بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في جوابه على سؤال ما هي الاسباب والاعمال التي يضاعف بها الثواب فكان في ضمن جوابه رحمه الله ان قال ومن الاعمال المضاعفة العمل الذي اذا قام به العبد شاركه وفيه غيره فهذا ايضا يضاعف بحسب من شاركه. ومن كان هو سبب قيام اخوانه المسلمين ذلك العمل فهذا بلا ريب يزيد اضعاف مضاعفة على عمل اذا عمله العبد لم يشاركه فيه احد بل هو من الاعمال القاطرة على عاملها. ولهذا فضل الفقهاء الاعمال المتعدية للغير على الاعمال القاصرة. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لا زلنا مع هذه التقعيدات العظيمة في هذا الباب المبارك من ابواب الفقه في دين الله عز وجل وعبادته والتقرب اليه عز وجل ومضى معنا من بيان الشيخ رحمه الله تعالى وايضاحه لما يكون به تفضيل العمل وتظعيف اجره وثوابه عند الله عز وجل. فذكر اسبابا عديدة ثم قال هنا ومن الاعمال المضاعفة العمل الذي اذا قام به العبد شاركه فيه غيره اي ان العبد عندما يقوم بعمل من الاعمال او عبادة من العبادات فيتأثر الاخرين به ويستنون به ويقتدون به فيكون مؤثرا بعمله ويسمي هذا اهل العلم الدعوة بلسان الحال ان يرى الناس حاله في هذا العمل ومبادرته اليه ومسارعته الى القيام به فيتأثرون ويشاركونه في هذا العمل فيكون تسبب في تنشيطهم ورغبتهم وحرصهم على هذا العمل فيكون له اجر عملهم. وهذا باب من ابواب التظعيف في الثواب. ولهذا قال العمل اذا قام به العبد شاركه فيه غيره شاركه في غيره ان يكون تسبب في هذا العمل بالقدوة كأن يدعى مثل الى صدقة من الصدقات ويتوقف بعض الناس ثم يأتي احدهم وينفق بمال طائل فيراه الناس قد انفق فهذا المال الكبير فيتأثرون ثم يتوالى الناس نفقة متأثرين بهذا الشخص الذي كان قدوة لهم فيستنون بسنته ويسيرون على نهجه فيكون لهم له اجرهم جميعا ففي هذا جاء الحديث عندما قال عليه الصلاة والسلام من سن في الاسلام سنة حسنة كان له اجرها واجر من عمل بها لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا وكان سبب هذا الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام دعا الى الصدقة عليه الصلاة والسلام عندما جاء اقوام مجتابي النمار اشتدت بهم الحاجة والضرورة دعا النبي عليه الصلاة والسلام فقام احد الصحابة رضي الله عنهم وجاء بمال يثقل عليه حمله ووضعه وبين يدي النبي عليه الصلاة والسلام فتوالى الناس على اثر ذلك يتصدقون. فقال عليه الصلاة والسلام من سن في الاسلام سنة حسنة الى اخر الحديث فهذا قام بعمل الذي هو الصدقة فشاركه غيره قال فهذا ايضا يضاعف بحسب من شاركه فهذا يظاعف بحسب من شارك يظاعف له اجره عند الله عز وجل بحسب من شاركه اي من كان مؤثرا فيهم بالقدوة في المشاركة ولهذا يقول رحمه الله موضحا ما سبق ومن كان هو سبب قيام اخوانه المسلمين بذلك العمل فهذا بلا ريب يزيد اضعافا مضاعفة على عمل اذا عمله العبد لم يشاركه فيه احد ولهذا في في مسألة الصدقة وهل الافضل ان تكون سرا او علانية ان تكون سرا له علانية ان تبدوا خيرا او تخفوه ان تبدو الصدقات جميعا. اه نعم ان تبدو الصدقات فانعم ما هي. وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم. فاذا آآ هذا الباب باب الصدقة اذا كان يترتب على الانفاق العلني وكان هذي نية الشخص بالانفاق العلا ان يؤثر في الاخرين ان يؤثر في الاخرين وان يقتدوا به الاخرين وان ينفقوا مثل لو قال شخص مثلا الاسرة الفلانية فقيرة جدا ومحتاجة ومن يقف على حاجة هذه الاسرة يجد فعلا انها محتاجة جدا وانا عندما رأيتهم اعطيتهم خمسة الاف وعندما قال هذه الكلمة لم يقصد الا ان يؤثر في الاخرين وان يشاركوه فربما يشاركه العشرات اولا بدعايته وثانيا بنفقته ربما يشاركه العشرات نفقة واحسانا الى هذه الاسرة الفقيرة فتكون هذه النفقة العلانية اراد بها هذه النية الصالحة فيفوز باجر هؤلاء الذين شاركوه. والاعمال معتبرة بنياتهم. انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فاذا كانت هذه نيته ان يؤثر في الاخرين ان يقبل الاخرون على الانفاق والبذل فله ما نوى واذا تأثر الناس بصنيعه هذا كان له مثل اجور من تبعه اهتدى عمله دون ان ينقص من اجورهم شيء قال فهذا بلا ريب يزيد اضعافا مضاعفة على عمل اذا عمله العبد لم يشاركه فيه احد بل هو من الاعمال القاصرة على عامله ولهذا فظل الفقهاء الاعمال المتعدية للغير على الاعمال القاصرة الاعمال القاصرة تنفع العامل نفسه اما الاعمال المتعدية قد ينتفع بها مئات قد ينتفع بها الوف ويكون له بعدد هؤلاء الذين انتفعوا بعمله هذا المتعدي في كتب له مثل اجورهم. نعم قال رحمه الله تعالى ومن الاعمال المضاعفة اذا كان العمل له وقع عظيم ونفع كبير كما اذا كان فيه انجاء من مهلكة وازالة ضرر المتضررين وكشف الكرب عن المكروبين. فكم من عمل من هذا النوع يكون اكبر يكون اكبر سبب لنجاة العبد من العقاب. وفوزه بجزيل الثواب حتى البهائم. اذا ما يضرها كان الاجر عظيما. وقصة المرأة البغي التي سقت الكلب الذي كاد يموت من العطش. فغفر لها بغيها شاهدة بذلك ثم ذكر رحمه الله تعالى هذا السبب الاخر من اسباب تظعيف الاجور اذا كان العمل له وقع عظيم ونفع كبير اذا كان العمل له وقع كبير ونفع عظيم. فلا شك ان العمل اذا قوي وقعه وعظم نفعه مع النية كالصالح والاخلاص لله سبحانه وتعالى فيه يعظم ثوابه واجره عند الله سبحانه وتعالى وظرب على ذلك بعض الامثلة قال كما اذا كان فيه انجاء من مهلكة كما اذا كان فيه انجاء من ما لك وازالة ظرر المتضررين. وكشف وكشف الكرب عن المكروبين فاذا كان العمل بهذا الحجم عمل كبير في انقاذ اناس من هلاك من غرق من اه كوارث من مصائب عظيمة يوفقه الله سبحانه وتعالى ويعينه بعمل ما تزول الشدة ويتفرج الكرب فمثل هذه الاعمال التي يترتب عليها نفع عظيم ووقع كبير يتظاعف فيها الثواب حتى لو كان مع بهيمة من بهائم فكيف مع الادميين حتى لو كان مع بهيمة من البهائم اذا عمل الانسان و بذل جهدا وسعى وعمل لانقاذ بهيمة او مساعدتها او سقيها لكونها عطشت وشارفت على الهلاك فمثل هذه الاعمال العظيمة اذا قام بها العبد مخلصا لله سبحانه وتعالى آآ ترتب عليها الجزاء العظيم والثواب المضاعف لكن لابد في هذا كله من الاخلاص ومن هذا الباب ما جاء في صحيح مسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام قال مر رجل بغصن شجرة ذي شوك في طريق المسلمين قال والله لا ادع هذا في طريق المسلمين فيؤذيهم فشكر الله عمله فادخله الجنة فشكر الله عمله فادخله الجنة. غصن شوك هذا الرجل قام في قلبه من الايمان والمحبة للمسلمين والنصح لهم والاخلاص لله والتقرب اليه سبحانه وتعالى قام في في قلبه معاني عظيمة ترتب عليها هذا الثواب والاجر والا قد يمر الشخص بغصن شجرة ذي شوك ويزيله عن الطريق وهو يقول في ذهنه سارجع ليلا اخشى ان اتأثر فيه. صورة العمل واحدة ازالة وازالة يقول اخشى ان ارجع ليلا اتأثر فيه لم يفكر في المسلمين اطلاقا ولم يكن في قلبه مثلا رحمة وشفقة ونصح الى اخر ذلك لم يقم شيء من ذلك. سورة العمل واحدة ازالة هذا الشوك عن الطريق لكن يتفاوت العمل ويتضاعف الاجر تظعفا عظيما وكبيرا بحسب ما قامت القلب من الصدق والايمان نصح لعباد الله ولذلك ذاك الرجل الذي شكر الله عمله ذاك الرجل الذي شكر الله عمله فادخله الله الجنة قام في قلبه من النصح والاخلاص والصدق مع الله عز وجل العبادة ما ترتب عليه هذا الثواب ولهذا يجب ان يعلم انه ليس كل شخص يزيل غصن شجرة ذا شوك في الطريق يفوز بهذا الاجر يفوز بهذا الاجر وليس كل شخص يسقي كلبا اشتد به العطش ايظا يفوز بالاجر الاتي ذكره بل هذه الامور كلها راجعة الى ماذا فراجع الى القلب وما فيه من الاخلاص وما فيه من الصدق وما فيه من طلب الثواب من الله سبحانه وتعالى ما فيه من الرحمة الادميين والبهائم معاني تقوم في القلب عظيمة جدا فيترتب عليها هذا الثواب المظاعف ولهذا نقل ابن مفلح في كتابه الاداب الشرعية عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان الحسنة تعظم ان الحسن تعظم ويكثر ثوابها بزيادة الايمان والاخلاص حتى تقابل جميع الذنوب بزيادة الايمان والاخلاص حتى تقابل جميع الذنوب وذكر حديث البطاقة وحديث البغي التي سقت الكلب فشكر الله لها ذلك فغفر الله لها وحديث الذي نحى غصنا شوك عن طريق عن عن الطريق فشكر الله له ذلك فغفر له اذا ليس كل من يقول لا اله الا الله يفوز بثواب هذا الثواب العظيم الذي حصله صاحب البطاقة. ذكر في الحديث وليس كل من ينحي غصن شوك عن الطريق يفوز بهذا الاجر الذي ذكر في الحديث وليس ايضا كل من سقى كلبا يفوز بهذا الاجر وانما الامر عائق في عظم الثواب وتظعيف الاجر لما قام في القلوب من الصدق مع الله سبحانه وتعالى والاخلاص له والنصح لعباده قال فكم من عمل من هذا النوع يكون اكبر سبب لنجاة العبد من العقاب؟ وفوزه بجزيل الثواب حتى البهائم حتى البهائم اذا ازيل ما يظرها كان الاجر عظيما وقصة المرأة البغي التي سقت الكلب الذي كاد يموت من العطش فغفر لها بغيها شاهدة بذلك فغفر لها بغيها شاهدة بذلك. امرأة كانت تمارس البغاء ولا تنفك عنه. ماضية على هذا العمل القبيح والعمل السريع فمرت بئر وكانت فعطشى فنزلت وشربت ثم لما خرجت وجدت كلبا يكاد يأكل الثرى من شدة العطش من شدة العطش فرحمته قام في قلبها رحمة له ونزلت ولا يراها الا الله سبحانه وتعالى رب العالمين نزلت وملأت موقها خفها ماء وما امسكته بفمها وخرجت وسقت الكلب هذه المرأة التي فازت بهذا الاجر توبة الله سبحانه وتعالى عليها كانت ناشئة عن اخلاص قام في قلبها وصدق منها مع الله ورحمة عظيمة بهذه البهيمة معاني عظيمة اجتمعت في قلب هذه المرأة فترتب على عملها هذا الثواب العظيم ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين يقول فان الاعمال لا تتفاضل بصورها وعددها لا تتفاضل بصورها وعددها. وانما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب. فتكون صورة العملين واحدة وبينهما في التفاضل كما بين السماء والارض والرجلان يكون مقامهما في الصف واحدا وبين صلاتيهما كما بين السماء والارض ثم قال وقريب من هذا ما قام بقلب البغي التي رأت ذلك الكلب وقد اشتد به العطش يأكل الثرى فقام بقلبها ذلك الوقت تنبه لهذا الكلام فقام بقلبها ذلك الوقت مع عدم الالة وعدم المعين وعدم من ترائيه لا يوجد ناس تعمل هذا العمل لمرائتهم حتى يثنوا عليها ويمدحوها وعدم من ترائيه بعملها ما حملها على ان غررت بنفسها اي خاطرت في نزول البئر وملء الماء في خفها ولم تعبأ بتعرضها للتلف وحملها خفها بفمها. وهو ملآن حتى امكنها الرقي من البئر. ثم تواضعها لهذا مخلوق الذي جرت عادة الناس بضربه فامسكت له الخف بيدها حتى شرب من غير ان ترجو لهذا من غير ان ترجو منه وجزاء ولا شكورا فاحرقت انوار هذا القدر من التوحيد الذي قام في قلب هذه المرأة فاحرقت انوار هذا القدر من التوحيد ما تقدم منها من البغاء فغفر لها فهكذا الاعمال والعمال عند الله ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب منهاج السنة فهذه سقت الكلب بايمان خالص كان في قلبها فغفر لها والا فليس كل بغي سقت كلبا يغفر لها والا فليس كل بغي سقت كلبا يغفر لها وكذلك هذا الذي نحى غصن الشوك عن الطريق فعله اذ ذاك بايمان خالص واخلاص قام بقلبه فغفر له بذلك فان الاعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الايمان والاخلاص وان الرجلين ليكون مقامهما في الصف واحدا وبين صلاتيهما كما بين السماء والارض قال رحمه الله قال الله تعالى لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم فالناس يشتركون في الهدايا والضحايا والله لا يناله الدم المهراب ولا اللحم المأكول والتصدق به لكن يناله تقوى القلوب وفي الاثر ان الرجلين ليكون مقامهما في الصف واحدا وبين صلاتيهما كما بين المشرق والمغرب هذا الذي نبه عليه شيخ الاسلام وكذلكم تلميذه العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى فيه بيان اهمية الاخلاص وهذا امر بدأ به ابن سعدي رحمه الله تعالى في هذه الفتوى التي بين ايدينا اهمية الاخلاص والصدق مع الله وان نصحي لعباد الله الى غير ذلكم من المعاني القلبية التي يترتب عليها تضعيف الاجر وعظم الثواب عند الله سبحانه وتعالى ثم فيما يتعلق بهذه المرأة البغي ما معنى فغفر لها ما معنى فغفر لها هذه امرأة فدأبت على ممارسة البغاء وممارسة هذا الفعل القبيح والبغاء وله نظائر اذا تعلق القلب به خلاص صاحبه منه متعسر الا ان يشاء الله رب العالمين. وان يلطف به ارحم الراحمين سبحانه وتعالى ولهذا يكون صاحب هذا العمل وصاحب تلك الممارسات يدرك تماما انها قبيحة وانها مضرة وانها يترتب عليها الاثام والاوزار وانها وانها وانها ثم تجده يقول لا استطيع الخلاص منها حتى بعض الناس والعياذ بالله يبتلى بما يسمى بالعادة السرية بممارستها ويبدأ في في بداية حياته معها بدايات ثم تتأصل في نفسه ويرى اظرارها عليه الصحية والبدنية والنفسية وغير ذلك وتجده يود ان يتخلص منها وان يتركها وتجده يتوب ويستغفر ثم يعود ويعود ويعود ويجد انه لا كم من الخلاص اقول ذلك لننتبه لامر الا وهو ان الغفران الذي حصل لهذه المرأة هو ان الله عز وجل اكرمها بان ازال من قلبها تماما هذا الامر ازال من قلبها هذا الامر تماما فاصبحت لا ترغبه كما كانت ولا تميل اليه كما كانت. ولا تبحث عنه كما كانت. نزع من قلبها. اصبح امرا بغيظا كريه الى نفسها تابت منه وليس في قلبها تعلق وهذا امر حقيقة عظيم جدا وينبغي ان يتنبه له ولا اخفيكم ان هذا المعنى في في فهم هذا الحديث استفدته قريبا من قصة حصلت لاحد الاشخاص حدثني بها احد الاشخاص في احدى الدول العربية حدثني بها جاره يقول كان جارنا وهو شاب لم يبلغ الثلاثين مدمنة خمر ولا نراه في المسجد ابدا ولا يفارق الخمر رجل ادمن آآ شاب ادمن الخمر ويشربها كل يوم ولا يفارقها يقول فرأيته اقبل على المسجد بل رأيته اذا صلى الفجر لا يقوم حتى تشرق الشمس تعجبت لامره انتظرت حتى لم يبقى في المسجد احد يحدثني بهذه القصة جاره الذي واثق به يقول فجلست الى جنبه وحمدت الله عز وجل على هدايته وعافيته وما اعلمه من حاله. فقلت ما قصتك يا فلان يقول فاخذ اولا يحدثني عن حاله من مع الخمر وانه ما كان يتصور انه يفارقها ما كان يتصور انه يفارقها يقول ليلة من الليالي سهرت مع اصحابي حتى الفجر كما هي عادتي يقول ثم ارجع بعد السهر الى البيت واشرب الخمر وانام الى المغرب هذي عادتي ثم اقوم الى السهر ثم في اخر الليل شرب الخمر ثم النوم وهكذا حياته يقول فكنت جائعا ولا استطيع ان اشربها وانا جائع ولم يكن معي الا مال يسير جدا يكفي ان اشتري به خبزا اه شيئا اضعه فيه حتى املأ بطني لاتمكن من شرب الخمر. يقول لا استطيع ان اشربها وانا جائع يقول فخرجت من البيت وقت الفجر لهذا الغرض لاشتري خبزا وليس معي الا مال يكفيني شراء الخبز وشيء اضعه فيه حتى اكله ويقول وكان الوقت في اشد ما يكون الشتاء قريبا من من من هذا المكان الذي يبيع الطعام رأيت جرو كلب صغير يقول يرجف رجفا شديدا من البرد واشتد به الجوع فقام في قلبي رحمة عظيمة لهذا الجرب رحمته فعدلت عن رأيي وضحيت رغبتي في الطعام وفي شرب الخمر الذي لا افارقه يقول فظحيت بذلك وذهبت الى المكان واشتريت حليبا واخذت هذا الجرو وادخله وادخلته في فروتي وضممته الى صدري رحمة به. يقول قام في قلبي رحمة عجيبة لذلك الجرو وادخلته في فروتي وضممته الى جسمي قلت حتى يدفى يقول فلما دفئ واخذته الى البيت واتيت بوعاء وصببت له الحليب واخذ يشرب وانا في قلبي الرحمة له يقول لما انتهيت وشرب احسست براحة عظيمة جدا ونمت يقول قمت من النوم وانا لا اطيق الخمر اطلاقا يقول قمت من النوم وانا لا اطيق الخمر اطلاقا ولا افكر فيها نزعت من قلبي فسبحان الله هذا هذا هو المراد فغفر لها يعني نزع هذا الامر الذي القلب تعلق به تعلق به الشخص الذي مارسه والعياذ بالله الزنا واعتاد عليه والفته نفسه يعسر عليه الا ان يلطف به رب العالمين يأسر عليه ان يتخلى عنه. وخاصة من يعيش في اماكن الفتن او الذي يمارس امورا اخرى من شرب خمر او غيرها فيقول هذا الشاب قمت من النوم وانا لا اطيق الخمر ولا افكر فيها اصلا نزعت من قلبي مع ان الذين يتعاطون هذه الاشياء بعضهم اذا اراد ان ان يتوب منها يتدرج في تخفيف منها الى اخره يقول قمت وانا لا اطيقها اصلا ولا افكر فيها فغفر الله له هكذا نحسب ونظن برحمته لهذا الجرو واحسانه اليه وقيامه بهذا العمل رحمة واحسانا وتقربا الى الله سبحانه وتعالى فمثل هذه الاعمال العظيمة الجليلة الكبيرة لا يستهين بها آآ الانسان قد يقوم بعمل قد يقوم بعمل من مثل هذه الاعمال لا يلقي بالا له عندما يقوم به فتغفر به ذنوبه كلها ترتفع به درجاته عند الله سبحانه وتعالى بل احيانا يقول كلمة واحدة من رضوان الله سبحانه وتعالى لا يلقي لها بالا يرفعه الله سبحانه وتعالى بها درجات كما ثبت بذلكم حديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال وقصة المرأة البغي التي سقت الكلب الذي كاد يموت من العطش فغفر لها بغيها شاهدة بذلك هذا الذي آآ ذكره رحمه الله وهو مقيد كما تقدم بقيد الاخلاص وقصد التقرب الى الله سبحانه وتعالى بالعمل فهو من من هذا الباب اه اعمال قد تكون في مرأى الناس يسيرة لكنها عند الله جل وعلا عظيمة وثوابها جزيل بمقابل ذلك فهذا احسان للبهيمة بمقابل ذلك الاساءة للبهيمة قد يسيء الانسان الى بهيمة ولا يلقي بالا لتلك الاساءة فيهوي بذلك في النار والنبي عليه الصلاة والسلام لما صلى بالناس صلاة الكسوف رأى النار وحدثهم عن بعض الاشياء التي رآها في النار ومما رآه عليه الصلاة والسلام وذكره للصحب الكرام رضي الله عنهم قال رأيت امرأة من بني اسرائيل دخلت النار في هرة هل رأيت امرأة من بني اسرائيل دخلت النار في هرة ولما صلى بالناس الكسوف ورأى النار رأى المرأة في النار صلوات الله وسلامه عليه ولهذا قال رأيت امرأة من بني اسرائيل في النار في هرة حبستها لا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض. فعذبت في هرة عذبت في هرة فقد يدخل الانسان النار ويعذب في بهيمة من هذه البهائم وقد ينجو من النار وتغفر له ذنوبه في بهيمة من البهائم في بهيمة من البهائم فهذا باب عظيم في فيما يتعلق تضعيف الاعمال وايضا بمقابله عظم العقوبة ودخول اه النار عندما يقوم الانسان بنقيض هذا العمل. نعم قال رحمه الله تعالى ومن اسباب المضاعفة ان يكون العبد حسن الاسلام حسن الطريقة تاركا للذنوب غير مصر على شيء منها فان اعمال هذا مضاعفة كما ورد بذلك الحديث الصحيح اذا احسن احدكم اسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف ثم قال رحمه الله تعالى ومن اسباب المضاعفة ومن اسباب المضاعفة قبل ان ندخل في بهذا السبب تذكرت ايضا امرا اخر لعله اه في في ذكره آآ في ذكره نفع وفائدة من قصة من القصص التي هي في الواقع حدثني بها صاحبها مباشرة. احد آآ كبار السن من الصالحين احسبه الله حسيبه يقول لي كنت على ناقتي الكلام هذا قديم في شبابه راجعا الى بلدي وكان معي قربة ماء ليس فيها الا ما قليل جدا لا يكفيني حتى انا لاصل الى الى مكاني فيه شدة الصيف يقول جلست في وقت القائلة الظهيرة تحت ظل شجرة استظل يقول بينما انا جالس تحت ظل الشجرة جاءني كلب يلهث يكاد يأكل الثرى من شدة العطش يقول فرحمته ولم يكن معي وعاء. لاصب له فيه الماء يقول فحفرت حفرة صغيرة في الارض وانزلت فيها ثوبي انزلت ثوبي في الحفرة حتى اصبح ثوبي مع الحفرة مثل الوعاء يقول وثيابنا قديما كانت نوعا ما تحفظ الماء قليلا يقول فاحضرت القربة اخذت اصب الماء في ثوبي في هذا الذي جعله مثل الوعاء الحفرة يقول والكلب يلعق الماء فنفذ جميع الماء الذي معي يقول فعلت ذلك يقول قام في قلبي رحمة به يقول والله ما كنت ارى في السماء قزعة قليلا من سحاب ما كنت اراه يقول ما هي الا لحظات وتقبل سحابة يقول تقبل سحابة وتغطي المكان الذي انا فيه كاملا. يقول وتصب حتى روت الارض وملأت قربتي وشربت الدواب والطير وملأت قربتي ومضيت هذا يحدثني بها صاحب القصة مباشرة ورجل احسبه والله حسيبه من الصالحين فمثل هذه الاعمال لا يستهين بها العبد لا يستهين بها العبد رحمة بهيمة الانعام تقربا الى الله وطلبا لثوابه سبحانه وتعالى. ايضا رحمة عباد الله والرفق بهم. والحرص على الاحسان اليهم ودفع ما يؤذيهم هذا كله من الاعمال الجليلة العظيمة التي يتظاعف فيها الثواب. وفيها الثواب المؤجل والمؤجل. هذا الرجل اكرمه الله في ساعته اكرمه الله سبحانه وتعالى في ساعته وايضا البهائم التي حوله كلها فسقيت بهذا السبب الذي يسره الله سبحانه وتعالى له فمثل هذه الاعمال لا يستهين بها العبد لا يستهين بها العبد وايضا مقابلها لا يستهين العبد بالاساءة والاغرار بالبهيمة او بعباد الله بالظلم بالعدوان مثل هذه الامور ايضا بالمقابل يترتب عليها من الاثم والعقوبة والضرر على فاعلها في دنياه واخراه ثم قال رحمه الله تعالى ومن اسباب المضاعفة ان يكون العبد حسن الاسلام حسن الطريقة تاركا للذنوب غير مصر على شيء منها هذه المعاني اذا اكرم الله سبحانه وتعالى عبده بقيامها فيه كان حسن الاسلام كان حسن الاسلام اي قام فيه احسان في اسلامه وديانته وتقربه الى الله سبحانه وتعالى محافظا على الفرائض متجنبا المحرمات ولا يلزم ان يكون اه محافظا على النوافل والرغائب حسن الاسلام رجل معتني بالفرائض فرائض الاسلام واجبات الدين متجنب للمحرمات والخسائس والرذائل ادعمها فاذا كان حسن الاسلام حسن الطريقة اي مؤتسيا في عمله وعبادته وطاعته بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فلا طريق الا طريقه عليه الصلاة والسلام حسن الطريقة تاركا للذنوب اي مبتعدا عن المعاصي والاثام متجنبا لها غير مصر على شيء منها يعني اذا انفلت اه منه شيء او بدر منه شيء سارع الى التوبة النصوح والاقبال على الله سبحانه وتعالى والانابة اليه قال فان اعمال هذا مضاعفة فان اعمال هذا مضاعفة كما ورد بذلكم الحديث الصحيح قال اذا احسن احدكم اسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف. تكتب له بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف آآ ولم يتسنى لي مراجعة هذا الحديث فلعل ذلك يكون في لقاء الغد باذن الله تبارك وتعالى اه لعلنا نكتفي بهذا القدر من هذه الاسباب التي ذكرها رحمه الله تعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته اه العليا ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات كالاحياء منهم والاموات اه مما يضاف هنا نعم مما يضاف هنا في في باب التضعيف النية الصالحة حتى وان لم يتيسر للعامل العمل من اسباب التظعيف النية الصالحة وان لم يتيسر للعبد العمل وهذا باب عظيم من ابواب التظعيف وهو من الطاف الله سبحانه وتعالى ومننه العظيمة على عباده وتأملوا رعاكم الله في هذا ما رواه الترمذي واحمد عن ابي كبشة الانماري رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال انما الدنيا لاربعة نفر انما الدنيا لاربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما مال وعلم رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه يتقي فيه اي في المال ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بافضل المنازل فهذا بافضل المنازل عنده مال وعنده علم. يعني عنده فقه في دين الله. فلا يوجه هذا المال الا في ضوء العلم والبصيرة التي عنده وفي دينه الله تبارك وتعالى. قال فهذا بافضل المنازل وعبد رزقه الله علما رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو ان لي مالا لعملت بعمل فلان لو ان لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فاجرهما سواء الله اكبر فاجرهما سواء اعطاه الله سبحانه وتعالى بهذه النية الصالحة الصادقة العظيمة التي قامت في قلبه. قال فاجرهما سواء ثم قال عليه الصلاة والسلام عبدا رزقه الله مالا ولم يرزقه علما رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه لاعلم له وعنده مال لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وقد اورد هذا الحديث حديث ابي كبشة قال هو في حكاية حال من قال ذلك وكان صادقا فيه الرجل الذي قال كان عنده علم وليس عنده مال قال في الحديث فهو صادق النية فهو صادق النية وتنبه لهذه الجملة فهو صادق النية يقول لو ان لي مالا لعملت بعمل فلان يقول ابن تيمية هو في حكاية حال من قال ذلك وكان صادقا فيه وعلم الله منه ارادة جازمة لا يتخلف عنها الفعل الا لفوات القدرة يعني ليس الامر بمجرد الكلمة يقولها المرء بلسانه لو كان عندي مثل مال فلان لفعلت مثل فعله هذه الكلمة وحدها لا تكفي لابد من ماذا صدق النية يقول رحمه الله وكان صادقا فيه وعلم الله منه ارادة جازمة لا يتخلف عنها الفعل الا لفوائد القدرة فلهذا استوي في الثواب والعقاب مستويا في الثواب والعقاب. وليس هذه الحال تحصل لكل من قال لو ان لي مال فلان لفعلت مثل ما يفعل ليس الامر بمجرد قول هذه الكلمة الا اذا كانت ارادته جازمة يجب وجود الفعل معها اذا اذا كانت القدرة حاصلة. يجب وجود الفعل معها اذا كانت القدرة حاصلة. فاذا كانت النية قامت في القلب بهذا المستوى وبهذا الصدق مع الله تبارك وتعالى وبهذا الصلاح في النية مع الله عز وجل وفي قلبه ارادة جازمة فعلا لو كان عنده من المال مثل فلان لفعل مثله والله جل وعلا يعلم ما في القلوب وما تنطوي عليه النفوس فاذا كان الشخص بهذه الصفة كان له من الاجر مثل اجر ذلك المنفق مع انه لم ينفق شيئا. لكن بما قام في قلبه من نية صادقة وحرص عظيم على الثواب وحرصا عظيما على الثواب وايضا بالمقابل ذلك الشخص الذي لم يفعل المعصية لكن قام في قلبه نية اكيدة وعزم انه لو حصل له من المال مثل ما حصل لفلان لفعل مثله ولا يرد عن هذا العمل الا انه ليس عنده مال مثل ذلك الشخص قال فهما في الاثم سواء فهذا من ايضا الابواب العظيمة في في هذا الباب اه النية الصالحة الصادقة التي تقوم في قلب الشخص يبلغ بها المبالغ العالية والمنازل آآ الرفيعة فعند الله سبحانه وتعالى من امثلة ايظا ذلك الحديث الذي اشرت اليه قبل قليل وهو في صحيح البخاري عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال ان العبد ليلقي الكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات يرفعها الله بها درجات قد يلقي الانسان الكلمة لكن يكون ناصحا فيها ناصحة فيها مخلصا لله ولا يدخل في صالح عمل العبد الا ما اخلص فيه لله تبارك وتعالى فيكون ناصحا فيها مخلصا لله لا يلقي لها بالا لكن يترتب عليها من الخير والنفع والفائدة والاثار العظيمة ما لا يعلمه ورب العالمين جل وعلا يعلمه ويرفعه بها عالي الدرجات احيانا بعض الناس في مقام من من المقامات يعطي كلمة يلقي كلمة لشخص ولا يظن انها تبلغ فيه ذلك المبلغ فتجد هذا الشخص يستفيد ويفيد اخرين والاخرين يفيدون اخرين وهذا الذي كان سببا في ذلك كله لما يعلم ذلك ولم يبلغه ذهنه لكن اجوره تتسلسل وتتظعف وتزيد عند الله تبارك وتعالى وترتفع بها درجاته وهو قال تلك الكلمة لم يلقي لها بالا لم يلقي لها بالا فالشاهد ان باب التضعيف باب عظيم ومبارك جدا وينبغي للمسلم الحصيف ان يتفقه فيه والامام ابن سعدي رحمه الله في هذه الفتيا يفتح الابواب ويضع القواعد والتأصيلات النافعة التي تضيء للعبد المسلم طريقه في في هذا الباب باب تظعيف الاجور الموفق من عباد الله من يوفقه الله عز وجل نسأله جل وعلا ان يوفقنا جميعا لكل خير وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وحسبنا ونعم الوكيل. نعم جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب وفقكم للحق. ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين نعم يقول اه شيخنا الكريم بمناسبة هذا الدرس نرجو من سماحتكم حث الاخوة على الصدقة والتبرع لاخواننا في الصومال فهم الان في امس الحاجة لتقديم يد العون لهم مما لا يخفى عليكم ان الجفاف قد ضربهم وان اخبارهم تذاع في نشرات الاخبار والمسلمون في غفلة عن اخوانهم اه اخواننا المسلمون في الصومال فعلا يمرون بمجاعة عظيمة وشدة ولا يعلمها الا من يتتبع ويسأل ويبحث عن عن حال اخوانه وفي مثل هذا المقام وردت احاديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام استحضار المسلم لها استحضار المسلم لها واستذكاره لها تعينه باذن الله تبارك وتعالى على البذل والانفاق والسخاء والجود ولا سيما ونحن مقبلين على شهر الخير وشهر الجود نبينا عليه الصلاة والسلام كان اجود الناس وكان في رمظان في الجود كالريح المرسلة كما جاء بذلكم فالحديث فالشاهد ان استحضار مثل هذه المعاني كقوله عليه الصلاة والسلام من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه والعمل على مساعدتهم ومد يد العون لهم لا شك ان هذا من الاعمال الصالحة العظيمة المباركة ولكن ايضا ينبغي في هذا المقام ان يحرص على الوسيلة التي من خلالها توصل المساعدات ليست كل وسيلة تكون صحيحة وهناك اناس اه لا يخافون الله عز وجل ولا يتقونه. شاهد ان الامر لا بد فيه من الاحتياط لوجود من لا يحسن او لا يتقي الله عز وجل في مثل هذه الاعمال الخيرية المباركة ونسأل الله عز وجل الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يفرج كربات اخواننا في الصومال وان ينفس همومهم وان ييسر امورهم وان يشبع جائعهم وان يكسوا عاريهم وان يروي العطش منهم وان يصلح شأنهم انه سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم يقول بارك الله فيكم هل كل معصية لا تغفر الا بالتوبة حديث البغي لما ذكر انها تابت ومع ذلك غفر لها آآ ذكرت المعنى الذي ينبغي حقيقة ان يفهم من الحديث وهو انه ليس معنى غفر لها ان الذنوب الماظية غفرت وبقيت على عملها ولا ينبغي ان يفهم الحديث بهذا المعنى وانما غفر لها ان الله عز وجل اكرمها بان ازال هذا الذنب من قلبها ولم يبقى في نفسها تائبة منه مغفورا لها لا انها باقية على بغائها وعلى اه اثامها وانما اه الذي غفر لها هو الذي مضى من امرها ليس هذا هو معنى الحديث فالمرأة اكرمها الله عز وجل بالخلاص من هذا العمل آآ تركه آآ وما كان منها من اعمال سابقة غفرت غفر الله سبحانه وتعالى لها الحسنات اه يذهبن السيئات كما قال الله تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات والكبائر لا بد فيها من توبة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام الصلوات الخمس ورمضان الى والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ما اجتنبت الكبائر نعم يقول كيف السبيل الى قيام تلك المعاني الايمانية التي يحرق نورها جبال الذنوب. فاني صاحب معاص وارجو زوالها نسأل الله عز وجل ان يتوب علينا وعليك وان يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه وان يصلح قلوبنا انه تبارك وتعالى سميع الدعاء ومثل هذه المعاني التي تسأل عنها تأتي اولا وقبل كل شيء بالاستعانة بالله وصدق اللجوء اليه سبحانه وطلب المدد والعون والتوفيق منه جل وعلا فتسأل الله عز وجل صلاح قلبك آآ صلاح نفسك تتعوذ بالله من من شر نفسك ومن سيئات اعمالك تدعو الله وتلجأ الى الله عز وجل صادقا في دعائك مع الله الامر الثاني المجاهدة للنفس وقد قال الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ثم لا تحقرن من المعروف شيئا لا تحقرن من المعروف شيئا قد يسوقك الله عز وجل ويكرمك بصنيعة معروف تكون سببا لغفران ذنوبك وسببا لتوبة الله جل وعلا عليك والشواهد والقصص في في في هذا الباب كثيرة جدا مضى الاشارة الى شيء منها والامر كله لطف الله وتفضله يعني الشواهد التي مرت معنا هذه كلها امور الله جل وعلا ييسرها لعبده رحمة منه بعبده ولطفا له فيسر له هذه الاشياء وييسر له هذه الرحمة وهذه الاعمال ثم يتفضل عليه سبحانه وتعالى بالتوبة ويقبل منه متابة ويغفر له ذنوبه كل ذلك من الله سبحانه وتعالى وفضله فينبغي في مثل هذا المقام صدق اللجوء اليه سبحانه الاخلاص له جل وعلا في في العمل و صدق الاستعانة بالله وتفويض الامور اليه كثرة الدعاء والسؤال والالحاح مع بذل الاسباب النافعة نعم يقول شيخنا بارك الله فيك هل يستفاد من قصة المرأة البغي؟ وقصة المرأة التي حبست الهرة هل يستفاد من ذلك وغيره ان الاسلام يدعو الى الرفق بالحيوان. لا كما يدعي الكفار بانهم من سماتهم هم الرفق بالحيوان. وان المسلمين لا يرحمون الحيوان كما يحصل في عيد الاضحى. نرجو التعليق من يقول هذا الكلام هو من اجهل الناس بالاسلام وبحقائق هذا الدين ومعانيه العظيمة والا فان فانه لا يوجد اطلاقا دين على وجه الارض فيه رحمة لبهيمة الانعام وللطير الحيوان وعموم المخلوقات مثل هذا الدين المبارك ولا يوازيه ولا يقارنه اي دين او عقيدة او فكر او رأي اطلاقا ورحمة الاسلام الرحمة التي في الاسلام لهذه البهيمة هي رحمة امر الله سبحانه وتعالى عباده بها ورتب عليها عظيم الاجور وجزيل الثواب فالذي يرحم البهيمة ويرحم الطير يرحمها متقربا بها الى الله سبحانه وتعالى. اما الكفار اذا وجدت عندهم من من معاني الرفق ببهيمة الانعام اين قصد التقرب الى الله اين قصد التقرب الى الله سبحانه وتعالى وطلب اجره وثوابه سبحانه وتعالى. هذه معاني مفقودة عندهم فالمسلم يرحم هذه البهيمة ويرحم هذا الطير طلبا لثواب الله وطاعة لله وتقربا الى الله سبحانه وتعالى واما ذبح الاضاحي فهذا الذبح الذي يقوم به المسلم امر اذن الله سبحانه وتعالى به خالق هذا الكون واباحه لعباده واحله لهم وجعله قربة من القربى التي يتقربون بها الى الله سبحانه وتعالى ثم ايضا مع هذا الذبح الذي يكون للبهيمة يأتي الاسلام ويأمر بالرحمة حال الذبح كما قال عليه الصلاة والسلام ان الله محسن ايحب الاحسان ان الله كتب الاحسان في كل شيء فاذا ذبحت ذبحتم فاحسنوا الذبحة وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته ولهذا جاء في الادب المفرد للامام البخاري باسناد جيد ان رجلا من اصحاب النبي قال يا رسول الله اني اذبح الشاة وارحمها اذبح الشاة وارحمها لاحظ هنا ليس فيه تنافي بين الذبح الرحمة لا لا تنافي كما يوهمه اولئك يذبحها لان الله اذن لنا ان نذبحها ونأكل منها ونطعم الفقراء والمحتاجين اباح لنا سبحانه وتعالى ذلك. يقول الرجل يا رسول الله اني ادبح الشاة وارحمها قال عليه الصلاة والسلام والشاة اذا رحمتها رحمك الله فالمسلم يذبح الشاة ويرحم الشاة ويرحمه الله سبحانه وتعالى. مع انه ذبحها لكن قام في قلبه رحمة لها وترفق بها واحسن بذبحها وحد شفرته واراح ذبيحته فيرحمه الله سبحانه وتعالى فالاسلام ولا شك الدين الرحمة ودين الرفق بهيمة الانعام وفي في هذا الباب احاديث كثيرة جدا