الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى في رسالته الدروس المهمة لعامة الامة الدرس التاسع بيان التشهد بيان التشهد وهو ان يقول التحيات لله والصلوات والطيبات. السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويبارك عليه فيقول اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى ال محمد. كما باركت على ابراهيم وعلى على ال ابراهيم انك حميد مجيد ثم يستعيذ بالله في التشهد الاخير من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ثم من الدعاء ما شاء ولا سيما المأثور من ذلك ومنه اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك. وارحمني انك انت الغفور الرحيم اما في التشهد الاول فيقوم بعد الشهادتين الى الثالثة في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وان صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فهو افضل لعموم الاحاديث في ذلك. ثم يقوم الى الثالثة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الدرس التاسع من الدروس المهمة لعامة الامة للامام الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله تعالى وفي هذا الدرس اورد رحمه الله التشهد والصلاة الابراهيمية وما يتبعها من دعاء من دعاء مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يشرع للمرء ان يقوله في تمام صلاته قبل ان يسلم وان هذه الصيغة في التشهد والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام والتعوذ بالله من الاربع الاتي ذكرها من الامور المهمة التي ينبغي ان يحرص كل مسلم على تعلمها بالفاظها كما جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصيغة التي اوردها رحمه الله في التشهد جاءت في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قد ذكر العلماء رحمهم الله تعالى انها اصح صيغة وردت في التشهد قد ورد من غير حديث صيغ اخرى صحيحة لكن اصح فالصيغ بهذه الصيغة التي جاءت في حديث ابن مسعود رضي الله عنه والذي ساقه آآ المصنف رحمه الله تعالى هنا فينبغي على المسلم ان يتعلم التشهد المأثور كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر ابن مسعود ان النبي عليه الصلاة والسلام علمه هذه الصيغة وكفه وكفه بين كفي النبي عليه الصلاة والسلام كما يعلمه السورة من القرآن وهذا يعني ان الفاظ التشهد ينبغي ان تحفظ بدقة كما جاءت عن النبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وبعض العامة ربما يجري على لسانه اضافة اضافة كلمة او اضافة حرف او انقاص حرف او تغييرا لحركة اعراب فربما تغير المعنى. ربما تغير المعنى ولهذا ينبغي ان تحفظ بالفاظها طبقا لما جاءت عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والتشهد هو ان يقول التحيات لله والصلوات والطيبات التحيات يراد بها التعظيمات من ركوع وسجود وذل وانكسار كل ذلك لله. فهو تبارك وتعالى المستحق لذلك وحده دون سواه فهو الذي له الذل والخضوع والركوع والسجود يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم فهذا كله لله لا شريك له سبحانه وتعالى في شيء من ذلك فقولنا التحيات لله اي التعظيمات. والخضوع والذل. والركوع والسجود هذا كله لله لا يستحقه احد غيره ولا يجوز ان يصرف لاحد سواه جل في علاه والصلوات اي الدعوات فالدعاء لله لا يدعى الا الله. ولا ينتج الا الى الله ولا يتوجه بالسؤال الا اليه سبحانه وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. فالدعوات لله جل وعلا لا يدعى الا هو ولا يتوجه بالدعاء الا له فان الصلاة لغة هي الدعاء وقد وقد يراد بالصلوات اي المعروفة ذات الركوع والسجود فرضها ونفلها فهي كلها لله لا يصرف فيها لا يصرف شيء منها الا له سبحانه وتعالى وقوله والطيبات اي من الاقوال والافعال طيبات اي من الاقوال والافعال لله جل وعلا اليه يصعد الكلم الطيب والمؤمن طيب في اقواله واعماله وافعاله وحسن تقربه لربه ولهذا يقال لاهل الايمان يوم القيامة طبتم فادخلوها خالدين فالطيبات التي هي اعمال الايمان واقوال الايمان هذه كلها لله هذه كلها لله ولا يبتغى بها الا وجه الله سبحانه وتعالى فالله جل وعلا طيب لا يقبل الا الطيب والطيب اسم من اسماء الله جل وعلا وهو دال على الطيب في اسمائه كلها وصفاته وافعاله فاسماؤه كلها طيبة وافعاله كلها طيبة واقواله كلها طيبة سبحانه وتعالى. وهو طيب لا يقبل الا الطيب فالطيبات لله تبارك وتعالى. تحيات لله والصلوات والطيبات بعد هذا التعظيم والاقرار والخضوع لله سبحانه وتعالى يسلم على النبي عليه الصلاة والسلام يسلم على النبي عليه الصلاة والسلام الذي انما عرف دين الله سبحانه وتعالى بواسطته فهو الواسطة بين الله وخلقه في ابلاغ دينه قد بلغ عليه الصلاة والسلام البلاغ المبين ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين. ما ترك خيرا الا دل الامة عليه. ولا شرا الا حذرها منه يقال بعد التحيات لله والتعظيمات وهذه وهذا الاقرار يقال السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. وهذه الكلمات الثلاثة السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته كلها كلها دعوات اما السلام فهو دعاء بالسلامة. دعاء بالسلامة العافية واما الرحمة فهي دعوات بالفوز برحمة الله سبحانه وتعالى التي خص بها عباده المتقين واولياءه المقربين. كان بالمؤمنين رحيما وبركاته البركة هي النماء والزيادة في الخير والفضل السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته يخص اولا وحده عليه الصلاة والسلام بهذا السلام التام الكامل السلام عليه ايها النبي ورحمة الله وبركاته ثم يلقى السلام على عموم فالمؤمنين السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وهذا التسليم العام يتناول كل عبد صالح كانوا في اول امر يقولون السلام على فلان السلام على فلان السلام على فلان تطول ومع طولها لا يستقصي كل من يريد ان يسلم عليه فارشدهم النبي عليه الصلاة والسلام الى ان يتركوا ذلك وان يقولوا هذا الكلام الجامع. السلام علينا وعلى عباد الله صالحين وانهم اذا قالوها فانها تشمل كل مؤمن وكل عبد صالح. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله هذا الاقرار لله جل وعلا بالوحدانية. ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة فانا اشهد ان لا اله الا الله كلمة التوحيد. والتوحيد مدلولها. والتوحيد مدلولها فهي قائمة على النفي والاثبات. نفي العبودية عن كل من سوى الله واثبات العبودية بكل معانيها لله تبارك وتعالى وحدة وهي تعني اخلاص العبادة لله وافراده تبارك وتعالى وحده بالعبادة والبراءة من الشرك والخلوص منه وشهادة ان محمدا عبده ورسوله هذا فيه الاقرار بعبوديته. وانه عبد والعبد لا يعبد وانه رسول والرسول لا يكذب بل يطاع ويتبع. ولهذا فان هذه الكلمة اشهد ان محمدا عبده ورسوله تجعل قائلها والمعتقدة بما دلت عليه متوسطا معتدلا لا غلو ولا جفاء. فهو عبد والعبد لا يعبد ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع وقد مر معنا في السلام عليه السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته هذا دعاء له ومن يدعى له لا يدعى من دون الله. هذا من ادلة التوحيد. من يدعى له لا يدعى من دون الله وايضا قول المسلم في التشهد السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين هذا دعاء لعباد الله الصالحين والذي يدعى له لا يدعى من دون الله. هذا من براهين التوحيد ودلائله قال اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويبارك عليه ويبارك عليه واورد صيغة من الصيغ المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه وهي الصلاة المأثورة في حديث ابي مسعود البدري رضي الله عنه قال يقول اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد والصلاة من الله على نبيه ثناؤه عليه في الملأ الاعلى وصلاة الملائكة على نبيه وصلاة المؤمنين عليه دعاء الله سبحانه وتعالى له صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. فان الصلاة دعاء فان الصلاة من الملائكة ومن المؤمنين على النبي عليه الصلاة والسلام دعاء للنبي صلى الله عليه وسلم بذلك. رفعة المقام والثناء عليه صلوات الله وسلامه عليه في الملأ الاعلى وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وهذا فيه اه الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم بالبركة وهي النماء والزيادة في الخير والفظل والمكانة ثم يستعيذ بالله في التشهد الاخير من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. وقد جاء في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا تشهد احدكم فليستعذ بالله من اربع وذكر هذه الامور الاربعة اذا تشهد احدكم فليستعذ بالله من اربع وذكر هذه الامور الاربعة. الاول التعوذ بالله من جهنم. اي النار وعذابها وان الله سبحانه وتعالى يقي عبده وينجيه من دخولها والاستعاذة التجاء الى الله واعتصام به سبحانه وتعالى ومن عذاب القبر والقبر فيه نعيم وعذاب وعذاب القبر حق فيتعوذ المسلم في صلاته قبل ان يسلم من عذاب القبر من عذاب القبر وعذاب القبر حق وعذاب القبر يكون على الكفر ويكون ايضا على المعاصي. مثل ما جاء في الحديث انهما لا يعذبان وما يعذبان في كبير. وانه كبير ثم ذكر ان احدهما يمشي بالنميمة بين الناس والاخر لا يستنزه من البول في شرع المسلم التعوذ بالله تبارك وتعالى من عذاب القبر وعذاب القبر حق ثم التعوذ من فتنة المحيا والممات فتنة المحيا فتنة هنا مفرد مضاف. فيعم كل فتنة تكون المرء في حياته وهي فتن كثيرة ترجع في جملتها الى فتن الشهوات وفتن الشبهات. فيتعوذ بالله من الفتن كلها والانسان عرظة للفتن الانسان عرظة للفتن وقد صح في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن وهي دعوة ينبغي على المرء ان ان يعتني بها ان يعيذه الله سبحانه وتعالى من الفتن فتنة المحيا اي كل فتنة تكون في الحياة والممات اي ما ما يكون من الفتن عند الممات وهذي اشد لان فتنة الممات ليس بعدها الا الموت هذي اشد واخطر الفتنة التي تكون عند الممات ليس بعدها الا الموت. لكن الفتنة التي في المحيا بعدها شيء من الحياة قد يتخلص المرء ويسلم وينجو لكن فتنة الممات ليس بعدها الا الموت ولهذا اضيفت الى اه الممات لانها تكون عند دنوه وقرب حلوله بالعبد قال ومن فتنة المسيح الدجال وفتنة المسيح الدجال هي اشد الفتن هي اشد الفتن وما من نبي بعثه الله سبحانه وتعالى الا وانذر قومه من هذه الفتنة العظيمة والله سبحانه وتعالى جعل هذه الفتنة من علامات الساعة وامارات دنو قيامها ولهذا فان خروجه يكون في اخر الزمان وما من نبي بعثه الله الا وانذر قومه من هذه الفتنة لشدة خطورتها ولهذا شرع لنا ان نستعيذ استعاذة دائمة مستمرة دبر كل صلاة قبل ان نسلم من هذه الفتنة العظيمة فتنة المسيح الدجال وسمي مسيحيا لان عينه اليمنى ممسوحة طافية كأنها زبيدة وسمي دجالا لان اموره كلها قائمة على الدجل وهو الكذب ومن اعظم دجله واكبر كذبه قوله انه الله ويأتي بايات يفتن الناس يأتي بايات امور خارقة للعادة يجريها الله سبحانه وتعالى على يديه ابتلاء وامتحانا فيفتن الناس يقول للسماء امطري. فتمطر يقول للارظ انبتي فتنبت يقول للبلدة اخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها هذه كلها امور خارقة للعادة مهيلة مذهلة ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم اذا اذا خرج ان يقترب من المكان الذي هو فيه قال من سمع بالدجال فلينأ عنه وهذا التعوذ من فتنة المسيح الدجال ينبغي على المسلم ان يعنى به كما في هذه الدعوة العظيمة المباركة هذا التعوذ العظيم المبارك الذي يشرع للمسلم ان يقول دبر كل صلاة قال ثم يتخير من الدعاء ما شاء ولا سيما المأثور من ذلك بعد هذا التعوذ من هذه الامور الاربعة يتخير من الدعاء ما شاء. لقول النبي عليه الصلاة والسلام في حديث ابن مسعود ثم ليتخير من الدعاء ما شاء والاولى كما قال الشيخ ان يتخير من الدعاء ما شاء مما ورد والنبي صلى الله عليه وسلم ورد عنه دعوات اثرت عنه تقال قبل السلام فينبغي على المسلم ان يعتني بهذا هذه الدعوات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم الجامعة المعصومة المشتملة على اعظم المطالب واجل المقاصد ولا بأس اذا دعا ببعض دعواته الخاصة مما ليس فيه محظور شرعي مما ليس فيه محظور شرعي لا بأس بذلك لكن اقتصاره على المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم لا شك انه اولى واسد واكمل واوفى ولهذا يحرص على حفظ بعض هذه الادعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ليقولها بعد التعوذ بالله سبحانه وتعالى من هذه الاربع وذكر من ذلك بعض الامثلة الاول ان يقال اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وهذا جاء في حديث معاذ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له اني احبك فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ودبر الشيء يطلق على اخره مما هو جزء منه ويطلق على اخره مما يليه ويأتي بعده ولهذا يفصل اهل العلم ما كان من دعاء ما كان من دعاء جاء في الحديث انه يقال دبر الصلاة فيؤتى به قبل السلام وما كان من ذكر ورد في الحديث انه يقال دبر كل صلاة فيؤتى به بعد السلام والدعاء يؤتى به قبل السلام عملا بهذا الحديث ثم ليتخير من الدعاء ما شاء لان قبل السلام موطن لتحري الدعاء هذا امر يغفل عنه يغفل عنه كثير من الناس ولهذا بعضهم في صلاته النفل تجده مثلا يأتي بالتشهد سريعا جدا ثم يمد يديه ويدعو ويفوت على نفسه هذه الفرصة الثمينة في ان يطيل تشهده قليلا ليدعو بما شاء وهذا من من اهم المواطن التي يتحرى فيها الدعاء لانك بعد هذه الصلاة وهذا التعظيم وهذه التحيات وهذا السلام هذه كلها مقدمات تأتي بين يدي دعائك فلا تعجل لا تعدل بالسلام اقبل على الله بالدعاء والسؤال فان هذا من المواطن التي يتحرى فيها الدعاء ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ثم ثم ليتخير من الدعاء ما شاء والامام ان اطال شيئا قليلا في التشهد وجاءت بعض هذه الادعية يغضب منه كثير من المأمومين حتى احدهم يقول ان احد المأمومين قال له بعد الصلاة قرأت التشهد مرتين من قال لك تقرأ التشهد مرتين؟ فرصتك تدعو الله. تسأله من خير الدنيا والاخرة لكن هذا بسبب الجهل جهل قيمة هذا الوقت في الاقبال على الله سبحانه وتعالى بالدعاء ثم ليتخير من الدعاء ما شاء فاذا كان يحفظ الادعية المأثورة التي تقال في هذا الموطن يأتي بها او الادعية الجامعة المأثورة عن النبي مثل ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ونحو ذلك من الدعوات او يدعو بما شاء من حاجاته ومطالبه مما ليس فيه محظور شرعي فهو من اهم المواطن التي ينبغي ان ان يتخير فيها الدعاء عملا بقول النبي عليه الصلاة والسلام ثم ليتخير من الدعاء ما شاء وقوله اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك هذا طلب المعونة من الله ان يمد عبده بالمعونة والتوفيق للمواظبة على الذكر والشكر لله سبحانه وتعالى على نعمائه والاحسان في العبادة. لم يقل وعبادتك وانما قال وحسن عبادتك والعبادة انما تكون حسنة بالاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والاتيان بهذه الدعوة دبر الصلاة قبل ان تسلم يأتي في موضع في غاية المناسبة لان هذه الصلاة التي صليتها هي من معونة الله لك فقبل ان تسلم من صلاتك اطلب من الله معونة جدد الطلب جدد السؤال الافتقار الى الله الذي اعانك على هذه الصلاة وها انت اوشكت ان تنتهي منها فاقبل على الله سائلا ان ان يمدك بالعون ويدخل في قولك اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. المعونة على الصلاة الاخرى التي تأتي. وافترضها الله عليك اذا صليت تطلب العون ايضا وهكذا لا تزال في دبر كل صلاة تطلب من الله المعونة على الذكر والشكر وحسن العبادة ثم اورد هذه الصيغة من الدعاء وقد جاءت في حديث ابي بكر رظي الله عنه قال فيه يا رسول الله علمني دعاء ادعو الله به في صلاتي وفي بعض الروايات في صلاتي وبيتي هذا صديق الامة رضي الله عنه يقول علمني دعاء ادعو الله به في صلاتي وهو يحسن ان يصوغ دعوات ويأتي بها لكن انظر هذا الحرص على التلقي من النبي صلى الله عليه وسلم والاخذ عنه علمني دعاء ادعو الله به في صلاتي وفي رواية وبيتي فقال له تقول اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا هذا دعاء ارشد النبي صلى الله عليه وسلم صديق الامة وخير الامة افظل امة محمد عليه الصلاة والسلام ان يقول هذا الدعاء بل ان ابا بكر ليس فقط افظل امة محمد بل هو افظل الناس في جميع الامم بعد النبيين. رظي الله عنه وارظاه فانظر مكانته العلية ثم يقول للنبي علمني عليه الصلاة والسلام علمني دعاء ادعو الله به في صلاته قال تقول اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا واذا كان صديق الامة رضي الله عنه مع فظله وحسن تعبده لله وقوة ايمانه مطلوب منه ان ان يقول في صلاته اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا فكيف بمن هو دونه ولا يبلغ عشر معشاره في التعبد والخضوع لله سبحانه وتعالى اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا والظلم هنا للنفس كما انه يتناول فعل المعصية فانه يتناول ايضا التقصير في الطاعة التقصير في الطاعة وعدم التكميل والتتميم لها اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت وهذا فيه ان الله سبحانه وتعالى وحده هو الذي يغفر الذنوب لا يغفر الذنوب سواه ومن يغفر الذنوب الا الله وهذا فيه ايمان العبد باسم الله الغفور الغفار الذي يغفر الذنوب لا يتعاظمه ذنب ان يغفره سبحانه وتعالى ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي بعد ان اقر على نفسه بالظلم الكثير ولربه بالفظل العميم وغفران الذنوب طلب المغفرة. فاغفر لي مغفرة من عندك اي تمن بها علي وتتفضل بها علي اكراما منك وتفضلا واحسانا فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني وهذا فيه طلب الظفر والفوز برحمة الله سبحانه وتعالى. التي خص بها عباده المؤمنين انك انت الغفور الرحيم وهذا توسل الى الله تبارك وتعالى بهذين آآ الاسمين العظيمين والغفور في اثبات المغفرة صفة لله والرحيم في اثبات الرحمة صفة لله وبالختم بهذين الاسمين مراعاة للمطلوب والسؤال لان المطلوب المغفرة والرحمة ولهذا في باب الدعاء يراعى في ما يذكره العبد من اسماء الله التي يتوسل الى الله بها في تحقيق مطلوبه ان تكون مناسبة المطلوب. فهنا طلب الرحمة والمغفرة فتوسل هذين الاسمين انك انت الغفور الرحيم وثمة ايضا صيغ اخرى مأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام مما يشرع ان يقال في تمام اه اه الصلاة قبل ان يسلم قال اما في التشهد الاول فيقوم بعد الشهادتين بعد ان يقول في التحيات اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله يقوم للركعة الثالثة هذا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وان صلى على النبي حيث عليه الصلاة والسلام يعني في التشهد الاول فهو افضل من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فهو افضل لعموم الاحاديث في ذلك. ثم يقوم اي بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الابراهيمية يقول ثم يقوم الى الثالثة وبهذا انتهى ما يتعلق بهذا الدرس الدرس التاسع المتعلق بالتشهد ونقف بهذه المناسبة على فائدة ثمينة جدا ومفيدة للغاية للامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الصلاة وهو كلام حقيقة عظيم جدا ومفيد فيما يتعلق بالتشهد والصلاة الابراهيمية والتعوذات الاربع فلنستمع الى كلامه رحمه الله منقولا من كتابه الصلاة نعم قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الصلاة فالتحية هي تحية من العبد للحي الذي لا يموت فهو سبحانه اولى بتلك التحيات من كل ما سواه. فانها تتضمن الحياة والبقاء والدوام. ولا يستحق احد هذه التحية الا الحي الباقي الذي لا يموت ولا يزول ملكه وكذلك قوله والصلوات فانه لا يستحق احد الصلاة الا الله عز وجل. والصلاة لغيره من اعظم الكفر والشرك به وكذلك قوله والطيبات هي صفة الموصوف المحذوف اي الطيبات من الكلمات والافعال والصفات والاسماء لله وحده فهو طيب وافعاله طيبة وصفاته اطيب شيء واسماؤه اطيب الاسماء. واسمه الطيب ولا يصدر عنه الا لا طيب ولا يصعد اليه الا طيب. ولا يقرب منه الا طيب واليه يصعد الكلم الطيب وفعله طيب والعمل الطيب يعرج اليه فالطيبات كلها له ومضافة اليه وصابرة عنه ومنتهية اليه قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ان الله طيب لا يقبل الا طيبا وفي حديث رقية المريض الذي رواه ابو داوود وغيره انت رب الطيبين ولا يجاوره من عباده الا الطيبون كما يقال اهل الجنة سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين. وقد حكم سبحانه في شرعه وقدره ان الطيبات للطيبين فاذا كان هو سبحانه فاذا كان هو سبحانه الطيب على الاطلاق فالكلمات الطيبات والافعال الطيبات والصفات الطيبات والاسماء الطيبات كلها له سبحانه لا يستحقها احد سواه. بل ما طاب شيء قط الا بطيبته سبحانه فطيبوا فطيب كل ما سواه من اثار طيبته. ولا تصلح هذه التحية الطيبة الاله. ولما كان السلام من انواع تحية وكان المسلم داعيا لمن يحييه وكان الله سبحانه هو الذي يطلب منه السلام لعباده الذي الذين اختصهم بعبوديته وارتضاهم لنفسه وشرع ان يبدأ باكرمهم عليه واحبهم اليه واقربهم منه منزلة في هذه التحية بالشهادتين اللتين هما مفتاح الاسلام فشرع ان يكون خاتمة الصلاة فشرع ان يكون خاتمة الصلاة فدخل فيها بالتكبير والحمد والثناء والتمجيد وتوحيد الربوبية والالهية وختمها شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وشرعت هذه التحية في وسط الصلاة اذا زادت على ركعتين تشبيها لها بجلسة الفصل بين السجدتين وفيها مع الفصل راحة للمصلي لاستقباله الركعتين الاخرتين بنشاط وقوة. بخلاف ما اذا والى بين الركعات ولهذا كان الافضل في نفل مثنى مثنى وان تطوع باربع جلس في وسطهن. وجعلت كلمات التحيات في اخر الصلاة بمنزلة خطبة حاجة وجعلت وجعلت كلمة التحيات في اخر الصلاة بمنزلة خطبة الحاجة امامها. فان المصلي اذا فرغ من صلاته جلس جلسة راغب الراهب يستعطي من ربه ما لا غنى به عنه. فشرع له امام استعطائه كلمات التحيات. مقدمة بين يديه سؤاله ثم يتبعها بالصلاة على من نالت امته هذه النعمة على يده وسعادته فكان المصلي توسل الى الله سبحانه بعبوديته ثم بالثناء عليه والشهادة له بالوحدانية ولرسوله بالرسالة ثم الصلاة على رسوله ثم قيل له تخير من الدعاء احبه اليك فذاك الحق الذي عليك وهذا الحق الذي لك وشرعت الصلاة على اله مع الصلاة عليه تكميلا لقرة عينه باكرام اله والصلاة عليهم وان يصلي عليه وان يصلى عليه وعلى اله وان يصلي عليه وعلى اله كما صلى على ابيه ابراهيم واله الانبياء كلهم بعد ابراهيم من اله ولذلك كان المطلوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة مثل الصلاة على ابراهيم وعلى جميع الانبياء بعده. واله المؤمنين. فلهذا كانت هذه الصلاة اكمل ما ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بها وافضل. فاذا اتى بها المصلي امر ان امر ان يستعيذ بالله من مجامع الشر كله فان الشر اما عذاب الاخرة واما سببه فليس الشر الا العذاب واسبابه واما سببه فليس الشر الا العذاب واسبابه. والعذاب نوعان عذاب في البرزخ وعذاب في الاخرة. واسبابه الفتنة وهي نوعان كبرى وصغرى. فالكبرى فتنة الدجال وفتنة الممات. والصغرى فتنة الحياة التي يمكن تداركها بالتوبة بخلاف فتنة الممات وفتنة الدجال. فان المفتون فيهما لا لا يتداركها ثم شرع له من الدعاء ما يختاره من مصالح دنياه واخرته والدعاء في هذا المحل قبل السلام افضل من الدعاء بعد السلام وانفع للداعي الى اخر كلامه رحمه الله تعالى وبهذا الكلام العظيم النافع للامام ابن القيم رحمه الله تعالى نختم هذا المجلس واسأله الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله. وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. وان يغفر لنا لوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. الاحياء منهم والاموات. اللهم اتي فما تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى عفة والغنى اللهم اعذنا والمسلمين اينما كانوا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم انا اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. ونعوذ بك من شر الشيطان وشركه وشر كل دابة انت اخذ بناصيتها ونعوذ بك من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله اجلة ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار. وما قرب اليها من قول او عمل ونسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم. ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وان تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا صرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين. اليك اواهين منيبين. لك مخبتين لك مطيعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك كما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. جزاكم الله خيرا