بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فنواصل القراءة في هذا الملتقى من كتاب تعظيم قدر الصلاة للامام المروزي رحمه الله تعالى ونسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا اجمعين بما علمنا. وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه سميع قريب مجيب. الحمد لله رب وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قولوا العلامة محمد بن نصر المروزي رحمه الله تعالى في كتابه تعظيم قدر الصلاة. قال ابو عبد الله وجعل الله كل خطوة اليها حسنة وكفارة وطهارة للذنوب. قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم قال اخبرنا جرير عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا توظأ الرجل فاحسن الوضوء ثم اتى المسجد اذا لا يريد الا الصلاة لم يخطو خطوة الا رفع الا رفع بها درجة. وحط عنه بها خطيئة. والملائكة تصلي على احد ما دام في مصلاه الذي صلى فيه اللهم صلي عليه اللهم صلي عليه اللهم ارحمه ما لم يحدث فيه ما لم يؤذي فيه وقال احدكم في الصلاة ما كانت الصلاة تحبسه قال حدثنا يحيى قال رحمه الله وجعل الله كل خطوة اليها حسنة وكفارة وطهارة وطهارة للذنوب. هذا مما يدل على عظيم قدر الصلاة. ورفيع مكانتها. ان اه كل خطوة الى الصلاة تكتب حسنة للعبد. وكل خطوة يكفر عنه بها سيئة وتكون طهارة للعبد من ذنوبه. فاذا كانت خطوات العبد الى هذه الصلاة حسنات كفارة فكيف بالصلاة نفسها؟ فكيف بالصلاة نفسها؟ فهذا مما يبين عظم شأن الصلاة ورفيع مكانتها ثم ساق بعض الاحاديث دالة على ذلك ذكر حديث ابي هريرة ان النبي الله عليه وسلم قال اذا توضأ الرجل فاحسن الوضوء ثم اتى المسجد لا يريد الا الصلاة. لم يخطو خطوة الا رفع رفع بها درجة وحط عنه بها خطيئة. هذا في الطريق الى المسجد في الطريق الى المسجد خطواته كل خطوة يرفع بها درجة ويحط بها عنه خطيئة بعدد الى بيت الله تبارك وتعالى. بهذا القيد الذي ذكر لا يريد الا الصلاة. لا يريد الا الصلاة مبتغيا بها وجه الله سبحانه وتعالى طالبا رضاه. قال والملائكة تصلي على احدكم ما دام في مصلاه وهذا امر اخر اذا وصل الى المسجد لنفرض انه وصل الى المسجد قبل بساعة او ساعتين او ثلاث وجلس لم يجلس الا لينتظر الصلاة فهو في مجلسه هذا في صلاته كما سيأتي في اخر الحديث قال احدكم في الصلاة ما كانت الصلاة تحبسه ما كانت الصلاة وهذا كما نبه العلماء رحمهم الله يشمل من دخل المسجد قبل الصلاة وجلس صلى النافلة تحية المسجد ثم جلس منتظرا الصلاة فهو في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه ينتظرها ويشمل ايضا من صلى ثم بقي في مصلاه. لم يخرج ينتظر الصلاة الاخرى. فهو لا يزال في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه وهذا ولا شك فيه تعظيم لقدر الصلاة. وبيان لاهمية التبكير اليها والجلوس في انتظارها وان هذا الجلوس في انتظار الصلاة جزء من التعظيم للصلاة. هذا في انتظار الصلاة يعد جزءا من التعظيم للصلاة. وكم وكم له من اثر على العبد في الخشوع في صلاته. وكم له اثر من الطمأنينة والسكون؟ ومن اللطائف التي يناسب ان اذكرها في هذا المقام في احد المساجد قديما كنت اصلي فيه فكان الى جنبي شاب من عادته ان يأتي في اثناء الصلاة من عادته ان يأتي في اثناء الصلاة يصلي يأتي لكنني مرة دخلت المسجد ووجدته جاء بعد الاذان وكنت الى جنب وكان من عادتي مجرد ان يسلم يمشي مباشرة فلما سلم لم يقم جلس. واطال الجلوس قليلا فلما اراد ان يقوم سلمت عليه قلت له اتدري لماذا لم تقم؟ سريعا وانت من عادتك انك اذا سلمت تقوم. اتدري هذه المرة لماذا لم تقم سريعا؟ قال لا. قلت هذه حسنة تبكيرك للصلاة. هذه حسنة تبكيرك للصلاة. والحسنة تنادي اختها. والحسنة تنادي اختها. فمن سريعا والامام قائم يصلي اذا سلم ينصرف بسرعة ومن جاء مبكرا لا يستطيع ان ينصرف لا لان نفسه اطمأنت وقلبه سكن وحصلت له الطمأنينة ولهذا التبكير للصلاة مهم ومما يعينك على التبكير ان تأخذ هذه الفائدة العظيمة التي نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام احدكم في الصلاة ما كانت في الصلاة تحبسه هذا الجلوس الذي لك يعد صلاة ما دامت الصلاة التي تحبسك. ايضا مما نبه عليه العلماء رحمهم الله ان هذا يشمل في بيته يشمل المرأة في بيتها. اذا اذن للصلاة كثير من النساء متعوذات في البيوت انها اذا اذن تأتي المصلى وقت الصلاة وتصلي ثم تنهض. فاذا بكرت لمصلاها في بيتها وصلت مثلا النافلة وجلست ولم تقم لاعمال المنزل وانما جلست تنتظر ان تصلي ولكنها لم تستعجل في الصلاة لتطمئن. فاخذت تذكر الله وتقرأ ما تيسر من القرآن. والصلاة في هذا المصلى لكنها لا تريد ان تقوم حتى تطمئن. فجلوسها هذا يعد صلاة لان الصلاة تحبسها فالامر لا يختص الرجل بل المرأة ايضا في مصلاها في بيتها يتناولها ذلك قال بن عبد البر رحمه الله ولو صلت المرأة في مسجد بيتها يعني المكان الذي تصلي فيه عادة في بيتها فيه تنتظر الصلاة فهو داخل في هذا المعنى اذا كان يحبسها عن قيامها لاشغالها انتظار الصلاة اذا كان يحبسها عن قيامها لاشغالها انتظار الصلاة. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا يحيى بن يحيى قال اخبرنا ابو عوانة عن يعلى بن عطاء عن معبد بن هرمز عن سعيد بن المسيب قال حضر رجل حضر رجلا من الانصار الموت فقال اني محدثكم اليوم حديثا وما احدثكموه الا احتسابا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم خرج الى المسجد يصلي في جماعة فلن يرفع رجله اليمنى الا كتب الله له بها حسنة ولم يضع رجله الشمال الا حط الله عنه بها خطيئة. فاذا صلى بصلاة الامام انصرف وقد غفر له فان هو ادرك بعضا وفاته بعض كان كذلك. وان هو ادرك الصلاة وقد صليت فاتم صلاته ركوعها وسجودها كان كذلك ثم اورد هذا الحديث عن رجل من الانصار لم يسم وجهالة الصحابي لا تضر انه ادركه الموت فقال لمن عنده اني محدثكم اليوم حديثا وما احدثكموه الا احتسابا اي احتساب الاجر عند الله سبحانه. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ في بيتي فاحسن وضوء ثم خرج الى المسجد يصلي في جماعة اي لاجل ان يصلي في جماعة فلن يرفع اليمنى الا كتب الله له بها حسنة ولم يضع رجله الشمال الا حط الله عنه بها خطيئة. فاذا صلى بصلاة الامام انصرف وقد غفر له اي غفرت له ذنوبه. قال فان هو ادرك بعظا وفاته بعظ انا كذلك اي غفرت له ذنوبه وان هو ادرك الصلاة وقد صليت فاتم صلاته وركوعه كوعها وسجودها كان كذلك ايضا غفر له. لكن كما نبه العلماء على فرض صحة هذا الحديث والحديث في اسناده معبد ابن هرمز مجهول فعلى فرض صحة هذا الحديث فانه يحمل ما لم يكن عن كسل وتهاون وعادة في المرء انه يأتي متخلفا ومتأخرا فانه لا يزال رجل يتأخر عن الصلاة حتى يؤخره الله التأخر عن الصلاة امر ليس بالهين. فيحمل هذا ان صح على ما لم يكن عادة للانسان. ما لم يكن عادة الانسان هو ما لم يكن ناشئا عن الكسل والتفريط والتهاون بامر الصلاة. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا عمرو بن زرارة زرارة قال حدثنا إسماعيل عن عوف قال حدثني سيار ابن سلامة ابو المنهال قال دخلنا على ابي برزة الاسلمي رضي الله عنه فقال له ابي حدثنا كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المكتوبة قال كان يستحب ان يؤخر من العشاء التي يدعونها العتمة وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها اورد هذا الحديث حديث ابي برزة الاسلمي رضي الله عنه عندما سئل كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي؟ المكتوبة قال كان يستحب ان يؤخر من العشاء التي يدعونها العتمة. والعتمة الظلمة التي تكون بعد مغيب الشفق ويقابله في اخر الليل الغلس وهي الظلمة التي تكون في اخر الليل قبل انفلاق الصبح فكان يؤخر العشاء كان يؤخر من اه العشاء وهذا فيه الاستحباب ذلك ما لم يكن فيه مشقة على الناس. وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها. اما كراهية النوم قبلها لما يخشى من ان يترتب على ذلك فوات وتفويت صلاة العشاء مع الجماعة. واما كراهية الحديث بعدها فسيأتي تنبيه المصنف رحمه الله تعالى على الحكمة من ذلك. قال رحمه الله الله تعالى حدثنا اسحاق قال اخبرنا جرير قال حدثنا منصور عن خيثمة عن رجل من قومه عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا سمر بعد العشاء الاخرة الا لاحد رجلين مصل ومسافر. نعم. قال ابو عبد الله قال بعض اهل العلم انما نهى عن السمر بعد العشاء الاخرة لان مصلي العشاء الاخرة قد كفرت عنه ذنوبه لصلاته فنهي ان يسمر في حديثي مع الناس خوفا ان يكون له في كلامه ما يدنس نفسه بالذنب بعد طهارة لانه ينام بطهارته. نعم. قال حدثنا الفضل ابن موسى ابو العباس قال حدثنا ابراهيم ابن بشار قال سمعت سفيان يقول تكلمت بشيء بعد العشاء الاخرة فقلت ما ينبغي لي ان نام على هذا فقمت فتوضأت وصليت ركعتين واستغفرت وما قلت هذا لازكي نفسي ولكن ليعمل به بعضكم قال حدثنا يحيى ابن يحيى قال حدثنا عبدة بن سليمان عن الاعمش عن خيثمة قال كانوا يحبون اذا اوتر الرجل ان ينام بين هنا رحمه الله تعالى الحكمة من النهي عن السمر بعد العشاء بان الحكمة من ذلك ان من صلى العشاء كفرت عنه ذنوبه لصلاته. فيستحب له ان ينام فهذا على هذه الحال ان ينام على هذه الحال انه كفرت عنه ذنوبه وغفرت بهذه الصلاة فينام على هذا هذه الحال المباركة الطيبة. اما ان تحدث بعد العشاء فقد يكون في اذا بعد العشاء شيء من الاثم. فاذا نام عليه نام على هذا الاثم الذي تحدث به بعد العشاء والواقع ان كثير من الناس لا ينام الا على الاثم. الواقع ان كثير من الناس لا ينام لا يضع رأسه الا على الاثم يتحدث بابواب من الاثم من غيبة او نميمة او فحش او بذاء او غير ذلك. ثم يضع رأسه وربما ايضا نام ولم يأت بشيء من الاذكار. التي هي اذكار النوم. وهذه من الحال الاسيفة التي فيها وقع فيها كثير من الناس. عافانا الله اجمعين ووقانا. امين يا رب. امين. كان من الحكمة من النهي عن السمر بعد العشاء من اجل ان ينام المرء هذه النومة المباركة. ان ينام هذه النومة المباركة نومة على التكفير للخطايا وايضا الحكمة الاخرى وهي لا تقل اهمية عن هذه ان في هذا النوم المبكر بعد معونة للعبد على قيام الليل. ومعونة له على القيام لصلاة الفجر بهمة ونشاط. ومعونة له على الاستفادة من يومه فالغد احسن استفادة لانه قد اخذ حظه من النوم بقدر كافي في في وقت مبكر هذا نهى النبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه عن السمر بعد العشاء ولنأخذ هذا النموذج العجيب الجميل من حال السلف رحمهم الله تعالى مع وصايا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال سفيان رحمه الله تكلمت بشيء بعد العشاء الاخرة يخبر اصحابه وتلاميذه ومن عنده على وجه لا على وجه المراءة. قال تكلمت بعد العشاء الاخرة فقلت ما ينبغي لي ان انام على هذا وما الذي تكلم به؟ ما الذي تكلم به هذا الامام؟ الذي ما احب ان ينام الا ان يصلي ركعتين. وليقارن بما يتكلم به الان في كثير من المجالس. وكيف ان ينام ولا يبالي. مع ان النومة التي ينامها الانسان قد تكون اخر نصيبه وحظا من الدنيا. ولهذا شرع للنائم في كل مرة ينام ان يقول اللهم اللهم ان امسكت نفسي فارحمها وان ارسلتها فاحفظها لانها قد تمسك نفس الانسان في هذه النومة. وكم من الناس لا اقول من كبار السن بل من الشباب. من نام على فراشه وكانت هي النومة. ليس كبار السن. كم من الشباب من نام وكانت هي النومة امسكت روحه في في نومته تلك والمؤمن اذا امسى لا ينتظر الصباح. واذا اصبح لا ينتظر المساء بل يكون في كل اوقاته على احسن حال متهيأ للقاء ربه سبحانه وتعالى. فيقول رحمه الله تعالى فقمت فتوضأت وصليت ركعتين استغفرت وما قلت هذا لازكي نفسي ولكن ليعلم به بعضكم. ذكره لهم من باب التربية لهم التعليم نعم والاثر الذي ساقه كانوا يحبون اي السلف اذا اوتر الرجل ان ينام اذا ترى الرجل ان ينام هذا في حق من اوتر في اول الليل. في في حق من اوتر اول آآ الليل فاذا اوتر بعد الوتر يجعل نومه بعد الوتر لا ينشغل بشيء من حديث الدنيا وانما يجعل آآ نومته بعد الوتر مباشرة غير مشتغل بعده بشيء من حديث الدنيا نعم. قال ابو عبد الله رحمه الله وجعل الله الفرائض كلها لازمة لازمة في بعض الاوقات من الزمان وساقطة في بعضها كالصيام المفترض شهرا من السنة. وعلى من ملك ما تجب في فيه الزكاة والحج على من وجد السبيل اليه في العمر مرة واحدة. وكذلك جميع الفرائض رفع فرض وجوبها في حال ولم يجب فرضه في كل حال الا الصلاة وحدها. فان الله تعالى الزم عباده خمس صلوات في كل يوم وليلة. وانما منع الحائض من الصلاة تعظيما لقدر الصلاة لا تقربها الا هي طاهرة من الحيض. الا انه خفف شطرها عن المسافر رحمة له لما من تعب السفر وشدته والزمه على كل حال فرض الشطر الباقي. فلم يزل فرضها اذا حضر وقتها في حال من الاحوال الا في الحال التي تزول فيها العقول والزائل العقل كالميت الذي لا يلزمه وجوب فرض الله في بدنه من الفرائض كلها. وجعلها واجبة في كل شديدة وسقم ان يؤديها العاقل البالغ قائما ان استطاع وجالسا ان لم يستطع القيام ومضطجعا ان لم يقدر على القعود موميا ان لم يقدر على الركوع والسجود حتى اوجب فرضها عند المخاطرة بتلف النفوس عند الخوف من المشركين. ولم يرفعها الله عن عباده في حال امن ولا خوف ولا صحة ولا سقم. فاعقلوا ما عظم الله قدرها لشدة ايجابه اياها والزامها عباده في كل الاحوال لتعظموها اذ عظمها الله وتجزعوا ان تضيعوها وتنقصوها ولتؤدوها باحضار العقول وخشوع الاطراف. ثم لم رخص لاحد ان غلب بنوم او نسيان ان يدع ان يأتي بها كما افترظت عليه لو لم كما افترظت عليه لو لم يغلب عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم من نام عن صلاته فليصلها اذا انتبه لها ومن نسي صلاة فليصلها اذا ذكرها اه ثم جعل جميع الطاعات من الفرض والتنفل متقبلة بغير طهارة ولا ينقضها الاحداث. ولا يفسدها الا الصلاة الا الصلاة وحدها لايجاب حقها واعظام لايجاب حقها واعظام قدرها الا الطواف بالبيت. فان السنة ان يؤتى به على طهارة هذه عديدة ساقها رحمه الله تعالى مبينا من خلالها تعظيم قدر الصلاة وبيان رفيع مكانتها من بين سائر العبادات. فذكر الوجه الاول رحمه الله تعالى ان الله عز وجل جعل الفرائض كلها لازمة في بعض الاوقات من الزمان الفرائض فرائض الدين واجبة في بعض الاوقات من الزمان. وذكر امثلة على ذلك الصيام لا يجب في الا شهرا واحدا ليس لم يفترضه الله في السنة كلها الا شهرا واحدا. والزكاة التي هي قرينة الصلاة في كتاب الله لا تجب الا على من ملك الزكاة. وتكون اذا حال الحول والحج انما يجب في العمر كله مرة واحدة. بينما الصلاة فان انها عبادة دائمة مستمرة في كل يوم وليلة. افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده خمس مرات في اليوم والليلة اما نعم اما الصلاة فان الله سبحانه وتعالى الزم عباده خمس في كل يوم وليلة في كل يوم وليلة واوجبها عليهم في كل حال آآ واوجبها في كل حال بخلاف سائر الطاعات. وانما يقول منعت الحائض من الصلاة اي وقت حيضتها من باب تعظيم الصلاة. من باب تعظيم الصلاة فهي لا تقرب الصلاة وقت حيضتها. تعظيما الصلاة وعناية بعظيم قدرها ورفيع مكانتها. ايظا من الادلة على تعظيم قدر الصلاة مما ذكره رحمه الله ان الله جعلها واجبة في كل شديدة وسقم ان الله جعلها واجبة في كل شديدة وسقم ان يؤديها العاقل البالغ قائما ان استطاع ان لم يستطع جالسا ان لم سطع مضطجعا فهي واجبة على العبد في كل احواله حتى في حالة الخوف وملاقاة الاعداء مما يدل على عظيم قدرها ايضا ان الله لم يرخص لاحد ان غلب بنوم او نسيان ان يدع ان يأتي بها فاذا نام عن الصلاة او نسيها من عظم قدرها ورفيع مكانتها انه الزم بان يأتي بها من نام عن صلاة فليصلها اذا انتبه لها. ومن نسي صلاة فليصلها اذا ذكرها. ومما يدل على عظيم قدره فيها انها لا تقبل الا بالطهارة. لا تقبل الا بالطهارة وهذا مما يدل على عظيم قدر الصلاة بخلاف غيرها من العبادات قال الا الطواف بالبيت فان السنة ان يؤتى به على طهارة لانه صلاة. نعم. قال رحمه الله تعالى ومن الدليل على انها ارفع الاعمال ان الله عز وجل اوجب الا تؤتى الا بطهارة الاطراف ونظافة الجسد كله واللباس من من جميع الاقذار ونظافة البقاع التي يصلي عليها ثم زادها تعظيما انه امرهم اذا عدموا الماء عند حضور وقت الصلاة ان يضربوا ايديهم على الصعيد فيمسحوا مكارم وجوههم بالتراب اعظاما لقدرها الا تؤدى الا بطهارة. ثم اختلفوا فيمن لم يجد ماء ولا صعيدا فقال جماعة من العلماء يصلي حتى يجد الماء او الصعيد ثم يتطهر بايهما وجد ثم يقضي ما ترك من الصلوات في حال عدمه للماء والتراب. وقال جماعة منهم بل عليه ان يصليها لا محال اذا حضر وقتها. وان لم يجد ماء ولا صعيدا. ولا يحل له تأخيرها حتى يذهب وقتها لان الله عز وجل اوجب اقامة الصلاة في غير موضع من كتابه. ولم يشرط الطهارة ولم يشترط وانما امر بالطهارة عند الوجود. فاذا لم يجد ما يتطهر به فعليه اقامتها حتى يجد الطهور. كما يجب عليه الا يصلي حتى يستر عورته اذا كان واجدا لما يستر به عورته. فاذا لم يجد صلى عريانا ولم يكن له ان يؤخر الصلاة الى ان ان يجد ثوبا يستر به عورته. وقال بعضهم عليه اذا عدم الماء والتراب ثم وجد احدهما تطهر بايهما وجد. واعاد ما صلى احتياطا واخذا بالثقة. ولم يقل احد ان الفرض عنه ساقط لا يجب عليه ان يأتي به في حال عدم الماء والتراب ولا بعد وجودهما وهذا ايضا من الدليل على رفعة شأن الصلاة وعظيم قدرها ان الله عز عز وجل اوجب الا يؤتى بها الا بطهارة الاطراف. ونظافة الجسد ونظافة البقعة التي يصلى فيها كل ذلك تعظيما لقدر الصلاة وبيانا لرفيع مكانتها. نعم. قال رحمه الله تعالى آآ ومن الدليل على عظم قدرها وفضلها على سائر الاعمال ان كل فريضة افترضها الله فانما افترضها على بعض الجوارح دون بعض ثم لم يأمر باشغال القلب به الا الصلاة فانه امر ان يقام بجميع الجوارح كلها وذلك ان ينتصب العبد ببدنه كله ويشغل قلبه بها ليعلم ما يتلو وما يقول فيها ولم يفعل ذلك بشيء من الفرائض. لم يمنع ان يشتغل العبد في شيء من الفرائض عمل سواه الا الصلاة وحدها فان الصائم له ان يلتفت وينام ويتكلم بغير ذكر الصوم. بغير بغير ذكر الصوم ويعمل بجوارحه ويشغلها فيما احب من منافع الدنيا ولذاتها مما احل له. والمقاتل في سبيل الله له ان يلتفت ويتكلم والحاج في قضاء مناسكه قد ابيح له ان يتكلم كذلك فيما بين ذلك. وينام ويشتغل بما احب من في الدنيا المباحة له وله ان يتكلم في الطواف وكذلك اعطاء الزكاة وجميع الطاعات وجميع الطاعات له ان يعمل فيها ويتفكر في غيرها ومنع المصلي من الاكل والشرب وجميع اعمال الدنيا من الالتفات وجميع اعمال الدنيا من الالتفات والافعال بالجوارح الا والافعال بالجوارح الا والافعال بالجوارح الا بالصلاة وحدها ومن من التفكر الا فيما يتلو ويقول الا ان العمل في الصلاة بغيرها مختلف في الظرر في الدين. فمنه ما يفسد الصلاة ومنه ما يلزم به سجود السهو ومنه ما يكون منقوصا من الثواب على صلاته. الا ان اهل العلم مجتمعون على انه اذا شغل جارحة من جوارحه بعمل من غير عمل الصلاة او بفكر وشغل قلبه بالنظر في غير امر الصلاة انه منقوص من ثواب من لم يفعل ذلك تاركا جزءا من تمام صلاته وكمالها. فالمصلي كأنه ليس في الدنيا ولا في شيء منها اذا كان بجميع قلبه جميع بدنه في الصلاة فكأنه ليس في الارظ الا ان ثقل بدنه عليها وذلك الا ان ثقل بدنه عليها. احسن الا ان ثقل بدنه عليها وذلك انه يناجي الملك الاكبر فلا ينبغي ان يخلط مناجاة الاله العظيم بغيرها وكيف يفعل ذلك؟ والنبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر ان الله مقبل عليه بوجهه. فكيف يجوز لمن صدق بان الله مقبل عليه بوجهه ان يلتفت او يغيب او يتفكر او يتحرك بغير ما يحب المقبل عليه بوجهه. لان اشتغاله في صلاته بغيرها من التفات او العبث او التفكر في شيء من الدنيا هو اعراض عن من اقبل عليه. وما يقوي قلب عاقل لبيب ان يقبل عليه من الخلق من له عنده قدر فيراه يولي عنه بمعنى من المعاني. وكل مقبل سوى الله لا يطلع على ظمير على ضمير من ولى عنه بضميره والله تعالى مقبل على المصلي بوجهه يرى اعراضه بضميره وبكل جارحة من جوارحه سوى صلاته التي اقبل عليه بوجهه من اجلها فكيف يجوز لمؤمن عاقل ان يملها او يلتفت او يتشاغل بغير الاقبال على رب العالمين اذ اخبره النبي صلى الله عليه وسلم ان الله مقبل عليه بوجهه فهل يفعل ذلك من فعله الا قلة بالمقبل عليه او كيف يجوز لمن عرف ان الله مقبل عليه وهو مناج له ان يعرض عنه بما قل او كثر كلام عظيم ليتك تعيده مرة اخرى ونزيد في التأمل في هذا الكلام نعم قال رحمه الله تعالى ومن الدليل على عظم قدرها وفضلها على سائر الاعمال ان كل فريضة افترضها الله فانها على بعض الجوارح دون بعض ثم لم يأمر باشغال القلب به الا الصلاة فانه امر ان يقام بجميع الجوارح كلها وذلك ان ينتصب العبد ببدنه كله ويشغل قلبه بها ليعلم ما يتلو وما يقول فيها. ولم يفعل ذلك بشيء من الفرائض لم يمنع ان يشتغل العبد في شيء من الفرائض بعمل سواه الا الصلاة وحدها. فان الصائم له ان يلتفت وينام ويتكلم بغير ذكر الصوم ويعمل بجوارحه ويشغلها فيما احب من منافع الدنيا ولذاتها مما احل له والمقاتل في سبيل الله له ان يلتفت ويتكلم والحاج في قضاء مناسكه قد ابيح له ان يتكلم كذلك فيما بين ذلك وينام ويشتغل بما احب من منافع الدنيا المباحة له. وله ان يتكلم في الطواف وكذلك اعطاء الزكاة. وجميع الطاعات له ان يعمل فيها ويتفكر في غيرها. ومنع المصلي من الاكل والشرب وجميع اعمال الدنيا من الالتفات الافعال بالجوارح الا بالصلاة وحدها. ومن التفكر الا فيما يتلو ويقول الا ان العمل في الصلاة بغيرها مختلف في الظرر في الدين فمنه ما يفسد الصلاة ومنه ما يلزم به سجود السهو ومنه ما يكون منقوصا من الثواب على صلاته. الا ان اهل العلم مجتمعون على انه اذا شاغل جارحة من جوارحه بعمل من غير عمل الصلاة او بفكر وشغل قلبه بالنظر في غير امر انه منقوص من ثواب من لم يفعل ذلك تاركا جزءا من تمام صلاته وكمالها. فالمصلي كانه ليس في الدنيا ولا في شيء منها اذا كان بجميع قلبه وجميع بدنه في الصلاة فكأنه ليس في الارظ الا ان ثقل بدنه على اليها وذلك انه يناجي الملك الاكبر فلا ينبغي ان يخلط مناجاة الاله العظيم بغيرها. وكيف يفعل ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر ان الله مقبل عليه بوجهه. فكيف يجوز لمن صدق بان الله مقبل عليه بوجهه ان يلتفت او يغيب او يتفكر او يتحرك بغير ما يحب المقبل عليه بوجهه. لان اشتغاله في صلاته بغيرها من الالتفات او العبث او التفكر في شيء شيء من الدنيا هو اعراض عمن اقبل عليه. وما يقوي قلب عاقل لبيب ان يقبل ان يقبل عليه من الخلق. من له؟ وما يقوى قلبه عاقل. وما يقوى قلب عاقل لبيب ان يقبل عليه من الخلق من له عنده قدر فيراه يولي عنه بمعنى من المعاني وكل مقبل سوى الله لا يطلع على ضمير من ولى عنه بضميره. والله تعالى مقبل على المصلي بوجهه. يرى اعراضه بضميره وبكل جارحة من جوارحه سوى صلاته التي اقبل عليه بوجهه من اجلها. فكيف يجوز لمؤمن عاقل ان يملها او يلتفت او يتشاغل بغير الاقبال على رب العالمين. اذ اخبره النبي صلى الله عليه وسلم ان الله مقبل عليه بوجهه فهل يفعلوا ذلك من فعله الا قلة مبالاة بالمقبل عليه. او كيف يجوز لمن عرف ان الله مقبل عليه وهو مناج له له ان اعرض عنه بما قل او كثر. هذا كلام عظيم جدا في بيان عظيم قدر الصلاة ورفيع مكانتها وانها خصت من بين سائر الطاعات ان المصلي يجب ان يقبل على صلاته بقلبه وجوارحه. وليس له ان يستغل بغير بينما الصائم له ان له ان يتكلم وقت الصيام وينام الحاج له وقت الحج له ان يتكلم يأكل ويشرب ويتحدث اه المزكي المجاهد الى غير ذلك اما الصلاة فانه ليس له ان يشتغل الا بالصلاة ليس ان يأكل ولا ان يتكلم ولا ان يلتفت جميع جوارحه تكون مقبلة على هذه الصلاة وايضا قلبه يكون مقبلا على هذه الصلاة فهذا مما يبين عظيم مكانتها ورفيع منزلتها. وانظر كلامه الجميل فيما ينبغي ان يكون عليه حال المصلي حيث قال رحمه الله فالمصلي كانه ليس في الدنيا ولا في شيء منها. المصلي حقا وصدقا في اقباله على صلاته كانه ليس في الدنيا. لان جوارحها كلها ليست مشتغلة باي شيء من امر الدنيا وقلبه كذلك ليس مشتغلا بشيء من امر الدنيا. ولهذا كما سيأتي معنا ليس للمرء من صلاته الا ما عقل منها. اما ما كان منشغلا فيه قلبه بامور الدنيا لا يكون من صلاته. ولهذا ذكر رحمه الله تعالى ان انشغال المرأة بالقلب او الجوارح عن الصلاة باجماع اهل العلم انه مؤثر في صلاته. لكنه مختلف في الضرر مختلف في الظرر فمنه ما يفسد الصلاة ومنه ما يلزم به السجود ومنه ما يكون منقوصا من الثواب على صلاته لكنه باجماع اهل العلم كل ذلك مؤثر في صلاة العبد الا اذا كان العبد في صلاته مقبلا بقلبه وبدنه خاشعا خاطئا متفكرا فيما يتلو وفيما يأتي به من آآ اذكار لله سبحانه ثم ذكر ما يعين العبد على هذا الخشوع وهذا الاقبال ان يتفكر في كل صلاة يصليها ان الله سبحانه وتعالى عليه بوجهه ان الله مقبل عليه بوجهه. يقول كيف يجوز لمن صدق بان الله مقبل عليه بوجهه ان يلتفت وانتبه جيدا لقوله لمن صدق. لتعرف من خلال ذلك عظم الجناية. الشديدة التي جناها اهل التأويل والتحريف لاسماء الله وصفاته على الناس في عقائدهم. فمن لم يصدق بذلك لا يكون او لا يحظى بهذا الاثر لكن المؤمن المصدق بكلام الرسول عليه الصلاة والسلام كم له من اثر عليه. يقول كيف يجوز لمن صدق بان الله مقبل عليه بوجهه ان يلتفت. او يغيب اي عن صلاته او التفكر في شيء من الدنيا. وينبه رحمه الله ان الانسان لو كان قائما بين يدي شخص له مكانة عنده. ومنزلة لا يكون كذلك يقول وما يقوى قلب عاقل لبيب ان يقبل عليه من الخلق من له عنده قدر فيراه يولي عنه بمعنى من المعاني. يولي عنه بمعنى من المعاني وكل مقبل سوى الله لا يطلع على ظميره. لا يطلع على ظميره وانما يطلع على الظمير وما في القلوب هو الله سبحانه وتعالى رب العالمين. والله مقبل على المصلي بوجهه يرى اعراضه بظميره وبكل من جوارحه. فهذا كله مما يعين العبد على حسن الاقبال على الله سبحانه وتعالى في صلاته ان يستحضر في كل صلاة يصليها ان الله سبحانه وتعالى قد اقبل عليه بوجهه فليحذر من ان يلتفت عن ربه ومولاه لا بقلبه ولا بشيء من جوارحه. ثم ساق من الاحاديث ما لذلك نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا يحيى ابن يحيى عن ما لك ابن انس عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه هما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا كان احدكم يصلي فلا يبص قبل فلا يبص قبل وجهه فان الله قبل وجهه اذا لا صلى قال حدثنا يحيى ابن يحيى قال اخبرنا خالد ابن عبد الله عن حميد عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ايها الناس ان احدكم اذا كان في الصلاة فانه مناج ربه وربه فيما بينه وبين القبلة وحدثنا عمرو بن زرارة قال اخبرنا حاتم بن اسماعيل عن يعقوب بن مجاهد ابي حرزة عن عبادة ابن الوليد ابن عبادة ابن الصامت قال خرجت انا وابي نطلب العلم حتى اتينا جابر ابن عبدالله رضي الله عنه في مسجده. فقال اتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا هذا وفي يده عرجون فرأى في قبلة المسجد نخامة فاقبل عليها فحكها بالعرجون ثم اقبل علينا فقال ايكم يحب ان يعرض الله عنه فخشعنا ثم قال ايكم يحب ان يعرظ الله عنه؟ قلنا لا اينا يا رسول الله؟ قال فان احدكم اذا قام يصلي فان الله قبل وجهه فلا يبصن قبل وجهه ولا عن يمينه. هذه الاحاديث الثلاثة ساقها اه كلها شاهدا لما سبق من كلامه ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الله مقبل على المصلي وجهه ان الله مقبل على المصلي بوجهه. قال فان الله قبل وجهه اذا صلى. في الحديث الاخر فيما بينه وبين القبلة وهو بمعنى الذي قبله اي انه قبل وجهه وليس ظاهر هذا الحديث اي قوله بينه وبين القبلة ليس ظاهر هذا الحديث ان المراد به بينه وبين الجدار الذي يستقبله في في صلاته. وانما الله سبحانه وتعالى علي عرشه. وهو قبل المصلي قبل وجه المصلي في صلاته. والله جعل لنا في ذلك اية من خلقه وله تبارك وتعالى المثل الاعلى فالقمر يكون قبل وجه المسافر في سفره والقمر في السماء والمسافر يمشي على الارض المسافر يمشي على الارض ومن اساء الفهم لهذا الحديث الجأه اساءة فهمه لهذا الحديث الى تأويلا وصرفه عن ظاهره كما هو الشأن عند ارباب البدع اهل التأويل والتحريف. اما من فهم الحديث على ظاهره في ضوء قاعدة اهل السنة والجماعة مع اه التقديس لله سبحانه والتنزيه له عن كل ما لا يليق به بالثمرة العظيمة التي يجنيها كل من امن باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته كما جاءت عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال رحمه الله تعالى حدثنا هارون ابن عبد الله قال حدثنا ابو داوود الطيالسي قال حدثنا ابان ابن يزيد عن يحيى ابن ابي كثير عن زيد ابن ابي سلام عن زيد ابن سلام عن ابي سلام عن الحارث الاشعري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تبارك وتعالى اوحى الى يحيى ابن زكريا بخمس كلمات ان يعمل بهن ويأمر بني اسرائيل ان يعملوا بهن. فجمع بني اسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد فقال قعدوا على الشرفات ثم خطبهم فقال ان الله اوحى الي بخمس كلمات اعمل بهن وامر بني اسرائيل ان يعملوا بهن. اولهن الا يشركوا بالله شيئا فان مثل من اشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا له من خالص ما له بذهب او ورق ثم اسكنه داره وقال اعمل وارفع الي فجعل العبد يعمل ويرفع الى غير سيده. فايكم يرظى ان يكون عبده كذلك؟ وان الله خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئا. واذا قمتم الى الصلاة فلا تلتفتوا فان الله مقبل بوجهه الى وجه عبده ما لم يلتفت. وذكر في هذا الحديث ساقه من اجل قوله آآ عليه السلام في آآ قول يحيى بن زكريا عليه السلام لقومه في وصيتهم للصلاة في وصيته لقومه لقومه بالصلاة بان لا يلتفتوا قال فان الله مقبل بوجهه الى وجه عبده ما لم يلتفت فلاجل ذلك ساق هذا الحديث نتنبه لهذه الفائدة الثمينة جدا بهذا المثل العظيم الذي ضربه يحيى ابن زكريا عليه السلام لبيان فساد الشرك وفساد حال المشرك وان مثل من اشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا له من خالص ما له بذهب او ورق ثم اسكنه داره. وقال اعمل وارفع لي. فجعل العبد يعمل ويرفع الى غير ايه ده؟ فايكم يرظى ان يكون عبده كذلك؟ وان الله خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئا وهذا مما يبين قبح الحال التي عليها المشرك الله الذي خلق ويرزقه ويمده بالصحة والعافية والمال والمسكن وغير ذلك ولكنه في في قلبه منصرف الى آآ بقعة من البقاع في الارض. اما قليل من التراب او صخرة من الصخور او قبة من القباب من القباب يتجه اليها بعبادته. سبحان الله انتبهوا لهذا المعنى ولعلي ازيد في توضيحه. في الحديث لما سأل ابا ذر النبي صلى الله عليه وسلم عن اية الكرسي وقال والحديث في مسند قال عليه الصلاة والسلام ما السماوات السبع؟ والاراضون السبع في الكرسي الا كحلقة من حديد القيت في وفضل العرش على الكرسي مثل ذلك. وفضل العرش على الكرسي مثل ذلك. هذا ذكره عليه الصلاة والسلام بيانا لقول الله وسع كرسيه السماوات والارض ولهذا خرج هذا الحديث مخرج التفسير للاية فقوله وسع كرسي والسماوات والارض يوضحوا قول النبي عليه الصلاة والسلام ما السموات السبع والاراضون السبع؟ في الكرسي الا كحلقة من حديث القيت في فلاة لو جئت بقطعة من حديد صغيرة ورميتها في الصحراء واردت ان تقارن بين نسبة هذه الحلقة صغيرة الى الصحراء الكبيرة اي شيء تكون؟ وفضل العرش على الكرسي مثل ذلك يعني نسبة الكرسي للعرش كحلقة من حديد القيت في صحراء. هذي مخلوقات لله. والله سبحانه وتعالى الكبير المتعال مستوا على عرشه المجيد. وهذه المخلوقات العرش وما دونه كلها خلقها الله بقدرته ومشيئته سبحانه وتعالى ثم تجد في كثير من الناس لا اقول قليل وما اكثر الناس ولو حرصت من مؤمنين من يتجه الى جزء صغير جدا من الارظ من يتجه الى جزء صغير جدا من الارظ قطعة صغيرة من الارظ فيقبل عليها بقلبه يدعوها ويسألها ويطلب منها ويتبرك بها ويرجو منها عافيته الى غير ذلك كما هو حال جميع المشركين جميع المشركين التفتوا الى قطعة صغيرة من الارض فاتجهوا اليها في عبادتهم. اي شيء تكون هذه القطعة الصغيرة من الارض التي يلتجأ اليها. اين عقول هؤلاء التافهة الظائعة الضالة؟ اي شيء تكون؟ سواء كانت التفات الى شجرة او قبة من القباب او صخرة من الصخور او حفنة من التراب او غير ذلك اي شيء تنفعه هذه؟ فهذا كله مما يبين سفه المشرك في هذه الكون وهذا الخلق الذي خلقه الله سبحانه وتعالى والله الذي يرزقه والله الذي يمده بالصحة والعافية والمال والتجارة وغير ذلك ثم يلتفت في عبادته الى مخلوق من المخلوقات. اذكر قديما كنت في رحلة في احدى الدول في داخل تلك الدولة من بلدة الى اخرى فلما وصلنا الى ارض المطار واذا امرأة مسنة الى جنبها زوجها فاخرجت من حقيبتها صنم صغير عندما وصلت الطائرة الى ارض المطار اخرجت الى من حقيبتها صنم صغير وضعته امامها وسجدت عليه وهي جالسة ثم اعطت زوجها ذلك الصنم سجدت عليه ثم اخذت منديلا ومسحت معبودها من معالم بمعبودها من عرق او شيء من هذا القبيل نظفت معبودها وادخلته في حقيبتها يا سبحان الله يا سبحان الله انظر انظر الفساد كانوا قديما في قديمة قبل الاسلام كان بعضهم يأتي بالتمر ويعجنه ويجعله على صيغة معبود ويعبده واذا جاء اكل معبوده من قصصهم في ذلك ما ذكره احد الصحابة يقول كنا في الجاهلية معنا حجر في سفر ففقدناه في بعض الطريق وكنا نعبده. فنادى مناد في الطريق يا قوم انا قد فقدنا ربكم فالتمسوا الرب ظاهر انا فقدنا ربكم فالتمسوه يقول فتفرقنا في الاودية وبين الاشجار نبحث عن الرد وبينما نحن كذلك في غم وهم نبحث عن هذا الرب. اذا بمناد ينادي بشر القوم يا قوم انا وجدنا ربكم او شبهه. يقول ففرحنا ورجعنا وهذي حال حال جميع المشركين. هذه حال جميع المشركين. يأتي الى قطعة صغيرة جزء صغير جدا من الامر فيتجه اليه بعبادته. والانسان لابد له من عبادة ان لم يعبد من خلقه واوجده ان لم يفرده بالذل والخضوع سبحانه وتعالى سيتجه الى مثل هذه الاشياء فهذا مثل عظيم جدا هذا مثل عظيم جدا ضربه يحيى بن زكريا السلام نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا اسحاق قال اخبرنا عبدة بن سليمان قال حدثنا محمد بن اسحاق عن محمد ابن ابراهيم ابن الحارث التيمي عن ابي حازم مولى هذيل قال جاورت في مسجد المدينة مع رجل من اصحاب رسول الله صلى الله الله عليه وسلم من بني بياضة فبينما نحن في المسجد ورسول الله في قبة الله فاشار الي من في فاشار الى من في المسجد ان فاجتمعنا فوعظنا موعظة لم اسمع بمثلها فقال ان احدكم اذا قام يصلي فانه مناج ربه فلينظر نناجيه. نعم. قال حدثنا الحسن بن عيسى قال اخبرنا ابن المبارك قال اخبرنا ابن لهيعة. قال حدثني ابن هبيرة انها ابا هريرة هريرة رضي الله عنه قال الصلاة قربان انما انما مثل الصلاة كمثل رجل اراد من امام حاجة فاهدى له هدية. اذا قام الرجل الى الصلاة فانه في مقام عظيم. واقف فيه على الله يناجيه ويرضاه. قائما بين يدي الرحمن. في بعض النسخ وهو اوضح احسن الله اليكم. واقف فيه على الله يناجيه ويترضاه او في بعض المصادر. في بعض المصادر ويترضاه وهو اوضح. نعم. ايه نعم قائما بين يدي الرحمن يسمع لقيله ويرى عمله ويعلم ما يوسوس به نفسه. فليقبل على الله بقلبه وجسده ثم ليرمي ببصره قصد وجهه خاشعا او ليخفضه فهو اقل لسهوه. ولا يلتفت ولا يحرك شيئا بيده ولا برجليه ولا شيء من جوارحه حتى يفرغ من صلاته وليبشر وليبصر وليبشر من فعل هذا ولا قوة الا بالله كلام عظيم يروى عن ابي هريرة رضي الله عنه صدره بقوله الصلاة قربان اي قربة عظيمة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى وهي هدية اهداها الله سبحانه وتعالى للعباد على او رسله الكرام عليهم صلوات الله وسلامه. فهي صلة بين العبد وبين الله تبارك وتعالى قال اذا قام الرجل الى الصلاة فانه في مقام عظيم. واقف فيه على الله يناجيه ويترضاه. اي نطلب منه سبحانه وتعالى رضاه والصلاة من اعظم ابواب نيل الرظوان قائما بين يدي الرحمن يسمع لقيله اي الله ويرى عمله ويعلم ما يوسوس به نفسه فليقبل على الله بقلبه وجسده ثم ليرمي ببصره قصدا وجهه خاشعا او ليخفضه فهو اقل سهوا. ومر معنا في ترجمة رحمه الله تعالى انه كان يقف اعني المروزي في صلاته كالخشبة لا يتحرك وبصره الى موضع سجوده او ليخفضه فهو اقل سهوه ولا يلتفت ولا يحرك شيئا بيده ولا برجليه ولا شيئا من حتى يفرغ من صلاته وليبصر من فعل هذا. وليبصر من فعل هذا. ثم تأمل هذه الخاتمة التي ختم بها ابو هريرة رضي الله عنه هذا الكلام حيث قال ولا قوة الا بالله اي لا يمكن ان تنال شيئا من ذلك الا اذا قواك الله عليه نسأل الله عز وجل ان يعيننا اجمعين على ذكره وشكره وحسن عبادته. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا الحسن بن عيسى قال اخبرنا ابن المبارك قال حدثنا صفوان ابن عمر عن ضمرة ابن حبيب ان ابا الدرداء رضي الله عنه قال ان من في المرء اقباله على حاجته ان من فقه المرء اقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ. هذا من فقه السلف رحمهم الله تعالى الدال على عظم عنايتهم بالصلاة فمن الفقه الذي يتعلق بالصلاة حتى يؤتى بها على اتم حال ان يقبل المرء على حاجته فيتمها قبل الصلاة. لماذا؟ حتى لا يأتي الى الصلاة وقلبه مشغول بها حتى لا يأتي الى الصلاة وقلبه مشغول بها وانما قد اتم حاجته فمن فقه العبد في صلاته وتعظيمه لها ان يفرغ من التي قبل صلاته من اجل ان يقبل على صلاته وقلبه فارغ. اي فارغ اي من امور الدنيا والاهتمامات المتعلقة بها نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا اسحاق قال اخبرنا المعتمر عن مسلم عن الحسن قال اذا قمت الى الصلاة هاتف قم قانتا كما امرك الله واياك والسهو والالتفات ان ينظر الله اليك وتنظر الى غيره وتسأل الله الجنة وتعوذ به من النار وقلبك ساه ولا تدري ما تقول بلسانك. نعم هذه ايضا وصية عظيمة من الحسن اي الحسن البصري رحمه الله. في اهمية الاقبال على الصلاة وان يقوم العبد بين يدي الله بالقنوط والخشوع وحسن الاقبال وعدم الالتفات مستشعر ظن ان الله ينظر اليه. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا اسحاق قال اخبرنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر قال سمعت الزهري في قوله تعالى الذين هم في صلاتهم ان خاشعون قال هو السكون في الصلاة. نعم. قال حدثنا اسحاق قال اخبرنا محمد بن بكر. قال اخبرنا ابن جريج قال قلت لعطاء اقبض بكفي اليمنى على عضدي اليسرى وكفي اليسرى على عضدي اليمنى فكرهه. وقال انما الصلاة خشوع قال الله تعالى الذين هم في صلاتهم خاشعون قد عرفتم الركوع والسجود والتكبير ولا يعرف كثير من الناس الخشوع. هذا تنبيه جميل جدا من عطاء رحمه الله تعالى ان بعض الناس ربما يشتغل ببعض السنن وطريقة تطبيقها والعناية بها وهذا مما يحمد عليه العبد لكنه في الوقت نفسه يضيع الخشوع الذي في الصلاة فيكون في صلاته مهتما ببعض السنن معتنيا بها لكن مقصود الصلاة الاعظم وهو الاقبال بالقلب على الله خشوعا وذلا وخضوعا لا لا يكون اه اه عنده على اتم او يكون منقوصا عنده او يكون مفقودا عنده بحسب حاله. بحسب حاله. ولهذا بعض الناس ربما يصلي الصلاة ووظاهرها عن السنة. لكن ليس له منها شيء لان قلبه لم يقبل على الله سبحانه وتعالى وليس للمرء من صلاته الا ما عقل منها الا ما عقل منها فهذا تنبيه من عطاء رحمه الله تعالى قال انما الصلاة الخشوع. انما الصلاة الخشوع. مثل قول النبي عرب مثل قوله الدين النصيحة انما الصلاة الخشوع يعني ركن الصلاة الاعظم الذي آآ آآ ينبغي ان يكون مع في كل صلاته وفي كل اعمالي صلاته ان يكون مطمئنا خاشعا مقبلا على على الله سبحانه وتعالى آآ بخشوع واقبال على الله عز وجل. قال ولا يعرف كثير من الناس الخشوع. ولا يعرف كثير من الخشوع نام. قال رحمه الله تعالى قال قلت لعطاء ايجعل الرجل يده على انفه او ثوبه؟ قال لا. قلت من اجل ان يناجي ربه؟ قال نعم. واحب الا يخمر فاه سمعت ابا هريرة يقول اذا صليت فانك تناجي ربك وربك امامك فلا تبزقن امامك ولا عن يمينك قلت لعطاء فهل يقطع الصلاة الالتفات؟ قال لا. فقلت انظر عن يميني وعن شمالي؟ قال لا الا ان تقيم صفا. ولا تطمح ببصرك ولا ببصرك امامك ولا تطمح به ها هنا وها هنا انما الصلاة تخشع وخشوع لله. قلت والالتفات اشد من النظر عن اليمين والشمال؟ فقال نعم ينهى عن ينهى عن الالتفات في الصلاة. بلغنا ان الرب يقول الى اين تلتفت؟ الي يا ابن ادم اني خير لك ممن تلتفت اليه. نعم. قال حدثنا اسحاق قال اخبرنا الثقفي عن ايوب عن محمد قال كانوا كانوا يقولون لا يجاوز بصره مصلاه فان كان قد استعاد النظر فليغمض. هذا القول عن محمد ابن سيرين قال كانوا يقولون لا يجاوز بصره مصلاه. فان كان استعاد النظر فليغمض يعني اذا كان يتفلت منه نظره اذا كان نظره يتفلت منه فليغمض بصره حتى لا يذهب عليه خشوعه في صلاته. وهذه مسألة فيها خلاف بين اهل العلم اغماض البصر. في اه في في الصلاة وعقد لها ابن القيم والله فصلا في زاد المعاد وحكى فيه خلاف اهل العلم في هذه المسألة هل له ان يغمض عينيه؟ من اجل ان يخشع في او ان ذلك ليس له وذكر اه اه قولين لاهل العلم في ذلك وختم ذلك بقوله رحمه الله والصواب ان يقال ان كانت آآ ان كان فتح العين او ان كان تفتيح العين لا يخل بالخشوع فهو افضل. وان كان يحول بينه وبين الخشوع لما في قبلته من الزخرفة والتزويق او غيره مما يشوش عليه قلبه فهنالك لا يكره التغمير. قطعا والقول باستحبابه في هذه الحال اقرب الى اصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة. و اولى من ذلك كله ان يجاهد نفسه على موافقة السنة لانه نقل ابن القيم رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن من هديه تغميض العينين الصلاة لم يكن من هديه تغميض العينين في الصلاة فاولى من ذلك كله ان يجاهد الانسان نفسه على جمعية قلبه بالاقبال على الله الخشوع دون ان يغمض عينيه في الصلاة. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا اسحاق قال اخبرنا جرير عن منصور عن ابي اذ ضحى عن مسروق قال قال عبدالله قارئ قارو الصلاة نعم قال قال عبد الله قار الصلاة قال منصور وقال مجاهد قال كان ابن الزبير اذا اقام في الصلاة كانه عود من الخشوع قال مجاهد وحدثت ان ابا بكر كان كذلك قال قال حدثنا اسحاق قال اخبرنا عيسى ابن يونس عن ابن عون عن ابن سيرين قال كان يستحبون ان ينظر الرجل في صلاته الى موضع سجوده. قال حدثنا اسحاق قال حدثنا وكي عن سفيان عن عاصم الاحول عن ابي قلابة قال سألت مسلم ابن يسار اين منتهى النظر في الصلاة؟ قال في موضع السجود قال موضع السجود حسن نعم. قال حدثنا اسحاق قال اخبرنا وكيع عن سفيان عن ادم بن علي قال سمعت ابن عمر سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول يدعى اناس يوم القيامة المنقوصين. قلت وما المنقوصون؟ قال الذي الذين ينقص احدهم في وضوئه والتفاته. قال حدثنا قال اخبرنا المعتمر بن سليمان عن مسلم عن الحسن قال اياك والالتفات في الصلاة. الله ينظر اليك وتنظر الى غيره نعم. قال حدثنا محمد ابن مشار قال حدثنا يحيى ابن سعيد. قال حدثنا عبيد الله ابن عمر. قال حدثني سعيد ابن ابي سعيد المقبوري عن عمر ابن ابي بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام عن ابيه ان عمر بن ياسر رضي الله عنه صلى ركعتين فقال له عبدالرحمن بن الحارث يا ابا اليقظان اراك فقد خففتهما فقال هل انتقصت من حدودها؟ هل انتقصت من حدودها شيئا؟ فقال لا ولكنك خففتهما. قال اني بهما السهو. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الرجل ليصلي الصلاة ما يكون له من صلاته الا عشرها تسعها ثمنها سبعها حتى انتهى الى اخر العدد. هذه الاثار ساقها رحمه الله تعالى لبيان ما قدم من بيان ان الواجب على المصلي الا يلتفت في صلاته. وان يقبل على الله سبحانه وتعالى في صلاته بقلبه وان تخشع جوارح العبد فلا يلتفت في صلاته ولا يرمي بصره ويطمئن به بعيدا عن موضع سجوده لا يمينا ولا شمالا وان يقبل في صلاته على ربه تبارك وتعالى فان الله انظروا اليه فساق اثارا في هذا المعنى والاثر الذي عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه يراجع باذن الله عز وجل نعم. قال ابو عبد الله ثم جاءنا الخبر الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سئل اي العمل افضل؟ فقال الصلاة لوقتها وقال صلى الله عليه وسلم خير عملكم الصلاة. قال حدثنا ابن ابراهيم قال اخبرنا جرير عن الحسن ابن عبيد الله عن ابي عمر عن عبد الله ابن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم اي العمل افضل؟ فقال الصلاة لميقاتها قال حدثنا اسحاق هذا الحديث حديث عبد الله بن مسعود وهو في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام سئل اي العمل افضل؟ فقال الصلاة لميقاتها. وجاء في روايات الحديث عليه الصلاة والسلام قيل له ثم اي فماذا قال؟ بر الوالدين سئل اي الصلاة افضل؟ قال الصلاة في ميقاتها. قيل ثم اي؟ قال بر الوالدين. انتبه لهذه الفائدة العظيمة في ذكر الاعمال فيما يتعلق بحقوق الله اعظم اعظم الاعمال آآ الصلاة لوقتها وفيما يتعلق بحقوق العباد اعظم الاعمال بر الوالدين. وكل من الصلاة وبر الوالدين امر يحتاج من العبد الى مداومة يومية. يحتاج من العبد الى مداومة يوميا. فالصلاة يحتاج الى شيء يداوم عليه يوميا وبر الوالدين ايضا يحتاج ان يداوم عليه يوميا بالاحسان الى الوالدين والقيام بحقوق الوالدين ما استطاع الى ذلك سبيلا. وجدت فائدة عجيبة ذكرها الحافظ ابن حجر. رحمه الله تعالى يقول الا ان الصبر الا ان الصبر على المحافظة على الصلوات وادائها في اوقاتها والمحافظة على بر الوالدين يعني هذين العملين خاصة الصلاة في ميقاتها بمداومة مستمرة وبر الوالدين ايضا الاحسان اليهما بمداومة مستمرة يقول الا الا ان الصبر على المحافظة على الصلوات واداء في اوقاتها والمحافظة على بر الوالدين امر لازم متكرر دائم لا يصبر على مراقبة امر الله فيه الا الصديقون. لا يصبر على مراقبة امر الله فيه الا الصديقون. هذه المداومة على الصلاة في في وقتها مستمرة في جميع ايام المرء ولياليه والمداومة ايضا على هذا الحق الذي هو اعظم الحقوق للعباد بر الوالدين لا عليه ويصبر ويراقب امر الله فيه الا الصديقون. وهذا يبين مكانة هذا العمل. ومنزلته واهمية المواظبة وعليه وان امر المواظبة عليه ليس امرا بالهين. وهو محك لان عمل يومي. محك كل تمحيص المرأة نفسها لانها عمل يومي الصلاة لميقاتها وكذلك بر الوالدين نعم قال حدثنا اسحاق ابن ابراهيم قال اخبرنا جرير عن منصور والاعمش ويزيد ابن ابي زياد عن سالم ابن ابي الجعد عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استقيموا ولن تحصوا واعلموا ان خير اعمالكم الصلاة قال ابو عبد الله ومن الدليل على على سائر الاعمال قوله صلى الله عليه وسلم اول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة. قال حدثنا سعيد بن يحيى بن ازهر قال حدثنا اسحاق بن يوسف قال حدثنا شريك عن عاصم عن ابي وائل عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اول ما يحاسب به العبد الصلاة واول ما يقضى بين الناس في الدماء. قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يزيد ابن هارون قال حدثنا سفيان بن حسين عن علي بن يزيد عن انس بن حكيم الظبي قال قال ابو هريرة رضي الله عنه اذا اتيت اهل مصر اخبرهم اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما يحاسب به العبد صلاته فان اتمها والا فنظر هل له من تطوع؟ فان كان له تطوع اكملت الفريضة من تطوعه ثم ترفع سائر الاعمال عن ذلك؟ قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا ابان قال حدثنا قتادة عن الحسن عن انس ابن حكيم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اول ما يحاسب به العبد يوم القيامة يحاسب بصلاته. فان صلحت فقد افلح وانجح وان فسدت فقد خاب يصير هذه هذا الموضع ذكر فيه امرا اخر يدل على عظيم مكانة الصلاة ورفيع منزلتها وتقدمها على سائر الاعمال الا وهو اخبار النبي صلى الله عليه وسلم ان الصلاة هي اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فاول ما يقف المرء بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يسأل عن هذه الصلاة. يسأل عن هذه الصلاة فهي اول ما يسأل عنه يوم القيامة. وساق جملة من الاحاديث دالة على ذلك عن ابي هريرة آآ رضي الله عنه وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قوله في حديث ابي هريرة فان كان له واكملت الفريظة من تطوعه ثم ترفع سائر الاعمال عن ذلك العبارة غير واضحة لكنه الحديث في بعظ المصادر ثم افعل بسائر الاعمال المفروظة مثل ذلك. ثم يفعل بسائر الاعمال المرفوظة مثل ذلك وحديث انس ابن حكيم عن ابي ابي هريرة في بعض رواياته ان ان ابا هريرة بدأه بقوله الا احدثك حديثا لعل الله ان ينفعك به؟ قلت بلى رحمك الله. فذكر له اول ما يحاسب به اب يوم القيامة يحاسب بصلاته. ايضا جاء نحو هذا من حديث حريث ابن قبيصة رحمه الله قال اتيت المدينة اتيت المدينة فسألت الله يعني وهو مقبل على المدينة فسألت الله جل وعلا ان يرزقني جليسا صالحا. يقول وانا مقبل على المدينة سألت الله ان جليسا صالحا فجلست الى ابي هريرة. جلست الى ابي هريرة. ثم قال بابي هريرة حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه بهذا الحديث اول ما يحاسب به العبد يوم القيامة يحاسب بصلاته فان صلحت فقد افلح وانجح وان فسدت فقد خاب وخسر. وهنا ينبغي ان يتنبه ان العبد له موقفان بين يدي الله احدهما في الدنيا والاخر في الاخرة. احدهما في الدنيا وهو هذه الصلاة وقوفه بين يدي الله في صلاته والاخر في الاخرة ووقوفه في في ذلك اليوم للمجازاة والمحاسبة فمن افلا فمن اه صلحت صلاته في دنياه فقد افلح وانجح. يعني من صلحت صلاته في موقفه الاول في الدنيا بين يديه فقد افلح وانجح في موقفه الثاني بين يدي الله يوم الحساب. وان فسدت اي صلاته في هذا الموقف الاول في الدنيا خاب وخسر في الموقف الثاني بين يدي بين يدي الله تبارك وتعالى يوم الجزاء والحساب وذلك الموقف الذي هو الموقف الثاني موقف طويل مقداره خمسين الف سنة مقداره خمسين الف سنة فمن وفق لحسن الوقوف بين يدي الله في هذه الصلاة هان عليه الموقف يوم القيامة هان عليه الموقف يوم القيامة ولهذا جاء في بعض الاحاديث ان ذلك اليوم يهون يهونه الله على المؤمن فيكون فيكون كقدر ما بين صلاتي الظهر والعصر. وذكر التهوين بهاتين الصلاتين لان من شأن هذا الذي هون عليه المحافظة على الصلاة. ولهذا ذكر ان التهوين كقدر ما بين صلاتي الظهر والعصر اي المدة التي هي خمسين الف سنة تهون على المؤمن بقدر ما بين صلاتي الظهر والعصر تنبيها الى ان سبب هذا التهوين حسن وقوفه في صلاته بين يدي ربه سبحانه وتعالى في يومنا بهذا القدر ونسأل الله الكريم ان يجعلنا اجمعين من المقيمين الصلاة وذرياتنا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه