بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد نواصل القراءة في هذا الكتاب كتاب الايمان لابي عبيد القاسم سلام رحمه الله تعالى نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم بارك لنا في وقتنا واغفر لنا لشيخنا والسامعين قال رحمه الله باب الاستثناء في الايمان. قال ابو عبيد حدثنا يحيى بن سعيد عن ابي الاشهب عن قال قال رجل عند ابن مسعود رضي الله عنه انا مؤمن. فقال ابن مسعود افانت من اهل الجنة؟ فقال ارجو فقال ابن مسعود افلا اكلت الاولى كما وكلت الاخرى. قال رحمه الله تعالى باب الاستثناء في الايمان فهذه الترجمة عقدها ابو عبيد رحمه الله لبيان هذه المسألة مسألة الاستثناء في الايمان والاستثناء في الايمان ان يجيب من سئل امؤمن انت بجواب يكون فيه استثناء وعدم جزم لنفسه بالايمان المطلق كان يقول انا مؤمن ان شاء الله او يقول انا مؤمن ارجو او يقول امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله او يقول لا اله الا الله هذه كلها صيغ بالاستثناء في الجواب في جواب هذا السؤال والمراد بالاستثناء عدم الجزم للنفس بالايمان المطلق لان الايمان عند اهل السنة اذا اطلق يتناول العقيدة العبادة يتناول ما يكون في القلب وما يكون باللسان وما يكون من الجوارح من اعمال كلها داخلة في الايمان ولا يجزم احد انه كمل ذلك وتممه فان جزم لنفسه بذلك فقد زكى نفسه والله تعالى يقول فلا تزكوا انفسكم هو اعلم ممن اتقى ولهذا كان مذهب السلف رحمهم الله تعالى انهم يستثنون في الايمان لان الايمان يشمل الدين كله ولا احد يجزم لنفسه انه اكمل الدين ولان الايمان النافع عند الله هو المتقبل ولا يجزم احد ان اعماله متقبلة بل يعمل العمل وهو يرجو ان يقبل عند الله سبحانه وتعالى والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اي يقدمون ما يقدمون من اعمال وهم خائفون الا تقبل اعمالهم منهم كما جاء الحديث مفسرا للاية بذلك ولما في هذا الجزم من التزكية للنفس والله نهى عن ذلك قال فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى وليس هذا الاستثناء عن شك في اصل الايمان ليس هذا الاستثناء عن شك في اصل الايمان هذه الاعتبارات والمآخذ التي اشرت اليها كان لاجلها السلف رحمهم الله تعالى يستثنون في ايمانهم اذا سئل الواحد امؤمن انت؟ قال ارجو او ان شاء الله او امنت بالله او يفصل بالجواب يقول ان كنت تقصد الايمان بالله والملائكة والكتب فانا مؤمن وان كنت تقصد بالايمان تكميل الدين تتميم الاعمال وان اعمالي متقبلة فارجو ذلك ارجو ذلك او لا ادري انا من هؤلاء او لا او لست منهم لا يجزم لنفسه لانه ان جزم لنفسه بذلك فقد زكى نفسه وهذا السؤال امؤمن انت اول من بدأه المرجئة ولهم مقصد من طرح هذا السؤال اول من بدأ هذا السؤال المرجئة ولهم مقصد من طرحه والتمكين لمذهبهم ان الاعمال ليست من الايمان ان الاعمال ليست من الايمان وان القول يجزم به فمن لم يجزم وصفوهم بانه شاك في دينه فكان بداية هذا السؤال منهم من المرجئة ولهذا كان بعض السلف يقول سؤالك اياي بدعة سؤالك اياي بدعة ثم يستثني في جوابه ويقول انا مؤمن ان شاء الله وسؤالك اياي بدعة سؤالك هي بدعة لان هذا سؤال آآ احدثه المرجئة لهذا الغرض لتمكين بالتمكين لمذهبهم الاجابة عن هذا السؤال تكون بما اشرت اليه كما هي طريقة السلف آآ ان يقول مؤمن ان شاء الله او مؤمن ارجو او امنت بالله وملائكته وكتبه او يقول لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله او نحو ذلك المهم الا يجزم لنفسه بكمال الايمان اورد عن الحسن البصري قال قال رجل عند ابن مسعود انا مؤمن فقال ابن مسعود فانت من اهل الجنة انا مؤمن؟ قال فانت من اهل الجنة يعني ما دام جزمت لنفسك بالاولى فاجزم لنفسك بالثانية لان المؤمن في الجنة فقال ارجو قال انتبه الان الرجل قال انت من اهل الجنة قال ارجو فقال ابن مسعود افلا وكلت الاولى كما وكلت الاخرى يعني كما وكلت الاخرى قلت في الاخرى ارجو ايضا قل انا مؤمن ارجو او انا مؤمن ان شاء الله هذا معنى وكلتل الاخرى لان الاخرى قال ارجو ايضا افعل في الاولى كما فعلت في الاخرى قل انا مؤمن ارجو انا او انا مؤمن ان شاء الله وجواب ابن مسعود او تنبيه ابن مسعود رضي الله عنه لان من اتى الايمان الكامل في الدنيا من اتى بالايمان الكامل في الدنيا كان من اهل الجنة يوم القيامة بلا حساب ولا عذاب ولا احد يقطع لنفسه بانه من اهل الجنة بلا حساب ولا عذاب لا احد يقطع لنفسه بذلك فاذا قال انا مؤمن هكذا جزما دون ان يستثني كانه قطع لنفسه انه يوم القيامة من اهل الجنة بلا حساب ولا عذاب قد قال الله سبحانه انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا اولئك هم المؤمنون حقا ومن الذي يجزم لنفسه انه من هؤلاء وهذه اوصاف للمؤمنين الكمل الذين كملوا ايمانهم الذين يدخلون الجنة بدون حساب ولا عذاب لتكميلهم لايمانهم ولهذا اه مراعاة لهذا الجانب ان العبد لا يجزم لنفسه انه كمل الايمان ولا يجزم لنفسه ان اعماله متقبلة ولا يريد ان يزكي نفسه بهذه التزكية العظيمة فيستثني في ايمانه كما هي جادة السلف رحمهم الله تعالى وطريقتهم. نعم قال رحمه الله قال ابو عبيد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان بن سعيد عن الاعمش عن ابي وائل قال جاء رجل الى عبد الله رضي الله عنه فقال بينا نحن نسير اذ لقينا اذ لقينا ركبا فقلنا من انتم؟ فقالوا نحن المؤمنون. فقال او لا قالوا انا من اهل الجنة. نعم وهذا بمعنى الذي قبله اذا جزم لنفسه بالاولى فليجزم بالثانية لان من كان في الدنيا مؤمنا مكملا للايمان من كان في الدنيا مؤمنا مكملا للايمان فانه يوم القيامة في الجنة بدون حساب ولا عذاب اذا قال القائل انا لم اقصد انني مكمل للايمان انا قلت انا مؤمن ولم اقصد انني مكمل للايمان. يقال له ماذا يستثني استثني حتى تسلم من هذا الجزم وهذا القطع يستثني يقول انا مؤمن ارجو انا مؤمن ان شاء الله نعم قال رحمه الله قال ابو عبيد حدثنا يحيى ابن سعيد ومحمد ابن جعفر كلاهما عن شوبع عن شعبة عن سلمة ابن كهيل عن سلمة ابن كهيل عن إبراهيم عن علقمة قال قال رجل عند عبد الله رضي الله عنه انا مؤمن فقال عبد الله فقل اني في الجنة ولكن امنا بالله وملائكته وكتبه ورسله وهذا الاثر عن علقمة عن ان رجلا قال عند عبد الله اي بن مسعود انا مؤمن فقال قل اني في الجنة هذا مثل ما سبق مثل ما سبق لكنه نبه هنا رضي الله عنه على هذه الصيغة في الاستثناء ولكن امنا بالله وملائكته وكتبه ورسله فاذا فاذا قال من سئل امؤمن انت قال امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله يكون بهذه الصيغة استثنى في ايمانه لم يذكر الايمان المطلق الكامل استثنى في ايمانه قصر الجواب على الاصل امنا بالله وملائكته وكتبه ورسله. نعم قال ابو عبيد رحمه الله تعالى حدثنا عبدالرحمن ولهذا استثناء استثناء السلف وانتبهوا لهذا استثناء السلف ليس في اصل الايمان انظر اصل الايمان ماذا قال ابن مسعود؟ قال ولا ولكن امنا بالله وملائكته وكتبه اصل من ليس فيه باستثناء الاستثناء في ماذا في الاعمال والطاعات والعبادات لا يدري من اتى بها هل كملها وهل هي متقبلة فلا يزكي نفسه فلا يزكي نفسه نعم قال ابو عبيد رحمه الله تعالى حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن محل ابن محرز قال قال لي ابراهيم اذا قيل لك امؤمن انت؟ فقل امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله وهذا الاثر ايظا هو بمعنى ما ما سبق فيه ذكر هذه الصيغة في الاستثناء اذا قيل لك امؤمن انت فقل امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله هذه صيغة من صيغ المنقولة عن السلف رحمهم الله تعالى في الاستثناء في الايمان نعم قال ابو عبيد رحمه الله تعالى حدثنا عبدالرحمن عن سفيان عن معمر عن ابن طاووس عن ابيه قال اذا قيل لك امؤمن انت؟ فقل امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله نعم وهذا الاثر عن طاؤوس بن كيسان رحمه الله وايضا بمعنى اه الاثر الذي قبله نعم قال ابو عبيد رحمه الله تعالى حدثنا عبدالرحمن عن حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين قال اذا قيل لك امؤمن انت؟ فقل امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط. الاية نعم وهذا ايضا بمعنى ما سبق وهي صيغة من صيغ الاستثناء اذا قيل امؤمن انت؟ فقل امنت بالله او قل امنا بالله وما انزل الينا ثم انزل الى ابراهيم هذا كله اصول ليس فيها باستثناء وانما الاستثناء في العمل نعم قال ابو عبيد رحمه الله تعالى حدثنا جرير ابن عبد الحميد عن منصور عن إبراهيم قال قال رجل لعلقمة امؤمن انت؟ فقال ارجو ان شاء الله هذه الصيغة اخرى في الاستثناء اذا قيل آآ امؤمن انت؟ قل ارجو ان شاء الله ارجو ان شاء الله ارجو هذي صيغة بحد ذاتها وان شاء الله ايظا صيغة هنا جمع بنا صيغتين في الاستثناء فلو اكتفى المجيب بارجو او ان شاء الله يكفي ذلك فهذه الصيغة ان شاء الله صيغة نعم قال ابو عبيد رحمه الله تعالى ولهذا كان يأخذ سفيان ومن وافقه الاستثناء فيه وانما كراهتهم عندنا ان يبتوا ان يبتوا الشهادة بالايمان مخافة ما اعلمتكم في الباب الاول من التزكية والاستكمال عند الله واما على احكام الدنيا فانهم يسمون اهل الملة جميعا مؤمنين. لان ولايتهم وذبائحهم وشهاداتهم ومناكحاتهم وجميع سنتهم انما وجميع سنتهم انما هي على الايمان. ولهذا كان الاوزاعي يرى الاستثناء وترك جميعا واسعين قال ابو عبيد القاسم بن سلام صاحب هذا المصنف رحمه الله بعد هذه النقول التي ساقها قال ولهذا كان يأخذ سفيان ومن وافقه الاستثناء فيه يأخذ الاستثناء فيه اي ان ان يستثني في الايمان اه ملاحظا هذا الاعتبار وانما كراهتهم عندنا ان يبتوا اي يجزموا يبت الشهادة بالايمان مخافة ما اعلمتكم في الباب الاول من التزكية والاستكمال عند الله من التزكية والاستكمال عند الله يقصد في الباب الاول عند العبارة التي آآ اشرت لكم انها تحتاج الى اصلاح لا على لاستكمال عند الله ولا على التزكية للنفس ولا على التزكية للنفس فيقول ما اعلمتكم في الباب الاول من التزكية والاستكمال عند الله فلا احد من السلف يزكي نفسه ولا يدعي ان ايمانه مستكمل عند الله واذا ادعى ذلك لنفسه فهذا جزم لنفسه انه من اهل الجنة بدون حساب ولا عذاب بدون حساب ولا عذاب قال واما على احكام الدنيا واما على احكام الدنيا فانهم يسمون اهل الملة جميعا مؤمنين ولهذا يقال في الخطاب العام المؤمنين في خطبة الجمعة وفي وعظ الناس ايها المؤمنون ايها المؤمنون هذا يلاحظ فيه ماذا ليس الجزم لمن امامه انهم مكملون للايمان ومتممون له وان ايمانهم متقبل عند الله ومستكمل ليس هذا هو المراد وانما المراد على احكام الدنيا انهم داخلون في الايمان ومن هذا القبيل قول الله فتحرير رقبة مؤمنة المراد بتحرير رقبة مؤمنة اي من اهل الايمان لا من ممن يجزم له بانه مكمل لايمانه لو كان المراد بقوله فتحر رقبة مؤمنة اي من كمل ايمانه لاصبح الامر متعذرا لاصبح الامر متأثر لا يستطيع احد ان يجزم لاحد انه كمل ايمانه وانه عمله تام ومتقبل ولهذا جرت اه عادة السلف من لدن الصحابة رضي الله عنهم اذا لقي بعظهم بعظا يوم عيد الفطر عقب رمضان ويوم عيد الاضحى عقب اداء الحج تقبل الله منا ومنكم لانهم ما يجزمون ان صيامهم وحجهم متقبل يؤدون هذه الطاعات ولا يجزمون بانها متقبلة اما على احكام الدنيا الكل من اهل الايمان الكل يشملهم خطاب يا ايها الذين امنوا داخلون في هذا اه الخطاب اما على احكام الدنيا فانهم يسمون اهل الملة يسمون اهل الملة جميعا مؤمنين لان ولايتهم وذبائحهم وشهادتهم ومناكحتهم وجميع سنتهم انما هي علما انما هي على الايمان ولهذا كان الاوزاعي يرى الاستثناء وتركه جميعا واسعين ما معنى يرى الاستثناء وتركه جميعا واسعيا يعني ليس هكذا على الاطلاق وانما يرى الاستثناء باعتبار البعد عن التزكية وعدم الجزم للنفس بتكميل الاعمال في بهذا الاعتبار يرى الاستثناء وباعتبار الاخر الذي اشار اليه احكام الدنيا وان الجميع يسمون مؤمنين عدم الاستثناء عدم الاستثناء فالاستثناء وعدم الاستثناء واسعين لان الاستثناء له اعتبار وعدم الاستثناء له اعتبار وعدم الاستثناء له اعتبار لكن لما كان ترك الاستثناء اصبح شعارا لاهل الارجاء ويصمون اهل السنة بانهم شكاك في استثنائهم في ايمانهم ولكونه لكون عدم الاستثناء يتضمن في الجملة التزكية للنفس كان متأكدا ان ياه يأتي المسلم في هذا المقام بالاستثناء في الايمان بالاستثناء في الايمان لكن لو ان انسانا لم يستثني وقصد هذا الايمان لم يقصد آآ الايمان الكامل وانما قصد هذا الايمان او جاء في خطابه ما يشعر بقصده هذا الايمان الامر واسع مثل ما جاعا الاوزاعي رحمه الله تعالى نعم قال ابو عبيد رحمه الله تعالى حدثنا محمد ابن كثير عن الاوزاعي قال من قال انا مؤمن فحسن ومن قال انا مؤمن ان شاء الله فحسب لقول الله عز وجل لا تدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين وقد علم انهم داخلون وهذا عندي يعني هنا يعني نقل لما ذكر قول الاوزاعي بالمعنى يرى الاستثناء وتركه وتركه جميعا واسعين نقل عن الاوزاعي رحمه الله آآ كلامه في ذلك قال من قال انا مؤمن فحسن ومن قال انا مؤمن ان شاء الله فحسن من قال انا مؤمن فحسن ومن قال انا مؤمن ان شاء الله فحسن. اذا الامر واسع لكن واسع بماذا بملاحظة اعتبار في الاستثناء واعتبار اخر في عدم الاستثناء لقول الله لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله وقد علم انهم داخلون قد علم انهم داخلون هذا فيه ان السلف رحمهم الله تعالى عندما يستثنون في ايمانهم لا عن شك في اصله ويأتي الاستثناء في الامور المتيقنة بدليل الاية الكريمة يأتي الاستثناء بالامور في الامور المتيقنة لا تدخلن المسجد الحرام ان شاء الله ودخولهم متيقن اذا ليس هنا شك ان شاء الله هنا ليست عن شك مثلها قول النبي عليه الصلاة والسلام في آآ آآ ما يقال عند زيارة القبور وان ان شاء الله بكم لاحقون. ليس عن شك في اللحوق هذا امر متيقن وهذا مما يرد به على المرجئة في وصفهم لاهل السنة بانهم شكاك اي في ايمانهم نعم قال رحمه الله وهذا عندي وجه حديث عبد الله رضي الله عنه حين اتاه صاحب معاذ فقال الم تعلم ان الناس كانوا على عهد رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم ثلاثة اصناف مؤمن ومنافق وكافر. فمن ايهم كنت؟ قال من المؤمنين ان ما نراه اراد اني كنت من اهل هذا الدين لا من الاخرين فاما الشهادة فاما الشهادة بها عند الله فانه كان عندنا اعلم بالله واتقى له من ان يريده. فكيف يكون ذلك؟ والله اقول فلا تزكوا انفسكم هو اعلم هو اعلم بمن اتقى. والشاهد على ما نظن انه كان قبل هذا لا يقول انا مؤمن على تزكية ولا على غيرها. ولا نراه انه كان ينكره على قائله باي وجه كان. انما كان يقول قل امنت بالله وكتبه ورسله لا يزيد على هذا اللفظ وهو الذي كان اخذ به ابراهيم وطاووس وابن سيرين ثم اجاب عبدالله الى ان قال انا مؤمن فان كان الاصل محفوظا عنه فهو عندي على ما اعلمتك. وقد رأيت يحيى ابن سعيد ويطعن في اسناده لان اصحاب عبد الله على خلافه نعم. وكذلك نوى مد؟ نعم اه هنا ذكر رحمه الله تعالى هذا الاثر عن ابن مسعود ابن مسعود نحن في اول مبحث الاستثناء عرفنا قوله بدأ به المصنف قوله قوي وواضح جدا لما سمع رجل قال انا مؤمن قال قل اني في الجنة ما دام تجزم بالاولى اجزم بالثانية لما قال الرجل في الثانية ارجو قال الا وكلت الاولى كما وكلت الثانية. فقوله واظح في هذه المسألة وهنا في هذا الاثر الذي اشار اليه عن ابن مسعود نفسه ان رجلا قال له الم تعلم ان الناس كانوا على عهد رسول الله ثلاثة اصناف مؤمن ومنافق وكافر فمن ايهم كنت فمن اي هؤلاء كنت؟ قال من من المؤمنين قال من المؤمنين يعني بدون اه ان ان يستثني ولهذا بعظ بعضهم قال ان ابن مسعود بناء على هذا الاثر رجع عن قوله في الاستثناء لما قال له هذا القائل الم تعلم انه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مؤمن ومنافق وكافر من ايهم انت هي ثلاث اقسام ليس لها رابع من اي هذه الاقسام؟ قال من المؤمنين من المؤمنين فاخذ بعضهم من هذا ان ان ابن مسعود رجع رجع عن عن قوله في الاستثناء والصحيح ان ان هذا الاثر لم يصح عن ابن مسعود ان هذا الاثر لم يصح عن ابن مسعود واشار الى ظعفه قولها رحمه الله تعالى رأيت يحيى ابن سعيد ينكره رأيت يحيى ابن سعيد ينكره وانكره ايضا الامام احمد رحمه الله كما في السنة الخلال سئل احمد هل يصح قول ابن عميرة ان ابن مسعود رجع عن الاستثناء فقال لا يصح قال الا يصح ويحيى بن سعيد يطعن في باسناده ولان اصحاب عبد الله على خلافه ابو عبد الله على خلاف ومر معنا قول ابراهيم وطاووس غيرهم كلهم من من اصحاب مسعود وهم على خلاف على خلاف ذلك يستثنون في الايمان يستثنون في الايمان فهذا كله مما يقوي اه ضعف هذا وعدم ثبوته يقوي ضعف هذا وعدم ثبوته لكن لو لو كان ثابتا لو كان ثابتا فهو لا يعارض الاول له محمل له محمل لان عند هذا التقسيم آآ مؤمن منافق كافر من ايهم انت عند النظر لهذا التقسيم الثلاثي لم يلتفت عند ذكر الايمان لملحظ كمال الايمان وانما النظر هنا الى السلامة من الكفر ومن النفاق وجود اه اصل الايمان ليس الملحظ هنا الى كمال الايمان. ولهذا قال انا من المؤمنين من المؤمنين اي من اهل هذا الدين ليس من المكملين ليس المراد من المكملين للايمان ولهذا يقول اه آآ ابو عبيد فاما الشهادة به عند الله فانه كان عند عندنا اعلم بالله واتقى له من ان يريده. كيف يكون ذلك؟ والله يقول افلا تزكوا انفسكم هو اعلم من اتقى والشاهد على ما نظن انه كان قبل هذا لا يقول انا مؤمن على تزكية ولا على غيرها ولا نراه انه كان ينكره على قائله باي وجه ان كان انما كان يقول امنت بالله وكتبه ورسله لا يزيد على هذا اللفظ الحاصل ان هذه هذا الاثر لم يثبت عن ابن مسعود وان ثبت فله المحمل الذي آآ اشرت اليه بما لا يتعارض مع قوله الاول. نعم قال رحمه الله وكذلك نرى مذهب الفقهاء الذين كانوا يتسمون بهذا الاسم بلا استثناء. فيقولون نحن مؤمنون منهم عبدالرحمن وابراهيم التيمي وعون ابن عبد الله ومن بعدهم مثل عمر ابن ذر وصلت ابن بهرام ومشعر ابن كدام ومن نحى نحوهم انما هو عندنا منهم على الدخول الايمان لا على الاستكمال. الا ترى ان الفرق بينهم وبين ابراهيم وبين ابن سيرين وطاووس انما كان ان هؤلاء كانوا اصل وكان الاخرون يتسمون به فاما على مذهب من قال كايمان الملائكة والنبيين فمعاذ الله ليس هذا طريق العلماء. وقد جاءت كراهيتهم وقد جاءت طهيته مفسرة عند عن عدة منهم. هنا يقول يعني من ينقل عنهم من العلماء علماء السلف الذين كانوا يتسمون بهذا الاسم بلا استثناء فيقول نحن مؤمنون منهم عبدالرحمن السلمي وابراهيم التيمي وعون ابن عبد الله ومن بعدهم مثل عمرو عمر ابن ذر ابن برهام ومسعر بن كيدام ومن نحى نحوهم يعني من نقل عنهم تسمي باسم الامام بلا استثناء انما هو عندهم عندنا منهم على الدخول في الايمان على الدخول انا مؤمن اي من اهل الايمان انا مؤمن يقصد من اهل الايمان يقصد امنت بالمعنى الذي دل عليه صيغة الاستدنى امنت بالله وملائكته وكتبه لا على تكميلة انما هو عندهم انما هو عندنا منهم على الدخول في الايمان يقول انا مؤمن ويقصد من الداخلين في هذا في هذا الدين لا على الاستكمال وقوله هنا لا على الاستكمال ايضا توضح لكم ان لا هناك ساقطة في الموضع الذي اشرنا اليه لا على استكمال الا ترى ان الفرق بينهم وبين ابراهيم وابن سيرين وطاووس انما كان ان هؤلاء كانوا آآ به اصلا وكان الاخرون يتسمون به. يعني هنا في عبارة ساقطة وكأنه الله اعلم كما اشير في الهامش اه انما كان آآ انما كان ان هؤلاء كانوا يتسمون به لا يتسمون به اصلا وكان الاخرون يتسمون به لا يتسمون به والاخرون يتسمون به من لا يتسمى به يتجنب التزكية لنفسه الا ان يتسمى به مقيدا يتسمى به مقيدا مؤمن ارجو مؤمن ان شاء الله او نحو ذلك والاخرون الذين يتسمون به من دون استثناء يحمل كلامهم لا على الاستكمال هم اجل قدرا من ان يكونوا ارادوا بذلك استكمال الايمان وانما على المعنى الذي اشير اليه سابقا اي من اهل الايمان اي من الداخلين فيه لا من المستكملين له لعل مما يوضح ذلك آآ جواب الحسن الذي اشرت اليه عندما ولعلها اظنه سيأتي عند المصنف رحمه الله عندما سأله رجل عندما سأله رجل قال امؤمن انت؟ قال الايمان ايمانان الايمان ايمانان ان كنت تسألني عن الايمان بالله وملائكته وكتبه فانا مؤمن ان كنت تسألني عن اهل قوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم الى قوله اولئك هم المؤمنون حقا فلا ادري انا منهم او لا فاذا لاحظنا هذين المعنيين فمن قال انه مؤمن من السلف ولم يستثني يحمل قوله على ماذا على انه اراد الاصل لا الكمال والتمام نعم قال فاما على مذهب من قال كايمان الملائكة والنبيين فمعاذ الله معاذ الله اني ان يحمل قول هؤلاء الائمة من السلف انا مؤمن اي ايماني مثل الملائكة ومثل النبيين وانني مكمل للايمان ما قصدوا ذلك لا من قريب ولا من بعيد نعم قال رحمه الله فاما على مذهب من قال كايمان الملائكة والنبيين فمعاذ الله ليس هذا طريق العلماء. وقد جاءت كراهيته مفسرة عن عدة منهم قال ابو عبيد حدثنا هشيم او او حدثت عنه عن جويبر عن الضحاك انه كان يكره ان يقول الرجل انا على ايمان جبريل وميكائيل عليهما السلام والكراهة هنا التحريم يعني ما يجوز ما يجوز لاحد ان يقول عن نفسه ان ايمانه على امام جبريل وميكائيل يعني كامل لا نقص فيه. ليس لاحد ان يجزم هذه اعظم تزكية لي النفس الله تعالى يقول فلا تزكوا انفسكم هو اعلم من اتقى نعم قال ابو عبيد رحمه الله حدثنا سعيد بن ابي مريم المصري عن نافع عن عمر الجمحي قال سمعت ابن ابي مليكة رحمه الله قال له انسان ان رجلا في مجالسك يقول ان ايمانه كايمان جبرائيل فانكر ذلك وقال سبحان الله والله قد فضل جبريل عليه والله قد فضل جبريل عليه السلام في الثناء على محمد صلى الله عليه وسلم. فقال انه لقول رسول ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم امين قال ابو عبيد حدثنا عن ميمون ابن مهران انه رأى جارية تغني فقال من زعم ان هذه على ايمان مريم ابن مريم بنت عمران فقد كذب وكيف يسع وكيف يسع احدا ان من يقول اه اهله في اصله سواء لا يشك ان ايمان هذه مثل ايمان مريم بن بنت عمران ومثل ايمان الملائكة والنبيين ما يشك وهذا مما يدل على خطورة مذاهب المرجئة وضررها على الناس عظم مضرتها على الناس نعم قال رحمه الله وكيف يسع احدا ان يشبه البشر بالملائكة وقد عاتب الله المؤمنين في غير موضع من كتابه اشد العتاب واوعده اغلظ الوعيد ولا يعلم فعل بالملائكة من ذلك شيئا. فقال يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم الا ان تكون تجارة عن تراض منكم. ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما. ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما سوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا. وقال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله الاية. وقال يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق. ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد قلوبهم وكثير منهم فاسقون فاوعدهم النار في اية واذنهم بالحرب في اخرى وخوفهم بالمقت في ثالثة. واستبطأهم في رابعة وهو في هذا كله يسميهم فما تشبه هؤلاء من جبريل من جبريل وميكائيل مع مكانهما من الله. اني لخائف ان يكون هذا من على الله والجهل بكتابه لا شك ان ان هذا من الاجتراع على الله والجهل بكتابه اذا كان يعد آآ من كانت هذه حالهم يعني في اه آآ اه ارتكاب مثلا اه المعاصي آآ هذه المخالفات ثم يقال ان ايمانهم ومكانتهم مثل مكانة جبريل وميكائيل عليهما السلام لا شك ان هذا من الاشراع على الله والجهل اه بكتابه لكن العلماء رحمهم الله تعالى بحثوا مسألة في هذا الباب وهي المفاضلة بين الملائكة هو صالح البشر الملائكة وصالحي البشر ايهم افظل؟ الملائكة او صالح البشر اما هؤلاء الذين هم يعني من اهل المعصية على على المحرمات او الوقوع في هذه المعاصي تهددهم على هذه المعاصي ونحو ذلك فهؤلاء لا لا احد يقول بتفضيلهم على الملائكة الا على المذاهب المنحرفة الا على المذاهب المنحرفة لكن آآ الكلام في صالح البشر والملائكة في فيما يتعلق بصالح البشر والملائكة هذه مسألة لها خلاف يعني بين اهل العلم معروف واشار اليه ابن ابي العز في شرح عقيدة الطحاوية وغيره من اهل العلم فمنهم من فضل الملائكة ولعل المصنف ممن يذهب الى ذلك ابو عبيد ومنهم من فضل صالح البشر على الملائكة ومنهم من توقف منهم من توقف في هذه المسألة وابن تيمية رحمه الله تعالى في جواب له على هذا السؤال المفاضلة بين الملائكة صالح البشر من لاحظ ملحظين بهذه المسألة ملحظ اعتبار البداية وملحظ كمال النهاية ملحظ اعتبار البداية اعتبار البداية وملحظ كمال النهاية الملائكة منذ خلقهم الله سبحانه وتعالى وهم على الطاعة الكاملة لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون لكن صالح البشر قد تكون بدايات كثير منهم فيها شيء من المعاصي وفيها شيء لكنه مع المجاهدة للنفس والتوبة والاقبال على الله تكمل حاله تكمل حاله. فاذا نظر الى كمال النهاية اذا نظر الى كمال النهاية فصالح البشر افضل واذا نظر الى اعتبار البداية فحال الملائكة افضل لانه من البداية وهم في غير معصية لله وهم على طاعة دائمة لله سبحانه وتعالى من غير اه معصية. فالحاصل ان صالح البشر صالح البشر الذين وصلوا الى درجة الصلاح والاستقامة على على الدين بالمجاهدة وهو مكلف وفي امتحان وابتلاء وعرضة للذنوب ويجاهد نفسه افضل من الملائكة الذين طاعتهم لله بالالهام طاعتهم لله بالالهام المؤلف رحمه الله تعالى اورد ذلك آآ اظهارا لفساد كل هؤلاء يعني المرجة ومن تأثر بهم من جعل آآ العصاة والفساق المفرطون من اهل الملة ايمانهم مساويا لايمان الانبياء وايمان الملائكة هذا قول باطل مصادم للنصوص وهو مبني على فساد المذهب من ان اهل الايمان في اصل الايمان سواء نتوقف اه ونواصل بعد عشرين دقيقة ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه