الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ومن براهين وجود الله ووحدانيته ما يجريه الله على ايدي انبيائه من خوارق الايات والمعجزات والبراهين القاطعات وما يكرمهم به في الدنيا وينصرهم ويجعل ويجعل لهم العواقب الحميدة ويخذل اعداءهم ويعذبهم باصناف العذاب وهذا متواتر معروف بين الخواص والعوام وقد نقلتها الامم والقرون والاجيال وصارت اعظم من برهان الشمس والقمر وهي كلها براهين على ربوبية من ارسلهم ووحدانيته وعظمة سلطانه وكمال قدرته وسعة علمه وحكمته. وما ينكرها الا كل متكبر جبار. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ايات الانبياء كما انها دليل على صدقهم بانهم رسل من عند الله سبحانه وتعالى فانها في الوقت نفسه تعد براهين على وحدانية الله وهذا الذي ينبه عليه الشيخ رحمه الله في هذه الفائدة فان ابراهيم فانا ايات الانبياء براهين على وحدانية الله سبحانه وتعالى كما انها تدل على صدق الرسل فانها في الوقت نفسه تدل على الوحدانية واذا كانت عموم الحوادث والمخلوقات دليل على الوحدانية كما قيل وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد فان ما كان من الحوادث خارقا للعادة وهو الاية ايات الانبياء يكون من باب اولى دليلا على الوحدانية ولهذا ترى الناس عند وجود امر خلاف العادة مما يجريه الله سبحانه وتعالى ويحدثه في هذا الكون تجدهم في هذه الحالة يعظمون الله ويكبرونه ويسبحونه ويمجدونه لان الذي رأوه يعد اية على وحدانية الرب وتدبيره لهذا الكون سبحانه وتعالى ولهذا فان ايات الانبياء وهي ما كان من الامور خارقا للعادة التي تسمى ايضا المعجزة هي في الواقع كما انها دليل على صدق الرسل فانها دليل على وحدانية الله جل في علاه. نعم قال رحمه الله ومن اعظم براهين وحدانيته ما انزله على انبيائه عموما من الكتب والشرائع. وما انزله على محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا. من الكتاب والسنة والشريعة الكاملة التي بها صلاح الخلق وبها قوام دينهم ودنياهم وفيها من الايات والبراهين ما لا يعبر عنه المعبرون. ولا يقدر ان يصفه الواصفون. واياته قائمة في جميع الاوقات متحدية للخلق كلهم على اختلاف مللهم ونحلهم وقد تبين عجزهم ووضح عليهم كيف وقد تبين عجزهم ووضح عليهم او ما يستقيمان يظهر ان عليهم هذه الله اعلم فيها تصحيح لو لو تيسر مراجعة اصل في ذلك يظهر ان فيها تصحيف ان السياق يقتضي ان وقد تبين عجزهم ووضحا ظعفهم او نحوها من الكلمات ان عليهم ما يظهر. نعم صلوا عليه سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين فمن نظر فيما احتوى عليه القرآن العظيم من الاخبار الصادقة والاحكام العادلة والشرائع المحكمة والصلاح العام وجلب المنافع الدينية والدنيوية ودفع مضارهما والخير العظيم والهداية والصلاح المطلق الكامل اظطر الى الاعتراف بانه تنزيل من حكيم حميد ورب كريم. نعم هذا ايضا من البراهين على الوحدانية كتب الله جل وعلا المنزلة على رسله وانبيائه قد قال الله عز وجل وقل امنت بما انزل الله من كتاب. اي كل كتاب ارسله سبحانه وتعالى على ان رأي رسول قال تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل كتاب الذي انزل من قبل اي الكتب الكتب المنزلة من الله هداية للبشر على غير ما يجدونه في سائر الكتب التي يرونها ويقرؤونها لانها كتب من رب العالمين من خالق الخلق اجمعين الحكيم البصير العليم الحكيم سبحانه وتعالى فهي كتب هداية من قرأها بانصاف وعدل وتأمل وامعان نظر اضطرته الى الايمان بوحدانية الله الايمان بان هذا المنزل منه جل في علاه هو الحق وهو الدين الذي ينبغي ان ان يتبع ولهذا كان اعداء الرسل يتواصون بينهم بل يحذر بعضهم بعضا من سماع هذا الوحي المنزل على رسل الله لان فيه ما يضطر المتأمل والمتدبر له الى الاذعان والانقياد فهو كلام منزل من الله والفرق بين كلامه سبحانه وتعالى المنزل منه جل وعلا وكلام المخلوقات كالفرق بين الخالق والمخلوق الفرق بين الخالق والمخلوق ولهذا فان الوحي نفسه المنزل على انبياء الله سبحانه وتعالى هو من البراهين الدالة على وحدانية الله عز وجل فان فيها اي الكتب من الايات والبراهين ما لا يعبر عنه المعبرون ولا يقدر ان يصفه الواصفون واياته قائمة في جميع الاوقات متحدية للخلق كلهم ولهذا فان القرآن الكريم اية مخلدة باقية الى قيام الساعة في اعجازه وبيانه وشموله تحقق الهداية بقراءته وتدبره والعمل به وما يجده المؤمن في قراءته للقرآن من الطمأنينة وسكون النفس وسعادة القلب لان هذا هذا القرآن كتاب وسعادة كلما قرب المرء منه قراءة وتدبرا وعملا حصل من السعادة بحسب ذلك قال الله عز وجل سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اي القرآن والوحي المنزل من الله سبحانه وتعالى وقالوا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. هذه الاوصاف التي جعلها الله سبحانه وتعالى في هذا الكتاب المنزل لا يوجد اطلاقا شيء منها في سائر الكتب التي يقرأونها الناس وهي من تصنيف البشر وتأليفهم وجمعهم الى غير ذلك فالحاصل ان هذا الوحي المنزل من الله سبحانه وتعالى هو من براهين وحدانية الله قال من نظر فيما احتوى عليه القرآن العظيم من الاخبار الصادقة والاحكام العادلة والشرائع المحكمة والصلاح العام وجلب المنافع الدينية والدنيوية ودفع مضارهم اي الدنيا والاخرة والخير العظيم والهداية والصلاح المطلق الكامل اضطر الى الاعتراف بانه تنزيل من حكيم حميد كما قدمت وكما ذكر رحمه الله الوحي الوحي المنزل من من الله دليل على وحدانية الله وان لا اله الا الله ولهذا تأمل قول الله عز وجل فان لم يستجيبوا لك فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا ان ما انزل بعلم الله وان لا اله الا هو هو برهان على ان لا اله الا هو ودليل على وحدانية الله سبحانه وتعالى وعدم استجابتهم ليس لكونه ليس دليلا وانما لغرض اكبادهم الغلفة التي على قلوبهم فانا يهتدون الى ذلك بسبب ما في قلوبهم من او ما يكتنف ما يكتنف قلوبهم من حواجز تمنعهم من رؤية الحق الذي هو في كتابه ووحيه المنزل سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله وكذلك من نظر الى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من السنة والشرع الكامل والدين القويم والصراط المستقيم في كل شؤونه. اظطره بعض ذلك فكيف بكله الى الاعتراف بوحدانية الله وان الذي شرعه هو الرب العظيم الحكيم في شرعه ودينه كما هو حكيم في خلقه وتقديره. نعم تأمل السيرة النبوية العطرة المباركة هي ايضا من البراهين على ان صاحب هذه السيرة الذي ميزه الله سبحانه وتعالى بهذه الصفات العظيمة والاخلاق الجليلة ايضا اه الدعوة التي يدعو اليها الجهاد الذي بذله نصحا للعباد هذا كله من براهين وحدانية الله. وانه عليه الصلاة والسلام مرسل من رب العالمين حقا وصدقا نعم قال رحمه الله ومن براهين وحدانية الله ان العقول والفطر مضطرة الى الاعتراف بباريها. وكمال قدرته و ونفوذ مشيئته وذلك ان الخلق محتاجون ومضطرون الى جلب المنافع ودفع المضار ومن المعلوم لكل عاقل ان حاجة النفوس الى خالقها والهها اعظم من جميع الحاجات والضرورات فهي مضطرة الى علمها بانه خالقها وحده ومالكها وحده ومبقيها وحده وممدها بمنافعها وحده فطرة الله التي فطر الناس عليها الى قوله ذلك الدين القيم ولم يخرج عن هذه الفطرة الا من اشتالتهم الشياطين وحولت فطرهم وغيرتها بالعقائد الفاسدة والخيالات الضالة والاراء الخبيثة والنظريات الخاطئة فلو خلوا وفطرهم لم يميلوا لغير ربهم منيبين اليه في جلب المنافع ودفع المضار ومنيبين اليه في والتعبد والخضوع والانكسار ايضا هذا من اه من البراهين براهين الوحدانية ووحدانية الله سبحانه وتعالى دلالة الفطرة والعقل على الوحدانية الفطرة هي ما جعل القلوب ناشئة عليه من اول امرها من اقرار بوحدانية الله سبحانه وتعالى وقد قال الله عز وجل فطرة الله التي فطر الناس عليها لا لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون الخلق فطروا على هذا الاقرار بالوحدانية ثم الانحراف عن ذلك انما يطرأ عليهم فيما بعد باظلال الشياطين كما جاء في صحيح مسلم من حديث عياض المجاشعي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى خلقت عبادي حنفاء حنفاء على الفطرة السليمة الحنيفية فاتتهم الشياطين فاجتنتهم عن دينهم وفي الحديث كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودان او يمجسان او ينصرانه هذا الانحراف عنا الفطرة الشأن فيه كالشأن في البهيمة التي تولد جمعاء ثم بعد ذلك يحصل لها تجديع في بعظ اطرافها كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء. هل ترون فيها من جذعاء؟ الا ان تكونوا انتم الذين تجذعون فالله عز وجل فطر الناس على هذه الوحدانية ولهذا فان من الدلائل على الوحدانية ما فطر الله العباد عليه الحاصل ان الخلق لو خلوا وفطرهم لما يصيروا الا الى هذه الوحدانية تكرارا بها وايمانا وخضوعا واذعانا لله سبحانه وتعالى رب العالمين ولا يتغير عن هذه الفطرة الا من اجتالته الشياطين وصرفته عن دين الله سبحانه وتعالى كما في حديث عياض المجاشع المتقدم ذكره نعم قال رحمه الله ومن براهين وحدانية الله تعالى وكرمه ما يكرم الله به الواصلين لارحامهم المحسنين الى المضطرين والمحتاجين وخالفه العاجل لهم نفقاتهم وتعويضه لهم من جوده وكرمه وفتحه لهم اسبابا وابوابا من الرزق بسبب ذلك الاحسان الذي له الموقع الطيب وقد علم الخلق المتأملون ان سبب ذلك تلك الاعمال الصالحة والصلة والاحسان والمقدمات الحسنة الا يدلنا ذلك ان الله قائم على كل نفس بما كسبت وان هذا جزاء معجل وثواب حاضر نموذج لثواب الاخرة نعم يؤجل الى اللقاء القادم وانبه ايضا على امرين الاول ان الاحد القادم والاثنين لا يوجد درس ارجع للدرس يوم الثلاثاء باذن الله سبحانه وتعالى والامر الثاني الكتاب الذي سيكون باذن الله بعد هذا الكتاب هو متمم له وللمصنف نفسه وهو كتاب الادلة القواطع والبراهين في ابطال اصول الملحدين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا