بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان نعمة الله سبحانه وتعالى على عبده المؤمن عظيمة ان هداه لهذا الدين وان جعله من المسلمين فان هذه اعظم النعم واجل المنن والواجب على المسلم ان يقدر لهذه النعمة قدرها وان يعرف لها مكانتها ان جعله الله سبحانه وتعالى مسلما وان حفظ له دينه وان سلم له فطرته فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى خلقت عبادي حنفاء فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم فمن بقيت له هذه الفطرة وسلم له دينه وبقي على الحنيفية السمحة فهذه اعظم النعم ان سلمه الله سبحانه وتعالى من الشياطين ان تجتاله عن دينه وان تحرفه عن صراط الله المستقيم ولهذا ينبغي ان يعلم ان الشياطين شياطين الانس والجن لهم اعمال كبيرة جدا وكثيرة في صد الناس عن دينهم وابعادهم عن صراط الله المستقيم وايقاعهم في الكفر بالله والالحاد في دين الله سبحانه وتعالى ولا يزالون في بث يعملون في بث سمومهم التي تفسد الفطر وتلوث العقول وتخرب الايمان وتوقع المرء في الكفر بالله والالحاد في دينه سبحانه وتعالى حتى يبلغ الامر بالمرء ان ينكر اوضح الواضحات وابين البينات وذاك عندما يتلوث العقل وتفسد الفطرة ولا تسأل عن هلكتي من تلوث عقله وفسدت فطرته اعود واقول من اعظم النعم ان تبقى هذه الفطرة سليمة وان يبقى العقل سليما ولهذا شرع للمسلم في كل صباح ان يقول اصبحنا على فطرة الاسلام وعلى كلمة الاخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة ابينا ابراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين واكرم به من صباح لامرئ هذه حاله اصبح على الفطرة على الحنيفية على دين انبياء الله ورسله عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين ولما كانت دعايات اهل الكفر والالحاد التي يبثونها ويعملون على نشرها وخاصة في زماننا هذا من خلال وسائل الاتصال والاجهزة الحديثة مما كان له اثر عقولي على عقول بعض الناشئة وبعض الشباب فبدأت تتسرب الى بعض ابناء المسلمين بعض تلك السموم التي التي هي هلكت للمرء مفضية به لانكار اكبر الحقائق وابين البينات واوضحها وهل يصح في الاذهان شيء اذا احتاج النهار الى دليل فيبلغ المرء ببعضهم الى انكار الواضحات البينات وعلماء الاسلام رحمهم الله تعالى وجزاهم خير الجزاء لهم جهود كبيرة جدا في تقرير الحق وبيانه وايضا لهم جهود كبيرة في التصدي لعاديات الاعداء واعتداءاتهم وشبهاتهم وضلالاتهم باقامة البراهين البينة والحجج الواضحة ومن هؤلاء الائمة الاعلام التي الذين لهم جهود عظيمة كبيرة في هذا الباب الامام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وفيما يتعلق هذا الجانب الذي هو صد هذه الاعتداءات باقامة البراهين الواضحات والحجج البينات الف رحمه الله مؤلفات عديدة منها هذا الكتاب الذي بين ايدينا البراهين العقلية على وحدانية الرب ووجوه كماله وكتاب اخر له ايظا عظيم في هذا الباب وسماه رحمه الله الادلة القواطع والبراهين في ابطال اصول الملحدين الادلة القواطع والبراهين في ابطال اصول الملحدين وله كتاب اخر قيم رد به على زائغ انحرف عن صراط الله المستقيم وتأثر هذه الافكار الالحادية وكان قبل ذلك له بعظ الجهود اليسيرة في الدعوة لكنه زاغ والعياذ بالله ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا فكتب رحمه الله اعني الامام ابن السعدي رحمه الله رسالة اسماها تنزيه الدين وحملته ورجاله عما افتراه القصيمي في اغلاله حيث الف هذا الذي رد عليه الامام بن سعدي رحمه الله كتابا سماه هادي هي الاغلال. يقصد الدين والعياذ بالله يقصد دين الله جل وعلا ولما كان الامر بهذه الصفة كان المسلم ولا سيما طالب العلم بحاجة الى الوقوف على هذه البراهين من اجل ماذا كان بحاجة الى الوقوف على هذه البراهين من اجل ماذا اولا في الوقوف على هذه البراهين زيادة في الايمان وقوة في اليقين ففيها منفعة للمسلم مطالب العلم من هذه الجهة ثباتا في الايمان وقوة في اليقين وثانيا من فوائدها ان هذه البراهين في الوقوف فيها تقوية لجانب العمل الجانب العملي التعبدي لانها في جملتها نوع من التفكر في ايات الله العظيمة التي اقامها سبحانه وتعالى برهانا على وحدانيته جل في علاه وفي التفكر في التفكر في اياته هدايات عظيمة للقلوب صلاحا وزكاء واستقامة على طاعة الله سبحانه وتعالى ثم ثالثا في الوقوف على هذه البراهين صيانة للنفس وحماية لها لان من تقوى بهذه البراهين صارت باذن الله حصنا له وامنة من ان تدخل عليه شيء من شبهات اعداء دين الله سبحانه وتعالى والتي ما يشتؤون ولا يدخرون وسعا في بثها ونشرها رابعا من فوائد ذلك ان تكون هذه البراهين سلاحا ليه الدعاة الى الله وطلاب العلم في اقامة الحجة وازالة الشبهة وردي باطل المبطلين وربما ان طالب العلم قد يقف في يوم من الايام على بثا لمثل هذه الشبه في بلده ونشر لهذه الدعايات في بلده فاذا كان معه هذا السلاح الذي هو البراهين العظيمة فانها تنفعه باذن الله سبحانه وتعالى نفعا في دفع تلك الشبه من ان تلوث عقول الناس خاصة اذا استشعر ان كثير من الناس في بعد عن العلم فمن السهولة ان تدخل عليهم الشبهات فاذا وجد فيهم طالب علم معه سلاح العلم والبراهين نفع الله سبحانه وتعالى به نفعا عظيما ثم خامسا هذه البراهين التي ذكر رحمه الله تعالى هي في الجملة تدبر لهدايات القرآن وتفكر في البراهين التي اقامها الله سبحانه وتعالى في كتابه ولهذا قال رحمه الله في اول هذه الرسالة والقرآن العظيم من اوله الى اخره يبين هذه المسألة ويذكر لها البراهين المتنوعة فهذه البراهين في الجملة هي من التدبر لكتاب الله والاهتداء بهداياته ومعلوم ما في هذا من النفع العظيم افلا يتدبرون القرآن افلم يتدبروا القول كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته ثم سادسا في هذا سلوك لنهج الانبياء لان الانبياء في دعوتهم اقوامهم الى الله عز وجل ذكروا هذه البراهين العقلية قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وليس تعليم الانبياء عليهم السلام مقصورا على مجرد الخبر كما يظنه كثير من النظار بل هم بينوا البراهين العقلية التي بها يعلم او تعلم العلوم الالهية ما لا يوجد عند هؤلاء البتة فتعليمهم اي الانبياء جمع للادلة العقلية والسمعية جمع للادلة العقلية والسمعية والخلاصة ان هذا الموضوع موضوع مهم ونافع ومفيد في في هذا الباب الذي الفت هذه الرسالة من اجله وفي مقدمة الشيخ عبد الله ابن عبد ابن عبد العزيز ابن عقيل وهو من افاضل طلاب ابن سعدي رحمه الله بيان لقيمة هذه الرسالة العظيمة ومكانتها. قال فهذه المحاضرة التي بين يدي كلمة مظيئة لشيخنا العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تحدث فيها عن البراهين العقلية الدالة على وجود الله بوجوه كماله في اقواله وافعاله والادلة على ذلك لا يحصرها كتاب ولا يمكن ولا يمكن عد اجناسها فظلا عن افرادها فهي خلاصة دعوة جميع الرسل وما تضمنته كتبهم ولما كان بعض الناس لا يؤمنون بارسال الرسل ولا بانزال الكتب ولا يقتنعون بغير ما تملي عليه عقولهم انزل الله من البراهين العقلية ما ينقاد له كل عاقل منصف وهي وان جاءت اصولها في الكتاب والسنة الا انها في ذاتها ادلة عقلية بينة بينت البرهان قاطعة الحجج وقد اسهب شيخنا رحمه الله في هذا الباب واجرى قلمه السيال بسلاسة اسلوبه بسلاسة اسلوب وتدفقه عبارة مستشهدا ممثلا باذلا من نصح والبيان ما يشرح صدور اولي الالباب نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى ان ينفعنا اجمعين ان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. نعم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله على محمد وسلم هذه محاضرة عظيمة محتوية على التنبيه الواضح الى البراهين العقلية على وحدانية الرب ووجوه كماله اعلم ان هذه المسألة اعظم المسائل على الاطلاق واكبرها واوجبها وانفعها واوضحها وعليها اتفقت جميع الكتب المنزلة من الله على رسله وجميع الرسل وهي اهم ما دعا اليه الرسل اممهم. فكل رسول يقول لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ويذكرون لاممهم من اسماء الرب واوصافه ونعمه والائه والطافه ما به يعرفون ربهم ويخضعون له ويعبدون دون والقرآن العظيم من اوله الى اخره يبين هذه المسألة ويذكر لها البراهين المتنوعة. ويصرف لها الايات والسنة كذلك بعد ان استهل رحمه الله بحمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على رسولا صلى الله عليه وسلم نبه اه الى ما تحتويه هذه الرسالة مشيرا الى مضمونها وان هذه الرسالة محتوية على التنبيه الواضح الى البراهين العقلية على وحدانية الرب ووجوه كماله هذا موضوع الرسالة. الرسالة موضوعها من اولها الى اخرها في اقامة البراهين العقلية اقامة البراهين العقلية وهذه البراهين التي يذكر رحمه الله هي اصولها واستمد من هدايات القرآن وسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فان الانبياء عليهم السلام لم يأتوا بالخبر فقط. بل جاءوا معه الادلة العقلية التي تحرك العقول ليه الوقوف على آآ الحجج التي تتبين بها الحقائق وهذه الحجج تكثر الحاجة اليها عندما تتأثر العقول بشيء من الفساد والتلوث فيحتاج ان ان تنوع هذه البراهين حتى تجتال هذا المرء من الفساد فتجتال المرء من الفساد وتقتلعه من الباطل. ولهذا فعلا وسيأتي على هذا امثلة هذه البراهين اقتلعت كثير من الناس من الفساد اقتلعتهم من الباطل لانها تخاطب العقول مخاطبة تضطر العقل الى الانقياد والى الاستسلام وهذه المخاطبة للعقول نافعة جدا ومن كان به تلوث او او فساد فانها ان كتب الله سبحانه وتعالى له هداية تقتلعه من فساده وتجتاله من هذا الباطل الذي تورط فيه فالرسالة خاصة بالبراهين العقلية على وحدانية الرب ووجوه كماله وهذه الوحدانية ووجوه الكمال لله سبحانه وتعالى التي هي توحيد العلمي لا تكفي وحدها ولم يأتوا بها الانبياء وحدها وانما جاءوا بها لانها او وسيلة الى تحقيق العبودية التي خلق العبد لاجلها فمقصودها مقصود هذه البراهين ليس الوقوف فقط على اثبات الوجود لله بل لي اثبات وجوده واثبات وجوه الكمال له سبحانه وتعالى ومن ثم ان يفرج بالعبادة وان يخلص الدين له كما قال الله سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولهذا لا بد من التنبيه الى ان هذه البراهين ليس المقصود منها فقط الوقوف على ما يثبت وجود الله واذا قصر المرء نفسه على على ذلك لم يأتي بما ينجي ولم يحقق ما يكفي وهذا الذي كان فعلا من علماء الكلام اشتغلوا آآ البراهين وتوسعوا في هذا الباب توسعا اقتصروا عليه صار هو ديدنهم وشغلهم وفرطوا فيما يتعلق اه التعبد الذي هو اخلاص الدين لله وافراده سبحانه وتعالى بالعبادة ولهذا ينبغي ان يعلم ان هذه البراهين نافعة من جهة اقامة الحجج لما اقيمت عليه ونافعة للامر المقصود اصلا وهو ان يفرد الله سبحانه وتعالى بالعبادة ان يخلص له الدين قال اعلم ان هذه المسألة اعظم المسائل على الاطلاق واكبرها واوجبها وانفعها واوظحها وعليها اتفقت جميع الكتب المنزلة من الله على رسله وجميع الرسل مثل ما قال الله سبحانه وتعالى ولقد ارسلنا ولقد اه وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون واذكر اخا عاد اذ انذر قومه في الاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله والايات في هذا المعنى كثيرة فالرسل اتفقت كلمتهم على الدعوة الى الله تعريفا بالمعبود وتعريفا بالعبادة التي خلق الخلق لاجلها وتعريفا ما اعد الله سبحانه وتعالى لاهلها من الكرامة العظيمة بل ان دعوة الرسل ترتكز على هذه الامور الثلاثة ترتكز على هذه الامور الثلاثة الاول التعريف بالمعبود والثاني التعريف بالطريق الموصل اليه الذي هو العبادة والثالث الطريق بما اعده الله لاهل هذا الطريق من ثواب وما عده للمنحرفين عنه من العقاب قال وهي اهم ما دعا اليه الرسل اممهم فكل رسول يقول لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره انتبه الى هذه اللطيفة الشيخ رحمه الله آآ في اقامته لهذه البراهين اقام براهينا توصل الى غاية وهي العبادة فلا فلا فلا يقتصر على البراهين ويكتفى بها لاثبات الوجود وجود الله ووجوه كماله. بل لا بد من الغاية من ذلك وهي العبادة وافراد الله سبحانه وتعالى بها قال وهي اهم ما دعا اليه روس الامم فكل رسول يقول لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ويذكرون لاممهم من اسماء الرب واوصاف ونعمه والاء هذه كلها براهين والطافه ما به يعرفون ربهم ويخضعون له ويعبدونه. وهذا مقصود المعرفة المعرفة مقصودها ان يعبد الرب ولهذا ايضا ينبغي ان يعلم ان التوحيد الذي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجله واوجدهم الى لتحقيقه نوعان توحيد علمي وتوحيد عملي قال الله عز وجل في التوحيد العلمي الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لماذا ما الغاية لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. لتعلموا علم لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. وان الله قد احاط بكل شيء علما وقال الله سبحانه وتعالى في التوحيد العملي وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فهما توحيدان لابد منهما احدهما وهو العلمي يستلزم الاخر الذي هو العملي والثانية يتضمن الاول الذي هو العملي لان من عبد الله عرفه قال والقرآن العظيم من من اوله الى اخره يبين هذه المسألة ويذكر لها البراهين المتنوعة ويصرف لها الايات والسنة كذلك بصيعة من الامثلة على ذلك الشيء الكثير فيما اورده رحمه الله تعالى في هذه الرسالة. نعم قال رحمه الله وليس القصد في هذه المحاضرة ذكر الادلة النقلية عليها فان الكتاب والسنة فيهما من البراهين والادلة على ذلك ما لا يعد ولا يحصى ولا يمكن استيفاء بعضه وهي واضحة جلية يعرفها الخواص والعوام وبعض ذلك كاف واف بالمقصود ولكننا نريد في هذه المحاضرة ان نشير اشارة يسيرة الى براهينها العقلية التي يشترك في معرفتها والخضوع لها جميع العقلاء من البشر ولا ينكرها الا كل مكابر مستكبر منابذ للعقل والدين. نعم يؤجل الى اللقاء القادم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا