بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد نواصل قراءة في هذا الكتاب الايمان لابي عبيد رحمه الله تعالى. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم بارك لنا في وقتنا واغفر لنا ولشيخنا والسامعين. قال المصنف رحمه الله باب الزيادة في بالايمان والانتقاص منه قال ابو عبيد رحمه الله حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان عن جامع بن شداد عن الاسود بن هلال قال قال معاذ بن جبل رضي الله عنه لرجل اجلس بنا نؤمن ساعة يعني نذكر الله هنا هذه الترجمة باب الزيادة في الايمان والانتقاص منه عقدها المصنف الامام ابو عبيد رحمه الله تعالى لبيان ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف وان لزيادته اسبابا ولنقصانه اسبابا يزيد بزيادة اسباب زيادته وينقص بوجود اسباب نقصه وضعفه وهذا الباب من الابواب المهمة التي ينبغي ان يعنى بها المسلم لان ادراكا المسلم ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف يستوجب منه رعاية لايمانه وحفظا لدينه وعناية بزيادته اهتماما بالمحافظة عليه من النقصان قد قال عليه الصلاة والسلام ان الايمان ليخلق في جوف احدكم كما يخلق الثوب نسأل الله ان يجدد الايمان في قلوبكم. الايمان يحتاج الى تجديد مستمر وعناية به حتى يزداد المؤمن ايمانا الى ايمانه والسلف آآ من الصحابة ومن اتبعهم باحسان كانوا على عناية عظيمة بايمانهم ورعاية الله كما في هذا الاثر عن معاذ رضي الله عنه وجاء نحوه عن عمر واخرين من الصحابة قال عن معاذ لرجل اجلس بنا نؤمن ساعة ويروى عن عمر يدعو النفر من اصحابه يقول تعالوا نزدد ايمانا تعالوا نزدد ايمانا وهذا فيه رعاية السلف رحمهم الله تعالى لايمانهم تواصيهم على آآ تذاكر بما يتحقق به زيادة زيادة الايمان وقوته فكانوا يعتنون بذلك مع انه في زمانهم ما وجد مثل ما وجد في زماننا من الملهيات الكثيرة الان كل واحد في جيبه ملهي كل واحد في جيبه ملهي يلهيه عن الايمان حتى هذا الملهي يلهي الناس عن الايمان حتى داخل المساجد تجده في بيت الله ولاهي بالجهاز في يده لا يذكر الله وانما غافل بما يفتحه من هذه الاشياء التي في هذا الجهاز حتى داخل المساجد بيوت الله عز وجل كيف اه اذا كان وحدة في غرفته اذا كان في المسجد وهو ما سلم منه كيف اذا كان في غرفته وما عنده احد من الناس اية غفلة هذه سيكون فيها واي جناية جنت عليه هذه الاجهزة واي بلاء واي ظعف جرت لدينه وايمانه ومع ذلك ما هناك رعاية للايمان مثل ما كان السلف رحمهم الله المعاد يأخذ بيد الرجل من اصحابه يقول اجلس بنا نؤمن ساعة معاذ يقول اجلس بنا نؤمن ساعة ومن هو في الدين والمكانة والفضل والعبادة ومثل عمر يأخذ بيد النفر من اصحابه يقول تعالوا نزدد ايمانا نزلت ايمانا امر الايمان امر عظيم جدا ويحتاج الى رعاية وعناية وعمل على تقويته وتجديده والا فانه يضعف ولا سيما اذا كثرت الملهيات والصوارف والصواد كما هو الحال في زماننا هذا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وبهذا القول كان يأخذ سفيان والاوزاعي ومالك بن انس يرون اعمال البر جميعا من الازدياد في الاسلام لانها كلها عندهم منه وحجتهم في ذلك ما وصف الله به المؤمنين في خمس مواضع من كتابه. منه قوله الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وقوله ليستيقن الذين اوتوا الكتاب ويزداد الذين امنوا ايمانا وقوله ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم وموضعان اخران قد ذكرناهما في الباب الاول. فاتبع اهل السنة هذه الايات وتأولوها ان الزيادات هي الاعمال الزاكية يقول اه رحمه الله تعالى وبهذا القول يعني ان الامام يزيد وينقص كان يأخذ سفيان والاوزاعي مالك بن انس آآ اي وغيرهم من ائمة السلف رحمهم الله يرون اعمال البر جميعا من الازدياد في الاسلام لانها كلهم عندهم منه اعمال البر كلها من الايمان ومن الاسلام داخلة فيه ومما يدل لذلك اية البر في سورة البقرة جمعت بين العقيدة والعمل وكل ذلك ايمان كل ذلك ايمان الايمان عقيدة وشريعة علم وعمل واعمال البر الزيادة منها زيادة في الايمان المراد باعمال البر الاعمال الصالحة بانواعها وحجتهم في ذلك ما وصف الله به المؤمنين في خمس مواضع من كتابه منها قوله الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا. وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وقوله ليستيقن الذين اوتوا الكتاب ويزداد الذين امنوا ايمانا وقوله ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم يزداد ايمانا مع ايمانهم قال وموضعان اخران قد ذكرناهما تقدم ذكرى المصنف رحمه الله موضعين قول الله عز وجل واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا اما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون واية الانفال انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون واظنه عندما ذكر الايتين اشار الى انه سيأتي ايات اليس كذلك عندما ذكر الايتين في الموضع الاول اظنها اشار الى انه سيأتي نعم هكذا اشار الى انه سيأتي ولا ما شاب؟ ما شا الله لما ذكر الايتين في الموظع الاول اشار الى انه سيأتي في او لم يشر ما شاء الله فاجيبوا التاسع ان شاء الله ان كان ما اشار فان السارح او اليسار اشار المؤلف ولا ما اشار وحدة منهم يا اما المؤلف يا اما الشارع طيب ارجعوا للموضعين ماذا قال؟ اقرأ التاسع عشر قال والشاهد لما نقول والدليل عليه كتاب الله تبارك وتعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن الكتاب قوله واذا ما انزلت سورة منهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. وقوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. في مواضع من القرآن مثل هذا. اه يعني اشار الى مواضع لكن ما ما اشرنا انها ستأتي طيب وموضعان اخران قد ذكرناهما في الباب الاول فاتبع اهل السنة هذه الايات اتبع اهل السنة هذه الايات والايات الخمس هذه الثلاث والايتين والاوليين هذه الايات الخمس كلها في فيها التصريح بان الايمان يزيد والباب في الزيادة والنقصان زيادة الايمان والانتقاص منه والقاعدة متكررة عند اهل العلم ان كل دليل يدل على زيادة الايمان فهو يدل على نقصانه لانه اذا قبل الزيادة فهو قابل للنقصان مع ذلك القرآن جاء نطق بالزيادة بايات اشار اليها المصنف والسنة نطقت النقصان في مثل حديث ما رأيتم من ناقصات عقل ودين الشاهد يقول اهل السنة اتبعوا هذه الايات وتأولوها ان الزيادة هي الاعمال الزاكية الزيادة الاعمال الزاكية مثل ذكر الله والتسبيح والتهليل وقراءة القرآن والصلاة والصيام وجميع الطاعات كلها زيادتها من زيادة الايمان نعم قال رحمه الله واما الذين رأوا الايمان قولا ولا عمل فانهم ذهبوا في هذه الايات الى اربعة اوجه. المرجئة الذين يكون الايمان قول ولا عمل يعني الاعمال لا تدخل في الايمان كيف يتعاملون مع هذه الايات المصرحة بان الايمان يزيد قال فانهم ذهبوا في هذه الايات الى اربعة اوجه نعم احدها من قالوا اصل الايمان الاقرار بجمل الفرائظ. مثل الصلاة والزكاة وغيرها والزيادة بعد هذه الجمل هو ان تؤمنوا بان هذه الصلاة المفروضة هي خمس. وان الظهر هي اربع ركعات. والمغرب ثلاثة وعلى هذا رأوا سائر والوجه الثاني ان قالوا اصل الايمان الاقرار بما جاء من عند الله والزيادة تمكن من ذلك والزيادة تمكن من ذلك والوجه الثالث ان قالوا الزيادة في الايمان الزيادة تمكن والزيادة تمكن في ذلك الاقرار من ذلك عفوا احسن الله اليكم والزيادة تمكن من ذلك الاقرار والوجه الثالث ان قالوا الزيادة في الايمان الازدياد من اليقين والوجه الرابع ان قالوا ان الايمان لا يزداد ابدا. ولكن الناس منه وكل هذه الاقوال لم اجد لها مصدقا في تفسير الفقهاء ولا في كلام العرب. فالتفسير ما ذكرناه عن معاذ حين عن معاذ رضي الله عنه حين قال اجلس بنا نؤمن ساعة فيتوهم على مثله ان يكون لم يعرف الصلوات الخمس ومبلغ ومبلغ وسجودها الا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فظله النبي صلى الله عليه وسلم على كثير من اصحابه في العلم بالحلال والحرام ثم قال يتقدم العلماء و برتوة يتقدم العلماء برتوه يعني درجة هذا احسن الله اليكم قال رحمه الله هذا لا يتأوله احد يعرف معاذا؟ ذكر رحمه الله ان ان هؤلاء المرجئة تأولوا هذه الايات تأولوا هذه الايات الى اربع تأويلات وذكرها رحمه الله ثم بين وهو امام في الفقه وامام في اللغة رحمه الله لانه لم يجد لها مصدقا لا في تفسير الفقهاء ولا في كلام العرب هذه التأويلات لا مستند لها من كلام اهل الفقه والبصيرة بالدين ولا ايظا لها حظ من المدلول اللغوي للالفاظ والكلمات العربية وبدأ يناقش هذه الاقوال قولا قولا اما الاول ان ان قالوا ان اصل الايمان الاقرار بجمل الفرائض مثل الصلاة والزكاة وغيرها والزيادة بعد هذه الجمل وهو ان تؤمنوا بان هذه الصلاة المفروضة هي خمس وان الظهر هي اربع وان المغرب ثلاث معنى ذلك ان معاذ بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام لما قال تعالوا نؤمن وعمر ايضا بعد موت النبي لما كان يقول تعالوا نزلت ايمانا كان مقصودهم هذا مقصودهم هذا يكفي تصورا القول دلالة على فساده نعم قال رحمه الله واما في اللغة فانا لم نجد المعنى فيه يحتمل تأويلهم وذلك كرجل اقر له رجل بالف درهم له عليه ثم بينها فقال مئة منها في جهة كذا ومئتان في جهة كذا حتى استوعب الالف. ما كان هذا يسمى زيادة. وانما يقال له تلخيصا وتفصيل وكذلك لم يلخصها ولكنه ردد ذلك وردد ولكنه ردد ذلك الاقرار مرات ولكنه ردد ذلك الاقرار مرات ما قيل له زيادة ايضا. انما هو تكرير واعادة لانه لم يغير المعنى الاول ولم يزد فيه شيئا فاما الذين الان جواب تأويل الاول جواب التأويل الاول يعني اولا بين لا حظ له من جانب الفقه ولا حظ له ايظا من جانب اللغة وظرب هذا المثال فيما لو قال لشخص لفلان عندي الف دينار له عندي الف دينار ثم مرة ثانية قال له عندي الف دينار مئة بسبب كذا ومئتين بسبب كذا فصل هذي ليست زيادة لا تعتبر زيادة وهم اعتبروا ان تفصيل والتلخيص لجمل الايمان زيادة وهي نفسها لم لم تتغير وانما ذكرت يعني مثلا آآ الركعات في اليوم والليلة سبع بعشرة ثم عددها كيت وكيت وكيت المغرب كذا والعصر كذا الى اخره ليس هناك زيادة فهم حملوها على هذا المحمل كل ذلك فرار من دلالة هذه النصوص على زيادة الايمان وهو يصادم مذهبهم وقولهم نعم قال رحمه الله فاما الذين قالوا يزداد من الايمان ولا يكون الايمان هو الزيادة. فانه مذهب غير موجود. لان رجلا لو وصف ماله فقيل هو الف ثم قيل انه ازداد مئة بعدها ما كان له معنى يفهمه الناس الا ان يكون المئة هي الزائدة على القلب وكذلك سائر الاشياء فالايمان مثلها لا يزداد الناس منه شيء لا يزداد الناس منه شيئا الا كان ذلك الشيء هو في الايمان واما الذين جعلوا الزيادة ازدياد اليقين فلا معنى لهم لان اليقين من الايمان فاذا كان الايمان عندهم كله برمته انما هو الاقرار ثم استكمله هؤلاء المقرون باقرارهم افليس قد احاطوه باليقين من قولهم فكيف يزداد من شيء قد استقصي واحيط به ارأيتم رجلا نظر الى الناس بالضحى حتى احاط عليه كله بضوءه هل كان يستطيع ان يزداد يقينا بانه نهار ولو اجتمع عليه الانس والجن هذا يستحيل ويخرج مما يعرفه الناس. نعم يعني بين رحمة الله عليه ان الاقاويل كلها تأويلات بعيدة وباطلة ووضح وجه فسادها وبطلانها وان كل ذلك فرار من هؤلاء آآ ومعاندة لهذه الادلة الصريحة في ان اه الايمان يزيد وبدأ المصنف باثر معاذا رضي الله عنه هو من باب التوضيح لمقصد السلف ومرادهم معنى زيادة الايمان انه يزيد بالذكر لله والجلوس للعلم وتلاوة القرآن والعناية بعبادة الله وطاعته والبعد عن المعاصي والذنوب ونحو ذلك نعم قال نصنف رحمه الله باب تسمية الايمان بالقول دون العمل. قال ابو عبيد رحمه الله تعالى قالت هذه الفرقة ان قالت هذه الفرقة اذا اقر بما جاء من عند الله وشهد شهادة الحق بلسانه فذلك الايمان كله. لان الله عز وجل سماهم وليس ما ذهبوا اليه عندنا قولا ولا نراه شيئا وذلك من وجهين احدهما ما اعلمتك في الثلث الاول ان الايمان المفروض في صدر الاسلام لم يكن يومئذ شيئا الا اقرار فقط واما الحجة الاخرى فانا وجدنا الامور كلها يستحق الناس بها اسم فانا وجدنا الامور كلها يستحق الناس بها اسمائها مع ابتدائها والدخول فيها. ثم يفصل ثم ثم يفضل فيها بعضهم بعضا. وقد شملهم فيها اسم واحد. من ذلك انك تجد القوم صفوفا بين مستفتح للصلاة وراكع وساجد وقائم وجالس. فكلهم يلزمه اسم المصلي فيقال لهم مصلون. وهم مع هذا فيها متفاضلون وكذلك صناعات الناس لو ان قوما ابتنوا حائطا وكان بعضهم في تأسيسه واخر قد نصفه وثالث قد قارب الفراغ منه قيل لهم جميعا بناة وهم متباينون في بنائهم وكذلك لو ان قوما امروا بالدخول امروا بدخول دار فدخلها احدهم فلما تعتب الباب اقام مكانه. وجاوزه الاخر بخطوات ومضى الثالث الى وسطها قيل لهم جميعا داخلون. وبعضهم فيها اكثر مدخلا من بعض. فهذا الكلام المعقول العرب السائر فيهم فكذلك المذهب في الايمان انما هو دخول في الدين. قال الله تبارك وتعالى اذا جاء نصر الله والفتح فرأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك. وقال يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة. فالسلم وقوله كافة معناها عند العرب الاحاطة بالشيء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس فصارت الخمس كلها هي الملة التي سماها الله سلما التي سماها الله سلما مفروضا. فوجدنا اعمال البر وصناعات الايدي ودخول المساكن كلها تشهد على اجتماع الاسم وتفاضل الدرجات فيها هذا في التشبيه والنظر مع ما احتجنا به من الكتاب والسنة فهكذا الايمان هو درجات ومنازل. وان كان سمى اهله وان كان سمى اهله اسما واحدا وانما هو عمل من اعمال تعبد الله به عباده وان كان وان كان سمى اهله اسما اهله وان كان سمى اهله اسما واحدا وانما هو عمل من اعمال تعبد الله به عباده. وفرضه على جوارحهم وجعل اصله في معرفة القلب. ثم ثم جعل المنطق شاهدا عليه ثم الاعمال مصدقة له. وانما اعطى الله كل جارحة عملا لم يعطه الاخرى. فعمل القلب الاعتقاد وعمل اللسان القول وعمل اليد التناول وعمل الرجل المشي. وكل يجمعها اسم العمل فالايمان على هذا التناول انما هو كله مبني على العمل من اوله الى اخره. الا يتفاضل في الدرجات على ما وصفنا يقول اه الامام ابو عبيد رحمه الله في هذا الباب باب تسمية الايمان بالقول دون العمل. ان هذا يعني هذه الترجمة عقدها في الرد على قول المرجئة الذين يخرجون العمل من مسمى الايمان ويقولون اه ان تسمية الايمان بالقول تسمية الايمان بالقول دون العمل بمعنى ان من آآ جاء بالاعتقاد والقول يسمى مؤمنا والعمل ليس من الايمان عندهم والعمل ليس من الايمان يقول هذه الفرقة قالت هذه الفرقة اذا اقر بما جاء من عند الله وشهد شهادة الحق بلسانه فذلك الايمان كله لان الله عز وجل سماهم مؤمنين لان الله سماهم مؤمنين هذا قول مرجئة الفقهاء ولا يزال رحمه الله يناقش يقول هؤلاء ويورد شبهاتهم وما يستدلون به ويفندها واحدة تلو الاخرى قال هنا ليس ما ذهبوا اليه عندنا قولا ولا نراه شيئا ليس قولا اي معتبرا ولا نراه شيئا لانه ليس قائم على دليل وليس له حظ من الدليل قال وذلك من وجهين احدها ما اعلمتك في الثلث الاول اي من الكتاب ان الايمان المفروض في صدر الاسلام لم يكن يومئذ شيئا الا الاقرار فقط الا الاقرار لكن بعد ذلك جاءت فرائض جاءت الصلاة وجاءت الزكاة وجاءت فرائض اخرى كثيرة يعني في اول الامر لم يكن اسلام الا الاقرار والاعتقاد هذا هو الاسلام لكن لما جاءت الفرائض وسماها الله ايمانا وفرضها على العباد وجعلها من الايمان باي حق وباي وجه ان يقال ان الايمان هو الاقرار وهذه الاعمال ليست داخلة مع ان نصوص القرآن جلية واضحة في دخولها في الايمان فرضيتها في الايمان اذ يقال انها ليست من الايمان ويبقى الايمان هو الامر الاول يبقى الايمان هو الامر الاول الامر الاول الذي هو الشهادة باللسان والاقرار او الاعتقاد بالقلب اما الامور التي فرضت بعد من صلاة وصيام الى ان نزل قول الله اليوم اكملت لكم دينكم هذه كلها ليست داخلة في الايمان عندهم ولا معنى للاستكمال اذا كان مستكملا على قولهم بالقول والاقرار بدون هذه الاعمال فهذا الوجه الاول وقد بينه يعني مفصلا في اول في الثلث الاول من الكتاب قالوا اما الحجة الاخرى يعني في الرد على هؤلاء فانا وجدنا الامور كلها يستحق الناس بها اسمائها مع ابتدائها والدخول فيها مع ابتدائه والدخول فيها ثم يفضل فيها بعضهم بعضا وظرب على ذلك امثلة كثيرة مثل الصلاة يدخل الناس الصلاة دخولا واحدا هذا راكع وهذا ساجد وهذا للتشهد كلهم يقال عنه مصلي لكنهم في صلاتهم متفاوتون يشترك اناس في بناء بيت كلهم يسمون بناة لكن هذا بنى الجدار كاملا وهذا في اوله هذا بناؤه ضعيف وهذا بناؤه قوي وهذا بناءه سريع وكلهم يقال لهم بناة يشترك النفر في الدخول الى البيت بعضهم مجرد ما دخل مع الباب جلس والاخر مضى خطوات وجلس والاخر دخل في اقصى البيت. كلهم يقال دخلوا البيت لكن ليس دخولهم واحدا وليسوا في الدخول متساوون كما ان البناة ليسوا في البناء متساوون فالايمان شأنه كذلك كلهم دخلوا الايمان لكن ليسوا فيه على درجة واحدة وليسوا فيه سواء هذا قوي الايمان وهذا ظعيف الايمان هذا ايمان في ازدياد وهذا ايمان في نقص وظعف ليسوا فيه على درجة واحدة بل هم متفاضلون فذكر امثلة رحمه الله توضح ذلك في العبادات والصناعات والاعمال كلها شاهدة لما اه قرره رحمه الله تعالى قال في نهاية ذكره لها قال فوجدنا اعمال البر وصناعات الايدي ودخول مساكن كلها تشهد على اجتماع الاسم وتفاضل الدرجات فيه هذا في التشبيه والنظر يعني الاشباه والنظائر عندما تجمع الاشباه والنظائر وتستنتج من جمعك لها هذا نوع من الاستدلال هذا في التشبيه والنظر مع ما احتجنا به من الكتاب والسنة ونحن حجتنا ذكرناها الكتاب والسنة على ان الايمان قول وعمل وعلى ان الايمان يزيد وينقص لكن هذه الامثلة التي ذكرها من باب ذكر الاشباه والنظائر من باب ذكر الاشباه والنظائر فهكذا الايمان هو درجات ومنازل. وان كان سمى اهله اسما واحدا. كلهم يسمون مؤمنين احاد الامة في الاطلاق العام يقال مؤمنون عندما يوعظ الناس في خطبة الجمعة يقال يا ايها المؤمنون يخاطبون الجميع بهذا الخطاب لكن فيهم عصاة وفيهم فساق وفيهم عباد ليسوا في هذا الايمان على درجة واحدة فهكذا الايمان هو درجات ومنازل وان كان سمى اهله اسما واحدا وانما هو عمل من اعمال تعبد الله بها عباده وفرظه على جوارحهم وجعل اصله في معرفة القلب ثم جعل المنطق شاهدا عليه ثم الاعمال مصدقة له مثل ما قال الحسن البصري رحمه الله قال ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان ما وقره ما وقر في القلب وصدقته الاعمال قال وانما اعطى الله كل جارحة عملا لم يعطه الاخرى فعمل القلب الاعتقاد وعمل لسان القول وعمل يد التناول وعمل رجل المشي كلها يجمعها اسم العمل تعمل هي اعمال كل كل جارحة لها عمل من اعمال الايمان وكل ما ازدادت هذه الجوارح من اعمال الايمان ازداد استكمالا الايمان باستكماله لاعماله. نعم قال رحمه الله وزعم من خالفنا ان القول دون العمل فهذا عندنا متناقض. لانه اذا جعله قولا فقد اقر انه عمل وهو لا يدري بما اعلمتك من العلة من العلة الموظومة عند العرب في تسمية افعال الجوارح عملا وتصديقه في تأويل الكتاب في عمل القلب واللسان قول الله في القلب الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان وقال ان تتوبوا الى الله فقد صغت قلوبكما وقال الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجسد لمضغة اذا صلحت صلح سائر الجسد وهي القلب واذا كان القلب مطمئنا مرة ويصغى اخرى ويوجل ثالثة ثم يكون منه الصلاح والفساد فاي عمل اكثر من هذا؟ ثم وبين ما ذكرنا ما ذكرنا قوله ويقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول. فهذا ما في فهذا ما في القلب واما عمل اللسان فقوله يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا. فذكر القول ثم سماه عملا. ثم قال فان كذبوك فقل لي عملي ولكم انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما تعملون. هل كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم الا دعاؤه اياهم الى الله وردهم عليه قوله بالتكذيب وقد اسماها ها هنا عملا. وقال في موضع ثالث قال قائل منهم اني ان كان لي قرين يقول ائنك لمن المصدقين الى لمثل هذا فليعمل العاملون. فهل يكون التصديق الا بالقول؟ وقد جعل صاحبها ها هنا عاملا. ثم قال اعملوا ال داوود شكرا فاكثر ما يعرف الناس من الشكر انه الحمد والثناء باللسان. وان كانت المكافأة قد تدعى شكرا فكل هذا الذي تأولنا انما هو على ظاهر القرآن وما وجدنا اهل العلم يتأولونه والله اعلم بما اراد الا ان هذا هو هو المستفيض في كلام العرب غير المدفوع فتسميتهم الكلام عملا من ذلك ان فتسميتهم الكلام عملا من ذلك ان يقال لقد عمل فلان فلان اليوم عملا كثيرا اذا نطق بحق واقام الشهادة ونحو هذا. وكذلك ان اسمع رجل صاحبه مكروها قيل قد عمل به الفقرة وفعل به الافاعيل ونحوه من القول. فسموه فسموه عملا وهو لم يزده على منطق ومنه الحديث المأثور من عد كلامه من عمله قل كلامه الا فيما ينفعه. فوجدنا تأويل القرآن واثار النبي صلى الله عليه وسلم وما مضت عليه العلماء وصحة النظر كلها تصدق اهل السنة في الايمان فيبقى القول الاخر فاي شيء يتبعوا بعد هذه الحجج الاربع؟ يقول اه رحمة الله عليه هي رده على المرجئة في قولهم ان آآ في قولهم بتسمية الايمان بالقول دون العمل تسمية الامام بالقول دون العمل وان الايمان آآ قاصر على شهادة الحق باللسان والاقرار بذلك في القلب والعمل ليس داخلا في مسمى الايمان الزمهم هنا الزاما عجيبا وبناه رحمه الله تعالى على فهمه للغة وهو امام رحمه الله تعالى في آآ اللغة ومتبحر فيها رحمه الله تعالى وحجة ايضا وكثيرا ما ينقل عنه في تفسير تفسير المعاني والالفاظ رحمه الله تعالى فالزمهم هنا يعني الزاما بان تقولون ان القول آآ ان الايمان هو القول دون العمل الايمان هو القول دون العمل يقول اللغة دلت على تسمية الاقوال اقوال لسان اعمالا تسمية اقوال اللسان اعمالا وتسمية ايظا ما يقوم في القلوب عملا فلا مفر لكم من دخول العمل في الايمان حتى حتى انتم تقولون ان ان الايمان هو اقرار بالقلب القول باللسان هذي اعمال واللغة تدل على انها اعمال وانتم تقولون انه يسمى الايمان بالقول دون العمل. عمل لا يسمى ايمانا هذا الذي تقرون به هو عمل هذا الذي تفكرون به هو في مدلول اللغة عملا فكيف تقولون تسمى بالقول دون العمل وهذه الاشياء تسمى في اللغة عملا وذكر الشواهد اولا فيما يتعلق بالقلب قال قال رحمه الله وتصديقه في تأويل الكتاب في عمل القلب واللسان قول الله الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان وقال ان تتوب الى الله فقد صغت قلوبكما قال الذين اذا ذكر الله وجلت ذكروا الطمأنينة وذكر اه صغى صغت قلوبكما وذكر الوجل وجل القلب. ذكر الطمأنينة وان القلب يصغى ويوجل في الحديث قال ان في الجسد موضة اذا صلحت يصلح القلب ويفسد اذا كان القلب مطمئنا مرة ويصفى اخرى ويوجل ثالثة ثم يكون منه الصلاح والفساد فاي عمل اكثر من هذا ثم بين ما ذكرنا قوله ويقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول فهذا ما في عمل القلب هذه كلها اعمال للقلب اعمال اللسان قوله يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرظى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ما المراد بما يعملون اي بما قالوه بالسنته سمى قولهم بالسنتهم عملا كذلك فان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم عمله دعوتهم الى الدين وعملهم هم تكذيب النبي عليه الصلاة والسلام فسمى تكذيبهم عملا وسمى دعوته لهم الى دين الله عملا لعملي ولكم عملكم كذلك قول الله تعالى قال قائل منهم اني كان لي قرين يقول ائنك لمن المصدقين في تمامها قال الله لمثل هذا فليعمل العاملون. فهل يكون التصديق الا بالقول وقد جعل صاحبها ها هنا عملا لمثل هذا فليعمل العاملون. ثم قال اعملوا ال داوود شكرا فاكثر ما يعرف الناس من الشكر انه الحمد والثناء باللسان وان كانت المكافأة تعد شكرا لكن الاية دلت على ان الشكر يكون ايضا بالعمل فكل هذا الذي تأولنا انما هو ظاهر القرآن وما وجدنا اهل العلم يتأولون والله اعلم بما اراد الا ان هذا هو المستفيظ في كلام العرب الغير مدفوع فتسميتهم الكلام عملا من ذلك ان يقال لقد عمل فلان اليوم عملا كثيرا اذا نطق بحق او قام بشهادة وذكر امثلة يعني من آآ اللسان العربي يطلقون العمل على قول اللسان ومنه الحديث المأثور من عد كلامه من عمله قل كلامه الا فيما ينفعه وهذا الاقرب انه موقوف اما على احد الصحابة او التابعين فوجدنا تأويل القرآن واثار النبي عليه الصلاة والسلام وما مضت عليه العلماء وصحة النظر كلها تصدق اهل السنة في الايمان فيبقى القول الاخر فاي شيء يتبع بعد هذه الحجج الاربع نعم قال رحمه الله وقد يلزم اهل هذا الرأي ممن يدعي ان المتكلم بالايمان مستكمل له من التبعة ما هو اشد مما ذكرنا وذلك فيما قص علينا من نبأ ابليس في السجود لادم فانه قال الا ابليس استكبر وكان من الكافرين فجعله الله بالاستكبار كافرا وهو مقر به غير جاحد له. الا تسمع؟ خلقتني من نار وخلقته من طين؟ وقوله ربي بما اغويتني فهذا الان مقر بان الله ربه واثبت القدر ايضا في قوله اغويتني وقد تأول بعضهم قوله وكان من الكافرين انه كان كافرا قبل ذلك ولا وجه لهذا عندي. لانه لو كان كافرا قبل ان يؤمن مر بالسجود لما كان في عداد الملائكة ولا كان عاصيا اذا لم يكن ممن امر بالسجود وينبغي في هذا القول ان يكون ابليس قد عاد الى الايمان بعد الكفر بعد الكفر لقوله ربي بما اغويتني وقوله خلقتني من نار وخلقته من طين فهل يجوز لمن يعرفك لمن يعرف الله وكتابه وما جاء من عنده ان يثبت الايمان لابليس اليوم نعم يعني لان اه ابليس ذكر الله عنه انه قال ربي بما اغويتني ففيه الايمان بالربوبية ربي بما اغويتني فهلا يعني وعلاء يقول وعلى هذا القول ينبغي ان يكون ابليس قد عاد الى الامام بعد الكفر لقول ربي بما اقويتني وقولك خلقتني ايمان بان الله هو الخالق فهل يجوز لمن يعرف الله وكتابه وما جاء من عنده ان يثبت الايمان لابليس اليوم آآ يعني ختم هذا الباب رحمه الله تعالى في الرد على المرجئة في تسمية الامام بالقول دون العمل تسمية الامام بالقول دون العمل لقوله وقد يلزم اهل هذا الرأي من يدعي ان المتكلم بالايمان مستكمل له من التبعة ما هو اشد مما ذكرنا وذلك فيما قص علينا من نبأ ابليس في السجود لادم فانه قال الا ابليس استكبر وكان من الكافرين. فيلزمهم يعني على هذا القول ان ابليس بقوله ربي بما اغويتني خلقتني من نار ونحوها من قال فبعزتك ونحوها انه مؤمن على على هذا الفهم لكنه رفض العمل امره بالسجود وامتنع ومع امتناعه بالسجود لم يمتنع عن الايمان لان الايمان عند اه عنده القول قال ربي بما غويت لكن امتنع من العمل استكبارا فاذا كان الايمان يسمى بالقول فقط دون العمل فابليس لما امتنع عن السجود لم يمتنع شيئا عن شيء ماذا داخل في الايمان لم يمتنع عن شيء داخل في الايمان لان الايمان يسمى به بالقول فيلزم من ذلك انه بالقول وحده مؤمنا ولهذا قال رحمة الله عليه يلزمهم من التبعة يعني بهذا القول ما هو اشد من ذلك يلزمهم انهم يكون ابليس آآ مؤمنا على على هذا القول وهذا الزام يعني اما ان ياه يتركوا قولهم هذا الباطل او ينظروا في اللوازم التي تلزمه التي تجعلهم ينفرون منه ويتركونه ان كتب الله سبحانه تعالى لهم عافية وسلامة منه وانتقل الى باب جديد لكن لعلنا نتوقف ونستكمل ان شاء الله بعد المغرب الله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين