراحات اكبر مما كفره وضوءه. لان الوضوء يحصل به تكفير للخطايا. ثم اذا صلى فالصلاة اعظم من الوضوء فهي يكفر اكبر مما كفره الوضوء. ثم يقع مثل ذلك ايضا في المغرب في العصر والمغرب والعشاء كل صلاة تكفر ما بينها وبين الصلاة التي قبلها الفائدة الثالثة وهي ثمينة جدا احوال الناس في الليل كيف هي؟ انظرها ما اجملها هذه الفائدة احوال الناس في الليل اذا دخل الليل ما هي احوال الناس؟ ذكر رحمهم الله رضي الله عنه ان الناس في الليل على ثلاث منازل على ثلاثة منازل. له اي الليل ولا عليه وعليه اي الليل ولا له ولا عليه الليل ولا له الناس في الليل على ثلاثة اقسام. الناس في الليل هذه فائدة والله ثمينة جدا. الناس في الليل اقسامهم ثلاثة قسم الليل له لا عليه. وقسم الليل عليه لا له. وقسم الليل عليه لا عليه ولا له اقسامهم ثلاثة. قال قلت وماله ولا عليه وعليه ولا له وعليه ولا ولا عليه ولا له. ما معنى ذلك؟ فنظر الي وقال يا ابن اخي وهذا ايضا في لطف السلف رحمهم الله ورضي عنهم في الخطاب قال يا ابن اخي اغتنم الرجل ظلمة الليل وغفلة الناس عنه فيقوم فيصلي ان يأخذ نصيبا وحظا من قيام الليل. فمن فعل ذلك ماذا يكون شأنه؟ صار الليل له لا عليه. صار الليل له لعلي. يأخذ نصيبا وحظا من قيام الليل فيكون الليل له ما عليه. هذا الاول. الثاني رجل والعياذ بالله يغتنم ظلمة الليل وغفلة فيسعى في معاصي الله. فيسعى في معاصي الله. يقول الناس نيام ولا احد يشعر بي فيسعى في اعصي الله. وكم يسعى الان من اشخاص في معاصي الله؟ في الليل. ولا سيما الوسائل الحديثة التي استجدت الان بالنظر المحرم والسماع المحرم. ومثل هؤلاء يكون الليل عليهم لا لهم تجد الان اشخاص يغلق على نفسه غرفته ويقول لا احد يشعر بي ويفتح جهاز الانترنت وينظر مناظر محرمة ويسمع سماعات محرمة ثم يصبح وقد كان ليله عليه لا له والعياذ بالله يصبح وقد كان ليله عليه لا له. وليتأمل العاقل الليالي التي مضت من وقته. وقد شغلها بمثل هذا النظر المحرم اي فائدة حصل؟ ثم ليتفكر فيها مرة اخرى كم هي التبعات التي الان التي كتبت عليه في تلك الليالي التي اصبحت عليه لا له. فهذا قسم القسم الثاني من اقسام الناس مع الليل. القسم الثالث قال وينام الرجل حتى يصبح. يعني للعشاء ثم يذهب الى فراشه ينام الى الصبح. ويقوم هذا ماذا يكون شأنه؟ شأن الليل بالنسبة له لا عليه ولا لا؟ لانه نام لم يستغل بطاعة فيكون له ولم ايضا يفعل فيه معصية فيكون عليه فيكون ليله عليه ولا له فهذه اقسام الناس في الليل والله فائدة ثمينة جدا جدير بنا ان نعتني بها وجدير بنا ان احرص ان نكون من اهل القسم الاول بحيث يكون كل ليلة تمر علينا لنا لا علينا نسأل الله لنا اجمعين التوفيق والمعونة لذلك وان وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا الحسن بن عيسى قال انبأنا ابن المبارك قال انبأنا ابو معشر المدني عن محمد ابن كعب القرضي قال حدثني عبد الله ابن جارية مولى عثمان بن عفان عن حمران مولى عثمان قال مرت على عثمان فخارة فيها فدعا بها فتوضأ فاسبغ وضوءه ثم قال لو لم اسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم الا مرة او مرتين او ما حدثتكم به؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما توظأ عبد فاسبغ الوضوء ثم قام الى الصلاة الا غفر له ما بينه وما بين الصلاة الاخرى. قال محمد بن كعب وكنت اذا سمعت الحديث عن رجل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسته في القرآن فالتمست هذا فوجدته انا فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنب بك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما. فقلت ان الله لم يتم النعمة عليه حتى غفر له ذنوبه ثم قرأت هذه الاية اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق. حتى بلغ ولكن يريد ليطهركم يتم نعمته عليكم فعرفت ان الله لم يتم النعمة عليهم حتى غفر لهم. هذا الحديث عن محمد ابن قال حدثنا حدثني عبد الله بن جارية مولى عثمان بن عفان عن حمران مولى عثمان قال مرت على عثمان فخارة فخارة اي وعاء من الفخار فيه ماء فدعا به فتوضأ فاسبغ وضوءه ثم وقال لو لم اسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم الا مرة او مرتين او ثلاثا ما حدثتكم به. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما توضأ عبد فاسبغ الوضوء اي اتم الوضوء ثم قام الى الا غفر له ما بينه وبين الصلاة الاخرى. وهذا نظير ما تقدم من ان الصلاة الخمس يمحو الله سبحانه وتعالى بهن الخطايا. ثم تأمل فيما قاله راوي الحديث تأمل فيما قاله راوي هذا الحديث محمد ابن كعب القربي. يقول رحمه الله كنت اذا سمعت الحديث عن رجل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسته في القرآن. يعني ابحث عن شاهد له من القرآن وهذا نوع من التفقه عظيم جدا اذا سمع الحديث اخذ يتأمل في القرآن ويتدبر في ايات كتاب الله سبحانه وتعالى في البحث عن الشواهد لهذا الحديث من كتاب الله عز وجل. قال فالتمست هذا اي قول النبي ما توظأ صلى الله عليه وسلم ما توظأ عبد فاسبغ الوضوء ثم قام الى الصلاة الا غفر له ما بينه وبين الصلاة الاخرى يقول التمست هذا فوجدته تمست هذا فوجدته يعني شاهدا عليه من القرآن فوجدته في قوله تعالى انا فتحنا لك فتحا مبينا يغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما. يقول رحمه الله قلت ان الله لن يتم النعمة عليه حتى غفر له ذنوبه. لم يتم النعمة عليه حتى غفر له ذنوبه. يعني ان تمام نعمة لا يكون الا مع غفران الذنوب. لا يكون تمام النعمة مع بقاء الذنوب لم تغفر. فتمام النعمة انما يكون مع غفران الذنوب. فالله قال ليتم نعمته عليك. فعلمت ان الله لم يتم النعمة عليه حتى غفر له ذنوبه. هذه الفائدة ثم انتقل الى اية اخرى من القرآن. قال ثم قرأت هذه الاية اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق حتى بلغ ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم. فاستفاد من ذلك ان الطهارة يحصل بها غفران الذنوب لان قال على اثر ذلك ليتم نعمته عليكم والنعمة لا تتم الا غفران الذنوب فاخذ من ذلك ان الطهارة فيها تكفير للذنوب كما هو في الحديث ما توضأ عبد فاسبغ الوضوء ثم قام الى الصلاة الا غفر له ما بينه وبين الصلاة الاخرى. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يوفقنا اجمعين لما يحبه ويرضاه الاقوال وصالح الاعمال وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا ان خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا دنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا صرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط وعلينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسول رسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا