بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد نواصل في القراءة بهذه الرسالة القيمة النافعة شرح السنة للامام المزني رحمه الله تعالى. نعم بسم الله الرحمن الرحيم اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا. اللهم ارزق شيخنا وايانا بالتقوى ووفقه وايانا لموافقة الهدى قال الامام المزني رحمه الله تعالى في شرح السنة الواحد الصمد ليس له صاحبة ولا فلا شبيه له ولا عليم. السميع البصير العليم الخبير المنيع قول آآ المصنف رحمه الله تعالى الواحد هذا من اسماء الله عز وجل الحسنى ودال على وحدانية الله والوحدانية هي التفرد. تفرد الله سبحانه وتعالى. بالكمال والجلال والعظمة فهو عز وجل واحد في ربوبيته لا ند له وواحد في اسمائه وصفاته لا مثيل له وواحد في الوهيته لا شريك له ودين الاسلام سمي توحيدا لان مبناه على الوحدانية وحدانية الله عز وجل والايمان بتفرد الرب عز وجل بالجلال والكمال والعظمة ولا يستقيم ايمان شخص الا بالايمان بالوحدانية. والتي يدل عليها اسمه عز وجل الواحد ارباب متفرقون خير ام الله؟ الواحد القهار قال رحمه الله تعالى الصمد هذا الاسم من اسماء الله الحسنى جاء في سورة الاخلاص قل هو الله احد الله الصمد والصمد من الاسماء التي تدل على معان عديدة لا على معنى مفرد. فان اسماء الله الحسنى منها اسماء تدل على معنى مفرد السميع السمع البصير البصر العليم العلم الرحيم الرحمة ومنها اسماء تدل على معاني عديدة منها العظيم والصمد والحميد والسيد وغيرها من اسماء الله تبارك وتعالى ويوضح هذا المعنى ما جاء في الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الصمد السيد الذي قد كمل في والشريف الذي قد كمل في شرفه والعظيم الذي قد كمل في عظمته والحليم الذي قد كمل في حلمه. والغني الذي قد كمل في غناه والجبار الذي قد كمل في جبروته هو العالم الذي قد كمل في علمه والحكيم الذي قد كمل في حكمته وهو الذي قد كمل في انواع الشرف والسؤدد. فالاسم اسم الله تبارك وتعالى الصمد يدل على معاني عديدة. وبالجملة يدل هذا الاسم من جهة على كمال غنى الله فهو الصمد الذي اه آآ استغنى عن الخلق سبحانه وتعالى وهو الصمد الذي الخلق فقراء اليه فهو يدل على غنى الرب وعلى فقر العباد اليه سبحانه وتعالى ولهذا قالوا في معنى الصمد الذي تصمد اليه الخلائق في حاجاتها لفقرها اليه الصمد الغني عن خلقه الغني عن خلقه من كل وجه سبحانه وتعالى فهو غني غنى ذاتي عن خلقه من كل وجه والخلق فقراء اليه فقرا ذاتيا من كل وجه قال رحمه الله تعالى ليس له صاحبة ولا ولد اي انه عز وجل منزه عن الصاحبة والصاحبة الزوجة والولد وهذا لكمال صمد بكمال صمديته سبحانه وتعالى وغناه كما قال الله تعالى وانه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا. وقال لم يلد ولم يولد هذا فيه نفي ان يكون متفرعا عن اصل او ان يكون ايضا تفرع عنه فرع من ولد ونحوه قال جل عن المثل اي تنزه وتقدس من ان يكون له مثل سبحانه وتعالى قال عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقال تعالى هل تعلم له سم يا وقال تعالى فلا تضربوا لله الامثال. وقالوا ولم يكن له كفوا احد فهو سبحانه وتعالى لا مثيل له في اسمائه ولا مثيل له في صفاته ولا مثيل له في عظمته وكبريائه ومن مثل الله سبحانه وتعالى بخلقه او جعل له نظيرا او عدلا فقد كفر بالله. فقد كفر بالله سبحانه وتعالى. قال الله ثم الذين كفروا بربهم يعدلون وقال تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون قال رحمه الله فلا شبيه له ولا عديل فلا شبيه له ولا عديل وهذا تأكيد لما سبق من ان الله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك كله قال السميع البصير السميع البصير وهذان الاسمان آآ اتيا في القرآن في مواضع كثيرة مقترنين والسميع دال على ثبوت السمع صفة لله عز وجل سميع بسمع وسع الاصوات كلها والبصير دال على ثبوت البصر صفة لله سبحانه وتعالى فالسميع دال على ثبوت السمع الذي وسع الاصوات ولهذا لما نزل قول الله عز وجل في قصة المجادلة قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير قالت عائشة رضي الله عنها الحمد لله الذي وسع الاصوات كلها وسع الاصوات كلها ولو ان الاولين والاخرين من الانس والجن قاموا في صعيد واحد وسألوا الله في لحظة واحدة كل يسأل حاجته لسمعهم اجمعين دون ان يختلط عليه صوت بصوت. او لغة بلغة او حاجة بحاجة ولهذا جاء في الحديث القدسي يا عبادي لو انه ولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل واحد مسألة ما نقص ذلك من ملكي الا كما ينقص المخيط اذا غمس في البحر وكذا يقال في اسمه البصير فهو دال على ثبوت البصر لله وانه سبحانه وتعالى يرى جميع المخلوقات لا يعزب عنه شيء ولا يخفى عليه شيء ويرى ويطلع على كل شيء سبحانه وتعالى والمسلم عندما يرسخ في قلبه هذا الايمان بثبوت البصر والسمع ونحو ذلك من الصفات لله جل وعلا فان هذا يورثه حسن المراقبة لله سبحانه وتعالى في اعماله كلها الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرظى من القول وكان الله بما يعملون محيطا فالله سبحانه وتعالى مطلع على العباد. لا تخفى عليه منهم خافية. يسمع كلامهم ويرى فعالهم اعلموا خوافي نفوسهم وبواطن آآ وبواطن آآ آآ سرائرهم مطلع على ذلك سبحانه وتعالى كله فهذا يثمر في العبد حسن المراقبة لله سبحانه وتعالى في اعماله كلها بل ان العلماء رحمهم الله تعالى يعدون ذلك اعظم زاجر على وجه الاطلاق اعظم زاجر للعبد عن اقتراف ما حرم الله ان يذكر دوما وابدا اطلاع الله عليه ورؤيته له وعلمه به وانه سبحانه وتعالى آآ لا تخفى عليه جل في علاه خافية في الارظ ولا في السماء قال العليم اي سبحانه وتعالى الذي له العلم الواسع وسع كل شيء علما ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فعليم بعلم وسع كل شيء فلا تخفى عليه سبحانه وتعالى خافية يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن ان لو كان كيف يكون. احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء هدأ علمه علم كامل منزه عن اي نقص لم يسبق بجهل ولا يلحقه نقص بخلاف علم المخلوق فهو علم قليل وما اوتيتم من العلم الا قليلا. ومسبوق بجهل والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا. ويعتريهن ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي. وايضا مصيره الى الفناء ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكي لا يعلم من بعد بعلم شيئا اما علم الله تبارك وتعالى فعلم كامل لا نقص فيه احاط بكل شيء وسع كل شيء سبحانه وتعالى الخبير هذا الاسم دال على صفة الخبرة وهي علم الله ببواطن الاشياء وخوافي الامور فلا يغيب عنه شيء يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. لا يعزف عنه مثقال ذرة. ولهذا جاء في وصية لما ذكر لابنه علم الله بخفايا الامور ودقيق الاشياء ختم ذلك بهذا الاسم يا بني انها ان تك مثقال على حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله ان الله آآ عليم ان الله لطيف خبير ان الله لطيف خبير. فختم بهذا الاسم فالخبير الذي يطلع على خوافي الامور ودقيق الاشياء وبواطنها كما يطلع على نيتها وظاهرها قال رحمه الله المنيع والمنيع اي الذي لا ينال جنابه ولا يرد قضاؤه لكمال قوته وعزته سبحانه وتعالى وهو القاهر فوق عباده والمنيع ليس من اسماء الله. المنيع ليس من اسماء الله ولم يسقه المصنف مساق اثبات الاسم لله سبحانه تعالى وانما ساقوا من باب الاخبار. من باب الاخبار آآ وباب الاخبار اوسع. كما هو مقرر من باب الاسماء والصفات. الرفيع الذي له الرفعة والعلو كما قال الله رفيع الدرجات فله العلو بكل معاني العلو. علو المكان علو الذات علو القدر. علو القهر. كما قال الله يخافون ربهم من فوقهم وكما قال الله وما قدروا الله حق قدره. وقال عز وجل وهو القاهر فوق عباده. فله سبحانه وتعالى جميع ما العلو والرفعة نجد من خلال ما سبق ان المصنف رحمه الله تعالى جمع في باب الاسمى والصفات بين امرين قال فيما سبق جل عن المثل فلا شبيه له ولا عديل ثم قال السميع البصير العليم الخبير وهذا على حد قول الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فالله سبحانه وتعالى باب الاسماء والصفات لله سبحانه وتعالى قائم على هذين الاصلين التنزيه والاثبات. التنزيه والاثبات تنزيه الله عن كل ما لا يليق به وعن الشبيه والمثال والاثبات باثبات آآ جميع صفاته ونعوته ثابتة له سبحانه وتعالى في كتابه وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. واهل سنة في هذا الباب تعني الاثبات والنفي يدورون في هذا مع الكتاب والسنة. بمعنى انهم يثبتون هنا ما ثبت في الكتاب والسنة وينفون ما نفي في الكتاب والسنة لا يتجاوزون القرآن والحديث وهذا معنى قول آآ الاوزاعي رحمه الله ندور مع السنة حيث دارت اي نفيا واثباتا. يقول ندور مع السنة حيث دارت اي نفيا واثباتا. فنثبت ما ثبت فيهما وننفي ما نفي فيهما ولهذا قال الامام احمد رحمه الله نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث قال المزني رحمه الله عال على عرشه. عال على عرشه فركها تعديتك اجل الحقني انت لا تفضل احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى عال على عرشه وهو دار بعلمه من خلقه احاط علمه بالامور وانفذ في بخلقه في الساق والمقدور. يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. قال عال على عرشه نعال على عرشه اي مستو على عرشه مرتفع عليه كما جاء في القرآن في سبع مواضع آآ ثم استوى على العرش والسابع الرحمن على العرش استوى. والاستواء علو وارتفاع الاستواء علو وارتفاع باجماع السلف استوى على العرش اي علا وارتفع عليه علوا يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى قال عال على عرشه اي على عرشه المجيد علوا يليق بكمال الرب وجلاله وعظمته سبحانه وتعالى ودليل ذلك ما اشرت اليه من ايات في كتاب الله سبحانه وتعالى ورغم وضوح هذا الامر الا ان اهل الاهواء ينفون هذه الصفة الجليلة ويحرفون ظواهر الايات على ثبوتها لله. وما اكثر ما يقرر في كتب اهل الكلام ان الاستواء المراد به استيلا استوى على العرش استولى عليه. استوى على العرش يقولون اي استولى عليه ولا حجة لهم اطلاقا لا من كتاب ناطق ولا من سنة ولا ايظا من لغة فيما اه اه ادعوا اتمنى ان الاستواء هو الاستيلاء. اضافة الى ما في هذا التحريف من محاذير بينها العلماء علماء رحمهم الله تعالى وليس لهم في آآ ذلك مستند الا بيت يتيم في كل كتبهم التي يقررون فيها لا لا يريدون غيره واقول الشاعر قد استوى بشر على العراق من غير سيف او دم مهراق. وبسر المذكور في البيت هو بشر بن عبدالملك اخو مروان ابن عبد الملك وكان قائد الجيش الذي فتح العراق. فالشاعر في هذا البيت في زمن بني امية يثني على بشر بهذا الامر استوى على اه على اه قد استوى بشر على العراق ويقولون انه اراد بالسواء اي استولى لكن يقال ما المانع ان يقال ان المعنى المقصود في البيت هو العلو والارتفاع مع ان البيت هو الوحيد الذي يحتجون به. ما المانع ان يكون المقصود في البيت هو العلو والارتفاع. فان بشرا يمدح بانه استوى على العرش عرش العراق وارتفع عليه. واما الاستيلاء فلا يمدح عليه القادة وانما يمدح علي الولاة الذين امروا القادة بذلك. وفي البيت اشكالات كثيرة غير هذا فهو منسوب الى رجل يقال له الاخطل وذكر بعض العلماء ان البيت في نفسه محرف وقائله متأخر ومثل هذه الشعار المتأخرة ليست عمدة عند اهل العلم في الشواهد العربية لغلبة العجمة الى غير ذلك من مآخذ الكثيرة التي ذكرها العلماء رحمهم الله على هذا البيت ثم سياق الاية لا يحتمل هذا التأويل فالفاسد فان الله يقول الذي خلق السماوات والارض نعم الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. هم يقولون ثم استولى على العرش. فان ثم تفيد الترتيب والمهلة ثم تفيد الترتيب والمهلة فهل كان العرش خارجا عن ملك الله تعالى عما يقولون ثم استولى عليه قال قال الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. قالوا استوى استولى. ايستقيم ذلك؟ الذي خلق ثم استولى على العرش ثم استولى على العرش يعني لم يكن في ملكه ولهذا قالوا ايضا في نقد هذا هذا التحريف قالوا اه قال العلماء ان الاستيلاء انما يكون عن مغالبة والله سبحانه وتعالى لا مغالب له تنزه وتقدس عن ذلك. والى غير ذلك من لوازم الباطلة التي تلزم كل من قال بهذا التحريف لهذه الصفة العظيمة والله عز وجل سلم اهل السنة من ذلك كله فهم يقولون بما نطق به القرآن. وبما ثبت عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. قوله على عرشه ذكر المصنف هنا العرش المجيد لله والعرش هو مخلوق هو هو اعظم المخلوقات واكبرها. واثقلها وله صفات ومن الايمان من من الايمان بالعرش الايمان بجميع صفات العرش آآ التي جاءت في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهنا في هذا المقام يجب ان يعلم ان استواء الله سبحانه وتعالى على العرش هو استواء عن غنى لا عن حاجة استواء عن غنى لا عن حاجة وهذا يدحض متعلق اهل البدع في نفيهم لهذه الصفة. ماذا يقولون يقولون لا نعلم استواء الا عن حاجة يقول لا نعلم استواء الا عن حاجة. لكن هذا الذي يقولونه لا نعلم استواء الا عن حاجة. استواء من هذا نعم هذا السؤال مخلوق. استواء المخلوق قال الله سبحانه وتعالى وجعل لكم من والانعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه. من المعلوم ان السفينة لو غرقت غارقة من عليها والدابة لو سقطت سقط من عليها فمن عليها من هو مستو عليها محتاج. فهم يقولون لا نعلم لم استواء الا عن حاجة لاجل ذلك بزعمهم قالوا ينزه عن الاستواء لان الاستواء لا يكون الا عن حاجة فما الذي الجأهم الان الى نفي الاستواء نعم التشبيه الذي الجأهم الى نفي الاستشبيه الذي توهموا في صفات الرب. فارادوا الفرار مما توهموه فحرفوا الصفة واما اهل السنة فيقولون استوى عن غنى استوى على العرش عن غنى غني عن العرش وما دونه. الله غني غنى ذاتي سبحانه وتعالى عن العرش وعن ما دون العرش جل في علاه فاستواؤه عن غنى ولا يقاس بخلقه والقاعدة عند العلماء ان ما يلزم الصفة باعتبار اضافتها للمخلوق ليس بلازما للصفة باعتبار اضافتها الى الخالق والعكس كذلك لان الصفة اذا اظيفت المخلوق لزمها النقص لنقص المخلوق. والصفة اذا اضيفت الى الرب لزمها الكمال لكمال الرب سبحانه وتعالى ولهذا لا يقاس في بخلقه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيئا تعلم له سميا. فمما يجب اعتقاده في هذا الباب ان الله سبحانه وتعالى مستو على العرش عن غنى غني عن العرش وما دونه ولهذا قال الله تعالى اه آآ ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده ومن اياته يقول ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره. وقال الله لا اله الا هو الحي القيوم القيوم القائم بنفسه الغني عن خلقه المقيم لخلقه فهم فقراء اليه سبحانه وتعالى فالعرش هو ما دونه كلهم فقراء الى الله والله سبحانه وتعالى غني عن العرش وعما دون العرش قال وهو دان بعلمه من خلقه وهو دان بعلمه من خلقه جمع هنا المصنف رحمه الله بين اثبات الاستواء واثبات الدنو بالعلم من الخلق وهذا الجمع جاء في ايات كثيرة يذكر آآ فيها استواء الله سبحانه وتعالى ثم يذكر من بعد ذلك علم تقرأ هذا في في ايات الاستواء في سبع مواضع من القرآن قد يكون الجمع في الاية الواحدة كما في سورة الحديد. هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش الهم ما يلجأ في الارض وما يخرج منها. الذكر الاسكو او ذكر العلم وقد يكون الجمع بينهما بذكر العلم بعد الاستواء باية او بايات مثل ما جاء في سورة الرؤى الرعد الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترون ثم استوى على العرش بعدها بايات قال الله يعلم ما تحمل كل لانثى وما تغيظ الارحام وما تزداد كل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والسعادة الكبير المتعال. ايضا مثلها في سورة السجدة في سورة طه يذكر الاستواء ثم يذكر من بعده العلم. فالمصنف هنا جمع بينهما كما هو الشأن في القرآن كما هو الشأن في القرآن قال وهو قال ذكر اول الاستواء ثم قال وهو دان بعلمه من خلقه وودان بعلمه من خلقه سبحانه وتعالى ولهذا يقول الامام مالك رحمة الله عليه يقول الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو من علمه مكانه قال المصنف احاط علمه بالامور اي بجميع الامور خفيها وجليها وجليها احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا كون الله سبحانه وتعالى خالقا لهذه المخلوقات هو بحد ذاته دليل على احاطة علمه بها. كما قال الله الا يعلم من خلق هو اللطيف الخبير وقال في الاية الاخيرة من سورة الطلاق الله الذي رفع سبع سماوات بغير اه قال في اخر اية من سورة الطلاق الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما فالخلق دليل على العلم. ومن اللطائف الجميلة في هذا الباب ما ذكره قوام السنة التيمي رحمه الله تعالى ذكر ان احد الملاحدة اراد ان يشكك بعظ المسلمين في في عقيدتهم فاخذ لحما فشرحه قطعه ثم جعل بينه روتا ثم جعله في كوز وختمه ودفعه الى من حفظه عنده اياما ثم جاء به ففتحه واذا به قد امتلأ نعم دودة واذا به قد امتلأ دودا فقال هذا خلقي اراد ان يعني يشوش في في هذا الباب. فقال له بعض من حضر فكم عدده قال بعضهم حضر كم عدده فلم يدري فقال كم الذكور من الاناث كم الذكور من الاناث وهل تقوم برزقه وما اجل كل واحد منها لان الخلق الخلق نفسه دليل على العلم لا يمكن ان يكون خالقا ولا يعلم بما خلق. لا يمكن الا يعلم من خلق؟ فبهت هذا الملحد سبحان الله الفائدة ذي اذكر ذكرتها من سنوات طويلة في آآ جمهوريات اسلامية بعد الانفتاح هذا قبل عشرين سنة في زيارة هناك فذكرت هذه الفائدة دهش بعض الحاضرين من الطلاب قال والله كانوا يفعلون هذه معنا في الفصل لكن ما ما ما حضر عندنا هذا يعني هذا الجواب المفهم ما حظر هذا الجواب المفهم هذه القصة ذكرها التيمي رحمة الله عليه في كتابه الحجة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الخلق عاملون في سابق علمي احاط علمه بالامور وانفذ في خلقه سابقا مقدور. يعلم خائنة الاعين وما تبقي الصدور. فالخلق عامدون بسابق علمه ونافذون لما خلقهم له من خير وشر. لا يملكون لانفسهم من الطاعة نفعا ولا يجدون الى صرف المعصية عنها دفع. قال احاط علمه بالامور فيه كما تقدم ان الله سبحانه وتعالى احاط كل شيء علما واحصاء كل شيء عددا. قال وانفذ في خلقه سابق المقدور تنفذ في خلقه سابق المقدور. وهذا فيه الايمان بهذا الاصل العظيم من اصول الايمان. الا وهو الايمان بالقدر وهو ركن من اركان الايمان. قال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر وقال وكان امر الله قدرا مقدورا. قال ثم جئت على قدر يا موسى قال سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى الذي قدر فهدى. في هذا اثبات هذا الاصل اه العظيم من اه اه من اصول الايمان والايمان بالقدر ان لا يمكن ان ينتظم دين العبد الا به ولهذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال الايمان بالقدر نظام نظام التوحيد الايمان بالقدر نظام التوحيد فمن وحد الله وكذب بالقدر كان تكذيبه بالقدر نقضا لتوحيده وحد الايمان حد الايمان بالقدر الجامع له هو ايمان العبد بعلم الله الازلي وكتابته لما هو كائن في اللوح المحفوظ ومشيئته سبحانه وتعالى وانه عز وجل الخالق لكل شيء ولهذا قال العلماء رحمهم الله تعالى الايمان بالقدر يقوم على اربع مراتب. العلم والكتابة والمشيئة والايجاز قوله رحمه الله وانفذ في خلقه سابق المقدور انفذ في خلقه سابق المقدور اي ما قدره سبحانه وتعالى ويوضح ذلك ما جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. فالله انفذ في اه خلقه سبحانه وتعالى سابق المقدور وهذا فيه ان كل ما آآ اساءه الله سبحانه وتعالى نافذ فله سبحانه القدرة الشاملة والمشيئة النافذة. فما شاء كان طبقا لما شاء في الوقت الذي شاء على الصفة التي شاء سبحانه وتعالى وهذا معنى ما جاء في الحديث ماض في حكمك قوله سبحانه واورده المصنف يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. وهذا فيه ان الله سبحانه وتعالى احاط بالخلق علما سبحانه وتعالى. قال فالخلق عاملون بسابق علمه الخلق عاملون بسابق علمه. فكل الاعمال سواء منها الصالح وغيره فان وفق علم الله السابق. ولهذا يقول الشافعي رحمة الله عليه في ابيات له في هذا الباب ما شئت كان والا ما شاء وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العباد على ما علمت وفي العلم يجري فتى والمسلم على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن المرء يجري بما سبق به علم الله سبحانه وتعالى وجرى به كتابه عز وجل قال فالخلق عاملون بسابق علمه. قول المزني الخلق عاملون بسابق علمه نظير قوله آآ قول شيخه الشافعي رحمه الله في هذه الابيات وفي العلم يجري الفتى والمسن قال نافذون لما خلقهم له من خير وشر اي العباد ماضون وسائرون لما خلقهم الله له. فمن خلقه الله للسعادة فهذا نافذ وماظ ومن خلقه شقاء فهو نافذ وماظ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يوما لاصحابه وهم في جنازة ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة فقال الصحابة يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فاجاب عليه الصلاة والسلام بجواب واف كاف قال ملوا فكل ميسر لما خلق له. فمن كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة نصره الله لعمل اهل الشقاوة ثم تلاف اما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل وسعنا وكدر بالحسنى فسنيسره للعسرى يسر الله اه يسرنا الله اجمعين لليسرى وجنبنا العسر. نعم. قال لا يملكون لانفسهم من الطاعة نفعا ولا يجدون الى صرف المعصية عن عنها دفعا. هذا تقرير لما تقدم ان فعل الاسباب لا يستقل بذاته في جلب السعادة ودفع الشقاوة. بل كل ذلك بيد الله ومشيئته هذا معنى قول المسلم لا حول ولا قوة الا بالله. فالعبد لا يملك لنفسه اه جلب نفع ولا دفع ضر الا ان يسر الله له ولهذا لا غنى للعبد عن الاستعانة بالله والتوكل عليه وملازمة دعائه بسؤال ربه الهداية وسؤاله الثبات واعادته من الزيغ حفظ قلبه من التقلب وهذا فيه دعوات كثيرة مأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام بل كان من اكثر دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت ام آآ سلمة او آآ آآ او ان القلوب لتتقلب؟ قال ما من قلب الا هو بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه وكيف يشاء فإن شاء اقامه وان شاء ازاغه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى خلق الخلق من مشيئته عن غير حاجة كانت به. وخلق الملائكة جميعا وجبلهم على عبادته. فمنكم ملائكة بقدرته للعرش للعرش حاملون. وطائفة منهم حول عرشه يسبحون واخرون بحمده يقدسون. واصطفى منهم رسلا بلا رسله. وبعض مدبرون لامره آآ قال رحمه الله خلق الخلق بمشيئته عن غير حاجة كانت به عن عن غير حاجة كانت به. وذلك انه سبحانه وتعالى غني كامل الغنى من كل وجه والعبد فقراء الى الله سبحانه وتعالى من كل وجه كما قال الله تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز ولهذا فان ربنا جل في علاه لا تنفعه طاعة الطائعين. ولا تضره معصية العاصين. بل آآ بل هو غني عنهم وعن طاعاتهم وعن عباداتهم وعن ذكرهم وعن شكرهم وعن دعائهم غني عن ذلك كله يا عبادي يا عبادي انكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني. فهو خلقهم بمشيئته عن غير حاجة كانت به لم يخلقهم ليتكثر بهم من قلة او يتعزز بهم من ذلة تنزه وتقدس وتعالى عن ذلك. سبحانه وتعالى آآ آآ الله عز وجل غني عن العباد خلقهم عن غير حاجة والعباد فقراء اليه منهم كل وجه ثم مع كمال غناه سبحانه وتعالى يحب من عباده الطاعات والقربات ويفرح بها وانظر في هذا قول النبي عليه الصلاة والسلام لله اشد فرحا بتوبة عبده اذا تاب من احدكم اضل راحلته بفلاه وعليها طعامه وشرابه حتى اذا يأس منها استظل بظل شجرة ينتظر الموت فاذا بخطام ناقته فامسك بخطام الناقة وقال من شدة الفرح اللهم انت ربي وانا عبدك اخطأ من شدة البراءة. هذا الفرح في المخلوق يعد من اشد الفرح. لان شخصا عاين الموت وجلس ينتظر الموت تدريجيا في صحراء قاحلة لا طعام ولا شراب والزاد ذهب ذابت به الراحلة ثم اذا به في هذه الحال واذا بخطام الناقة بين يديه هذا يعد اشد فرح يتصور في المخلوق فيقول النبي صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده مع انه غني عن توبة العبد غني سبحانه عن توبة العبد وعن طاعته وعن دعائه وعن عبادته يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افسر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا قال فخلق الملائكة جميعا لطاعته وجبلهم على عبادته. هنا في هذا وما بعده يذكر رحمه الله طرفا من العقيدة في الملائكة. وانتم تعلمون ان الايمان بالملائكة من اصول الايمان قال الله سبحانه ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والنبيين وقال امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وقال يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته والآيات في هذا المعنى كثيرا فالايمان بالملائكة اصل اصل من اصول آآ آآ الايمان من الايمان بالملائكة ان نؤمن بكل صفاتهم الواردة في الكتاب والسنة. ومن ذلكم ان الله خلقهم لطاعتهم وجبلهم على عبادته معنى جبلهم على عبادته ليوضحه قول الله تعالى لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون اي هم على ذلك جبلة اعمالهم كلها طاعة لا يوجد في الملائكة ما يسمى بالمعصية كل اعمالهم طاعات لله لان الله جبلهم على ذلك والايمان بالملائكة هو ايمان بكل ما جاء عن الملائكة في الكتاب والسنة من ذكر لاسمائهم او اعدادهم او صفاتهم او وظائفهم اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما افصل اعد الجملة قالت ان الله خلق الملائكة جميعا لطاعته وجبلهم على عبادته. فمنهم ملائكة بقدرته للعرش الحاملون. هنا يذكر وظائف وظائف للملائكة يجب الايمان بها لثبوتها في الادلة قال فمنهم ملائكة بقدرته للعرش فيه حاملون. انظر دقة التعبير. قال بقدرته بقدرته وهذا اشارة لما تقدم من بيان كمال قدرة الله وكمال غناه عن خلقه. فهؤلاء الملائكة العظام الممسكون للعرش امساك العرش بقدرة الله سبحانه وتعالى وقد تقدم معنا قول الله تعالى ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا فهذا فيه غنى الله عن العرش غناه عن الملائكة وعن الخلق اجمعين. ومنهم طائفة حول العرش يسبحون كما قال الله عز وجل الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم. وقد وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم. قال واخرون بحمده يقدسون. وهذا وصف لعموم الملائكة وهم الاوصاف المشتركة كما قال الله يسبحون الليل والنهار لا يفترون اي لا يضعفون ولا يسأمون من التسبيح في جميع الاوقات. وقوله رحمه الله يقدسون قال واخرون بحمده يقدسون اي ينزهون الله بتسبيحه عما لا يليق به من النقائص والعيوب وعن مماثلة مخلوقاته وقوله اصطفى منهم رسلا الى رسله اصطفى منهم رسلا الى رسله. قال الله جاعل الملائكة رسلا ومراد المؤلف رحمه الله بذلك الملائكة الموكلون بابلاغ الوحي مثل ما قال الله ان وقال وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامينة على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ولهذا ايضا قال الله الله يصطفي نعم من الملائكة رسلا ومن الناس فاه يقول اصطفى منهم رسلا الى رسله. رسلا الى رسله يعني رسلا من الملائكة الى رسله من آآ البشر ولهذا يستفاد من من ذلك ان الرسل نوعان. يستفاد من ذلك ان الرسل عام رسول ملكي ومهمته ايصال وحي الله الى الرسول البشري. ورسول بشري ومهمته ابلاغ ما انزل اليه الى الناس. يا ايها الرسول بل لما انزل اليك من ربك ومن وظائف الملائكة ايظا ما ذكره المصنف بقوله وبعظ مدبرون لامره آآ المراد بقوله مدبرون لامره المراد بالامر هنا المأمور لان الامر يطلق ويراد به الصفة ويطلق ويراد به الاثر. آآ اثر الصفة. لان القاعدة عند العلماء ان المصدر اذا اضيف الى الله تارة يراد به الصفة. وتارة يراد به اثر الصفة فمثلا في الامر قوله الا له الخلق والامر الاله الخلق والامر. اضافة الامر هنا الى الله اضافة ماذا؟ صفة الى موصوف او مخلوق الى خالق نعم الا له الخلق والامر الامر الذي هو كن اضافة صفة لكن اقرأ اول النحل اتى امر الله فلا تستعجلوا هنا اطلق الامر واراد المأمور اطلق الامر واراد المأمور. فالحاصل ان الصفة اه ان المصدر اذا اضيف الى الله تارة يراد به الصفة وتارة اثرها. مثلا في في الحديث لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قال الله في الحديث القدسي آآ قال للجنة انت رحمتي اضافة الرحمة هنا الى الله اضافة ايش انت رحمتي اضافة خلق اضافة خلق لان الجنة رحمة الله لانها اثر الرحمة. لانها اثر اه نعم فهذه قاعدة معروفة عند العلماء ان المصدر اذا اضيف الى الله تارة يراد به الصفة وتارة يراد به ترها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ثم خلق ادم عليه السلام بيده واسكنه جنته. وقبل ذلك للارض خلقه ونهاه عن شجرة قد نفذ قضاؤه عليه باكلها. ثم ابتلاه بما نهاه عنه منها. ثم استلط عليه عدو فاغواه عليها وجعل اكله لها الى الارض سببا. فما وجد الى ترك اكلها سبيلا ولا عنه لها مذهب اكمل ثم خلق للجنة من ذريته اهلا فهم باعمالها بمشيئته عاملون. وبقدرته وبارادته ينفذون وخلق من ذريته للنار اهلا فخلق لهم اعين لا يبصرون بها واذانا لا يسمعون بها فقلوا لا يفقهون بها فهم بذلك عن الهدى محجوبون وباعمال اهل النار بسابق قدره يعملون. فهذا فيه تتمة لما يتعلق الاصل العظيم الذي هو الايمان بالقدر. قال ثم خلق ادم بيده واورد هنا قصة ادم عليه السلام وذريته بايجاز وقدم ذلك بذكر ما خصه الله وشرفه به بان خلقه بيده كما جاء في القرآن ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي استكبرت ان كنت من العالين وبهذه الاية استدل اهل السنة على اثبات اليدين صفة لله على ما يليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى قال ثم خلق ادم بيده واسكنه جنته وهذه الجنة التي دخلها ادم وسكنها هي التي سيدخلها الناس يوم القيامة هي التي سيدخلها الناس يوم القيامة كما قال ابن القيم رحمه الله فحي على جنات عدن فانها منازلنا الاولى وفيها المخيم وقول مصنف وقبل ذلك للارض خلقه اسكنه الجنة وقبل ذلك للارض خلقه. مراد المصنف بقوله قبل ذلك اي في علم الله الازلي وفيما كتبه وقدره وقظاه على ادم للارض خلقه اي خلقه لينزل للارض ويهبط اليها ايضا تقدير السبب الذي فعله ادم في الجنة وهو الاكل من الشجرة فهذا الذنب انما حصل وفق علم الله الازلي وتقديره السابق سبحانه وتعالى. كما سيأتي في محاجة ادم لموسى عليه السلام. قال ونهاه عن شجرة نهاه عن شجرة قد نفذ قضاؤه عليه باكلها نهاه عن شجرة اي ان يأكل منها قد نفذ قضاءه عليه باكلها. فالنهي كان عن قربان شجرة معينة في الجنة والاكل منها. ولكن قضاء الله في الازل بانه سيأكل منها وتكون هذه المعصية التي الاكل من الشجرة التي نهاها الله ان يأكل منها سببا لهبوطه الى الارض وذكر المصنف رحمه الله في هذا الموضع القضاء وذكر ايضا قبل ذلك القدر قال نفذ قظاؤه قبل قبل آآ عبارات سبقت ذكر القدر رحمه الله كلا اللفظين ورد في النصوص واهل العلم يقرنون بينهما احيانا ويذكرون احدهما دون الاخر احيانا وهما ما ذكر العلماء من الالفاظ التي يصح ان يقال فيها اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت. فعند ذكر احدهما ان معناه يشمل اه المعنى الاخر اما اذا ذكر معا في سياق واحد فان اهل العلم يفرقون بينهما بفروق منها ان القدر هو ما كتبه الله وقدره في الازل واما القضاء فهو التنفيذ لهذا المقدور وعليه يكون القدر قبل القضاء قوله ثم ابتلاه بما نهاه عنه منها هذا الابتلاء من الله لادم انما هو لحكمة عظيمة وسيأتي ما زيد بيانا لذلك قوله ثم سلط عليه عدوه اي ابليس فاغواه عليها فلم يزل الشيطان يوسوس لادم وزوجه ويغريه بالاكل منها كما ذكر الله عز وجل هل قال هل ادلكما على شجرة الخلد وملك لا يبلى؟ وهكذا استمر ذكرى للاماني والامال واقسم لهما انه لهما ناصح وقاسهم وقاسمهما اني لك ما من الناصحين فدلاهما دي غرور بعد ان اكل ادم عليه السلام من الشجرة سرعان ما ندم. وتاب الى الله لانه انما فعلها عن طلبة النفس ولم يفعلها استكبارا وعنادا كما كان صنيع كما هو الشأن في صنيع اه اه ابليس بامتناعه عن السجود. فاستحق ابليس اللعنة بذلك. واما ادم فان ما وقع منه طاعة منه بغلبة بسبب غلبة آآ النفس. قال فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه قوله وجعل اكله لها الى الارض سببا كما قال الله على اثر ذلك اهبطا منها جميعا اي من الجنة قال فما وجد الى ترك اكلها سبيلا ولا عنه لهذا مذهبا لانه امر مقدر هذا المقصد مقدر في الازل وبهذا قد حج ادم موسى عندما قال له موسى يا ادم انت ابونا خيبتنا واخرجتنا من الجنة قال له ادم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط آآ لك بيده اتلومني على امن قدره الله علي قبل ان قني باربعين سنة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم فحج ادم موسى فحج ادم موسى وهنا ينبغي ان يعلم ان نبي الله موسى عليه السلام لم يعاتب ادم على فعل الذنب لان من اذنب وتاب من ذنبه لا يعاتب على ذنبه كيف يعاتب من شيء تاب منه فلم يعاتبه على اه الذنب وهو ذنب تاب منه وتاب الله عليه وغفر الله له فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه وانما عاتبه على الاثر الذي ترتب على الذنب وهو الهبوط الى الارظ فاجاب ادم بان هذا التقدير كان قبل خلق السماوات والارض فلابد من وقوعه لابد من وقوعه. ولهذا قال العلماء رحمهم الله يحتج بالقدر على المصائب دون المعائب يحتج بالقدر على المصائب دون المعائب. المعائب ما يجوز ان يحتج الانسان بالقدر. مثلا شخص ترك الصلاة ويقال له لم يقول قدر الله او يفعل المعصية ويقال له لم؟ فيقول قدر ما يجوز. لكن شخص اصيب بمرض او حادث او شيء من ذلك فسئل قال قدر الله هذا صحيح يحتج بالقدر على المصائب ولكن قل كما في الحديث قدر الله وما شاء فعل قال ثم خلق للجنة للجنة من ذريتي اهلا فهم باعمالها بمشيئة الله عاملون وهذا المعنى متقرر في نصوص منها ما جاء في الحديث الصحيح في البخاري ومسلم ان آآ اه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله خلق ادم ثم اخذ الخلق من ظهره وقال هؤلاء في الجنة ولا ابالي وهؤلاء في النار ولا ابالي فقال قال يا رسول الله فعلى ماذا نعمل؟ قال على مواقع القدر على مواقع القدر. وقول المصنف فهم باعمالها اي الجنة بمشيئته عاملون. اي ييسرون لاعمالهم اهل الجنة من فعل الطاعة والبعد عن المعصية فهي وان كانت واقعة باختيارهم كما قال الله من اراد الاخرة وسعى لها سعيها الا انها تبع لمشيئة الله كما قال الله وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وقوله وبقدرته ينفذون المراد بالارادة في هذا الموضع اي الارادة الكونية. القدرية لان بمعنى المشيئة فالارادة احيانا يراد بها الشرعية الدينية واحيانا يراد بها الارادة الكونية القدرية. وهي هنا المراد بها الارادة الكونية. قال وخلق من ذريته للنار اهلا. وتقدم هذا المعنى في الحديث قريبا فخلق لهم يعني اهل النار اعينا لا يبصرون بها واذانا لا يسمعون بها وقلوبا لا يفقهون بها هذه الاوصاف التي ذكر المصنف رحمه الله هي ما ذكره الله اوصافا لاهل النار في القرآن. فهؤلاء اهل النار لهم اذان لكنهم لا يسمعون بها الحق. والهدى بل يعرضون ولهم قلوب لكنهم لا يفقهون بها الحق ولا يهتدون بل ياء قلوب معرظة غافلة قال فهم بذلك عن الهدى محجوبون وباعمال اهل النار بسابق قدره يعملون. وهذا المعنى تقدم تقريره في اه حديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بل في نصوص كثيرة فيها تقرير هذا المعنى في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. نعم. احسن الله اليكم قال الله والايمان قول وعمل وهما سيان ونظامان وقرينان لا نفرق بينهما لا ايمان الا عمل ولا عمل الا بايمان. والمؤمنون في الايمان يتفاضلون. وبصالح الاعمال هم متزايدون نعم ولا يخرجون بالذنوب من الايمان ولا يكفرون بركوب معصية ولا عصيان. ولا ولا يكفرون ولا يكفرون بربهم بركوبنا عنه؟ ولا يكفرون بركوب كبيرة ولا عصيان. السلام عليكم ولا كبيرة ولا عصيان. ولا ننفق لمحسنهم الجنان بعد من اوجب له النبي صلى الله عليه وسلم ولا نشهد على مفسدهم بالنار. نعم هذي خلاصة آآ عظيمة جدا. في بيان حد الايمان وما يتعلق به من مسائل ذكرها باختصار بما يناسب هذا المختصر. فبدأ اولا بتعريف الايمان. قال قول وعمل والايمان مصدر للفعل امن يؤمن ايمانا فهو مؤمن هو مشتق من الامن الذي هو القرار والطمأنينة. وذلك انما يحصل اذا استقر في القلب التصديق والانقياد والاقرار قال الايمان قول وعمل هذا تعريف الايمان شرعا الايمان تعريفه شرعا انه قول وعمل يزيد وينقص وسيأتي مزيد بيان لذلك ومما ينبغي ان يعلم هنا ان حقيقة الايمان حقيقة الايمان لا سبيل الى العلم بها الا من خلال الشرع الا من خلال الشرع من خلال الدليل. قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم وهكذا جميع الحقائق الشرعية لا يكفي في معرفة الحقائق الشرعية مجرد الرجوع الى اللغة. وانك لتعجب غاية العجب في بعض كتب العقائد من يريد ان يفسر الايمان بالاقتصار على المدلول اللغوي المدلول اللغوي للفظة ولا يرجع الى المدلول الشرعي وهذا من الخطأ. ولو اقتصرنا في تعريف المعاني الشرعية او عفوا الالفاظ الشرعية على مدلولها اللغوي لما اصبنا الحقيقة الشرعية مثل من يريد ان يفسر الصلاة ويقتصر على مزولها اللغوي او الحج يقتصر على مدلول اللغوي او الصيام يقتصر على مدلوله اللغوي لا يمكن ان يصيب الحق والهدى بل هذه الحقائق لا يمكن ان يهتدى الى معرفتها الا بماذا؟ الا بالشرع. ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى لنبيه صلوات الله والسلام عليه وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا نعم ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم فالايمان لا يمكن ان يهتدى الى حقيقته الا بالشرع ولهذا وفد عبد القيس والحديث في البخاري ومسلم لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم اتدرون ما الايمان ماذا قالوا الا تدرون ما الايمان؟ ماذا قالوا ما قالوا نعم نعرف الايمان معناه في اللغة كذا وكذا وهم يعرفونهم اهل لسان عربي يعرفون معنى هذه المفردة في اللغة قال اتدرون ما الايمان؟ قالوا الله ورسوله اعلم وهم اهل لسان عربي يعرفون ما مدلول الالفاظ. ما قالوا نعم نعرف الايمان. الايمان اه معناه كذا واتوا بالمعنى اللغوي لانهم يدركون ان هذه الحقائق او هذه الالفاظ الشرعية لا يهتدى الى معرفة حقائقه الا بالوحي بالشرع. ولهذا قال الله ورسوله اعلم قالوا الله ورسوله اعلم وبهذا تدرك الخطأ الكبير في كثير من كتب العقائد التي اقتصرت على تفسير الايمان على المدلول اللغوي وغيبوا الحقيقة شرعية فجاء تعريفهم للايمان خداجا ناقصا فاخرجوا اشياء من الايمان وهي داخلة في مسماه بدلالة الشرع فالحاصل ان اه الايمان حقيقة شرعية لا يمكن ان يهتدى لمعناها الا من خلال آآ من خلال الشرع والايمان كما قال المصنف في في تعريفه مصدرا بذلك كلامه عن الايمان قول وعمل وعلى هذا اجمع اهل السنة ونقل اجماعهم على ذلك غير واحد من اهل العلم وفي هذا المعنى يقول الامام الاجري رحمه الله في كتاب الشريعة يقول اعلموا رحمنا الله واياكم ان الذي عليه علماء المسلمين ان الايمان واجب على جميع الخلق وهو تصديق بالقلب واقرار باللسان وعمل بالجوارح وقول المصنف الامام قول وعمل تناولت تناولت هذه الجملة امران تناولت هذه الجملة امران آآ قوله آآ الايمان قول الايمان قول تناولت هذه الجملة امران. الاول قول القلب وهو ما يقوم بالقلب من اعتقاد وتصديق وايقان والامر الثاني قول اللسان وهو النطق بالشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلوات الله وسلامه عليم والقاعدة عند العلماء رحمهم الله ان القول اذا اطلق يشمل قول القلب اعتقادا وقول اللسان نطقا وتلفظا عندما تقرأ قول الله قولوا امنا بالله ان الذين قالوا ربنا الله قل امنت بالله ثم استقم ما المراد يقولوا قالوا قل القاعدة هنا ان القول اذا اطلق يشمل قول القلب وقول اللسان واما اذا قيد فهو بحسب ما قيد به. مثل اللي يقولون بافواههم في الاية الاخرى قال ويقولون في انفسهم القول اذا قيد فهو بحسب ما قيد به. اما اذا اطلق فانه يشمل قول القلب وقول اللسان. فاذا اه قولوا امنا بالله اي قولوا ذلك بالسنتكم ناطقين وبقلوبكم معتقدين هذا هو المعنى ومن قال بلسانه ما ليس في قلبه من قال بلسانه قولا لا يقوله في قلبه عقيدة فهذا هو النفاق وآآ قدمنا الله المنافقين بذلك يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم وقوله رحمه الله وعمل الايمان قول وعمل هذه الجملة وعمل تتناول عمل القلب مثل محبة والرجاء والخوف والانابة والتوكل وتشمل عمل الجوارح اه بعموم الطاعات التي تكون بالجواز وقوله وهما اي القول والعمل سيان. اي ان القول والعمل مثلان ونظيران فكلاهما داخل في مسمى الايمان وقوله نظامان القول والعمل نظامان اي لا ينتظم امر الايمان الا بهما. لا ينتظم امر الايمان الا بهما ومر معنا قريبا قول ابن عباس ماذا قال الايمان بالقدر نظام التوحيد. يعني لا ينتظم التوحيد الا به. لا ينتظم التوحيد الا به وقوله هما قرينان اي ملازمان لبعضهما متلازمان اكد بهذه الكلمات حقيقة الايمان وبين ظرورة القول والعمل كلاهما في الايمان وانه لابد منه ما فيه قال لا نفرق بينهما قال رحمه الله لا نفرق بينهما اي باثبات القول ونفي العمل او العكس اثبات العمل ونفي القول. بل نثبت الجميع ونؤمن بان الايمان يتناولهما لان ما ثبت بدليل شرعي لا ينفى الا بمثله. فكما ان الاعتقاد وقول قلب داخل في مسمى الايمان فايضا الاعمال داخلة في مسمى الايمان الادلة الكثيرة في الكتاب والسنة على ذلك قال لا ايمان الا بعمل ولا عمل الا بايمان وهذا نتيجة لما سبق فاذا كان القول والعمل سيان وقرينان ونظامان فالنتيجة ان لا ايمان الا بعمل ولا عمل الا بايمان وفي كلام المصنف هذا ابراز لحقيقة عظيمة جدا شاغب فيها المرجئة باخراجهم من العمل من مسمى الايمان واننا المال ليست داخلة في مسماه ولذا سموا مرجئة من الارجاء وهو التأخير لاخراجهم العمل من من مسمى الايمان الحاصل انه تبين بما سبق ان العمل من حقيقة الايمان وداخل في اه في مسماه ولا يمكن وقوع ايمان باطن صادق لا يمكن ان ان ان فلا يمكن وقوع ايمان باطن يعني في القلب صادق بدون اعمال مطلقا لا يمكن لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. فالجوارح لا تنفك عما يقوم بالقلب لانها تابعة له قال شيخ الاسلام بن تيمية مبينا لمنزلة الجوارح من القلب ولنتأمل في كلامه قال ابو هريرة القلب ملك والاعضاء جنوده فاذا طاب الملك طابت جنوده. واذا خبث خبث الملك خبثت جنوده يقول ابن تيمية وقول وقول ابو هريرة تقريب وقول النبي احسن بيانا فان الملك وان كان صالحا فالجند لهم اختيار قد يعصون به ملكهم وبالعكس فيكون فيهم صالح مع فساده او فاسد مع صلاحه. بخلاف القلب فان الجسد تابع له لا يخرج عن ارادته قط كلام عظيم جدا قال فان الجسد تابع له يعني تابع للقلب لا يخرج عن ارادته قط ولهذا في العوام والجهال تجد فيهم من يترك طاعات عظيمة وفرائض وواجبات واذا قيل له في ذلك قال الكلام على القلب وربما ايضا زكى نفسه قال انا قلبي طاهر وقلبي ابيظ وقلبي الى اخره ولا يكون اه ولا تكون جوارحه مصدقة لما يدعيه والله يقول فلا تزكوا انفسكم واعلم بمن اتقى الجوارح تبع للقلب لا يمكن ان تتخلف الجوارح عن مرادات القلوب لانها تابعة وقول مصنف رحمه الله والمؤمنون في الايمان يتفاضلون يتفاضلون اي ليسوا في الايمان على درجة واحدة ولا على رتبة واحدة بل بينهم تفاوت وتباين والادلة على التفاضل بين المؤمنين كثيرة. منها قول الله سبحانه وتعالى آآ ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله فهذه اقسام اهل الايمان والاية ظاهرة الدلالة على تفاضلهم فيه. فمنهم سابق بالخيرات ومنهم مقتصد ومنهم ظالم لنفسه بالمعاصي والذنوب التي يدون الكفر والشرك بالله ومن السنة ادلة كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو في البخاري ومسلم ان اهل الجنة لا يتراءون اهل الغرف من فوقهم كما ترأون الكوكب الدري الغابر في السماء قال لتفاضل ما بينهم اي في الايمان قال وبصالح الاعمال هم متزايدون وهذا تقرير ان الايمان يزيد بالعمل وكذا العكس ينقص بنقصه. ولهذا قال السلف يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية قال ولا يخرجون بالذنوب من الايمان. ولا يخرجون بالذنوب من الايمان. اي ان الخطايا التي يجنيها العبد يرتكبها اذا كانت دون الشرك والكفر بالله لا تخرجه من الايمان لكنها تنقص ايمانه لا تخرجوا من الايمان لكنها تنقص ايمانه ولهذا يطلق على من كان كذلك مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى الايمان المطلق التام ولا يسلب مطلق الايمان بان يخرج من الدين قال ولا يكفرون بركوب كبيرة ولا عصيان ولا يكفرون بركوب كبيرة ولا عصيان وهذا فيه من الذنوب متفاوتة مثل ما في الاية الكريمة وكرها نعم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان ثلاث مراتب المعاصي الكفر والفسوق والعصيان. يقول اه ولا يكفرون بركوب كبيرة ولا عصيان الكبيرة الكبيرة من الذنوب هي ما كان توعد فاعله بحد او وعيد او لعن او نفي الايمان بين المصنف ان المسلم يعني او يدل كلام المصنف على ان المسلم قد يجتمع في ايمان ومعاصي لكنه بوجود المعاصي به يكون ايمانه ناقص لان الايمان ينقص بالمعصية. ينقص بالمعصية قال ولا نوجب لمحسنهم الجنان بعد من اوجب له النبي صلى الله عليه وسلم ولا نشهد على مسيئهم بالنار يبين هنا ان من عقيدة اهل السنة انهم لا يشهدون لمعين بجنة ولا نار الا من شهد له بذلك آآ رسول الله صلى الله عليه وسلم كابي بكر وعمر وبقية العشرة وكذلك من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالنار. فمهما كان محسنا فانه لا يشهد له بالجنة لما معه من احسان لكنهم يرجون لمحسنهم ويخافون على مسيئهم من كان من اهل الايمان مسيئا بارتكاب المعاصي وفعل الذنوب التي موجبات آآ غضب الله لا يجزم له بالنار لا يجزم له بالنار لكن يخشى عليه من عقوبة الله ويخشى عليه من سخط الله لان هذا جرم كبير وذنب عظيم والله اخبر عن نفسه ان عذابه اليم وان بطشه شديد وان عقابه شديد لا يستهان به ولا بعذابه سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والقرآن كلام الله عز وجل ومن لدنه وليس بمخلوق فيبين. وكلمات الله وقدرة الله ونعبده وصفاته كاملات غير مخلوقات. دائما في الازليات وليست فتبيت ولا كان ربنا ناقصا فيزيد نعم شبراك وقفت. جلت صفاته عن شبه صفات المخلوقين. وقصرت عنه فتن الواصفين. قريب من عند السؤال بعيد بالتعزز لا ينام. عال على عرشه دائم من خلقه. موجود وليس ولا بمفقود نعم والخلق ميتون باجالهم في دلفات ارزاقهم وانقطاع اثارهم. ثم هم بعد الضغطة في القبور جاء منكم وبعد الغنى منشورون ويوم القيامة الى ربهم محشون. ولدى العرض عليه في حضرة الموازين ونشر في الدواوين احصاه الله منسوه في يوم كان من دار وخمسين الف سنة لو كان غير الله عز وجل حاكمة لو كان غير الله عز وجل الحاكم بين خلقه. لكنه الله يلي الحكم بينهم بعدله من دار طائلة في الدنيا وهو اسرع الحاسدين. كما بدأه لهم من شقاوة وسعادة يومئذ يعودون فريق في الجنة وفريق في السعير. نعم. نعم هذا كله يؤجل الى الغد باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان عنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يصلح لنا شأننا كله. انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسب ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه