الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وليس القصد في هذه المحاضرة ذكر الادلة النقلية عليها فان الكتاب والسنة فيهما من البراهين والادلة على ذلك ما لا يعد ولا يحصى ولا يمكن استيفاء بعضه وهي واضحة جلية يعرفها الخواص والعوام وبعض ذلك كاف واف بالمقصود ولكننا نريد في هذه المحاضرة ان نشير اشارة يسيرة الى براهينها العقلية التي يشترك في معرفتها والخضوع لها جميع العقلاء من البشر ولا ينكرها الا كل مكابر مستكبر منابذ للعقل والدين. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد بين المصنف رحمه الله هنا ان المقصد من هذه الرسالة ايراد البراهين العقلية على وحدانية الله سبحانه وتعالى ومن المعلوم ان البراهين النقلية ويراد بالنقلية الكتاب والسنة على هذا المطلب كثيرة جدا وهذه الرسالة ليس المراد منها ذكر البراهين النقلية وانما المراد ذكر البراهين العقلية التي تخاطب العقول قوله رحمه الله ليس القصد في هذه المحاضرة ذكر الادلة النقلية عليها الظمير هنا يعود على الوحدانية عليها اي على وحدانية الله فليس المراد من هذه المحاضرة ان يسوق الادلة النقلية من الكتاب والسنة على وحدانية الله ومن المعلوم ان ذكر هذه الادلة اه جاء كثيرا في كتب العقائد وقوله رحمه الله المحاضرة قد يكون القى هذا هذه الادلة التي جمع رحمه رحمه الله قد يكون القاها في كلمة فسماها لاجل ذلك محاضرة او يكون قصد المحاضرة يعني البيان بما حضر البيان بما حظر وقد آآ سمى عدد من اهل العلم مؤلفات لهم بقريب من هذا مثل اه حسن المحاضرة السيوطي ايظا حلية المحاظرة ثمة عدد من الكتب بهذا الاسم ويقصد المحاضرة البيان البيان بما حضر فجمع في في مؤلف قال وليس القصد في هذه المحاضرة ذكر الادلة النقلية عليها فان الكتاب والسنة فيهما من البراهين والادلة على ذلك ما لا يعد ولا يحصى ولا يمكن استيفاء بعضه وهي واضحة جلية يعرفها الخواص والعوام اي عند قراءتهم لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وبعض ذلك كاف واف المقصود يعني بعض ذلك اي اي هذه الادلة التي جاءت في الكتاب والسنة كافية وكما اشرت يذكرها يا اهل العلم فيها كتب الاعتقاد وكتب اه التوحيد التي افردت لبيان ذلك قالوا ولكننا نريد في هذه المحاضرة ان نشير ان نشير اشارة يسيرة الى براهينها اي الوحدانية العقلية التي يشترك في معرفتها والخضوع لها جميع العقلاء من البشر والمراد العقلية الادلة التي تخاطب العقول وتحركها وتستنهضها وتهيجها لفهم الحق وادراكه. والعلم به قال ولا ينكرها الا كل مكابر منابذ للعقل والدين يتحصل من هذا الذي ذكر رحمه الله تعالى ان البراهين على وحدانية الله نوعان نقلية وعقلية البراهين على وحدانية الله تبارك وتعالى نوعان نقلية وعقلية وبكلى النوعين جاء الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه في دعوتهم اممهم ذكروا لهم النقل الذي هو الخبر وذكروا لهم البراهين العقلية ذكروا لهم البراهين العقلية وانت عندما تطالع محاجة الانبياء اقوامهم تجد انهم استعملوا فيها هذه البراهين العقلية بمناظرتهم اقوام مثلا قصة ابراهيم عليه السلام في سورة في سورة الانعام لما ذكر اللام اه رؤيته النجم قال هذا ربي ثم القمر قال هذا ربي ثم الشمس قال هذا ربي هذا اكبر ما قال ذلك عليه السلام ناظرا وانما قاله مناظرا محاجا لقومه لان قومه كانت وثنيتهم عبادة النجوم والتعلق بها فاراد بهذه الطريقة ان يبطل ذلك ويبين فساد هذه العبادة وبطلان هذا التعلق وان كل هذه الاشياء التي هم يتعلقون فيها ناقصة ما يصلح ان يتعلق بها قلب عاقل فكان ذاك منه مناظرة لقومه واقامة للحجة عليهم. بهذا البرهان العقلي البين انظروا على سبيل المثال في دعوة الياس عليه السلام قومه قال اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين الله ربكم ورب ابائكم الاولين هذه براهين وهكذا عندما تطالع دعوات الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه تجد انها مستعملة ولهذا يقول ابن تيمية ونقلت كلامه بالامس يقول وليس تعليم الانبياء عليهم السلام مقصورا على مجرد الخبر الذي هو البرهان النقلي كما يظن كثير من النظار بل هم بينوا من البراهين العقلية التي بها يعلم العلوم الالهية ما لا يوجد عند هؤلاء البتة فتعليمهم اي الانبياء جامع للادلة العقلية والسمعية فتعليمهم اي الانبياء جامع للادلة العقلية والسمعية فالانبياء في دعوتهم اقوامهم جمعوا بين الادلة السمعية التي هي الخبر والادلة العقلية التي تخاطب العقول وتحرك آآ عقول اصحاب العقول التي من خلالها يضطرون الى قبول الحق لان الحجة العقلية الملزمة تضطر العاقل ان ان ان يقبل الحق وان يترك ما هو عليه من باطل نعم قال رحمه الله وهذه المسألة اوضح واظهر من ان يحتج لها وتذكر براهينها. هذه المسألة التي وحدانية الله اوضح واظهر من ان يحتج لها وتذكر براهينها فهي واضحة بل هي اوضح الواضحات وحكمة الله سبحانه وتعالى ان الامر الذي تتعلق به حاجة الناس كلما كانت حاجتهم اليه اشد كانت وسائل تحصيله اكثر كل ما كانت حاجتهم اليه اشد كلما كانت وسائل تحصيله اكثر اعتبر في هذا الباب في ثلاثة اشياء الطعام الشراب الهواء حاجة الناس الى الطعام اكثر او الماء نعم الماء تجد الماء توفره اكثر حاجتهم الى الهواء اكثر ام الماء الهواء تجد توفر الهواء اكثر فكلما اجزاء كانت حاجة الناس الى آآ الشيء اعظم كانت الوسائل الى تحصيله اكثر على هذا الاصل حاجة الناس الى التوحيد حاجة الناس الى التوحيد اعظم من حاجتهم الى الطعام والشراب والهواء لان هذه الثلاثة الطعام والشراب والهواء فيها حياة البدن اما التوحيد ففي حياة القلب والروح او من كان ميتا فاحييناه لا يمكن ان يحيا القلب الا بالتوحيد ولما كان التوحيد بهذه المكانة والمنزلة العظيمة كانت براهين التوحيد اعظم البراهين ودلائله اعظم الدلائل كما قال القائل وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد ولهذا يقول الشيخ رحمه الله وهذه المسألة اوضح واظهر من ان يحتج لها وتذكر براهينها وتذكر براهينها قال ابن القيم رحمه الله سمعت ابن تيمية يقول كيف يطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت وليس يصح في الاذهان شيء اذا احتاج النهار الى ذليل وليس يصح في الاذهان شيء اذا احتاج النهار الى دليل فهذا الامر من اوظح الواظحات لكن مع وضوحه وبيانه قد يبتلى خلق بشبهات بشبهات تصرفهم عن الواضح وتبعدهم عنه فيقعون في الظلال والظلمات فحينئذ يكونون بحاجة الى ان ينتشلوا من هذه الظلمات ببراهين التوحيد وحجزه البينات نعم قال رحمه الله وهذه المسألة اوظح واظهر من ان يحتج لها وتذكر براهينها ولكن كلما عرف المؤمن براهينها قوي ايمانه وازداد يقينه وحمد الله على هذه النعمة التي هي اكبر النعم واجلها الشيخ ذكر ان براهين التوحيد هي اوضح واظهر من ان تذكر فكأن قائلا يقول اذا ما الحاجة الى ذكرها اذا كانت اوظح فما الحاجة الى ان تذكر وان وان يفرد فيها رسالة اذا كانت يعني كما ذكر رحمه الله انها اظهر منها ان يحتاج ان يذكر لها دليل. اذا لماذا تفرض برسالة وتذكر لها الادلة فهذا فيه فائدة الاولى ذكرها رحمه الله وهي ان المؤمن كلما عرف البراهين قوي الايمان كل ما عرف البراهين وتوسع في في معرفتها قوى الايمان وازداد اليقين وحمد الله على هذه النعمة التي اكبر النعم التي اكثر الخلق عنها غافل والفائدة الثانية انها سلاح للدعوة الى الله دعوة الضلال الزائغين الذين انحرفت فطرهم وفسدت عقولهم هي سلاح للمؤمن في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى فهي تفيد من جهتين من جهة تقوية الايمان ومن جهة الاستفادة منها بالدعوة الى الله سبحانه وتعالى والا فهي آآ ببراهينها ودلائلها من اظهر واوضح ما يكون وكما جاء في البيت المتقدم وهل يحتاج النهار الى اذا احتاج النهار الى الى دليل يقول ابن القيم معلوم ان وجود الرب اظهر للعقول والفطر من وجود النهار وجود الرب اظهر للعقول والفطر من وجود النهار ومن لم يرى ذلك في عقله ونظره من لم يرى ذلك اي وضوح براهين وحدانية الله ووجوده سبحانه وتعالى لم يرى ذلك في عقله ونظره فليتهمهما فليتهم عقله وليتهم نظره نعم قال رحمه الله ولهذا قالت الرسل لاممهم افي الله شك فاستفهموهم استفهام تقرير فانه متقرر في قلوب جميع العقلاء الاعتراف بربوبيته ووحدانيته. قال ولهذا قالت الرسل لاممهم افي الله شك ففي الله شك هذا استفهام هذا استفهام يقول الشيخ رحمه الله في بيان هذا الاستفهام قال فهو استفهام تقرير فانه متقرر في قلوب جميع العقلاء الاعتراف بربوبيته ووحدانيته. قال استفهام تقرير وبنحو هذا ما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بعض اه مؤلفاته قال لما ذكر هذه الاية قال وهو استفهام تقرير يتضمن تقرير الامم على ما هم مقرون به من انه ليس في الله شك فهذا استفهام تقرير وشيخ الاسلام ابن تيمية وكذلك الامام بن سعدي رحمة الله عليه يذكرون ايظا ان هذا الاستفهام استفهام انكار وسيأتي معنا عند المصنف اعني ابن السعدي رحمه الله في هذه الرسالة نص على ان هذا استفهام كار استفهام كاري وايضا ابن تيمية في مواضع من كتبه مع قوله في هذا الموضع ان هذا استفهام تقرير قال هذا استفهام انكاري يقول ابن تيمية استفهام انكار يتضمن النفي ويبين انه ليس في الله شك ليس في الله شك ولا تعارض بين الامرين لان اه قولهم عن هذا الاستفهام انه استفهام تقرير اي باعتبار ما يؤدي اليه باجبار ما يؤدي اليه هذا الاستفهام تقرير حقيقة ثابتة مستقرة في اه قلوب الناس حتى من ينكر هذه الحقيقة في ظاهر قوله فان باطن قلبه مستقر في هذا الامر وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا نعم قال رحمه الله فنقول وبالله التوفيق اعلم رحمك الله انك اذا نظرت الى العالم العلوي والسفلي وما اودع فيه من المخلوقات المتنوعة الكثيرة جدا والحوادث المتجددة في كل وقت وتأملته تأملا صحيحا عرفت ان الامور الممكن تقسيمها في العقل ثلاثة احدها ان توجد هذه المخلوقات والحوادث بنفسها من غير محدث ولا خالق فهذا محال ممتنع يجزم العقل ضرورة ببطلانه ويعلم يقينا ان من ظن ذلك فهو الى الجنون اقرب منه الى العقل لان كل من له عقل يعرف انه لا يمكن ان يوجد شيء من غير موجد ولا محدث الثاني ان تكون هذه المخلوقات محدثة محدثة وخالقة نفسها فهذا ايضا محال ممتنع يجزم العقل ضرورة ببطلانه وامتناعه. فكل من له ادنى عقل يجزم ان الشيء لا يحدث نفسه. كما انه لا يحدث محدث واذا بطل هذان القسمان عقلا وفطرة تعين القسم الثالث وهو ان هذه المخلوقات والحوادث لها خالق خلقها. ومحدث احدثها وهو الله الرب العظيم. الخالق ولكل شيء المتصرف في كل شيء المدبر للامور كلها ولهذا نبه الله عز وجل على هذا التقسيم العقلي الواضح لكل عاقل فقال ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون؟ ام خلقوا السماوات والارض؟ بل لا يوقنون فالمخلوق لابد له من خالق والاثر لابد له من مؤثر. والمحدث لابد له من محدث. والموجد لابد له من موجد لابد له من صانع والمفعول لا بد له من فاعل هذه قضايا بديهية عقلية يشترك في العلم بها جميع العقلاء وهي من اعظم القضايا العقلية فمن ارتاب فيها او شك في دلالتها فقد برهن على اختلال عقله وضلاله قال الشيخ رحمه الله تعالى فنقول وبالله التوفيق هذا شروع منه بعد هذه المقدمة المختصرة لهذه الرسالة او هذه المحاضرة آآ هذا الشروع منه في مقصود هذه الرسالة وهو سوق البراهين وهذا البرهان الاول من البراهين العقلية آآ في ذكر القسمة العقلية لحدوث الاشياء ووجود هذه المخلوقات والقسمة العقلية في في في هذا الباب حاصرة لذلك في امور ثلاثة في امور ثلاثة اما ان تكون هكذا وجدت بدون موجد او تكون هي التي اوجدت نفسها او ان يكون هناك موجد اوجدان اي قسمة حاصرة تدرك هذه القسمة ببدائل العقول والاولان من هذا التقسيم باطلان وواضح بطلانهما فما بقي في دلالة العقل الا ان هذه المخلوقات لها محدث احدثها وموجد اوجدها قال اعلم رحمك الله انك اذا نظرت الى العالم العلوي والسفلي وما اودع فيه من المخلوقات المتنوعة الكثيرة جدا والحوادث المتجددة ليل ونهار وموت وحياة وصحة ومرظ الى غير ذلك وتأملته تأملا صحيحا عرفت ان الامور الممكن تقسيمها في العقل ثلاثة احدها ان توجد هذه المخلوقات والحوادث بنفسها من غير محدث ولا خالق توجد بنفسها ومن غير محدث ولا ان تكون هكذا وجدت بدون ان يحدثها محدث هذا محال ممتنع يجزم العقول يجزم العقل ضرورة ببطلانه يجزم العقل ضرورة ببطلانه ولهذا يذكر ان جماعة من الملاحدة ارادوا التناظر مع احد اهل العلم فتأخر لمجلس المناظرة ثم سألوه عن سبب التأخر فقال لهم كنت على الشط انتظر قاربا انتقل به الى جهتكم وانا واقف فجاءت الواح وجاءت مسامير وتركب بعضها ببعض حتى اصبح امامي قاربا وركبت وجئت اليكم قالوا هذا الذي جاء يناظرنا هذا عقله فيه خلل كيف آآ تتركب قال لهم كيف قبلت عقولكم ان هذا الكون كله تركب هذا الترتب دون ان يكون له مبدع قطع قطعهم من اول الامر بهذا التنبيه الذي تضطر العقول لقبوله قال هذا محال ممتنع يجزم العقل ظرورة ببطلانه ويعلم يقينا ان من ظن ذلك فهو الى الجنون اقرب منه الى العقل لان كل من له عقل يعرف انه لا يمكن ان يوجد شيء من غير موجد ولا محدث الان اذا سمع الناس مثلا صوت يعلمون من ذلك ان هذا الصوت له فاعل ولهذا يقولون صوت كذا يحددونه لانه يدركون ذلك اذا سمعوا حركة يدركون ان لهذه الحركة متحرك فاعل لو ان مثلا طفلا طرد دون ان يشعر فقيل له ما احد ضربك ما احبها ربك هذه الضربة ما ضربك احد. فوجد الضربة بدون ان يكون هناك ظارب لك يقبل ما يمكن تقبل اسمع الى كلام ابن تيمية الجميل يقول رحمه الله وهذا امر مركوز في بني ادم حتى الصبيان لو ضرب الصبي ظربة فقال من ضربني فقيل ما ضربك احد لم يصدق عقله ان الضربة حدثت من غير فاعل ولهذا لو جوز لو جوز مجوزا لو جوز مجوز انه يحدث كتاب او بناء او غرس ونحو ذلك من غير محدث لكان عند العقلاء اما مجنونا او مسفسطا المسفسط المكابر الذي يؤتى له بالوضوء بالواضحات ويجادل هكذا بسفسطة هذا من ابين الامور ومن الممتنع في العقول ان تكون وجدت هكذا بدون محدث الامر الثاني ان تكون هذه المخلوقات محدثة وخالقة لنفسها وهذا ايضا محال ممتنع يجزم العقل ضرورة ببطلانه وفساده فكل من له عقل يجزم ان الشيء لا يحدث نفسه كما انه لا يحدث بلا محدث فاذا تبين فساد هذا عقله وفطرة هذا هو الذي قبله تعين القسم الثالث وهو ان هذه المخلوقات والحوادث لها خالق خلقها ومحدث احدثها وهو الله رب العالمين الخالق لكل شيء المتصرف في كل شيء المدبر للامور كلها ولهذا نبه الله على هذا التقسيم العقلي الواضح لكل عاقل فقال ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون وهذا تقسيم حاصر الذي جاء في الاية هذا تقسيم حاصر وهو سبحانه ذكر الدليل بصيغة استفهام الانكار بصيغة استفهام الانكار ليبين ان هذا امر فطري بديهي مستقر في النفوس لا يمكن لاحد انكار جبير بن مطعم رضي الله عنه سمع هذه الاية سمع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة المغرب يقرأ بسورة الطور وكان وقت اذ لم يسلم بعد كان وقت اذ لم يسلم بعد فلما بلغ النبي عليه الصلاة والسلام الى هذه الاية ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون؟ ام عندهم خزائن ربك؟ ام هم المسيطرون؟ قال كاد قلبي ان يطير كاد قلبي ان يطير وكانت هذه الايات سبب اسلامه لان لانه ادرك ادرك امرا واضحا كان في غبش الجاهلية غائبا عنه بتلوث العقول وتلوث الفطر بالجاهلية التي نشأوا عليها. لكن لما جاء هذا البرهان هداه الله الى الى حسن التأمل قال كاد قلبي ان يطير من من ماذا تأثره بقوة البرهان لان البرهان قوي جدا فتأثر من ذلك تأثرا عظيما وكان ذلك سبب اسلامه قال الشيخ رحمه الله فالمخلوق لابد له من خالق والاثر لا بد له من مؤثر والمحدث لا بد له من محدث ولهذا قيل لاحد الاعراب بما عرفت ربك؟ قال البعرة تدل على البعير والخطوة تدل على المسير. افسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج وبحار ذات امواج. الا يدل ذلك على اللطيف الخبير قال الشيخ هذه قضية بديهية عقلية يشترك في العلم بها جميع العقلاء وهي من اعظم القظايا العقلية فمن اغتاب فيها او شك في دلالتها فقد برهن على اختلال عقله وظلاله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا