بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اما بعد فهذا مجلس مذاكرة لكتاب مبارك ومؤلف قيم في اعظم موظوع على الاطلاق الا وهو الايمان مؤلفه امام من ائمة السلف وعلم من اعلام المسلمين اشتهر بمصنفاته العظيمة ومؤلفاته النافعة وهو ابو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى وكتابه الايمان الذي بين ايدينا يعد من اوائل الكتب المؤلفة في هذا الباب وهو مؤلف مختصر لكنه حسن التبويب جميل الترتيب نافع غاية النفع في بابه وقد الفه رحمه الله تعالى بعد ان ظهرت المقالات المخالفة ساعة الشبهات المخالفين وخشي على الناس منها المرجئة من جهة والخوارج من جهة اخرى وقد صنف رحمه الله تعالى هذه الرسالة المختصرة جامعا فيها بين التأصيل والرد لان مصنفات اهل العلم في هذا الباب منها ما افرد للتأصيل وتقرير امور الامام بادلتها دون تعرض للرد على المخالف ومنها افردت الرد على المخالفين بإيراد شبهاتهم ونقضها ومنها الجامع بين الامرين التأصيل والرد كما هو الشأن في هذا المؤلف المختصر للامام ابي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى والكتاب كما عرفنا افرد في بيان اعظم المطالب واجل المواهب وانبل المقاصد وهو الايمان الذي تترتب عليه سعادة المرء في دنياه واخراه بل لا فلاح له ولا سعادة في الدنيا والاخرة الا بالايمان ولهذا وجب على المسلم وعلى طالب العلم على شكل الخصوص ان تكون عنايته بفهم الايمان مقدمة على العناية باي امر اخر لتوقف سعادته في دنياه واخراه عليه وهذه الكتب التي كتبها ائمة السلف رحمهم الله تعالى تعين طالب العلم عونا عظيما على فهم الايمان وايضا تعينه على السلامة من شبهات المخالفين باصنافهم ثم ان هذا الكتاب كتاب الايمان ابي عبيد رحمه الله تعالى بدأه اشارة الى وجود مخالفين لاهل السنة في هذا الباب لهم ارائهم ولهم مقالاتهم ولم يذكر هؤلاء المخالفين مناقشا شبهاتهم تفصيلا وانما اشار اليهم اشارة في اخر الكتاب ذاكرا لهم مشيرا الى اقوالهم ومبينا ان فيما ذكره في الكتاب من تقرير وبيانا عقيدة السلف كاف في ابطال هذه الاقوال وحقيقة طريقته رحمه الله طريقة عجيبة ومسددة لانه اقتصر في اول الكتاب من اقوال المخالفين لاهل السنة والجماعة على قول مرجئة الفقهاء ولم يذكر غيرهم ثم ناقش هؤلاء مناقشة تفصيلية وتوسع في ذلك وذلك ان مرجئة الفقهاء هم اقرب هؤلاء المخالفين لاهل السنة هذا من جهة ومن جهة ان لهم شيء من الصلة بالنصوص والادلة بخلاف المذاهب التي تقوم عقائدهم على الاراء البحتة واذا رد على هؤلاء الذين هم الاقرب قولا لاهل السنة تفصيلا فان ذلك كاف في الرد على غيرهم اذا كان قول الاقرب لاهل السنة تبين بطلانه من وجوه كثيرة فان الا بعد عن قول اهل السنة يكون من باب اولى ولهذا لم يذكر المخالفين الاخرين في اول كتاب وانما اشار اليهم في اخره اشارة وهذه طريقة جدا جميلة ومسددة وكانه يقول اذا تبين لك يا طالب العلم ان هؤلاء الذين هم مرجئة الفقهاء وهم الاقرب من هؤلاء الفرق لاهل السنة قولهم باطل من هذه الوجوه التي ذكرها وفصلها رحمه الله فان من سواهم ممن هو ابعد عن السنة وابعد عن الحق اولى ببطلان قوله وفساد مذهبه ولهذا اقتصر على آآ ذكر اقوالهم على سبيل الاشارة فقط في اخر الكتاب وان فيما سبق كفاية برد اقوال هؤلاء وبيان فساد مذاهبهم واشار ايضا رحمه الله تعالى الى ان المخالفين لاهل السنة الذين عني بذكر قولهم في اول الكتاب ومناقشته وهم مرجئة الفقهاء من اهل العلم والدين ولهذا خصهم الذكر وناقش اقوالهم بخلاف من سواهم من الفرق الضالة ولا سيما الغلاة ولاة المرجئة وعلى رأسهم الجهمية فليسوا باهل علم ولا اهل دين الحاصل ان هذا الكتاب كتاب نافع جدا في بابه ويستفيد منه طالب العلم فوائد عظيمة جدا لمعرفة الايمان بدلائله وذكر معالمه وتفاصيله والمسائل المتعلقة به وايضا يعرف الطريقة في ربي قول من خالف اهل السنة وطريقة مناقشته وايضا الادب الذي ينبغي ان يراعى في هذا الباب فالكتاب حافل اه الفوائد ولا غرابة فان مصنفه امام من كبار ائمة اه المسلمين ومن الاعلام المحققين وله مصنفات كثيرة جدا في اه فنون الشريعة المتنوعة لها مكانتها ومنزلتها عند اهل العلم ونشرع مستعينين بالله تبارك وتعالى في قراءة هذا الكتاب نعم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم بارك لنا في وقتنا واغفر لنا ولشيخنا والسامعين. بسم الله الرحمن الرحيم توكلت على الله باب نعت الايمان في استكماله ودرجاته. اخبرنا الشيخ ابو محمد عبدالرحمن ابن عثمان ابن ابن معروف اعني ابن ابي نصر في بدمشق في سفر سنة عشرين واربع مئة قال حدثنا ابو يعقوب اسحاق بن احمد بن يحيى العسكري صاحب ابي القاسم ابن سلام هذه الرسالة وانا اسمع قال ابو عبيد رحمه الله اما بعد فانك كنت تسألني عن الايمان اختلاف الامة باستكماله وزيادته ونقصه. وتذكر انك احببت معرفة ما عليه اهل السنة من ذلك. وما الحجة على من فارقهم فيه فان هذا رحمك الله خطب قد تكلم فيه السلف في صدر هذه الامة وتابعيها ومن بعدهم الى يومنا هذا. وقد كتبت اليك انتهى الي علمه من ذلك مشروحا مخلصا وبالله التوفيق. فهذه بداية استهلها او استهل بها رحمه الله تعالى اه كتابه هذا مبينا سبب تأليفه لهذا الكتاب وان سائلا سأله عن الايمان وان سائلا سأله عن الايمان وهنا حقيقة نستفيد فائدة مهمة جدا في صلاح الامة وانتظام شأنها بالرجوع الى الائمة الاكابر والعلماء المحققين ولا يزال الناس بخير ما اخذوا العلم عن اكابرهم. من اهل العلم والفظل وانظر ذلك في هذا السائل الموفق الذي اتى الى هذا امام العلم وسأله عن الايمان واختلاف الامة في باستكماله وزيادته ونقصه واحب من ابي عبيد اه ان يبين له ما عليه اهل السنة من ذلك. وما الحجة على من فارقهم كان هذا هو سؤال السائل وسؤال موفق كانت ثمرته ومن علامة توفيقه ان اصبح كتابا بايدي المسلمين الى مثل هذا الزمان المتأخر يستفيدون منه ولا يزال العلماء من قديم الزمان يستفيدون من هذا الكتاب المبارك. ويكثرون النقل عنه وهذا حقيقة نستفيد منه فائدة ان السؤال اذا صحبه نية صالحة بحب نفع النفس ونفع الاخرين يبارك الله فيه بركة عظيمة ترى ذلك في كثير من مصنفات ائمة المسلمين بنيت على سؤال سائل اراد النصح لنفسه ولاخوانه المسلمين فكان من بركة سؤاله ان الف مؤلف قيم في بابه نفع به الله تبارك وتعالى المسلمين في زمان السائل وبعد زمانه ولهذا السائل اجر وحظ من ثواب هذا العمل لانه تسبب فيه وهذا نستفيد منه ان السؤال كسائر عمل المسلم لا بد فيه من نية صالحة وكثير من سؤالات السائلين تفتقر الى النية الصالحة ولهذا تكون ظعيفة الاثر على السائل وعلى غيره فكان من اهم ما ينبغي ان يراعى في السؤالات العلمية صلاح النية كما في حديث وفد عبد القيس قالوا مرنا بقول فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة هذا صلاح النية نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة وصلاح النية في السؤال يقوم على هذين الامرين ان تقصد به انتفاعك انت استقامة دينك وصلاح امرك وان تنوي به ايضا نفع الاخرين وايصال هذا الخير اليهم كما قال الامام احمد رحمه الله تعالى العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية قيل وما صلاحها قال ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك رفع الجهل عن نفسك في سؤال وفد عبد القيس ندخل به الجنة. وعن غيرك قالوا نخبر به من وراءنا هذا السائل سأل عن عدة امور تتعلق الايمان ينبغي ان تكون حاضرة في الذهن لنستوعب الاجابات لان الكتاب مبني على هذا السؤال فالسائل سأل عن الايمان هذا سؤاله الاول هي حقيقة الايمان ما هو وما المراد به في ضوء الادلة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والايمان حقيقته لا تدرك ولا تعلم الا بالدليل قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال الله سبحانه وتعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان؟ ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا الوحي نور يضيء للمرء طريقه ويبصره سبيل الحق والهدى ولا سبيل الى معرفة الايمان بحقائقه وتفاصيله الا من خلال الوحي العقل وحده لا يكفي مهما اوتي الانسان من الذكاء والفطنة بل لا بد من الوحي ولهذا في قصة مجيء وفد عبد القيس الى النبي عليه الصلاة والسلام قال امركم بالايمان بالله اتدرون ما الايمان بالله؟ قالوا الله ورسوله اعلم. يدركون ان الايمان حقيقة لا تعرف الا من خلال الوحي قال الله ورسوله اعلم وهم اهل لسان عربي يعني لو كان يكفي شرح الايمان من خلال المفهوم اللغوي لذكروا ذلك لانهم اهل لسان وهذا تدرك به خطأ كثير من المقالات القائمة المنتشرة والتي لها تقريرات في الايمان قائمة على المفهوم اللغوي او قائمة على الاراء والظنون والبعد الكامل عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وانى لهؤلاء ان يصيبوا حقيقة الايمان وهم بمعزل عن وحي الرحمن سبحانه وتعالى وسؤاله الثاني عن اختلاف الامة باستكماله وزيادته ونقصانه خلاف الامة في استكمال الايمان استكمال الايمان اي بلوغ الكمال فيه وبلوغ الكمال مبني على انه يزيد وفي الحديث من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان وزيادته ونقصانه اي طالبا آآ تقرير الحق في ذلك مع دليله يقول ابو عبيد وتذكر اي ايها السائل انك احببت معرفة ما عليه اهل السنة من ذلك وما الحجة على من فارقهم فيه اي ان مطلب السائل يتناولها هاتين الجهتين قول اهل السنة وحجتهم وايضا قول المخالفين وحجة اهل السنة في نقض قولهم وابطاله فاجاب رحمه الله بقوله فان هذا رحمك الله خطب قد تكلم فيه السلف في صدر هذه الامة وتابعيها ومن بعدهم الى يومنا هذا قوله فان هذا رحمك الله هذه طريقة معروفة عند اهل العلم طريقة معروفة عند اهل العلم يعلمون العلم ويدعون للسائل ويدعون للم تعلم ترى كثيرا في كتب اهل العلم انه يعلمك ويدعو لك اعلم يقول رحمك الله اعلم غفر الله لك اعلم هداك الله وسددك فيجمع لك بين خيرين تعليمك الحق ودعائه لك واذا استحضرت هذا المعنى ادركت ان مثل هذا الاحسان ينبغي ان يلاقى ايضا بالاحسان وان يعرف طالب العلم قدر هؤلاء العلماء وجميل نصحهم وان من استفاد من علومهم قليلا او كثيرا ينبغي ان يحرص على الدعاء لهم ولهذا نقل ابن بسكوال في كتابه الصلة عن ابي محمد التميمي رحمه الله انه قال تأخذون العلم عنا وتستفيدونه منا ولا تترحمون علينا ولا تترحمون علينا فحق هؤلاء العلماء الاجلاء ان يدعو لهم طالب العلم ولا سيما وقت الاستفادة من علومهم والاخذ عنهم ولهذا يحصل في مثل هذه المجالس عند نقل اقوالهم قال رحمه الله قال رحمه الله يحرص على ذكر الترحم او الدعاء له الرحمة والدعاء بالرحمة من جوامع الدعاء وكوامله قال فان هذا رحمك الله خطب قد تكلم فيه السلف خطب اي امر عظيم تكلم فيه السلف في صدر هذه الامة وتابعيها ومن بعدهم الى يومنا هذا اي بينوا هذه المسألة وقالوا قول الحق فيها بدليله من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وقد كتبت اليك بما انتهى الي علمه من ذلك من ذلك اي المروي والمنقول عن ائمة السلف مشروحا مخلصا مسروحا اي مبسوطا شيئا شيئا من البسط ومخلصا لعلها ملخصا. لان المؤلف هنا مختصر وليس بمطول فهو جمع بين الشرح والاختصار وما ادري الاخوان معهم نسخة واحدة ولا نسخة واحدة على كل لعل البعض يراجع نسخة اخرى ماذا فيها نفس الشيء لعل يعني لعله يتيسر لكم مراجعة اه الاصول حتى في المجلس الاخر آآ نستفيد اكثر في تحرير هذه العبارة مشروحا مخلصا وبالله التوفيق. نعم قال رحمه الله اعلم رحمك الله التوفيق هذه مهمة جدا قولها تحقيق واعتقاد ما دلت عليه توفيقك وعصمتك وسلامتك فيما تكتب او تبين انما هو بيد الله هذا فيه توكل وتفويض للامر الى الله سبحانه وتعالى وبراءة من الحول والقوة نعم قال رحمه الله اعلم رحمك الله ان اهل العلم والعناية بالدين افترقوا في هذا الامر فرقتين فقالت احداهما الايمان الاخلاص لله بالقلوب وشهادة الالسنة وعمل الجوارح. وقالت الفرقة الاخرى بل الايمان بالقلوب والالسنة. فاما الاعمال مال فانما هي تقوى وبر وليست من الايمان وانا نظرنا في اختلاف الطائفتين فوجدنا الكتاب والسنة يصدقان الطائفة التي جعلت الايمان بالنية والقول والعمل جميعا وينفيان ما قالت الاخرى والاصل الذي نعم يقول اه رحمه الله تعالى اعلم رحمك الله ان اهل العلم والعناية بالدين افترقوا في هذا الامر فرقتين تركوا في هذا الامر اي الايمان فرقتين الذين افترقوا في الايمان ليسوا فرقتين فقط فرق كثيرة موجودة في زمانه واشار اليها رحمه الله تعالى في اخر الكتاب قبل ان يختم الكتاب بقليل اشار الى هذه الفرق وبين ان الكتاب كافي في نقض آآ اقاويل هؤلاء لكنه هنا في صدر هذا الكتاب قال اعلم ان رحمك الله ان اهل العلم والعناية بالدين اهل العلم والعناية بالدين افترقوا في هذا الامر فرقتين اذا من سوى هؤلاء ممن افترقوا في امر هذا الدين ليسوا معروفين بالعلم ولا معروفين بالديانة صلاح الديانة وانما هم اصحاب اهواء بحتة ليسوا باهل علم ولا باهل دين فهنا ذكر ان اهل العلم والعناية بالدين افترقوا بهذا الامر فرقتين نعم هناك فرق اخرى لكنها ليست لاهل العلم ولا لاهل دين قالت احداهما الايمان بالاخلاص لله بالقلوب وشهادة الالسنة وعمل الجوارح وهذا قول اهل السنة وهذا قول اهل السنة وهو محل اجماع بينهم وشذوذ البعض بالمخالفة لعلوق بعض الشبهات لا يؤثر على الاجماع هذا محل اجماع بين آآ اهل السنة والجماعة ان الامام بالاخلاص لله بالقلوب وشهادة الالسنة وعمل الجوارح ان يقوم على هذه الاركان يقوم على هذه الاركان فالثلاثة القلب واللسان والجوارح القلب عقيدة وعملا بطاعة الله واللسان نطقا بالتوحيد وعناية بذكر الله والجوارح باستعمالها في طاعة الله وما يقرب اليه فليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال وسيأتي ذكر المصنف رحمه الله تعالى لادلة اهل السنة والجماعة في آآ تقرير ذلك قال وقالت الفرقة الاخرى بل الايمان بالقلوب والالسنة قالت الفرقة الاخرى بل الايمان بالقلوب والالسنة تأمل اعمال فانما هي تقوى وبر وليست من الايمان فاما الاعمال فهي تقوى وبر وليست من الايمان وهذا قول مرجئة الفقهاء وهذا قول مرجئة الفقهاء قالوا ان الايمان بالقلوب والالسنة بالقلوب اعتقادا والالسنة نطقا اما الاعمال ليست من الايمان الاعمال ليست من الايمان الاعمال هي بر تقوى لله عز وجل يثاب عليها العامل اذا عملها يعاقب ايضا على تركها الواجبات واجبة يجب العمل بها والمحرمات محرمة يجب تركها من فعل الواجب اثيب ومن ترك ومن من فعل الواجب اثيب ومن تركه عوقب ومن ترك المحرم اثيب اذا تركه طاعة لله ومن فعله عوقب فالاعمال الواجبة لها شأنها عندهم ولها مكانتها وكذلك المحرمات لكنها ليست من الايمان ليست من الايمان مهما استكثر منها العبد واظب عليها لا علاقة لها بايمانه ولا يزداد ايمانا بها ولهذا بنوا على قولهم آآ ان الايمان بالقلب واللسان فقط ان الايمان لا يزيد ولا ينقص ولا يستثنى في الايمان الاستثناء فيه شك وترتب على مقالتهم هذه الفاسدة مقالات فاسدة كثيرة رتب عليها مقالات فاسدة كثيرة انبنت على هذا القول الفاسد باخراج العمل من الايمان حتى وان قالوا ان الاعمال مهمة وانها بر وتقوى وانه يثاب العامل عليها ويعاقب على تركها حتى وان قالوا ذلك فان فانه يبقى قولا فاسدا باطلا وترتب عليه ايضا اقوال فاسدة عندهم كال القول بعدم زيادة الايمان ونقصانه وعدم الاستثناء فيه ونحو ذلك من المسائل التي ترتبت على هذا القول الفاسد ولهذا الخلاف بين مرجئة الفقهاء واهل السنة فالايمان ليس خلافا صوريا لفظيا بل هو خلاف حقيقي بل هو خلاف حقيقي وترتب على وجوده من المفارقات قول اهل السنة الشيء الكثير وهذا القول قول مرجئة الفقهاء نسى اول ما نسى في الكوفة وكانت بدايات هذا القول فيما يذكر على يد حماد بن ابي سليمان شيخ ابي حنيفة رحمه الله فكانت بدايته في الكوفة وتأثر به من تأثر من علماء الكوفة لكن بقي خلق كثير منهم اعني علماء الكوفة لم يتأثروا بهذا القول وانما بقوا على قول اهل السنة ولهذا فان الامام آآ ابا عبيد القاسم بن سلام وغيره من اهل العلم ممن اعتنوا بالرد على مقالة هؤلاء اكثروا من النقل عن ائمة السلف لان الايمان قول وعمل يزيد وينقص كان نقلهم عن علماء الكوفة اكثر من غيرهم لان هذه البدعة نشأت في الكوفة والامام ابو عبيد آآ روى عنه اهل العلم بالاسناد رحمه الله تعالى ان او عنه نقله عن ائمة السلف في ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص وذكر خلقا ذكرهم باسمائهم حتى بلغ عدتهم ما يزيد على المئة. كلهم في اسناد واحد كثير منهم من علماء الكوفة كثير منهم من علماء الكوفة وقصد رحمه الله تعالى بذلك الرد على هذه البدعة والمقالة اه التي نشأت في اه الكوفة في ان الايمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وان اعمال الجوارح ليست داخلة في مسمى الايمان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول في حديث له عن هذا القول قول مرجئة الفقهاء ومن قال به يقول رحمه الله دخل في مرجئة الفقهاء جماعة هم عند الامة اهل علم ودين انتبه مثل ما قال الامام ابو عبيد مثل ما قال الامام ابو عبيد بكلامه الذي مر معنا رحمه الله قال ان اعلم رحمك الله ان اهل العلم والعناية بالدين افترقوا في هذه في هذا الامر فرقتين ابن تيمية يقول دخل في مرجعة الفقهاء جماعة هم عند الامة اهل علم ودين ولهذا لم يكفر احد من السلف احدا من مرجئة الفقهاء بل جعلوا هذا من بدع الاقوال والافعال لا من بدع العقائد فان كثيرا من النزاع فيها لفظي لكن اللفظ المطابق للكتاب والسنة هو الصواب فليس لاحد ان يقول بخلاف قول الله ورسوله ولا سيما وقد صار ذلك ذريعة الى بدع اهل الكلام من اهل الارجاء وغيرهم والى ظهور الفسق فصار ذلك الخطأ اليسير في اللفظ سببا لخطأ عظيم في العقائد والاعمال فلهذا عظم القول في ذم الارجاء حتى قال ابراهيم النخاعي لفتنتهم يعني المرجئة اخوف على هذه الامة من فتنة الازارق عن الخوارج وقال الزهر ما ابتدعت في الاسلام بدعة اضر على اهله من الارجاء وقال الاوزاعي يحيى وقال الاوزاعي كان يحيى ابن ابي كثير وقتادة يقول ان ليس شيء من الاهواء اخوف عندهم على الامة من الارجاء وهذا يتناول هذا الارجاء الذي عرف ارجاء آآ او قول مرجئة الفقهاء لانه ترتب عليه من الاضرار والمفاسد الشيء الكثير ولهذا ابن تيمية رحمه الله لما اشار الى ان الخلاف في بعض جوانب لفظي قيد ذلك بما لا يترتب عليه من المفاسد الابرار لكن لكن هذا القول ترتبت عليه مفاسد كثيرة واضرار عظيمة جدا بما لا يدع مجالا للشك بانه خلاف جوهري وليس خلافا لفظيا حتى عند القائلين به من مرجئة الفقهاء يصرحون في كتبهم بان الخلاف بينهم وبين اهل السنة خلاف جواري يصرحون بذلك في كتبهم وانه اه وانه خلاف جوهري حقيقي وليس خلافا صوريا لفظيا قال وانا نظرنا في اختلاف الطائفتين فوجدنا الكتاب والسنة يصدقان الطائفة التي جعلت الايمان بالنية والقول والعمل جميعا وينفيان ما قالت الاخرى اي مرجئة الفقهاء قد يسأل سائل وسبق ان اجبت على ذلك واعيد لماذا اقتصر هنا على هؤلاء لماذا اقتصر على هؤلاء لم يذكر من سواهم من المخالفين وانما اشار اليه المخالفين في اخر الكتاب اشارة سريعة لما ذكر رحمه الله ان هؤلاء اهل علم وعناية بالدين اهل علم وعناية بالدين وقولهم اقرب الى قول اه اهل السنة من غيرهم. فاذا تبين فساده وبطلانه فغيره من باب اولى غير من باب اولى اضافة الى انهم يستدلون بالادلة يستدلون على قولهم بالادلة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لكنهم يحملونها على غير مدلولها ويعزلونه عن النصوص الاخرى فاحتاج المقام الى ان يناقشوا مناقشة اكثر من غيرهم. واذا تبين فساد عقول هؤلاء فان فساد وبطلان قول غيرهم ممن هو ابعد عن اهل السنة يكون من باب اولى نعم قال رحمه الله والاصل الذي هو حجتنا في ذلك اتباع ما نطق به القرآن. فان الله تعالى ذكره علوا كبيرا. قال في محكم في كتابه فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. ذلك خير واحسن تأويلا وانا رددنا الامر الى ما ابتعث الله عليه رسوله صلى الله عليه وسلم وانزل به وانزل به كتابه فوجدناه قد جعل الايمان شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فاقام النبي وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد النبوة عشر سنين او بضع عشر سنة يدعو الى هذه الشهادة خاصة وليس الايمان المفترض على العباد يومئذ سواها. فمن اجاب اليها كان مؤمنا. ولا يلزمه اسم في الدين غيره وليس يجب عليهم زكاة ولا صيام ولا غير ذلك من شرائع الدين. وانما كان هذا التخفيف عن الناس يومئذ فيما يرويه العلماء رحمة من الله لعباده ورفقا بهم لانهم كانوا حديث عهد بجاهلية وجفائها. ولو حملهم الفرائض لها معا نفرت منه قلوبهم وثقلت على ابدانهم. فجعل ذلك الاقرار بالالسن وحدها هو الايمان المفترض على الناس يومئذ فكانوا على ذلك اقامتهم بمكة كلها وبضعة عشر شهرا بالمدينة وبعد الهجرة فلما اثاب الناس الى الاسلام وحسنت فيه رغبتهم زادهم الله في ايمانهم ان صرف الصلاة الى الكعبة. بعد ان كانت الى بيت مقدس فقال قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا ثم خاطبهم وهم بالمدينة باسم الايمان المتقدم لهم في كل ما امرهم به او نهاهم عنه فقال في امر يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق. وقال في النهي يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة. ويا ايها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرم. وعلى هذا كل مخاطبة كانت لهم فيها امر او نهي بعد الهجرة. وانما سماهم بهذا الاثم بالاقرار وحده. اذ لم يكن هناك فرض غيره فلما نزلت الشرائع بعد هذا وجبت عليهم وجوب الاول سواء لا فرق بينها لانها جميعا من عند الله وبامره وبايجابه فلو انهم عند تحويل القبلة الى الكعبة ابوا ان يصلوا اليها وتمسكوا بذلك الايمان الذي لزمهم اسمه القبلة التي كانوا عليها لم يكن ذلك مغنيا عنهم شيئا. ولكان فيه نقض لاقرارهم. لان الطاعة الاولى ليست حق باسم الايمان من الطاعة الثانية. فلما اجابوا الله ورسوله الى قبول الصلاة الى قبول الصلاة كاجابتهم الى الاقرار جميعا معا هما يومئذ الايمان. اذا اذ اضيفت الصلاة الى الاقرار. والشهيد على ان الصلاة من الايمان قول الله عز وجل وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم وانما نزلت في الذين توفوا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم على الصلاة الى بيت المقدس. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الاية فاي شاهد يلتمس على ان الصلاة من الايمان بعد هذه الاية فلبثوا بعد فلبثوا بذلك برهة من دهرهم فلما داروا الى الصلاة مسارعة وانشرحت لها صدورهم انزل الله فرض زكاة في ايمانهم الى ما قبلها فقال فلبثوا فلبثوا بذلك برهة من دهرهم فلما ان داروا الى الصلاة مسارعة وانشرحت لها صدورهم انزل الله فرض في ايمانهم الى ما قبلها فقال اقيموا الصلاة واتوا الزكاة وقال خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها فلو انهم ممتنعون من الزكاة عند الاقرار واعطوه ذلك بالالسنة واقاموا الصلاة غير انهم يمتنعون من الزكاة كان ذلك مزيلا لما قبله. وناقضا لاقرار وناقضا للاقرار والصلاة. كما كان ايت قبلنا كما كان ايت الصلاة قبل ذلك ناقضا لما تقدم من الاقرار. والمصدق لهذا جهاد ابي بكر رحمة الله عليه بالمهاجرين والانصار على منع العرب الزكاة كجهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل الشرك سواء لا فرق بينها في سفك الدماء وسبي الذرية واغتنام المال. فانما كانوا مانعين لها غير جاحدين بها ثم كذا ثم كذلك كانت شرائع الاسلام كلها كلما نزلت شريعة صارت مضافة الى ما قبلها لاحقة به ويشملها جميعا اسم الايمان. فيقال لاهله مؤمنون. وهذا هو الموضع الذي غلط فيه من ذهب الى ان الايمان القول لما لما سمعوا تسمية الله اياهم مؤمنين اوجبوا لهم الايمان كله بكماله. كما غلطوا في تأويل حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الايمان ما هو فقال ان تؤمن بالله وكذا وكذا وحين سأله الذي عليه رقبة مؤمنة عن عتق العجمية فامر بعتقها وسماها مؤمنة وانما هذا على ما اعلمتك من دخولهم في الايمان ومن قبولهم وتصديقهم بما نزل منه وان كان ينزل متفرقا كنزول القرآن والشاهد لما نقول والدليل عليه كتاب الله تبارك وتعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن الكتاب قوله اذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. وقول انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون في مواضع من القرآن مثل هذا افلست ترى ان افلست ترى ان الله تبارك وتعالى لم ينزل عليهم الايمان جملة كما لم ينزل القرآن جملة فهذه الحجة من الكتاب. فلو كان الايمان مكملا بذلك الاقرار ما كان للزيادة اذا معنى ولا لذكرها موضع. واما الحجة من السنة والاثار المتواترة في هذا المعنى. نعم بدأ المصنف رحمه الله تعالى بذكر الدليل على ما قرر من قول اهل السنة وان الايمان عندهم يتناول هذه الاركان الثلاثة. القول الاعتقاد بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح وذكر رحمه الله تعالى ان الحجة والمعول في ذلك ينبغي ان تكون على الكتاب والسنة وان الرد في النزاع عند الاختلاف اليه ما هو الواجب؟ هو الذي به زوال الاختلاف اذا اذا اعتصم اه المختلفون بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال رحمه الله والاصل الذي هو حجتنا في ذلك اتباع فنطق به القرآن فان الله تعالى ذكره علوا كبيرا قال في محكم كتابه فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا والرد الى الله الرد الى كتابه والرد الى الرسول صلى الله عليه وسلم الرد الى سنته وهذا تنبيه من المصنف رحمه الله تعالى الى ان زوال الاختلافات بين الامة سواء في الايمان او في غيره لا تزول الا بهذه الطريقة ان يرد النزاع الى كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بحيث يكون كل من المختلفين مطرحا لارائه واهوائه تعصباته وغير ذلك معظما لكلام الله ثم تعرظ النصوص والادلة وينطلق في فهم الدين من النص واذا اردت ان تفهم هذه الطريقة في باب الايمان بشكل جيد اقرأ مقدمة كتاب الايمان لابن تيمية رحمه الله تعالى اشار الى هذا المعنى الذي ذكره ابو عبيد القاسم بن سلام لكنه بينه بشكل اوسع واوضح وان آآ الالفاظ التي تقع فيها الخصومات ويكثر فيها التنازع ينبغي ان تترك وان ينظر الى اخذ الدين مباشرة من الاحاديث توضح لكم الامر يعني بشكل اكثر الان تجد خلافات حتى في وقتنا في امور تتعلق بالايمان عند الفاظ الفاظ محدثة في كثير منها الفاظ محدثة لم تكن موجودة عند السلف وتكثر الخصوم فيها حتى الى درجة التهاجر والتقاطع والتدابر الى غير ذلك ولو سلكوا هذه الطريقة لزالت عنهم تلك الخصومات وذلك النزاع بان تترك هذه الالفاظ وينظر في الادلة مباشرة ويتفقه فيها مباشرة ينظر في الادلة مباشرة يتفقه فيها يقرأ حديث جبريل حديث وفد ابن عبد القيس حديث شعب الايمان ويتفقه في الحديث نفسه ينظر دلائله معانيه يحصل من زيادة الايمان وفهم حقيقة الدين وزوال الخلاف شيء عظيم واذا وجه الناس الى هذه الطريقة يسلمون من كثير من النزاعات والشقاق الذي يقع بينهم اذكر مرة احد في زمان ليس بالقريب جاني احد الطلاب يسأل عن بعض الالفاظ التي تكثر الخصومات حولها في باب الايمان قلت له تحفظ حديث وفد عبد القيس حديث ابن عباس في ذكر مجيء وفد عبد القيس الى النبي عليه الصلاة والسلام قال لا قلت لا اعرف كتابا لائمة السلف الا ما ندر في بيان الايمان الا ويورد هذا الحديث يعتبر اساس في فهم الايمان احفظ هذا الحديث جيدا وقابلني بعد يوم او يومين اسمعني هذا الحديث واذا سمعت بهذا الحديث عندك تحفظه حفظا متقنا ساعطيك حديثا اخر ايضا يساعدك على فهم الايمان فذهب ولم يعد مع ان الطريقة التي آآ سلكتها معه انفع له واقرب له عند الله عز وجل واصلح لقلبه في فهم الايمان وابعد له عن الخصومات فهذه الطريقة رد النزاع ينبغي ان يكون عن صدق مع الله في رجوع المرء الى النصوص مباشرة واخذ فهم الايمان عنها مباشرة وانصح بقراءة مقدمة ابن تيمية لكتاب الايمان في معرفة هذه الطريقة وكيف انها انفع ما يكون في زوال الخصومات والنزاعات الكثيرة التي تقع بين الناس في فهم الايمان وكثير منها حتى في زماننا هذا واقع للبعد عن هذه الطريقة البعد عن هذه الطريقة والا لو اجتمعوا الناس على قراءة الاحاديث على طريقة السلف والايات في فهم الايمان اخذوا يتفقهون فيها لم تقع ولم تنسى بينهم مثل تلك الخصومات والنزاعات قال وانا رددنا الامر الى ما ابتعث الله عليه رسوله عليه الصلاة والسلام وانزل به كتابه فوجدناه قد جعل بدء الايمان شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد النبوة عشر سنين او بضع عشرة سنة يدعو الى هذه الشهادة خاصة يعني منذ بعث عليه الصلاة والسلام الى ان امضى ثلاثة عشر عاما تقريبا وهو انما يدعو الى شهادة ان لا اله الا الله اذن الإمام ما هو في ذلك الوقت لم تنزل الفرائض والواجبات النواهي وما نزلت الايمان هو عقيدة في القلب وقول باللسان عقيدة في القلب وقول في اللسان هذا هو فرض الايمان هذا هو فرض الايمان مكث على ذلك عليه الصلاة والسلام بضع عشرة سنة يدعو الى هذه الشهادة خاصة وليس الايمان المفترض على العباد يومئذ سواها يومئذ سواها فمن اجاب اليها كان مؤمنا اذا ان الايمان المطلوب الايمان المطلوب ما هو هو هذا قول باللسان واعتقاد بالقلب اذا ماذا نقول الان عن قول المرجئة مرجئة الفقهاء مرجئة الفقهاء في قولهم اقتصروا من الايمان على هذه الفترة بصر من الايمان على هذه الفترة اما فرائض الايمان التي هي داخلة في مسمى الايمان والتي توالى نزولها على النبي عليه الصلاة والسلام من فرض الصلاة فرض الزكاة فرض الصيام وانها وانها من الايمان بدلائل النصوص وشواهدها هذه كلها لم تدخل عندهم في الايمان الايمان بقي مقتصرا على ما كان مطلوبا في تلك الفترة بضع عشرة سنة قبل نزول الفرائض قبل نزول الفرائض ولهذا انظر كلام آآ ابو عبيد في اخر اخر النقل الذي نقلناه يقول فلو لما نزلت الفرائض فريضة تلو اخرى ختم نزول الفرائض بنزول قول الله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ولا يزال ايمان الناس يزداد بنزول هذه الفرائض والتزامهم بها وقيامهم بها. الى ان نزل قول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ورضيت لكم الاسلام دينا. المرجئة مرجئة الفقهاء عندهم ان الايمان الايمان مستكمل بالاعتقاد وقول اللسان. الاعمال لا يستكمل بها الايمان الامام مستكمل عندهم بقول القلب واعتقاد قول اعتقاد القلب وقول اللسان فلهذا يقول لهم رحمه الله في نهاية كلامه فلو كان الامام مكملا بذلك الاقرار ما كان للزيادة اذا معنى ولا لذكرها موضع ما معنى الزيادة ما معنى اكملت لكم دينكم وهو اصلا كامل حتى من قبل نزول فريضة الصلاة فضلا عن غيرها من فرائض الاسلام الاخرى فما فائدة الاكمال ان كان كاملا اصلا بالقول ولا قرار ان كان كاملا عندا بالقول والاقرار فيقول رحمة الله عليه ان ان هذه الفرائض بدأت تنزل فمن اجاب اليها كان قال فمن اجاب اليها كان مؤمن لا يلزمه اسم آآ اسم في الدين غيره يعني الذي هو الاقرار و آآ والشهادتين ليس يجب عليهم زكاة ولا صيام ولا غير ذلك من الشرائع وانما كان هذا التخفيف من عن الناس يومئذ فيما يروي العلماء رحمة من الله بعبادة ورفقا بهم ثم بعد ذلك بدأت تنزل اه الفرائض واول ما نزل الصلاة لما اثاب الناس وحسن ايمانهم وقوية رغبتهم زادهم الله عز وجل بان انزل فريضة الصلاة وصرفهم الى الكعبة بعد ان كانت الى بيت المقدس فكانت صلاتهم ايمانا كان كانت صلاتهم ايمانا ثم والفرائض تنزل فيما بعد اه امرا الطاعات ونهيا عن المعاصي يخاطبون بهذا الايمان يا ايها الذين امنوا ثم تذكر الفريضة المطلوبة فعلا لمأمور او تركا لمحظور خاطبهم باسم الايمان المتقدم لهم في كل ما امرهم به او نهاهم عنه قال وعلى هذا كل مخاطبة كانت لهم فيها امر او نهي بعد الهجرة وانما سماهم بهذا الاسم بالاقرار وحده اذ لم يكن هناك فرض غيره فلما نزلت الشرائع بعد هذا وجبت عليهم وجوب الاول سواء لا فرق بينها لانها جميعا من عند الله وبامره وايجاده يقرر هذا الامر ويوضحه رحمه الله بقوله لو انهم عند تحويل القبلة ابوا امتنعوا ان يصلوا اليها وتمسكوا بذلك الايمان الذي لزمهم اسمه قالوا نحن مؤمنين بماذا بالاقرار والقول والشهادة لكن صلاة لا نريد ان نصلي الصيام لا نريد ان نصوم نحن لزمنا الايمان بالاقرار والشهادة فلا نريد ان نقوم بهذه الفرائظ لكان ذلك موجبا لنقض ايمانهم نقظ ايمانهم الاول لان هذا ايمان اظيف الى الايمان الاول فيلزمهم قبوله سواء كقبولهم للايمان الاول ولهذا يقول فلو انهم عند تحويل القبلة الى الكعبة ابوا ان يصلوا اليها وتمسكوا بذلك الايمان الذي لزمهم اسمه والقبلة التي كانوا عليها لم يكن ذلك مغنيا عنهم شيئا يعني لم يكن ذلك الايمان الاول مغنيا عنهم شيئا ولكان فيه نقض لاقرارهم لان الطاعة الاولى ليست باحق باسم الايمان من الطاعة الثانية هذا ايمان وهذا ايمان فلما اجابوا الله ورسوله الى قبول الصلاة كاجابتهم والاقرار صاروا جميعا معا هم يومئذ الايمان يعني ماذا الشهادتين والصلاة صارت جميعا كان اول الايمان هو الشهادتان لكن لما فرضت الصلاة صار الايمان الشهادتان والصلاة صاروا جميعا معا هم يومئذ الايمان اذ اظيفت الصلاة الى الاقرار فاصبح الايمان بعد فريضة الصلاة وقبل نزول الفرائض الاخرى هو الشهادتان والصلاة والشهيد ايها الشاهد على ان الصلاة من الايمان قول الله عز وجل وما كان الله ليضيع ايمانكم عند جميع اهل العلم وبالتفسير اي صلاتكم فسمى الله تبارك وتعالى الصلاة ايمانا وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم وانما نزلت في الذين توفوا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم على الصلاة لبيت المقدس فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت الاية يعني سئل عن هؤلاء هل الصلاة التي صلوها الى بيت المقدس وماتوا على ذلك قبل ان تحولوا القبلة هل هي مقبولة او ضائعة؟ لانها كانت الى قبلة حولت فتساءلوا عن ذلك فانزل الله وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم فصلاتهم الى بيت المقدس قبل ان تنزل فريضة تحويل القبلة الى الكعبة هي الصلاة وهي الوجهة المطلوبة وهي الايمان المطلوب ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله البر هو طاعة الله وامتثال شرعه اينما وجهك وباي امر امرك سبحانه وتعالى قال فاي شاهد يلتمس على ان الصلاة من الايمان بعد هذه الاية اي دليل اعظم من هذا واوضح ابين من ان الصلاة ايمان الله جل وعلا سماها ايمانا قال وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاته فاي شاهد ابين من ان الصلاة ايمان اذا لما نزلت الصلاة مضافة الى الشهادتين صار الايمان بعد نزولها هو الشهادتان والصلاة ثم هكذا توالت الفرائض نزولا كلما نزلت فريضة ظمت الى الاخرى بان كانت من الايمان قال فلبثوا بذلك برهة من دهرهم فلما ان داروا الى الصلاة مسارعة وانشرحت لهم صدورهم انزل الله فرض الزكاة في ايمانهم انزل فرض الزكاة في ايمانهم الى ما قبلها اي ان الله عز وجل فرض عليهم في ايمانهم الزكاة فاصبح ايمانهم بعد نزول الزكاة ماذا الشهادتان والصيام والزكاة اصبحت الزكاة الشهادتان والصلاة والزكاة فاصبحت الزكاة فرظ في في ايمانهم عندكم مكتوب ايمانهم اه انزل الله فرض الزكاة في ايمانهم الى ما قبلها التي هي الصلاة الى ما قبلها التي هي الصلاة فاصبحت اه اه اصبح الايمان بعد نزول الزكاة الشهادتان والصيام والزكاة وفي الاية وما امروا الا جمعة الثلاث وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة وذلك دين القيمة فقال اقيموا الصلاة واتوا الزكاة. فقال خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها والزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله فلو انهم ممتنعون من الزكاة عند الاقرار واعطوه ذلك بالالسنة واقام الصلاة غير انهم ممتنعون من الزكاة كان ذلك مزيلا لما قبله لان الزكاة اصبحت فريضة في ايمانهم رأوا انهم امتنعوا قالوا ما نقبل هذه الفريظة نكتفي بالشهادتين والصلاة ولا نقبل هذه الفريضة في ايماننا لكان ذلك مزيلا لما قبله يعني ناقض للصلاة وللشهادتين ناقضا للاقرار والصلاة ناقضا للاقرار بالتوحيد وناقضا للصلاة كما كان ايتاء الصلاة الذي يظهر انها اباء الصلاة الذي يظهر ان اباء الصلاة كما ان اباء الصلاة قبل ذلك ناقضا لما تقدم من الاقرار ايذاء الصلاة ايش كانت العبارة اول فلو اه قال لو انهم ابوا في في الصلاة ابو ها فلو انهم عند تحويل القبلة الى الكعبة ابوا ان يصلوا. نعم. اذا يكون هنا يحيل الى ما قبله. يقول كما كان اباء يعني الذي ذكر قبل قليل لباء الصلاة قبل ذلك ناقضا لما تقدم. اعد العبارة الاولى فلو انهم عند تحويل القبلة الى الكعبة ابوا ان يصلوا اليها وتمسكوا بذلك الايمان الذي لزمهم اسمه والقبلة التي كانوا عليها لم يكن ذلك مغنيا عنهم شيئا ولكان فيه نقض لاقرارهم نعم هو يحيل على ما قبله يقول كما كان اباء الصلاة قبل ذلك ناقضا لما تقدم من الاقرار ناقضا لما تقدم من الاقرار. والمصدق لهذا جهاد ابي بكر الصديق رحمة الله علي ورظي الله عنه بالمهاجرين والانصار على منع العرب الزكاة كجهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل الشرك سواء لا فرق وبينها في سفك الدماء وسبي الذرية واغتنام المال فانما كانوا مانعين لها غير جاحدين بها ثم كذلك كانت شرائع الاسلام كلها كلما نزلت شريعة صارت مضافة الى ما قبلها لاحقة به. ويشملها جميعا اسم الايمان فيقال لاهلها مؤمنون قال وهذا هو الموضع الذي غلط فيه من ذهب الى ان الايمان بالقول لما سمعوا تسمية الله اياهم مؤمنين اوجب لهم الايمان اوجبوا لهم الايمان كله بكامله يعني كأنه والله تعالى اعلم يوضح هنا منشأ خطأ هؤلاء والاشتباه الذي عندهم وكيف انهم ياه يأخذون النصوص مأخذا غالطا يقصرونه على يقصرونه في فهمها على المرحلة الاولى التي نزل فيها الايمان بالاقرار فقط قول القلب اعتقاد القلب وقول اللسان وان وصف الايمان آآ قاصرا على من كان متصفا بهذا الوصف لكنه حتى بعد نزول الفرائض ابقت مرجئة الفقهاء آآ حقيقة الايمان قاصرة على هذا اللفظ على هذا الامر الذي هو النطق اه الاعتقاد وهذا الموضع الذي غلط فيه من ذهب الى ان الايمان بالقول لما سمعوا تسمية الله اياهم مؤمنين اوجب لهم الايمان كله بكماله الان لاحظ الاية حتى تدرك وجه خطأ هؤلاء. يا ايها الذين امنوا اقيموا الصلاة قالوا الله خاطبهم بماذا لانهم مؤمنين اذا اقامة الصلاة ليست من الايمان هذي امر زائد عن الايمان نعم فيها ثواب وفيها عقاب لكن ليست من ايمان الايمان اقام الصلاة لكن اذا اذا ادركت تسلسل نزول الفرائض وانهم كانوا مؤمنين بالاقرار كانوا مؤمنين بالقرار ناداهم الله بهذا الاقرار الذي هم به مؤمنين ثم فرض عليهم الصلاة اقيموا الصلاة فرض عليهم تجنب الحرام لا تأكلوا الربا اصبحت هذه الاعمال دخلت في الايمان. والقرآن نفسه والسنة دلت على دخولها في الايمان فباي وجه تخرج عن الايمان بحجة انهم خوطبوا بالايمان مأمورين بهذه الاعمال فدل ذلك ان هذه الاعمال ليست من الايمان هذا استدلال خاطئ وهو سبب الالتباس عند هؤلاء المرجئة يقول وهذا هو الموضع الذي غلط فيه من ذهب الى ان الايمان بالقول لما سمعوا تسمية اياهم مؤمنين اوجبوا لهم الايمان كله بكماله يعني بدون العمل بدون العمل لماذا؟ قال والله خاطبهم بانهم مؤمنين بدون هذه الاعمال. قال يا ايها الذين امنوا اقيموا الصلاة قال يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا وهكذا الايات الاخرى فهم من ينبذون بدون هذه الاعمال. اذا هذه الاعمال ليست من الايمان ايضا مما غلطوا فيه تأويل حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الامام ما هو؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله كما هو في حديث جبريل وحين سأله الذي عليه رقبة مؤمنة عن عتق العجمية فامر بعتقها وسماها مؤمنة قال اين الله؟ قال في السماء قال من انا قالت رسول الله قال اعتقها فانها مؤمنة قالوا اوجب لها اسم الامام بهذين العقيدتين. العقيدة في الله والعقيدة في الرسول عليه الصلاة والسلام قالوا فدل ذلك على ان الاعمال ليست من الايمان لان النبي صلى الله عليه وسلم شهد لها بالايمان بدون هذه آآ الاعمال قالوا وانما هذا على ما اعلمتك من دخول في الايمان ومن قبولهم وتصديقهم بما نزل منه وانما كان ينزل ومتفرقا كنزول القرآن والشاهد لما نقول والدليل عليه كتاب الله تبارك وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ذكر من الكتاب ايتين وسيضيف لهم في اواخر الكتاب ايات في الباب نفسه وسيحيل ايظا على هاتين الايتين قال واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون وقال انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون في مواضع من القرآن مثل هذا افلست ترى ان الله تبارك وتعالى لم لم ينزل عليهم الايمان جملة كما لم ينزل القرآن جملة فهذه الحجة من كتاب الله فلو كان الايمان مكملا بذلك الاقرار ما كان للزيادة اذا معنى ولا لذكرها موعد والله سبحانه وتعالى ختم انزال هذه الفرائض بقوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فاذا كان الدين والايمان مكملا بالاقرار فما الزيادة معنا ولا لذكرها موضع كما يقول رحمه الله تعالى. نعم قال رحمه الله واما الحجة من السنة والاثار المتواترة في هذا المعنى من زيادات قواعد الايمان بعضها بعد بعض. ففي حديث منها اربع وفي اخر خمس وفي الثالث تسع وفي الرابع اكثر من اكثر من ذلك فمن الاربع حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ان وفد قيس قدموا عليه فقالوا يا رسول الله ان هذا الحي من ربيعة وقد حالت بيننا وبينك كفار مضر فلسنا نخلص الا في شهر حرام. فمرنا بامر نعمل به. وندعو اليه من وراءنا فقال امركم باربع وانهاكم عن اربع الايمان ثم فسره لهم شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وان تؤدوا خمس ما غنم وانهاكم عن الدباء والحنتم والنقير والمقير قال ابو يعقوب قال ابو عبيد حدثناه عباد ابن عباد المهلبي قال حدثنا ابو جمرة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ومن الخمس حديث ابن عمر رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت قال ابو يعقوب قال ابو عبيد حدثنا اسحاق بن سليمان الرازي عن حنظلة بن ابي سفيان عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ومن التسع حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان للاسلام صوا ومنارا كمنار الطريق قال ابو عبيد سوى هي ما غلب وارتفع من الارض. واحدتها صوة منها ان تؤمن بالله ولا به شيئا واقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وان تسلم على اهلك اذا دخلت عليهم وان تسلم على القوم اذا مررت بهم فمن ترك من ذلك شيئا فقد ترك سهما من الاسلام ومن تركهن فقد ولى الاسلام ظهره قال ابو يعقوب قال ابو عبيد حدثني يحيى بن سعيد عن ثور ابن يزيد عن خالد بن معدان عن رجل عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فظن الجاهلون بوجوه هذه الاحاديث انها متناقضة لاختلاف العدد منها وهي بحاجة الله ورحمته بعيدة على التناقض وانما وجوهها ما اعلمتك من ما اعلمتك من نزول الفرائض بالايمان متفرقا فكلما نزلت واحدة الحق رسول الله صلى الله عليه وسلم عددها بالايمان. ثم كلما جدد الله من ثم كلما جدد الله له منها اخرى زادها في العدد حتى جاوز ذلك السبعين كلمة كذلك في حديث كذلك في الحديث المثبت عنه انه قال الايمان بضعة وسبعون جزءا افضلها شهادة الا لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق قال ابو يعقوب قال ابو عبيد حدثنا ابو احمد الزبيري عن سفيان بن سعيد عن سهيل بن ابي صالح عن عبدالله بن دينار عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله الله عنه بهذا الحديث وان كان زائدا في العدد فليس هو بخلاف بخلاف ما قبله وانما تلك دعائم واصول. وهذه فروعها زيادات وهذه فروعها زائدة في شعب الايمان من غير تلك الدعائم. وهذه وهذه فروعها زائدات في شعب الايمان من غير تلك الدعائم. فنرى والله اعلم ان هذا القول اخر ما وصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان. لان العدد انما تناهى به. وبه كملت خصاله. نعم يقول آآ رحمه الله تعالى واما الحجة من السنة والاثار المتواترة في هذا المعنى من زيادات قواعد الايمان بعضها بعد بعض آآ من زيادة قواعد الامام بعظها بعد بعظ او بعد بعظ ففي حديث منها اربع وفي اخر خمس وفي اه الثالث تسع يذكر رحمه الله تعالى ان اه هذه الاعمال والفرائض اصبحت بعد نزول فريضة التوحيد اقرارا به باللسان واعتقادا له بالقلب بعد نزول هذه الفريضة فريضة التوحيد بدأت تنزل الفرائض شيئا فشيئا تتزايد بدءا بالصلاة ثم الزكاة وهكذا. وكل ما نزلت فريضة لزمها ما لزم من اول من كونها داخلة في فريضة الاسلام يقول هذا المعنى ثابت في السنة فيقول في هذا المعنى من زيادات قواعد الايمان بعضها بعد بعض ففي حديث منها اربع وفي اخر خمس وفي الثالث تسعة وفي الرابع اكثر من ذلك الذي يشير الى حديث الشعب ثم فصل القول في هذه الاحاديث قال فمن الاربع حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ان وفد عبد القيس قدموا عليه فقالوا يا رسول الله ان هذا الحي من ربيعة وقد حالت ان هذا الحي من ربيعة وقد حالت بيننا وبينك كفار مظر السنا نخلص الا في شهر حرام؟ يعني ما نستطيع نأتي اليك الا في الشهر الحرام لو كانوا يعظمون الشهر الحرام والقتال فيه فمرنا بامر نعمل به وندعوا اليه من وراءنا وهذا هو صلاح النية في السؤال صلاح النية في السؤال يقوم على هذين الركنين ان تنوي العمل به وان تنوي به نفع من وراءك فقال امركم باربع وانهاكم عن اربع الايمان ثم فسره لهم في بعض الروايات قال امركم بالايمان بالله اتدرون ما الايمان بالله؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال الايمان بالله شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وان تؤدوا خمس ما غنمتم وانهاكم عن الدبان والحنتم والنقير والمقير هذه الاربعة الاخيرة التي نهى عنها هي اوعية كانت تستعمل للشراب والنبيذ لكن هذا النهي نسخ فيما بعد وقال عليه الصلاة والسلام اشربوا فيما شئتم ما لم يسكر آآ وجعل الظابط الا يصل آآ ما ان تبت في هذه الاوعية الى حد اه الاسفار توسعة من الله سبحانه وتعالى على عباده لكن هنا امرهم باربع قال ان امركم باربع امركم بالايمان بالله اتدرون ما الايمان بالله؟ قالوا الله ورسوله اعلم هذا يستفاد منه فائدة عظيمة اشرت اليها فيما تقدم ان الايمان حقيقة شرعية لا سبيل الى العلم بها الا من الوحيد؟ قال الله قال رسوله عليه الصلاة والسلام اليس القوم عندهم قدرة من حيث اللغة ان يبينوا مدلول الايمان بما يعهدونه من معناه لغة او لا عندهم قدرة لكن ما تكلموا بشيء قال الله ورسوله اعلم لانهم يدركون ان الايمان ماذا حقيقة شرعية لا تعرف الا من الوحي. وبهذا تدرك خطأ كثير من كتب العقائد. يقول الايمان لغة التصديق فشرعا هو التصديق اين هم من من هذا الحديث في قصة هذا الوفد المبارك قالوا اه قال اتدرون ما الايمان؟ ما قالوا الا ندري الايمان هو كذا وكذا من خلال ما يعرفونه من اللغة وهم اهل اللسان قالوا الله ورسوله اعلم الله ورسوله اعلم قال الايمان بالله شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وان تؤدوا خمس ما غنمتم كيف تعرف هذه التفاصيل انها من الايمان الا بالوحي ولهذا الله قال لنبيه عليه الصلاة والسلام ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا معنى قوله ما ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان اي تفاصيل الايمان تفاصيل الايمان هذه الفرائض والاعمال والامور الداخلة في الايمان لا سبيل الى العلم بها الا من خلال وحي الله وتنزيله سبحانه وتعالى حديث وفد عبد القيس فيه فوائد كثيرة جدا تتعلق بموظوع الايمان لكن الذي يعنينا هنا في هذا الموظع انه صريح الدلالة على دخول هذه الاعمال في مسمى الايمان فسر عليه الصلاة والسلام الايمان بالاعمال الظاهرة لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة هذه اعمال والنبي عليه الصلاة والسلام سماها ايمانا وفسر بها الايمان فمن الذي يخرج هذه الاعمال من الايمان؟ والنبي صلى الله عليه وسلم نص صراحة على انها من الايمان. قال اتدرون ما الايمان بالله؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال قال الله شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة من يجرؤ على ان ان يخرجها من ايمان والنبي صلى الله عليه وسلم نص بهذا الحديث الصريح الصريح على دخولها في مسماه قال ومن الخمس وذكر حديث ابن عباس ويروى ايضا اه عن ابن نعم هذا حديث ابن عباس الاول ثم ذكر الخمس من حديث ابن عمر انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت زاد هذا على الاول الصيام والحج وهذه من الايمان الصيام ايمان وحج بيت الله الحرام ايمان فهي داخلة في مسمى الايمان وذكر رحمه الله التسع في حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان للاسلام صوا ومنارا كمنار الطريق ان للاسلام صوا ومنارا كمنار الطريق. يقول ابو عبيد والصور ارتفاع من الارض واحد صوة قال ابو عبيد سوى هي ما غلظ وارتفع من الارض بظم الصاد الاسلام صور يعني اعلام ظاهرة اعلام ظاهرة مثل منارات الارض الجبال منارات الارض والاسلام له منارات اعلام ظاهرة اه هي من الاسلام اعلام للاسلام ومنارات له ان للاسلام صون ومنارا كمنار الطريق قال ابو عبيد صوى اهي ما غلب وارتفع عن الارض منها ان تؤمن بالله ان نؤمن بالله او ان تؤمن بالله ولا تشرك به شيئا واقامة الصلاة ونعم اه منها ان تؤمن بالله ولا ولا تشرك به شيئا واقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وان تسلم على اهلك اذا دخلت عليهم وان تسلم على القوم اذا مررت بهم فمن ترك من ذلك شيئا فقد ترك سهما من الاسلام اذا ترك سهم من الاسلام ماذا يحدث نقض آآ نقص حظه ونصيبه من الاسلام بحسب ما نقص من هذه الاسهم قال فقد ومن تركهن اي كلهن فقد ولى الاسلام ظهره فمن تركهن كلهن فقد ولى الاسلام ظهرا وما ذكر في هذا الحديث منها فرائض يقوم عليها الاسلام هي من ابنية الاسلام والدعائمة ومنها ما هو دون ذلك مثل السلام قال فمن ترك سهما الاسلام فمن ترك سهما فمن ترك من ذلك شيئا فقد ترك سهما بالاسلام ومن تركهن اي كلهن فقد ولى الاسلام ظهره يقول رحمه الله فظن الجاهلون بوجوه هذه الاحاديث انها متناقضة لاختلاف العدد منها قالوا بعضها اربع وبعضها خمس وبعضها تسع قالوا هذا تناقض وبحمد الله ورحمته بعيدة عن التناقض وانما وجوهها ما اعلمتك من نزول الفرائض بالايمان متفرقة فكلما نزلت واحدة الحق رسول الله صلى الله عليه وسلم عددها بالايمان عددها اي الزائد على الاخرى الحقه بالايمان ثم كلما جدد الله له منها اخرى زادها في العدد اي في عدد الايمان حتى جاوز ذلك السبعين كلمة قد تجاوز ذلك السبعين كلمة كذلك في الحديث المثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال الامام بضع وسبعون جزءا افضلها شهادة ان لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق قال وان كان زائدا في العدد فليس هو بخلاف ما قبله وانما تلك دعائم واصول وهذه فروع زائدات في شعب الايمان من غير كالدعائم فنرى والله اعلم ان هذا القول اخر ما وصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان بان العدد انما تناهى به وبه كملت خصاله حديث الشعب حديث الشعب معروف بهذا الاسم عند اهل العلم حديث ابي هريرة صريح في ان الايمان يشمل القلب واللسان والجوارح وان الايمان مطلوب منها كلها القلب اعتقادا وعملا باعمال الايمان واللسان نطقا بالشهادتين وايضا قياما اه اعمال اه الايمان القولية والجوارح عملا بطاعة الله او انواع طاعات الله عز وجل فرضها ونفلها فكلها داخلة في مسمى الايمان العلماء رحمهم الله اعتنوا بهذا الحديث لانه من اجمع من اجمع الاحاديث عنه صلوات الله وسلامه عليه في بيان الايمان وحديث متأخر مثل ما قال يعني مثل ما قال المصنف رحمه الله حديث متأخر وهو من رواية ابي هريرة وهذا دليل على كونه متأخر عن غيره فهو مستكمل امور الايمان وخصاله والاعمال الداخلة فيه بما فيها الاعمال آآ آآ اعمال البر والاحسان مثل اماطة الاذى عن الطريق هذه كلها اعمال داخلة في مسمى الايمان لكنها متفاوتة مثل ما اخبر عليه الصلاة والسلام آآ اعلى وادنى اعلاها شهادة ان لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق نعم قال رحمه الله والمصدق له قول الله تبارك وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. قال ابو يعقوب العسكري قال ابو وعبيد حدثنا عبدالرحمن عن سفيان عن قيس ابن مسلم عن طارق بن شهاب ان اليهود قالوا لعمر بن الخطاب رحمة الله عليه انكم تقرأون اية لو نزلت فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. فذكر هذه الاية فقال عمر اني لاعلم حيث انزلت اي يوم انزلت انزلت انزلت بعرفة ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة. قال سفيان واشك قال يوم الجمعة ام لا؟ قال ابو يعقوب قال ابو عبيد حدثنا يزيد عن حماد بن سلمة عن عمار بن ابي عمار قال تلى ابن عباس رضي الله عنهما هذه الاية وعنده يهودي فقال اليهودي لو انزلت هذه الاية فينا لاتخذنا يومها عيدا. قال ابن عباس فانها نزلت في يوم عيد يوم جمعة ويوم عرفة. قال ابو يعقوب قال ابو عبيد حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم عن داوود ابن ابن ابي هند عن الشعبي قال نزلت عليه وهو واقف بعرفة حين اضمحل الشرك وهدم الجاهلية ولم يطف في البيت عريان فذكر الله جل ثناؤه اكمال الدين في هذه الاية وانما نزلت فيما يروى قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم باحدى ثمانين ليلة قال ابو يعقوب قال ابو عبيد كذلك حدثنا حجاج عن ابن عن ابن جريج فلو كان الايمان كاملا بالاقامة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة في اول النبوة كما يقول هؤلاء ما كان للكمال معنى وكيف يكمل شيئا قد استوعبه واتى على اخره نعم يقول رحمه الله المصدق له اي حديث الشعب بان هذه كلها دخلت في الايمان وشمل اسمه بهذا العدد بضع وسبعون شعبة على خلاف بين العلماء رحمهم الله هل للعدد مفهوم او ليس له مفهوم ان من اهل العلم من يرى ان للعدد هنا مفهوما وانها بضع وسبعين ومنهم من يرى ان العدد لا مفهوم له وانما المراد التكثير ان شعب الايمان كثيرة ويؤيد ذلك استعمال هذا العدد عند العرب في في التكفير السبعين السبع مئة ونحو ذلك يستعملونها يراد بها التكفير فيحتمل هذا وهذا لكنها شعب كثيرة ليست خمس ولا اربع ولا تسع بل هي بضع وسبعين سواء قيل العدد له مفهوم او ليس له مفهوم هي هي كثيرة ليست اربع كما في الحديث حديث وفد عبد القيس لستم من حصر في اربع ولا في خمس ولا في تسع بل هي كثيرة شعب اه كثيرة بضع وسبعون شعبة يصدق ذلك الاية التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة يوم جمعة عشية عرفة ومات بعد نزولها باحدى وثمانين ليلة صلوات الله وسلامه عليه ولم ينزل بعدها آآ شيء من الفرائض لا حلال ولا حرام لان الدين كمل قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ونقل بعض النصوص في الدلالة على عظم شأن هذه الاية حتى ان نفرا من اليهود جاءوا الى عمر وقالوا انكم تقرأون اية لو نزلت فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. يدركون قيمة هذه الاية ومكانتها فذكر هذه الاية فقال عمر اني لاعلم حيث نزلت واي يوم نزلت انزلت بعرفة ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة وذكر نحوه عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول اه ابو عبيد رحمة الله عليه فلو كان الايمان كاملا بالاقرار ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة في اول النبوة كما يقول هؤلاء اي المرجئة ما كان للكمال معنى اي معنى لقوله اليوم اكملت لكم دينكم وهو اصلا كامل بزعمهم بالاقرار الدين كامل بالاقرار ما كان للكمال معنى وكيف يكمل شيئا قد استوعبه واتى على اخره اي الشهادتين واعتقاد القلب لان من اتى بالشهادتين واقرار القلب عندهم ماذا؟ استوعب الايمان فاي معنى للكمال اي معنى للكمال اذا كان آآ آآ قد استوعبه واتى على اخره بالشهادتين والاقرار بالقلب ثم اخذ يذكر رحمه الله تعالى ما يتعلق حديث شعب الايمان ذكر حوله بعض التفاصيل والبيان لامور تدخل في هذا اه الحديث لكن نتوقف و اه تؤجل الى المجلس الاخر بعد صلاة الظهر ان شاء الله. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين المعاصي ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا انصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه