بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد معاشر الكرام ايها الاحبة هذه الساعة كريمة مباركة طيبة نلتمس اجرها من الله عز وجل ان يجعلها نافعة لنا مرضية له سبحانه وتعالى مقربة اليه جل في علاه وان يجعلها في موازين حسناتنا اجمعين بمنه وكرمه اسعد فيها بلقاء اخوة كرام واحبة افاضل في مائدة من موائد الخير ومجلس من مجالس الذكر غنمنا الله سبحانه وتعالى خيره وبركته بمنه وكرمه ولقاؤنا هذا معاشر الكرام سيكون مذاكرة مؤلف قيم ورسالة نافعة لامام علم ومحقق جليل من ائمة السلف رحمهم الله تعالى للامام ابي ابراهيم اسماعيل ابن يحيى المزني رحمه الله المتوفى في مئتين واربع وستين للهجرة هذا الامام رحمه الله تعالى يعد من اجلة آآ تلاميذ الامام الشافعي رحمه الله تعالى وهذه الرسالة التي بين ايدينا رغم صغر حجمها الا انها غزيرة الفائدة كبيرة النفع عظيمة الاثر اختصر فيها القول اختصارا لكنه ضمنها رحمه الله تعالى امهات مسائل اه الاعتقاد واصول الدين بعبارات واضحة وكلمات بينة وتحقيق متين فنسأل الله عز وجل ان يجزيه وان يجزي الامام الشافعي وجميع ائمة المسلمين عنا خير الجزاء والامام الشافعي كما لا يخفى على الجميع امام كبير من اعلام اه المسلمين الذين حازوا في الامة وتبوأوا مكانة عليا ومنزلة جليلة ومكانة في صدور اه المسلمين فهو يعد من ائمتهم من ائمة المسلمين واعلامهم الكبار وكثيرا ما يذكر اسمه رحمه الله تعالى في كتب اهل العلم وفي مجالس اهل العلم بهذه الصيغة قال الامام الشافعي رحمه الله فهو امام من ائمة المسلمين وله المكانة العظيمة الكبيرة في قلوبهم نفوسهم لما من الله سبحانه وتعالى به عليه من فقه في الدين وبصيرة بشرع الله سبحانه وتعالى ونصح وحسن بيان لدين الله عز وجل مما اه كان له الاثر في ان كان بهذه المكانة والمنزلة العلية اه العظيمة رحمه الله تعالى وكان كما لا يخفى اماما ناصحا فقيها محققا ومحدثا بارعا ومؤلفاته رحمه الله تعالى عظيمة الاثر وكذلك من تتلمذ على هذا الامام وتلقى عنه واخذ عن علمه سواء في حياته رحمه الله تعالى او بعد مماته ممن تتلمذ على ممن تتلمذ على تلاميذه او على كتبه رحمه رحمه الله تعالى مؤلفاته العظيمة النافعة كبيرة الفائدة والامام الشافعي رحمه الله تعالى عقيدته عقيدة السلف عقيدته رحمه الله تعالى عقيدة السلف وهي عقيدة واحدة متفقة لدى الجميع لا ترى بين واحد منهم واخر وان اختلفت البلدان وتباعدت الازمان وتغايرت الالسن اي اختلاف وذلك لوحدة المنبع والمصدر الذي عنه اخذوا ومنه تلقوا. رحمهم الله تعالى فلما كان منبعهم وموردهم واحدا اتفقت عقيدتهم اما من سواهم ممن اختلفت مصادرهم وتباينت مصادر تلقيهم فان فانه تبعا لهذا الاختلاف اختلفت عقائدهم. حتى مثلا من يعولون على مصدر واحد هو في نفسه مختلف كمن يجعلون مثلا مصدرهم العقل فالعقول ليست عقلا واحدا ولهذا من جعلوا مصادرهم في التلقي العقل اختلفت عقائدهم وهكذا غيرهم الا من كان مصدره في عقيدته كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ولهذا قال الله سبحانه ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا اما من كان آآ تعويله على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فقوله متفق غير متفق غير مختلف اه وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى على المؤمنين في عصمتهم من السلامة بحسن التعويل اه عصمتهم وسلامتهم من اه الزلل بحسن التعويل على كتاب الله. وسنة نبيه صلى الله عليه سلم وائمة المسلمين رحمهم الله تعالى الشافعي واحمد ومالك وغيره وايضا من تتلمذ عليهم الائمة المسلمين قل منهم الا وقد كتب في المعتقد اما مختصرا او مطولا اما اه مؤصلا او ناقدا ورادا على المخالفين. ومن يطالع سير هؤلاء الائمة الاعلام يجد ذلك وما ذاك الا لان المعتقد هو الاصل الذي اه يقوم عليه اه دين الله سبحانه وتعالى وتنبني عليه اه اه الاعمال وعموم الطاعات والقربات التي تقرب بها الى الله سبحانه وتعالى فيما يتعلق اتفاق كلمة هؤلاء الائمة على عقيدة واحدة يقول الامام ابو المظفر السمعاني وهو متوفى عام اربع مئة وتسع وثمانين وهو من اعيان علماء الشافعية يقول رحمه الله ومما يدل على ان اهل الحديث على الحق انك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من اولها الى اخرها قديمها وحديثها وجدتها مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار وسكون كل واحد منهم قطرا من الاقطار في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد يجرون فيها على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون عنها. قلوبهم في ذلك على قلب واحد ونقلهم لا ترى فيه اختلافا ولا تفرقا في شيء ما وان قل بل لو جمعت ما جرى على السنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء عن قلب واحد وجرى على لسان واحد وفي المعنى نفسه يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول الحمد لله اعتقاد الشافعي رحمه الله واعتقاد سلف الاسلام كمالك والثوري والاوزاعي وابن المبارك واحمد بن حنبل واسحاق بن راهوية وهو اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل ابن عياض وبسليمان الداراني وسهل ابن عبد الله التستري وغيرهم فانه ليس بين هؤلاء الائمة وامثالهم نزاع في اصول الدين. وكذلك ابو حنيفة رحمه الله فان الاعتقاد الثابت عنه في التوحيد والقدر ونحو ذلك موافق لاعتقاد هؤلاء واعتقاد هؤلاء هو ما كان عليه الصحابة والتابعون لهم باحسان وهو ما نطق به الكتاب والسنة هذا التوافق معاشر الكرام بين فهؤلاء الائمة رحمهم الله تعالى سببه كما قدمت ان مأخذهم ومنبعهم واحد وهو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واما من سواهم فانهم اه عندما اختلفت مصادرهم تباينت تبعا لذلك مذاهبهم وعقائدهم واختلفوا في ذلك اختلافا كبيرا من تتلمذوا على الامام الشافعي ومنهم هذا الامام الذي نحن بصدد مذاكرة كتابه رحمه الله تعالى كانوا على نهجه في هذه العقيدة الصافية النقية المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه واعني بهؤلاء الذين تتلمذ عليه من اخذوا عنه مباشرة او من اخذوا عن تلاميذه او من اخذوا عن كتبه رحمه الله تعالى وكتب تلاميذه فيما بعد فان هؤلاء مضوا على الجادة التي كان عليها الشافعي رحمه الله تعالى على هذه العقيدة عقيدة السلف الصالح رحمه الله رحمهم الله تعالى واقف في هذا الباب وقفة لعله يكون فيها بعض الاستطراد والاطالة شيئا ما في ذكر عدد من هؤلاء الاعيان الاعلام من علماء الشافعية رحمهم الله تعالى عبر التاريخ بثباتهم على هذه العقيدة العظيمة المباركة التي كان عليها اه امامهم بل امام المسلمين الشافعي رحمه الله والتي كان عليها ايضا ائمة الهدى واعلام التقى رحم الله الجميع وفيما سانقله من اه اه هؤلاء الاعلام من علماء الشافعية على مر التاريخ ممن ثبتوا على السنة وسلكوا طريقة الشافعي رحمه الله وغيره من ائمة الملة في تقرير مسائل التوحيد والديانة اشير الى طرف من الجهود العظيمة التي آآ كانت منهم خدمة لهذه العقيدة ونصرة لسنة النبي عليه الصلاة والسلام مع ايضا انتقاء بعض المواقف من حياتهم التي تبين نصرتهم لعقيدة السلف رحمهم الله وحسن ذبهم عنها وفي هذه النقول ايضا اراعي ترتيبهم الزمني. اولا اه ابو يعقوب يوسف ابن يحيى القرشي البوطي رحمه الله توفي عام مئتين وواحد وثلاثين للهجرة ويعد هذا الامام الجليل من خواص طلاب الامام الشافعي رحمه الله وقد عرف بصفاء عقيدته ومجانبته للبدع واهلها حتى قال الشافعي عنه ليس احد احق بمجلس من يوسف ابن يحيى وليس احد من اصحابي اعلم منه هذا الامام اعني البوطي رحمه الله امتحن بسبب عقيدته في القرآن عقيدة السلف حيث وشى به احد القضاة من مصر عند الوالي ليوافق على القول بخلق القرآن فابى وامتنع اشد الامتناع رحمه الله فحمل الى بغداد مع جماعة اخرين من علماء الشافعية واركبوه بغلة وهو مغلول اليد والعنق مقيدا في اربعين رطلا من حديد كل هذا ليجيبهم ليجيبهم الى بدعتهم بالقرآن وهو صابر رحمه الله تعالى على عقيدته لا يجيبهم لشيء من ذلك. فحبس ببغداد والحديد على بدنه حتى انه قال رحمه الله انه ليأتي علي اوقات ما احس بالحديد ما احس بالحديد انه على بدني حتى تمسه يدي حتى تمسه يدي وكان يقول رحمه الله انما خلق الله الخلق بكن فاذا كانت كن مخلوقة فكان مخلوقا خلق مخلوقا فوالله لاموتن في حديدي هذا حتى يأتي من بعدي قوم يعلمون انه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم ومات رحمه الله تعالى في السجن ممتنعا عن القول بخلق القرآن الثاني اسماعيل ابن يحيى المزني صاحب هذه الرسالة التي بين ايدينا. وقد توفي عام مئتين واربع وستين فسيأتي الكلام عن عقيدته وايضا الوقوف على رسالته هذه المباركة في بيان عقيدة السلف رحمهم الله تعالى الثالث الامام احمد ابن عمر ابن سريج المتوفى رحمه الله سنة ثلاث مئة وستة الملقب بالباز الاشهب وكان بعضهم يفضله على بعض اصحاب الشافعي وله رحمه الله تعالى رسالة آآ قيمة في السنة ساقها الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه اجتماع الجيوش الاسلامية الرابع الامام العلم المشهور محمد ابن اسحاق ابن خزيمة رحمه الله المتوفى سنة ثلاث مئة واثنتا عشر صاحب كتاب التوحيد و قد تتلمذ هذا الامام على الامام المزني رحمه الله واخذ عنه الفقه قال عنه الامام المزني رحمه الله ابن خزيمة اعلم بالحديث مني الخامس الامام اللغوي البارع المشهور ابو منصور محمد بن احمد الازهري المتوفى سنة ثلاث مئة وسبعين صاحب كتاب تهذيب اللغة وهذا الكتاب يعد من انفع كتب اللغة التي حث العلماء على الاستفادة منها لسلامته من رواسب علم الكلام ومخلفاته التي بليت بها كثير من المعاجم اللغوية السادس ابو بكر احمد ابن ابراهيم الاسماعيلي الفقيه الشافعي رحمه الله المتوفى عام ثلاث مئة وواحد وسبعين للهجرة هو صاحب كتاب اعتقاد ائمة الحديث قال الحافظ ابن كثير رحمه الله الفقيه الامام الحافظ احد كبراء الشافعية فقها وحديثا وتصنيفا السابع الامام احمد ابن ابي طاهر ابو حامد الاسرائيلي رحمه الله المتوفى سنة اربع مئة وستة قال ابن كثير رحمه الله شيخ الشافعية بلا مدافعة حتى كان يقال له الشافعي الثاني قال الشيخ ابو الحسن الكرجي رحمه الله وهو من علماء الشافعية وسيأتي ذكره وذكر كتاب قيم له في هذا الباب يقول كان الشيخ ابو حامد اصفرايني شديد الانكار على الباقي اللان واصحاب الكلام ولم تزل الائمة الشافعية يأنفون ويستنكفون ان ينسبوا الى الاشعري ويتبرأون مما بنى الاشعري مذهبه عليه. وينهون اصحابهم واحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت عدة من المشايخ والائمة منهم الحافظ المؤتمن ابن احمد ابن علي الساجي يقولون سمعنا جماعة من المشائخ الثقات قالوا كان الشيخ ابو حامد احمد بن ابي طاهر الاسرائيلي رحمه الله امام الائمة الذي طبق الارظ علما المعروف علما واصحابا اذا سعى الى الجمعة من قطيعة الكرخ الى جامع المنصور يدخل الرباط المعروف بالزوزي المحاذي للجامع ويقبل على من حضر ويقول اشهدوا علي بان القرآن كلام الله غير مخلوق كما قال احمد بن حنبل لا كما يقول الباقلاني وتكرر ذلك منه جمعات فقيل له في ذلك فقال حتى ينتشر في الناس وفي اهل الصلاح ويشيع الخير في اهل البلد اني بريء مما هم عليه وبريء من مذهب ابي بكر الباقلاني فان جماعة من المتفقهة الغرباء يدخلون على الباقلان خفية ويقرؤون عليه فيفتنون بمذهبه فاذا رجعوا الى بلادهم اظهروا بدعتهم لا محالة فيظن ظان انهم مني تعلموا تعلموه قبله وانا ما قلته وانا بريء من مذهب الباقي اللاني وعقيدته الثامن الامام العلم الشهير ابو القاسم هبة الله ابن الحسن ابن منصور الرازي المعروف باللالكائي المتوفى سنة اربع مئة وثمانية عشرة صاحب كتاب شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة والذي يعد موسوعة ثرية من انفس الموسوعات التي الفت في عقيدة اهل السنة والجماعة قال ابن القيم رحمه الله احد ائمة اصحاب الشافعي التاسع الامام ابو القاسم سعد ابن علي الزنجاني رحمه الله المتوفى عام اربع مئة وواحد وسبعين قال الذهبي رحمه الله كان من دعاة السنة واعداء البدعة وهو صاحب القصيدة الرائية في السنة وهي قصيدة نافعة جدا اسوقها هنا بتمامها قال رحمه الله تدبر كلام الله واعتمد الخبر ودع عنك رأيا لا يلائمه اثر ونهج الهدى فالزمه واقتدي بالاولى. هم شهدوا التنزيل علك تنجبر وكن موقنا انا وكل مكلف امرنا بقفو الحق والاخذ بالحذر وحكم فيما بيننا قول مالك قديم حليم عالم الغيب مقتدر سميع بصير واحد متكلم مريد لما يجري على الحق من قدر وقول رسول قد تحقق صدقه لما جاءه من معجز قاهر ظهر فقيل لنا ردوا الى الله امركم اذا ما تنازعتم لتنجوا من الغرر او اتبعوا ما سن فيه محمد فطاعته ترضي الذي انزل الزبر فمن خالف الوحي المبين بعقله فذاك امرؤ قد خاب حقا وقد خسر وفي ترك امر المصطفى فتنة فدر خلاف الذي قد قاله واتل واعتبر وما اجتمعت فيه الصحابة حجة وتلك سبيل المؤمنين لمن صبر وما لم يكن في عصرهم متعارفا وجاء وجاء به من بعدهم رد بل زجر ففي الاخذ بالاجماع فاعلم سعادة كما في شذوذ القول نوع من الخطر ومعترض نترك اعتماد مقاله يفارق قول التابعين ومن غبر وامثل اهل العلم فينا طريقة واغزرهم علما مقيم على الاثر واجهل من تلقى من الناس معجب بخاطره يصغي الى كل من هذر واجهل من تلقى من الناس معجب بخاطره يصغي الى كل من هدر فدع عنك قول الناس فيما كفيته فما في استماع الزيغ شيء سوى الضرر لقد اوضح الله الكريم بلطفه لنا الامر في القرآن فانهض بما امر وخلف فينا سنة نقتدي بها محمد المبعوث عونا الى البشر ومن على المأمور بالعقل الة بها يعرف المتلى من القول والعبر فلا تك بدعيا تزوغ عن الهدى وتحدث فالاحداث يدني الى سقر ولا تجلسا عند المجادل ساعة فعنه رسول الله من قبل قد زجر ومن رد اخبار النبي مقدما لخاطره ذاك امرؤ ما له بصر ولا تسمعن داع الكلام فانه عدو لهذا الدين عن حمله حصر واصحابه اي الكلام قد ابدعوا وتنطعوا وجازوا حدود الحق بالافك والاسر وخذ وصفهم عن صاحب الشرع انه شديد عليهم للذي منهم خبر وقد عدهم سبعين صنفا نبينا وصنفين كل محدث زائغ بعر فبالرفض منسوب الى الشرك عادل عن الحق ذو بهت على على الله والنذر وعقد وعقد اي اعتقادي صحيح في الخوارج انهم كلاب تعاوى في ضلال وفي سعر ويوردهم ما احدثوا من مقالهم لظى ذات لهب لا تبقي ولا تذر وابرأ من صنفين قد لعنا معا فذا اظهر الارجاء وذا انكر القدر وما قاله جهم فحقا ضلالة وبشر فما ابداه جهلا قد انتشر وجعد فقد ارداه خبث مقاله واما ابن كلاب فاقبح بما ذكر وجاء ابن كالرام بهجر ولم يكن له قدم في العلم لكنه جسر اه الى اخر اه قصيدته وهي عظيمة ومليئة بالفوائد وهي مطبوعة وايضا له شرح عليها رحمه الله تعالى لم يوجد كاملا وانما فيه نقص من اوله وطبعت اثبات هذه الابيات وما وجد من شرحه وايضا شرح ما لم يوجد من شرحه في رسالة مطبوعة قمت بالعمل عليها منذ وقت وهي مطبوعة متداولة العاشر الامام ابو المظفر منصور بن محمد ابن عبد الجبار السمعاني رحمه الله المتوفى ست مئة وسبعة عشر قال عنه الذهبي تعصب لاهل الحديث والسنة والجماعة وكان شوكا في اعين المخالفين وحجة لاهل السنة وهو صاحب الكتاب النافع الانتصار لاصحاب الحديث والحادي عشر الامام ابو محمد الحسين ابن مسعود البغوي رحمه الله المتوفى خمس مئة وستة عشر قال ابن القيم تفسيره سجى في حلوق المعطلة والجاهمية وهو صاحب تفسير المشهور بمعالم التنزيل. وصاحب كتاب شرح السنة الثاني عشر الامام ابو نعيم الاصبهاني رحمه الله المتوفى عام خمس مئة وسبعة عشر المعروف بابن الحداد له مؤلف مختصر في العقيدة نقله ابن القيم في كتابه اجتماع جيوش الاسلامي الجيوش الاسلامية اه الثالث عشر الامام ابو الحسن محمد ابن عبد الملك الكرجي رحمه الله المتوفى خمس مئة واثنين وثلاثين له منظومة في العقيدة تزيد على مائتي بيت نقل الذهبي رحمه الله طرفا منها في كتابه العلو قال في مطلعها وافضل زاد للميعاد عقيدة على منهج في الصدق والصبر عقيدة اصحاب الحديث فقد سمت بارباب دين الله اسنى المراتبين عقائدهم ان الاله بذاته على عرشه مع علمه بالغوائب الرابع عشر الامام قوام السنة اسماعيل ابن محمد التيمي الشافعي رحمه الله المتوفى خمس مئة وخمسة وثلاثين صاحب كتاب الترغيب والترهيب وصاحب كتاب الحجة في بيان المحجة وهو كتاب مهم في العقيدة فيه من الدرر والنفائس ما لك تكاد تجده في كتاب اخر واشار رحمه الله الى سبب تأليفه لهذا الكتاب في مقدمته فقال حين رأيت قوام الاسلام بالتمسك بالسنة ان ورأيت البدعة قد كثرت والوقيعة في اهل السنة قد فسد. ورأيت اتباع السنة اه ورأيت اتباع السنة عند قوم نقيصة والخوض في الكلام درجة رفيعة رأيت ان املي كتابا في السنة يعتمد عليه من قصد الاتباع وجانب الابتداع وابين فيه اعتقاد ائمة السلف واهل السنة في الامصار والراسخين في العلم في الاقطار ليلزم المرء اتباع الائمة الماضين. ويجانب طريقة المبتدعين ويكون من صالح الخلف لصالح السلف الخامس عشر الامام ابو زكريا يحيى بن ابراهيم السلماسي المتوفى رحمه الله عام خمس مئة وخمسين وسيأتي الاشارة الى كتابة منازل الائمة الاربعة السادس عشر الامام ابو الحسين يحيى بن ابي الخير العمراني رحمه الله انه توفى خمس مئة وثمانية وخمسين فقيه الشافعية في بلاد اليمن صاحب كتاب الانتصار في الرد على القدرية الاشرار وهو مطبوع السادس عشر مجد الدين ابو الفضائل يوسف ابن محمد الدمشقي رحمه الله المتوفى سنة ست مئة وخمسة وثمانين له قصيدة في السنة يقول في مطلعها تعالى الاله الواحد الصمد الفرد له علم ما يخفى من العبد وما يبدو هو الاول المبدي فليس له ند هو الاخر المغني له القبل والبعد الى اخر ابياته رحمه الله الثامن عشر الشيخ عبد القاهر ابن عبد الواحد ابن محمد التبريزي. المتوفى سبع مئة واربعين ومن شيوخ الحافظ الذهبي ونقل عنه قصيدة جزلة بديعة جميلة في السنة يقول رحمه الله تعالى في مطلعها كم بين باني اجرع ورامة ولعلع من قلب من قلب صب موجع سكران وجد لا يعي تراه ما بين الحلل جريح اسياف المقل فارفق فارفق ترفق به ولا تسأل عن قلبه المضيع الى ان قال رحمه الله تعالى واركع اذا الليل دجى ركوع خوف ورجا وعد في سفن النجا الى الفضاء الاوسع عليك بالتهجد وقم طويلا واسجد وبت نديم الفرقدي واشرب كؤوس الادمع قف عند حكم المصحف من غير ما تحرفي ولا تخض ولا تخض وقعت في اقوال اهل البدع فانه كلامه اعي الورى نظامه وبهرت احكامه الغر جميع الشيع منه كما جاء منه كما جاء بدا تكن به معتضدا ولا تجادل احد في ايه وارتدعي ولا تؤول ما ورد لله من سمع ويد وقل هو الله احد قول امرئ متبع وانه عز وجل كلم موسى ذا الوجل لما تجلى للجبل جهرا كلاما مسمعي اصغى اليه فوعى باذنه ما سمع ثم اجاب مسرعا جواب ثبت اروعي ولا توافق من غوى وقل بان ذا القوى حقا على العرش استوى كما اراد فاسمعي وهو تعالى في السماء عال ومعنى اينما بغير كيف بغير كيف لا كما يخطر للمبتدع من قاسه من البشر لخلقه فقد كفر وقد اطاع ونصر امر الهوى المتبع الى اخر اه هذه الابيات لهذا الامام في بيان السنة ومكانتها العظيمة والنصرة لها وبسط ايضا جوانب من المعتقد في ثنايا هذه الابيات التاسع عشر الامام الشافعي الامام شمس الدين محمد ابن احمد ابن عثمان الذهبي رحمه الله المتوفى سنة سبع مئة وثمان واربعين صاحب كتاب للعلو للعلي الغفار وغيره آآ من الرسائل والكتب العظيمة النافعة العشرون الحافظ عماد الدين ابو الفدى اسماعيل بن كثير المتوفى سبع مئة واربعة وسبعين صاحب التفسير المشهور وصاحب كتاب البداية والنهاية وغيرها من الكتب النافعة الحادي والعشرون الامام احمد بن علي المقريزي المصري المتوفى رحمه الله ثمان مئة وخمسة واربعين صاحب الكتاب المشهور بالتجريد آآ تزويد التوحيد المفيد باخرين من علماء الشافعية الذين ساروا على عقيدة هذا الامام الجليل رحمه الله وترسموا خطاه وخطى من سبقه من الصحابة والتابعين هذا العرظ الذي استمعنا اليه لعدد من هؤلاء الائمة الاعلام عبر التاريخ هم ممن ثبتوا على هذه العقيدة التي كان عليها هذا الامام رحمه الله تعالى ذكرها والاطالة في هذا العد مع عدم التقصي والا من يتتبع ربما يجمع في ذلك مجلدات ولا سيما ان تتبع اقوالهم والنقولات عنهم وايضا مواقفهم في السنة والدب عنها هذا امر يطول ويطول جدا جمعه وتقصيه لكن هناك من من انتسبوا للامام الشافعي رحمه الله تعالى وانتسبوا الى مذهبه رحمه الله تعالى من تأثر في باب العقيدة بعلم الكلام وتأثر في باب السلوك بالتصوف حتى انه وجد في بعض هؤلاء من يعرف بنفسه حين يعرف بها فيقول عن نفسه آآ الشافعي مذهبا يعني في الفقه الاشعري عقيدة اه الصوفي او القادر مسلكا. هذا كثير يعني في فيمن كان كذلك وعلم الكلام علم الكلام اثر في في اقوام تأثيرا مع ان الامام الشافعي رحمه الله تعالى والذي ينتسب هؤلاء اليه ممن تأثروا بعلم الكلام كان من اشد الائمة تحذيرا من علم الكلام رحمة الله عليه ولهم في هذا الباب نقول كثيرة والشافعي رحمه الله هو القائل حكمي في اهل الكلام ان يظربوا بالجريد ويحملوا على الابل ويطاف بهم في العشائر والقبائل وينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة واقبل على علم الكلام. وهو القائل رحمه والله تعالى من ارتدى بالكلام لم يفلح وله في في في هذا المعنى رحمة الله عليه آآ نقول عديدة آآ فيها موقفه رحمه الله تعالى من علم الكلام وذمه له وتحذيره منه علم الكلام دخل على عدد من المنتسبين لمذهب الامام الشافعي رحمه رحمه الله فبقوا منتسبين له في الفقه فقط اما العقيدة فانهم ارتظوا لانفسهم عقيدة العقيدة المبنية على علم الكلام والتي حذر منها الامام الشافعي اه نفسه رحمه الله تعالى اشد التحذير وحذر ايضا منها اتباعه ممن سلكوا نهجه. وساروا على طريقه ممن ذكرنا اه عددا منهم اه عبر التاريخ كان ممن اه تفقه في اه في باب الفقه على مذهب الامام الشافعي آآ ابن كلاب الذي اخذ فقه الشافعي لكنه لم يوافق الشافعي رحمه الله في العقيدة بل اتى ببدعة خالف فيها عقيدة الشافعي وعقيدة اهل السنة والجماعة وادخلها في اوساط المنتسبين لمذهب الامام الشافعي رحمه الله تعالى وتأثر به جماعة تأثر به جماعة آآ اخذوا عنه تلك العقيدة وهي عقيدة مبنية على علم الكلام الذي ذمه الامام الشافعي رحمه الله تعالى ونشأت على تلو ذلك مدارس اه كثيرة قائمة على على هذه العقيدة التي هي عقيدة المتكلمين التي ذمها اه اه ذمها الامام الشافعي رحمه رحمه الله تعالى ذمها ائمة اه السلف اه رحمهم الله تعالى وما ارتضاه هؤلاء لانفسهم عقيدة ومذهبا لم يقل به الامام الشافعي. ولم يقل به الامام المزني ولم تكن هذه العقيدة موجودة عند الائمة الاخرين ممن نهجوا نهج الشافعي نهجوا نهج السلف رحمهم الله تعالى وانما نشأت بسبب علم الكلام والفلسفة ثم نسبت بعد ذلك للامام الشافعي وائمة الشافعية وهم منها براء وفي ذلك يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من يتكلم في الله واسمائه وصفاته بما يخالف الكتاب والسنة فهو من الخائضين في ايات الله بالباطل وكثير من هؤلاء ينسب الى ائمة المسلمين ما لم يقولوه فينسبون الى الشافعي واحمد بن حنبل ومالك وابي حنيفة من الاعتقادات ما لم يقولوا ويقولون لمن اتبعهم هذا اعتقاد الامام الفلاني. فاذا طولبوا بالنقل الصحيح عن الائمة تبين كذبهم ويقول رحمه الله الشافعي من اعظم الناس ذما لاهل الكلام ولاهل التغبير ونهيا عن ذلك وجعلا له من البدع الخارجة عن السنة ثم ان كثيرا من اصحابه عكسوا الامر حتى جعلوا الكلام الذي ذمه الشافعي هو السنة واصول الدين الذي يجب اعتقاده وموالاة اهله وجعلوا موجب الكتاب والسنة الذي مدحه الشافعي هو البدعة التي يعاقب اهلها وقال رحمه الله وكذلك اهل المذاهب الاربعة وغيرها لا سيما وكثير منهم قد تلبس ببعض المقالات الاصولية وخلط هذا بهذا فالحنبلي والشافعي والمالكي يخلط بمذهب مالك والشافعي واحمد شيئا من اصول الاشعرية والسالمية وغير ذلك ويضيفوا الى مذهب مالك والشافعي واحمد وكذلك الحنفي يخلط بمذهب ابي حنيفة شيئا من اصول المعتزلة والكرامية والكلابية ويضيفوا الى مذهب ابي حنيفة وقال ايضا رحمه الله في سياق ذكره للمناظرة التي حدثت مع المتكلمين بشأن كتابه العقيدة الواسطية قال ما من امام الا وقد انتسب اليه اقوام هو منهم بريء قد انتسب الى ما لك اناس ما لك بريء منهم وانتسب الى الشافعي اناس هو بريء منهم وانتسب الى ابي حنيفة اناس هو بريء منهم وفيما تقدم بيان ان مجرد الانتساب وحده لا يكفي بل لا بد من الموافقة الحقيقية لما كان عليه الامام الشافعي رحمه الله عقيدة وديانة وفقها واتباعا وكذلك غيره من ائمة المسلمين هذه حقيقة تعد مشكلة كبيرة يعانى منها عبر التاريخ انقل هنا نقولات عن بعض اعيان علماء الشافعية الذين انتدبوا لعلاج هذه المشكلة. اعني الانتساب للامام الشافعي في العبادة والفروع دون العقائد والاصول حتى وجد في بعض الشافعية كما قدمت يقول عن نفسي الشافعي مذهبا القادري مسلكا الاشعري عقيدة وكانه لم يرتضي عقيدة الشافعي ولا مسلكه فانتسب في عقيدته الى ابي الحسن وفي المسلك الى طريقة من الطرق الصوفية فمن علماء الشافعية الذين انكروا ذلك الامام ابو الحسن محمد ابن عبد الملك الكرجي من توفى سنة خمس مئة واثنين وثلاثين صنف العديد من المؤلفات والكتب النافعة وله كتاب نافع في الاعتقاد مفقود لكن نقل عنه بعض العلماء نقولات مفيدة سماها الفصول في الاصول عن الائمة الفحول الزاما لذوي البدع والفضول ذكر فيه من كلام الشافعي ومالك والثوري واحمد والبخاري صاحب الصحيح وسفيان ابن عيينة وعبدالله المبارك والاوزاعي والليث ابن سعد واسحاق ابن راهوية في اصول السنة ما يعرف به اعتقادهم وذكر في تراجمهم ما فيه تنبيه على مراتبهم ومكانتهم في الاسلام وذكر انه اقتصر في النقل عنهم دون غيرهم لانهم هم المقتدى بهم والمرجوع شرقا وغربا الى مذاهبهم وذكر رحمه الله وجها اخر لسبب اقتصاره في باب الاعتقاد على هؤلاء الائمة المتقدم ذكرهم قال وجه ثالث لابد من ان نبين فيه فنقول ان في النقل عن هؤلاء الزاما للحجة على كل من ينتحل مذهب امام يخالفه في العقيدة مذهب امام يخالفه في العقيدة فان احدهما لا محال يظلل صاحبه او يبدعه او يكفره فانتحال مذهبه مع مخالفته له في العقيدة مستنكر والله شرعا وطبعا. فمن قال؟ يقول هذا الامام فمن قال انا شافع اي الشرع اشعري الاعتقاد قلنا له هذا من الاضداد لا بل من الارتداد اذ لم يكن الشافعي اشعري الاعتقاد ومن قال انا حنبلي في الفروع معتزلي في الاصول قلنا قد ظللت اذا عن سواء السبيل فيما تزعمه اذ لم يكن احمد معتزلي الدين والاجتهاد وقد افتتن ايضا خلق من المالكية مذاهب الاشعرية وهذه والله سبة نعار و فلتة نعود آآ تعود بالوبال والنكال وسوء الدار على منتحل مذاهب هؤلاء الائمة الكبار ومن علماء الشافعية ايضا ابو بكر زكريا يحيى بن ابراهيم السلماسي المتوفى سنة خمس مئة وخمسين ينسب الى مدينة سلمى من مدن اذربيجان له كتاب قيم في هذا الباب بعنوان منازل الائمة الاربعة ذكر فيه تراجم الائمة الاربعة واورد نقولا عديدة عنهم في ابواب الاعتقاد ونص في آآ مقدمة كتابه انه جمع هذه النقوش ردا على الذين وقع منهم هذا الخلط والانحراف في اصول الديانة والمفارقة لمذهب هؤلاء الائمة وذكر رحمه الله في ذلك آآ فصلا طويلا باثارتهم للفتن بين العوام وكيف يوقعون الخلاف بين الانام وكيف ايضا ينشرون تلك المذاهب العقائد المخالفة لمذاهب هؤلاء آآ الائمة الاعلام قال وصارت طائفة طوائف الانام من المتبعين في فروع مذاهب الائمة الاعلام الفقهاء السادسة يلعن في الاعتقاد بعضهم بعضا ويبدي كل واحد لصاحبه عداوة وبغضا ظنا منهم انهم اختلفوا في الاصول حسب اختلافهم في الفروع لقلة معرفتهم باحوالهم وعدم الوقوف على اقوالهم الى اخر ما ذكره رحمه الله تعالى وآآ ذكر رحمه الله في في ثنايا كلامه ان الائمة رحمة الله عليهم متفقون في اه الاعتقاد عقيدتهم آآ عقيدة واحدة آآ لكونها اه مستمدة متلقاه من كتاب الله سنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه حاصل القول ان مثل هذه المتون حقيقة رسالة الامام المزني رحمه الله وغيرها ممن كان على هذا النهج ينبغي ان يكون هناك تعاون على نشرها وافادة المسلمين بها لانها هي العقيدة الصافية العقيدة التي عليها الائمة الاعلام العقيدة المتلقاة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفيها السلامة العافية والنجاة من الضلال والفتن اه اه فتن الشبهات التي اردت كثيرا من الناس عن المعتقد الحق المتلقى من كتاب الله او ابعدت كثيرا من الناس عن المعتقد الحق المتلقى من كتاب الله وسنة نبيه آآ صلوات الله وسلامه وبركاته عليه بعد هذا ندخل في آآ في مذاكرة هذه العقيدة المباركة لهذا الامام الامام آآ المزني رحمه الله تعالى وكما قدمت من خواص تلاميذ آآ الامام الشافعي اثنى عليه اهل العلم ثنان عاطرا ذكروا مكانته وفضله وعلمه اشير الى بعض هذه النقول في مكانته قال ابن يونس وهو من اصحاب الشافعي كانت له عبادة يعني المزني وفضل ثقة في الحديث لا يختلف فيه حاذق من اهل الفقه وكان احد الزهاد في الدنيا وكان من خير خلق الله عز وجل ومناقبه كثيرة وقال عمرو ابن عثمان المكي ما رأيت احدا من المتعبدين في كثرة من لقيت منهم بمكة ممن هو مقيم ومن هو قادم علينا في المواسم ولا فيمن بالشام وسواحلها ورباطاتها والاسكندرية اشد اجتهادا من المزن ولا ادوم على العبادة منه ولا رأيت احدا اشد تعظيما للعلم واهله منه وكان من اشد الناس على نفسه في الورع واوسعه في ذلك على الناس وكان يقول انا آآ خلق من اخلاق الشافعي رحمه الله وقال ابو سعيد السكري رأيت المزني وما رأيت اعبد لله منه ولا اتقن للفقه منه. وقال ابن عبد البر كان فاعلم اصحاب الشافعي بالنظر الدقيق الفهم والفطنة انتشرت كتبه ومختصراته الى اقطار الارض شرقا وغربا وكان تقيا ورعا بينا صبورا على الاقلال والتقشف اوصاها الامام الشافعي رحمه الله عند موته بوصية نافعة طويلة اه ذكرها البيهقي في مناقب الشافعي اه قال فيها اتق الله ومثل الاخرة في قلبك. واجعل الموت نصب عينيك ولا تنسى موقفك بين يدي الله وكن من الله تعالى على وجل واجتنب محارمه وادي فرائضه وكن مع الحق حيث كان ولا تستصغرن نعم الله عليك وان قلت وقابلها بالشكر الى اخر هذه الوصية وهي مفيدة جدا وجديرة بالتأمل آآ وصية من امام علم الامام الشافعي رحمه الله لتلميذ من خواص تلاميذه واوصاهم بهذه الوصية عند موته رحمه الله تعالى له مؤلفات كثيرة عن المزني منها احكام القرآن في العلم والجامع الكبير والمبسوط في الفروع والمختصر الكبير ومختصر المختصر قيل استغرق في تأليفه عشرين سنة ومنها شرح السنة هذه الرسالة التي آآ بين ايدينا وسببها تأليف هذه الرسالة ما ذكره علي بن عبدالله الحلواني قال كنت بطرابلس المغرب فذكرت انا واصحاب اصحاب لنا السنة الى ان ذكرنا فابراهيم المزني رحمه الله فقال بعض اصحابنا بلغني انه كان يتكلم في القرآن ويقف عنده وذكر اخر انه يقول الى ان اجتمعنا اجتمع معنا قوم اخرون فغمأ الناس ذلك غما شديدا فكتبنا اليه كتابا نريد ان نستعلم منه. فكتب الينا شرح السنة في القدر والارجاء والقرآن والنشور والموازين فقال وساق هذه العقيدة المباركة تقريرا لعقيدة آآ السلف آآ رحمه رحمهم الله وآآ ليدفع عن نفسه ما اشيع عنه من مخالفة لها نسأل الله عز وجل التوفيق المعونة وان يوفقنا للزوم الحق والتمسك به وان يعيذنا من الاهواء والبدع وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة تعين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى سميع الدعاء ونشرع الان في القراءة في هذه الرسالة. نعم قال رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله واياكم بالتقوى ووفقنا واياكم لموافقة الهدى اما وبعد فانك سألتني ان اوضح لك من السنة امرا تصبر نفسك على التمسك به وتدرأ به عنك اكتبها الاقاويل وزيغ محدثات الظالين وقد شرحت لك منهاجا موظحا لم ال نفسي واياك فيه نصحا بدأت فيه بحمد الله بالرشد والتسديد الحمد لله احق من ذكر واولى من شكر وعليه اثني بدأ رحمه الله تعالى هذه الرسالة بالبسملة. بسم الله الرحمن الرحيم و البدء بالبسملة استعانة بالله استعانة بالله عز وجل على ما قصد من تأليف هذه الرسالة وفي ذلك اعني البدء بالمسألة مقتديا بكتاب الله وهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والانبياء من قبله في اه اه رأى في رسائلهم والباء في بسم الله للاستعانة والجار والمجرور متعلق بمحذوف اه مؤخر وتقديره يكون مناسبا للمقام. والمقام هنا تأليف المعنى هنا بسم الله اكتب. اي استعين به سبحانه وتعالى فيما قصدت من كتابة هذا الكتاب وتأليف هذا المؤلف تظمنت البسملة ثلاثة من اسماء الله الحسنى كلها دالة على كمال الرب وعظمته اولها الله واسم دال على كمال الوهية الله سبحانه وتعالى كما قال ابن عباس رضي الله عنهما الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين الرحمن الرحيم قسمان الدالان على كمال رحمة الله عز وجل وثبوت الرحمة صفة له جل في علاه اما الرحمن فهو دال على قيام هذه الصفة بالله واما الرحيم فهو دال على تعلقها بالمرحومين كما قال جل وعلا وكان بالمؤمنين رحيما قوله عصمنا الله واياكم بالتقوى بس هلأ بهذه الدعوة المباركة آآ العصمة التي هي الوقاية والسلامة من الافات والاهواء والضلالات وان هذه العصمة لا تكون الا بالتقوى. تقوى الله عز وجل اي ان حظ الانسان من هذه العصمة بحسب حظه من التقوى فكلما زاد زادت التقوى في العبد زاد نصيبه من هذه العصمة وكلما فارق التقوى فارق بحسب ذلك اه من العصمة ما فارق والتقوى مأخوذة من الوقاية ان تجعل بينك وبين ما تخشاه وقاية تقيك. وتقوى الله عز وجل عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله ولابد في التقوى من دراية بما يتقى اذ كما قال بعض السلف كيف يتقي من لا يدري ما يتقي ولهذا كما ان المسلم مطلوب منه ان يعرف الحق ليتبعه ايضا معروف مطلوب منه ان يعرف ما خالف الحق ليحذره ليحذره ولهذا الف العلماء في الشرك تحذيرا منه في البدع تحذيرا منها في الكبائر تحذيرا منها وفي هذا المعنى يقول آآ حذيفة ابن اليمان كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني قوله رحمه الله ووفقنا واياكم لموافقة الهدى مراد المصنف رحمه الله بالهدى اي السنة التي كان عليها نبينا عليه الصلاة والسلام قولا وفعلا ولهذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول كل جمعة اذا خطب الناس اما بعد فان خير الهدى خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وقال ايضا صلوات الله وسلامه عليه ما من نبي بعثه الله في امة قبلي الا كان له من امته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بامره ثم انه تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون قال رحمه الله اما بعد فانك سألتني ان اوضح لك من السنة اي العقيدة والعلماء رحمهم الله يطلقون على الكتب المصنفة في العقيدة واصول الديانة السنة ومن ذلكم كتاب السنة لابن ابي عاصم والسنة لعبدالله الامام احمد وشرح السنة للبربهاري وصريح السنة لابن ابي جرير لابن جرير الطبري وغيرها كثير كما ان الكتب المصنفة في العقيدة تسمى العقيدة او الاعتقاد ايضا تسمى السنة تسمى السنة لان متلقاها هو سنة النبي وما اخذها من سنة النبي عليه الصلاة والسلام وتسمى العقيدة لان مطلوب من المسلم ان يربط عليها قلبه دون شك او ارتياب لان العقيدة مأخوذة من العقد من العقد وهو اسم شرعي خلافا لما يدعيه بعض اهل الاهواء. هذا اسم شرعي العقيدة وجاء في السنة ان او في في كتاب السنة للدارمي رحمه الله اه عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال لا يعتقد قلب مسلم على ثلاث خصال الا دخل الجنة. لا يعتقد بهذا اللفظ ولهذا صنف مجموعة من العلماء رسائل بهذا الاسم واحيانا يكون الكتاب مشتهر بعقيدة فلان كثير من الكتب مشهورة بهذا الاسم عقيدة فلان عقيدة فلان يعني المصنف والمقصود بنسبتها اليه اي انه جمعها جمعها ورتبها والا فالعقيدة هي دين الله دين الله سبحانه وتعالى ليس لاحد ان ينشئ عقيدة من قبل نفسه لكن اذا قيل لاحد من السلف عقيدة فلان فباعتبار جمعه لها اما اذا قيل عقيدة فلان لاحد من المبتدعة فباعتبار ماذا انه اخترعها او احدثها او انشأها اما اذا قيل عقيدة الشافعي عقيدة احمد عقيدة المزني الى غير ذلك فباعتبار الجمع وباعتبار ايظا انه يدين الله سبحانه وتعالى بهذه العقيدة وفي هذا المعنى يقول ابن تيمية رحمة الله عليه ليس الاعتقاد لي ولا لمن هو اكبر مني بل الاعتقاد يؤخذ عن الله سبحانه وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وما اجمع عليه سلف الامة يقول ايضا رحمه الله ومن شأن المصنفين في العقائد المختصرة على مذهب اهل السنة ان يذكروا ما تتميز به اهل السنة والجماعة عن الكفار والمبتدعين قول المصنف امرا تصبر نفسك على التمسك به عبر رحمه الله تصبر ليبين ان العبد المسلم في خضم الفتن المتلاطمة والشبهات الكثيرة والبدع والسرور احوج ما يكون للصبر والتصبر يصبر نفسه على هذا الدين وعلى هذه السنة وانما يتحصل هذا التصبر بفعل الاسباب المعينة على هذا الامر وفي مقدمة ذلك امران الاول دعاء الله والالحاح عليه بالتوفيق والعصمة من الفتن وسؤالها الثبات على الدين والسنة ولهذا كان اكثر دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ومن الدعوات في القرآن ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة الامر الثاني دراسة كتب الاعتقاد التي الفها علماء السنة المبنية على النصوص الوحيين وما اجمع عليه خير القرون من الصحابة ومن اتبعهم باحسان فان دراسة هذه الكتب النافعة وحفظها ثم مجالسة اهل العلم وسؤالهم عما يشكل من اعظم الاسباب المعينة على على السنة كما قال الله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا وقوله رحمه الله وتدرأ بها عن عنك شبه الاقاويل الشبه المظلة ان صادفت قلبا خاليا من الاعتقاد والايمان الصحيح تمكنت من القلب واثرت فيه تأثيرا بالغا ولهذا فالعبد بحاجة ماسة لان يملأ قلبه بالايمان الصحيح والاعتقاد السليم بدلائله من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ليحفظ دينه عن شبه الاقاويل وبدع الزائغين ومن اهم ما يعين على ذلك حفظ هذه المختصرات في الاعتقاد والعناية بها وقوله محدثات الضالين هذه المحدثات والبدع كثيرة جدا لا حد لها ولا عد والسلامة منها كلها انما تكون بالاعتصام بالكتاب والسنة كما قال الله ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم وكما قال الله وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وقوله قد شرحت لك منهاجا موضحا او موضحا لم الو نفسي واياك فيه نصحا بين ان منهج اهل الحق منهج موضح للصراط المستقيم موضح لطريق الجنات وتحقيق هذا المنهج يكون اولا باصلاح معتقد وتحقيقه ثم العناية بعبادة الله وحسن التقرب اليه. فالعقيدة هي المنطلق والركيزة والاساس الذي يبنى عليه دين الله قوله لم الوا نفسي واياك فيه نصحا اي انه لم يدخر رحمه الله تعالى وسعا في هذه الرسالة المختصرة نصحا لنفسه ونصحا لاخوانه المسلمين وهذا فيه تنبيه لطيف انه على المسلم ان يجتهد اولا ان يكون ناصحا لنفسه بما تكون به نجاتها عند الله وبتحري المعتقد الصحيح الذي ينجو به يوم يلقى الله سبحانه وتعالى ويكون سالما من الاهواء والضلالات ثم ثانيا ان يكون ناصحا لاخوانه المسلمين ببيان ما وفقه الله له من الحق والهدى قوله رحمه الله بدأت فيه بحمد الله ذي الرشد والتسديد البدء بالحمد فيه اقتداء بكتاب الله وبسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وقوله بذي الرشد والتسديد اي احمد الله الذي لا رشاد ولا سداد الا منه الذي بيده الرشاد وبيده السداد يوفق من يشاء ويسدد من يشاء ويعين من يشاء ولهذا لما جاء علي ابن ابي طالب كما في صحيح مسلم وقال للنبي صلى الله عليه وسلم علمني دعاء ادعو الله به قال صلوات الله وسلامه عليه قل اللهم اهدني وسددني وفي رواية قل اللهم اني اسألك الهدى والسداد واذكر بالهداية هداية الطريق وبالسداد سداد القوس. نعم قال رحمه الله الحمد لله احق من ذكر واولى من شكر وعليه اثني الواحد الصمد ليس له صاحبة ولا ولد جل عن المثيل فلا شبيه له ولا عديل. السميع البصير العليم الخبير المنيع الرفيع عال على عرشه وهو دان بعلمه من خلقه. احاط علمه بالامور وانفذ في خلقه سابق المقدور يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. نعم قال رحمه الله تعالى يعني كما تقدم قال ذكر رحمه الله تعالى انه يبدأ بالحمد قال بدأت فيه بحمد الله بالرشد والتسديد الحمد لله احق من ذكر واولى من شكر وعليه اثني و الالف واللام في الحمد لله لام الاستقرار الاستغراق وضابط هذه اللام صحة ابدالها بلفظ كل ضابط هذه اللام صحة استبدالها بلفظ كل آآ الحمد لله اي كله اي كله له سبحانه وتعالى اللام في قوله لله للاستحقاق فيصير المعنى كل حمد وثناء فهو مستحق لله فالله يحمد على نعمائه ويحمد سبحانه وتعالى على حمده آآ على اسمائه وصفاته وعليه فحمد الله نوعان حمد على الاسماء والصفات وحمد على النعم والعطايا والهبات قوله احق من ذكر جاء المصنف بصيغة افعل التفضيل احق لان رب العالمين سبحانه وتعالى خير من ذكر وحمد على الاطلاق كما ورد في دعاء الرفع من الركوع اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد ففي هذا الدعاء المأثور بيان ان احق واكمل شيء قاله العبد ذكر الله وحمده والثناء عليه وذلك يتناول الحمد والتسبيح والتهليل وسائر الاذكار الشرعية وقراءة القرآن وايضا معرفة الله بمعرفة اسمائه وصفاته بدراسة كتب المعتقد هذا كله من ذكر الله ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر والمقصود بحلق الذكر اي مجالس العلم التي فيها تعريف الناس بربهم وخالقهم وما لهم من صفات الجلال والكمال وايضا تعليمهم دين الله سبحانه وتعالى فكل ذلك من ذكر الله عز وجل وقد صح في فضل قضاء الاوقات في ذكر الله احاديث عدة منها في بيان عظم شأن قظاء الاوقات في ذكر الله قول النبي عليه الصلاة والسلام الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعيها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والورق وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضرب اعناقهم ويضرب اعناقكم قلنا بلى يا رسول الله قال ذكر الله قال معاذ بعد سماع هذا الحديث ما شيء انجى من عذاب الله من ذكر الله وقل مصنف واولى من شكر شكر الله يكون بالقلب واللسان والجوارح فالقلب يشكر بالمعرفة والاقرار واللسان الذكر والثناء على المنعم والجوارح باستعمال هذه النعم في طاعة الله كما قال الله عز وجل اعملوا ال داوود شكرا وقوله رحمه الله تعالى وعليه اثني الثناء على الله وذكره بالعظمة والجمال والجلال والكمال وعز وجل يحب الثناء من عبادة يحب ان يثني عليه عباده لانه اهل الثناء والحمد وقد كان من دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك ومن ثواب ذلك ما جاء في الحديث ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحد من احصاها دخل الجنة ثم اخذ يثني رحمه الله على الله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته الواحد الصمد ليس له صاحبة ولا ولد الى اخر ما ذكر اه من اسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى ونستكمل آآ ما بقي في لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه