بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد اصل القراءة في هذا الملتقى من كتاب تعظيم قدر الصلاة للامام المروزي رحمه الله تعالى نسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا اجمعين بما علمنا. وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه سميع قريب مجيب. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام محمد بن نصر المروزي رحمه الله تعالى في كتابه تعظيم قدر الصلاة قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر اتدري اين تغرب الشمس اذهبوا حتى تسجدوا تحت العرش. قال حدثنا بذلك اسحاق بن ابراهيم قال اخبرنا اسماعيل ابن ابراهيم عن يونس ابن عبيد عن ابراهيم التيمي عن ابيه عن ابي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتدري اين تذهب هذه الشمس؟ فقالوا الله ورسوله اعلم. قال فانها تجري حتى تنتهي الى قرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا يزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت طالعة فترجع فتطلع من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي الى مستقرها تحت العرش قالوا لها ارتفعي فاطلعي فاطلعي من مغربك فتطلع من مغربها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتدرون متى ذلك حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا. تقدم المروزي رحمه الله تعالى لسجود الملائكة لله سبحانه وتعالى وانه كما ثبت في الحديث ليس في السماء موضع شبر الا وفيه ملك ساجد لله تبارك وتعالى تعالى وهنا ذكر رحمه الله في السجود الشمس لله جل وعلا وهذا السجود هو على ظاهره سجود يكون كل يوم وليلة للشمس تحت عرش الرحمن سبحانه وتعالى سجودا يناسب الشمس سجودا يناسبها. و فقد بين ذا النبي عليه الصلاة والسلام هذا السجود الذي يكون منها في هذا الحديث الذي رواه ابو رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتدري اين تذهب هذه الشمس فقالوا الله ورسوله اعلم قال فانها تجري حتى تنتهي الى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة. فتخر ساجدة وهذا فيه سجود اخبار النبي عليه الصلاة والسلام بسجود الشمس لله تبارك وتعالى على وان هذا السجود في مستقر لها يعلمه الله سبحانه وتعالى تحت عرشه الله المجيد تسجد فيه لله سبحانه وتعالى. قال تخر ساجدة اي في موظع معين صالح لسجودها يعلمه الله جل وعلا فلا يزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت طالعة من حيث جئت طالعة فترجع فتطلع من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيء حتى ينتهي الى مستقرها تحت العرش. اي ان هذا يتكرر كل يوم وليلة الليل والنهار انما هو باعتبار من هم على ظهر الارض. اما سير الشمس اما سير الشمس نفسه فلا علاقة له بليل ولا نهار. وانما الليل والنهار باعتبار الارض والا فان الشمس تجري جريانا بحسبان ولها موضع معين في يعلمه الله سبحانه وتعالى اذا بلغته سجدت. لله سبحانه وتعالى. ويتكرر هذا السجود كل يوم وليلة. كل يوم وليلة اي باعتبار من هم على الارض. اما ما يتعلق بالشمس فان امرهم ماض في جريانها ليس هناك ليل ولا نهار ليس هناك ليل ولا نهار وانما الليل والنهار لاهل الارض باعتبار طلوع الشمس عليهم او غيابها عنهم وغروبها وهذا فيه سجود الكائنات لله سبحانه وتعالى وان الكائنات تسجد الشمس والقمر والكائنات تسجد لله سبحانه وتعالى. لا يستثنى من هذا السجود الا الضلال من بني ادم ممن تلوثت فطرهم وافكارهم وعقولهم وفسدت اديانهم وهذا ايضا مما يبين لنا عظمة هذه العبادة عبادة السجود لله جل وعلا نعم. قال ابو الله رحمه الله تعالى ولو لم يستدل المؤمن على ان الصلاة احب الاعمال الى الله الا بما الزم قلب حبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم من حب الصلاة وجعل قرة عينه فيها دون سائر الاعمال كلها وان كان صلى الله عليه وسلم محبا لجميع الطاعات ولكنه خص الصلاة فاخبر ان ان قرة عينه جعل في الصلاة جعل في الصلاة به لكفاه بذلك دليلا. قال حدثنا عبد الوارث ابن غياث ابو بحر قال حدثنا سلام ابو المنذر لكفاه رب ان لولا نعم. قال حدثنا عبد الواحد بن غياث ابو بحر قال حدثنا سلام ابو المنذر القار ابو المنذر قارئ قال حدثنا ثابت عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما حبب الي من دنياكم والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة. هذا موضع بين فيه رحمه الله عظمة الصلاة. يقول لو لم يستدل مستدل على عظمة الصلاة الا بان الصلاة حببت للنبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه كما في الحديث الذي ساقه رحمه الله تعالى وجعلت قرة عين له صلى الله عليه وسلم وراحة لقلبه كما في الحديث ارحنا بالصلاة يا بلال لكفى بذلك دليلا على عظمة هذه الصلاة ورفيع مكانتها. نعم قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى ثم لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه فصار الى الحال التي انكسر فيها لسانه لم يكن له وصية اكثر من الصلاة كما حدثنا يوسف بن موسى القطان قال حدثنا جرير عن سليمان التيمي عن قتادة عن انس بن مالك رضي الله عنه قال كانت اخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يغرغر بها في صدره فلا يكاد يفيض بها لسانه الصلاة الصلاة. اتقوا الله فيما ملكت ايمانكم. هذا ايضا من الشواهد العظيمة على مكانة الصلاة انها وصية النبي صلى الله عليه وسلم لامته. ومضى موصيا امته بها الى اخر بلحظة من حياته الشريفة صلوات الله وسلامه عليه. حتى انه كان يوصي بها وهو يبرغر صلوات الله في اخر لحظاته يغرغر بها في صدره فلا يكاد يفيض بها لسانه. فلا قد يفيض بها لسانه يعني لما اشتد به المرض شدة لم يكن يستطع معها عليه الصلاة والسلام الكلام فكان يغرر بها في صدره ولا يستطيع ان ينطق بها لسانه من شدة وصيته صلى الله عليه وسلم لامته بهذه الصلاة. وقول المروزي رحمه الله فصار الى الحال التي انكسر فيها لسانه المراد بهذه اللفظة اي انه الحال التي بلغ اليها عليه الصلاة والسلام حيث لا يستطيع ان ان ينطق لا يستطيع ان يتكلم من اشتداد المرض عليه صلوات الله وسلامه عليه. وهذه اللفظة انكسر بها لسانه وردت في حديث يروى عن ابن عمر رضي الله عنه في ذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة في اخر حياته صلوات الله وسلامه عليه. والتكرار الصلاة الصلاة للتأكيد عظمة الصلاة ورفيع مكانتها. نعم. قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى وفضل الله ساعات الصلوات على سائر الساعات اختارها ليناجيه عباده فيها لصلاحهم كذلك حدثنا وهب بن بقية قال اخبرنا خالد عن سهيل عن ابيه عن السلولي عن كعب قال اختار الله البلاد فاحب البلاد الى الله البلاد البلد الحرام واختار الزمان فاحبوا الزمان الى الله الاشهر الحرم واحب الاشهر الحرم الى الله ذو الحجة واحب ذو الحجة الى الله العشر الاول واختار الله الايام فاحب الايام الى الله يوم الجمعة. واختار الليالي فاحب الليالي الى الله ليلة القدر واختار الله الساعات فاحب ساعات الليل والنهار الى الله ساعات الصلوات المكتوبات واختار الله الكلام فاحب الكلام الى الله لا اله الا الله والله اكبر وسبحان الله والحمد لله وهذا ايضا من الدلائل على فضل الصلوات المكتوبة وعظم شأنها ان ساعات الصلوات افضل الساعات على سائر الساعات. والله جل وعلا يقول ربك يخلق ما يشاء ويختار. وقد رحمه الله تعالى فيما نقله عن كعب اختيار الله فيما تعلق للبقاع والازمنة والامكنة والكلمات وفي ضمن ما ذكره موضع الشاهد فاحبوا ساعات الليل نهار الى الله ساعات الصلوات المكتوبات. نعم. قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى ثم جعل البقعة التي يصلي عليها المؤمن هي الباكية عليه دون سائر البقاع. قال حدثنا يحيى ابن يحيى قال اخبرنا جرير عن منصور عن المنهال بن عمر عن سعيد بن جبير قال سئل ابن عباس رضي الله عنهما اتبكي السماء والارض على احد؟ قال نعم انه ليس من الخلائق احد الا له باب من السماء او باب في السماء يصعد فيه عمله ينزل فيه رزقه فاذا مات المؤمن بكت عليه معادنه من الارض التي كان يذكر الله فيها ويصلي فيها. وبكى عليه بابه والذي كان يصعد فيه عمله واما قوم فرعون فلم يكن لهم في الارض اثار صالحة ولم يكن يصعد الى الله منهم خير فلم تبكي عليهم السماء والارض؟ قال ابو عبد الله يريد قوله تعالى فما بكت عليهم السماء والارض حدثناهم ومحمد بن يحيى ايضا هذا مما يدل على مكانة الصلاة وعظيم شأنها ان موضع المؤمن الذي يصلي فيه من من مسجد يصلي فيه وبيت يصلي فيه يفتقده اذا مات ويبكي لفقده يدل لذلك الاية الكريمة فما بكت عليهم السماء. واولئك ما كانوا من اهل الصلاة. وليس في الارض هنموت موضع يفقدهم بل موتهم راحة للارض من شرهم وفسادهم. وعظم ضررهم على الارض والدواب والناس. بينما المؤمن فان موضعه الذي يصلي فيه يبكي لفقده. وكذلك الباب الذي يصعد منه عمله الى باب السماء الذي يصعد منه عمله اليه يصعد الكلم الطيب ايضا يبكي وقد ذكر رحمه الله تعالى شاهدا لذلك هذا الاثر عن ابن عباس وآآ ايضا جاء نحوه عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه وقال فيه انه ليس من عبد الاله مصلى في ارض ومصعد عمله في السماء ومصعد عمله في السماء. وذكر ان مصلاه ومصعد عمله يبكيان لفقده بموته. نعم. قال ابو عبد الله وقد روي في بعض الحديث ان الله تبارك وتعالى قد خص اهل جواره بخاصة اللطف في جنته من الهدايا ثوابا لهم على من بين سائر الاعمال فجعل هداياه الى اوليائه في جنته بمقادير صلواتهم في الاوقات التي كانوا يصلونها وكذلك جعل تسليم ملائكته عليهم بمقادير اوقات صلواتهم من بين جميع الطاعات واوقاتها. فكفى بالصلاة فضلا عاقبة في الاخرة. قال بعض اهل العلم ان كان متواضعا في الدنيا في صلاته خاشعا يأخذ بيده اليسرى باليمنى نشر على اخباته في صلاته ثوابا لخشوعه في صلاته علامة له من بين الخلائق انه هكذا كان لله في الدنيا متذللا اذا قام بين يديه يناجيه. قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا ابو النظر. قال حدثنا ابو سعيد المؤدب. قال قال حدثنا ابو سعيد المؤدب عن سفيان الثوري عن ابي مالك عن ابي حازم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال يحشر يحشر الناس يوم القيامة على قدر صنيعهم في الصلاة وقبض ابو النظر شماله شماله بيمينه وانحنى هكذا. وهذا من الدلائل على عظيم قدر الصلاة ورفيع مكانتها. ان المصلين يحشرون يوم القيامة على قدر صنيعهم في الصلاة من خشوع واخبات وذل وخضوع وانكسار بين يدي الله تبارك وتعالى فيحشرون على قدر صنيعهم في الصلاة. وكما ذكر رحمه الله تعالى كفى بذلك دلالة على فضل الصلاة وحسن عاقبة اهلها في الاخرة. نعم قال حدثنا يحيى قال رحمه الله تعالى حدثنا يحيى بن يحيى قال اخبرنا سفيان بن عيينة عن شيخ من طي ان عدي بن حاتم قال ما دخل وقت صلاة قط حتى اشتاق اليها ماذا دخل وقت صلاة قط حتى اشتاق اليها ويروى ايضا في بعض المصادر الا وانا اشتاق اليها. الا وانا اشتاق اليها وهذا فيه عظم مكانة الصلاة في نفوس الصحابة رضي الله عنهم وعظم شوقهم اليها فاذا انتهت الصلاة اشتاقوا الى الاخرى وتاقت قلوبهم لمجيء الصلاة الاخرى نعم قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى وشهد الله بالايمان لمن اقام الصلاة لربه فقال انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر وهذا ايضا من الشواهد على دلالة الشواهد على عظم قدر ان الله شهد بالايمان لمن اقام الصلاة لربه. قال الله عز وجل انما يعمر مساجد الله من امن بالله. نعم قال ابو عبد الله وسماها الله ايمانا واسلاما ودينا فقال وما كان الله ليضيع ايمانكم؟ قال حدثنا قال اخبرنا الملائيين قال حدثنا زهير عن ابي اسحاق عن البراء قال كنا لا ندري ما نقول في الذين ماتوا وهم يصلون الى بيت المقدس قبل وتحويل القبلة فانزل الله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم. نعم. قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى فلما قال الله تبارك وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين كانت الطاعات كلها اللاتي يتقرب بها التي يتقرب بها الى الله داخلة في عبادته. ثم ثم خص الصلاة والزكاة من بينهما فاعاد ذكرهما تأكيدا لامرهما وتعظيما لشأنهما كما قال تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى والوسطى داخلة في الا انه اعاد ذكرها فخصها بالامر بالمحافظة عليها خاصا تأكيدا لامرها. هذان امران يعلم منهما عظمة الصلاة الاول ان الله عز وجل سماها ايمانا وما كان الله ليضيع ايمانه والمراد بقوله ايمانكم اي صلاتكم. وهذا من الشواهد على دخول العمل في مسمى الايمان واعظم العمل الصلاة والامر الاخر ما دل عليه قول الله سبحانه وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة. يقول مع ان الصلاة الداخلة في العبادة يعبد الله الا ان اخصت بالذكر من بين سائر العبادات مقرونا بها الزكاة بيانا لعظم شأنها مكانتها نعم. قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى وهذا وهذا باب جامع مختصر من نفس تفسير الايمان والاسلام شبيه بحديث جبريل على هذا التفسير الذي حكيناه وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم انما الدين النصيحة بكلمة واحدة جامعة فلما قيل لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم هذه الكلمة كل خير يبتغى يبتغي ويؤمر يبتغى ويؤمر به وكل شر يتقى وينهى عنه وسنذكر تفسيرها بعد ذكر الاخبار فيها حديث جبريل المعروف وهو جامع للدين كله ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في تمامه هذا جبريل اتاكم يعلمكم يعلمكم دينكم. فهو جمع الدين كله. والمصنف المروزي رحمه الله ينبه هنا كما ان حديث جبريل جمع الدين كله فان حديث تميم الداري رحمه الله تعالى جمع الدين كله في قول النبي عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. فهذا جمع الدين كله نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا صدقة ابن الفضل انظر الى انظر الى قوله فجمعت هذه الكلمة كل خير اذ يبتغى ويؤمر به وكل شر يتقى وينهى عنه. فهذه الكلمة دين النصيحة جمعت الدين كله. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا صدقة ابن الفضل قال اخبرنا سفيان ابن عيينة قال سمعت سهيلا يقول سمعت عطاء بن يزيد الليلة في يحدث عن تميم الداري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الدين النصيحة. قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولكتابه وائمة المسلمين وعامتهم. قال حدثنا اسحاق قال اخبرنا جرير عن سهيل عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله يرظى لكم ثلاثا يرظى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولى الله امركم. قال سهيل فحدثنا عن ذلك فحدثنا عند ذلك عطاء ابن يزيد الليثي قال سمعت تميما الداري رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الدين النصيحة انما الدين النصيحة ثلاثة. فقيل يا رسول الله لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسله وائمة المسلمين او قال ائمة المسلمين وعامتهم. قال ابو عبد الله وحديث ابن عجلان عن القعقاع عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه غلط انما حدث ابو صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث ان الله يرظى لكم ثلاثا وعطاء ابن يزيد حاضر ذلك فحدثهم عطاء ابن يزيد عن تميم الداري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انما الدين النصيحة قال حدثنا وهب بن بقية قال قال اخبرنا خالد عن اسماعيل ابن ابي خالد عن قيس ابن ابي حازم عن جرير بن عبدالله قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على اقام الصلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. هذه الثلاثة احاديث ساقها والله في بيان مكانة النصيحة من دين الله. الاول حديث تميم الدين النصيحة. والثاني حديث ابي هريرة وفيه وان تناصحوا من ولاه الله امركم. والثالث حديث جرير فيما بايع عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفيه والنصح لكل مسلم. ثم ذكر ما وعد به رحمه الله من شرح وتفسير للنصيحة وبيان معناها والمراد بها. نعم. قال ابو عبد الله الله تعالى قال بعض اهل العلم جماع تفسير النصيحة هو عناية القلب للمنصوح له من كان. وهي على وجهين احدهما هما فرض والاخر نافلة. فالنصيحة المفترضة لله هي شدة العناية من الناصح باتباع محبة الله في اداء ما افترض في اداء ما افترض ومجانبة ما حرم. واما النصيحة التي هي نافلة فهي ايثار محبته على محبة نفسه. وذلك ان يعرض امران ان يعرظ امران احدهما لنفسه والاخر لربه فيبدأ بما كان لربه ويؤخر ما كان لنفسه فهذه جملة تفسير النصيحة له الفرض الفرض منه والنافلة. وكذلك تفسير تفسير بعضه ليفهم بالتفسير ليفهم بالتفسير من لا يفهم الجملة. فالفرظ منها مجانبة هذا الذي تقدم شرح جمالي لمعنى النصيحة فيقول رحمه الله من لم يتضح له المعنى بهذا الشرح الاجمالي نشرح له معنى النصيحة بشيء من التفصيل. نعم. قال رحمه الله تعالى فالفرد منها جانبت نهيه واقامة فرضه بجميع جوارحه ما كان مطيعا له. فان عجز عن القيام بفرظه لآفة حلت به من مرض او حبس او غير ذلك عزم على اداء ما افترض عليه متى زالت عنه العلة المانعة له. قال الله عز وجل ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج اذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل فسماهم محسنين لنصيحتهم فنصحوا لله ورسوله اي في صدق ايمانهم. وعظيم رغبتهم في التقرب الى الله واخلاص الدين له فاذا كانت النصيحة قائمة في قلوبهم ما للمحسنين من ثواب. نعم. قال رحمه الله تعالى فسماهم محسنين لنصيحتهم لله بقلوبهم. لما منعوا من الجهاد بانفسهم وقد يرفع الاعمال كلها وقد يرفع الاعمال كلها عن العبد في بعض الحالات وقد يرفع الاعمال كلها عن العبد في بعض الحالات ولا يرفع عنهم النصح لله لو كان من المرظ بحال لا يمكنه عمل شيء من جوارحه بلسان ولا غيره اذا لم يتمكن العبد من العمل لضعف قواه ومرضه وحبسه او غير ذلك فان عمل القلب الذي هو نصيحة لله ورسوله لا يعطله شيء. نعم. قال رحمه الله تعالى غير ان عقله ثابت لم عنه النصح لله بقلبه وهو ان يندم على ذنوبه وينوي ان يصح ان ان يصح ان يقوم بما افترض الله عليه يتجنب ما نهاه عنه والا كان غير ناصح لله بقلبه. وكذلك النصح لله ولرسوله فيما اوجبه على الناس على امر ربه ومن النصح الواجب لله الا يرضى بمعصية بمعصية العاصي ويحب من اطاعه من اطاع ويحب من ويحب طاعة من اطاع الله ورسوله. واما النصيحة في الحديث اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله. نعم. قال رحمه الله تعالى واما النصيحة التي هي نافلة لا فرض فبذل المحمود بايثار الله على كل محبوب بالقلب وسائر الجوارح حتى لا يكون في الناصح فضلا عن غيره لان الناصح اذا اجتهد لمن ينصحه لم يؤثر لم يؤثر نفسه عليه وقام بكل ما كان في به سروره ومحبته فكذلك الناصح لربه. ومن تنفل لله بدون الاجتهاد فهو ناصح على قدر عمله غير محق للنصح بالكمال. غير محق للنصح بالكمال اي ليس مكملا درجة النصح وليس متمما لها نعم. قال رحمه الله تعالى واما النصيحة لكتاب الله فشدة حبه وتعظيم قدره. وتعظيم فشدة حب وتعظيم قدره اذ هو كلام الخالق وشدة الرغبة في فهمه ثم شدة العناية في تدبره والوقوف عند تلاوته طلب معاني ما احب مولاه ان يفهمه عنه. ويقوم له بعد ويقوم له به بعد ما ما يفهمه. وكذلك ذلك الناصح من القلب يتفهم وصية من ينصحه. وان ورد عليه كتاب منه عني بفهمه ليقوم عليه بما كتب فيه اليه فكذلك الناصح لكتاب الله يعنى بفهمه ليقوم لله بما امر به كما يحب ويرضى. ثم ينشر ما فهم من العيب ثم ثم ينشر ما فهم من العباد ويديم دراسته بالمحبة له والتخلق باخلاقه والتأدب بآدابه اما النصيحة ينشر ما فهم لعلها والله اعلم بين العباد وتراجع ثم ينشر ما فهم بين العباد. ويديم دراسته بالمحبة له. نعم واما النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم في حياته فبذل المجهود في طاعته ونصرته ومعاونته وبذل المال النصيحة لكتاب الله الكلام الذي ذكره رحمه الله في بيان معنى النصيحة لكتاب بالله كلام متين جدا وخلاصة بديعة يتبين بها الناصح لكتاب الله حقا وصدقا تبين بها ايضا اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته. فذكر ان النصيحة لكتاب الله تكون اولا بشدة الحب لهذا الكتاب والتعظيم له ونبه ان اعظم معونة للعبد على ذلك؟ استشعاره ان هذا الكتاب هو كلام الله. وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه سبحانه وتعالى. والامر الثاني الرغبة في فهمه ان يقوم في قلب العبد رغبة عظيمة في ان يفهم كلام الله وهذا من النصح لكتاب الله. ثم الامر الثالث شدة العناية في تدبره والوقوف عند دعوته لطلب معاني ما احب مولاه ان يفهمه عنه. الامر الرابع ان يقوم بعد ما يفهمه ان يقوم لله به اي عبادة وعملا بما فهمه من القرآن حقيقة التلاوة الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته يشمل هذه المعاني كلها. تلاوته بالقراءة وتلاوته الفهم وتلاوته بالعمل والعمل نفسه يعد تلاوة. العمل نفسه يعد تلاوة للقرآن لان ان التلاوة الاتباع والقمر اذا تلاها اي اذا تبعها. ثم بعد الفهم و العمل ينصح لعباد الله ينشر ما فهمه بين العباد. نعم قال رحمه الله تعالى واما النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم في حياته فبذل المجهود في طاعته ونصرته ومعاونته وبذل المال اذا اراده والمسارعة الى محبته. واما بعد وفاته فالعناية بطلب سنته والبحث عن اخلاقه وادابه وتعظيم امره ولزوم القيام به وشدة الغضب والاعراض عمن عن من يدين بخلاف سنته والغضب على من ضيعها لاثرة دنيا وان كان متدينا بها وحب من كان منه بسبيل من قرابة او صهر او هجرة او نصرة او صحبة ساعة من ليل او نهار على الاسلام. والتشبه انه يدخل في محبة النبي صلى الله عليه وسلم محبة اصحابه و ازواجه وال بيته كل من يكون له اه صلة بالنبي من قرابة او صهر او هجرة او نصرة او صحبة ساعة من ليل او نهار فله حق في هذه المحبة. نعم. قال رحمه الله تعالى واما النصيحة لائمة المسلمين تشبه به في زيه ولباسه. آآ من منة الله علينا وهو وحده جل وعلا المان والمتفضل وله الحمد والشكر اولا واخرا وظاهرا وباطنا انه بعد الدرس باذن الله سبحانه وتعالى سيوزع علينا كتاب في شرح شمائل النبي صلى الله عليه سلمت نسأل الله عز وجل ان يجعله علينا اجمعين بابا لهذا المعنى الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى النصح للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نعم. قال رحمه الله تعالى واما النصيحة ائمة المسلمين فحب طاعتهم ورشدهم وعدلهم وحب اجتماع الامة كلهم وكراهية افتراق الامة عليهم والتدين بطاعتهم في طاعة الله والبغض لمن رأى الخروج عليهم وحب اعزازهم في طاعة الله. واما النصيحة فان يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره ويكره لهم ما يكره لنفسه ويشفق عليهم ويرحم صغيرهم ويوقر كبيرهم ويحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم وان ضره ذلك في دنياه كرخص اسعارهم. وان كان في ذلك ربح ما يبيعه من تجارته وكذلك جميع ما يضره ما يضرهم عامة ويحب صلاحهم والفتهم ودوام النعم عليهم ونصرهم على عدوهم ودفع كل لاذى ومكروه عنهم جعل الله عز وجل هذه المعاني متحققة فينا بمنه وكرمه جعلنا الله ناصحين لله كتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا يحيى ابن يحيى قال اخبرنا ومن سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن ابيه قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يعظ اخاه في الحياء فقال ان الحياء من الايمان قال ابو عبد الله والحياء حياءان حياء من الله وحياء من الناس والذي هو اولى بالعبد الحياء من الله عز وجل ولولا ان الله تعالى جعل الحياء من خلقه خلقا كريما لما كان احد غير الله يستوجب ان يستحيا منه اذ لا ما لك لنفع ولا ضر غيره ولكنه احب ان يستحي خلقه احب ان يستحي خلقه بعضهم من بعض اي ان الله شرع الناس هذا الحياء والا الاحق بالحياة هو الله لكن الله شرع لي العباد ان يستحي بعضهم من بعض والا الحياء والاحق بالحياء هو رب العالمين. ولهذا كما سيأتي في الحديث يستحي من الله حق الحياة. فالاحق حياة باكمل صوره وابهى حلله هو رب العالمين سبحانه وتعالى نعم. ولكن قال رحمه الله تعالى ولكنه احب ان يستحي خلقه بعضهم من بعض فيستروا عيوبهم منهم فلا يفتضح بعضهم عند بعض فمن الحياء من الله ما هو فرض ومنه فضيلة ونافلة. وهو هائج عن المعرفة بعظمة الله وجلاله وقدرته وهو هائج هذا كلام جميل جدا عن المعرفة بعظمة الله وجلاله وقدرته. اي ان الحياء قوة العبد نابع من المعرفة بالله بمعنى ان المعرفة بالله كلما قويت في العبد عظم الحياء هذا معنى قوله وهو هائج عن المعرفة بعظمة الله وجلاله وقدرته فكلما زادت هذه معرفة بالله وعظمته وقدرته عظم حياء العبد من الله نعم. قال رحمه الله تعالى بانه اذا ثبت تعظيم الله في قلب العبد اورثه الحياء من الله والهيبة له فغلب على قلبه ذكر اطلاع الله العظيم ونظره بعظمته وجلاله الى ما في قلبه وجوارحه. وذكر المقام غدا بين يديه وسؤاله اله اياه عن جميع اعمال قلبه وجوارحه. وذكر دوام احسانه اليه. وقلة الشكر منه لربه. فاذا غلب ترى هذي فاذا غلب ذكر هذه الامور على غلب ذكر احسن الله اليك. فاذا غلب ذكر هذه الامور على قلبه هاج منه الحياء من الله حث الذي قبله اه ذكر المقام غدا وذكر دوام احسانه اليه معطوفة على فغلب على قلبه ذكر اطلاع. نعم. ايه نعم فاذا غلب فاذا غلب ذكر هذه الامور على قلبه هاج منه الحياء من الله فاستحى الله ان يطلع على الله المقتنعة فاستحى الله ان يطلع على قلبه وهو معتقد لشيء مما يكره او على جارحة من جوارحه تتحرك بما يكره فظهر قلبه فطهر قلبه من كل معصية. ومنح جوارحه من جميع معاصيه. اذا فهم عنه فهم اذ فهم عنه قول قوله ثم جعلناكم خلائف في الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون. وقال وما تكونوا في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. وقال وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. وقال منكرا على من استخف بنظره الم يعلم بان الله يرى؟ اي ان هذه الايات ونظائرها من اعظم العون على العبد في تحريك الحياة في قلبه من الله من اعظم ما يعينك على ذلك ان تتأمل في اطلاع الله عليك وعلمه بك وانه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا محمد ابن يحيى قال حدثني ابن عفير قال حدثني ابن لهيعة عن ابن عن ابي الزبير عن ابي الطفيل عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه الى قوم فقال يا رسول الله اوصني قال افشوا السلام وابذلوا الطعام واستحي من الله استحياءك رجلا من اهلك. واذا اسأت فاحسن. ولتحسن كما استطعت واذا اسأت فاحسن مثل قوله واتبع السيئة الحسنة تمحها. ومر معنا ان الحسنات يذهبن السيئات. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا محمد ابن يحيى قال حدثنا ابو الوليد قال حدثنا الليث عن يزيد ابن ابي حبيب عن ابي الخير انه سمع سعيد بن يزيد ان رجلا قال يا رسول الله اوصني قال اوصيك ان تستحي ان تستحي الله كما تستحي رجلا صالحا من قومك؟ قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا ابو صالح قال حدثنا الليث قال حدثني يزيد ابن ابي حبيب عن ابي الخير عن سعيد بن يزيد انه سمعه يقول ان رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم اوصني قال اوصيك ان تستحي ان تستحي الله كما تستحي رجلا صالحا من قومك قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى الست ترى ان الانسان اذا علم ان رجلا صالحا ينظر اليه او يسمعك ينظر اليه او يسمع كلامه امسك عن كل ما يخاف ان يمقته عليه او يضع من قدره عنده ولو علم انه يطلع ولو علم انه يطلع على ما في ضميره لما اغمر الا على ما يعلم انه انه السنه عنده انه يحسن يحسنه عنده ويجمل ويجمل وكذلك يستحي من الصالح من كل نقص في فضل الا لمرض الا على ما يعلم انه يحسنه عنده ويجمل اي يجمل الحالة وصفته عنده. نعم. قال رحمه الله تعالى وكذلك يستحي من الرجل الصالح من كل نقص في فضل الا لمرض فاجمل النبي صلى الله عليه فاجمل النبي صلى الله عليه وسلم تفسير الحياء من الله في هذه الكلمة. فمن استحى من الله الكلمة كما تستحي رجلا صالحا من قومك. نعم. فمن استحيا من الله فيما يظهر وكل شيء ظاهر له كما يستحي من الرجل الصالح فقد استحيا من الله حق الحياء. لانه عالم بان الله مطلع على ما في قلبه. فلا يدع قلبه يضمر على شيء مما يكره ان عرض له رياء في عمل او عجب او كبر ان عرض له رياء في عمل او عجب او كبر ذكر نظر الله اليه فاستحيا منه ان يرى ذلك في قلبه فتركه. واستحيا ايضا من كل نقص يدخل فيه من فضول الدنيا او من فضول الكلام وان كان مباحا لانه يعلم ان الله قد زهده في في ذلك ورغبه في تركه فهو يستحي ان يراه وراغبا فيما زهده فيه وكذلك ان خاف غيره استحيا منه ان يراه يخاف غيره او يرجوه او يطمع فيه وهو فضيلة ليست بفرض هذا الكلام عظيم جدا وهو يحتاج منا الى قراءة متكررة ومجاهدة للنفس. على العمل فان الحياة من الله سبحانه وتعالى هو اعظم الحياء واجله والله سبحانه وتعالى احق بذلك. وكما نبه المصنف رحمه الله تعالى اعظم ما يعين العبد على تحقيق هذه الخصلة ان يستشعر اطلاع الله عليه ورؤيته له. وعلمه بحاله وضرب على ضرب مثلا ولله المثل الاعلى بما جاء في او بما يروى في الحديث كما يستحي رجلا صالحا من قومه. كيف ان الانسان اذا قام عند رجل صالح من قومه له مكانة في نفسه ومنزلة في قلبه كيف انه يراعي الالفاظ الجميلة والكلمات الحسنة ويبتدع ويبتعد عن النابغ والبعيد والسيء والبديل من القول ابتعد عن كل حركة لا تليق. فالله سبحانه وتعالى احق بذلك وهو المطلع على السكنات والحركات العلامة بما في القلوب سبحانه وتعالى. نعم. قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى فالمستحي من سؤال الله تعالى غدا يعد الجواب والتطهر من كل ما يكره الله. ثم لا يفارقه الحياء مع الطهارة اذ قد اذ قد علم ان ما ترك اذ قد علم ان ما ترك من الذنوب وتاب منه لن ينجو من الله او يسائله عنه كما روي عن الحسن رضي الله عنه ان رجلا ينجو من الله ولن ينجو من ان يسائله الله عنه. نعم كما روي عن الحسن رضي الله عنه ان رجلا سأله فقال العبد اذا تاب من الذنب ايغفر له؟ قال نعم. قال فيمحوه الله عنه؟ قال قال لا والله حتى يوقفه عليه ويسائله عنه. ثم بكى الحسن فقال لو لم يبكي العبد الا للحياء من الله الا لكان ينبغي له ان يبكي. قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى واما ما يهيج من الحياء عند ذكر دوام النعم وكثرة الاحسان وتضييع الشكر وذلك موجود في الفطر ان من دام احسانه اليك وكثرت اياديه عندك وقلت واما ما يهيج من الحياء عند ذكر دوام النعم وكثرة الاحسان ايضا هذا باب اخر يهيج الحياة في قلب العبد ان يذكر نعم الله عليه في صحته في عافيته في ماله في ولده ونعم الله سبحانه وتعالى لا تزال عليه نازلة ومتوالية والله لا يزال يتفضل عليك. ايليق بهذا المخلوق ان يقابل المنعم سبحانه وتعالى بمبارزته بالعداوة والعصيان والتمرد على طاعة سبحانه فنبه رحمه الله ان مما يهيج الحياء في القلب ذكر النعم وتوالي آآ النعم ارأيت الان كيف لو ان الانسان كان بحاجة شديدة فاحد المخلوقين وقف معه ودعا ما في حاجته. كيف انه يحس تجاه ذلك الرجل واذا لقيه لقيه بالحياء والاحترام والتقدير لمرة واحدة وقف معه وسانده فيها. فكيف الامر بالرب العظيم؟ كيف الرب الامر العظيم الذي نعمه لا تزال تتوانى على العبد في صحته في عافيته في بصره في ماله في تجارته في مسكنه في اموره كلها فهذا ولا شك في استحضاره في القلب مما يهيج الحياء من الله. قال ابو عبد الله قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى واما ما يهيج من الحياء عند ذكر دوام النعم وكثرة الاحسان وتضييع الشكر وذلك موجود في ان من دام احسانه اليك وكثرت اياديه عندك وقلت مكافأتك له غضبت طرفك اذ رأيته حياء منه. اذا ما كنت تستطيع انك تقعد تكافح على احسانه احسان اليه اذا قابلته تقابله وانت مستحي منه. تقابله وانت مستح منه مخلوق فكيف بنعم الله عليك؟ المتوالية منذ خرجت الى هذه الدنيا من بطن امك نعم فكيف فكيف بمن خلقك ولم تكن شيئا ولم يزل ولم يزل محسنا اليك منذ خلقك يتبغض اليه العبد ويتهتك في ما بينه وبينه وهو يستر عليه حتى كأنه لا ذنب له. لم يتهاون بنظره وان تغير العبد او لم يتغير فنعم الله تعالى عليه دائمة واحسانه اليه متواصل. ان تغير العبد فاطاع الله او لم يتغير بقي على عصيانه. فنعم الله وتعالى عليه متواليا ودائمة كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من النعم. نعم وذلك كله مع تضييع الشكر بل ما رضي بالتقصير عن الشكر حتى حتى نال معاصي ربه بنعمه واستعان حتى نال معاصي ربه بنعمه. اي انه يستعمل هذه النعم التي انعم الله عليه بها بمعصية الله بتلك النعم. فلم يكن منه فقط عدم الشكر بل زاد على ذلك ان استعمل هذه النعم بان يعصي الله سبحانه وتعالى بها. نعم. واستعان على مخالفته باياديه. فاذا ذكر دوام النعم وتضييع الشكر وكثرة الاساءة مع فقره الى الله تعالى واحسان الله تعالى اليه هاج منه الحياء والحصر من ربه عز وجل. نعم هاج منه الحياء والحصر من ربه. نعم. حتى كاد ان حياء منه فاذا هاج ذلك منه استعظم كل نعمة وان صغرت. اذ عرف تضييعه للشكر فيستكثر ويستعظم اقل النعم له اذ علم انه اهل ان يزال ان يزال عنه النعم فكيف بان يدام عليه ويزداد فيها؟ لان من اسأت اليه فعلمت ان انك قد استأهلت منه الغضب فالطفك لكلمة استكثرتها لعلمك بها قد استوجبت منه الغضب والعقوبة. فان سأل الله تعالى دوام النعم والزيادة فيها سأله بحياء وانكسار قلب لولا معرفته بجوده وكرمه وتفضله ما سأله. فيكاد ان ينقطع الدعاء حياء من الله تعالى ثم يذكر ثم يذكر تفضله وجوده وكرمه فيدعوه بقلب منكسر من الحياء خوفا الا يجاب ويبعثه ذلك على الشكر لما لزم قلبه الحياء من تضييع الشكر. فاذا لزمت هذه الذكور نعم فاذا لزمت هذه الذكور فاذا لزمت هذه الذكور قلبه واهجن الذكور يعني هذه الاشياء يذكرها لا ينساها نعم احسن منك. فاذا لزمت هذه الذكور قلبه واهجن الحياء منه فاستعملهن كما وصفت فاستعملهن فاستعملهن كما وصفت لك فقد استحيا من الله. فاستعملهن كما وصفت لك فقد استحيا من الله تعالى بحقيقة حياء وان كان لا غاية لحقيقة الحياء اذ المستحي منه لا غاية اذ المستحي منه لا غاية لعظمته عند المستحي منه لا ترى الى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال استحيوا من الله حق الحياء. قالوا انا لنستحي والحمد لله. فقال ليس ذاك فدل ان للحياء حقيقة فوق ما اوتوا من الحياء. فقال ليس ذاك حق الحياء ولكنه حياء دون الحقيقة. ثم قال لكن الحياء من الله حق الحياء الا تنسوا المقابر والبلا. فاخبر ان الحياء حق الحياء او ان الحياء حق الحياء ان يستحي العبد من الله تعالى ان يراه ناسيا للمقابر والبلا. فاذا استحيا من ذلك دام منه الذكر للمقابر والبلا. لا ينسى ذلك حياء من ربه تعالى وقال وليحفظ الرأس وما وعى يعني ما احتوى عليه الرأس من سمع وبصر ولسان وليحفظ البطن وما حوى بعضهم الجوف وما وعى. وذلك يجمع كل ما كل ما اضمر عليه العبد. وكل وكلما دخل جوفه فقد اجتمع في الحياء من الله تعالى الخير كله من الفرض والتطوع جميعا. وذلك كله من الايمان. هذا الحديث في السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال استحيوا من الله حق الحياء قالوا انا نستحي والحمد لله. قالوا ليس ذاك ولكن الحياء من الله حق الحياء ان تحفظ الرأس وما وعى وان تحفظ البطن وما حوى وان تذكر الموت والبلى ومن اراد الاخرة لم تلهي او تشغله زهرة الحياة فذكر هذه الامور الاربعة ان وجودها في العبد دليل على حيائه من الله. منها حفظ الرأس الحياة من الله يحتاج من العبد ان يحفظ الرأس وما وعى. فمن الحياء من الله ان تحفظ بصرك. من النظر الى الحرام ومن الحياء من الله عز وجل ان تحفظ سمعك من سماع الحرام من الحياء من الله وتعالى ان تحفظ لسانك من الكلام. ان تحفظ فمك من تناول الحرام ان تحفظ وجهك من مخالفة الشرع فيه. كما قال عليه الصلاة والسلام قصوا الشوارب واعفوا اللحى كل ذلك داخل في باب الحياة من الله. كل ذلك داخل في باب الحياء من الله سبحانه وتعالى حفظ الرأس. وما ها هو عام وحفظ البطن وما حوى. يتناول عدم ادخال المطعومات والمشروبات الى محرمة الى البطن ويتناول حفظ البطن وما حوى ايضا حفظ الفرج. حفظ الفرج من الوقوع في ما حرم الله سبحانه وتعالى. وان تذكر الموت والبنا. وهذا من اعظم الامور المعينة على الحياة من الله ان يذكر العبد انه سيأتي عليه يوم تذهب هذه النظارة ويذهب هذا الجمال ويذهب هذا هذا القوام يلف في خرقة ويدرج في حفرة تأكله الارض وتأكله الديدان. فان تذكر الموت والبلى هذا كله مما عينك على الحياة ومن اعظم ما يعين ايضا ذكر الاخرة والا تشغل العبد زهرة الحياة الدنيا فهذا الحديث من اجمع ما يكون في بيان حقيقة الحياء من الله سبحانه وتعالى نعم. قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى واما الحياء من الناس فان اسحاق حدثنا قال اخبرنا النظر قال حدثنا ابو نعامة العدوي قال سمعت حجير ابن ربيع العدوي يقول قال عمران ابن حصين رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحياء كله خير او الحياء لا الا بالخير فقال بشير بن كعب انا نجد في كتاب الله تعالى منه وقار ومنه ضعف. فقال من هذا يا حجير؟ فقلت لا بأس به رجل منا فقال يسمعني احدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثني عن الكتب لا احدثكم اليوم حديثا. قال اثنى اسحاق قال اخبرنا عيسى ابن يونس قال حدثنا معاوية ابن يحيى عن الزهري عن انس ابن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان كل دين خلقا وان خلق هذا الدين الحياء. قال حدثنا اسحاق قال اخبرنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن ثابت عن انس رضي الله عنه وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما كان الفحش في شيء الا شانه ولا كان الحياء في شيء الا زانه. قال ابو عبد الله رحمه الله الا فالحياء خير كله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم غير انه امر يدعيه الصادق والكاذب واصله فعل من الطبيعة الكريمة غريزة خير يختص الله تعالى به من يشاء من خلقه ينفع العاصي والمطيع. اما المطيع فقد زال كل خلق دنيء اما الفاسق فلم يجمع مع فسقه فلم يجمع مع فسقه تهتكا. سبحان الله كلام جميل. يعني الحياة ينفع عاصي والمطيع. اما المطيع فالحياء ينفعه بان يزول عنه كل خلق دنيء. كل خلق دنيء نزول عنه بالحياء فلا يفعل الاعمال الدنيئة حياء. واما العاصي او الفاسق فان الحياء ينفع ايضا من؟ لانه لم يجمع مع فسقه تهتكا. لم يجمع مع فسقه تهتكا. يعني عنده بقية حياء تمنعه من هتك الا من نزع منها الحياة فيكون بخلاف ذلك مجاهرا بفسقه وكل امة بمعافى الا المجاهرون. نعم. قال رحمه الله تعالى واذا هاج الحياء من المطيع وجد العدو سبيلا الى الدعاء الى الرياء. فان اطاعه العبد اعتقد الرياء واعتل بالحياء. وصدق هاجه اولا الحياء ثم اخطر العدو بالرياء ولم يفطن له بقلبه فصار مراءيا. وقد يهيجه الحياء على ان يريد الله تعالى فيضم الاخلاص الى الحياء فان فعل فان فعل الفعل للحياء وتركه لغير ذكر اخلاص ولا رياء فعل الفعل للحياء وتركه لغير ذكر اخلاص ولا رياء فهو دين. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يكن شيء الحياء من الله اولى به ما لم يكن ما لم يكن شيء الحياء من الله اولى به فيه. نعم. وذلك ان يستحي العبد من اظهار المعاصي فيستتر حياء من الناس والحياء من الله اولى به. فضيع الحياء من الله تعالى في سريرته واستحيا من الناس والحياء الذي اداه الى الستر خير له من التهتك. لانه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما ستر الله على عبد في الدنيا الا ستر عليه في الاخرة فهو يرجو اذ من عليه بالحياء فاستتر ان يستتر الله تعالى عليه في الاخرة. ان يستره ان ان يستر الله احسن الله اليكم. فهو يرجو اذ من عليه بالحياء فاستتر ان يستر الله تعالى عليه في الاخرة ويغفر له ويغفر له فالحياء مفارق لكل خلق في دين او دنيا. فمثل ذلك مثل رجل سأل رجلين قرظا او صلة فلم يكن في قلب احدهما كبير حياء فرده. فرده اذا لم تسمح نفسه اذ لم تسمح اذا لم تسمح نفسه بالاعطاء وسأل الاخر فلم تسمح نفسه الا بالاعطاء فمنعه الحياء من البخل. فمسك عن اظهار الرياء وبادر ليفعل فوجد العدو موضع دعاء فقال اعطه لا يقول ما ابخله واعطه واعطه ليثني واعطه ليثني عليك به ويعظمك به فاعتقد ذلك واعطى. ولا شك في انه اعطى للحياء لبدو هيجان الحياء من نفسه لبدو هيجان الحياء من نفسه فان هو لما خطر خاطر الرياء نفاه. فان هو لما خطره خاطر الرياء نفاه فان هو لما خطر خاطر الرياء نفاه وقال لا بل لله او لما رأى نفسه امتنعت من الرد من اجل الحياء ثواب ذكر ثواب الله تعالى فاراد ولولا الحياء لرد صاحبه ولو انه اخلص الاعطاء شكرا لمن جعل غريزة العطية حياء ممن طلب منه. لكنه ينبغي مثل ما نبه رحمه الله تعالى ان يجاهد نفسه على الاخلاص انما نطعمكم لوجه الله. لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. نعم. قال رحمه الله الله تعالى ولو انه اخلص الاعطاء شكرا لمن لمن جعل غريزته تهيج بالحياء ولمن وهب له الحياء ولم يجعله كما لا يستحي دون طلب الثواب لكان الله تعالى يستحق ذلك. واخر سئل فهاج منه من الحياء ما لم يملكه فاعطى ولم يقبل خطرة رياء ولم يذكر ثوابا وما اقل ذلك ان ان يعطي عبدا او يعمل او يترك او او يترك الا لرغبة او رهبة فان اعطى على ذلك الحياء فهو خير ما لم يعتقد الرياء. ومن جمع مع الحياء ارادة الله وثوابه فذلك لان الحياء عن غريزة كريمة فاذا هاجت تلك الغريزة فعند ذلك يعتقد الاخلاص او الرياء او يعمل عليهما بغير عقد رياء ولا اخلاص وكل مراء يمكنه ان يعتل بالحياء وقد يخيل الى بعض اهل الدنيا انه مستحي وانما هو مراء من اشياء مباحة كالاستعجال بالمشي والسرعة اليه بالمشي وغيره لانه خروج الى الخفة فيصير رياء وجزعا من الزوال الخشوع او ليقال ما اخشعه واسكنه. وقد تأتي الشيء استحياء من الخلق والحياء من الله تعالى في ذلك اولى فهو كخير افضل من غيره من الخير كالرجل يرى من شيخ من المسلمين منكرا فيريد ان يأمره فيستحي من شيبته فيستحي نعم من مصيبتهم. فيستحي من شيبته فالحياء من الشيبة وتوقير الكبير خير وافضل من ذلك ان يأمره وينهاه فالحياء من الشيبة وتوقير الكبير خير وافضل من ذلك ان يأمره وينهاه لا على من المنكر لانه قد يرى كبير السن على معصية فلا يأمره ولا ينهاه اعمل فالحياة خير يقول رحمه الله لكن افضل من ذلك ان تأمره وتنام وايضا ان يكون امرك له ونهيك مع بقاء التوقير بكلام يتناسب مع مقامه في السن ومكانته في اه العمر والمدخل مناسب الذي تخاطبه فافضل من ذلك ان تنصحه ان تخلصه من هذه المعصية التي فيها التي هو فيها نعم. قال رحمه الله تعالى وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اجلال الله تعالى يا اكرام ذي الشيبة والحياء من الله تعالى اولى به ان يستحي من الله تعالى ان جاء في الحديث ان من اجلال الله اكرام بالشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والمقسط عنه. نعم. قال رحمه الله تعالى ولنجافي عنه. نعم. والحياء من الله تعالى اولى به ان يستحي من الله تعالى ان يضع امره فيه فينهاه ويغير عليه معصية ان رآها منه او بدعة ان ان اظهرها فليؤثر الحياء من الله عز وجل على الحياء من الخلق قال حدثنا اسحاق قال اخبرنا عيسى ابن يونس قال حدثنا بهز ابن حكيم ابن معاوية ابن حيدة القشيري عن ابيه عن جده رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها اما نذر فقال احفظ عورتك الا من زوجتك او ما ملكت يمينك. فقلت يا رسول الله فاذا كان القوم بعضهم مع بعض قال ان استطاع ان استطعت الا يراها احد فلا يراها. قلت فاذا كان احدنا خاليا قال فالله احق ان ان من الناس قال حدثنا محمد ابن يحيى قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا اسرائيل عن ابي اسحاق عن صلة عن حذيفة حاء قال وحدثنا واسرائيل عن ابي اسحاق عن ابي الاحوص عن عبد الله قالا من صلى صلاة والناس ينظرون اليه فاذا خلا فليصلي مثلها فان لم يفعل فانها استهانة يستهين بها ربه والا يستحي ان يكون الناس اعظم في عينه من الله تعالى. قال ابو عبد الله فينبغي للعاقل ان يستحي من الله تعالى ان يراه كثير الحياء من الخلق قليل الحياء من الله تعالى. فليكن الغالب عليه الحياء من وافضل في الدين يعني كلام ابن مسعود واضح المراد به يعني اذا كان آآ حصل منه ان ان زين صلاته عندما تنبه لنظر بعض بعض الناس اليهم وهو يتنفل على سبيل المثال قال فليصلي مثله. فليصلي مثله. يعني في خلوته. فليصلي مثل اي في خلوته بخشوع وخضوع استشعارا لنظر الله اليه سبحانه وتعالى. ومثل هذا المعونة على العبد للتخلص من الرياء ومحاسبة النفس ومعاتبتها. واذا صلى في خلوته مثلا مستعجلا غير ساكن في جوارحه يلوم نفسه يقول كيف؟ يكون مني السكون في نظري مخلوق لا يغني عني شيئا ولا يملك لنفعل ولا يكون مني خشوعا اذا خلوت. هذا اه بالله سبحانه وتعالى فهذا المراد بالتنبيه على هذا المعنى لمحاسبة في النفس ومعاتبتها نعم. قال رحمه الله تعالى وافضل في الدين كنحو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة زينب بنت جحش رضي الله عنها حين بنى بها وتحدث عنده ناس من اصحابه رضي الله عنه فخرج رجل فخرج رجاء ان ثم رجع وهم على حالهم فشق ذلك عليه فاستحيا ان يقول لهم قوموا وكان كريما صلى الله عليه وسلم كثير الحياء روي انه كان اشد روي انه كان اشد حياء من العذراء في خدرها فانزل الله حياء من العذراء بخدرها من هي العذراء التي في خدرها؟ من هي؟ كم عمرها كم عمرها؟ ثلاطعش اربعطعش اثنعش خمسطعش الان في كثير من الاماكن منزوعات الحياة. كثير من الاماكن الان بهذا السن منزوعات الحياة تقابل الرجال وتخاطب الرجال وتخاصم الرجال وتتحدث بجرأة مع الرجال بينما في الزمان الاول كان يضرب بها المثل في حيائها اذا اريد ذكر الحياة باعلى درجاته يقولون اشد حياء من العذراء في خدرها. هذا اعظم مثل يضرب في به الحياة البنت التي عمرها اثنعش ثلاثطعش اربعطعش مقبلة على الزواج لم تتزوج بعد هذا هذه مضرب المثل فريق الحياة. والله المستعان. نعم. قال رحمه الله تعالى وكان كريما صلى الله عليه وسلم كثير الحياء روي انه كان اشد انه كان اشد حياء من العذراء في خدرها فانزل الله عز وجل لا تدخلوا بيوت النبي الا ان لكم الى قوله ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق. فلما جاء امر الله تعالى اثره وارخى حجاب وقال صلى الله عليه وسلم لانس رضي الله عنه رضي الله عنه وراءك وكان ذلك اولى به وراءك ارجع نعم نعم. وكان ذلك اولى به صلى الله عليه وسلم فكذلك يجب على اهل الدين ان يفعلوا. نعم. هذا الكلام الذي ذكره المروزي رحمه الله تعالى عن الحياء مدرسة حقيقة عظيمة وكلام جامع ومتين وبحاجة الى ان يدرس ويتأمل وايضا لو ان احد طلاب العلم النابهين اعتنى بدراسة للحياء من خلال كلام المروزي هذا. هذا مدرسة يعني يخرج منه علم غزير جدا في وبيان مكانته. الوصية ان نعتني بفهم هذا الكلام ونعيد قراءة ونتأمله مليا لعل الله سبحانه وتعالى ان يعمر قلوبنا بالحياة والناس يتفاضلون في الحياة تفاظلا عظيما بحسب ما يمن الله عليهم به من المعرفة به وذكر نعمه وغير ذلك مما ذكره رحمه الله مما يهيج الحياء في قلب العبد. نعم. قال رحمه الله تعالى باب ذكر اكفار تارك الصلاة قال حدثنا يحيى ابن يحيى قال اخبرنا جرير عن الاعمش عن عن الاعمش عن ابي سفيان قال سمعت جابر رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله الله عليه وسلم يقول ان بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة. قال حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم قال حدثنا عمي يعقوب ابن قال حدثنا ابي عن ابي اسحاق قال حدثني ابان ابن صالح عن مجاهد بن جبر ابي الحجاج عن جابر ابن عبد الله الانصاري رضي الله عنه صاحب رسول صلى الله عليه وسلم قال قلت له ما كان يفرق بين الكفر والايمان عندكم من الاعمال في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال الصلاة قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم قال اخبرنا الفضل بن موسى قال حدثنا حسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن ابيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. قال حدثنا ابو قدامة قال حدثنا يحيى ابن سعيد عن ابي سعيد قال حدثني يحيى ابن ابي كثير عن ابي قلابة قال حدثني ابو المليح قال كنا مع بريدة في يوم ذي غيم فقال بكروا بالصلاة فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله. قال حدثنا يحيى ابن يحيى عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر اهله وماله. اي سلب منه اهله وماله. وحبوط الصلاة وحبوط العمل. بترك الصلاة هل هو حبوط العمل كله او حبوط بعضه او عمل ذلك اليوم. يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه الصلاة الترك في شرحه لهذا الحديث نوعان ترك كلي لا يصليها ابدا فهذا يحبط يحبط العمل جميعا. وترك في يوم معين فهذا يحبط عمل ذلك اليوم فالحبوط العام في مقابل الترك العام والحبوط المعين في مقابل الترك معين نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا حدثنا ابو موسى محمد ابن المثنى قال حدثنا ابن ابي عدي عن راشد ابي عن راشد ابي محمد عن شهر ابن حوشب عن ام الدرداء عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال اوصاني خليلي ابو القاسم صلى الله عليه وسلم بسبع لا تشرك بالله شيئا وان قطعت او حرقت ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدا فمن تركها عمدا فقد برئت منه الذمة ولا تشرب الخمر فانها مفتاح كل شر واطع والديك وان امراك ان تخرج من دنياك فاخرج لهما. ولا ولاة الامر وان رأيت انك انت ولا تفر من الزحف وانك انت اي على الحق. نعم. ولا تفر من الزحلي وان هلكت وانفق من طولك على اهلك ولا ترفع عصاك عنهم واخفوا. ولا ولا ترفع عصاك عنهم واخفهم قال حدثنا محمد بن مسلم بن مسلم الرازي قال حدثنا محمد بن محمد بن موسى بن اعين قال حدثنا ابي عن عمرو ابن الحارث عن عمرو ابن عيب انه سمع محمد بن عبدالله بن عمرو بن العاص يخبر عن ابيه عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قال من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة كان كأنما كانت له الدنيا فسلبها. ومن ترك الصلاة اربع مرار حقا على الله تعالى ان يسقيه من طينة الخبال. قال وما طينة الخبال؟ قال عصارة اهل جهنم. قال حدثنا يونس بن عبدالاعلى قال اخبرني ابن وهب قال اخبرني يونس عن ابن شهاب ان سليمان ابن يسار اخبره ان المسور ابن مخرمة اخبره ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اذ طعن دخل عليه هو وابن عباس رضي الله عنهما رضي الله عنهم فلما اصبح من غد فزعوه فقالوا الصلاة ففزع فقال نعم لا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة فصلى والجرح يثعب دما. هذه قصة عجيبة جدا في تعظيم الصلاة لما طعن رضي الله عنه وكان جرحه في في بطنه يثعب دما اذا سقي الحليب خرج من فوره من بطنه وهو على تلك الحال لما دخل عليه المسور وقال له الصلاة فزع مهتما لها؟ قال نعم لا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة فصلى والجرح يثعب دما. والجرح يتعب دما وهذه القصة شاهد من الشواهد لحال السلف رضي الله عنهم من الصحابة والتابعين في تعظيم الصلاة وعمر رضي الله عنه له قصص كثيرة عجيبة جدا في اه هذا الباب جمعت بعظها اه مما يتعلق بعمر في الرسالة التي طبعت بعنوان تعظيم الصلاة نعم منها هذه القصة ايضا اوردتها هناك. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو علي الحسين ابن علي البسطامي قال حدثنا ابو غسان قال حدثنا اصوات ابن يوسف عن عن السدي عن عبدي عن عبد خير قال قال علي رضي الله عنه من ترك صلاة واحدة متعمدا فقد برئ من الله وبرئ الله منه. قال حدثنا حسين بن منصور قال حدثنا عبد الله بن نمير عن الاعمش عن عاصم عن زر رضي الله عنه قال كنا عند عبدالله رضي الله عنه جلوسا اذ جاءه رجل فقال يا ابا عبدالله اي درجات الاسلام افضل؟ فقال الصلاة من لم يصلي فلا دين له. قال حدثنا اسحاق ابن ابراهيم قال اخبرنا عيسى ابن يونس قال حدثنا الاعمش عن زيد بن وهب قال كنا مع حذيفة رضي الله عنه جلوسا في المسجد اذ دخل رجل من ابواب كنده فقام يصلي لم يتم الركوع ولا السجود فلما صلى قال حذيفة رضي الله عنه منذ كم هذه صلاتك؟ قال منذ اربعين سنة قال ما صليت منذ اربعين سنة لو مت وانت تصلي هذه الصلاة لمت على غير الفطرة التي فطر عليها محمد صلى الله عليه وسلم. قال حدثنا احمد ابن لمت لمت على غير الفطرة التي فطر التي فطر عليها محمد صلى الله عليه وسلم قال احدثنا احمد بن عبد الرحمن بن بكار قال حدثنا الوليد بن مسلم قال اخبرني عبد الرحمن ابن يزيد ابن جابر انه ان عبد الله ابن عبد الله ابن ابي زكريا يحدث عن ام الدرداء عن ابي الدرداء رضي الله عنهم قال قال لا ايمان لمن لا صلاة له قال حدثنا عبيد الله بن سعد بن ابراهيم بن سعد قال حدثني عمي قال حدثني ابي عن ابن اسحاق قال حدثني عبد الله ابن ابي بكر ابن محمد ابن عمر ابن حزم عن سعيد الانصاري انه حدث عن سعد بن عمارة اخي بن سعد بن بكر اخي بن سعد بن ابي بكر كانت له صحبة ان رجلا قال له عظني في نفسي رحمك الله. قال اذا انت قمت الى الصلاة فاسبغ الوضوء. فانه لا صلاة لمن لا الوضوء له ولا ايمان لمن لا صلاة له. ثم اذا صليت فصلي صلاة مودع واترك طلب كثير من الحاجات فانه فقر حاظر واجمع اليأس مما عند الناس فانه هو الغناء. وانظر الى ما تعتذر منه من القول والفعل فاجتنبه. اياك وما يعتذر منه اي شيء يحتاج الى اعتذار تجنبه حتى لا تحتاج الى ان تعتذر. نعم. قال رحمه الله تعالى ابتلى يحيى ابن يحيى قال اخبرنا ابو خيثمة عن ابي عن ابي الزبير قال سمعت جابر رضي الله عنه وسأله رجل اكنتم تعدون الذنب فيكم تلك؟ قال لا. قال وسئل ما بين العبد وبين الكفر؟ قال ترك الصلاة. قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب وحميد بن مسعدة قال حدثنا بشر ابن المفضل قال حدثني الجريري عن عبد الله ابن شقيق رضي الله عنه قال لم يكن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرون شيئا من الاعمال تركه كفر غير الصلاة. هذا جمع لبعض الادلة. في هذه الترجمة اكفار تارك الصلاة الصلاة شواهد ودلائل من سنة النبي صلى الله عليه وسلم على كفر تارك الصلاة في جمع الادلة وبسطها وتقريرها وبيان وجه دلالتها على كفر تارك الصلاة مرتبة ترتيبا وديعا جامعا في كتاب الصلاة وحكم تاركها للامام ابن القيم رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر باب ذكر النهي عن قتل المصلين واباحة قتل من لم يصل. قال حدثنا ابو كامل الفضيل بن ان الجحدري قال حدثنا حماد بن زيد عن المعلى بن زياد وهشام بن حسان عن الحسن عن ضبة بن محصن العنزي عن ام سلمة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انها ستكون عليكم ائمة تعرفون منهم وتنكرون فمن انكر فقد برأ ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا يا رسول الله افلا نقتلهم؟ قال لا ما صلوا. وقال الحسن وفسره فمن انكر بلسانه فقد برئ فقد ذهب زمان هذا ومن كره بقلبه فقد سلم وقد جاء زمان هذا قال ولكن من رضي وتابع قال الحسن فابعده الله حدثنا اسحاق قال حدثنا اسحاق قال اخبرنا عيسى ابن يونس قال حدثني الاوزاعي عن يزيد ابن يزيد ابن جابر عن زريق ابن حيان عن مسلمة عن مسلمة بن قرظة عن عن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنون انهم ويلعنونكم قالوا يا رسول الله افلا ننابذهم بالسيف؟ فقال لا ما اقاموا فيكم الصلاة واذا رأيتم من من شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة. قال حدثنا يحيى ابن يحيى عن ما لك عن ابن شهاب عن عطاء ابن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار انه حدثه النبي صلى الله عليه وسلم انه بينما هو جالس بين ظهريني الناس اذ جاءه رجل فساره فاذا هو يستأذنه في قتل رجل من المنافقين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جهر اليس يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قال الرجل يا رسول الله والله لا قال يا رسول الله ولا شهادة له قال اليس يصلي قال بلى ولا صلاة له. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اولئك الذين نهاني الله عنهم. قال حدثنا محمد ابن المثنى قال حدثنا ابن ابي عدي عن حميد عن انس رضي الله عنه قال سار رسول الله صلى الله عليه وسلم الى خيبر فانتهى اليها ليلا وكان اذا طرق ليلا لم يغر عليهم حتى يصبح فان سمع اذانا امسك وان لم يكونوا يصلون اغار عليهم حين يصبح. قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عفان عن حماد بن سلمة قال حدثنا ابو غالب عن ابي امامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اني نهيت عن ضرب اهل الصلاة قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى هذا الحديث اني نهيت عن ضرب اهل الصلاة قاله النبي وسلم في في هذا الحديث لعلي عندما وهب عليا غلاما قال لا تضربه فاني نهيت عن ضرب اهل الصلاة فاذا كان اه نهي عن ضرب اهل الصلاة فكيف بالقتل؟ فكيف بالقتل؟ نعم وهذا وجه الشاهد من هذا الحديث في هذا في هذه الترجمة النهي عن قتل المصلين اذا كان نهي عن ضرب اهل الصلاة فكيف بالقتل؟ نعم قال ابو عبد الله رحمه الله تعالى قد ذكرنا في كتابنا هذا ما دل عليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من تعظيم قدر الصلاة وايجاب الوعد بالثواب لمن قام بها. والتغليظ بالوعيد على من ضيعها. والفرق بينها وبين سائر الاعمال في الفضل وعظم القدر ثم ذكرنا الاخبار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في اكفار تاركها واخراجه اياه من الملة واباحة قتال من امتنع من اقامتها ثم جاءنا عن الصحابة رضي الله عنهم مثل ذلك ولم يجئنا عن احد منه خلاف ذلك والحمد لله رب العالمين. نسأل الله الكريم ان يجزي هذا الامام الامام المروزي خير الجزاء وان يسكنه فما المسلمين الاولين منهم والاخرين فردوسه الاعلى وان ينفعنا اجمعين بما علمنا ان يجعلنا وذرياتنا من المقيمين الصلاة وان يرزقنا تعظيم الصلاة وان يجعل مجلسنا هذا حجة لنا علينا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه جل وعلا سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه