بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في جوابه على سؤال ما هي الاسباب والاعمال التي يضاعف بها الثواب فقال من جملة جوابه والقليل من العمل مع الاخلاص الكامل يرجح بالكثير الذي لم يصل الى مرتبته في قوة الاخلاص ولهذا كانت الاعمال الظاهرة تتفاضل عند الله بتفاضل ما يقوم بالقلوب من الايمان اخلاص ويدخل في الاعمال الصالحة التي تتفاضل بتفاضل الاخلاص ترك ما تشتهيه النفوس من الشهوات المحرمة اذا تركها خالصا من قلبه ولم يكن لتركها من الدواعي غير الاخلاص وقصة اصحاب الغار شاهدة بذلك الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فلا نزال مع هذه الفتوى العظيمة النافعة للامام عبدالرحمن ابن ناصر ابن سعدي رحمه الله تعالى في جواب من سأله عن الاسباب والاعمال التي تضاعف او يضاعف بها الاجر والثواب والشيخ رحمه الله تعالى الصلاة في هذا الباب تأصيلات نافعة وذكر فيه قواعد جامعة وبين وجوه عديدة ما يكون به تظعيف الاعمال عظم ثوابها عند الله تبارك وتعالى وبدأ اول ما بدأ بالاخلاص والمتابعة وبين ما للاخلاص من الاثر العظيم في رفعة العمل وعظم ثوابه وتضعيف اجره عند الله سبحانه وتعالى وذكر على ذلكم امثلة وكان من اخر ما اورد قول النبي عليه الصلاة والسلام من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فهذا التضعيف في الاجر والثواب العظيم الذي يترتب على الصيام والقيام في شهر رمظان المبارك عائد ليس الى صورة العمل حسب بل لما جاء في الحديث قال ايمانا واحتسابا ايمانا واحتسابا ايمانا بالله واحتسابا لاجره وثوابا مخلصا بعمله مريدا به وجه الله سبحانه وتعالى ولهذا تتضاعف الاجور بحسب الاخلاص قوة وظعفا زيادة ونقصا وعرفنا ان اهل الاخلاص يتفاوتون في اخلاصهم فمنهم من اخلاصه قوي كامل ومنهم من هو دون ذلك ومنهم من لا اخلاص عنده فالاعمال تتضاعف تضاعفا عظيما بحسب ما قام في القلوب من اخلاص للمعبود جل وعلا وذكر رحمه الله بناء على ما سبق قاعدة شريفة في الباب الا وهي ان الاعمال الظاهرة تتفاضل عند الله بتفاضل ما يقوم بالقلوب من الايمان والاخلاص اي ان صورة العمل الظاهرة تكون واحدة صلاة وصلاة متساوية في الركوع والسجود والتلاوة مثل المصلين خلف امام واحد يكبرون سويا ويسلمون سويا فعملهم الظاهر واحد لكن الفرق بين هذا وذاك كالفرق بين السماء والارض والسبب عائد لما قام في القلب من ايمان اخلاص وصدق مع الله تبارك وتعالى في تحقيق العبودية وتكميلها ثم بين رحمه الله تحت هذه القاعدة مكانة الاخلاص وعظيم اثره في تظعيف العمل قال ويدخل في الاعمال الصالحة التي تتفاضل بتفاضل الاخلاص ترك ما تشتهيه النفوس من الشهوات المحرمة اذا تركها خالصا من قلبه وهو رحمه الله تعالى ينبه هنا الى ان الترك يعد عملا صالحا ترك الحرام وتجنب الاثام يعد عملا صالحا في جملة وعداد اعمال العبد الصالحة التي يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها فكما انه يتقرب الى الله جل وعلا بفعل ما امر فانه كذلك يتقرب اليه جل وعلا بترك ما نهى عنه وزجر ولهذا قال العلماء الترك يعد عملا ترك ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه يعد في جملة اعمال العبد الصالحة واذا قيل ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يندرج تحت قوله عملوا الصالحات اي فعلوا الاوامر وتركوا النواهي فترك النواهي هذا معدود في جملة اعمال العبد الصالح وتأمل قول النبي عليه الصلاة والسلام عندما قال له الصحابة رضي الله عنهم ايأتي احدنا شهوته ويكون له بها اجر قال ارأيتم لو وضعها في حرام ارأيتم لو وضعها في حرام اكان عليه وزر؟ قالوا نعم. قال فكذلك اذا وظعها في حلال كان له اجر فاعفاف المرء نفسه ومنعها وحجزها عن الحرام وابعادها عما نهى الله تبارك وتعالى عنه خوفا من الله ورجاء لثواب الله وتحقيقا لتقوى الله سبحانه وتعالى واخلاصا لله سبحانه وتعالى هذا باب شريف وعظيم جدا وهو من جملة اعمال العبد الصالحة التي ترتفع بها درجاته عند الله سبحانه وتعالى. ويعلو مقامه عنده ثم اذا قويت اذا قوي داء الشهوة وقوي داعي الحرام وكثرت المغريات التي تدفع بالمرء دفعا الى فعل الحرام ثم تركها لا لشيء الا خوفا من الله ما اعظم هذا العمل ما اعظم هذا العمل وما اجل قدره وما اعظم ثوابه عند الله سبحانه وتعالى تكون نفس الانسان مندفعة والمغريات من حوله متكاثرة تدفعه للحرام ويتركها لا لشيء الا خوفا من الله. اني اخاف الله فيمنعه من ذلك خوف الله هذا من الاعمال العظيمة الجليلة التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. ولهذا سيأتي معنا ان الذين اطبقت عليهم الصخرة في الغار احدهم توسل الى الله بعمله الصالح الذي هو تركه للزنا خوفا من الله لما خوفته بالله سبحانه وتعالى استجاب لهذا التخويف وترك هذا الامر مع قوة الداعي وقوة الرغبة اشتداد الشهوة عنده وتحري هذا الامر من زمن طويل ثم لما تهيأ له وجلس بين رجليها ذكرته بالله وخوفته فخاف من الله وتوقف. وامتنع عن العمل فاذا ترك الانسان للمحرمات تركه للمعاصي والاثام لاجل الله سبحانه وتعالى هذا معدود في اعمال العبد الصالح تأمل هنا في هذا المقام شأن الاخلاص من الناس من يترك الحرام من الناس من يترك الحرام ليس خوفا من الله وانما مثلا خشية الفضيحة او مثلا خشية تأثر السمعة او مثلا آآ خشية ان يدرى به وتقع عليه العقوبة او مثلا حفظا لصحته او او الى اغراض كثيرة جدا يمتنع فيها بعض الناس عن فعل الحرام ويتجنب الحرام فعلا هذا قصارى امره انه سلم من اثم هذا الذنب ومن عقوبة هذا الذنب سلم من العقوبة لكنه لا يحصل الاجر لماذا لانه لا يمكن ان يدخل في عملك الصالح لا يمكن ان يدخل في عمل عملك الصالح الا ما نويت به وجه الله سبحانه وتعالى سواء في باب الفعل او باب الترك لا يمكن ان يدخل في عمل الانسان الصالح الا ما نوى به التقرب الى الله ما قصد به وجه الله ما طلب به ثواب الله سبحانه وتعالى فذاك الذي يترك المعصية لاسباب واخرى ليست عائدة اه طلب ثواب الله والدار الاخرة لا تدخل في صالح عمله لا يدخل في صالح عمل العبد الا ما قصد به وجه الله سبحانه وتعالى وبهذا يكون من الاعمال الصالحة. اما اذا لم يقم على الاخلاص ونية التقرب لله عز وجل لا يدخل في عداد الاعمال اه الصالحة التي تترتب عليها اه يترتب عليها الاجر والثواب قال ويدخل في الاعمال الصالحة التي تتفاضل بتفاضل الاخلاص ترك ما تشتهيه النفوس من الشهوات المحرمة اذا تركها خالصا من قلبه اذا تركها خالصا من قلبه بمعنى ان من الناس من يتركها ليس خالصا من قلبه لا يتركها للاخلاص يترك الزنا يقول اخشى ان امرظ مثلا او اصاب بهذه الامراض التي انتشرت او يخشى ان يطلع عليه ويعاقب او او من الامور الكثيرة هذا قصارى امره كما قدمت ان يسلم من اثم هذا الذنب من العقوبات المترتبة عليه اما تحصيل الاجور والثواب على هذا الترك لا يكون الا بالنية الصالحة الخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى قال اذا تركها خالصا من قلبه ولم يكن ولم يكن لتركها من الدواعي غير الاخلاص لم يكن لتركها من الدواء غير الاخلاص بمعنى ان هناك دواعي اه تجعل الانسان يترك المعصية بغير الاخلاص كثيرة جدا هذه الدواعي اذا كانت هي التي دفعته لترك المعصية لا تدخل لا يدخل هذا الترك في صالح العمل بل لا يدخل هذا الترك في صالح العمل الا اذا اخلص فيه العامل لله سبحانه وتعالى مثل رحمه الله تعالى على ذلكم بقصة اصحاب الغار قال وقصة اه اصحاب الغار شاهدة بذلك والقصة مخرجة في الصحيحين وغيرهما من حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما ثلاثة نفر يتمشون اخذهم المطر فاووا الى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض انظروا اعمالا عملتموها صالحة لله وفي رواية خالصة لله وفي رواية فليدعو كل رجل منكم بما يعلم انه قد صدق فيه مع الله لاحظ الروايات خالصة لله صالحة لله صادقا فيها مع الله ليتوسل كل واحد منكم بوسيلة من هذه الوسائل لعل الله سبحانه وتعالى يفرج عنا ما نحن فيه قال فقال بعضهم لبعض انظروا اعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله تعالى بها لعل الله يفرجها عنكم فقال احدهم اللهم انه كان لي والدان شيخان كبيران وامرأتي ولي صبية صغار ارعى عليهم فاذا ارحت عليهم حلبت فبدأت بوالدي فسقيته فسقيتهما قبل بني. هذا دأبه وعادته يسقي والديه قبل بنيه وانه نأى بي ذات يوم الشجر فلم ات حتى امسيت فوجدتهما قد ناما وجد والداه قد ناما فحلبت كما كنت احلب فجئت بالحلاب فقمت عند رؤوسهما اكره ان اوقظهما من نومهما واكره ان اسقي الصبية قبلهما والصبية يتضاغون يصيحون يبكون يتظاغون عند قدمي فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر فان كنت تعلموا اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك. وهذا موضع الشاهد فان كنت تعلم اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة نرى منها السماء قال ان كنت تعلم اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك قوله ان كنت تعلم وسيأتي ايضا في دعوات الاخرين ان كنت تعلم التردد في العلم هنا ان كنت تعلم الاعتبار فيه ليس عائد لعلم الله. علم الله سبحانه وتعالى محيط بكل شيء وانما الاعتبار عائد هنا لجهل الانسان بالامور وجهله بمآلاتها وبعواقبها فيفوض الامر الى الله سبحانه وتعالى متوسلا اليه بعلمه جل وعلا الذي احاط بكل شيء قال ففرج الله منها فرجة فرأوا منها السماء هذا بدايات الفرج فرأوا فرج الله منها فرجة فرأوا منها السماء وقال الاخر اللهم انه كانت لي ابنة عم احببتها كاشد ما يحب الرجال النساء حبا شديدا قام في قلبه لابنة عمه وطلبت اليها نفسها فابت حتى اتيها بمئة دينار حتى اتيها بمئة دينار فتعبت حتى جمعت مئة دينار فجئتها بها تأمل هذه المقدمات اولا القلب قلبه علق حبا وشهوة ورغبة وثانية انها علقت هذا الامر بان يحظر لها مئة دينار وتعب في جمعها فمع هذا الشوق ومع هذا الجمع ومع هذا الوقت الطويل والحرص على هذا الامر قال فجئتها بها فلما وقعت بين رجليها فلما وقعت بين رجليها قالت يا عبد الله اتق الله يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم الا بحقه الله اكبر يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم الا بحقه فقمت عنها ما الذي اقامه رجل الشهوة تأصلت وتجذرت في قلبه ومضى وقتا طويلا يتطلع الى هذه اللحظة وهذه الساعة ولما علقت الامر بالمال جمع المال وتعب في جمعه ثم لما جلس بين رجليها امر طال الوقت ينتظره وبشغف شديد اليه فلما جلس بين رجليها قالت اتق الله ولا تفضل خاتم الا بحقه فقام الرجل ما الذي اقامه وقد ذكرته بتقوى الله عز وجل فقمت عنها فان كنت تعلم اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك تفرج لنا منها فرجة فعلت ذلك ترك الحرام لاجل الله فعل صالح وعمل صالح من اعمال العبد الصالح. وتأمل قولهم اه اعمالا عملتموها صالحة فهذا عمل صالح من اعمال العبد التي يتقرب بها الى الله يترك الحرام خوفا من الله يترك الحرام تقوى لله سبحانه وتعالى كما صنع هذا الرجل وقال الاخر اللهم اني كنت استأجرت اجيرا بفرق بفرقي ارز مكيال بفرق ارز فلما قضى عمله اي الاجير قال اعطني حقي فعرظت عليه فرقه فرغب عنه فلم ازل ازرعه غايب عنه لم يقبل ان يأخذه يقول فلم ازل ازرعه يزرع هذا آآ هذه الحبوب يعتني بها قال فلم ازرعه حتى جمعت منه بقرا ورعائها فجاءني فقال اتق الله ولا تظلمني حقي قلت اذهب الى تلك البقر ورعائها فخذها فرج مكيال ثلاثة اصع تقريبا ثم يقول له اذهب الى هذه البقر ورعائها وخذها ماذا قال الاجير قال اتق الله ولا تهزأ بي اتق الله ولا تهزأ بي فقلت اني لا استهزئ بك خذ ذلك البقر ورعائها فاخذه فذهب به فان كنت تعلم اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ما بقي ففرج الله ما بقي سبحان الله سبحان الله الان عندما تتأمل بعض من يستأجرون الاجراء. حقيقة يحصل وقائع مؤلمة جدا تجد العامل الفقير المحتاج واسرته في بلده في فقر شديد ثم يستأجر على عمل ما من زراعة او حفر او غير ذلك فيجهد في شدة الشمس ووهج الحرارة وشدتها ويعمل ويتصبب عرقا شهرا وشهرين وثلاثة ثم يأتي ويطلب حقه يطلب اجرته من رجل غني موسع عليه في المال ثم يماطل بل بعضهم لا يعطي ذلك الاجير اجرا يا سبحان الله كيف يستطيع ان يمنعه حقه ان يمنعه حقه ثم معه سعة وسعة في المال اذا اعطى هذا الاجير اجره يعطيه من طرف ما له شيئا لا يؤثر عليه ومع ذلك يشح بعضهم باعطائه حقه ويماطل ويؤخره الشهور والسنوات وهذا تقرب الى الله سبحانه وتعالى بهذه القربة فعلها لاجل الله سبحانه وتعالى متقربا اليه فاعطاه هذا المال بما ترتب على المال من نماء واثار. حتى ان العامل لم يكن يصدق ظنه يستهزأ به ويسخر فعل ذلك لاجل الله سبحانه وتعالى ففرج الله ما بقي وخرجوا يمشون فهذه ثلاثة قرب تقرب بها هؤلاء الى الله سبحانه وتعالى ثم في هذه الشدة وصنائع المعروف تقي مصارع السوء في هذه الشدة كل واحد توسل بعمل من اعماله احدهم ترك ان يعطي ابناءه مؤثرا والديه وغير راغب في تقديم ابنائه على والديه والثاني ترك الزنا مع شدة الشهوة وعظم الرغبة وقوة الداعي لاجل الله سبحانه وتعالى والثالث ترك هذا المال مع تطلع النفس له ورغبتها فيه وحرصها عليه تركه واعطاه لصاحبه لذلك الاجير فكان ترك هؤلاء الثلاثة كله من القرب الذي تقربوا به الى الله سبحانه وتعالى فكان وسيلة صالحة وسببا مباركا لان آآ فرج الله سبحانه وتعالى عنهم الصخرة وخرجوا يمشون فاذا هذا توسل الى الله عز وجل ترك ما نهى عنه تقربا اليه. والشاهد من اه القصة الموضوع ان هؤلاء الثلاثة كلهم قامت هذه التروك عندهم على الاخلاص لله وقصد التقرب اليه سبحانه وتعالى فدخلت في جملة قرباتهم وكانت من ايضا عظيم اه اعمالهم التي توسلوا الى الله سبحانه وتعالى بها. فكانت سببا آآ الفرج وزوال الكرب والشدة نعم قال رحمه الله تعالى ومن اسباب المضاعفة وهو اصل واساس لما تقدم صحة العقيدة وقوة الايمان بالله وصفاته وقوة ارادة العبد ورغبته في الخير فان اهل السنة والجماعة المحضة واهل العلم الكامل المفصل باسماء الله وصفاته وقوة لقاء الله تضاعف اعمالهم مضاعفة كبيرة لا يحصل مثلها ولا قريب منها لمن لم يشاركوهم في هذا الايمان والعقيدة ولهذا كان السلف يقولون اهل السنة ان قعدت بهم اعمالهم قامت بهم عقائدهم واهل البدع ان كثرت اعمالهم قعدت بهم عقائدهم ووجه الاعتبار ان اهل السنة مهتدون واهل البدع ضالون ومعلوم الفرق بين من يمشي على الصراط المستقيم وبين من هو منحرف عنه الى طرق الجحيم وغايته ان ان يكون ضالا متأولا ثم ذكر الامام ابن سعدي رحمه الله تعالى سببا اخر من اسباب تضعيف الاجور قال وهو اصل واساس لما تقدم هو اصل واساس لما تقدم صحة العقيدة وقوة الايمان بالله وصفاته وقوة ارادة العبد ورغبته في الخير ووصف رحمه الله تعالى هذا بانه اصل اصل واساس عليه بناء الدين كله كما قال الله سبحانه وتعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء والامام مثله مثل الشجرة وكما ان الشجرة التي لها فروعها ولها ثمارها لا تقوم الا على اصل فكذلك الايمان باعماله وصنوف طاعته وعباداته لا يقوم الا على اصل فالامام لا يقوم الا على اصله ولهذا قال الله سبحانه ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين. اي فائدة للاعمال وان كثرت ان لم تكن قائمة على العقيدة الصحيحة ان لم تكن قائمة على الاعمال ان لم تكن قائمة على الايمان بالله تبارك وتعالى ولهذا الاعمال وان كثرت وتنوعت وتعددت وتنوعت منافعها واثارها لا ينتفع بها العامل اذا لم تكن قائمة على الاعتقاد الصحيح وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا اي اعمالهم كلها تذهب هباء وتضيع سدى ولا ينتفعون منها بشيء ما لم تكن الاعمال قائمة على الاعتقاد الصحيح ولهذا ترى في ايات كثيرة جدا في القرآن الكريم يذكر الايمان قيدا لقبول الاعمال وشكر العامل عليها. وترتب الثواب والجزاء كقوله سبحانه من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن قيد فلنحيينه حياة طيبة اي لا يكفي ايماء لا يكفي العمل الصالح الا بهذا القيد من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون وقال جل وعلا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا وفي القرآن ايات كثيرة تقرب من الخمسين او تزيد ان الذين امنوا وعملوا الصالحات امنوا وعملوا الصالحات فالعمل الصالح مهما كثر وتنوع لا يكون مقبولا مشكورا مرظيا عند الله سبحانه وتعالى الا اذا اقامه العامل على الايمان بالله ومن المعلوم ان اهل الايمان يتفاوتون تفاوتا عظيما فيما يقوم في قلوبهم من ايمان فالايمان الذي يقوم في القلوب درجات ولهذا في الحديث قال اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان فالقلب قد يكون في مثقال ذرة قدرا يسيرا جدا وقد يمتلئ تماما ايمانا مثل ما قال عليه الصلاة والسلام عن عمار ابن ياسر رضي الله عنه وارضاه قال ان عمار ابن ياسر ملئ ايمانا حتى مشاشه حتى اطراف قدميه ان ملئ ايمانا ان عمار ابن ياسر ملئ ايمانا فمن الناس من يمتلئ تبارك الله يمتلئ ايمانا ومنهم من ليس فيه في قلبه من الايمان الا مقدار حبة من خردل فيتفاوت الناس في هذا الايمان في القلب قوة وظعفا زيادة ونقصا تفاوتا عظيما هذا التفاوت الذي يكون في القلوب فالايمان يترتب عليه تفاوت عظيم في ثواب الاعمال نعم يترتب عليه تفاوت عظيم في ثواب الاعمال شخص ملئ قلبه ايمان هل تستوي عبادته مع عبادة شخص ليس في قلبه من الايمان الا حبة خردل هل يستوي اجرهما هل يستوي ثوابهما شخص امتلأ قلبه ايمانا هل يساوي عمله شخص ليس في قلبه الا مقدار حبة خردل حبة خردل من ايمان؟ لا والله لا يستويان ولهذا لم يكن احد يعدل بصديق الامة رضي الله عنه وارضاه وروي في بعض الاحاديث انه لو وزن بايمان او لو وزن بايمان الامة لوزنها وفي صحيح البخاري عن ابن عمر قال كنا لا نعدل بابي بكر احدا والمراد بالفظل والمكانة والايمان والعبودية لله سبحانه وتعالى. لا نعجل بابي بكر احدا لا يمكن ان يسوى عمل شخص امتلأ قلبه ايمانا وبين شخص ايمانه قدر يسير جدا حبة خردل من ايمان فهذا الايمان الذي في القلب وهذه العقيدة التي في القلب لها اثرها لها اثرها الامام ابن سعد السعدي رحمه الله تعالى لما يذكر هذا الاصل ينبه على اهمية العناية بتعلم العقيدة ودراستها وان تعتني يا عبد الله بان تقوي مكانة العقيدة ومساحتها في قلبك لا يكون الاهتمام آآ صورة العمل الظاهر مع الاخلال بالباطن والقلب بل ينبغي على العبد ان يعتني عناية دقيقة جدا بتقوية الايمان في قلبه تقوية العقيدة في قلبه ترسيخ العقيدة في قلبه لان الايمان بامور الايمان التي طلب الايمان بها الناس فيها على درجتين من حيث الجملة. درجة الايمان الراسخ ودرجة الايمان الجازم الايمان الراسخ هو هذا الذي ملأ القلب وعمر الفؤاد واصبح حاضرا في كل مقام وفي كل حال اذا صلى صلى بايمان اذا اه دعا دعا بايمان اذا صام صام بايمان معه ايمانه في احواله كلها عامرا قلبه مالئا فؤاده ففرق بين العملين فرق بين العملين وفرق شاسع بين العاملين قال صحة العقيدة صحة العقيدة اي ان تكون العقيدة التي في القلب عقيدة صحيحة قائمة على الكتاب والسنة مستمدة من كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام وقول صحة العقيدة نعم قد يكون في القلوب عقائد لكنها عقائد فاسدة عقائد باطلة عقائد ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان فماذا تفيده تلك وماذا تنفعه وكيف يكون نماء شجرة قامت على اصل فاسد كيف يرجى نماء شجرة قامت على اصل فاسد واساس منهار فصحة العقيدة له اثر عظيم جدا في تظعيف الاعمال قوة الايمان بالله سبحانه وتعالى وبصفاته. وهذا باب يتفاوت فيه اهل الايمان تفاوتا عظيما. انت في هذا الباب جرب نفسك عندما يكرمك الله بحضور مجالس مثلا في فقه اسماء الله او في قراءة كتابات في فقه اسماء الله تبارك وتعالى ومعرفة معانيها كيف ترى قلبك على اثر هذا التفقه والمعرفة باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته سبحانه وتعالى يجد الانسان من نفسه هو بونا شاسعا بين حاليه استحضارا لهذا الباب او عدم استحضار له يجد تفاوتا عظيما ويجد ايضا تأثيرا لهذا الايمان على اعماله على سلوكياته على خشوعه وخضوعه لله سبحانه وتعالى على قوة اعمال القلوب المتنوعة في قلبه الحب والرجاء والخوف غير ذلكم من اعمال القلوب كلها تتحرك كلها تتحرك تبعا لهذه المعرفة ولهذا قال بعض السلف قديما من كان بالله اعرف كان منه اخوف ابن القيم رحمه الله ذكرها في بعض كتبه وزاد عليها زيادات مليحة قال من كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد واضف اليها ما شئت من الاعمال الطاعات والتقربات والتجنب المحرمات فعادت الخيرات كلها الى صحة المعرفة بالله وصحة الايمان به سبحانه وتعالى وقد قال الله في القرآن انما يخشى الله من عباده العلماء ماذا قال حبر الامة ابن عباس رضي الله عنهما في معنى الاية انما يخشى الله من عباده العلماء انما يخشى الله من عباده العلماء ابن عباس رضي الله عنهما قال في في معنى هذه الاية اي العلماء بان الله على كل شيء قدير هذا معنى الاية قال العلماء بان الله على كل شيء قدير هذا الايمان الذي هو اساس في الاعتقاد هل هو حاظر في قلب في قلب العبد المؤمن في مقاماته وفي احواله في في مصائبه في الامور التي هي محك في هذه الحياة قد قال عليه الصلاة والسلام واذا اصابك امر فلا تقل لو اني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل من هو هذا الذي يحظر معه هذا الايمان في كل هذه الاحوال وفي كل هذه المقامات قال العلماء بان الله على كل شيء قدير. اذا العلم بان الله على كل شيء قدير والعلم باسمائه جل وعلا وصفاته وعظمته وجلاله وكماله عز وجل كم لهذا الاثر كم لهذا الايمان من اثر على العبد في طاعاته وعبودياته وتقرباته الى الله سبحانه وتعالى وقوله رحمه الله وقوة ارادة العبد وقوة ارادة العبد ايضا الارادة التي في القلب الارادة التي في القلب يتفاوت فيها اهل العبادة تفاوتا عظيما منهم من عنده ارادة ضعيفة ومنهم من عنده ارادة قوية جدا فيتفاوتون في في الارادة وفي الدعاء المأثور اللهم اني اسألك العزيمة على الرشد كم من رشد يبلغ اسماعنا ويصل الى اذهاننا وعقولنا وتضعف ايراداتنا عن عمله؟ مع اننا ندرك نفعه وفائدته واثره آآ ثمرته ندرك ذلك لكن تظعف ايراداتنا عن النهوظ للقيام به فيتفاوت الناس في الارادة وكذلك ايضا من جهة اخرى اناس يريدون الخير واناس يريدون الشر وفي كل ليلة من ليالي رمضان ينادي مناد يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر لان النفوس تتفاوت نفوس صبغ الخير وتتشوف له وتتطلع اليه وتريده وايضا هذه الارادة للخير يتفاوتون فيها تفاوتا عظيما فاذا قويت ارادة الخير في القلب كيف تكون الاعمال اذا قويت ارادة الخير في القلب اذا وفق الله سبحانه وتعالى العبد الى ارادة قوية للخير قامت في قلبه فهذا له اثر عظيم جدا في تظعيف الاعمال الامر الرابع قال ورغبته في الخير بمعنى ان تكون نفسه ميالة للخير. ترغب فيه تتحراه تبحث عنه تتطلع الى اوقاته تتشوف في مجيئه رغبة في الخير وحرصا عليه فهذه المعاني كلها في القلب ولها اثرها العظيم البالغ في تظعيف الاعمال. صحة العقيدة قوة الايمان بالله وصفاته قوة العبد ورغبته في الخير ثم قال رحمه الله فان اهل السنة والجماعة المحضة واهل العلم الكامل المفصل باسماء الله وصفاته وقوة لقائه لقاء الله تضاعف اعمالهم مضاعفة كبيرة لا يحصل مثلها ولا قريبا منها لمن لم يشاركهم في هذا الايمان والعقيدة قوله رحمه الله اهل السنة والجماعة المحظة اي الخالصة التي لم تسب بصوائب البدع والمحدثات السنة المحضة التي قال عنها عليه الصلاة والسلام مثل ما كان مثل ما انا عليه اليوم واصحابي هذه هي السنة المحضة التي توافق هديه توافق ما كان عليه صلوات الله وسلامه عليه وما كان عليه صحابته الكرام على نفس النهج والطريق الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم لا يميل عنه يمينا ولا شمالا لا يحدث ولا يغير ولا يبدل السنة المحضة اي الخاصة الصافية النقية التي لم تسبب ببدعة ولم تسب بمحدثات قال واهل العلم الكامل المفصل باسماء الله وصفاته ايضا هذا باب باب في العلم يتفاوت فيه الناس تفاوتا عظيما وله اثره في تظعيف الاعمال. العلم المفصل باسماء الله وصفاته فمن الناس من يعرف بعظ الاسماء ولا يعرف معانيها من الناس من في جيبه ورقة اذا اصبح قرأها واذا امسى قرأها فيها تسعة وتسعين اسما من اسماء الله مع ان هذا العمل لا يشرع ولا دليل على مشروعيته وهو تقرب الى الله سبحانه وتعالى بما لا دليل عليه لكن اذا نظرت مع هذه المواظبة على هذه القراءة اذا نظرت في فقه فقهه لاسماء الله ومعانيها ومدلولاتها والعبوديات التي يختص بها كل اسم ما من اسم من اسماء الله الا وله عبودية يختص بها هي من موجبات الايمان بهذا الاسم مقتضيات معرفته والايمان به فتجده في هذا الباب يجهل يجهله تماما ولهذا قال العلماء احصاء اسماء الله الذي جاء في الحديث ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة ثلاث مراتب حفظها وفهم معانيها والعمل بما تقتضيه حفظها وفهم معانيها والعمل بما تقتضيه بهذه الامور الثلاث بهذه المراتب الثلاث يحقق هذا الاحصاء الذي ارشد اليه في هذا الحديث وكان موجبا لدخول الجنة. قال من احصاها دخل الجنة وهذا فيه التنبيه الى الاثر العظيم المبارك لمعرفة اسماء الله والفقه فيها في نيل الدرجات العالية وتضعيف الاجور والفوز برضا الله سبحانه وتعالى ودخول جناته قال وقوتي لقاء الله وقوة لقاء الله اي اهل العلم الكامل المفصل باسماء الله وصفاته وقوة لقاء الله يعني ما قام في قلوبهم من ايمان قوي بلقاء الله سبحانه وتعالى وقد ذكر رحمه الله كلاما نفيسا جميلا احيلكم اليه في كتابه فتح الملك العلام في العقائد والاداب والاحكام المستنبطة من القرآن وهو مطبوع قال ان الايمان باليوم الاخر على درجتين الايمان باليوم الاخر على درجتين درجة الايمان الجازم وهذا هو الحد الذي لا يقبل اقل منه لانه ليس بعد الايمان الجازم الا الشك والثانية درجة الايمان الراسخ وهي التي يتحدث عنها هنا الايمان الراسخ هو ذلك الايمان باليوم الاخر الذي يكون حاضرا في قلب القلب في قلب العبد في كل مقام اذا بدأ يضع قدمه يتذكر هل هذه الخطوة التي اخطوها؟ تنفعني في الدار الاخرة او لا او تضرني فيخطو وهو دائما يخطو خطواته ويقوم باعماله وهو يستحضر دائما ويستذكر اليوم الاخر والجزاء والحساب والوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى ولهذا الذي يؤتى كتابه باليمين ماذا يقول فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاء مقرؤوا كتابية اني ظننتم اي اعتقدت اني ملاق حسابي. اني ظننت اني ملاق حسابيا. يعني في الحياة الدنيا كنت اعتقد اعتقاد راسخا انني سألقى الله فكانت اعمالي وفق هذا الاعتقاد اني ظننت اني ملاق حسابي في كل مقام في كل حال يتذكر ان هناك حساب وجزاء وعقاب وجنة ونار فيخطو في ضوء ذلك فرق بين من قام في قلبه هذا الايمان الراسخ ومن يباشر الامور ويستبعد من ذهنه الحساب والجزاء وان كان في الاصل لا ينكر الحساب وعنده ايمان جازم به لكنه ليس راسخا في قلبه ولا ولا متمكنا من نفسه ولم يعمر قلبه بهذا الايمان قال تضاعف اعمالهم مضاعفة كبيرة لا يحصل مثلها ولا قريب منها لمن لم يشاركوهم في هذا الايمان والعقيدة وهذا مثل ما قدم رحمه الله ان صحة العقيدة وقوة الايمان سبب تظعيف الاعمال قال ولهذا كان السلف يقولون ولهذا كان السلف يقولون اهل السنة ان قعدت بهم اعمالهم قامت بهم عقائدهم ما معنى قعدت بهم اعمالهم اي ليس عنده اعمال كثيرة ليس عنده اعمال كثيرة عنده صحة اعتقاد لكن لم يكن عنده كثير عمل في الرغائب والنوافل و المستحبات لم يكن عنده كثير عمل في ذلك قال اهل السنة ان قعدت بهم اعمالهم قامت بهم عقائدهم اي عقائدهم الصحيحة واهل البدعة واهل البدع ان كثرت اعمالهم ان كثرت بهم اعمالهم قعدت بهم عقائدهم لان العقيدة الفاسدة تؤثر في العمل حتى لو كان كثيرا تؤثر في العمل تأثيرا بالغا والله جل وعلا قال قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا لم يكونوا قاعدين عن العمل كانوا يعملون ويكثرون من العمل ولكن عقائدهم قعدت به فعقائدهم الفاسدة قعدت بهم بينما صاحب السنة ان قعدت به اعماله لقلتها عدم كثرتها تنهض به وتقوم به عقيدته الصحيحة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه اجتماع الجيوش يقول فان السنة حصن فان السنة حصن الله الحصين الذي من دخله كان من الامنين وبابه الاعظم الذي من دخله كان اليه من الواصلين تقوم باهلها اي السنة وان قعدت بهم اعمالهم تقوم باهلها وان قعدت بهم اعمالهم فاذا كان الانسان على السنة الصحيحة والعقيدة السليمة والايمان القويم حتى وان قلت اعماله وضعفت ان قعدت اعماله وضعفت تنهض به باذن الله سبحانه وتعالى عقيدته لكن ايضا وهذا باب مهم ونبه عليه العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى تنبيها عظيما اما في مدارس سالكين او في اغاثة الله فان ذكر رحمه الله ان الشيطان يتدرج مع العبد اذا اقبل على الطاعة والعبادة في خطوات واول ما يبدأ به يكون حريصا عليه ان يوقعه في الشرك فان لم يجد سبيلا الى ذلك اشتد حرصه عليه في ان يوقعه في البدعة وان لم يجد سبيلا على ذلك اشتد عليه في ان يوقعه في الكبيرة والمعصية وترك الواجبات يحرص على ان يوقعه في المحرمات آآ يبعده عن فعل الواجبات وذكر ابن القيم رحمه الله ان من مداخل الشيطان ومما يحدث الشيطان به الانسان في هذا المقام يقول له انت صاحب سنة يقول انت صاحب سنة وبعيد عن الشركيات وبعيد عن البدع ويقول له الشيطان ان اهل السنة ان قعدت بهم اعمالهم قامت بهم عقائدهم فلا عليك فانتبه لهذا المدخل يقول له لا عليك فيبدأ يدخل علي يقول انت صاحب سنة وعقيدتك صحيحة فيبدأ يدخل عليه من هذا المدخل يضعف فيه جانب العمل يجعله يفرط في الواجبات وربما يفعل بعض المنكرات ثم هو بينه وبين نفسه يقول انا صاحب عقيدة صحيحة انا صاحب ايمان سليم ولا يزال الشيطان يهدم دينه ويدخل عليه من من مثل هذه المداخل اعاذنا الله واياكم اللهم عذنا من الشيطان الرجيم ومن خطواته يا رب العالمين ثم قال رحمه الله تعالى ووجه الاعتبار بوجه الاعتبار وجه الاعتبار في ماذا ووجه الاعتبار الشيخ رحمه الله تحدث ان صاحب السنة والعقيدة الصحيحة يظاعف اعماله وصاحب العقيدة الفاسدة تقعد به عقيدته ذاك ذاك تضاعف اعماله وذاك تقعد به عقيدته وتكون سببا لرد عمله فما وجه الاعتبار في ذلك ما وجه اعتبار التظعيف العظيم لصاحب السنة هو صاحب العقيدة قال ووجه الاعتبار ان اهل السنة مهتدون واهل البدع ضالون نعم اهل السنة مهتدون اعماله التي يقوم بها يقوم بها على هداية يقوم بها على بصيرة يقوم بها على سنة والاخر ظال عنده اعمال كثيرة دليلك على العامل دليلك على العمل لا تجد عنده سنة اما يكون رأى مناما فبنى عليه عمل او بنى على ذوق او وجد او او نحو ذلك او بنى ذلك على قصة او بنى على ذلك على تجارب له ولاشياخه او بنى على ذلك على على قصص وحكايات او غير ذلك من امور تبنى عليها اعمال كثيرة وتجد اناس عكوف على اعمال وعلى اذكار وعلى عبادات لا يفارقونها ويجتهدون في القيام بها اجتهادا عجيبا. بعضهم يصلي الفجر ويمكث في مصلاه الى التاسعة الى العاشرة في اذكار كلها بدع او كثير منها بدع لا اصل لها في دين الله سبحانه وتعالى اذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قال لجويرية هي جويرية قال لجبيرية رضي الله عنها وقد جلست في مصلاها قال لقد قلت بعدك اربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلته لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته وكانت اذكارها رضي الله عنها على السنة لكنه عليه الصلاة والسلام جاء بذكر مضعف جاء بذكر مضعف قال لو وزنت بما قلته لوزنتهن فكيف اذا الحال بمن يجلس من بعد الفجر الى التاسعة مثلا او قبلها او بعدها في اذكار محدثة وفي امور ما انزل الله بها من سلطان. بعضهم يمسك سبحته ويسحب فيها بعد الفجر سحبا اذا رأيته ما تراه يعد يسحب عشرين خرزة دفعة واحدة ما تراه يعود تسبيحات ويستمر في هذا السحب قال لي احدهم ممن كان كذلك وتاب من ذلك العمل قال هذا نفعله ونكثر منه في في الصباح سحبا للبركة قال قال هذا القائل نفعل ذلك سحبا للبركة ويقال يا هذا اي بركة هذه التي تسحب بهذه الطريقة ومتى كانت البدع مجلبة للبركة البدع كلها تمحق البركة البدع كلها لا خير فيها البدع كلها ضرر على صاحبها وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام قولا جامعا في هذا الباب كل بدعة ضلالة قال خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها البدع شر لا خير فيها ومتى كان الشر مجلبة للبركة والخير وتمارس هذه الممارسات ونظائرها وامثالها طلبا للخير وينبغي ان يتنبه في هذا المقام ان كثيرا من هؤلاء يعملون هذه الاعمال واذا سئلوا قالوا والله ما اردنا الا الخير وهم صادقون في هذه اليمين ما ارادوا الا الخير لكن كما قال ابن مسعود رضي الله عنه وارضاه وهل كل من اراد الخير ادركه فادراك الخيل لا يكون الا باتباع السنة المحضة التي كان عليها نبينا عليه الصلاة والسلام كما قال الامام ما لك رحمه الله تعالى ما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فلن يكون دينا الى قيام الساعة مستشهدا بقوله جل وعلا اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قال وجه الاعتبار ان اهل السنة مهتدون واهل البدع ضالون ومعلوم الفرق بين من يمشي على صراط مستقيم وبين من هو منحرف عنه الى طرق الجحيم افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى طب من يمشي سويا على صراط مستقيم قال الله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون خط النبي عليه الصلاة والسلام خطا مستقيما وخط على جنبتيه خطوط وقال هذا سبيل الله وهذه سبل وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو اليه والسبل التي تجنح بالانسان وتحرفه عن صراط الله المستقيم كثيرة جدا ففرق بين عامل يعمل ولو كانت اعماله قليلة لكن يمشي على الصراط المستقيم وبين شخص عنده اعمال ولو كانت كثيرة لكنها في سبيل من تلك السبل المنحرفة عن صراط الله المستقيم لا يسوى بين هذا وهذا هذا سنته وعقيدته واتباعه وتأسيه سبب لقبول اعماله وتظعيفها وهذا بدعه وضلالاته واهواؤه سبب لرد اعماله ولو كثرت فالمقام جد خطير وايظا جد مهم في هذا الباب باب تظعيف تضعيف الاعمال تضعيف الاعمال قال وغايته ان يكون ضالا متأولا غاية ما يكون من هؤلاء ان يكون ضالا متوا. ضال ومتأول يظن انه على شيء او على حق او على هدى لكن جنحت به آآ السبل وانحرفت به الاهواء عن صراط الله المستقيم خلاصة الامر ان الامام رحمه الله تعالى نبه في هذه اه في هذا الموضع على اهمية صحة العقيدة وقوة الايمان بالله وقوة الارادة وقوة الرغبة وهذه جوانب مهمة يحتاج ان يعتني العبد بها ولهذا ينبغي حقيقة ان تكثف الدروس في العقيدة الصحيحة والتوحيد وان يعتنى بتعليم الناس الاعتقاد وتعليم وتعليمهم التوحيد وتعليمهم الهدي اه القويم الناس يحتاجون حاجة ماسة الى هذا الجانب تعليما وتفقيها وقول نبينا عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين يدخل فيه الاعتقاد اه دخولا اوليا لان الاعتقاد هو الفقه الاكبر لان الاعتقاد والايمان بالله هو الفقه الاكبر الذي يقوم عليه آآ دين الله سبحانه وتعالى وفي السبب الذي قبله نبه رحمه الله تعالى على مكانة الاخلاص ومنزلته العلية في تظعيف آآ الاعمال ومما ينبه عليه في هذا المقام ان امر الاخلاص امر عظيم ومقامه خطير جدا والنفس نفس الانسان تأتيها من الامور المتوالية ما تجعل جانب الاخلاص يتفلت ولهذا العبد محتاج دائما الى ان يعنى بنفسه في جانب الاخلاص تقوية له وازالة للامور التي تضعفه قال الامام سفيان ابن عيينة او اه سفيان الثوري او الاوزاعي احدهما قال ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي بمعنى ان النية تحتاج الى معالجة دائمة ومستمرة الى الممات والانسان يعالج نفسه في النية وفي هذا المقام يحتاج العبد الى عدة امور الاول الدعاء لان قلبك بيد الله قلبك بيد الله وقد قال عليه الصلاة والسلام الا ادلكم على شيء اذا قلتموه اذهب الله عنكم قليل الشرك وكثيره؟ قالوا بلى قال تقولون اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم وهي دعوة عظيمة في تحقيق الاخلاص اخلاص قلبك وخلاص قلبك بيد ربك جل وعلا فافزع الى الله والح عليه بالسؤال ان يرزقك الاخلاص وان يعيذك من الشرك وان يجنبك الرياء. وان يعيذك من الكفر كان نبينا عليه الصلاة والسلام كل يوم اذا اصبح وامسى يقول ثلاث مرات اللهم اني اعوذ بك من الكفر ومن الفقر واعوذ بك من عذاب القبر تعوذ بالله من الكفر تعوذ بالله من الشرك سل الله تبارك وتعالى التوفيق للاخلاص والح على الله عز وجل بهذا الدعاء الامر الثاني ان يقرأ الانسان في مقام الاخلاص ومكانه ومكانته العظيمة وثوابه الجزيل وما يترتب عليه من تظعيف الاعمال وعظم الاجور عند الله سبحانه وتعالى ان يتذكر ان اعماله مهما كثرت وتنوعت وتعددت لن تدخل في صالح عمله الا اذا اخلص فيها لله سبحانه وتعالى ان يتذكر ايضا في هذا المقام انه اذا رأى الناس وعمل لاجلهم وطلب الشهرة عندهم والصيت بينهم الى اخر ذلك ماذا لا يغنوا عنه من الله شيئا وهو سيفارقهم ويفارقون وجميعهم سيقفون بين يدي الله تبارك وتعالى ثم يوم القيامة يقال للمراء اذهب الى ما اكنت من كنت ترائيهم فخذ او اطلب اجرك عندهم فمثل هذه المعاني يستحضرها العبد و يجدد استحضارها في قلبه ويسأل الله تبارك وتعالى ويداوم على ذلك والتوفيق بيد الله وحده اللهم اجعل اعمالنا لك خالصة ولسنة نبيك صلى الله عليه وسلم موافقة اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة من كل شر