الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه البراهين العقلية على وحدانية الرب ووجوه كماله. قال رحمه الله ومن وحدانية الله تعالى وكرمه ما يكرم الله به الواصلين لارحامهم المحسنين الى المضطرين والمحتاجين وخلفه العاجل لهم نفقاتهم. وتعويضه لهم من وجوده وكرمه وتعويضه لهم من جوده وكرمه. وفتحه لهم اسبابا وابوابا من الرزق. بسبب ذلك الاحسان الذي له الموقع الطيب وقد علم الخلق المتأملون ان سبب ذلك تلك الاعمال الصالحة والصلة والاحسان والمقدمات الحسنة الا يدلنا ذلك ان الله قائم على كل نفس بما كسبت. وان هذا جزاء معجل وثواب حاضر نموذج لثواب الاخرة وانواع ذلك وافراده لا تدخل تحت الحصر. وقد رأى الناس من ذلك عجائب مصداقا لقوله تعالى وما انفقتم من شيء فهو يخلفه. وقوله لئن شكرتم لازيدنكم. ولقوله صلى الله عليه وسلم من ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اجله. فليصل رحمه. متفق عليه فكم احسن الله على المحسنين؟ وكم اخلف نفقات المنفقين؟ وكم جبر قلوب الواصلين لارحامهم المشفقين الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا برهان اخر من براهين الوحدانية ودلائلها ما يكرم الله سبحانه وتعالى به اهل الاحسان والفضل والبذل في سبيل الله سبحانه وتعالى وايضا من يحسنون برا بوالديهم وصلة لارحامهم ومن يحسنون في الوقوف مع حاجة المحتاج وضرورة المضطر فهؤلاء يرى الناس شيئا من الثواب المعجل من بركة في المال سعة في الرزق وراحة في البال وغير ذلك مما يراه الناس ويعاينونه فيمن يكرمه الله سبحانه وتعالى بهذه الخصال العظيمة وهي كما قال الشيخ رحمه الله تعالى بالتأمل يدرك الناس ان هذه من اسباب الاحسان من اسباب البذل من اسباب الصلة المتولدة عنها وقد قال الله سبحانه وتعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم قال عليه الصلاة والسلام ما نقصت صدقة من مال وقال عليه الصلاة والسلام من احب ان يبسط له في رزقه وان ينسأ له في اثره فليصل رحمه هذه او هذا ثواب معجل في هذه الحياة الدنيا وهو انموذج لثواب الاخرة. فان ثواب الله سبحانه وتعالى نوعان معجل في الدنيا ومؤجل في الدار الاخرة وثواب الاخرة خير وابقى فالحاصل ان هذا من دلائل الوحدانية من دلائل الوحدانية وبراهينها ما يشاهده الناس ويعاينون من اكرام الله سبحانه وتعالى اوليائه واصفيائه نصره له ودفاعه عنهم ومده لهم بالمعونة والتوفيق كل هذا من براهين ودلائل وحدانية الله سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله ونظير هذا البرهان العقوبات التي يعجلها الله للباغين والقاطعين والظالمين والمجرمين بحسب جرائمهم عقوبات يشاهدها الناس رأي العين نعم يعني الظالم آآ يمهله الله سبحانه وتعالى ولا يهمله. كذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد فهو سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل و ويعاين الناس من العقوبات المعجلة للبغاة والظلمة والطغاة يرى الناس بس عقوبات مؤجلة يشاهدونها في هذه الحياة الدنيا وهذا مثل ما ذكر نظير البرهان السابق في باب الاحسان يكرم والله المحسنين وفي باب الظلم والبغي يعاقب الله سبحانه وتعالى البغاة المعتدين. نعم عقوبات يشاهدها الناس رأي العين ويتيقنون ان ذلك جزاء وعقوبة لتلك الجرائم. ويتيقنون ان ذلك جزاء وعقوبة لتلك الجرائم. هنا ايضا ينبغي ان يتنبه على امر يعني احيانا بعض بعض الحوادث التي تكون من فيضانات او زلازل او اشياء من هذا القبيل يعني بعض الناس يتعجل بوصفها بانها اه عقوبات لهؤلاء ويجزم بانها عقوبة فمثل هذا التيقن والجزم انها عقوبة لكل من اه من اه نزلت به تلك الزلازل او الفيضانات او نحو ذلك الجزم بانه في كل حال من هذه الاحوال محل نظر. محل نظر وعلى كل حال يخشى يعني لا يجزم لكن يخشى ان يكون من العقوبات وآآ لكن التيقن والجزم في بعض هذه الحالات محل نظر لكن بعض الطغاة او بعض الظلمة ربما قد يصل الحال في في هذا المقام بالجزم ان هذه عقوبة له على افعاله بخلاف العامة او الحوادث ليس العقوبات وانما الحوادث العامة التي تحصل البلاء يعم البلاء يعم لكنه آآ لكن يبعث الناس على احوالهم واعمالهم ونياتهم نعم. قال رحمه الله فمن تأمل وسمع الوقائع وايام الله في الخلق وعلم ارتباطها باسبابها الحسنة والسيئة علم بذلك وحدانية الله وربوبيته مال عدله وسعة فضله فضلا عن الاستدلال بها على وجوده ووجوب وجوده. نعم يعني في هذه قدر الزائد على الاستدلال بها على الوحدانية آآ على وجود الله وجوب وجودة وانما فيها دلالة على كماله على فضله على انعامه على احسانه على عظيم رحمته على كرمه. على شدة بطشه وانتقامه وعقوبته. نعم ان كل ما دل على شيء من اوصافه وافعاله فانه يتضمن اثبات ذاته ووجوب وجوده وعلم استناد العوالم العلوية والسفلية اليه في ايجادها وبقائها وحفظها وامدادها بكل ما تحتاج الى نعم قال رحمه الله فصل تابع لما قبله واعلم ان طرق معرفة الله واسعة جدا. وذلك بحسب حاجة الخلق وضروراتهم اليها. وكل يعبر عن بعبارات اما كلية واما جزئية بحسب الحال التي تحضره وبحسب الامور التي تغلب عليه والا فكل ما خطر في القلوب وشاهدته الابصار وادركته الحواس والمشاعر وكل متحرك وساكن وكل حيوان وجماد ادلة وبراهين على وحدانية الله وايات عليه. وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد ولكن الجزئيات تسبق الى الاذهان وتفهمها القلوب تفصيليا ويحصل بها النفع والفائدة العاجلة لسهولتها وبساطتها وكونها تدرك بالبديهة فلنذكر لها امثلة وحكايات عن المتقدمين والعصريين وكل يفهم منها ما يناسبه ويليق بفهمه. في هذا الفصل الذي وصفه رحمه الله بانه تابع لما قبله سيذكر الشيخ رحمه الله امثلة تفصيلية لاقامة البرهان او ذكر البرهان على وجود الله ووحدانيته وتعالى والامثلة التي يذكرها هي في الغالب جزئيات اه جزئيات كل عبر فيها بحسب حاله بحسب مقامه بحسب مداركه وفهومه على تفاوت في الناس في ذلك لكن مثل ما قال الشيخ لما تنوعت البراهين وكثرت في كل شيء له اية تدل على انه الواحد تجد ان المستدلين على الوحدانية كل يستدل جزئية من هذه الجزئيات الدالة على وحدانية الرب وكماله سبحانه وتعالى. وسرد الشيخ رحمه الله امثلة كثيرة جدا لقدامى ومعاصرين كما وصف رحمه الله تعالى في آآ طريقة استدلالهم بهذه الجزئيات على وحدانية الله سبحانه وتعالى. اذا عرفنا ان كل شيء يدل الوحدانية في كل شيء له اية اي تدل على وحدانيته سبحانه وتعالى فاذا كانت الدلائل هي في كل بشيء فلا غرابة ان نرى اه تنوع الاستدلال وتنوع ما يذكر من جزئيات في الاستدلال على وحدانية الله. كل بما فتح الله سبحانه وتعالى عليه. من برهان في هذا المقام نعم. قال رحمه الله سئل بعضهم بم عرفت ربك؟ فقال ان البعرة تدل على البعير واثار السير تدل على المسير فسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج وبحار ذات امواج الا تدل على اللطيف الخبير نعم يعني هذه هذا الان آآ رجل سئل في الغالب انه من الاعراب يعيش في البادية بين الابل لا يرى الا الابل و السماء والارض والجبال فاستدلاله في محيط هذا الذي هو يعاينه بشكل يومي. فلما قيل له بما عرفت ربك؟ قال ان البعرة تدل على البعير. ان البعرة تدل على البعير يعني عندما يرى البعرة وهي الرجيع الذي يخرج من من عندما يراه يدرك انه في هذه المنطقة بعير او مر بها بعير. فالبعرة تدل على البعير والخطوة تدل المسيح اذا رأيت اثر خطوة في الارض تقول ان هذا هذه الارض مر من منها رجل. او مر منها دابة او مرت حية بحسب نوع الخطوة التي تراها امامك. فالخطوة تدل على المسير وتدل ايضا على اهو دابة او انسان او حية او غير ذلك يدرك مما يرى من اثر. فالبعرة تدل على البعير والخطوة تدل على المسير هذه المقدمة النتيجة لهذه المقدمة عندما ينظر الانسان في السماء ذات الابراج والارض ذات الفجاج والبحار ذات الامواج الا تدله على خالق عظيم موجدا لهذه الاشياء متقن في صنعها. هذا لا ريب فيه. اذا كانت خطوة تدل على المسير فكيف بهذا العالم العظيم المتقن خلقا وابداعا واتقانا فلا شك ان هذه السماء والارض والجبال والبحار والامواج وغير ذلك من مخلوقات الله العظيمة كلها براهين على كمال خالقها مبدئيا سبحانه وتعالى قال رحمه الله واجتمع طائفة من الملاحدة ببعض اهل العلم اظنه ابا حنيفة رحمه الله فقالوا ما الدلالة على وجود الصانع؟ فقال لهم دعوني فخاطري مشغول بامر غريب قالوا ما هو؟ قال بلغني ان دجلة بلغني ان في دجلة سفينة عظيمة مملوءة من اصنام مملوءة من اصناف الامتعة العجيبة وهي ذاهبة وراجعة من غير احد يحركها ولا ربان يقوم عليها فقالوا له مجنون انت؟ قال وما ذاك؟ قالوا هذا يصدقه عاقل. فقال لهم فكيف صدقت ان هذا العالم بما فيه من الاصناف والانواع والحوادث العجيبة. وهذا الفلك الدوار السيار. يجري وتجري في هذه الحوادث بغير محدث وتتحرك هذه المحركات بغير محرك فرجعوا على انفسهم بالملام. نعم هذه هذه تنقل عن ابي حنيفة رحمه الله تعالى اه قد ذكرها الحافظ ابن كثير رحمه والله في اول تفسير سورة البقرة يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تقول آآ اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. عند هذه الاية من آآ اوائل سورة البقرة ذكر ذلك وهو موجود في بعض الطبعات. موجود في بعض طبعا تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى وهي موجودة في بعظ نسخ التفسير فهل هي اصلها منه يعني مع امثلة كثيرة من هذا القبيل ذكرها رحمه الله ذكر شيئا عن ابي حنيفة وعن آآ الشافعي وان ما لك واحمد بن حنبل ذكر امثلة كلها من هذا القبيل في باب الاستدلال على على وحدانية الله سبحانه وتعالى. فهل هي من كلامه او من لحق بعض النساق؟ لا ادري لكنها يعني آآ في بعض طبعا لتفسير ابن كثير موجودة وبعض الطبعات المحققة حذف آآ منها ذلك لربما انه يكون من لحق بعض النساخ او نحو ذلك. آآ ان جماعة من الملاحدة جاءوا الى احد الولاة وطلبوا من يناظرهم فدعا لهم ابا حنيفة فتأخر شيئا ما في المجيء ولما وصل سألوه عن تأخره فقال كنت كان بيني وبينه نهر دجلة وانتظر قاربا حتى اعبر ما ما وجدت قاربا ثم جاءت كاخشاب وتجمعت بنفسها وجاءت المسامير وتسمرت في هذه حتى اصبح امامي سفينة وركبت فيها فعبرت وجئت اليكم فقالوا هذا الكلام لا يقبل وهذا هذا الذي جاء يناظرونه هذا كلام لا يقبل كيف تكون سفينة وتتجمع اخشاب ودون ان ان ان يجمعها احد وان يعمل على تسميرها في في اماكنها هذا ما يمكن ولا يقبل فقال لهم هو اراد ذلك قال لهم اذا كيف قبلت عقولكم ان هذه السماوات المتقنة والارض واخذ يعد شيء من ذلك كيف قبلت عقولكم انها وجدت هكذا صدفة من غير موجد وانتم لم تقبلوا قطعة صغيرة جدا ان الا يكون لها ان تكون تصنعت بغير ان يكون هناك من عمل على صنعها فالحاصل ان هذا من مما يستدل به والامر كما ذكر الشيخ في المقدمة يعني في كل مقام يذكر بما يناسب بما يناسب هذا المقام لكن هذه الامثلة الذي التي يذكر الشيخ تفتح طالب العلم ايه ده افاقا في هذا الباب باب اه الدلائل والبراهين على وحدانية الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله وقيل لبعضهم بم عرفت ربك؟ فقال هذه النطفة التي يلقيها الفحل في رحم الانثى فيطورها الله من نطفة الى علقة الى مضغة الى اخر اطوارها. فيكون بشرا سويا كاملا الاعضاء الظاهرة والباطنة له سمعا له سمع يسمع به الاصوات وبصر يبصر به المشاهدات كل يهتدي به الى مصالحه ويدان يبطش بهما ويعمل بهما الاعمال الدقيقة ورجلان يمشي بهما واعضاؤك كثيرة خلقت لمنافع اخر معروفة وله منافذ يدخل منها ما يغذي البدن ومنافذ اخر يخرج منها ما يضره. وقد ركب هذا التركيب العجيب الذي لو اجتمع الخلق الذي لو اجتمعت الخلق على ايجاد شخص واحد على هذا الخلق المحكم العجيب لعجزت معارفهم وقدرهم عن ذلك. اليس ذلك دليلا وبرهانا؟ على وجود قالقي وعظمته ووحدانيته قلت وقد ذكر الله هذا البرهان في كتابه في اساليب متنوعة. نعم الله عز وجل ذكر هذا القرآن في كتابه باساليب متنوعة. من ذلك ما استمعنا اليه اليوم في صلاة الفجر في دعوة نوح عليه السلام لقومه من البراهين التي ذكرها نوح عليه السلام لقومه ليعظموا الله عز وجل ويقدروه حق قدره ويفردوه العبادة والتوحيد والاخلاص من جملة هذه البراهين ما ذكره الله عز وجل في دعوة نوح لقومه لما قال لهم آآ ما لكم لا ترجون لله اوقد خلقكم اطوارا هذا هو البرهان الذي تحدث عنه الشيخ هنا وقد خلقكم اطواره. فهذا هذه الاطوار في خلق الانسان هي من براهين ودلائل وحدانية الله سبحانه وتعالى خلق الانسان من نطفة من ماء مهين. ثم هذه النطفة من المهين تتحول الى الى علقة قطعة صغيرة من الدم ثم العلقة تتحول الى مضغة قطعة صغيرة من اللحم ثم تكسى ثم تكون عظاما ثم تكسى العظام لحما ثم يشق فيه السمع والبصر والاعضاء بهذا الاتقان حتى يخرج انسانا سويا والله جل وعلا يقول وفي انفسكم افلا تبصرون ويقول سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم. هذه هذه النفس واطوارها او خلقها النفس البشرية واطوار خلقها هذا كله من دلائل وحدانية الله وان هذا الخلق بهذه الاطوار وبهذا وبهذا الاتقان هو دليل على كمال من خلقه خلقه في احسن تقويم فالحاصل ان هذا من براهين الوحدانية وحدانية الله وايظا هو من براهين البعث والنشور كما في اوائل سورة الحج نعم. قال رحمه الله وقيل لاخر بما عرفت الله؟ فقال بايصاله النعم الى خلقه وقت الحاجة والضرورة اليها. هذا الغيث ينزله وقت الحاجة. ويرفعه اذا خيف منه الضرر. وهذا الفرج لبعضهم وقيل لبعضهم بما عرفت ربك؟ قال بنقض العزائم والهمم. ومعنى ذلك ان العبد يعزم في كثير من اموره عزما جازما مصمما لا تردد فيه. ثم بعد ذلك تنتقض همته وينحل عزمه الى تركه والى امر اخر يرى فيه مصلحته. وما ذاك الا لان الله على كل شيء قدير. يصرف القلوب كما يصرف القلوب يصرف القلوب وما ذاك الا لان الله على كل شيء قدير يصرف القلوب كما يدبر كما يدبر الابدان وقد عن بعض ما يعزم عليه لطفا به وابقاء على ايمانه يصرفه. وقد يصرفه عن بعض ما يعزم عليه لطفا به وابقاء على ايمانه ودينه فيتلطف به من حيث لا يشعر فنسأله اللطف في الامور كلها والتيسير اليسرى هذا من اللطائف في براهين الاستدلال على الوحدانية. سئل آآ رجل بما ربك قال بنقض العزائم وحل الهمم. بنقض العزائم وحل الهمم. آآ هذا نوع من انواع البراهين والشيخ وضح المعنى قال قال هذا الرجل لما سئل بما عرفت ربك؟ قال بنقبل عزاء محل الهمم. يعني يكون المرء مثلا خارجا من بيته عازما على امر ما خرج الا لاجله. ثم يجد ان انه في خروجه يأتي ما ينقضه ويغير من سيره ويغير من سيره وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فهذا برهان على وجود رب عظيم مدبر متصرف في هذا الكون متصرف في هذا الخلق عطاء ومنعا قبضا وبسطا عزا وذلا حياة وموتا. كل ذلك بتصريف الله سبحانه وتعالى هداية وظلالا. كل ذلك من تصريف الرب سبحانه وتعالى. فهذا من براهين الوحدانية هذا المستدل لما سئل بما عرفت ربك ذكر هذا البرهان. قال العزائم وحل الامام بمعنى انه يكون عازم على امر يخرج من اجله ليس في ذهنه الا ذلك الامر. ثم يجد انه سلك طريقا اخر. وصار مسارا اخر وقصد الى امر اخر فهو من جهة برهان على الوحدانية ومن جهة دليل على وجوب التوكل على الله وتفويظ الامور اليه سبحانه وتعالى لان الامر كله بتدبيره وطوع تسخيره سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله وسئل بعضهم بما عرفت ربك؟ فقال كم كنت مكروبا ففرج كربتي وكنت مريضا فدعوته فشفاني وكنت فقيرا فاغناني وكنت ضالا عن الهدى فتلطف بي وهداني وليس هذا الامر لي وحدي. فكم له على عباده من هذه النعم وغيرها مما لا حصر له ولا عد وهذا يضطرني الى الاعتراف بوحدانية بوحدانيته وقدرته ورحمته. نعم يعني هذا البرهان في من دلائله قول الله سبحانه وتعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون فمن براهين الوحدانية اجابة الله دعوات المضطرين وتنفيسه لكربات المكروبين فهذا من براهين الوحدانية وسبق ان اشار الشيخ الى ذلك والى بعض الادلة عليه نعم. قال رحمه الله وقيل لبعضهم بم عرفت الله؟ فقال قد رأينا ورأى الناس في الدنيا طارع البغاة المجرمين وعواقبهم الوخيمة كما رأينا ورأوا في المحسنين عواقبهم الحميدة فعجل للعباد نموذجا فعجل للعباد نموذجا من الثواب والعقاب ليعرفوه ويخضعوا له وحده ويعبدوه وحده نعم يعني هذا البرهان الذي اجاب به بعضهم عندما سئل بما عرفت ربك هو الذي اشار اليه رحمه الله في اخر الفصل السابق مر معنا اليوم فاستدل بهذا البرهان بايصاله سبحانه وتعالى الثواب المعجل للمحسنين العقوبة للطغاة والظالمين نعم. قال رحمه الله هذا نموذج من آآ الثواب والعقاب يعني الذي يكون في الدار الاخرة نعم قال رحمه الله وقيل لاخر بم عرفت الله؟ فقال بايصاله النعم الى خلقه وقت الحاجة والضرورة اليها هذا الغيث ينزله وقت الحاجة ويرفعه اذا خيف منه الضرر وهذا الفرج يأتي اذا اشتدت الازمات وهذه طالب تأتي منه وقت الحاجة اليها وهذه اعضاء الادمي وقواه يعطيها الله اياها شيئا فشيئا بحسب اليها فهل يمكن ان تكون هذا؟ فهل يمكن ان تكون هذا فهل يمكن ان تكون هذا الامور صدفة؟ لان هذه. نعم. فهل يمكن ان تكون هذه الامور صدفة؟ ام يعلم بذلك علم اليقين ان الذي اعطاهم اياها وقت الحاجة والضرورة هو الرب المعبود الملك المحمود. نعم فهل يمكن ان يكون هذا صدفة بدون الامور او فهل يمكن ان تكون هذه الامور صدفة؟ نعم. قال رحمه الله قلت ومن هذا الباب ما اتكلم فيه من معرفة الله فانه لما كانت حاجة العباد الى معرفة الله فوق جميع الحاجات والضرورة اليها تفوق جميع الضرورات يسرها الله لعباده ونهج لهم ونهج لهم طرقها وفتح لهم ابوابها واوضح ادلتها وذلك لشدة الحاجة اليها وسعة رحمة الله واحسانه. هذي تعتبر قاعدة في هذا الباب ان حاجة العباد الى الشيء عندما تكون اشد فان الوسائل لتحصيله ونيله تكون اكثر. وليس هناك حاجة في العباد الى شيء اعظم من حاجتهم الى معرفة الله وتعظيمه وتوحيده. وهذه المعرفة والتوحيد لله سبحانه وتعالى هي حياة الحقيقية. ولهذا حاجته الى هذه المعرفة والتوحيد هي اعظم من حاجته الى الطعام والشراب والهواء لان بهذه الاشياء حياة البدن اما توحيد الله سبحانه وتعالى فبه حياة القلوب او من كان ميتا احييناه ولا يمكن ان تحيا القلوب الا بهذه المعرفة والتوحيد لله سبحانه وتعالى ولما كان امر التوحيد هذا المقام وبهذه المكانة كانت الدلائل عليه والبراهين الموجبة تحقيق توحيد الله سبحانه وتعالى كانت اكثر من غيرها. نعم قال رحمه الله وقيل لبعضهم بما يعرف الله؟ فقال يعرف بانه علم الانسان ما لم يعلم خرج من بطن امه لا يعلم شيئا فاعطاه الات العلم ويسر له اسبابه فلم يزل يتعلم امور دينه حتى صار عالما ربانيا ولم يزل يتعلم امور دنياه حتى صار ماهرا مخترعا للعجائب ويسر له كل سبب ينال به ذلك نعم في سورة النحل اشارة الى هذا البرهان في قوله والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون. فهذا من البراهين هذا من مثل ما قال اه اه الشيخ ان احدهم سئل بما عرف الله قال بانه علم الانسان ما لم يعلم. خرج من بطن امه لا يعلم شيئا فاعطاه الات العلم وجعل لكم السمع والابصار والافدة اعطاه الات العلم ويسر له اسباب التعلم ووسائل التعلم فهذا كله من البراهين على الوحدانية. نعم. قال رحمه الله ومن عجيب الامر ان اللوح اذا كتب فيه وشغل بشيء من الاشياء لم يسع غيرها ولم يمكن ولم يمكن ان يكتب فيه شيء اخر قبل وحين ما كتب فيه وقلب الانسان لا يزال يحفظ ويعقل الامور والمعارف المتنوعة. وكلما وكلما وسعت معارفه وغزر علمه قويت حافظته واشتدت ذاكرته وتوسعت افكاره. فهل هذه الامور في طوق البشر وقدرتهم ام هذا من اكبر البراهين على عظمة الله ووحدانيته وكماله وسعة رحمته القلب مثل ما يشير الشيخ رحمه الله وعاء للعلم والقلوب اوعية اوعية للعلم وتجد التفاوت الكبير في في في القلوب فيما تعي من العلم فيما تعي من العلم فهناك قلوب وعت علما غزيرا واسعا كبيرا جدا ومنهم آآ ومنها قلوب وعت علما قليلا. لكن العجيبة التي يذكر الشيخ رحمه الله ان هذا القلب قطعة صغيرة جدا وعادة حفظ المعلومات في كتاب تكتبه اذا مثلا كان الكتاب او الاوراق التي تكتب فيها عشرين ورقة. ان ملأتها بالكتابة من اول بسطر الى اخره وقديما مع شح الاوراق لا يفعلون مثل فعلنا الان مع وفرة الاوراق كان الواحد منهم يكتب من اول الورقة من ركنها من اساسها الى طرفيها ويصغر خطه مضطرا الى ذلك حتى تستوعب الاوراق القليلة عنده ما يكتب. فاذا انتهت الاوراق التي عنده لا يمكن ان يكتب فيها شيئا الا بمحو المكتوب الا بمحو المكتوب في هذه الاوراق فاذا محاه امكنه ان يكتب في غيره لكن القلب هذا هذا الصغير كم يحفظ من المعلومات وكلما زادت المعلومات تجد في هذا القلب متسعا لها. وكلما زادت متسعا لها. حتى ان من الخلق من الله بغزارة في في العلم تكون في صدرهم بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم تكون في صدره ومعه آآ يحملها في صدره علم غزير يحمله في صدره. عندما تتأمل ما يحفظ به يمتلأ يمتلئ ان كان كتابة امتلأ وان كان تسجيلا امتلأ. لكن هذا القلب امره عجب مع صغره آآ لا يزال فيه متسع لا يزال فيه متسع حتى ان من الخلق من من يكرمه الله يعي قلبه علما غزيرا لا يعيه غيره ولا ولا يقرب ايضا غيره منه. فالحاصل ان هذا ايضا من البراهين على قال من اكبر براهين على عظمة الله ووحدانيته كماله وسعة رحمته ثم استمر رحمه الله في عد هذه اللطائف والبراهين المتنوعة سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين