الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيكون والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى في رسالته الدروس المهمة لعامة الامة الدرس الثالث اركان الايمان اركان الايمان وهي ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اما بعد فهذا الدرس الثالث من الدروس المهمة لعامة الامة للامام الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله تعالى والايمان معاشر الكرام اشرف فالمطالب واجل المواهب واعظم الاهداف وارفع الغايات وانبلها فبالايمان يحيى العبد الحياة الطيبة في حياته الدنيا ويفوز يوم القيامة بثواب الله العظيم ونعيمه المقيم من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون وثمار الايمان واثاره المباركات على العبد في دنياه واخراه لا تحصى ولا تستقصى بل ان كل خير يناله العبد في الدنيا والاخرة وكل اندفاع كل اندفاع شر يتحقق للعبد في الدنيا والاخرة فهو من ثمار الايمان واثاره العظيمة المباركة والايمان اجل المواهب واعظم العطايا واكبر المنن وهو منة الله سبحانه وتعالى على ما شاء من عباده كما قال جل في علاه ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة. والله عليم حكيم ويقول جل وعلا يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين ويقول جل وعلا ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء والايات في هذا المعنى كثيرة والايمان معاشر الكرام يقوم على اصول عظيمة واسس متينة لا قيام للايمان الا عليها فان مثل هذه الاصول مع الايمان كمثل الاساس للبنيان والاصول للاشجار واقرأ توضيح ذلك وبيانه في قول الله سبحانه وتعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون فهذا مثل ضربه الله سبحانه وتعالى لعبادة ودعاهم لتأمله والتفكر فيه في بيان الايمان واصوله وما يقوم عليه وما يتفرع عنه من فروع وما يترتب عليه من ثمار وفوائد ينالها اهل اهل الايمان في دنياهم واخراهم والشاهد من ايراد هذه الاية قول الله جل في علاه اصلها ثابت فكما ان الشجرة كما ان الشجر لا يقوم الا على اصوله فكذلك الايمان لا يقوم الا على اصوله واركانه ودعائمه واذا كان اذا كانت الشجرة اذا قطع اصلها ماتت فكذلك الايمان اذا عدم الاصل انتفى انتفى الايمان ولم ينتفع بعمل ولا قربة كما قال الله سبحانه ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين فالاعمال والطاعات وانواع القربات انما تكون مقبولة من العامل اذا كانت قائمة على ايمان صحيح وعقيدة راسخة ثابتة في القلب ولهذا فالايمان باصوله العظيمة واسسه المتينة يصحح الاعمال ولا تكون مقبولة الا به كما قال جل وعلا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا وكما قال جل وعلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن والايات في هذا المعنى كثيرة فالايمان اصل واساس لشجرة الايمان لا انتفاع بعمل ولا استفادة من طاعة ولا نيل لثواب ولا فوز باجر الا اذا كانت اعمال العبد قائمة على الايمان قائمة على اصوله العظيمة واسسه المتينة المستمدة من كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقد دل الكتاب والسنة على ان الايمان يقوم على اصول ستة على اركان ستة لا قيام للايمان الا عليها وقد عرفنا ان الركن هو جانب الشيء الاقوى الذي لا قيام للشيء الا عليه فاركان الايمان هي دعائم الايمان واصوله واعمدته التي عليها يرتكز فلا قيام للايمان الا عليها وهي اصول ستة جاء تبيانها في كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره وهي اصول اتفقا الانبياء كلهم من اولهم الى اخرهم على الدعوة اليها بل ان دعوات الانبياء ترتكز على هذه الاصول وتقوم عليها وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد وامهاتنا شتى ديننا واحد اي عقيدتنا واحدة اصولنا واحدة ولهذا يقول العلماء ان امور الاعتقاد واصول الديانة لا تقبل النسخ ليست مما يدخله النسخ لا في شريعة النبي الواحد ولا بين نبي واخر وانما النسخ يكون في الشرائع والاحكام لكل جعلنا منكم سرعة ومنهاجا اما العقيدة واحدة الانبياء من اولهم الى اخرهم دعاة الى هذه الاصول الايمان بالله والايمان بالملائكة والايمان بالكتب والايمان بالرسل والايمان باليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره الانبياء كلهم دعاة الى ذلك ومن يقرأ القرآن في ذكر دعوات الانبياء وما قصه الله تبارك وتعالى من خبرهن وذكر دعوتهم وما تقوم عليه من اصول واسس يجد ان هذه الاصول بارزة في دعوة انبياء الله ورسله عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين وهذه الاصول للايمان من شأنها انها متلازمة ومترابطة لا ينفك بعضها عن بعض الايمان ببعضها يقتضي الايمان بباقيها والكفر ببعضها او بشيء منها كفر بها كلها فالدين لا يقوم الا على هذه الاصول كلها. مجتمعة فمن اخل بشيء من هذه الاصول فلم يؤمن به بطل ايمانه وحبط عمله وكان في الاخرة من الخاسرين فالايمان لا يقوم الا على هذه الاصول كلها ومثل هذه الاصول للايمان كما تقدم كمثل الاصول للاشجار ارأيتم لو ان شجرة قطع اصلها كيف يكون شأنها فمثلها الايمان باصوله الستة العظيمة المتينة التي لا قيام للايمان الا عليها وهذه الاصول جاء تبيانها اجمالا وتفصيلا في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وعليه فانه كلما عظم نصيب العبد وحظه من الكتاب والسنة قراءة وتفقها وتأملا وتدبرا عظم حظه من هذه الاصول وزاد نصيبه منها ولهذا فان الناس يتفاوتون فالايمان بهذه الاصول بحسب تفاوتهم حظا ونصيبا من فهم القرآن وفهم سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فانه كلما عظمت عند عند العبد وتمكنت في قلبه الشواهد والدلائل والبراهين والحجج على هذه الاصول وما به ايظا تزال الشبه التي يلقيها الشيطان فان العبد كلما عظم حظه من هذه البراهين والحجج زاد ايمانه رسوخا وقوة وتمكنا واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون والقرآن الكريم بين فيه او بينت فيه هذه الاصول اتم بيان واوفاه اجمالا وتفصيلا وكذلك السنة سنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولنقف وقفات مع بعض الايات في تبيان اصول الايمان ولا سيما الايات الجامعات واول ذلك ما جاء في اول سورة البقرة حيث يقول ربنا تبارك وتعالى هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون فهذه الايات الكريمات من اول سورة البقرة ذكرت فيها هذه الاصول العظيمة والاسس المتينة وصفا لعباد الله تبارك وتعالى المتقين وهذا فيه ان اساس التقوى الذي فعليه تبنى واصلها الذي عليه تقوم هو الاعتقاد الصحيح بالايمان بهذه الاصول العظيمة والدعائم المتينة التي يقوم عليها الايمان وقول الله سبحانه الذين يؤمنون بالغيب اي بكل ما غاب عنهم مما اخبرتهم به رسل الله الذين يؤمنون بالغيب اي الذين يؤمنون بكل ما غاب عنهم مما اخبرتهم به رسل الله وهذا من اكمل اوصاف المؤمنين واجلها حتى ان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه وارضاه قال واقسم على ما قال بالله فقال رضي الله عنه والله الذي لا اله الا هو ما امن احد بافضل من ايمان بغيب ما امن احد بافضل من ايمان بغيب فانظر هذا الوصف العظيم الجليل الذي وصف الله تبارك وتعالى به عباده المتقين قال هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب الغيب كل ما غاب عنهم مما اخبرتهم به رسل الله ايمانهم لا يتوقف على الحواس لان كثير من الناس لا يؤمن الا بما يعرفه من خلال حواسه وحواس العبد خمسة آآ الذوق والشام والسمع والنظر واللمس فما لا يجده او لا يعرفه من خلال هذا الحواس لا يؤمن به ويجحده ويكون كافرا به اما المؤمن فعنده هذا الاصل العظيم يؤمن بكل ما غاب عنه مما اخبرت به رسل الله فيدخل تحت هذه الجملة اصول الايمان كلها يدخل تحت هذه الجملة اصول الايمان كلها ولهذا قال ابو العالية وغيره من ائمة التفسير بما نقله ابن جرير وايضا ابن كثير وغيرهما قال الذين يؤمنون بالغيب اي الذين يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره والبعث بعد الموت فهذه صفة وميزة شرف الله سبحانه وتعالى بها اهل الايمان لانهم صدقوا المرسلين وتلقوا كلما جاءت به رسل الله بالقبول والتسليم امنا بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وامنا برسل الله وما جاء عن عن رسل الله على مراد رسل الله من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم فهذه حال اهل الايمان كل ما يبلغهم ويصل اليهم من طريق الرسل عليه الصلاة عليهم صلوات الله وسلامه فانهم يؤمنون به ويتلقونه بالقبول دون تردد ودون توقف انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا هذا حال اهل الايمان تلقي لكل ما جاءتهم به الرسل عليهم صلوات الله وسلامه القبول والتسليم فيدخل تحت هذه الجملة يؤمنون بالغيب اصول الايمان اصول الايمان الايمان بالله ايمانا باسمائه وايمانا بصفاته وايمانا بعظمته وايمانا بافعاله وكل ما اخبرت به الرسل عن الله تبارك وتعالى نؤمن به وكذلك ما اخبرت به عن الملائكة وعن الكتب وعن احوال الرسل الاولين وغير ذلك كل ذلك نؤمن به نؤمن به كما جاء وكما اخبرت به الرسل عليهم صلوات الله وسلامه ثم قال جل وعلا في هذا السياق والذين يؤمنون بما انزل اليك اي القرآن وما انزل من قبلك اي الكتب المنزلة وبالاخرة هم يوقنون وهذا ذكر اصل من اصول الايمان والايمان باليوم الاخر وقوله يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك فيه الايمان بالكتب المنزلة وبالرسل الذين انزلت عليهم هذه الكتب فاذا هذا التصدير لسورة البقرة جاء مشتملا على هذه الاصول العظيمة والركائز المتينة التي يقوم عليها دين الله تبارك وتعالى ثم قال الله سبحانه وتعالى بعد ذلك في السورة نفسها قولوا امنا بالله قولوا امنا بالله وما انزل وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم الى قوله ونحن له مسلمون فهذا امر بالايمان بالله وبالايمان بكل ما انزل من الله تبارك وتعالى. فينتظم تحت ذلك كله اصول الايمان فان الايمان بالله ايمان به وبكل ما امر بالايمان به سبحانه وتعالى مما انزله في كتبه وتضمنه وحيه المنزل على رسله الكرام عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين في هذه الاية امر بالايمان قولوا امنا بالله وفي تمام السورة اخبار من الله تبارك وتعالى بتحقق هذا الايمان بتحقق هذا الايمان وامتثال المؤمنين لله تبارك وتعالى بما امرهم به ففي اوائل السورة جاء الامر به وفي تمامها جاء الاخبار بتحقق ذلك منهم قال الله تبارك وتعالى في تمام هذه السورة امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وقوله واليك المصير في اثبات الايمان باليوم الاخر فجاءت هذه الايات او هذه الاية بخاتمة السورة مشتملة على هذه الاصول العظيمة افتتحت سورة البقرة باصول الايمان واختتمت باصول الايمان افتتحت باصول الايمان واختتمت باصول الايمان كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وقد جاء عن نبينا في الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال من قرأ بالايتين من اخر سورة البقرة في ليلة كفتاه وهذا حث على قراءة الايتين الكريمتين اللتين ختمت بهما سورة البقرة كل ليلة ومن فوائد هذه القراءة المتكررة كل ليلة تجديد الايمان بهذه الاصول من فوائد هذه القراءة المتكررة كل ليلة لهاتين الايتين تجديد الايمان بهذه الاصول العظيمة ولهذا ينبغي ان يعلم ان الاذكار المشروعة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها في هذا الباب بتقوية الايمان وتجديده لان الايمان يحتاج الى تجديد مثل ما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ان الايمان ليخلق في جوف احدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم فالقراءة كل ليلة لهاتين الايتين يكون به تجديد استحضار واستذكار وتجديد العهد بهذه الاصول العظيمة الايمان بالله والملائكة والكتب ولا سيما مع القراءة بالتدبر والتأمل واكرم بها ليلة ما اكرمها وما ابركها وما اعظم شأنها يفتتحها المؤمن بتجديد العهد بهذه الاصول العظيمة التي يقوم عليها دينه كله يقرأ كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر هو ورسلي لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وفي اثناء هذه السورة في ذكر هذه الاصول العظيمة جاء قول الله تبارك وتعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين فذكر تبارك وتعالى هذه الاصول العظيمة والاسس المتينة وجميع هذه الايات التي مرت بذكر اصول الايمان مجتمعة لم يذكر فيها الايمان بالقدر والايمان بالقدر داخل في الايمان بالله لان الايمان بالقدر الايمان بقدرة الله فهو داخل في الايمان بالله سبحانه وتعالى وجاءت ايات كثيرة خاصة بالايمان بالقدر مثل قوله سبحانه وتعالى ان كل شيء خلقناه بقدر الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى ثم جئت على قدر يا موسى فقدرنا فنعم القادرون ولهد في هذا المعنى كثيرة ان ان الله على كل شيء قدير الايات في هذا المعنى كثيرة والقرآن كما اشرت جاء فيه تبيان لهذه الاصول اجمالا وتفصيلا ولهذا عندما تقرأ القرآن تجد مثلا فيما يتعلق بالايمان بالله وذكر اسمائه وصفاته وعظمته وافعاله تجد ايات كثيرة تتعلق بالايمان بالملائكة واوصافهم واعمالهم ووظائفهم تجد ايات كثيرة تتعلق بالايمان بالكتب المنزلة وايات كثيرة تتعلق بالانبياء وقصصهم واخبارهم ايات كثيرة في وصف اليوم الاخر وذكر اسمائه وعلاماته واوصافه واهواله تجد ايات كثيرة تتعلق بالايمان بالقدر ولهذا لا تكاد تقرأ في القرآن اية الا وفيها ما يتعلق هذه الاصول العظيمة التي يقوم عليها دين الله تبارك وتعالى وهذا كله مما يبين لنا مكانة هذه الاصول وعظم شأنها ورفعة مكانتها وانها اساس يقوم عليه دين الله تبارك وتعالى وفي حديث جبريل المشهور حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لما سأل جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره فذكر صلوات الله وسلامه عليه اصول الايمان الستة التي يقوم عليها دين الله تبارك وتعالى وفي السنة احاديث كثيرة جدا تتعلق بالتعريف بالله وذكر اسماءه واوصافه وعظمته جل في علاه واحاديث كثيرة تتعلق بالملائكة وذكر اوصافهم واعمالهم واخبارهم ووظائفهم احاديث كثيرة تتعلق بذكر الكتب وذكر الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه احاديث كثيرة في وصف اليوم الاخر واهوال يوم القيامة واوصاف الجنة والنار واحاديث كثيرة في ذكر تفاصيل تتعلق بالايمان بالقدر فالسنة مليئة بالاحاديث التي تبين هذه الاصول العظيمة والاسس المتينة التي يقوم عليها دين الله تبارك وتعالى واصل اصول الايمان هو الايمان بالله الايمان كما عرفنا يقوم على هذه الاصول الستة الايمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الاخر والقدر خيره وشره اصل هذه الاصول الايمان بالله وبقية الاصول تبع له وفرع عنه فالايمان بالله اصل اصول الايمان ولهذا انظر تبعية هذه الاصول لهذا الاصل بمثل قوله تعالى على سبيل المثال كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لان هذه الاصول تبع هذه الاصول تبع للاصل العظيم وهو الايمان بالله فالايمان بالله تبارك وتعالى هو اصل اصول الايمان اصل اصول الايمان وبقية الاصول تبع لهذا الاصل فالايمان بالله هو اصل اصول الايمان واعظمها والايمان بالله هو الايمان بوحدانية الله جل في علاه في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته والايمان بوحدانية الله في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته وبهذا يعلم ان الايمان بالله تبارك وتعالى يقوم على اركان ثلاثة لا يكون العبد مؤمنا بالله الا بالايمان بها وتحقيقها الاول الايمان بوحدانية الله في ربوبيته باعتقادي تفرده سبحانه وتعالى بالربوبية لا شريك له خلقا ورزقا وتصرفا وتدبيرا واحياء واماتة وان الامر كله بيده وان الخلق كلهم طوع تدبيره وتسخيره تبارك وتعالى فالله سبحانه رب العالمين وخالقهم اجمعين ومالكهم لا شريك له والمتصرف فيهم المدبر لشؤونهم عطاء ومنعا خفظا ورفعا خبظا وبسطا عزا وذلا حياة وموتا الامر امره جل في علاه والخلق خلق يحكم فيهم بما يريد ويقضي فيهم بما يشاء لا لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه جل في علاه فالركن الاول من اركان الايمان بالله الايمان بوحدانية الله في ربوبيته بانه الرب لا شريك له سبحانه وتعالى هل من خالق غير الله يرزقكم قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير. انك على كل شيء قدير الركن الثاني من اركان الايمان بالله الايمان بوحدانية الله في اسمائه وصفاته وانه تبارك وتعالى له الاسماء الحسنى والصفات العلا قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها قال جل وعلا قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى ويقول جل وعلا هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم والقرآن الكريم مشتمل على التعريف بالمعبود بالتعريف بعظمته وباسمائه وصفاته وافعاله جل في علاه فمن الايمان به ومن اركان الايمان به الايمان باسمائه وصفاته ومن لا يؤمن باسمائه وصفاته ليس مؤمنا بالله وكيف يكون مؤمنا بالله من يجحد اسماءه ولو واحدا من اسمائه جهد واحد من اسمائه او صفة واحدة من صفاته كفر به انظر شهد ذلك في قوله سبحانه وتعالى عن الكفار وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه ما تاب وهم يكفرون بالرحمن سمى جحدهم اسمه تبارك وتعالى الرحمن كفرا فالجحد لاسم واحد من اسمائه او صفة واحدة من صفاته كفر بالله سبحانه وتعالى كيف يكون مؤمنا بالله من لا يؤمن باسمائه ولا يؤمن بصفاته الواردة في كتابه وفي سنة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فمن اركان الايمان بالله ان نؤمن باسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة نؤمن بها ونثبتها كما جاءت ونمرها كما وردت بلا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل وننفي عن الله سبحانه وتعالى ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه لا نتجاوز في هذا الباب كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وفي هذا يقول الامام المبجل احمد بن حنبل رحمه الله تعالى نصف الله بما وصف به نفسه وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث وهذه جادة اهل السنة وطريقتهم ايمان بالله وباسمائه وصفاته الواردة في كتاب الله وفي سنة رسوله عليه الصلاة والسلام دون تجاوز للكتاب والسنة والركن الثالث من اركان الايمان بالله الايمان بوحدانية الله في الوهيته وهو مدلول كلمة التوحيد لا اله الا الله لا معبود حق الا الله الايمان بوحدانية الله في الوهيته بالاعتقاد والايمان بانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه كما قال الله سبحانه وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين كما قال جل وعلا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا كما قال جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين كما قال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت كما قال جل وعلا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه كما قال جل وعلا انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني. ولا يأتوا بهذا المعنى كثيرا فالايمان بوحدانية الله في الوهيته بالاعتقاد بانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه واخلاص الدين له وافراده وحده بالعبادة بان يفرده بالذل والخضوع والانكسار والركوع والسجود والذبح والنذر وغير ذلك من العبادات فلا يدعو الا الله ولا يستغيث الا بالله ولا يتوكل الا على الله ولا يذبح الا لله ولا ينذر الا لله تبارك وتعالى ولا يمد يديه في دعائه الا لله الذي يمد يديه ويدعو مدد يا رسول الله او مدد يا فلان ما عرف الايمان بالله ما عرف الايمان بالله ولا عرف حقيقة الايمان بالله ولا عرف حقيقة ما دعت اليه رسل الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليهم اجمعين فمن اركان الايمان بالله ان يفرد وحده بالعبادة فلا يدعى الا الله ولا يستغاث الا بالله ولا يتوكل الا على الله ولا يصرف شيء من العبادة الا لله وحده قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول مسلمين بهذا امر عليه الصلاة والسلام بهذا التوحيد وامضى حياته ودعوته عليه الصلاة والسلام في الدعوة الى هذا التوحيد وهذا الاخلاص اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعت لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يظروك بشيء لن يظروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف فالايمان بوحدانية الله في الوهيته هو مدلول لا اله الا الله ان نعبد الله وحده وان نخلص له الدين وان نفرده وحده بالعبادة وان نبرأ من الشرك كله وان نكون في عباداتنا وقرباتنا مخلصينا لله تبارك وتعالى فهذا هو الايمان بالله تبارك وتعالى وهو يقوم على هذه الاركان الثلاثة ودين الاسلام سمي توحيدا لان مبناها الايمان بوحدانية الله دين الاسلام سمي توحيدا لان مبناه على الايمان بوحدانية الله في ربوبيته واسمائه وصفاته والوهيته في ربوبيته واسمائه وصفاته والوهيته والايمان بالله يقوم على هذه الاركان فلا يكون مؤمنا بالله الا من امن بها وحقق ما دلت عليه وما اقتضته من توحيد واخلاص لله تبارك وتعالى الاصل الثاني من اصول الايمان الايمان بالملائكة الاصل الثاني من اصول الايمان الايمان بالملائكة والملائكة خلق من خلق الله وجند من جنوده لا يعصون الله تبارك وتعالى ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون لا يعلم عدتهم الا الذي خلقهم تبارك وتعالى والايمان بالملائكة ايمان باسمائهم واوصافهم واعدادهم ووظائفهم اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل الايمان بالملائكة ايمان باسمائهن واوصافهم واعدادهم ووظائفهم اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل فهذه الاربعة اليه يرجع ما يتعلق بالايمان بالملائكة اجمالا وتفصيلا والمطلوب من منا في باب الايمان بالملائكة ان نؤمن بالملائكة اجمالا فيما جاء اجمالا مما يتعلق بالملائكة وان نؤمن تفصيلا فيما جاء تفصيلا فيما يتعلق الايمان بالملائكة سواء في الاسماء او الاعداد او الاوصاف او الوظائف فمثلا اسماء الملائكة اسماء الملائكة الملائكة عدد لا يحصيه الا الذي خلقهم لكن لم يذكر لنا من اسماء الملائكة الا بعضهم وقليل منهم مثل جبريل وميكائيل واسرافيل ومالك وعدد ليس بالكثير ذكرت اسماؤهم فهذه الاسماء التفصيلية التي وردت في الكتاب او وردت في السنة مثل منكر ونكير فهذه الاسماء التفصيلية نؤمن بها تفصيلا كما وردت نؤمن بان من الملائكة جبريل وميكائيل واسرافيل ومالك ومنكر ونكير نؤمن بذلك فهذا الذي جاء تفصيلا باسماء الملائكة نؤمن به تفصيلا وما لم يأتي من اسماء تفصيلا نؤمن به اجمالا لهم لله ملائكة ولهم اسماء الله اعلم بهن لكن نؤمن اجمالا بذلك. اما الذي ورد تفصيلا نؤمن به تفصيلا كما ورد ايضا الاسماء الذي تشمل فالملائكة والاوصاف الذي تشمل ملائكة كلهم مثل الملائكة والكرام البررة رسل الله السفرة بايدي سفرة فمثل هذه الاسماء التي تشملهم نؤمن بها نؤمن بها كل ما جاء تفصيلا عن الملائكة فيما يتعلق باسماء نؤمن به ايضا فيما يتعلق باوصاف الملائكة باوصاف الملائكة نؤمن تفصيلا بما جاءت به النصوص مفصلة في ذكر اوصاف الملائكة وما لم يأتي من التفاصيل في اوصافهم نؤمن به اجمالا ولا نخوض بتفاصيل لا دليل عليها من كتاب ولا سنة ولهذا لا يجوز للانسان ان يصف الملائكة باي وصف الا بدليل لانهم غيب ووسيلتنا في معرفة هذا الغيب من خلال الوحي غيب ووسيلتنا في المعرفة لهذا الغيب بالوحي. فما جاء في الوحي من التفاصيل نؤمن به وما لم يأتي لا نخوض في شيء لا علم لنا ولا تقف ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا مثلا من اوصاف الملائكة على وجه التفصيل ما جاء في الحديث الصحيح عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال اذن لي ان احدثكم عن احد الملائكة وهو من حملة العرش ما بين شحمة اذنه الى عاتقه تخفق فيه الطير سبع مئة سنة تخفق فيه الطير سبع مئة سنة يعني لو ان طائرا طار من عاتق الملك وهذا فيه اثبات العاتق وفي اثبات الاذن وفي اثبات شحمة الاذن فهذه هذه الاوصاف التفصيلية نؤمن بها لانها جاءت في ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو ان طيرا طار من العاتق عاتق الملك متجها الى شحمة اذنه احتاج الى سبع مئة سنة طيران حتى يصل الى شحمة الاذن وبالنسبة لنا المسافة بين العاتق وشحمة الاذن لا تكفي ان يقف الطير مجرد وقوف مسافة قصيرة جدا تنظر عظم خلق الملائكة انظر عظم خلق الملائكة هذا مثال ذكره النبي في وصف الملائكة هذا الخلق العجيب العظيم من خلق الله تبارك وتعالى وقد قال عليه الصلاة والسلام رأيت جبريل وقد سد الافق وله ست مئة جناح جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد بالخلق ما يشاء فرأى عليه الصلاة والسلام جبريل وقد سد الافق وله ست مئة جناح فهذه الاحاديث التي جاءت تفصيلا في ذكر اوصاف الملائكة نؤمن بها وما لم يرد من ذلك نؤمن به اجمالا خلق عظيم لهم اوصاف عظيمة ونعوت عظيمة تدل على عظمة هذه المخلوقات وقوتها وكبر اجسامها لكن اوصافهم تفصيلا لا نتحدث بشيء من ذلك الا في ضوء ما ورد في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ومما يتعلق بالايمان اوصاف فالملائكة ان نؤمن بانهم خلقوا من نور كما صح بذلكم الحديث عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه والايمان باعداد الملائكة يكون اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل اجمالا نؤمن بان عددهم لا يحصيهم الا الذي خلقهم وما يعلم جنود ربك الا هو ومما يدل على هذه الكثرة العظيمة للملائكة قصة الاسراء بالنبي عليه الصلاة والسلام. قال رأيت البيت المعمور فقال جبريل هذا البيت المعمور قال يدخله كل يوم سبعون الف ملك كل يوم يدخله سبعون الف ملك ثم لا يرجعون اليه فكم هذا العدد كل يوم يدخل البيت المعمور سبعون الف ملك. ومن دخل لا يعود مرة ثانية مرة واحدة دخول البيت المعمور ويوميا سبعون الف ملك وفي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام اطت السماء وحق لها ان تئط ما فيها موضع اربعة اصابع الا وفيه ملك ساجد لله ما فيها موضع اربعة اصابع الا وفيه ملك ساجد لله هذا مما يدل على كثرة الملائكة فاجمالا نؤمن بان عددهم عدد كثير لا يحصيه الا الذي خلقهم لكن النصوص التي جاءت مفصلة لبعض الاعداد المتعلقة بالملائكة هذا التفصيل نؤمن به كما ورد مثلا قول الله سبحانه ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية هذا العدد نؤمن به حملة العرش مثلا قول النبي عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه يؤتى بجهنم يوم القيامة ولها سبعون الف زمام ومع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها هذا العدد التفصيلي للملائكة الذين يجرون جهنم الى ارض المحشر تضرب سبعين الف في سبعين الف يخرج لك هذا العدد التفصيلي للملائكة الذين وكل اليهم هذه المهمة الحاصل ان الاعداد التفصيلية للملائكة مثل المنكر والنكير اثنان من الملائكة وكل اليهم سؤال العبد في قبره فمثل هذه الاعداد التفصيلية نؤمن بها تفصيلا كما جاءت كما جاءت في كتاب الله وكما جاءت في سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ايضا فيما يتعلق بوظائف الملائكة واعمالهم اجمالا هم جند لله لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون عباد مكرمون يفعلون ما يؤمرون وكل وكل منهم يقوم بما يأمره الله سبحانه وتعالى به اتم قيامه ليس فيهم من يعصي الله في امرهم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون اي كل ما يأمرهم به سبحانه وتعالى يفعلون على التمام والكمال تفصيلا نؤمن بالوظائف التي جاء تبيانها تفصيلا للملائكة في الكتاب والسنة من الملائكة من هو موكول بالوحي نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين من الملائكة من هو موكول بقبض الارواح قل يتوفاكم ملك الموت الذي اوكل بكم من الملائكة من هو موكول بحفظ العبد له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله من الملائكة من هو موكول بالكتابة وان عليكم لحافظين كراما كاتبين منهم من هو؟ على يمين العبد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. كاتب للحسنات وكاتب للسيئات عن يمينه وعن شماله منهم من هو موكول بالقطر الى غير ذلك من الوظائف الملائكة التي جاء تفصيلها في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه فكل ذلك نؤمن به ومن ذلك على سبيل المثال ما جاء في الحديث قال عليه الصلاة والسلام ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه وبينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع طالب العلم يمشي الى حلقة العلم ويجلس في حلقة العلم يوميا ولا يرى الملائكة وهي تضع اجنحتها لطالب العلم ولا يراهم وهم يحفون مجلس العلم باجنحتهم لا يرى ذلك لكنه يؤمن بذلك وهو منه على يقين. لماذا؟ لانه يؤمن بالغيب يؤمن بكل ما اخبرت به رسل الله صلوات الله وسلامه عليه وهذا الايمان لا اثر على العبد وله وقع في النفوس حيث يستشعر العبد في طلبه للعلم هذه الكرامة العظيمة النبي عليه الصلاة والسلام ذكر ذلك لبيان شرف طلب العلم وشرف طالب العلم وانه من شرف ان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع فهذه فهذا وان لم يره طالب العلم بعينه الا انه منه على يقين لانه خبر صادق عن الرسول الكريم الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى صلوات الله وسلامه وبركاته عليه الاصل الثاني من اصول الاصل الثالث من اصول الايمان الايمان بالكتب الايمان بالكتب المنزلة كما قال الله تبارك وتعالى وقل امنت بما انزل الله من كتاب وقال جل وعلا يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظل ظلالا بعيدا وهذه الاية من الايات التي جمعت اصول الايمان بما فيها الايمان بالكتب وفيها ان الكفر باصول الايمان او بشيء منها كفر بالله سبحانه وتعالى سمى الله تبارك وتعالى عدم الايمان بها كفرا فمن اصول الايمان الايمان بالكتب المنزلة الايمان بالكتب المنزلة على رسل الله الكرام وقل امنت بما انزل الله من كتاب اي امنت بكل كتاب انزله الله على كل رسول والايمان بالكتب ايمان اجمالي فيما اجمل وايمان تفصيلي فيما افصل لان الكتب المنزلة لم تذكر اسماؤها كلها ولم يذكر ايضا تفاصيل التي فيها وانما ذكر ذكر اسماء بعضها وذكر التفاصيل جاءت في بعضها ما لم يرد تفصيلا نؤمن به اجمالا. وما جاء مفصلا نؤمن به مفصلا كما ورد مثلا من الكتب التوراة الذي انزل على موسى والانجيل الذي انزل على عيسى والزبور الذي انزل على داوود والصحف التي انزلت على ابراهيم فهذا الذي جاء تفصيلا نؤمن به. تفصيلا وايضا الاشياء التفصيلية التي جاء ذكرها عن تلك الكتب نؤمن بها نؤمن بها تفصيلا كما جاء كما جاءت في كتاب الله سبحانه وتعالى بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى ان هذا لفي الصحف الاولى. صحف ابراهيم وموسى هذا شيء تفصيلي نؤمن به كما جاء محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود. ذلك مثلهم في التوراة ومثل في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع هذا تفصيل فيما يتعلق بالتوراة والانجيل ما هو هذا التفصيل ثنى على الصحابة رظي الله عنهم وارظاهم من قبل ان يخلقوا ومن قبل ان يوجد اثنى الله عليهم في التوراة التي انزلها على موسى وفي الانجيل الذي انزله على عيسى وذكرهم بهذه الاوصاف العظيمة والنعوت الجميلة رضي الله عنهم وارضاهم هذه الكتب ما جاء تفصيلا ما يتعلق باسمائها او ما يتعلق بمضامينها فانا نؤمن به ومما نؤمن به فيما يتعلق بالتفصيل الذي في هذه الكتب انها كلها قائمة على التوحيد وانها كلها مشتملة على اصول الايمان الستة وان دعوة الانبياء واحدة ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله النذر الرسل كلهم متفقون على هذا الاصل الا تعبدوا الا الله واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون فكلمة الرسل واحدة في الدعوة الى التوحيد والدعوة الى هذه الاصول العظيمة والاسس المتينة ومن الكتب الجميلة في هذا الباب كتاب الشوكاني رحمه الله ارشاد الثقات الى اتفاق الشرائع التوحيد والمعاد والنبوات هذه اصول متفق عليها لدى جميع الانبياء ايضا الايمان باليوم الاخر هذا متفق عليه لدى جميع الانبياء كلهم دعاة للايمان باليوم الاخر وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا حتى اذا جاءوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها الم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا. الرسل كلهم ينذرون لقاء لقاء لقاء الله ينذرون من اليوم الاخر ويذكرون ما فيه من جنة ونار وجزاء وحساب وعقاب كل الانبياء متفقين على ذلك وللشوكاني رحمه الله كتاب اخر اسماه المقالة الفاخرة في اتفاق الشرائع على الايمان بالاخرة هذا متفق عليه بين آآ الرسل عليهم صلوات الله وسلامه جميع الكتب مشتملة على ذلك فالايمان بالكتب المنزلة يكون اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل وان نعتقد فيها كلها انها وحي الله وتنزيله جل في علاه وان الرسل بلغت تلك الكتب وافية البلاغ المبين وما على الرسول الا البلاغ وانها مشتملة على الهدى والفلاح والسعادة والنجاح وان من امن بتلك الكتب من الامم التي انزلت عليهم فقد افلح وانجح وسعد في دنياه واخراه ومن لم يؤمن بها فقد خاب وخسر ونؤمن بان القرآن الكريم هو خاتم الكتب المنزلة فلا كتاب بعده كما ان نبينا عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين فلا نبي بعده فنؤمن بذلك وان القرآن الكريم مصدق لما بين يديه ومهيمن عليه الى غير ذلك من امور التي تتعلق بهذا الاصل العظيم من اصول الايمان الايمان بالكتب ومن ذلكم ايضا ان نعتقد ان ان الكتب وحي الله وكلامه وتنزيله جل في علاه مثل ما قال الله في القرآن وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين الاصل الرابع من اصول الايمان الايمان بالرسل الكرام الايمان بالرسل الكرام اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل والله تبارك وتعالى قص لنا خبر عدد من الانبياء ولم يقصص علينا خبر عدد اخر منهم. منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك فمنهم من قص الله خبره ومنهم من ذكر ذكرهم باسمائهم واخرون من الانبياء وهم عدد ليس ليس بالقليل لم تذكر اسمائهم لا في القرآن ولا في السنة والذين ذكروا اسمائهم من الانبياء في القرآن الكريم خمسة وعشرين نبيا لكن هناك انبياء اخرون ورسل لم تذكر اسمائهم فمن ذكرت اسمائهم من الانبياء نؤمن بهم تفصيلا وايضا من ذكر التفاصيل دعوتهم واخبارهم مع اممهم نؤمن بها تفصيلا كما وردت مثل ما نقرأ قصة موسى وقصة عيسى وقصة نوح وقصة هود وقصة صالح وايوب وسليمان وغيرهم مما جاءت اخبارهم مفصلة وبعضهم اكثر تفصيلا من بعض كل هذه التفاصيل نؤمن بها كما جاءت في كتاب الله وايضا ما جاء من ذلك في السنة نؤمن به مفصلا كما جاء وما لم وما لم يرد من ذلك تفصيلا نؤمن به اجمالا ونؤمن بان الله سبحانه وتعالى فضل بعظ النبيين على بعظ تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض فنؤمن هذا التفاضل بين الانبياء ونؤمن ان افضل الانبياء هم اولو العزم من الرسل وهم خمسة نوح ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه وسلامه عليهم اجمعين ونؤمن ان افضل قل العزم من الرسل هو محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وسيد ولد ادم اجمعين صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ونؤمن انه صلى الله عليه وسلم ختمت به الرسالات ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وصح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال ولا نبي بعدي فبه ختمت النبوات وبرسالته ختمت الرسالات فلا نبي بعده ولا رسول صلوات الله وسلامه وبركاته عليه الى غير ذلك من التفاصيل المتعلقة بالايمان بالرسل الكرام ونعتقد انهم اجمعين بلغوا البلاغ المبين وما تركوا خيرا الا دلوا الامم الا دلوا اممهم عليه ولا شرا الا حذروا اممهم منه وان من امن بهم واتبعهم فقد سعد في دنياه واخراه ومن كذبهم وكفر بهم فقد خسر الدنيا والاخرة الاصل الخامس من اصول الايمان الايمان باليوم الاخر الايمان باليوم الاخر والايمان باليوم الاخر هو الايمان بكل ما يكون بعد الموت مما جاء ذكره وتفصيله في الكتاب والسنة والموت بداية اليوم الاخر والقبر اول منازل الاخرة ومن مات قامت قيامته وبدأت ساعته فالايمان باليوم الاخر والايمان بكل ما يكون بعد الموت. بدءا من فتنة القبر وعذابه ونعيمه ثم ما يكون بعد ذلك من امور من البعث والنسور والقيام بين يدي رب العالمين والحشر والموازين الصراط وتطاير الصحف فاخذ كتابه باليمين واخذ كتابه بالشمال والجنة والنار وما يتعلق بالتفاصيل المتعلقة بعذاب النار والتفاصيل المتعلقة بنعيم الجنة كل هذه التفاصيل المتعلقة باليوم الاخر مما ورد في الكتاب والسنة الايمان به من الايمان باليوم الاخر الايمان به من من الايمان باليوم الاخر والايمان باليوم الاخر على درجتين ايمان جازم وايمان راسخ الايمان الجازم هو الذي لا يقبل ايمان الا به ان يجزم ولا يشك ان ان ثمة يوم اخر في حساب وعقاب فمن شك او ارتاب لا يكون مؤمنا ولا يقبل منه عمل واما الايمان الراسخ فهو الايمان المتمكن من القلب المتعمق في النفس الذي يستحضره العبد في المناسبات وفي الاحوال وفي الاعمال وفي الامور تجد كل ما اراد ان يقدم على شيء تذكر الايمان باليوم الاخر وتجده في كل وقت يستعد ويتهيأ لليوم الاخر. هذا ايمان راسخ هذا ايمان راسخ ولهذا يقول اهل الرفعة واهل الدرجات واهل الفوز بئب النعيم مخبرين عن هذا الايمان الراسخ وعظم اثره عليهم انا كنا قبل في اهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم مشفقين من هذا اليوم خائفين وهذا الاشفاق والخوف يورث الاستعداد والتهيؤ فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه اني ظننت اني ملاق حسابي. كنت على عقيدة جازمة وايمان راسخ بانني ساحاسب واني ساقط بين يدي الله تبارك وتعالى فاثمر هذا الايمان تعدادا وتهيئا ليوم المعاد ويدخل في الايمان باليوم الاخر الايمان باشراطه وعلاماته التي تكون بين يديه وهي علامات صغرى وعلامات كبرى فهل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة فقد جاء اي علاماتها لها علامات صورة ولها علامات كبرى الحاصل ان الايمان كل هذه الامور من الايمان باليوم الاخر ومر معنا في اول سورة البقرة قول الله تعالى وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون الاصل السادس من اصول الايمان الايمان بالقدر خيره وشره من الله تبارك وتعالى والايمان بالقدر ايمان بعلم الله تبارك وتعالى الازلي السابق بكل ما يكون وانه تبارك وتعالى حاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا وانه تبارك وتعالى كتب مقادير الخلائق واعمالهم قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما صح بذلكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والايمان بمشيئة الله وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن والايمان بان الله خالق كل شيء فالايمان بالقدر يقوم على هذه الاركان الاربعة علم كتابته علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو تكوين وايجاد فهذه فهذه الامور الاربعة هي مراتب الايمان بالقدر ولا يكون مؤمنا بالقدر الا من امن بها المرتبة الاولى العلم الايمان بالعلم وان الله سبحانه وتعالى علم ازلا ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وما لم يكن ان لو كان كيف يكون احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا والمرتبة الثانية الايمان بالكتابة ان الله سبحانه وتعالى كتب مقادير الخلائق وافعال العباد ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير قد جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة والحديث الاخر قال اول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فجرى القلم بكتابة ما هو كان الى يوم القيامة المرتبة الثالثة المشيئة ان الامور كلها بمشيئة الله وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن نؤمن بمشيئته النافذة وقدرته تبارك وتعالى الشاملة وانه لا يكون في ملك الله الا ما شاءه الله واراده تبارك وتعالى كونا وقدرا والمرتبة الرابعة مرتبة الخلق والايجاد وان الله تبارك وتعالى خالق كل شيء والله خلقكم وما تعملون. الله خالق كل شيء الحمد لله رب العالمين فهذه مراتب الايمان بالقدر العلم والكتابة والمشيئة والايجاد ولا يكون مؤمنا بالقدر الا ولا يكون الايمان بالقدر الا بالايمان بها لا يكون الايمان بالقدر الا بالايمان بها وهذا الايمان بالقدر والتصديق به خيري وشره من الله تبارك وتعالى يثمر في العبد اذا حقق الايمان به حسن اقبال على الله وتمام توكل عليه جل في علاه وحسن التجاء اليه وسؤال دائم وتوجه الى الله بان يثبت العبد لان الامر بيده والا يزيغ قلبه وان يصلحه وان يعيده لان الامر بيده سبحانه وتعالى فله ثماره العظيمة واثاره المباركة ولما سأل الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الاعمال انعمل فيما قدر وقضي او في امر مستأنف قال فيما قدر وقضي قالوا ففيما العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشقاوة ثم تلا فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى والعبد عليهم في هذا المقام ان يحرص على ما ينفعه من خير الدنيا والاخرة وليستعين بربه وان يتوكل عليه وان يطلب منه المد والعون والتوفيق والتسديد كما قال النبي عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله الحاصل ان هذه الاصول العظيمة والاركان المتينة التي يقوم عليها الايمان وهي الايمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره اصول يجب على كل مسلم ان يعنى بها عناية عظيمة مقدمة على عنايتي باي امر اخر وان يجتهد في التفقه فيها زيادة العلم فيها والرسوخ من خلال مطالعة الادلة وكلام اهل العلم من اهل السنة في بيانها وتوضيحها واهل العلم لهم في هذا الباب مؤلفات نافعة وكتب قيمة يستفاد منها ومن الكتب الواسعة المفيدة في هذا الباب كتاب معارز القبول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى ولا سيما في بسط الادلة جمعها وحشدها من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والكتب في هذا الباب كثيرة نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما ونسأله جل في علاه ان يزيننا اجمعين بزينة الايمان وان يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين. فاللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا فاصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم انا نسألك الثبات في الامر. والعزيمة على الرشد. ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم انا نسألك الهدى والسداد اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نعوذ بك من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وشر كل دابة انت اخذ بناصيتها وشر وشركه ونعوذ بك ربنا من الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن اللهم اعذنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ثم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك غفور الرحيم. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. فاللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل يا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم. وعلى ال انك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. جزاكم الله خيرا