والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين يقول في رسالته الدروس المهمة لعامة الامة الدرس السابع عشر التحذير من الشرك وانواع المعاصي الحذر والتحذير من الشرك وانواع المعاصي ومنها السبع الموبقات المهلكات وهي الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل مال اليتيم واكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ومنها عقوق الوالدين وقطيعة الرحم وشهادة الزور والايمان الكاذبة وايذاء الجار وظلم الناس في والاموال والاعراض وشرب المسكر ولعب القمار وهو الميسر والغيبة والنميمة وغير ذلك مما نهى الله عنه او رسوله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لما انهى الشيخ رحمه الله تعالى في الدرسين الماضيين ما يتعلق بالاخلاق والاداب الاسلامية واهمية التحلي بها عقد هذا الدرس تحذيرا من الكبائر ونهيا عنها فوجوه التخلي عنها فالدرسان الماضيان في التحلية وهذا الدرس في التخلية والدين تحلم بالفظائل وتخل عن الرذائل واعظم الفضائل توحيد الله واشنع الرذائل والموبقات الشرك به جل في علاه وكما ان كالمسلم مطلوب منه ان يعرف الفضائل والخيرات ليتحلى بها وليكون من اهلها المتصفين بها فانه كذلك مطالب بمعرفة المحرمات والموبقات ليجتنبها وليحذر من الوقوع فيها على حد قول من قال تعلم الشر لا للشر ولكن لتوقيه فان من لم يعرف الشر من الناس يقع فيه كان حذيفة رضي الله عنه يقول كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني وقد قيل قديما كيف يتقي من لا يدري ما يتقي اي كيف يتقي المحرمات ويجتنب المنكرات وهو لا يعرفها ولا يعرف خطورتها ولا يعرف العقوبات التي وردت في نصوص الشرع تحذيرا منها ولهذا كان من الامور المتأكدة على المسلم ان يعرف الكبائر من اجل ان يجتنبها ولهذا الف العلماء رحمهم الله تعالى مصنفات خاصة بالكبائر الفوا مصنفات خاصة بالكبائر يعددون الكبائر ويذكرون كل كبيرة مقرونة بادلتها من الكتاب والسنة ومن احسن ما الف في هذا الباب كتاب الكبائر للامام الذهبي رحمه الله تعالى فانه كتاب عظيم في بابه. ونافع جدا في التحذير من الكبائر وبيان خطورتها. مع عدها واحدة تلو الاخرى تحذيرا منها الحاصل ان المسلم مطلوب منا ان يعرف الكبائر والموبقات وان يعرف خطورتها وان يعرف العقوبات الشرعية الواردة فيها ليكون حذرا منها ومحذرا لغيره تعاونا على البر والتقوى وامرا بالمعروف ونهيا عن المنكر والمنكر امر يجب على المرء ان يجتنبه هو في نفسه وان يحذر الاخرين منه ولهذا فان معرفة الكبائر وادراك خطورتها لسوء عاقبتها على اهلها في دنياهم واخراهم من الامور المهمة التي ينبغي ان يعنى بها كل مسلم ولهذا عقد رحمه الله تعالى هذا الدرس السابع عشر في التحذير من الشرك وانواع المعاصي التحذير من الشرك وانواع المعاصي وقد دلت النصوص على ان المعاصي والذنوب تنقسم الى قسمين كبائر وصغائر كما قال الله تعالى وكل شيء فعلوه في الزبر وكل كبير وصغير مستطر وقال جل وعلا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما وقال الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم وقال جل وعلا ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان وهذه الاية قسمت فيها المعاصي التي كرهها الله سبحانه وتعالى الى عباده المؤمنين الى اقسام ثلاثة كفر والامر الناقل من الملة والفسوق وهو كبائر الاثم والعصيان وهو ما دون الكبائر وهي الصغائر وفي الدعاء الوارد في القرآن ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا فذكر الذنوب والسيئات ويراد بالذنوب هنا الكبائر والسيئات الصغائر والنصوص في هذا المعنى كثيرة ولا شك ان معرفة المسلم بالكبائر والصغائر وانقسام الذنوب الى كبائر وصغائر ومعرفته ايضا بخطورة الكبائر وان الصغائر تكفرها الطاعات مثل ما قال عليه الصلاة والسلام الصلوات الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر فالطاعات الكبار العبادات العظيمة تكفر الصغائر ولهذا قال وكفر عنا سيئاتنا اي بالحسنات التي وفق الله جل وعلا العبد اليها لكن الكبائر لابد فيها من توبة لابد فيها من توبة الى فالله عز وجل بترك الذنب والاقلاع عنه وعدم والعزم على عدم العودة اليه والشيخ رحمه الله تعالى في هذا الدرس اشار اشارة الى جملة من الكبائر تنبيها بما ذكر على ما لم يذكر وان ما يسعه هذا المختصر الاشارة الى بعض الكبائر تنبيها للمسلم الى ان من الدروس المهمة التي يحتاج اليها ان يعرف كبائر الذنوب ان يعرف الموبقات حتى يكون منها على حذر وقد جرت عادة الناس الاهتمام بالامور التي تضرهم في ابدانهم ويسألون عنها ويتوقونها حتى ان بعض الناس في هذا الباب يشتد به الاهتمام فيترك كثيرا من الطيبات ابقاء على بدنه وصحته وعافيته فتجده يحتمي من عدد من الطيبات لا لا يأكلها ولا يطعمها ولا يقربها حفظا لصحته وبدنه لكنه في الوقت نفسه لا يحتمي من جملة من كبائر الذنوب حفظا لبدنه لان في البعد عن الذنوب حفظ للبدن باذن الله من الدخول للنار يوم القيامة فعجبا لمن يتقي كثيرا من الطيبات خوف مضرتها كيف لا يتقي الذنوب خوف عاقبتها وعقوبتها يوم يلقى الله سبحانه وتعالى والمرء الناصح لنفسه يعتني بهذا الباب عناية دقيقة ويسأل ويتعرف على هذه الكبائر ليكون منها على حذر وليكون ايضا محذرا للاخرين منها وانصح كثيرا في هذا الباب بقراءة كتاب الكبائر للامام الذهبي رحمه الله وانصح ايضا ان يهدى للاهل والاولاد والاقارب لا سيما والدعوة في زماننا هذا لفعل الكبائر كبيرة جدا من خلال القنوات ومواقع الانترنت فان شباب المسلمين وشاباتهم يتخطفون في كل يوم من خلال هذه المواقع والقنوات فما احوجهم بل ما امس حاجتهم الى ان يعرفوا بالكبائر وان يقفوا على خطورتها ليكونوا منها على حذر وذلك ان العلم الشرعي حصن المسلم باذن الله تبارك وتعالى وانما يؤتى كثير من الناس بسبب الفراغ والجهل وقلة العلم والبصيرة بدين الله تبارك وتعالى قال رحمه الله الحذر والتحذير الحذر في نفسك والتحذير اي لغيرك الحذر والتحذير من الشرك وانواع المعاصي وانواع المعاصي ومنها السبع الموبقات المهلكات ثم عددها رحمه الله وقد جاء ذكر هذه السبع في حديث واحد في الصحيحين عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال اجتنبوا السبع الموبقات قيل وما هن يا رسول الله قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل مال اليتيم واكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ومعنى اجتنبوا اي ابتعدوا عنها وكونوا في جانب بعيد عن الوقوع فيها كما قال خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام في دعائه واجنبني وبني ان نعبد الاصنام اي اجعلني في جانب بعيد عن الاصنام وعبادتها ولهذا الواجب على المسلم ان يكون بعيدا عن الكبائر وبعيدا عن الاسباب الموصلة اليها والطرائق المفضية اليها لان الله عز وجل لما نهى عن الكبائر نهى عن قربانها ونهى عن اجتنابها قال ان تجتنبوا كبائر ما تناون عنه. قال لا تقربوا الزنا نهى عن قربانها نهى عن نهى عن قربانها وامر تبارك وتعالى باجتنابها بمعنى ان المرء يحرص دائما ان يكون بعيدا عنها وبعيدا عن كل سبب يفضي به الى الوقوع فيها وتسمى الكبائر موبقات لانها مهلكة لصاحبه مهلكة لصاحبها مهلكة لفاعلها في دنياه واخراه اما في الدنيا فبالعقوبات والعواقب الوخيمة التي يجنيها ارباب الكبائر واما في الاخرة فبالعقوبات الشديدة التي اعد الله اعدها الله لهم يوم القيامة فهي تسمى الموبقات لانها توبق صاحبها اي تهلكه قال اجتنبوا السبعة الموبقات لاحظ في قوله السبع هذا فيه الاهتمام بالامر فيه الاهتمام بالامر لانه لما ذكرها ذكر في اولها انها سبع فلو عددتها فيما بعد ستا تقول لنفسك بقي واحد ولو لم يذكر في اولها انها سبع ربما فاتك بعضها ولم تتنبه وهذا من فائدة ذكر الرقم في اول الحديث بل في كثير من الاحاديث لانه يعين على ظبط العلم لانه يعين على ظبط العلم واتقانه فقال عليه الصلاة والسلام اجتنبوا السبع الموبقات وقوله السبع الموبقات هذا ليس حصرا للكبائر في هذا العدد ليس حصرا للكبائر في هذا العدد لان جاءت احاديث اخرى فيها التنصيص على اعمال انها من الكبائر وليست من هذه السبع مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الا انبئكم باكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور وعقوق الوالدين وشهادة الزور ليس ليس من هذه السبع المذكورة في هذا الحديث وهما من الكبائر بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فالكبائر اكثر من السبع بكثير بل كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال هي الى السبعين اقرب وايضا قوله الى السبعين اقرب ليس حصرا من الكبائر في هذا العدد ليس حصرا للكبائر في هذا العدد لكن اذا عرف المسلم ضابط الكبيرة فان هذا اهم ما ينبغي ان يعنى به في هذا الباب وكل حديث او نص صدر بلعن او حرمان من دخول الجنة او وعيد بدخول النار او بذكر سخط الرب وعقابه او بلعن فاعله او نفي الايمان عنه او قولي ليس منا هذه كلها من العلامات على ان الامر كبيرة اضافة الى التنصيص على العمل في الحديث انه من الكبائر ومن الموبقات المهلكات فالحاصل ان فهذه السبع ليست ليس عددا حاصرا للكبائر في هذا العدد بل هي اكثر من ذلك وهي الى السبعين اقرب كما جاء ذلكم عن ابن عباس رضي الله عنهما واخطر هذه الكبائر واشدها ظررا الشرك بالله. ولهذا قدمه عليه الصلاة والسلام فانه في باب الاوامر يقدم اعظمها وهو التوحيد وفي باب النواهي يقدم اخطرها وهو الشرك مثل قول الله تعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. قدم الشرك ومثله قول الله تعالى في سورة الاسراء لا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموما مخذولا ثم ذكر بعده جملة من النواهي لكنه قدم النهي عن الشرك فالشرك هو اعظم الموبقات وهو الذنب الذي لا يغفر وهو اظلم الظلم واشنع المعاصي كما قال الله سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وفي وصية لقمان يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم والشرك هو تسوية غير الله بالله في شيء من حقوقه سبحانه وتعالى من دعاء او ذبح او نذر او استغاثة او غير ذلك من انواع العبادة قال الله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين فالشرك تسوية غير الله بالله ولهذا يقول المشركون يوم القيامة اذا دخلوا النار تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين اذ نسويكم برب العالمين فمن سوى غير الله بالله في شيء من حقوق الله كان من المشركين كان من اعظم الظالمين كان مرتكبا لاكبر الكبائر واعظم الظلم واشد الموبقات قال رحمه الله تعالى والسحر والسحر من الكبائر بل هو من اكبرها لانه كفر بالله والساحر لا يكون ساحرا الا بالكفر والشرك بالله وطاعة الشياطين ونبذ كتاب الله رب العالمين نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملكه سليمان. السحر لا يكون الا بنبذ الكتاب واتباع الشيطان عبر هاتين الخطوتين يكون المرء ساحرا وهو كفر فهو كفر بالله سبحانه وتعالى ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ولما برأ الله نبيه سليمان من السحر برأه بقوله وما كفر سليمان قوله وما كفر سليمان تبرئة له من السحر لان السحر كفر بالله لان السحر كفر بالله سبحانه وتعالى والسحر عبارة عن عزائم ورقى وعقد تؤثر في المسحور في قلبه وبدنه وماله فمن السحر ما يقتل ومنه ما يمرض ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه والسحر منه ما له حقيقة ومنه ما هو مجرد خيال يخيل اليه من سحرهم انها تسعى فالسحر نوعان نوع له حقيقة ونوع مجرد تخييل والنوع الذي له حقيقة له تأثير في المسحور من موت او مرض او اه تفرق بين الزوجين او غير ذلك كما قال الله تعالى ويتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وقال من شر النفاثات في العقد. اي السواحر والتعوذ من شرهن دليل على ان اعمال السواحر والسحرة له تأثير وله مظرة على المسحور من مرض او غير ذلك والسحر من اعظم الشرور واخطرها واذا فسى في مجتمع من المجتمعات اهلكه واضر به اشد الظرر ويكثر السحرة في البلد اذا قل في البلد نور التوحيد وضياؤه وقل بيان التوحيد وايظاحه فاذا جهل الناس بالتوحيد والعقيدة الصحيحة تمكن السحرة من البلد وتكاثروا فيه واذا علت رايات التوحيد وظهرت مناراته وقويت الدعوة اليه فان السحر ينحسر بل يتلاشى باذن الله تبارك وتعالى ولهذا فما احوج الناس الى التوحيد بيانا وايظاحا وتقريرا واستدلالا وتحذيرا من ضده ونقيضه وهو الشرك بالله سبحانه وتعالى قال رحمه الله تعالى وقتل النفس وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وهذا من الكبائر قد مر معنا قول الله تعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق وقال جل وعلا ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم وهذا دليل على ان دليل على ان قتل النفس المعصومة كبيرة من كبائر الذنوب وعظيمة من عظائم الاثام وقد جاء في السنة احاديث كثيرة جدا في التحذير من هذه الكبيرة وبيان خطورتها وان المرء لا يزال في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما ما لم يصب دما حراما لانه اذا اصاب دما حراما قتل شخصا عمدا اصبح هذا المقتول خصما له يوم القيامة هناك حق لاولياء المقتول قد يعفون عنه بمقابل وقد يعفون بدون مقابل وقد لا يعفون لكن هناك حق للقاتل هو القاتل ذهب لم يبقى في الدنيا ولا ثم الا القصاص يوم القيامة ولهذا لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما يعني مثلا لو سرق مال عنده فسحة اذا اراد ان يتوب يستطيع يعيد المال الى اهله حتى لو مات صاحب المال يعيده للورثة اي ذنب من الذنوب يستطيع باذن الله انه يتخلص لكن القتل القتل صاحب الحق ازهقت روحه على يد هذا القاتل وما ثم الا القصاص يوم القيامة فلا يزال المرأة في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما وهذا يدل على خطورة القتل وان القتل اعظم الذنوب بعد الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى سواء قتل المرء لنفسه وهو ما يسمى بالانتحار ولا تقتلوا انفسكم او قتله لغيره هذان الذنبان قتل المرء لنفسه وهو ما يسمى بالانتحار او قتله لغيره عمدا بغير حق هذا اعظم الذنوب واكبر الموبقات بعد الكفر والشرك بالله جل وعلا قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل مال اليتيم واكل مال اليتيم قال الله تعالى ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وهذا فيه ان اكل مال اليتيم من الكبائر الموجبة لدخول النار يوم القيامة الموجبة لدخول النار يوم القيامة والتنصيص على الاكل لانه اعظم وجوه الانتفاع بالمال. والا اي اتلاف لمال اليتيم سواء بالاكل او باللبس او باي استعمال اخر داخل في هذا الوعيد اي اتلاف لمال اليتيم سواء بالاكل او باللبس يشتري به ثيابا او يشتري به بيتا او يشتري به مركوبا او غير ذلك اي اتلاف لمال اليتيم فانه يشمل هذا الوعيد اكل مال اليتيم اليتيم فيه ضعف ولا يدري عن المال وعن قدره ولا يعرف شيئا من ذلك وولي اليتيم مؤتمن على هذا المال ولي اليتيم مؤتمل على هذا المال وقد يأكل منه ويأخذ لا احد يدري به الا رب العالمين جل في علاه فجاءت النصوص فيها هذا الوعيد والتحذير حفظا لاموال اليتامى حفظا لاموال اليتامى حتى لا يضيعها من ولي امر اليتيم قال واكل الربا واكل الربا والربا من عظائم الذنوب وكبائرها وهو اكل لاموال الناس بالباطل بغير حق قال الله تعالى يمحق الله الربا ويربي الصدقات وقال عنا اكل الربا انما يأكلون في بطونهم نارا قال نعم قال الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس الربا من الذنوب العظيمة والموبقات المهلكة ومن موجبات اللعنة والسخط كما جاء في الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام لعن الله اكل الربا وموكله وفي رواية وكاتبه وشاهدين فالربا من الموبقات المهلكات ولا يخرج الناس من هذه العقوبة تغيير اسمه الى ارباح مثلا او فوائد او غير ذلك من الاسماء فالعبرة بالحقائق العبرة بالحقائق وان غيرت المسميات فان المعصية لا يغير حقيقتها ان يغير اسمها اذا سمي الربا فوائد مثلا او سميت الرشوة اكرامية مثلا او نحو ذلك هذا لا يغير الحقيقة. الحقيقة باقية ومتعاطي ذلك معرض لعقوبة الله سبحانه وتعالى معرض لعقوبة الله سبحانه وتعالى يجب على المسلم ان يكون محترزا في هذا الباب محطاطا حتى ما يشتبه عليه في هذا الباب عليه ان يتقيه سبراء لدينه وعرضه ولا يخاطر بنفسه ويعرض نفسه الهلاك حتى فيما يشتبه عليه يجب عليه ان ان يتقيه كما قال عليه الصلاة والسلام فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام قال والتولي يوم الزحف اي ملاقاة العدو والله يقول ومن يولهم يوم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة اذا كان التولي من اجل التحيز لقتال من اجل التحرف لقتال ان ينحرف الى جهة اخرى من جهة الى جهة او ينحاز الى جهة يعاونهم ويساعدهم فلا بأس. اما اذا تولى فرارا فهذا من الكبائر العظيمة لان التولي يوم الزحف اخطر من عدم حضور المعركة. والتخلي عنها لان هذا يفت من قوة الجيش وملاقاته للعدو اذا وجد الناس ان بعظ الافراد يفر ويولهم ويولهم الدبر يفت من عضدهم ويرخي من قوتهم وهمتهم ولهذا كان من الكبائر العظيمة وعد في هذه السبع الموبقات التولي يوم الزحف قال وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات يراد بالمحصنات اي العفيفات البريئات الحرائر سواء كنا ثيبات او ابكار سواء كن متزوجات او غير متزوجات فالمحصنة هنا يراد بها العفيفة لان الاحصان يطلق في او المحصنة في الشرع تطلق تارة يراد بها العفيفة وتارة المتزوجة التي احسنت بالزواج فالمحصنات اي العفيفات الغافلات اي عما رمينا به يرمين بالفاحشة وهن غافلات بريئات بعيدات عن هذه الاعمال المؤمنات اي بالله والعاملات بطاعته جل في علاه فرميهن بالفاحشة هذا من الموبقات العظيمة المهلكة قال رحمه الله ومنها قال رحمه الله ومنها عقوق الوالدين وقطيعة الرحم وشهادة الزور والايمان الكاذبة وايذاء الجار وظلم الناس في الدماء والاموال والاعراض وشرب المسكر ولعب القبار وهو الميسر والغيبة والنميمة وغير ذلك مما نهى الله عنه او رسوله صلى الله الله عليه وسلم قال ومنها اي كبائر الذنوب عقوق الوالدين عقوق الوالدين والوالدان هما احق الناس بحسن الصحبة وجميل الاحسان هو الوفاء كما قال الله تعالى ووصينا الانسان بوالديه وقال جل وعلا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا فالله وصى بالوالدين احسانا وحفظا للجميل والصنيع العظيم الذي قدمه الوالدان لولدهما فالاحسان الى الوالدين من اعظم الطاعات وجاء قرين التوحيد في مواضع كثيرة من كتاب الله والعقوق من اعظم الذنوب وقد جاء قرين الشرك في القرآن والسنة وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام ما لا انبئكم باكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين فقرن عقوق الوالدين بالاشراك بالله مما يدل على خطورة العقوق وعقوق الوالدين مأخوذ من العقد وهو القطع لان الله امر بالاحسان والوفاء والاكرام والقيام بالواجب نحو الوالدين فمن لم يقم بهذا الواجب واساء الى والديه بالقول او الفعل فلا تقل لهما اف هذا قول ولا تنهرهما هذا فعل فمن وقع فيه الاساءة للوالدين بالقول او الفعل فهذا من العقوق هو من كبائر الذنوب من كبائر الذنوب وهو ايضا من لؤم الانسان لان لان الوالدين من احسن من قدم او من اعظم الناس من قدم له معروفا فكيف يقابل هذا المعروف وهذا الاحسان بالاساءة لهما فان العقوق لا يقع الا من الام الناس واشدهم لؤما والعياذ بالله قال وقطيعة الرحم والله سبحانه وتعالى امر بالصلة للرحم قال والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل قال فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم والقطيعة من الذنوب العظيمة والموبقات المهلكة والشريعة جاءت بصلة الارحام والوفاء مع القرابة والعمل على الاحسان اليهم وبل لهذه القرابة ببلالها صلة سلاما وتهاديا ومحبة وصفاء وبعدا عن الاساءة قال وشهادة الزور والزور هو الكذب والبهتان وقد جاءت شهادة الزور قرينة للشرك في القرآن والسنة. اما اما القرآن ففي قوله فاجتنبوا الرجس من الاوثان اني واجتنبوا قول الزور واما السنة ففي الحديث المتقدم قال الا انبئكم باكبر الكبائر قلنا بلى قال الاشراك بالله وعقوق الزوء وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال الا وشهادة الزور الا وقول الزور وما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت شفقة على النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وشهادة الزور جريمة كبرى لان شهادة الزور تضيع بها الحقوق وتؤكل بها اموال الناس في الباطل وربما تزهق بها ارواح بريئة شاهد الزور فظالم من جهات كثيرة ظالم من جهات كثيرة ظالم من جهة الكذب لان الزور قائم على الكذب والبهتان وظالم في حق من شهد عليه لانه بهذه الشهادة ضيع عليه حقا وظالم لمن شهد له لانه بهذه الشهادة اعطاه حقا ليس له وظالم ايضا فيما يتعلق بالاموال قد قال عليه الصلاة والسلام ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم فشهادة الزور فيها ظلم من جهات عديدة وهو جريمة كبرى ويترتب عليها من الاثار السيئة والعواقب آآ الوخيمة ما لا يعلم عقباه الا الله سبحانه وتعالى والايمان الكاذبة الايمان الكاذبة اي التي تقتطع بها الاموال بغير حق او تنفق فيها الاموال بغير حق قد قال عليه الصلاة والسلام ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم وذكر منهم المنفق سلعته بالايمان الكاذبة ولا يجوز المسلم ان يجعل الله يمينه بتوفيق بضائعه وسلعه ولا تجعلوا الله عرظة ولا تجعلوا الله عرظة لايمانكم. لا يجوز للمرء ان يكون متجرأا في في هذا الباب وكلما اراد ان ينفق سلعة او بضاعة او غير ذلك حلف واذا كان في ايمانه كاذبا فهذه يمين اليمين الكاذبة خطيرة جدا على صاحبها وهي من كبائر الذنوب وموجبات سخط الله وعقابه تبارك وتعالى وايذاء الجار اي هذا ايظا من الموبقات والله لا يؤمن يقول عليه الصلاة والسلام من لا يأمن جاره بوائقه والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه اي اذاه وشره فايذاء الجار من الموبقات والنبي صلى الله عليه وسلم نفى الايمان اي الواجب عن من يؤذي جاره قال والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه وظلم الناس في الدماء والاموال والاعراض وظلم الناس في الدماء والاموال في الانفس وفي الدماء والاموال والاعراض قد قال عليه الصلاة والسلام في خطبته في حجة الوداع ان دماءكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وقال في الحديث الاخر كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرظه وقد كتب رجلا الى ابن عمر رضي الله عنهما ان اكتب لي بالعلم كله قال اكتب لي بالعلم كله كيف يكون الجواب على هذا السؤال لو ان احدا من العلماء جاءه رسالة من احد السائلين او المستنصحين ان اكتب لي بالعلم كله كيف يجاوب عليه فكروا معي لو ان احد السائلين المستنصحين كتب لعالم رسالة قال اكتب لي بالعلم كله فكتب اليه ابن عمر انظر انظر جمال نصح الصحابة رضي الله عنهم وكمال فقههم قال ان العلم كثير كتب اليه ان العلم كثير ولكن ان استطعت ان تأتي يوم القيامة خفيف الظهر من دماء المسلمين خميس البطن من اموالهم كافا اللسان عن اعراضهم لازما لجماعتهم فافعل مشيرا رضي الله عنه ان من وفق الى هذه الثلاث ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم. من وفق لي السلامة من هذه الثلاثة الوقوع في الدماء او الاعراض او الاموال فقد اوتي خيرا كثيرا وفقها عظيما قال ان العلم كثير فان استطعت ان تأتي يوم القيامة خفيف الظهر من دماء المسلمين خميص البطن من اموالهم كاف اللسان عن اعراضهم لازما لجماعتهم فافعل قال وشرب المسكر خمرا او غيره من المخدرات والمفكرات وغير ذلك المذهبات العقول والخمر ام الخبائث ومجمع الشرور لان من يطأ من يتعاطى الخمر ويشربها تجلب له سرورا عظيما وجنايات متنوعة بسبب انها تذهب عقله بسبب انها تذهب العقل وذاهب العقل يتصرف تصرفات كثيرة وهنا وهنا وهو لا يعي ولا يعقل بسبب هذا الذي تعاطاه وشربه ولهذا كانت الخمر ام الخبائث ونجمع الشرور وهي من كبائر الذنوب وعظائم الاثام قال ولعب القمار وهو الميسر ولعب القمار وهو الميسر والقمار مبني على المخاطرة على المخاطرة بالاموال وفي القمار تضيع اموال وتؤكل اموال بغير حق تضيع اموال من اناس فكم من اناس قامر بماله كله وذهب ماله كله في لحظة واحدة وكم من اناس حصلوا بالقمار اموال طائلة لكن بغير حق فمن حصل اموالا بالقمار فاكله لها اكل بغير حق ومن ضيع امواله في القمار ايضا مسؤول عن هذا التضييع لماذا في تعاطيه لهذا القمار الذي حرمه الله سبحانه وتعالى عليه وهو من اكل الاموال بالباطل ومما جاءت التحريم الشريعة بتحريمه والتحذير منه وبيان انه من عمل الشيطان انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان قال والغيبة والغيبة عرفها النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث بذكرك اخاك بما يكره قد اه قال الله تبارك وتعالى في القرآن ولا يغتب بعضكم بعض ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه فشبه غيبة اه الشخص باكل لحمه ميتا تبيانا لصناعة الغيبة وعظم خطورتها وانها من الاذى من الاذى للمؤمنين والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واسما مبينا فيجب على المسلم ان يحذر من اذى اخوانه المسلمين باي نوع من الاذى ومن ذلكم الغيبة وقد جاء في الادب المفرد للامام البخاري بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عنده امرأة قيل تقوم الليل وتصلي النهار اه تقوم الليل وتصوم النهار وتتصدق بكذا وكذا وتؤذي جيرانها بلسانها قال لا خير فيها هي من اهل النار وذكر له امرأة وذكر له امرأة لا تقوم من الليل او نعم امرأة تصلي المكتوبات وتصوم ان الفريضة وتتصدق باثوار شيء قليل قال ولا تؤذي احدا قال هي من اهل الجنة قال هي من اهل الجنة ايذاء الناس باللسان غيبة ونميمة وسخرية استهزاء هذا من الموبقات العظيمة والمهلكات قال والنميمة والنميمة هي القالة بين الناس لا قل الكلام من شخص الى اخر على وجه الافساد بينهم والنمام من المفسدين في الارض بل قال بعض السلف وهو يحيى ابن ابي كثير اليمامي رحمه الله يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في شهر النميمة من اخطر ما يكون في المجتمعات ايقاعا للفساد ونشرا العداوات وايجادا للبغظة بين المتحابين فهي خطيرة جدا وجاءت الشريعة بتحريمها بل قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قتات والقتات هو النمام قال وغير ذلك مما نهى الله عنه او رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا فيه التنبيه الى ان ما ذكره رحمه الله انما هو اشارة الى جملة من الكبائر ليس على وجه الحصر وانما على وجه التنبيه على جملة من الكبائر وان المسلم الواجب عليه ان يكون على معرفة بالكبائر ومعرفة بخطورتها ليحذر هو في نفسه وليحذر الاخرين من اهل و ولد وجيران اصدقاء وغير ذلك ونسأل الله الكريم ربى العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يصلح لنا اجمعين شأننا كله. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم وفقنا اجمعين للتوبة النصوح اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا. وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين يا رب العالمين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اعذنا من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء. واعذنا يا ربنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وشر الشيطان وشركه وشر كل دابة انت اخذ بناصيتها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه