الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ وعبدالعزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى في رسالته الدروس المهمة لعامة الامة الدرس الخامس عشر التحلي بالاخلاق المشروعة لكل مسلم التحلي بالاخلاق المشروعة لكل مسلم ومنها الصدق والامانة والعفاف والحياء والشجاعة والكرم والوفاء والنزاهة عن كل ما حرم الله وحسن الجوار ومساعدة ذوي الحاجة حسب حسب الطاقة وغير ذلك من الاخلاق التي دل الكتاب او السنة على مشروعيتها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الدرس الخامس عشر من الدروس المهمة لعامة الامة للشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى وهو رحمه الله بعد ان انهى ما اراد بيانه فيما يتعلق بالاعتقاد والتوحيد وما يتعلق ايضا بالعبادة وفرائض الاسلام انتقل في هذا الدرس الى بيان الاخلاق التي ينبغي ان يكون المسلم متصفا بها ومتحليا بها لان الخلق عنوان فلاح صاحبه وسعادته في الدنيا والاخرة وما استجلبت الخيرات في الدنيا والاخرة بمثله وما استدفعت ايضا الشرور بمثله فالخلق شأنه عظيم ومكانته عليا حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن اكثر ما يدخل به الناس الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق واخبر ان اقرب الناس منه منزلة يوم القيامة احسنهم خلقا واخبر انه بعث انما بعث ليتمم مكارم الاخلاق وقد جاءت عنه احاديث كثيرة جدا في بيان فضل الخلق ورفيع مكانته وحسن عوائده وفوائده وثماره التي يجنيها اهله في دنياهم واخراهم والله تبارك وتعالى نعت نبيه في القرآن الكريم بكمال الخلق وعظمته وحسنه قال وانك لعلى خلق عظيم وقد كان عليه الصلاة والسلام احسن الناس خلقا واكملهم ادبا واطيبهم معاشرة واجملهم معاملة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فكان قدوة للعباد في كل خلق كريم وادب رفيع ومعاملة حسنة قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا وباب الخلق فالشريعة باب واسع ولا يختص في التعامل مع المخلوق بل الخلق والادب يكون بين العبد وبين ربه ويكون مع الرسول صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ويكون بين العباد ولهذا بين العلماء رحمهم الله تعالى ان كل من يعبد غير الله فاسد الخلق خلقوا من افسد الاخلاق اين الخلق في رجل خلقه الله وامده بالرزق وتفضل عليه بالنعمة وامده بالعطاء والصحة والعافية ثم يلجأ الى غير الله ويصرف العبادة لغير الله اين الخلق فيمن كانت هذه حاله ولهذا كل مشرك فاسد الخلق وفساد الخلق ملازم للشرك فساد الخلق ملازم للشرك فكل مشرك فاسد الخلق لان شركه جزء من فساد الاخلاق بل هو اشنع ما يكون في فساد الاخلاق ولهذا لا يغتر الانسان ببعض المعاملة الحسنة الجميلة التي يكون عليها بعض الكفار لان تلك المعاملة التي يتعاملون بها لمصالح دنيوية ومقاصد انية لا يرجون عليها شيئا عند الله وثوابا يوم لقاء سبحانه وتعالى ولهذا الخلق الفاضل هو الذي يقوم به صاحبه يرجو عليه ما عند الله لا يقدمه على سبيل المقارظة والمعاوظة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ليس الواصل بالمكافئ ليس الواصل بالمكافئ فالخلق امر يقوم به المسلم تقربا الى الله سبحانه وتعالى ليفوز بهذا الخلق يوم لقاء الله دخولا للجنة وفوزا بالدرجات العلى انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. هذه حال صاحب الخلق يقدم ما يقدم من اخلاق فاضلة واداب رفيعة كاملة لا يرجو على شيء من ذلك الا ثواب الله ومن يتعامل مع الناس بالاخلاق الفاضلة لمصالح دنيوية لا يحصل من دنياه الا ما كتب الله له وسيجني علقما بسبب تعامله بالاخلاق للمعاوظة والمقارظة لان في الناس من لا يحسن رد الجميل ولا يحسن معاملة المحسن بالاحسان بل في الناس من هو لئيم الطبع ان احسن اليه اساء ان احسن الي اساء لمن احسن الي ولهذا المرء لا ينتظر في تعامله بالاخلاق مع الناس شيئا منهم وانما ينتظر في تعامله مع الناس بالاخلاق شيئا من الله ثوابا واجرا يوم يلقى الله سبحانه وتعالى ولهذا فانك ترى الاحاديث التي جاءت بالحث على الخلق تذكروا ثواب الخلق اجرا يوم يوم القيامة اجرا يوم القيامة دخولا للجنة وفوزا بالدرجات العلا فيها وكلما حسن خلق المرء تقربا الى الله بهذا الخلق عظم ثوابه واجره عند الله تبارك وتعالى وينبغي ان يعلم بهذا الباب ان حسن الخلق باب من ابواب التقرب الى الله. لطلب ثوابه ونيل رضاه سبحانه وتعالى فاذا لم يفعل من اجل الله طلبا لرضاه سبحانه وتعالى وانما فعل من اجل مصالح الدنيا واغراضها لا يرجو بشيء لا يرجو بذلك ثوابا من الله فانه لا يدخل في صالح عمله لان من شرط العمل الصالح المثاب عليه عند الله تبارك وتعالى ان يكون العامل انما قصد به التقرب الى الله سبحانه وتعالى الحاصل ان الخلق مكانته في دين الله تبارك وتعالى مكانة عظيمة ومنزلته منزلة علية والشيخ رحمه الله انما اراد بهذا الدرس الاشارة الى جملة من الاخلاق العظيمة والاوصاف الحسنة الجميلة التي يجدر بكل مسلم ان يكون متصفا بها قال التحلي بالاخلاق المشروعة لكل مسلم وبدأ يعدد جملة منها على سبيل الاشارة وليس على سبيل الحصر فذكر اولا الصدق والصدق من اعظم الاخلاق الاسلامية الدالة على فضل المسلم الصادق في اسلامه قد قال الله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر والبر يهدي الى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا فالمسلم ينبغي ان يكون متحليا بالصدق واعظم الصدق شأنا واعلاه مكانة الصدق مع الله جل في علاه ان يكون صادقا مع ربه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فيكون صادقا مع الله في توحيده وايمانه وتعبده وتقربه الى الله سبحانه وتعالى قد قال عليه الصلاة والسلام من قال لا اله الا الله صدقا من قلبه دخل الجنة فلا اله الا الله التي اعظم شعب الايمان وارفع مباني الاسلام لا تكون مقبولة الا بالصدق مع الله صدقا من قلبه والصدق هو مواطئة القلب باللسان بحيث يكون ما يقوله المرء بلسانه موافقا لقلبه اما اذا اختلف الظاهر والباطن والسر والعلن فهذا هو النفاق وهو قد يكون نفاقا اكبر وقد يكون نفاقا اصغر بحسب هذا الاختلاف بين الظاهر والباطن فاذا كان يظهر الايمان ويسر الكفر بالرحمن فهذا النفاق الاكبر اما اذا كان يظهر الصدق او يظهر الوفاء وهو يبطن الكذب ويبطن الخيانة فهذا من النفاق الاصغر النفاق العملي من النفاق الاصغر النفاق العملي ولهذا الكذب من صفات النفاق واياته وعلاماته كما قال عليه الصلاة والسلام اية المنافق ثلاث وذكر منها اذا حدث كذب واذا كان الكذب من ايات النفاق فان الصدق من ايات الايمان وعلاماته والواجب على المسلم ان يكون صادقا ان يكون صادقا وان يكون الصدق صفته وزينته وحليته ليفوز بعظيم موعود الله تبارك وتعالى الذي اعده لعباده الصادقين قال رحمه الله تعالى والامانة والامانة شأنها في دين الله تبارك وتعالى عظيم عرظها الله جل وعلا على السماوات والارض فاشفقت من حملها لعظم الامانة وعظم شأنها انا عرظنا الامانة على السماوات والارظ والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا والامانة بمعناها العام تتناول الدين كله لان الله سبحانه وتعالى خلق العباد ليعبدوه واوجدهم ليطيعوه وهذه امانة امانة يلزم كل انسان ان يحفظها وان يحافظ عليها وان يعنى بها العناية التامة لانه انما خلق لاجلها واوجد لتحقيقها والناس مع هذه الامانة التي هي دين الله انقسموا الى اقسام ثلاثة بينها الله سبحانه وتعالى في في تمام السياق المتقدم حيث قال ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما وهذا فيه ان الناس انقسموا تجاه هذه الامانة الى اقسام ثلاثة قسم اعلن او ادعى حفظ الامانة في الظاهر لكن باطنه خراب تباذ وهذا هو المنافق وقسم اضاع الامانة في ظاهره وباطنه وسره وعلنه وهذا هو المشرك فليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات والقسم الثالث هو الذي حفظ الامانة في الظاهر والباطن والسر والعلن وهم اهل الايمان ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما وتتناول الامانة في عمومها حفظ حقوق العباد والوفاء معهم فيما ائتمنوه عليه من قول او مصالح او منافع او نحو ذلك حواس الانسان كلها امانة والله سائله عنها يوم القيامة ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا ماله امانة عنده يسأل عنه يوم القيامة ولده امانة يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة وان الله عنده اجر عظيم فالله سبحانه وتعالى اعطى الانسان هؤلاء الاولاد امانة ابتلاء وامتحانا والله سائل كل انسان على ما ائتمنه تبارك وتعالى عليه من مال او ولد او غير ذلك فمن اخلاق المسلم الصادق رعاية الامانة وحفظها والعناية بها بمعناها الخاص والعام قال والعفاف العفاف يكون بتجنب الحرام والاثام والفواحش وليستعفف الذين وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله من لا يتمكن من النكاح عليه بالعفاف والبعد عن الحرام وتجنبه والبعد عنه طاعة لله وتحقيقا لتقواه وايضا من لم يكن عنده مال فانه مطالب بان يتعفف بالا يمد يده الى الناس يسأل اعطاه الناس او منعوه فالعفاف يتناول البعد عن المعاصي فان هذا من العفاف ومن العفة يبتعد عن المعاصي ويبتعد عن الفواحش والاثام وايضا يتناول البعد عن آآ سؤال الناس وفي الحديث ومن يستعفف يعفه الله اي لا يسأل الناس ولا يمد يده للناس اعطاه الناس او منعوه قال رحمه الله تعالى والحياء والحياء والحياء خلق عظيم ووصف كريم ينطبع به المؤمن ويتحلى فاذا اتصف به حجزه عن كل خلق دنيء وساقه الى كل خلق فاضل ولهذا فان الحياء خير كله ولا يأتي الا بخير واذا نزع الحياء من المرء فارق الخير ولم يبالي بما ارتكب من شر او فساد وان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت واعظم الحياء شأنا الحياء من رب العالمين وخالق الخلق اجمعين ومن الحياء من الله سبحانه وتعالى الا يراك الله حيث نهاك ان لا يراك الله حيث نهاك بل تكون في كل وقتك حييا من ربك جل في في علاه فلا تغشى الحرام ولا ترتكب الاثام حياء من رب العالمين فانه مطلع عليك لا تخفى عليه منك خافية اذا خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب ومن الحياء من الله ان يحفظ المرء حواسه وجوارحه وان يحفظ بطنه وجوفه من ادخال الحرام هذا كله يتناوله الحياة من من الله سبحانه وتعالى ويدخل في الحياة من العباد البعد عن التعاملات السيئة والتصرفات المشينة والاخلاقيات المذمومة فانها كلها تتنافى مع الحياء قال والشجاعة والشجاعة في موطنها الصحيح عز وفلاح واما في غير موطنها الصحيح فهي تهور وهلاك تهور وهلاك شجاعة المؤمن نابعة من قوة توكله على الله وعظيم ثقته به سبحانه وتعالى فهو لا يخاف الا من الله ولا يخشى الا الله ولا يطلب عزا ولا تمكينا الا من الله سبحانه وتعالى فالشجاعة التي عليها المؤمن نابعة من ايمانه وثقته بربه وتوكله على سيده وخالقه ومولاه تبارك وتعالى قال رحمه الله والكرم والكرم كما انه يتناول البذل بذل المال والسخاء والعطاء فانه يتناول بعمومه الاخلاق الكريمة فان من كرم المسلم مع اخوانه حسن تعامله لهم هذا من الكرم ومن كرم المسلم مع اخوانه مد يد المساعدة لهم ومن كرم المسلم مع اخوانه تعامله معهم بالمعاملة الطيبة هذا كله داخل في الكرم ويدخل في الكرم الانفاق والبذل والسخاء والجود والعطاء هذا كله من الكرم والله عز وجل يقول ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون فالفلاح في الكرم والهلاك في الشح قال والوفاء ان يكون وفيا فيما يلتزمه من عهود او عقود او نحو ذلك من اهل الوفاء اوفوا بالعقود فهو يفي بما عاهد عليه وبما عاقد الناس عليه فيتناول هذا عقود النكاح وعقود البيع والشراء وجميع التعاملات التي بين المسلم وبين اخوانه فمن صفات المسلم وزينته وخلقه وحليته انه من اهل الوفاء قال والنزاهة عن كل ما حرم الله النزاهة عن كل ما حرم الله اي ان يكون متنزها عن الحرام متقيا الوقوع فيه مباعدا نفسه عنه خوفا من الله تبارك وتعالى وسخطه وعقابه جل في علاه فالمسلم نزيه المسلم نزه يتنزه عن الامور المحرمة يتنزه عن الاخلاق المذمومة يتنزه عن المعاملات السيئة يتنزه عن خلطة الفساد والشر كل ذلكم يتنزه المسلم عنه بالبعد عن هذه الامور والبعد عن هذه الاوصاف وحسن الجوار هذا ايضا من الاخلاق الاسلامية العظيمة التي جاء الشرع بالوصية بها والتأكيد عليها حتى قال نبينا عليه الصلاة والسلام لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه وقال لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه الاسلام جاء بحسن الجوار ومن حسن الجوار البعد عن اذية الجار باي نوع من الاذية القولية او الفعلية ومن حسن الجوار المعاملة الطيبة وحفظ حقوق الجار طاعة الله سبحانه وتعالى فيما امر به من احسان الى الجار وما امر به الرسول صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال ومساعدة ذوي الحاجة حسب الطاقة اي حسب قدرة العبد والله تبارك وتعالى في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه ومن نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة فان الجزاء من جنس العمل قال وغير ذلك من الاخلاق التي دل الكتاب او السنة على مشروعيتها وهي كثيرة جدا وما ذكره رحمه الله تعالى انما هو اشارة الى شيء من الاخلاق العظيمة التي ينبغي ان يتحلى بها المسلم واهل العلم رحمهم الله تعالى افردوا هذا الباب بمصنفات خاصة ومن اوسع اوعب واجمع ما كتب في الاخلاق كتاب الادب المفرد للامام البخاري رحمه الله تعالى صاحب الصحيح فانه كتاب عظيم جدا في بابه من حيث التبويب ومن حيث الجمع للنصوص والادلة والاثار المروية عن السلف الصالح رحمهم الله تعالى في هذا الباب نعم قال رحمه الله تعالى الدرس السادس عشر التأدب بالاداب الاسلامية التأدب بالاداب الاسلامية ومنها السلام والبشاشة والاكل باليمين والشرب بها والتسمية عند الابتداء والحمد عند الفراغ والحمد بعد العطاس وتشميت العاطس اذا حمد الله وعيادة المريض واتباع الجنائز للصلاة والدفن والاداب الشرعية عند دخول المسجد او المنزل والخروج منها والخروج منهما وعند السفر ومع الوالدين والاقارب والجيران والكبار والصغار والتهنئة بالمولود والتبريك بالزواج والتعزية في المصاب وغير ذلك من الاداب الاسلامية في اللبس والخلع والانتعال هذا الدرس السادس عشر وخصصه رحمه الله تعالى في التأدب بالاداب الاسلامية تأدب بالاداب الاسلامية الشريعة الشريعة الشريعة الاسلامية الشريعة الادب الكامل ولهذا تجد ان الشريعة جاءت بالاداب في كل تعاملات المرء ولهذا اذا نظرت تجد ان مثلا في التعامل مع الوالدين اداب جاءت الشريعة باداب التعامل مع الوالدين اداب في التعامل مع الجيران اداب في البيع والشراء اداب للمعلم مع طلابه والطلاب مع معلميه والطلاب مع معلميهم اداب في الخروج واداب للدخول واداب لركوب الدابة واداب السفر اداب كثيرة جدا اداب دخول المسجد اداب الخروج منه حتى العبادات الدينية لها اداب تجد الشريعة جاءت باداب متنوعة كثيرة جدا مطلوب من المسلم في كل باب من هذه الابواب وحال من هذه الاحوال ان يتحرى الاداب الاسلامية التي ينبغي ان يكون عليها فاذا كانت معاملة مع الوالد فينظر ما هي الاداب التي ينبغي ان يكون عليها؟ ان كان مع الجار ينظر ايضا في الاداب. مع المعلم ينظر في اداب الشريعة بيعا وشراء ينظر في اداب الشريعة ركوبا او دخولا او خروجا او تناول طعام اداب الطعام فينظر في الاداب التي جاءت بها الشريعة فيكون في كل موقف او في كل حال او في كل مجال من مجالاتهم متحليا بالاداب التي دعت اليها الشريعة في ذلك الباب او في غيره فالحاصل ان الشريعة جاءت باداب عظيمة جدا ينبغي على المسلم ان يكون متحليا بها والشيخ رحمه الله في هذا المختصر اشار الى جملة من هذا هذه الاداب منها على سبيل المثال اداب التلاقي بين الاخوان واول ما يكون من اداب الشريعة في اللقاء بذل السلام والملاقاة بالطلاقة طلاقة الوجه الابتسامة ثم ما يتبع ذلك من ترحيب وحسن معاملة واكرام ونحو ذلك. هذه كلها اداب جاءت بها الشريعة قد قال عليه الصلاة والسلام لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا افلا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم كم لافشاء السلام بين المسلمين من الاثار العظيمة العوائد الحميدة المباركة بدنياهم واخراهم فمن اداب اللقاء والتلاقي بين المسلمين بذل السلام والبشاشة يعني ان يلقى المسلم اخان بالوجه الطليق ولا يحقر المسلم من المعروف شيئا ولو ان يلقى اخاه بوجه طليق كما جاء بذلكم الحديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه هناك اداب تتعلق بالاكل اشار رحمه الله الى جملة منها قال الاكل باليمين والشرب بها والتسمية عند الابتداء والحمد عند الفراغ هذه كلها من اداب الاكل ومن اداب الشرب فلا يأكل المسلم ولا يشرب الا بيمينه والنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك واخبر ان الشيطان يأكل بشماله ومن يأكل بشماله فهو متشبه بالشيطان فيجب ان يحذر من ان يأكل شماله او ان يشرب بشماله فالمسلم لا يأكل الا بيمينه ولا يشرب الا الا بيمينه هذا من اداب الاكل ومن اداب الاكل ان يسمي باوله اول ما يبدأ يقول بسم الله اي بسم الله اكل والباء في البسملة بعد الاستعانة فيذكر اسم الله متبركا متيمنا بدأ الاكل بذكر اسم الله سبحانه وتعالى ثم يحمد الله في اخره على ان يسر هذا الطعام من بهذا الشراب وتفظل سبحانه وتعالى فاذا هذه من اداب الطعام الاكل اليمين والتسمية في اوله والحمد باخره يقول الامام احمد رحمه الله تعالى اربعة اذا اجتمعت الامر اه للمرء في الطعام فقد كمل التسمية في اوله والحمد في اخره واجتماع الايدي عليه وان يكون من حل اجتماع الايدي عليه وان يكون من حل اي ان يكون الطعام المأكول طعام حلال ثم ذكر رحمه الله تعالى او اشار الى اداب العطاس والعطاس نعمة عظيمة من نعم الله سبحانه وتعالى على عبده لان العطاس خروج اذى لو بقي في دماغ العبد لاهلكه لكن ابخرة مؤذية يصرفها الله سبحانه وتعالى عن عبده ويخلص دماغه منها بهذا العطاس ففيه راحة للعبد ونقاء ونظافة من من هذا المؤذي الذي لو بقي لاضر بالانسان وامرظه فالعطاء فالعطاء صحة وعافية العطاة صحة وعافية وذهاب للاذى فهو نعمة من نعم الله ولهذا شرع للعاطس ان يحمد الله لان حصلت له نعمة سجدت له نعمة عطس هذه النعمة العظيمة يذكر انها منة من الله عليه فيحمد الله يشرع للعاطس ان يقول على اثر عطاسة الحمد لله ويشرع لمن عنده اذا سمعه يحمد الله ان يشمته ان يشمت اذا سمعوا عطس وحمد الله قال له يرحمك الله دعاء بالرحمة وانظر سبحان الله كيف ان الاسلام يوجد هذه الرابطة العظيمة اخوك الى جنبك استجدت له نعمة وهي العطاس فحمد الله على هذه النعمة وسمعت وهو يعطس ويحمد الله على هذه النعمة فتدعو له بالرحمة يرحمك الله لانك مسلم تذكر نعمة الله عليك وتحمد الله على هذه النعمة فتدعو له بالرحمة ولهذا اذا لم يحمد الله لا يدعى له انه حرم نفسه فوت على نفسه هذا الخير لكن اذا استذكر النعمة وحمد الله قال الحمد لله يشرع للمسلم الذي الى جواره وقد سمع ان يقول يرحمك الله يرحمك الله يدعو له بالرحمة لانه حمد لانه عطس حصلت له النعمة وحمد الله عليها فيدعى له بالرحمة والرحمة حصون الخير الرحمة حصول الخير للعبد فيدعو له بذلك يرحمك الله في شرع لمن اه لا يشرع للعاطس اذا شمت ان يرد ايضا ويبادل الدعاء بالدعاء فيقول يهديكم الله ويصلح بالكم فانظر الرابطة الوثيقة بين اهل الاسلام عند العطاس انظر هذه الرابطة وهذا الدعاء المتبادل بينهم بالدعوات المباركة العظيمة هذا يدعو بالرحمة وهذا يدعو بالهداية يهديكم الله ويصلح بالكم. كم في هذا من الخير والبركة مما يظهر جمال الاسلام وحسنه ايضا من الاداب الاسلامية العظيمة ما يتعلق بعيادة المريض فعيادة المريض ادب من اداب الشريعة ولعيادة المريض ايضا اداب جاءت بها الشريعة فينبغي على الزائر او العائد للمريض ان يتحلى الاداب اداب عيادة المريض من حيث الا يثقل عليه في الزيارة ومن حيث ان يستغل الزيارة بالدعاء له بالشفاء والعافية ومن حيث ايضا ان يصلي وان يكلمه بما يبعث فيه النشاط والتفاؤل ونحو ذلك قال واتباع الجنائز للصلاة والدفن وهذا ايضا مما جاءت به الشريعة وحثت عليه ورتبت عليه اجور الاجور العظيمة وان من تبع الجنازة فصلى عليها فله قيراط ومن تبع الى ان تدفن فله قيراطان ففي ذلك الثواب الجزيل والاجر العظيم وهو حق من حقوق المسلم على اخيه قال والاداب الشرعية عند دخول المسجد او المنزل والخروج منهما فالمسجد لدخوله اداب وللخروج منه اداب من ذلكم ان يقدم رجله اليمنى عند الدخول واليسرى عند الخروج وان يكون الدخول بالتسمية والخروج بالتسمية يقول عند دخوله بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وفي دخوله يسأل الله ان يفتح له ابواب الرحمة وفي الخروج يسأل الله ان يفتح له ابواب الفظل وفي كل من الدخول والخروج تشرى الاستعاذة من الشيطان اما عند الدخول فمن السنة ان يقول اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم واما عند الخروج فمن السنة ان يقول اللهم اعذني من الشيطان اللهم عذني من الشيطان يقولها عند خروجه من المسجد وذلك ان الشيطان حريص على المرء عند دخوله المسجد حتى يفوت عليه حسن العبادة وعند الخروج من المسجد حتى يحرمه من آآ اثر العبادة فيجره الى مكان محرم او فعل محرم او تصرف محرم كما قال عليه الصلاة والسلام ان الشيطان قائد لابن ادم باطرقه ومن ذلكم طريق المسجد دخولا وخروجا كذلك المنزل لدخوله اداب والخروج منه اداب فاذا دخل بيته يسمي ويسلم فانه بركة عليه وعلى اهل بيته ويتحلى بالاخلاق الفاضلة في تعامله مع اهله وولده في بيته واذا خرج يسمي بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله ويدعو الله ان يعيذه اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او ازل او ازل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي قال وعند السفر ايضا السفر له اداب ينبغي على المسافر ان يعرفها وان يتحلى بها من حيث ما يتعلق بالعبادة الاحكام المختصة السفر ومن حيث التعامل مع من يسافر معهم ومن حيث اداب الركوب واداب النزول واداب الدخول للبلد الذي يدخل وما جاء في الشريعة من دعوات مباركات تتعلق بذلك كل ذلك يحرص آآ المسلم على آآ العناية به قال ومع الوالدين والوالدان هما احق الناس بحسن الادب كما جاء في الحديث ان رجلا سأل النبي عليه الصلاة والسلام من احق الناس بحسن صحابته؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من؟ قال ابوك والحديث الاخر قال امك واباك واختك واخاك ثم ادناك ادناك فالام هي احق الناس والوالدان هما احق الناس بالاداب وحسن المعاملة ولهذا فان الامام البخاري في كتابه الادب المفرد اول باب عقده بهذا الكتاب باب بر الوالدين تنبيها منه رحمه الله تعالى الى ان الوالدين هما احق الناس بالادب والخلق والتعامل الحسن ثم من بعد ذلك يأتي الاقارب ثم ادناك ادناك يحرص الانسان على تعامل بالاداب الكريمة التي جاء بها الاسلام مع القرابة اتقوا الله الذي تساءلون به والارحام هل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم فالمسلم مطالب برعاية حقوق القرابة وصلة القرابة والاحسان اليهم والبعد عن الاساءة الى اي منهم كذلك الادب مع الجيران فمن اداب الشريعة الادب مع الجار ورعاية حقوقه والبعد عن عن اذاه البعد عن ايذائه والحرص على الاحسان اليه بكل وجوه الاحسان المستطاعة قولية او فعلية كذلك الادب مع الكبار والصغار كل بحسبه وقد قال عليه الصلاة والسلام ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولم يرحم صغيرنا فمن ادب مع الكبير ان يوقر ومن الادب مع الصغير ان يرحم الكبير يعامل بالوقار والصغير يعامل بالرحمة ومن لا يرحم لا يرحم جاء في الصحيحين ان الاقرع ابن حابس كان جالسا عند النبي عليه الصلاة والسلام فقبل عليه الصلاة والسلام الحسن ابن علي فقال الاقرع ان لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم عشرا من الولد ما قبلت واحدا منهم فنظر اليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال من لا يرحم لا يرحم وجاء في الصحيحين ان اعرابيا اتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال تقبلون صبيانكم فما نقبلهم نحن ما نقبل الصبيان اتقبلون صبيانكم فما نقبلهم؟ يعني نحن لا نقبل صبياننا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم واملك ان نزع الله الرحمة من قلبك هذي رحمة فالصغير يعامل بالرحمة من الرحمة التقبيل من الرحمة المسح على الرأس من الرحمة المؤانسة بالكلمة اللطيفة التي تتناسب مع سنه ومستواه التعامل مع الصغير بالرحمة والرجل الكبير يتعامل بالوقار والتوقير ولهذا قال ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولم يرحم صغيرا بل قال عليه الصلاة والسلام فيما يتعلق بالكبير ان من اجلال الله اكرام ذي الشيبة المسلم ان من اجلال الله اكرام بالشيبة بالشيبة المسلم فاذا هذه الاداب ينبغي على المسلم ان يراعيها ايضا التهنئة بالمولود تبريك بالزواج هذه كلها من الاداب التي جاءت بها الشريعة التهنئة بالمولود والدعاء لوالديه ان يجعله قرة عين ان يجعله اه من ائمة الهدى وان يجعلهم مباركا على اهله يدعى بالبركة له فهذا من الاداب التي جاءت بها الشريعة ايضا التهنئة بالزواج كما جاء في الحديث يقال له بارك الله لك وعليك وجمع بينكما بخير والتعزية في المصاب بان يسلم من اصيب بمصيبة في مصابه بان يقال له مثلا لله ما اخذ وله ما اعطى لتصبر و تحتسب ونحو ذلك مما ورد وكذلك مما لم يرد من الكلمات التي فيها مؤانسة وتسلية مع الحذر من شيء يكون فيه مخالفة لشرع الله. لكن الكلمات الطيبة الجميلة التي هي مؤانسة المصاب وتسلية له ادخال الانس عليه فهذه مطلوبة وهي من اداب الشريعة قال وغير ذلك من الاداب الاسلامية في اللبس والخلع والانتعال من استجد ثوبا يحمد الله سبحانه وتعالى الحمد لله الذي كساني كساني من غير حول مني ولا قوة فيحمد الله على ذلك من رأى على اخيه ثوبا جديدا يدعو له تب لي ويخلف الله كما جاء بذلكم الحديث ايضا فيما يتعلق باداب اللبس يبدأ باليمين باللبس باليسار في الخلع كل هذه الاداب مراعاتها والتحلي بها من جمال المسلم وكماله وعنوان وعنوان لفلاحه وسعادته في دنياه واخراه وليستعن المسلم في التحلي بهذه الاداب بربه جل في علاه وفي الدعاء المأثور اللهم اهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت في الدعاء المأثور اللهم اني اعوذ بك من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء والله تبارك وتعالى الموفق وحده لا شريك له نسأله تبارك وتعالى ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا