الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى برسالته الدروس المهمة لعامة الامة. الدرس الثاني اركان الاسلام بيان اركان الاسلام الخمسة واولها واعظمها شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله بشرح معانيها مع بيان شروط لا اله الا الله ومعناها لا اله نافيا جميع ما يعبد من دون الله الا الله مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الدرس الثاني من الدروس المهمة لعامة الامة للامام عبدالعزيز ابن باز رحمه الله تعالى وهذا الدرس يتعلق باركان الاسلام اذ ان الاسلام له اركان يقوم عليها والركن هو جانب الشيء الاقوى الذي لا يقوم الشيء الا عليه ومثل اركان الاسلام مثل الاعمدة في البنيان والبيت لا يبتنى الا باعمدة ولا عماد اذا لم ترس اوتاد فاركان الاسلام دعائمه واعمدته جانبه او جوانبه الاقوى التي لا يقوم الاسلام الا عليها والاسلام هو الاستسلام لله الاسلام هو الاستسلام لله تبارك وتعالى بالتوحيد فمن لم يستسلم لله تبارك وتعالى لا يكون مسلما من لم يستسلم لله تبارك وتعالى لا يكون مسلما اذ الاسلام استسلام لله تبارك وتعالى بالتوحيد فمن ابى ان يستسلم لله فهو مستكبر ومن استسلم لله ولغيره جعل غير الله شريكا لله في استسلامه يكون مشركا وبهذا يعلم ان الاسلام يضاده امران الاستكبار والشرك يضاده امران الاستكبار والشرك فمن لم يستسلم لله فهو مستكبر ومن استسلم لله ولغيره سوى غير الله بالله في استسلامه فهو المشرك وهذان مضادان للاسلام الاستكبار والشرك الاستكبار عن الاستسلام لله او التسوية لغير الله بالله تبارك وتعالى في هذا الاستسلام والاسلام يقوم على اركان خمسة بينها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام فهذه الخمسة اركان للاسلام واعمدة انما يقوم الاسلام عليها واعظم هذه الاركان واعلاها شأنا شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قدمها عليه الصلاة والسلام في الحديث قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فالشهادتان لله بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة هما اعظم اركان الاسلام واعظم مبانيه العظام بل هما اصل الدين واساسه الذي عليه يبنى وهذا الدرس خصصه رحمه الله تعالى لبيان هذه الاركان الخمسة ببيان بدءا ببيان اعظمها واجلها وهما الشهادتان الشهادة لله تبارك وتعالى بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة ونبه رحمه الله تعالى ان هذا المقام مقام تعليم الشهادتين يحتاج فيه الى شرح معانيها مع بيان شروط لا اله الا الله اما معنى لا اله الا الله فقد ذكر رحمه الله تعالى ان لا اله نافيا جميعا ما يعبد من دون الله الا الله مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له فهي كلمة قائمة على ركنين عظيمين واساسين متينين لا توحيد لله تبارك وتعالى الا بهما النفي والاثبات اولها نفي واخرها اثبات اولها نفي عام واخرها اثبات خاص وهذا هو التوحيد توحيد نفي عام لكل ما يعبد من دون الله ايا كان من جماد او حيوان او نبات او غير ذلك واثبات خاص للعبادة بكل معانيها لله وحده فلا توحيد الا بالنفي والاثبات فمن نفى ولم يثبت لا يكون موحدا ومن اثبت ولم ينفي لا يكون موحدا فلا يكون موحدا الا بالنفي والاثبات. لا اله الا الله لا اله نفي للعبودية عن كل من سوى الله الا الله اثبات للعبودية بكل معانيها لله وحده كما قال الله سبحانه وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه كما قال جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين كما قال جل وعلا الا لله الدين الخالص كما قال سبحانه واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا كما قال تعالى انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني هذا هو معنى لا اله الا الله انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني نفي واثبات كما قال جل وعلا اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا هذا هو التوحيد نفي واثبات اعبدوا الله هذا هو الاثبات ولا تشركوا به شيئا هذا هو النفي وهذا هو التوحيد ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله. واجتنبوا الطاغوت. نفي واثبات اعبدوا الله هذا اثبات اجتنبوا الطاغوت هذا النفي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى اي لا اله الا الله فالتوحيد كفر بالطاغوت وايمان بالله نفي واثبات هذا هو التوحيد وهذا هو مدلول كلمة التوحيد لا اله الا الله فهي ليست كلمة لا معنى لها او لفظة لا مدلول لها بل هي كلمة مشتملة على اعظم المعاني واجل المقاصد وانبل الاهداف واعظمها كلمة مشتملة على توحيد الله لا يكون العبد موحدا الا بتحقيق ما دلت عليه لا اله الا الله من النفي والاثبات نفي العبودية عن كل من سوى الله واثبات العبودية بكل معانيها لله وحده ولهذا فان قائل لا اله الا الله حقا وصدقا لا يدعو الا الله ولا يستغيث الا بالله ولا يتوكل الا على الله ولا يطلب المدد الا من الله ولا يذبح الا لله ولا ينذر الا لله ولا يصرف شيئا من العبادة الا لله وحده قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين هذه هي لا اله الا الله هذه هي لا اله الا الله نفي للعبودية عن كل من سوى الله واثبات لها بكل معانيها لله وحده وبهذا يعلم ان مجرد قول هذه الكلمة لا يكفي لابد من العلم بمعناها ولابد من الفهم لمدلولها ولابد من التحقيق لغايتها ومقصودها من افراد الله سبحانه وتعالى بالوحدانية واخلاص الدين له تبارك وتعالى جل في علاه اما ان يقول المرء لا اله الا الله ثم بعدها بقليل يرفع يديه ويقول مدد يا فلان او اغثني يا فلان او انا عائد بك يا فلان او ملتجئ اليك يا فلان فهذا كله ناقض للا اله الا الله مباين لها فلا اله الا الله انما تنفع قائلها اذا قال عن فهم لمعناها وتحقيق لمدلولها وقياما بغايتها بغايتها ومقصودها من توحيد الله تبارك وتعالى واخلاص الدين له تبارك وتعالى ولقد كان المشركون الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يفهمون معنى لا اله الا الله لكنهم استكبروا عن قبولها انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتارك الهتنا لشاعر مجنون فهموا معناها وانها تعني ترك الالهة وبطلان عبادتها من دون الله فهموا ذلك ولهذا ايضا قالوا اجعل الالهة لا اله الا الله الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. فهموا لا اله الا الله اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. اي امر في غاية العجب ثم اخذوا يتواصون بينهم على الصبر على عبادة الالهة. وانطلق الملأ منهم ان امشوا واصبروا على الهتكم ان هذا لشيء يراد ويحدث بعضهم بعضا مغتبطين بهذا الصبر ان كاد ليضلنا عن الهتنا لولا ان صبرنا عليها اي لولا اننا تحلينا بالصبر والا كاد ان يضلنا عن هذه الالهة وعن عبادتها فهم عرفوا معنى لا اله الا الله عرفوا انها تعني اخلاص العبادة لله تبارك وتعالى والكفر بكل معبود سواه وان كل معبود سوى الله تبارك وتعالى عبادته باطلة يجب ان يكفر به فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى اي استمسك بلا اله الا الله الحاصل ان لا اله الا الله هي اعظم الكلمات على الاطلاق وافضلها واجلها وهي افضل الذكر يقول نبينا عليه الصلاة والسلام افضل الذكر لا اله الا الله ويقول عليه الصلاة والسلام خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ولهذا يقول الله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون لا اله الا الله هي زبدة دعوة المرسلين وخلاصة رسالتهم واول كلمة تسمع منهم او يسمعها اقوامهم منهم اول ما يخاطبون اقوامهم بالدعوة الى توحيد الله اعبدوا الله ما لكم من اله غيره هذا ومعنى لا اله الا الله ان يعبد الله سبحانه وتعالى وان يخص وحده بالعبادة وان يفرد بها والا يجعل معه شريك في شيء من العبادة لا اله الا الله نفي واثبات نفي للعبودية كما قال رحمه الله نافيا جميعا ما يعبد من دون الله الا الله مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له اي فلا تدعو الا الله ولا تستغيث الا بالله ولا تتوكل الا على الله ولا تذبح الا لله ولا تنذر الا لله ولا تصرف شيئا من العبادة الا لله تبارك وتعالى وحده نعم قال رحمه الله تعالى واما شروط لا اله الا الله فهي العلم المنافي للجهل واليقين المنافي للشك والاخلاص المنافي للشرك والصدق المنافي للكذب والمحبة المنافية للبغض والانقياد المنافي للترك والقبول المنافي للرد والكفر بما يعبد من دون الله وقد جمعت في البيتين الاتيين علم يقين واخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها وزيد ثامنها الكفران منك بما سوى الاله من الاوثان قد اله نعم قال رحمه الله تعالى واما شروط لا اله الا الله واما شروط لا اله الا الله فهي وذكرها رحمه الله تعالى ثمانية شروط هذه الشروط الاتي ذكرها استخلصها اهل العلم رحمهم الله تعالى بالاستقراء لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما هو الشأن في امور الدين انت ترى في كتب الاحكام شروط الصلاة شروط الزكاة شروط الحج الى غير ذلك وتجد ان تلك الشروط مستخلصة من الكتاب والسنة ولهذا يذكر كل شرط معه دليله او ادلته من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فكما ان الصلاة لا تقبل الا بشروطها والحج لا يقبل الا بشروطه والزكاة لا تقبل الا بشروطها وغير ذلك من الطاعات لا تقبل الا بشروطها. فكذلك لا اله الا الله لا تقبل من قائلها الا بشروطها مثل ما ان الصلاة لها شروط والحج لها شروط لا تقبل الا بها ايضا لا اله الا الله لها شروط اذا قال قائل من اين هذه الشروط يقال من المصدر الذي استخلصت من شروط الصلاة وشروط الحج ما الكتاب والسنة كل شرط مقرون بدليله او ادلته فهذه الشروط عظيمة للا اله الا الله لا تقبل الا بها وهي علم وهي شروط علمت بالاستقراء والتتبع كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قيل لوهب ابن منبه رحمه الله اليست لا اله الا الله مفتاح الجنة قال بلى ولكن ما من مفتاح الا وله اسنان فان جئت بمفتاح له اسنان فتح لك والا لم يفتح. يشير بذلك رحمه الله الى شروطها وضوابطها وقيودها الواردة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وان قال قائل انها تنفع هكذا بدون اي شروط فمعنى ذلك ان قول المنافقين نشهد انك لرسول الله ينفعهم اذا كانت تقبل هكذا مجرد القول بدون ضوابط وبدون شروط كذلك قولهم اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا ان هذا الايمان ينفعهم ولا يقول بذلك عالم فلا اله الا الله لا تقبل من قائلها بمجرد النطق مجردا بل لابد من الاتيان بشروطها وضوابطها المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال رحمه الله تعالى واما شروط لا اله الا الله فهي العلم المنافي للجهل هذا الشرط الاول العلم المنافي للجهل العلم اي بمعناها نفيا واثباتا المنافي للجهل بمعنى ان الانسان لو قالها بلا علم بمعناها ومدلولها لا تنفعه لابد ان يعي معناها ان يفهم مدلولها ان يعرف مقصودها هي ليست كلمة لا معنى لها او لفظة لا مدلول لها بل هي لفظة مشتملة على اجل المعاني وافضل المقاصد فلا بد من العلم بمعناها انظر في ذلك قول الله سبحانه فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات بدأ بالعلم. لابد من العلم وقال الله سبحانه الا من شهد بالحق وهم يعلمون قال المفسرون شهد بالحق اي بلا اله الا الله وهم يعلمون اي يعلمون معنى ما شهدوا به يعلمون اي معنى ما شهدوا به وفي صحيح مسلم عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة اشترط العلم فاذا لا اله الا الله من شروط قبولها من قائلها ان يكون قد قالها عن علم اي بمعناها نفيا واثباتا المنافي للجهل معناها اي حقيقة ما دلت عليه من توحيد الله وافراده سبحانه وتعالى بالعبادة واخلاص الدين له والكفر بكل ما يعبد من دون الله كما مرت معنا الايات الكثيرات التي توضح وتشرح معنى لا اله الا الله كقوله اعبدوا الله ما لكم من اله غيره اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الى غيرها من الايات فاذا من شروط لا اله الا الله العلم بمعناها المنافي للجهل اي علما صحيحا وفهما قويما لهذه الكلمة يخرج به عن الجهل والجاهلين يكون عالما بلا اله الا الله عارفا بمدلولها ومعناها وغايتها ومقصودها والثاني اليقين المنافي للشك والريب واليقين هو تمام العلم وكماله ولابد في لا اله الا الله من اليقين كما قال الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا الايمان والتوحيد لا بد فيه من اليقين لابد فيه من العقيدة الصادقة الصحيحة لابد من ربط القلب على ذلك اما اذا كان الشخص مترددا شاكا مرتابا فهذا لا يقبل منه لابد ان يكون ايمان وتوحيد عن يقين لابد ان يكون ايمانه وتوحيده عن يقين وفي صحيح مسلم عن نبينا عليه الصلاة والسلام من حديث ابي هريرة انه قال اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما الا دخل الجنة الشاهد قوله غير شاك فيهما اشترط اليقين وهو انتفاء الشك وفي الحديث الاخر قال من قال لا اله الا الله مستيقنا بها قلبه. اشترط اليقين عليه الصلاة والسلام فمن شروط قبول لا اله الا الله ان تكون نابعة عن يقين من قائلها فلا يكون عنده شك ولا ارتياب فاذا وجد الشك او وجد الارتياب لم تقبل منه وان قالها الاف المرات لابد ان يكون موقنا بها لابد ان يكون قلبه موقنا بلا اله الا الله مستيقنا بها قلبه كما قال صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وكما قال في الحديث الاخر غير شاك فيهما لكن من قال لا اله الا الله محمد رسول الله وهو شاك. قلبه مرتاب هل تقبل هل يقبل منه هذا القول هل يقبل منه هذا القول لهاتين الكلمتين بلسانه مع ارتياب قلبه؟ وشكه في نفسه لا يقبل لابد من اليقين وانتفاء الشك الثالث من شروطها الاخلاص المنافي للشرك والرياء الاخلاص المنافي للشرك والرياء كما قال الله تبارك وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وكما قال جل وعلا الا لله الدين الخالص وفي صحيح مسلم عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال اسعد الناس بشفاعتي من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه اشترط عليه الصلاة والسلام الاخلاص ان تكون نابعة من قلب مخلص لله صافي نقي لم يرد بهذه الكلمة وباعمال الدين الا الله سبحانه وتعالى الا لله الدين الخالص والخالص هو الصافي النقي الذي ليس فيه شائبة شرك او رياء او نحو ذلك وفي معنى الخالص لغة تأمل قول الله تعالى وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين خالصا اي صافيا نقيا خالصا اي صافيا نقيا ليس فيه سائبة دم ولا سائبة فرث مع انه يخرج من بين فرث ودم لكنه يخرج في غاية الصفا وتمام النقاء فالاخلاص في العبادة والاخلاص في الدين لله رب العالمين ان تكون العبادة صافية نقية لم يرد بها الا الله سبحانه وتعالى فاذا جعل مع الله غيره في العبادة خرجت عن هذا الصفاء خرجت عن هذا الاخلاص والنقاء فلا تقبل لا يقبل الله العبادة والدين الا اذا كان بهذا الصفاء وهذا النقاء ولهذا يقول الله سبحانه في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه قال سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل الا الخالص لوجهه جل في علاه فمن شروط لا اله الا الله شروط قبول لا اله الا الله ان تكون خالصا من القلب قد تكون خالصة من القلب يقولها مخلصا تصدر وتنبع ما من القلب لا من طرف اللسان فقط لا لا تصدر من طرف اللسان فقط بل تصدر من قلب مخلص لا يبتغي بذلك الا الله ولا يبتغي الا وجه الله سبحانه وتعالى مخلصا دينه لله سبحانه وتعالى قال اسعد الناس بشفاعتي من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه والاخلاص محله القلب الاخلاص محل القلب لا يريد بالعمل الا الله. ولا يبتغي به الا وجه الله. فمنبع الاخلاص هو القلب ولهذا قال خالصا من قلبه الرابع من شروطها الصدق المنافي للكذب الصدق المنافي للكذب بمعنى ان يقولها صادقا من قلبه كما فالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من قال لا اله الا الله صدقا من قلبه دخل الجنة وهو في المسند وغيره اشترط عليه الصلاة والسلام الصدق في هذه الكلمة والصدق في قول لا اله الا الله ان يواطئ القلب اللسان بمعنى ان ما يقوله بلسانه ينطوي عليه قلبه فقلبه يواطئ لسانه اما اذا كان يقولها بلسانه ولا يعتقد مدلولها بقلبه فهذا هو المنافق ولهذا قال الله سبحانه اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون كاذبون في ماذا والله يشهد ان المنافقين لكاذبون كاذبون في ماذا في ان ما قالوه بالسنتهم لا يعتقدونه في قلوبهم. هذا هو الكذب اذا من يقول لا اله الا الله بقلبه ولا يعتقد مدلولها من يقول لا اله الا الله بلسانه ولا يعتقد مدلولها في قلبه هذا كاذب لا تقبل منه هذا كاذب لا تقبل منه هذه الكلمة بل لا تكون مقبولة منه الا اذا قالها صدقا من قلبه اذا قالها بلسانه صدقا من قلبه اما اذا قالها بلسانه قولا مجردا وقلبه لا يعتقد ما دلت عليه فانها لا تقبل منه. لان من شرط قبول هذه الكلمة ان تكون صادقة من القلب صادقة من القلب الخامس من شروطها المحبة المنافية للبغظ والكره قد قال الله سبحانه وتعالى عن الكفار المشركين قال ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله لماذا؟ لان محبة مؤمنين لله محبة خالصة واما محبة المشركين لله فمحبة سوي فيها غير الله بالله ولهذا يقولون يوم القيامة اذا ادخلوا النار تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين فلا اله الا الله من شروط قبولها ان تكون نابعة من محبة محبة لله ومحبة لهذه الكلمة العظيمة ومحبة لما دلت عليه من توحيد الله واخلاص الدين له ومحبة لاهلها واعمالها ومن الدعاء العظيم المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربني الى حبك وفي حديث انس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليهم ما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار اصل وتفريع ونفي للمضاد. هذه امور ثلاثة الاصل محبة الله ويتفرع عنها محبة ما يحبه الله هذا التفريع ونفي المضاد وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار السادس من شروط لا اله الا الله الانقياد المنافي للترك الانقياد هو الاستسلام بالطواعية والامتثال لامر الله سبحانه وتعالى فلا اله الا الله تعني استسلام العبد لله وانقياده لشرع الله وطاعته لامره جل في علاه ولهذا يقول جل وعلا ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى اي بلا اله الا الله ويقول جل وعلا وانيبوا الى ربكم واسلموا له اي انقادوا وامتثلوا فاهل لا اله الا الله حقا من يستسلمون لله انقيادا فطواعية وامتثالا لاوامره جل وعلا الانقياد المنافي للترك السابع من شروط هذه الكلمة القبول المنافي للرد القبول اي لهذه الكلمة ولما تقتضيه من توحيد الله واخلاص الدين له المنافي للرد قد قال الله سبحانه عن الكفار المشركين انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون؟ ابوا ان يقولوا لا اله الا الله ابوا ان يقبلوا هذه الكلمة وما دلت عليه من توحيد الله سبحانه وتعالى واخلاص الدين له الثامن من شروط الكفر بما يعبد من دون الله كما قال الله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم دمه وماله قال وكفر بما يعبد من دون الله فهذا قيد لا تكون لا اله الا الله مقبولة الا به الكفر بما يعبد الكفر بما يعبد من دون الله بالبراءة من الشرك واهله انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني قد كانت لكم اسوة حسنة في إبراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا براءه منكم ومما تعبدون من دون الله. كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغظاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده قال رحمه الله تعالى وقد جمعت اي هذه الشروط في البيتين الاتيين علم يقين واخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها وزيد ثامنها الكفران منك بما سوى الاله من الاوثان قد اله هذه هي شروط لا اله الا الله الثمانية ومن اهل العلم من يقتصر في عده لها على سبعة باعتبار ان الثامن الذي يزيد داخل فيما قبله من الثامن داخل فيما قبله ممن جمعها نظما الشيخ حافظ حكمي رحمه الله في منظومته سلم الوصول قال وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي حقا وردت فانه لا ينتفع قائلها بالنطق الا حيث يستكملها العلم واليقين والقبول والانقياد فادر ما اقول والصدق والاخلاص والمحبة وفقك الله لما احبه شرحها في كتابه معارج القبول في كتاب معارج القبول شرح منظومة سلم الاصول هو مطبوع في مجلدين وانصح باقتناء هذا الكتاب والافادة منه كتاب معارز القبول فانه كتاب عظيم جدا في بابه كتاب عظيم جدا في بابه واحسن مؤلفه فيه رحمه الله واجاد وافاد وحسد فيه الادلة من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام في بيان جوانب الاعتقاد واصول الديانة مفصلا ذلك بالادلة تفصيلا من ابدع ما يكون واجمع ما يكون نعم قال رحمه الله تعالى مع بيان شهادة ان محمدا رسول الله ومقتضاها تصديقه فيما اخبر وطاعته فيما امر واجتناب ما نهى عنه وزجر والا يعبد الا الله بما شرعه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم هذا يتعلق الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة وهي قرينة الشهادة لله بالوحدانية وهذا من عظيم شرف النبي عليه الصلاة والسلام ورفيع قدره حيث قرن سبحانه وتعالى الشهادة له صلى الله عليه وسلم بالرسالة بالشهادة له جل وعلا بالوحدانية فلا اله الا الله لا تقبل الا بمحمد رسول الله شهادة ان لا اله الا الله لا تقبل الا بشهادة ان محمدا رسول الله وشهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم هي شهادة له بالرسالة والله تعالى يقول وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله هذه الغاية من من بعثة الرسل ان يطاعوا فلا يكفي ان يقول انا اشهد انها انه رسول بل لا بد في هذه الشهادة من طاعته طاعة المرسل والائتمار بامره والانتهاء عن نواهيه وتصديق اخباره ولهذا يقول رحمه الله مع بيان شهادة ان محمدا رسول الله ومقتضاها تصديقه فيما اخبر وطاعته فيما امر واجتناب ما نهى عنه وزجر والا يعبد الله الا بما شرع ما شرعه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وهذا هو التحقيق اللي لا اله لمحمد رسول الله. اشهادة ان محمدا رسول الله تحقيق لهذه الرسالة وان يقوم بما تقتضيه من طاعة للرسول عليه الصلاة والسلام في اوامره والانتهاء عن نواهيه والتصديق لاخباره لان الذي جاء به عليه الصلاة والسلام هي هذه الامور الثلاثة اوامر ونواهي واخبار الذي جاء به عليه الصلاة والسلام هي هذه الامور الثلاثة اوامر ونواهي واخبار فمن شهد له عليه الصلاة والسلام بالرسالة فليصدقه في في اخباره وليأتمر باوامره ولينتهي عن نواهيه صلوات الله وسلامه عليه فشهادة ان محمدا رسول الله تعني المتابعة للرسول تجريد الرسول عليه الصلاة والسلام بالمتابعة كما ان لا اله الا الله تعني تحقيق التوحيد لله واخلاص الدين له جل في علاه فلا يكون المرء من اهل شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا وصدقا الا اذا حقق هذه الامور التي تقتضيها هذه الشهادة من الطاعة للرسول عليه الصلاة والسلام في اوامره والانتهاء عن نواهيه والتصديق له صلى الله عليه وسلم في اخباره والا يعبد الله الا بما شرع اي بما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو عليه الصلاة والسلام رسول والرسول مهمته ابلاغ كلام المرسل وما على الرسول الا البلاغ فمهمة الرسول ابلاغ كلام المرسل وقد بلغ البلاغ المبين وما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه ولا شرا الا حذرها منه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم فمن قال لا فمن قال اشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فليسلم لكل ما جاء به الرسول ليتلقى كل ما جاءه الرسول صلى الله عليه وسلم بالتسليم. وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وجعلت طاعته من طاعة الله من يطع الرسول فقد اطاع الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني كيحببكم الله والاية تسمى اية المحنة من ادعى محبة الله فليمتحن نفسه هل هو من الاتباع للرسول عليه الصلاة والسلام حقا وصدقا او لا الا يعبد الله الا بما شرع لا بالاهواء والبدع لا بالاهواء والبدع ولهذا تكاثرت عنها الاحاديث عليه الصلاة والسلام في التحذير من البدع والنهي عنها ومن الاحاديث العظيمة التي عدها العلماء اصل من اصول الدين التي يقوم عليها دين الاسلام قوله عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وفي رواية من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه وكان عليه الصلاة والسلام اذا خطب الناس قال اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم شر الامور ومحادثاتها او كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وقال في حديث العرباظ انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة والاحاديث في هذا المعنى كثيرة والشهادتان شهادة ان لا اله الا الله وشهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما قيام الدين كله عليهما قيام الدين كله فلا اله الا الله تعني الاخلاص ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني المتابعة والدين انما يقوم على الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام كما قال الفضيل ابن عياض رحمه الله في معنى قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة الخالص ما كان لله هذا مدلول لا اله الا الله فالصواب ما كان على السنة هذا مدلول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعلى هاتين الكلمتين قيام دين الله وعن هاتين الكلمتين يسأل الناس يوم القيامة يسأل الاولون والاخرون سؤالان لا بد منهما ماذا كنتم تعبدون ماذا اجبتم المرسلين جواب ماذا كنتم تعبدون لا اله الا الله وجواب ماذا اجبتم المرسلين محمد رسول الله الاول اخلاص والثاني متابعة ماذا كنتم تعبدون؟ المؤمن يخلص دينه لله. عبادته خالصة لله وماذا اجبتم المرسلين؟ المؤمن متبع للمرسلين سالك لنهجهم كالقويم نعم قال رحمه الله تعالى ثم يبين للطالب بقية اركان الاسلام الخمسة وهي الصلاة والزكاة وصوم رمضان وحج البيت وحج بيت الله الحرام لمن استطاع اليه سبيلا قال ثم يبين للطالب اركان الاسلام الخمسة يبين بقية اركان الاسلام الخمسة وهي الصلاة والزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع اليه سبيلا وهذي بقية الاركان قد مر معنا الحديث حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام والصلاة هي الركن الثاني من اركان الاسلام وهي اعظم مباني الاسلام بعد التوحيد وهي البرهان بصدق ايمان الشخص كما قال عليه الصلاة والسلام عندما ذكرت عنده الصلاة قال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة فالصلاة برهان اي شاهد ودليل على صدق ايمان الشخص انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة فالصلاة برهان على صدق ايمان الشخص ولهذا جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وشأن الصلاة في دين الله تبارك وتعالى شأن عظيم وهي اول ما يسأل عنه العبد من الاعمال يوم القيامة اول ما يسأل عنه صلاته فان قبلت فقد افلح وانجح وان ردت خاب وخسر وقد جاء في القرآن نصوص كثيرة في الامر باقامتها والمحافظة عليها والعناية من مواقيتها فئات كثيرة في كتاب الله سبحانه التحذير من السهو عنها والتفريط فيها واضاعتها ايات كثيرة في كتاب الله سبحانه وتعالى بهذا المعنى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين واقيموا الصلاة واتوا الزكاة في اكثر من موضع من كتاب الله سبحانه ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين الى غير ذلك من الايات المعظمة لشأن الصلاة المبينة لعظيم مكانتها ورفيع منزلتها من دين الله سبحانه وتعالى والركن الثالث الزكاة وهي قرينة الصلاة في كتاب الله قرينة الزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله جل وعلا والزكاة على اسمها زكاة لانها تطهر المرء وتزكي قلبه وتزكي ما له وتكون بركة له ولماله وما وما نقصت صدقة من مال والزكاة قليل من كثير قليل من كثير اعطاه الله الاغنياء وهي صدقة تؤخذ من الاغنياء وترد على الفقراء ويترتب عليها من المصالح والمنافع الشيء الكثير تحقيق المودة والتكافل والتراحم والتعاون وزوال الخصال الذميمة من حسد وبغضاء وعدوان وغير ذلك وهي من محاسن هذا الدين من محاسن هذا الدين العظيم لانها تحقق مصالح عظيمة للمجتمعات المسلمة وتظهر قوة التكافل الذي جاء به الاسلام واوجبه وافترظه صدقة تؤخذ من اغنيائهم وترد الى فقرائهم ولهذا لابد ان يعنى المسلم بهذه الفريضة العظيمة وان يحافظ عليها وان يخرجها طيبة بها نفسه متقربا بها الى ربه سبحانه وتعالى ليفوز تحقيقها لهذه العبادة فوزا عظيما وما تقرب متقرب الى الله بشيء احب الى الله سبحانه وتعالى مما افترضه الله جل وعلا على عباده والصيام شهر مبارك عظيم افترظ الله سبحانه وتعالى على عباده صيامه هو شهر رمظان يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فالصيام تحقيق لتقوى الله سبحانه وتعالى وتخليص للنفس من رعوناتها وتتبعها لملذاتها وشهواتها وفيه جنة للعبد من الذنوب ومن سخط الرب سبحانه وتعالى وفيه من المصالح والخيرات والبركات الشيء العظيم وهو شهر في السنة افترض الله سبحانه وتعالى على العباد صيامه وفي الصيام من العبر والدروس التي من وفى وفق اداء الصيام كما كما ينبغي كانت له زادا في عامه كله يصوم شهرا لكن تبقى اثاره في العام كله باذن الله تبارك وتعالى واما الحج فانما افترظه الله سبحانه وتعالى في العمر كله مرة واحدة على المستطيع كما قال جل وعلا ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا فاذا كان مستطيعا فانما يجب عليه الحج في عمره كله مرة واحدة وما زاد فهو تطوع وتنفل اما حج الفريضة فهو مرة واحدة في العمر كله وتأمل رعاك الله هذه المباني الخمسة التي يقوم عليها دين الله تبارك وتعالى وتأمل عظم شأنها ورفيع مكانتها من دين الله وان من وفقه الله سبحانه وتعالى واكرمه بتحقيقها والقيام بها كما ينبغي دخل يوم القيامة الجنة كما في حديث معاذ رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار فعد له صلى الله عليه وسلم هذه المباني الخمسة وفي حديث جابر في صحيح مسلم ان رجلا قال للنبي عليه الصلاة والسلام ارأيت اذا صليت المكتوبات واحللت الحلال وحرمت الحرام ما ادخل الجنة؟ قال نعم والرجل الاعرابي الذي عدد عليه الصلاة عليه الصلاة والسلام عليه هذه الاركان فقال والله لا ازيد على ذلك ولا انقص قال افلح ان صدق في رواية دخل الجنة ان صدق فهذه الخمس هي المباني التي يقوم عليها دين الله ويجب على المسلم ان يحافظ عليها ومحافظة دقيقة ويعتني بها عناية دقيقة فاذا وفق للمحافظة عليها في حياته كان يوم القيامة من اهل الجنة كان يوم القيامة من اهل الجنة وهي اعظم ما يتقرب به الى الله كما في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولهذا ينبغي على اهل العلم وطلاب العلم ان يعنوا حث العوام وعموم الناس على المحافظة على هذه الاركان والعناية بها ويبين لهم مكانتها وعظيم شأنها من دين الله وان مثلها من الدين كمثل الاعمدة من البنيان كمثل العماد الذي تقوم عليه الخيمة انظر الى الخيمة اذا سحب من وسطها العماد الذي تقوم عليه كيف انها تسقط ولا ينتفع منها لا بحبل ولا طم. اذا ازيل العمود الذي في وسطها فينبغي على المسلم ان يحافظ على هذه الاعمدة وان يعتني بهذه الاركان العناية الدقيقة مستعينا بالله طالبا مده تبارك وتعالى وعونه ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين يقول رجل دخل صلاة الجنازة في التكبيرة الثالثة وفيها يطول الامام فاتى بتكبيرة بالتكبيرتين السابقتين فما حكم ذلك؟ وما الصواب التكبيرات التي تفوت من كان مسبوقا في صلاة الجنازة لا يأتي بها والصلاة قائمة بل يتابع الامام يتابع الامام ثم بعد ذلك اذا سلم الامام يأتي التكبيرات التي فاتته لعموم قوله صلى الله عليه وسلم فما ادركتم فصلوا وما فاتكم فاتموا هذا هو الصواب الصواب انه يدخل مع الامام ثم اذا سلم الامام يكبر التكبيرات التي فاتته ولا يفصل بين التكبيرات بفاصل طويل لان الجنازة ترفع فيكبر التكبيرات التي فاتته واحدة او اثنتين ثم يسلم نعم اليكم يقول والدتي لم تصبر على موت ابن لها وهي تبكي كل يوم فما نصيحتكم؟ جزاكم الله خيرا الواجب ان تذكر بالصبر وان يقرأ عليها كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام فان فيهما الشفاء يقرأ عليها قول الله سبحانه ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون قول الله سبحانه ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال بعض السلف هي المصيبة قال بعض السلف هو المؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم ويذكرنا بالاحاديث الواردة في هذا المعنى من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح اذا قبضت الملائكة روح ولد العبد المؤمن قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي قبضتم فلذة كبده؟ فيقولوا نعم فيقول الله ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله تبارك وتعالى ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد تقرأ عليها الاحاديث والنصوص في هذا الباب لان مثل هذا البكاء والمداومة عليه انما هو عن عن الجهل بما ينبغي ان يكون عليه المسلم في مثل هذا الموقف وان الواجب عليه ان يتحلى بالصبر واذا استمرت تبكي الى اخر حياتها ما الذي ينفعها وما الذي ينفع ولدها لا تستفيد ولا تنتفع لكنها لو تركت البكاء واشتغلت بالدعاء انتفعت ونفعت ولدها بذلك فتعلم تفهم ولو ان هذا الابن اشترى لوالدته ان كانت قارئة او يقرأ عليها ان لم تكن تقرأ كتابا نفيسا ونافعا في هذا الباب اسمه برد الاكباد عند فقد الاولاد في جمع اه النصوص والادلة التي فيها برد للاكباد راحة للنفوس طمأنينة كثير ممن اصيب بفقد الولد ويسر الله قراءة قراءة هذا الكتاب حصل خيرا عظيما حصل خيرا عظيما. الحاصل ان مثل هذه الاعمال انما تزول بالعلم انما تزول بالعلم نعم. احسن الله اليكم يقول هل الشعور بالالم والحزن عند المصائب والابتلاء والابتلاءات ينافي الرضا والصبر الالم يحصل الالم يحصل والحزن حزن القلب يحصل وهذا لا يتنافى مع الرضا ولا يتنافى مع الصبر ونبينا عليه الصلاة والسلام لما مات ابن ابراهيم دمعت عينه وحزن قلبه عليه الصلاة والسلام ولما قيل له في ذلك قال صلوات الله وسلامه عليه العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول الا ما يرضي الرب فالعين تدمع والقلب يحزن ولا نقول الا ما يرضي الرب ودمعة العين وحزن القلب هذه رحمة جعلها الله سبحانه وتعالى في عباده هذي رحمة ولا تتنافى مع اه الصبر والرضا فان امام الصابرين وقدوة الراضين الشاكرين صلوات الله وسلامه عليه دمعت عينه لما مات ولده ابراهيم وحزن قلبه صلوات الله وسلامه عليه نعم احسن الله اليكم يقول انا مقيم في السعودية وجئت من اليمن في اليوم الخامس من ذي الحجة واتصل باخي انه اخرج تحرم الا بعد ان وصلت الى جدة وكان حقك بعد ان وصلت الى جدة ان ترجع الى الميقات وتحرم منه والحاصل ان احرامك من جدة احرام بعد ان جاوزت ميقاتك والاحرام من الميقات واجب من واجبات الحج احرام من الميقات واجب من واجبات الحج وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال من ترك نسكا او نسيهم فليهرق دما اي يذبح شاة في مكة لفقراء الحرم جبرا لترك هذا الواجب نعم احسن الله اليكم يقول الحاج او المعتمر الذي يشترط ثم يتحلل ثم يتحلل لسبب ما هل يلزمه القضاء المشترط وهو من يقول عند عقد النية بالحج او العمرة ان حبسني حابس فمحلي حيث حبستني فائدة هذا الاشتراط انه ان وجد الحابس من حصر او مرض او اي مانع يعوق الانسان عن اداء الحج فانه يتحلل من احرامه ولا يعود يتحلل من احرامه وليس عليه شيء تحلل من احرامه وليس عليه شيء هذا فائدة الاشتراط فاذا كان اشترط وحصل مانع منعه من المضي في حجه فلا شيء عليه. نعم اليكم يقول لماذا حصرت شروط لا اله الا الله في سبعة؟ مع ان هناك امور لم تذكر كمثل الخوف والرجاء والتوكل. هذه كلها داخلة هذه كلها داخلة في هذه الشروط وليست خارجة عنها الخوف والرجاء مع المحبة هذه اركان للتعبد هذه اركان للتعبد فكل تعبد وتقرب لله سبحانه وتعالى انما يقام على هذه الاركان حبا لله ورجاء لثوابه وخوفا من عقابه حبا لله ورجاء لثوابه وخوفا من عقابه اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا. نعم الله اليكم قل في معنى لا اله الا الله بعضهم يقول لا معبود بحق في الوجود الا الله فهل هذا صحيح لا اله نافية لا اله لا اله او لا هذه اداة نفي الى اسمها وخبرها منفي تقديره حق والذي دل على ان هذا هو تقديرها القرآن الكريم. كما قال الله سبحانه ذلك بان الله هو الحق وكما قال سبحانه وتعالى له دعوة الحق وكما في التلبية المأثورة لبيك اله الحق وما جاء في هذا المعنى من النصوص فلا اله لا نافية اله اسمها خبرها محذوف مقدر تقديره حق او بحق لا اله حق او لا اله بحق الا الله هذا هو اه تقدير المحذوف بهذه الكلمة وقد دل عليه القرآن وسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام اما تقدير المحذوف بموجود هذا باطل لان لان اذا قيل لا اله الا الله اي لا اله موجود الا الله فهذا يعني ان كل اله موجود فوالله حق انه كان حقا كان او باطلا تقديرا محذوف هو حق كما دل عليه كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه نعم الله اليكم يقول ما هو ما هو افضل كتاب في مسائل العقيدة الكتب المؤلفة في العقيدة كثيرة جدا التي جمعها اهل العلم في العقيدة كتب كثيرة جدا والسؤال هكذا على اطلاقه ما هو افضل في الكتاب في العقيدة او في العبادة او في الاخلاق لا يجاب عن هذا الا بالقرآن. القرآن هو افضل كتاب افضل كتاب في العقيدة والعبادة الاخلاق وكتب اهل العلم التي الفت في الاعتقاد او الفت في فالاحكام او نحو ذلك هذه استخلاصات من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ولهذا لا يأخذ المرء من الكتب المؤلفة في بيان العقيدة او مؤلفة في بيان آآ الاحكام او المؤلفة في بيان الاداب والسلوك ونحو ذلك الا ما كان قائما على الدليل قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم وفيما يتعلق بالعقيدة العلماء كتبوا كتبا نافعة جدا جمعوا فيها النصوص من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في بيان ما يتعلق اه العقيدة ومن الكتب النافعة في في هذا الباب ومن انفعها اجودها كتاب العقيدة الواسطية شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فهذا الكتاب مع شروحاته لاهل العلم من انفع ما يكون في هذا الباب واما في باب التوحيد واخلاص العبادة لله فان من انفس ما الف وجمع في هذا الباب كتاب التوحيد لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى مع الاستفادة من شروحاته نعم احسن الله اليكم يقول ما حكم من يقول لزوجته اذا فعلت كذا وكذا فانت طالق. ما ينبغي ان يجعل الطلاق على لسانه وكثير من الناس ممن يجعل الطلاق على لسانه في ادنى امر او عند اتفه سبب يندم ندامة شديدة يندم ندامة شديدة ثم يبحث بعد ذلك عن المخلص المخرج والفكاك من المشكلة التي ورط نفسه بها وبعض الناس يجعل ايضا طلاق زوجته في الترحيب باضيافه وان وانهم ان لم يتضيفوا عنده فزوجته طالق مثلا هذي من المصائب فلا ينبغي للمرء ان يجعل هذا الامر على على لسانه بل يكون من ذلك على حذر ولا يأتي بهذه الكلمة الا اذا احتيج اليها وهي اخر ما يصار اليه بعد ان يبحث عن علاجات ووسائل وامور فاذا عيت الامور ولم يبقى الا الطلاق فلا حيلة الا هو فيسار اليه اما ان يجعله على لسانه في كل مقام وفي كل حال فهذا لا ينبغي ان يكون عليه آآ المسلم نعم اليكم يقول هل يجوز ان تقال الاذكار اذكار الصلاة بعد صلاة الجنازة نعم اذا آآ سلم من الصلاة المفروضة وبدأ المرء فالاذكار المشروعة ادبار الصلوات ثم نودي للصلاة على الجماعة وقام ليصلي فانه يستكمل ما بقي من الاذكار التي توقف عن اكمالها بسبب القيام لصلاة الجنازة يكملها بعد صلاة الجنازة ولا حرج عليه في ذلك ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا فاللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا. جزاك الله خير يا شيخ