بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد نواصل القراءة في هذه المنظومة الدرة المظية وحاشيتها ونسأل الله تبارك وتعالى لنا اجمعين التوفيق والسداد. نعم. احسن الله اليك. قال الناظم فصل في الكلام على الايمان واختلاف الناس فيه وتحقيق مذهب السلف في ذلك. قال رحمه الله ايماننا قول وقصد امل تزيده التقوى وينقص بالزلل ونحن في ايماننا نستثني من غير شك فاستمع واستبيني اتابع الاخيار من اهل اثر ونقتفي الاثار لا اهل الاشر. ولا تقل ايماننا مخلوق ولا قديم هكذا مطلوق. فانه يشمل للصلاة نحوها من سائر الطاعات ففعلنا نحو الركوع محدث وكل قرآن قديم فابحثوا. ووكل الله من الكرام اثنين حافظين للانام فيكتبان كل افعال الورى كما اتى في النص من غير افتراء. قال الشارح الله في قول الناظم ايماننا قول وقصد وعمل قال اي ايماننا معشر السلف قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان فان من لم يقر بلسانه مع القدرة فليس بمؤمن. ومن اقر بلسانه ولم يعتقد بقلبه فهو منافق وليس بمؤمن ومن لم يعمل بالقلب والجوارح فليس بمؤمن. مذهب السلف ان الايمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان ويقولون الايمان قول وعمل ونية. وبعضهم يزيد واتباع السنة. هذا فصل عقده رحمه الله تعالى الكلام في الايمان بيان حقيقة الايمان وانه يزيد وينقص وايضا مسائل متفرقة اشار اليها رحمه الله تعالى في هذا الفصل مما يتعلق بالايمان بدأها بذكر حد الايمان وتفسيره. وحقيقته فقال ايماننا قول وقصد وعمل. اي يقوم على هذه الاركان الثلاثة. القول والقصد الذي هو النية محلها القلب والعمل. والايمان يشمل هذه الامور ويتناولها يتناولها اسم الايمان وهي داخلة في مسماه فليس الايمان مجرد قول. ولا ايضا مجرد عقيدة في القلب. بل الايمان قول واعتقاد وعمل. قد قال عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون لعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان. والمراد بقول لا اله الا الله اي قولها في القلب عقيدة وباللسان نطقا وهذا هو الاصل في القول اذا اطلق. فانه يتناول قول القلب وقول اللسان لله قولوا امنا بالله قوله عليه الصلاة والسلام قل امنت بالله ثم استقم. فالاصل فالقول اذا اطلق انه يشمل قول القلب واللسان. بالقلب عقيدة وباللسان نطقا وتلفظا واماطة الاذى عن الطريق من الايمان وهي عمل. والحياء من الايمان وهو عمل من اعمال القلوب فالاعمال سواء كانت القلب او كانت بالجوارح داخلة في اه المسمى الايمان. فايماننا قول وقصد وعمل. قول و اعتقاد وعمل مراده بالقصد اي النية العقيدة تزيد تزيده التقوى وينقص اي ان الايمان يزيد بطاعة الله. وينقص بمعصيته وقد قال الله سبحانه وتعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فالايمان يزيد. وزيادته بالطاعة. طاعة الله. وينقص بالزلل اي معصية الله سبحانه وتعالى. وقد دلت الدلائل اه في في في السنة مصرحة بالنقص في الايمان والضعف فيه. وانه يضعف و ينقص كما في قوله وذلك اضعف الايمان وقوله المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف قول ما رأيت من ناقصات عقل ودين. وغير ذلك من اه الاحاديث الايمان يزيد اي بالطاعة وينقص اي بالمعصية بالزلل نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تزيده التقوى وينقص بالزلل. قال الشارح رحمه الله اي ومذهب السلف ان الايمان تزيده التقوى اي العمل الصالح وينقص بارتكاب الزلل اي المعاصي. فيعبر السلف من الصحابة وغيرهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويتفاضل. قال تعالى واذا تليت عليهم اياته زادته ايمانا. وقال ويزداد الذين امنوا ايمانا. واذا افرد واذا افرد الايمان دخل فيه الاسلام واذا قرن فسر الاسلام بالاعمال الظاهرة والايمان بالاعمال الباطنة قال ونحن في ايماننا نستثني من غير شك فاستمع واستبري. قال الشارح رحمه الله اي فنحن معشر السلف يقول احدنا انا مؤمن ان شاء الله من غير شك منا في ذلك. بل للتقصير في بعض اي فنحن معشره ونحن في ايماننا قال ونحن في ايماننا نستثني من غير شك فاستمع واستبني. نعم احسن الله اليك. قال الشارك اي فنحن معشر السلف يقول احدنا انا مؤمن ان شاء الله من غير شك منا في ذلك بل للتقصير في بعض خصال الايمان والشك التردد بين امرين لا مزية لاحدهما على الاخر. فاستمع اي اصغي لما اوردته واطلب بيانه واظهاره بادلته النقلية والعقلية. قوله واطلب بيانه. هذا تفسير قول الناظم واستبني يعني اطلب بيانه واظهاره اظهاره بادلته النقلية والعقلية. نعم اليك قال قال شيخ الاسلام ابن تيمية كان السلف يستثنون في الايمان. لان الايمان يتضمن فعل جميع الواجبات. فلا يشهدون لانفسهم بذلك كما لا يشهدون لهم بالبر والتقوى. فان ذلك مما لا يعلمونه وهو تزكية لانفسهم ونحن اي معاشر اه اهل السنة في ايماننا نستثني اذا سئل احدهم امؤمن ان استثنى في الاجابة على هذا السؤال بان يقول انا مؤمن ارجو او انا مؤمن ان شاء الله فهذا يسمى استثناء في الايمان. وهذا الاستثناء كما قال من غير شك من غير شك يعني في اصل الايمان ولكن لما كان آآ الايمان يشمل اه الدين كله. ويعلم العبد من نفسه التقصير. والنقص فانه يستثني يستثني بقوله انا انا مؤمن ان شاء الله او انا مؤمن ارجو او نحو ذلك من صيغ اه الاستثناء. بعدا عن التزكية لنفسه. كما قال الله سبحانه وتعالى فلا تزكوا انفسكم وهو اعلم بمن اتقى. الشهادة للنفس بالايمان بدون استثناء كالشهادة لها بالبر والتقوى. مثل ما قال كما لا يشهدون لانفسهم بالبر والتقوى وهذا كله من التزكية للنفس. ولهذا اذا سئل يقول انا مؤمن ان شاء الله او انا مؤمن ارجو او يفصل مثل ما جاء عن بعض السلف يقول الايمان ايمانا كنت تسألني عن الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله فانا مؤمن. وان كنت تسألني عن اهل قول الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا فارجو. ما يجزم الانسان هذي عالية لا يجزم بها لنفسه فيقول ارجو ان شاء الله نسأل الله ان يجعلنا منهم او نحو ذلك لكن لا يجزأ لان الجسم تزكية للنفس. نعم. احسن الله اليك. قال الناظم نتابع الاخ جار من اهل الاثر ونقذف الاثار لا اهل الاشر. قال الشارح رحمه الله اي نتابع في اعتقادنا الاخيار من الصحابة متابعينا والتابعين لهم باحسان. من ائمة اهل الاثر الذين هم على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم. وعلى مقتضى القرآن ونتبع ونقتدي بالاثار المأثورة عن الكتاب المنزل والنبي المرسل. والصحابة والتابعون والصحابة والتابعين لهم باحسان وائمة الدين من اهل التحقيق والعرفان فهم اهل الدراية والرواية. لا نتابع اهل الاشر من كل ومتعمق من فروخ الجهمية والمرجئة والكرامية والفلاسفة والملاحدة وغيرهم. نعم هذا هو الواجب الواجب ان يكون المرء متبعا الاخبار الاخيار من اهل الاثر ان يكونوا متبعا الاخيار من اهل الاثر اي متبعا آآ السلف الصالح من الصحابة والتابعين كما قال الله سبحانه وتعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان. هذا هو الواجب الواجب ان يكون المرء متبعا للاخيار اهل الاثر اي المستمسكين بالاثر المعولين على اثر والاثر المراد بها المروي والمأثور عن النبي آآ الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه لا اهل الاسر ومراده باهل الاسر اي اهل البدع والضلال وهؤلاء لا يحكمون الاثر. وانما كل منهم يحكم نوعا من المصادر يعول عليها منهم من منهم من يعول على العقل ومنهم من يعول على الذوق ومنهم من يعول على التجربة ومنهم من يعول على المنامات واشياء كثيرة تنوعت آآ مصادرهم فتبعا لها تنوعت عقائدهم اما اهل السنة فانهم اعتصموا بحبل الله المتين فكانت عقيدتهم واحدة. كانت عقيدتهم الاولين منهم والاخرين واحدة. عقيدة رجل واحد سلامة المصدر والمنبع الذي عنه اخذه وعليه عولوا اما اهل البدع فمصادرهم اه تنوعت فتنوعت تبعا لذلك ها؟ عقائدهم. نعم. احسن الله اليك. قال ولا تقل ايماننا مخلوق ولا قديم مطلوق. قال الشارح رحمه الله ايوا لا تقل ايها الاثري ايماننا مخلوق بدخول الاعمال فيه التي من جملتها الصلاة ولا تقل قديم قال احمد من قال الايمان مخلوق فقد كفر. ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع من قال قديم فهو مبتدع هكذا مطلق عن القيود. قال ولا تقلن ايماننا مخلوق ولا قديم هكذا مطلوق يعني لا تطلق العبارة لا بالقول آآ انه مخلوق ولا بالقول انه غير مخلوق. لا لا تطلق القول في ذلك. وانما يفصل في اه الامر وانما يفصل في الامر. يقول لا تقل ايها الاثري ايماننا مخلوق لدخول الاعمال الاعمال فيه التي من جملتها الصلاة. لدخول الاعمال فيه التي من جملتها اه الصلاة وفي الصلاة تلاوة اه القرآن وفي الصلاة تلاوة للقرآن ففعل العبد فعل العبد آآ آآ او افعال العبد مخلوقة لله سبحانه وتعالى. اما المتن الذي هو اه القرآن فهو كلام الله ليس بمخلوق. نعم. احسن الله اليك. قال الناظم فانه يشمل الصلاة ونحوها من مسائل الطاعات قال الشارح اي فان الايمان يشمل للصلاة المشروعة ويشمل نحو الصلاة من بقية الطاعات التي تقربوا بها العبد الى الله وسائر العبادات التي يأتي بها لغفران ذنبه. نعم. قال ففعلنا نحن والركوع محدث وكل قرآن قديم فابحثوا. قال الشارح رحمه الله اي ففعلنا معشر الخلق نحو الركوع والسجود وسائر افعال الخلق محدث لانه مسند اليهم والله خالق افعال العباد وقوله وكل قرآن اي وكل ما كان من قرآن فهو قديم. وتقدم انه قول ابن كلاب ولم يقل به احد من السلف. وان الله يتكلم متى شاء باتفاق النبوات وقوله فابحثوا اتى به لتتمة البيت. والبحث هو التفتيش والتقصي عن دقائق المعاني نعم يعني هذا هو التفصيل في في الجواب يعني لا يقال آآ الايمان ايماننا مخلوق ولا غير مخلوق وانما يفصل. لماذا؟ لان فيها ركوع وسجود وحركات العبد وهي مخلوقة وفي ايمان العبد القرآن قراءته للقرآن والقرآن كلام الله سبحانه وتعالى غير آآ مخلوق غير مخلوق قول الناظم ففعلنا نحو الركوع محدث وكل القرآن قديم فابحثوا قوله كل قرآن قديم هذا كلام باطل ليس من آآ قول اهل السنة في شيء لكن لو قال وكل قرآن غير مخلوق او قال كل قرآن آآ آآ غير مخلوق آآ لاستقام من حيث المعنى استقام من حيث المعنى لكن ينكسر من حيث الوزن. لكن ما يترتب على الكسارة من حيث الوزن مشكلة دينية. ما يترتب عليه مشكلة دينية ما يمس دينه في شيء. لكن اللحن في العقيدة هذا هو المصيبة اللحن في العقيدة هو المصيبة اما انكسار في في الوزن ما يمس دينه في شيء يعني هذا آآ آآ سلامته الوزن مطلوب لكن آآ اقصد ان ان يتنبه الى ان اللحن في الاعتقاد اخطر من اللحن في الشعر. وان كان وان كان بعظ اه ظلال الشعرا وغواتهم ومبتدعتهم يقولون لا دخل للعقائد بالشعر. لا دخل للعقائد في الشعر. يعني الشاعر يقول ما شاء حتى ما كان مصادما. او آآ مخالفا العقيدة وهذا اقوله استطرادا وليس كل ما قلته له تعلق مباشر بالبيت نعم الله اليك قال ووكل الله من الكرام اثنين حافظين للانام. قال الشارح اي وكل الله سبحانه من الملائكة الكرام مفعول وكل حافظين للانام من الانام ووصفهم بالكرم لما جاء في وصفهم بذلك في الكتاب والسنة وهم قائمة بانفسها قادرة على التشكل بالقدرة الالهية لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون يسبحون الليل لا يفترون. قال فيكتبان كل افعال الورى كما اتى في النص من غير. قال الشارح اي يكتب الملكان الحافظان جميع افعال الخلق. كما في قوله تعالى وان عليكم لحافظين كراما كاتبين. يعلمون ما تفعلون وقال ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. من غير امتراء اي من غير شك. بل نؤمن بهما ونصدق بهما يكتبان افعال العبد واقواله باجماع المسلمين. في هذين البيتين التنبيه على ان افعال العبد واعماله اه طاعاته ومعاصيه كذلك كلها مكتوبة. كلها مكتوبة. ومحصاة عليه. وقد وكل الله من الجرام اثنين حافظين للانام. آآ احدهما يكتب حسنات العبد والاخر يكتب سيئاته ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. وهذه الكتابة كتابة الملائكة حق دلت عليها النصوص بلا تراعي بلا شك ولا ريب. وهذا يستوجب من العبد ان يحفظ اعماله وان يصون ايمانه وان يتجنب اه من الاقوال والاعمال ما لا يسره ان يلقى الله سبحانه وتعالى به والى نهاية هذا الباب الثالث من هذا النظم آآ اه نتوقف واه نسأل الله عز وجل ان ينفعنا بما علمنا وان ان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا آآ طرفة عين ان واه لعل الله سبحانه وتعالى ييسر لنا مجلسا اخر فيما بعد نستكمل فيه ما بقي من هذا الكتاب وقد انهينا نصفه آآ تقريبا وبالله اه وحده التوفيق. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة. والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا. وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا. واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه