الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في جوابه على سؤال ما هي الاسباب والاعمال التي يضاعف بها ثواب فقال في ضمن جوابه ومن اسباب مضاعفة العمل ان يكون من الاعمال التي نفعها للاسلام والمسلمين له وقع واثر وغناء ونفع كبير. وذلك كالجهاد في سبيل الله. الجهاد البدني والمالي والقولي ومجاهدة المنحرفين كما ذكر الله نفقة المجاهدين ومضاعفتها ومجادلة ومجادلة ومجادلة. نعم كالجهاد في سبيل الله الجهاد البدني والمالي والقولي ومجادلة المنحرفين كما ذكر الله نفقة المجاهدين ومضاعفتها بسبعمائة ضعف ومن اعظم الجهاد سلوك طرق التعلم والتعليم. فان الاشتغال بذلك لمن صحت نيته لا يوازنه عمل من الاعمال لما فيه من احياء العلم والدين وارشاد الجاهلين والدعوة الى الخير والنهي عن الشر والخير الكثير الذي لا يستغني العباد عنه. فمن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل له به طريقا الى الجنة ان سهل له به طريقا الى الجنة. ومن ذلك المشاريع الخيرية التي فيها اعانة للمسلمين على امور دينهم ودنياهم التي يستمر نفعها ويتسلسل احسانها كما ورد في الصحيح اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به من بعده او ولد صالح يدعو له الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين لا زلنا مع هذه الفتوى العظيمة المباركة لهذا الامام الجليل الامام عبدالرحمن ابن ناصر ابن سعدي رحمه الله واعلى في الجنة درجته. وهذه الفتوى فتوى مباركة ونافعة وتمس الحاجة اليها جدا لان الامام رحمه الله تعالى ابن سعدي في هذه الفتوى يبين مقاما من مقامات الدين العظيمة ويبين مجالا مباركا تتضاعف به الاجور اضعافا مضاعفة فبدل ان يحصل على العمل عشرا الحسنة بعشر امثالها يحصل الاجر مضاعفا اضعافا كثيرة الى ما يشاء الله سبحانه وتعالى فالحاجة تمس الى الفقه في هذا الباب العظيم باب تضعيف الاجور والثواب وهو رحمه الله تعالى اتى على زبد هذا الموضوع وخلاصاته وقعد فيه تعيدات نافعة وتأصيلات مفيدة تجمع للمسلم ولطالب العلم مهمات هذا الموضوع ولهذا اؤكد على ما ذكرته سابقا اهمية نشر هذه الفتوى على نطاق واسع ولا سيما ونحن نستقبل شهر رمظان المبارك نشرها من خلال المجالات الكثيرة المتاحة في زماننا هذا مشاركة في الاجر وتعاونا على البر والتقوى ذكر هنا رحمه الله تعالى السبب الثالث من اسباب مضاعفة الاعمال ان يكون من الاعمال التي نفعها للاسلام والمسلمين له اثر ووقع الالة انه وقع واثر وغناء ونفع كبير فهذا من اسباب التظعيف من اسباب تضعيف الاجور ان يكون العمل الذي باشره العبد وقام به له اثر اولا ليس من الاعمال التي هي قاصرة على العبد بل هو من الاعمال المتعدية التي يصل نفعها الى الاخرين فاذا كان النفع الذي يصل بهذا العمل الذي قام به للاخرين كبيرا سواء في حياته او ايظا بعد مماته فان هذا يتظعف فيه الثواب تظعيفا كبيرا بل ويتسلسل مثل ما سيأتي اشارة الشيخ رحمه الله تعالى لذلك هذا التضعيف بتسلسل الانتفاع بهذا العمل الذي قام به وهذا مجاله رحب واسع والله سبحانه وتعالى هيأ آآ العباد اعمالا جليلة يتيسر للعبد ان يقوم به بها في حياته فيتسلسل نفعها ويستمر اثرها وما دام ان النفع متسلسلا ما دام ان النفع متسلسل والاثر اه مستمر فان الاجر يتظعف ذلك العامل كلما انتفع منتفع واستفاد مستفيد من هذا العمل الذي قام به قال ان يكون من الاعمال التي نفعها للاسلام والمسلمين نفعها للاسلام اي نصرا لدين الله ونشرا له وعملا على تبليغه وايصاله للاخرين او ذبا عن حماه وردا لعدوان المعتدين وشبهات المشبهين واباطيل المبطلين وعدوان المعتدين فهذا كله نفع للاسلام بما يكون من هذا العامل من نصرة لدين الله تبارك وتعالى او للمسلمين ومجال النفع للمسلمين مجال واسع اما ان ينفعهم في دينهم بالتعليم والتوجيه والنصيحة والدلالة والارشاد او ينفعهم آآ امور آآ دنياهم بانواع المساعدات وتفريج الهموم الكربات ومعاونة المحتاجين اغاثة من اشتدت به كربته بما يستطيعه الانسان كل هذه مجالات تدخل تحت هذا الباب الذي هو النفع للمسلمين قال لها وقع واثر وغناء مشيرا الى ان الاعمال من هذا الباب منها ما يكون وقعه او اثره قليل ومنها ما يكون اثره كبيرا جدا وواسعا وممتد المدى في حياة العبد وبعد مماته فلا شك ان اثر هذا العمل الذي وقعه كبير وغناؤه عظيم واثره واسع اعظم اجرا واجزل ثوابا من العمل الذي دونه في في هذا الباب ثم مثل على ذلكم ببعض الامثلة. قال وذلك كالجهاد في سبيل الله وذلك كالجهاد في سبيل الله واشار رحمه الله تعالى ان الجهاد له ثلاث مجالات الجهاد بالبدن والجهاد بالمال والجهاد بالقول الجهاد البدن بان يقدم نفسه نصرة لدين الله يبذل نفسه نصرة لدين الله مجاهدا في سبيل الله طالبا علو كلمة الله تبارك وتعالى ومن جاهد لتكون هنا كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله والمجاهدة بالمال الانفاق من ما له في سبيل الله في سبيل الله نصرة لهذا الدين وايضا ينفق من ماله في سبيل الله تعليما ونشرا للعلم تهيئة للمجالات التي يكون بها انتشار العلم وانتشار الدين وتعلم الجاهلين انتشار العلم والدين بين الناس يحتاج الى اموال يحتاج الى الى اموال تنفق وتبذل من اهل الخير والفضل واليسار ممن وسع الله تبارك وتعالى عليهم ببناء المدارس بطباعة الكتب آآ تهيئة الوسائل التي ينشر من خلالها العلم هذا كله من انواع الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى بالمال وقد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم؟ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم باموالكم وانفسكم. فذكر جل وعلا الجهادين الجهاد بالمال والجهال والجهاد بالانفس وقوله رحمه الله والقول الجهاد القولي وهو جهاد الدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم العلم وتفقيه الناس في دين الله تبارك وتعالى. وهذا مقام اهل العلم والبصيرة بدين الله تبارك وتعالى وايضا كما اسلفت مقام من اكرمهم الله سبحانه وتعالى باموال فسخروا اموالهم آآ لنشر العلم وتعليم الناس وتفقيههم في دين الله تبارك وتعالى. ولهذا جاء في الحديث لا غبطة الا في اثنتين وذكر رجل اتاه الله مالا ينفق منه في سبيل الله ورجل اتاه الله علما فهو يعلم الناس قال ومجادلة المنحرفين ومجادلة المنحرفين ايضا هذا باب عظيم النفع عظيم الوقع كثير الغناء والفائدة مجادلة المنحرفين والله سبحانه وتعالى قال ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن وقال جل وعلا وجاهدهم به جهادا كبيرا اي القرآن الكريم فمجادلة مجادلة المنحرفين بحجة البيان بحجة البيان القرآن واحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام صدا لعادياتهم وابطالا لشبهاتهم وازهاقا لاضاليلهم واباطيلهم فهذا باب عظيم باب عظيم مبارك وقد جاء في الحديث يحمل هذا الدين من كل خلف عدوله يحمل يحمل هذا العلم من كل خلف عدول ينفون عنه. ينفون عنه تحريف الغالين. وتأويل المبطلين. ينفون عنه تحريف الغالين وتأويل المبطلين فهذا باب عظيم جدا له نفع مبارك عندما يأتي مبطل من اصحاب البدع وارباب الشبهات ويلقي شبهة في وسط الجهال والعوام فتبدأ تشوش عليهم في عقائدهم في اديانهم في عباداتهم تدخل عليهم الشكوك ثم ينتدب عالم من العلماء المحققين المحصلين المدققين فيقول هذا هذه الشبه باطلة من وجوه اولا ثانيا ثالثا رابعا حتى ينجلي الامر ويتضح فساد ما قاله المشبه وما تكلم به المبطل هذا باب مبارك جدا ومن اتاهم الله تبارك وتعالى العلم يحسنون رد الشبهات يحسنون رد الشبهات وبيان وجوه اه الدلائل على فسادها وبطلانها. وتجد الواحد منهم اذا تكلم في ابطال شبهة ما نقدها بعشرات الوجوه وربما لو كان لا علم عنده قال هذه لا جواب عليها قال هذه لا جواب عليها لكن اذا تصدى لها العالم المحقق ابطلها من وجوه كثيرة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كان في هذا الباب فارس ميدان وايمان بحق رحمه الله تعالى وكم نفع الله سبحانه وتعالى بجهوده المباركة في رد البدع حتى انني استطيع ان اقول بدون مبالغة لا يكاد توجد شبهة من الشبه الا وترى في كتبه رحمه الله تعالى وجوها في نقدها في الغالب الاعم وعندما يتولى نقد شبهة ما يفندها من وجوه لما دارت بينه وبين المتكلمين المناظرة في الكلام النفسي الذي قال به طائفة من اهل الكلام الباطل قال رحمه الله للمرسول الذي جاء اليه مرسول العلماء الذي جاء اليه وكان وقتها في السجن قال اخبرهم ان الكلام ولم يكن عنده كتب قال اخبرهم ان الكلام الذي قالوه باطل من وجوه الاول الثاني الثالث قال له المرسوم لا لا احسن نقل هذا الكلام اكتبه لي فكتب رحمه الله جلس وكتب تسعين وجها تسعين وجها وطبعت بمجلد بعنوان التسعينية سردها رحمه الله تعالى في رد تلك الشبهة مع ان خصومة وكتبوا ورقة واحدة ومزقوها اكثر من مرة يراجعونها ويجدون على انفسهم فيها انتقادات ثم يعيدون كتابتها الى اخره ونقد ذلك رحمه الله من تسعين وجها وهكذا الشأن في ائمة الدين واهل العلم والفضل بما اتاهم الله من بصيرة وفقه ودراية بدين الله تبارك وتعالى الشبهة يزيلونها ويبطلونها من الوجوه الكثيرة بما اتاهم الله سبحانه وتعالى من علم ولولا منة الله جل وعلا على المسلمين بالعلما الاكابر المحققين لضاع الناس في خضم الشبهات شبهات المبطلين وايضا في خضم الشهوات المهلكة لكن الله سبحانه وتعالى قيد العلماء الاعلام وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم الى قيام الساعة وايضا جاء في الحديث الاخر عن نبينا عليه الصلاة والسلام لا يزال الله يغرس في في هذا الدين غرسا لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا والمراد بهذا الغرس اهل العلم والعمل والنصرة لدين الله تبارك وتعالى يؤيد الله جل وعلا بهم دينه ويرد بهم عاديات المعتدين من اهل الباطل والضلال و التشبيه والتلبيس وتأمل هذه المعاني في قول الله سبحانه وتعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة. وابتغاء تأويله وما يعلم الا الله والراسخون في العلم وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم قال ابن عباس رضي الله عنهما انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله فهذه منزلة يكرم الله سبحانه وتعالى بها بعض العباد يتبوأون هذه المنزلة العالية منزلة العلم والبصيرة في دين الله تبارك وتعالى وتكون على اه ايديهم وتتحقق على ايديهم وبجهودهم بتوفيق من الله سبحانه وتعالى هذا الباب العظيم الذي نبه عليه بقوله ومجادلة المنحرفين وهذا المقام مقام مجادلة المنحرفين ليس الا للعلماء لا ينبغي للعوام والجهال وقليل العلم ان يقحموا انفسهم هذا الباب مع انها الان في زماننا هذا توجد مخاطرات كثيرة من بعظ الناس تجده لا فقه عنده ولا بصيرة في دين الله تبارك وتعالى ويجلس مع رأس من رؤوس الباطل وارباب الشبهات ويقول اناظره او يقول ارى ما عنده او يقول ابين بطلان ما عليه ثم يتورط يتورط بشبهات تلقى عليه لا يجد لها جوابا والشبهة خطيرة جدا اذا دخلت في الصدر وولجت في النفس متى تخرج قال عبد الله المبارك خشيت ان يطرح علي شبهة تجلجل في صدري حتى اموت يقول ذلك وهو امام فالشبهة آآ لها خطورتها البالغة واثرها العظيم ولهذا هذا الباب ومجادة المنحرفين ليس لكل احد هذا خاص باهل العلم البصيرة بدين الله تبارك وتعالى فهو مقامهم وهم اهله قال كما ذكر الله نفقة المجاهدين ومضى عفتها بسبع مئة ضعف يشير هنا الى الدليل دليل هذا السبب الثالث من اسباب التضعيف يقول كما ذكر الله نفقة المجاهدين ومضاعفتها بسبع مئة ضعف مشيرا الى قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة سبعة في مئة وسبع مئة في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم. والله واسع عليم. وحقيقة في هذا المقام يجدر ان يتذكر المسلم ان ربنا جل وعلا واسع فضله عظيم عطاؤه جل وعز كلام اذا اراد شيئا انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون عطاؤه جل وعلا كلام ومنعه كلام ولهذا ينبغي على العبد في مقام التضعيف ومقام الثواب ومقام زيادة الاجور ان يذكر ان الرب جل وعلا واسع واسع الفضل واسع المن واسع العطاء لا يتعاظمه جل وعلا حاجة يسألها جل وعلا ان يعطيها وقال ربكم ادعوني استجب لكم فاذا هذا دليل هذا السبب الثالث اشار اليه بقوله كما ذكر الله نفقة المجاهدين ومضاعفتها بسبع مئة ضعف. بسبع مئة ضعف وايظا قال بعد السبع مئة سبحانه وتعالى والله يضاعف لمن يشاء والله يضاعف لمن يشاء والله واسع تعليم واسع اي فضله واسع منه واسع عطاؤه جل واسع وايضا عليم باعمال العباد واحوالهم وطاعاتهم وعباداتهم وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه فاعمال العباد مطلع عليها سبحانه وتعالى لا تخفى عليه اه منها خافية قال رحمه الله تعالى ومن اعظم الجهاد سلوك طريق التعلم والتعليم. ومن اعظم الجهاد سلوك طريق التعلم والتعليم. التعلم اي ان المسلم يجاهد نفسه على طلب العلم وتحصيله والتفقه في دين الله ويصبر نفسه على ذلك والعلم لابد لا بد في تحصيله من تعلم كما قال عليه الصلاة والسلام انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يوقى فالتعلم جهاد التعلم جهاد والتعليم جهاد كل منهما جهاد في سبيل الله. جلوس المسلم متعلما متفقها هو من من الجهاد في سبيل الله وكذلك تعليمه نصحه ودلالته الناس الى الخير هذا ايضا من الجهاد في سبيل الله قال فان الاشتغال بذلك لمن صحت نيته لمن صحت نيته نسأل الله ان يلطف بنا قال لما صحت نيته الامام احمد رحمه الله تعالى يقول العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية لان العلم كغيره من الاعمال والتعلم كغيره من الاعمال تأتي الانسان من هنا وهناك امور تصرف النية تصرف النية عن بابها الصحيح ووجهها المسدد الى ايرادات دنيئة ومقاصد حقيرة تعلم مثلا للشهرة تعلم للسمعة تعلم المراءات تعلم لاغراض كثيرة جدا وليس من ذلك في سبيل الله الا ما صحت به النية الا ما صحت به النية وقد قال عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. ومن الاعمال طلب العلم وقد قال بعض السلف ما تقرب الى الله سبحانه وتعالى بمثل طلب العلم. طلب العلم قربة عظيمة ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة فالعلم عبادة طلب العلم عبادة وقربة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى وشأن هذه العبادة كشأن غيرها من العبادات لا تقبل الا بالاخلاص وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الا لله الدين الخالص ولهذا يحتاج طالب العلم الى معالجة دائمة لنيته يحتاج الى معالجة دائمة لنيته حتى تبقى صافية لله سبحانه وتعالى. قربة يتقرب بها الى الله عز وجل قال فان الاشتغال بذلك لمن صحت نيته لا يوازنه عمل من الاعمال قوله لا يوازنه عمل من الاعمال نظير قول الامام احمد العلم لا يعدله شيء العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية فاذا اذا صلحت نية العبد في طلب العلم وتحصيله فهذا العمل لا يعدل عمل من الاعمال لماذا لان العلم النافع هو الذي يضيء للانسان الطريق ويعرف من خلاله السبيل ويتبين بها الحق من الباطل والهدى من الضلال والسنة من البدعة والشرك من التوحيد والكفر من الايمان كل هذا لا يعرف الا بالعلم ولهذا العلم مقدم على العمل قال الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات فبدأ بالعلم قبل القول والعمل فالعلم مقدم وكان نبينا عليه الصلاة والسلام كل يوم اذا اصبح بعد ان يسلم من صلاة الفجر يقول اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا يذكر هذه الثلاث التي هي في الحقيقة اهداف المسلم في يومه وليس للمسلم في يومه الا هذه الاهداف الثلاثة. العلم النافع والرزق الطيب والعمل الصالح المتقبل فكان كل يوم اذا اصبح يبدأ يومه عليه الصلاة والسلام بهذه الدعوة المباركة بسؤال الله عز وجل التوفيق لهذه الامور الثلاثة وبدأ بماذا بالعلم النافع قبل الرزق الطيب وقبل العمل الصالح المتقبل بدأ بالعلم لان الرزق لا يمكن ان يميز طيبه من خبيثه الا بالعلم الا بالعلم كيف يتهيأ الانسان ان يميز بين طيب وخبيث بدون علم ولهذا من لطائف التي تذكر في هذا المقام ان محمد ابن الحسن تلميذ ابي حنيفة رحمهما الله قيل له الف لنا كتابا في الوراعي الف لنا كتابا في الورع قال الفت كتابا في البيوع قال الفت كتابا في البيوع ماذا يقصد اذا قرأتم كتاب البيوع وعرفتم البيوع الصحيحة والبيوع المحرمة وعرفتم الضوابط يصبح الورع بعلم لان من لا علم عنده قد يتورع عن مباح ولا يتورع عن حرام لانه لا علم عنده ولا بصيرة قد يتورع عن امر مباح ولا يتورع عن امر محرم لانه لا بصيرة عنده ولا فهم وكذلك في باب العبادات والاعمال لا يمكن للانسان ان يميز بين سنة وبدعة وهدى وضلال وحق وباطل الا بالعلم ولهذا كان العلم مقدما وبه يبدأ قال فان الاشتغال بذلك لمن صحت نيته لا يوازنه عمل من الاعمال لماذا؟ قال لما فيه من احياء العلم والدين وارشاد الجاهلين والدعوة الى الخير والنهي عن الشر والخير الكثير الذي لا يستغني العباد عنه هذه كلها ثمار واثار لتعلم العلم وتعليمه تدل دلالة واضحة على عظم الثواب وتظعيف الاجر في هذا الباب لمن صلحت نيته لمن صلحت نيته وقد قال رحمه الله تعالى في في في مقدمة كلامه عن هذا السبب اذا كان العمل له وقع واثر وغناء كبير العلم وتعلمه وتعليمه كم له من الوقت وكم له من الغناء؟ وكم له من الاثر؟ وكم له من النفع الكبير كما قال رحمه الله لما فيه من احياء العلم والدين وارشاد الجاهلين والدعوة الى الخير والنهي عن الشر والخير الكثير الذي لا يستغني العباد عنه. هذه كلها ثمار اثار واسعة وكبيرة جدا تترتب على نشر العلم وتعليم الناس وتفقيههم في دين الله عز وجل ثم اشار الى الحديث وهو في صحيح مسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا للجنة وهذا يدل ان توجه المسلم لمجالس العلم ولتعلم العلم والتفقه في الدين باب عظيم مبارك يفضي بالعبد باذن الله تبارك وتعالى الى جنات النعيم لان الله سبحانه وتعالى قال في القرآن ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون والعلم لا بد في والعمل لا بد فيه من علم لا بد فيه من بصيرة حتى يعرف العبد اعمال الجنة واعمال اهل الجنة فيعمل بها ويعلم اعمال اهل النار فيتجنبها ويحذر منها فمن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة ثم اشار رحمه الله تعالى ان هذا الباب يدخل فيه كذلك المشاريع الخيرية التي فيها اعانة للمسلمين قال ومن ذلك المشاريع الخيرية التي فيها اعانة للمسلمين على امور دينهم ودنياهم المشاريع الخيرية المراد بها التي تتظافر عليها جهود هذا بماله وهذا بجاهه وهذا بجهده وهذا بعلمه وهذا آآ ارائه تتظافر جهود كل يقدم من جهته ما يسر الله سبحانه وتعالى له ان يقدمه فتقوم مشاريع كبار نفعها عظيم جدا واثارها متعدية ومن ذلك المشاريع الخيرية التي فيها اعانة للمسلمين على امور دينهم ودنياهم مثل مثلا امور الدين مشروع بناء مدرسة او مؤسسة علمية او مثلا اه اه بيتا اه من بيوت الله مسجد للعبادة واقامة الصلاة وتعليم العلوم والتفقيه في دين الله تبارك وتعالى والقاء الخطب والمواعظ وكذلكم في امور دنياهم مشاريع دور للايتام وللارامل وغير ذلكم من مجالات الخير والنفع وهي كثيرة لا حد لها قال رحمه الله تعالى التي يستمر نفعها ويتسلسل احسانها التي يستمر نفعها ويتسلسل احسانها يستمر نفعها الاعمال الخيرية منها اعمال يستمر نفعها لوقت قصير ومنها اعمال باذن الله تبارك وتعالى بعيدة المدى وطويلة الامد ونفعها متسلسل لاجيال واجيال ومثل هذه المشاريع هي حقيقة من التخطيطات المستقبلية النافعة لما يسميه بعض اهل العلم العمر الثاني للعبد وللعباد عندما يتعاون مجموعة هذا بماله وهذا بعلمه وهذا برأيه وهذا بكذا ثم ينشئون مشروعا مباركا يعود نفعه باذن الله تبارك وتعالى على اجيال كثيرة ويتسلسل نفعه هذا باب من ابواب تظعيف الاجور باب من ابواب تظعيف الاجور لان الاجر لا يزال يتظعف بماذا بتسلسل هذا النفع واستمرار هذه الاستفادة كلما استفاد مستفيد وانتفع منتفع بمثل هذه المشاريع المباركة تظعف الاجر لمن انشأوا هذا المشروع وقاموا على انشائه قال كما ورد في الصحيح اي صحيح مسلم عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث اذا مات العبد انقطع عمله صلاته وصيامه وحجه وصدقاته الى غير ذلك كل هذه تنقطع بموجة. اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية اذا اكرمه الله سبحانه وتعالى وضع صدقة جارية وبقيت بعد وفاته منتفعا بها مستفادا منها الاجر هنا لا ينقطع مثل ان يكون مثلا اوقف وقفا طبع كتبا علمية اشترى كتبا نافعة ووضعها في المكتبات وبين ايدي طلبة العلم كل ما قرأ قارئ او ايضا طبع المصحف وضعه في المساجد وفي المدارس وبين المسلمين كل ما قرأ فيه قارئ ولو بعد سنوات طوال يكتب له اجر من تلى ومن قرأ ومن تعلم ومن تفقه صدقة جارية وهذه لها مجالات كثيرة جدا من الاوقاف ودور الايتام ودور الارامل اه المشاريع الوقفية المتنوعة طباعة الكتب نشر العلم بناء المدارس ودور التعليم كل هذه مجالات داخلة تحت قوله عليه الصلاة والسلام صدقة جارية اي تجري وتستمر ويستمر النفع بها ولا يزال صاحب تلك الصدقة يؤجر في حياته ثم بعد مماته ما دامت هذه الصدقة قائمة منتفعا بها من ذلك سقي الماء جراب. نعم كذلك سقي الماء حفر الابار اه وضع البرادات برادات الماء مد الانابيب الاماكن التي اه يحتاج اليها كل هذه داخلة في هذا الباب قال او علم ينتفع به من بعده او علما ينتفع به من بعده واشاهد الحال امامنا الان هذه الان فتوى عظيمة مباركة بين ايدينا اكرمنا الله سبحانه وتعالى بالاستفادة منها فنرجو الله سبحانه وتعالى ان يجعل لهذا الامام الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله تعالى الاجر المظعف الثواب الجزيل ولغيره من ائمة المسلمين وعلماء الدين ممن بذلوا جهود كبار عظيمة جدا في نفع عباد الله سبحانه وتعالى. او علم ينتفع به من بعده وهذه عندما يجعلها طالب العلم الذي بدأ الان يخطو الشيخ بن سعدي رحمه الله اول امريكا كان طالب علم كان طالب علم يتعلم ويتفقه الى ان اصبح اماما من الائمة ولهذا طالب العلم الذي اكرمه الله وحبب اليه مجالس العلم يصبر نفسه ويبذل جهوده ويستعين بربه ويدعو الله سبحانه وتعالى ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما واجعلنا للمتقين اماما فيسأل الله ويجاهد نفسه ويصبر نفسه في العلم تعلما ثم من بعد ذلك تعليما وتبقى له هذه العوائد العظيمة المباركة والاثار الجليلة النافعة بعد مماته قال او ولد صالح يدعو له او ولد صالح يدعو له وهذا ايضا باب عظيم مبارك من النفع المتعدي الذي يبقى للانسان بعد وفاته عندما يحرص على اولاده تربية لهم وتأديبا لهم باداب الاسلام وتوجيها لهم الوجهة الصحيحة وصبرا على تأديبهم وتربيتهم ودعاء لله متكررا وان يصلحهم وان يهديهم وقياما بحقوقهم ثم يبقى هؤلاء بتوفيق الله سبحانه وتعالى بعد وفاته يذكرونه بالدعاء طلب المغفرة له وايضا بالصدقة عنه والحج عنه وغير ذلك من الامور التي تنفع آآ العبد اه بعد مماته تنفع العبد بعد مماته وهذا الحديث الذي اه في صحيح مسلم جاء له نظائر في اه ما صح عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه منها ما رواه البزار في مسنده من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سبع يجري للعبد اجرهن وهو في قبره بعد موته. سبع يجري للعبد اجرهن وهو في قبره بعد موته من علم علما او اجرى نهرا او حفر بئرا او غرس نخلا او بنى مسجدا او ورث مصحفا او ترك ولدا يستغفر له بعد موته كذلكم مما جاء في في الباب نفسه ما رواه ابن ماجة في سننه ما رواه ابن ماجة رحمه الله تعالى في سننه عن نبينا عليه صلوات الله وسلامه من حديث ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صالحا تركه ومصحفا ورثه او مسجدا بناه او بيتا لابن السبيل بناه او نهرا اجراه او صدقة اخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته وروى احمد عن ابي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعة تجري عليهم اجورهم بعد الموت من مات مرابطا في سبيل الله ومن علم علما اجرى له عمله ما عمل به ومن تصدق بصدقة فاجرها يجري له ما وجدت ورجل ترك ولدا صالحا فهو يدعو له وحول هذا الحديث سبع يجري للعبد اجرهن وهو في قبره بعد موته كنت قبل سنوات كتبت اوراقا ارجو ان يكون فيها نفعا وفائدة ولعلنا نستمع الى آآ ما في هذه الاوراق حول هذا الحديث سبع يجري اجرهن للعبد بعد موته بسم الله الرحمن الرحيم. قال فضيلة الشيخ عبدالرزاق بن عبد المحسن عباد البدر سبع يجري للعبد اجرهن وهو في قبره بعد موته الحمد لله المحمود الحمد لله المحمود على كل حال. الموصوف بصفات الكمال والجلال. له الحمد في الاولى والاخرة واليه الرجعى والمآل اما بعد فان من عظيم نعمة الله على عباده المؤمنين ان هيأ لهم ابوابا من البر والخير والاحسان عديدة. يقوم بها العبد الموفق في هذه الحياة. ويجري ثوابها عليه بعد الممات. فاهل القبور في قبورهم مرتهنون. وعن الاعمال منقطعون وعلى ما قدموا في حياتهم محاسبون ومجزيون. وبينما هذا الموفق في قبره الحسنات عليهم متوالية والاجور والافضال عليه متتالية. ينتقل من دار العمل ولا ينقطع عنه الثواب. تزداد درجات وتتنامى حسناته وتتضاعف اجوره وهو في قبره. فما اكرمها من حال وما اجمله واطيبه ومن مآل وقد ذكر الرسول امورا سبعة يجري ثوابها على الانسان في قبره بعد ما يموت. وذلك فيما رواه البزار في مسنده من حديث انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال سبع يجري للعبد اجرهن وهو في قبره بعد موته. من علم علما او اجرى نهرا او حفر بئرا او غرس او بنى مسجدا او ورث مصحفا او ترك ولدا يستغفر له بعد موته. حسنه الالباني في صحيح وتأمل اخي المسلم مليا هذه الاعمال واحرص على ان يكون لك منها حظ ونصيب ما دمت في دار امهال وبادر اليها اشد المبادرة قبل ان تنقضي الاعمار وتتصرم الاجال واليك بعض البيان والايضاح لهذه الاعمال. اولا تعليم العلم والمراد بالعلم هنا العلم النافع الذي يبصر الناس بدينهم ويعرفهم بربهم ومعبودهم. ويهديهم الى صراطه المستقيم. العلم الذي به يعرف الهدى من الضلال والحق من الباطل والحلال من الحرام. وهنا يتبين عظم فضل العلماء الناصحين والدعاة المخلصين الذين هم في الحقيقة سراج العباد ومنار البلاد وقوام الامة وينابيع الحكمة. حياتهم غنيمة وموتهم مصيبة. فهم يعلمون الجاهل ويذكرون الغافل ويرشدون الضال لا يتوقع لهم بائقة ولا يخاف منهم غائلة وعندما يموت الواحد منهم تبقى علومه بين الناس موروثة ومؤلفاته واقواله بينهم متداولة منها يفيدون وعنها يأخذون وهو في قبره تتوالى عليه الاجور. ويتتابع عليه الثواب. ويتتابع عليه الثواب وقديما كانوا يقولون يموت العالم ويبقى كتابه. بينما الان حتى صوت العالم يبقى مسجلا في الاشرطة المشتملة على دروسه العلمية ومحاضراته النافعة وخطبه القيمة فينتفع به اجيال فينتفع به اجيال لم يعاصروا ولم يكتب لهم لقيه ومن يساهم في طباعة ومن يساهم في طباعة الكتب النافعة ونشر المؤلفات المفيدة وتوزيع الاشرطة العلمية الدعوية فله حظ وافر من ذلك الاجر ان شاء الله ثانيا اجراء النهر والمراد شق جداول الماء من العيون والانهار. ثانيا اجراء النهر. والمراد شق جداول الماء من العيون والانهار لكي تصل المياه الى اماكن الناس ومزارعهم. فيرتوي الناس وتسقى الزروع وتشرب الماشي وكم في مثل هذا العمل الجليل والتصرف النبيل من الاحسان الى الناس والتنفيس عنهم بتيسير حصول الماء الذي به تكون الحياة بل هو اهم مقوماتها ويلتحق بهذا مد الماء عبر الانابيب الى اماكن الناس. وكذلك وضع برادات الماء في طرقهم ومواطن حاجاتهم ثالثا حفر الابار وهو نظير ما سبق. وقد جاء في السنة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل في طريق فاشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فاذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني. فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب. فشكر الله له فغفر له. قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم اجرا؟ فقال في كل ذات كبد رطبة اجر. متفق عليه فكيف اذا بمن حفر البئر وتسبب في وجودها حتى ارتوى منه خلق وانتفع بها كثيرون رابعا غرس النخل. ومن المعلوم ان النخل سيد الاشجار وافضلها وانفعها واكثرها عائدة على فمن غرس نخلا وسبل ثمره للمسلمين فان اجره يستمر كلما طعم من ثمره طاعم وكلما انتفع بنقله منتفع من انسان او حيوان. وهكذا الشأن في غرس كل كل ما ينفع الناس من الاشجار. وانما خص هنا بالذكر لفضله وتميزه خامسا بناء المساجد التي هي احب البقاع الى الله والتي اذن الله جل وعلا ان ترفع ويذكر فيها اسمه وان اذا بني المسجد اقيمت فيه الصلاة وتلي فيه القرآن وذكر فيه الله ونشر فيه العلم واجتمع فيه المسلمون الى غير لذلك من المصالح العظيمة ولبانيه اجر في ذلك كله. وقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة. متفق عليه سادسا توريث المصحف وذلك يكون بطباعة المصاحف او شرائها ووقفها في المساجد ودور العلم حتى منها المسلمون ولواقفها اجر عظيم. كلما تلا في ذلك المصحف تال وكلما تدبر فيه متدبر. وكل كما عمل بما فيه عامل تابعا تربية الابناء وحسن تأديبهم والحرص على تنشئتهم على التقوى والصلاح حتى يكونوا ابناء بررة واولادا صالحين فيدعون لابويهم بالخير ويسألون الله لهما الرحمة والمغفرة فان هذا مما ينتفع به الميت في قبره وقد ورد في الباب في في معنى الحديث المتقدم ما رواه ابن ماجة من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما يلحق ان مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره. وولدا صالحا تركه ومصحفا او مسجدا بناه او بيتا لابن السبيل بناه او نهرا اجراه او صدقة اخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته حسنه الالباني في صحيح ابن ماجة. وروى احمد والطبراني عن ابي امامة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعة تجري عليهم اجورهم بعد الموت من مات مرابطا في سبيل الله ومن علم علما اجري له عمله ما عمل به. ومن تصدق بصدقة فاجر فاجرها يجري له ما وجدت ورجل ترك ولدا صالحا فهو يدعو له وفي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له وقد فسر جماعة من اهل العلم الصدقة الجارية بانها الاوقاف. وهي ان يحبس الاصل وتسب المنفعته كل الخصال المتقدمة داخلة في الصدقة الجارية وقوله او بيتا لابن السبيل بناه فيه فضل بناء الدور ووقفها لينتفع بها المسلمون سواء ابن السبيل او طلاب العلم او الايتام او الارامل او الفقراء والمساكين. وكم في هذا من الخير والاحسان؟ وقد تحصل بما جملة من الاعمال المباركة اذا قام بها العبد في حياته جرى له ثوابها بعد الممات وقد نظمها السيوطي في ابيات فقال اذا مات ابن ادم ليس يجري عليه من فعال غير عشر علوم بثها ودعاء وغرس النخل والصدقات تجري وراثة مصحف ورباط ثغر وحفر البئر او اجراء نهر وبيت للغريب يأوي اليه او بناء محل ذكري وقوله ورباط ثغر شاهده حديث ابي امامة المتقدم وما رواه مسلم في صحيحه من حديث سلمان الفارسي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وان مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله واجري عليه رزقه وامن الفتان. اي ينمو له عمله الى يوم ويأمن من فتنة القبر. ونسأل الله جل وعلا ان يوفقنا لكل خير. وان يعيننا على القيام بابواب الاحسان وان يهدينا سواء السبيل وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ونسأل الله جل وعلا ان يقسم لنا سبحانه وتعالى من خشيته ما يحول بيننا وبين معاصيه ومن طاعته ما يبلغنا به ومن اليقين ما يهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا. واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين