الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وقيل لاخر باي شيء يعرف الله؟ فقال بمشاهدة مصداق قوله تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها فتنظر مصداقها شاملا للخليقة وان كل احد قد يسر الله له من اسباب الرزق ما به يعتاش هذا بتجارته وهذا بصناعته وهذا بحرافته وهذا بعمله وخدمته وهذا بمخلفات من قبله وهذا بتنمية المواشي وهذا باحسان غيره عليه. بسؤال وغير سؤال وهذا بكد غيره عليه الى غير ذلك من الاسباب المعروفة التي قدرها العزيز الحكيم رزقا للعباد فسبحان من وصل رزقه الى اصغر الذرات ومهامه البراري وقعور البحور والظلمات. الحمد لله رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لا يزال المصنف رحمه الله يعدد هذه الابواب التي هي من ابواب المعرفة بالله سبحانه وتعالى فان الله جل وعلا يعرف باياته وبمخلوقاته اذ ان مخلوقات الله عز وجل دالة عليه وعلى كماله وعظيم قدرته وتدبيره سبحانه وتعالى وان الامر بيده جل في علاه وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد ومن هذه الايات الدالة على الله جل وعلا ان ينظر في هذا الرزق المقدر لكل دابة وان الله عز وجل تكفل بارزاق هذا هذه المخلوقات وعندما يوسع المرأة النظر في هذا الباب يجد ما يبهر العقل في هذه الارزاق التي قدرها وتكفل بها سبحانه وتعالى لكل دابة ليس للانسان فقط بل للانسان والحيوان والطير والهوام والزواحف والذرات الصغيرة. كل ذلك تكفل الله سبحانه وتعالى برزقه كما قال سبحانه وتعالى وما من دابة الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب فالله جل وعلا تكفل بالارزاق ولن تموت نفس الا وقد استتمت الرزق المقدر لها والارزاق مقدرة كل لقمة وكل شربة كل ذلك مقدر قد جاء في حديث عبدالله بن مسعود ان النبي عليه الصلاة والسلام قال فيرسل اليه ملك فيؤمر بكتب اربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي هو او سعيد فالرزق مكتوب ومقدر والاية التي تقدمت قال وما من دابة الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب فهذه هذه تعد من الايات العظيمة تعد من الايات العظيمة الدالة على كمال الله سبحانه وتعالى والتفصيل في ذلك طويل جدا ويمكن ان ينظر طالب العلم في هذا الباب ما كتبه الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه آآ شفاء العليل في كتاب الشفاء او ارواء الغليل وشفاء العليل وكذلك في كتابه الاخر مفتاح دار السعادة. ذكر امورا عجب في في هذا الباب التأمل في ذلك فيه نفع للعبد وهداية لقلبه في هذا الباب باب المعرفة بالله سبحانه وتعالى وفيما يتعلق بالانسان اشار المصنف رحمه الله ان الله يسر لكل من اسباب الرزق ما به يعتاش اي يحصل عيشه فتنوع الناس في ذلك هذا بتجارة وهذا بزراعة وهذا بصناعة واخر بمخلفات غيره اي ما يحصله من ميراث وهكذا لكن كل نفس لن تموت الا وقد استوفت الرزق الذي كتبه الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله وقيل هذا التأمل هذا التأمل في هذا الباب باب الارزاق المقدرة المكتوبة للناس الدواب الهوام الى غير ذلك يا يثمر في العبد تعظيم الله وتكبيره وتنزيهه سبحانه ولهذا قال رحمه الله في خاتمة حديثه هذان قال فسبحان من وصل رزقه الى اصغر الذرات ومهامه البراري وقعور البحار والظلمات نعم قال رحمه الله وقيل لبعضهم بما يعرف الله فقال ان لمعرفة الله ابوابا وطرقا كثيرة جدا ومن جملتها ما هدى الله له العباد في هذه الاوقات من المخترعات الكثيرة واعمال الكهرباء وايصال الاصوات والانوار ونحوها الى مسافات شاسعة وامكنة متباعدة وهو الذي علم الانسان وهو الذي اقدره على ذلك وهو الذي خلق له المواد والمعادن التي تستخرج بها هذه الاشياء وهداه الى تأليفها ومعلوم انه خرج من بطن امه لا يعلم شيئا ولا يقدر على شيء فعلم جميع هذه الامور وكانت هذه من جملة منن الله عليه فخالق السبب هو خالق المسبب تبارك وتعالى فهذا اكبر برهان على كمال قدرة الله الذي اقدر العبد الضعيف على هذه الامور التي تعد سابقا من الامور المحالة نعم هذا ايضا باب اخر من الابواب يشير الشيخ اليه اشارة لطيفة وجميلة جدا وهي المخترعات الحديثة المخترعات الحديثة التي لو تحدث عنها في زمان سابق لقيل هذا ضرب من دروب المستحيلات او الامور التي لا يظن ان ان ان يكون لها وجود لكنها يسرها الله عز وجل واوجدها في هذا الزمان وهذه المخترعات الحديثة الموجودة في هذا الزمان هي من الايات الدالة على عظمة الله سبحانه وتعالى لان الله عز وجل هو الذي علم هذا الانسان واعطاه الفهم واعطاه هذه القدرة هو الذي سبحانه وتعالى اوجد اوجد هذه المواد التي صنعت بها تلك الاشياء يسر لي الانسان التأليف بينها وهذا التسخير لهذه الاشياء هو من جملة الابتلاء في الحياة الدنيا ينبغي ان ينظر اليه هذه النظرة المؤمن ينظر اليه هذه النظرة ان هذا من جملة الابتلاء بهذه الحياة الابتلاءات التي في هذه الحياة الدنيا فهل هذه الامور تقرب الانسان من الله فيكون من الفائزين او انها تبعده عن عن الله سبحانه وتعالى فيكون من الخاسرين ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون فهي من جملة الابتلاءات ولهذا الناس مع هذه الصناعات الحديثة بين شخصين شخص مفتون بها واصبحت هي همه وهي مبلغ علمه وماله في الاخرة من خلاق ليس له همة في الاخرة ولا نظر الى الدار الاخرة ولا يفكر فيها وصارت الدنيا هي مبلغ علمه وهي غاية همه ولا فكرة له في الاخرة فضلا عن ان يكون مستعدا للقاء الله سبحانه وتعالى وسيأتي عليه يوم يترك ويفارق كل هذه آآ هذه الاشياء والاجهزة والمخترعات كلها سيفارقها ويلقى الله فردا بعمله ان خيرا او شر بينما المؤمن الموفق يحسن الاستفادة من هذه المخترعات الحديثة في حدود معايير الشرع وضوابطه ولا يستعين بها على معصية ربه وخالقه ومولاه ولا يستعملها فيما يغضب الله ويسخطه جل في علاه ويعمل على استعمالها في الخير والمصالح الدينية والدنيوية هذا شأنه مع هذه الاجهزة الاول تورثه هذه الاجهزة عجبا وغرورا ورؤية للنفس انقطاعا عن مصالحه الدينية العظيمة التي تقربه الى الله سبحانه وتعالى والثاني اعني المؤمن هذه الاجهزة ليست عنده الا الة يوظفها في الخير وابواب الخير ويستعملها في الخير في طاعة الله وهو على حذر من ان يكون منه استعمال لها في اي من معاصي الله سبحانه وتعالى والحاصل ان هذه الاجهزة الحديثة هي من الايات من الايات من الايات التي آآ تدل على الله لان الله عز وجل هو الذي خلق هذا الانسان وهو الذي علمه ما لا يعلم وهو الذي اعطاه هذه الحواس والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون فمن الناس من يكون شاكرا لله سبحانه وتعالى ومنهم من لا يكون كذلك. نعم قال رحمه الله قلت وهذه الاجوبة كلها عن الكليات والجزئيات صحيحة تضطر العقول الى الاعتراف بربها ووحدانيته. ويمكن مضاعفتها الى اضعاف كثيرة فانك اذا نظرت نظرة عمومية الى العالم العلوي والسفلي وعظم هذه المخلوقات وانتظامها العجيب وتركيبها المحكم وترتيبها اه وما ينتج عن ذلك من مصالح العالم والمخلوقات علمت ان لهذا العالم ربا عظيما وملكا كبيرا وقادرا مقتدرا قد خضعت له الاكوان ودانت له الخليقة واخذ بنواصي العباد وعلمت ان كل ما في السماوات والارض عبيد ومماليك لربهم ليس لهم من الامر شيء ثم اذا نظرت الى كل مخلوق على حدته وتأملت ما اشتمل عليه من الخلق العجيب والحكم الباهرة ثم نظرت على وجه الخصوص الى نفسك وصفاتك وما اودع فيها من الخلق العجيب والحكم الباهرة عرفت ان الله هو الرب الخالق الرازق المدبر لكل شيء الحكيم في كل شيء قال تعالى وفي الارض ايات للموقنين فجميع مخلوقات الله وجميع الحوادث التي يحدثها الله ايات وبراهين على انه واحد عظيم. ورب كريم وملك جواد وكذلك هذا هذا التلخيص لكل ما سبق اه النظر اما نظر عمومي في جميع المخلوقات العالم العلوي والسفلي وعظم هذه المخلوقات او نظر تفصيلي في الجزئيات وهذا وذاك كل ذلك يثمر الدلالة على الله والمعرفة بالله وان هذا الخلق له خالق عظيم ورب كبير ومدبر قدير سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله وكذلك اذا تأملت الشرع الكامل وان اخباره كلها صدق وقد قامت البراهين على صدقها واحكام واحكامه واحكامه كلها عدل تأمر بالخير والصلاح وتنهى عن الشر والفساد وتجري احكامها المحكمة وحقوقها العادلة مع الازمان مهما تطورت الاحوال واختلفت العوائد لا يختل صلاحها ولا ينتقض هداها بل لا يكون هدي وصلاح وخير لا يكون هدى لعل بل لا يكون هدى وصلاح وخير الا بها احسن الله اليكم بل لا يكون هدى وصلاح وخير الا بها ولا تأتي بامر تحيله العقول وتكذبه الحواس الصحيحة بل تشهد العقول الكاملة ان احكامها احسن الاحكام واعدلها واقومها واهداها اليس هذا اكبر برهان على عظمة الله وقدرته؟ وسعة علمه وشمول حكمته ورحمته وانه المحمود في كل حال على خلقه للمخلوقات وعلى شرعه الشرائع احسن ما صنعه واحكم ما شرعه ليس في ذلك عيب وعبث وليس فيها ما ينافي الحكمة بوجه من الوجوه صنع الله الذي اتقن كل شيء ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. هذا ايضا تأمل اخر. يهدي الى عظمة الخالق سبحانه وتعالى التأمل في الشرع الكامل الذي انزله على عباده ورضيه لهم دينا والدين لله عز وجل ام لهم شركاء شرعوا له شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. الدين لله هو الذي يشرع ما يريد ويأذن سبحانه وتعالى بما يشاء ويأمر بما يشاء ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون فعندما يتأمل المتأمل في هذا الشرع الحكيم المنزل من الرب العليم سبحانه وتعالى يجد ان هذا الدين دين كامل يدل على عظمة من شرعه. وعظمة من انزله سبحانه وتعالى اذا نظرت الى اخباره لان الدين اخبار واحكام اذا نظرت الى اخباره فكلها اخبار صدق وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا صدقا في الاخبار وعدلا في في الاوامر والاحكام اخباره كلها صدق واحكامه واوامره كلها عدل فهذا من البراهين والدلائل على الله عز وجل والله جل وعلا يعرف بمخلوقاته ويعرف باياته واياته منها اياته الكونية ومنها اياته المتلوة الذي التي هي كلامه سبحانه وتعالى ولهذا كلام الله الذي هو القرآن وحيه المنزل وشرع الله سبحانه وتعالى هذا كله من الدلائل على الله وكلما اقبل المرء على هذا الوحي المنزل من رب العالمين تأملا وتدبرا هداه الى عظمة من انزل هذا الوحي سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله فصل ومن اعظم البراهين على وحدانية الله ووجوب وجوده ما دعت اليه الرسل صلوات الله وسلامه عليهم اممهم ونبهتهم هم على البراهين العقلية على ذلك واخبروهم خبرا معلنين به ومتفقين عليه ان وجود الرب اظهر من كل شيء واجلى واوضح من كل شيء واعلى من كل لشيء وانه لا يمكن ان يعترض ذلك وانه لا يمكن ان يعترض ذلك شك ولا ريب بوجه من الوجوه ولهذا قالت رسلهم جميعا افي الله شك وهذا استفهام وانكار عظيم على من يشك او يمتلي بالله وبيان انه متقرر في عقول الخلق وفطرهم ان وجود الله ووحدانيته اظهر الاشياء اظهر الاشياء واجلاها وان من شك في ذلك فهو مباهت مكابر غير مبال بمخالفة العقل والدين فان جميع الاشياء وجودها وبقائها وحفظها وحصول جميع كمالاتها بالله تعالى فهو الاول الذي ليس قبله شيء وهو الذي اوجد كل شيء. ولهذا قالوا افي الله شك؟ فاطر السماوات والارض فالذي خلق السماوات والارض العالم العلوي والعالم السفلي بما فيها من المخلوقات اوجدها من العدم وابدعها واتقن صنعها لا ينكره الا من جنت عقولهم وانقلبت قلوبهم وفسدت فطرهم واختلفت ارائهم واكثر اعداء الرسل يكون معترفون بالرب وتفرده بالخلق وذلك كقوم نوح وهود وصالح وغيرهم. ومنهم ملاحدة معطلون كفرعون. اذ قال وما رب العالمين على وجه الانكار وقال يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري وجميع الرسل ذكروا اممهم المكذبين المكذبين واحتجوا عليهم بخلق الرب للمخلوقات كلها وانه رب العالمين ورب الاولين والاخرين مم وذكروهم بكثرة النعم من الله عليهم. وكل رسول يقول لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره فاحتجوا عليهم وبرهنوا على ذلك بانه الرب الخالق المدبر المنعم بالنعم كلها. وان من كان هذا وصفه فهو المستحق اصل عبادتي له ولكثرة ذكره وشكره وحمده والثناء عليه وهذه كلها وهذه كلها براهين عقلية لا ينكرها الا من نبذ العقل والدين. نعم هذا ايضا من اه البراهين والدلائل على وحدانية الله ما دعت اليه الرسل وهنا يشير الشيخ رحمه الله اشارة لطيفة ومهمة في هذا الباب الا وهي ان يفيد المسلم في في اقامة هذه البراهين والحجج من دعوة المرسلين قل هذه هي سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني هذه اي سبيل المرسلين اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتضى فيفيد من دعوة المرسلين والبراهين المستعملة في دعوتهم في الدلالة على الله والتعريف بالله وبيان عظمة الله وهذا تنوع تنوعا واسعا عظيما نافعا يجده آآ المتأمل فيما حكاه الله سبحانه وتعالى من قصص الانبياء والمرسلين ودعوتهم لاقوامهم ما اقاموه من حجج دالة على الله ومعرفة بالله وبعظمة الله سبحانه وتعالى فهذا من البراهين التي او هذا من الابواب التي يستفاد فيها تفقها في هذه البراهين العقلية الدالة على الله جل وعلا وان هذا وان هذه الوحدانية وحدانية الله عز وجل هي من اظهر الامور واوظحها وابينها قال رحمه الله تعالى ولهذا قالت رسلهم جميعا اي مخاطبتنا الامم افي الله شك افي الله شك؟ وهذا استفهام انكاري هذا استفهام الانكار وهو من جهة كما تقدم عند المصنف سابقا استفهام تقرير اي تقرير لامر راكزا في الفطر امر امر راكز في فطر فطر العباد افي الله شك؟ يعني هذا من اوضح الواضحات وابينها لا شك في في هذا ولا مرية ولا ريب افي الله شك اعقب ذلك برهانا فاطر السماوات والارض هذا برهان والتأمل في السماوات والارض هذه الاية العظيمة يهدي الى ان الله لا شك فيه ولا ريب انه وحده عز وجل المتفرد بهذا الخلق وانه وحده المستحق للذل والخضوع ان يذل وان يخضع له ان يذل له ويخضع له سبحانه وتعالى وان يفرد بانواع العبادة. نعم قال رحمه الله وكذلك ذكروهم بايام الله هنا الى ان اكثر اعداء الرسل المعترفون بالرب ولهذا يأتي للقرآن ايات كثيرة ولئن سألتهم من خلقهم ولئن سألتهم من خلق السماوات اه والارض قل من رب السماوات ايات كثيرة جدا في كل ذلك يقولون الله اكثر اعداء الرسل مقرين بربوبية الله. لكن هناك ملاحدة ايضا ملاحدة معطلون كفرعون الذي قال وما رب العالمين وقال ما علمت لكم من اله غيري قال وما رب العالمين على وجه على وجه الانكار والجحد على ان هذا الانكار الذي يقوله بلسانه يتنافى مع امر مستقر في او موجود في قلبه مثل ما قال له آآ موسى عليه السلام لقد علمت قاتل فرعون لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات انت في قراءة نفسك تعلم ولكنه يكابر وجحدوا بها ماذا ظلما وعلوا الجحد هذا يعني امر مستقر في النفوس لكن جحده ظلما وعلوا واستكبارا نعم قال رحمه الله وكذلك ذكروهم بايام الله ووقائعه في الامم الطاغية وذكروهم ان هذه العقوبات ثمرة الكفر والتكذيب وانها نموذج من عقوبات الاخرة وهي عقوبات ومثلات شاهدها الناس بابصارهم. ومن لم يشاهدها فقد تناقلتها الامم والقرون وتواترت اخبارها ولهذا يجعل الله هذا النوع من الايات العقلية الحسية قال الله تعالى وسكنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا الكم الامثال وقال او لم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وقال ولقد اهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الايات لعلهم يرجعون نعم هذا ايضا من من البراهين المستفاد من دعوة الرسل لاممهم ان الرسل ذكروا الامم بوقائع الله في الامم الطاغية العاتية المتكبرة فكيف ان الله احل بهم انواع العقوبات وصنوف المثلات فهذا التأمل فيه موقظ ولا ريب للقلب قلب من اراد الله سبحانه وتعالى هدايته وصلاحه وفي القرآن الكريم ذكر الله سبحانه وتعالى في مواطن كثيرة جدا منه استعمال الرسل لهذا النوع من البراهين. في دعوتهم لاممهم فخاطبوا اممهم بتذكيرهم بايام الله وعقوباته وما احله ودعوا اممهم الى السير في الارض والنظر والتأمل ومن لم يرى بلغه ذلك بالنقول اه الصحيحة الصادقة بذكر ما احله الله سبحانه وتعالى من عقوبات في الامم الطاغية العاتية التي خرجت عن طاعة الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله وكذلك ذكرتهم الرسل بما هم عليه من النصح الكامل والعلم الواسع والصدق وان جميع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم اعلم الخلق واصدق الخلق وانصح الخلق للخلق وانهم معصومون محفوظون من كل محفوظون عن كل وصف ذميم وذكروا من معجزاتهم وبراهين صدقهم ما يضطر العباد الى الاعتراف بانهم اصدق الخلق. وان كل ما جاءوا به فهو حق واعظم ما ما دعوا اليه توحيد الله ومعرفته. فجميع ايات الانبياء ومعجزاتهم وبراهين صدقهم من فجميع ايات الانبياء ومعجزاتهم وبراهين صدقهم من جملة الادلة على وحدانية ربهم. وانه الملك الحق المبين مم ثم ثمان الرسل صلوات الله وسلامه عليهم الذين هم اعلى الخلق في كل علم وصدق وبيان وفضل وكمال قد اتفقت واجتمعت دعوتهم على الامر بتوحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والاعتراف لله بوجوب الوجود والكمال المطلق وهذا اعظم الحقائق كلها وهو التوحيد قد اجمع عليه اكمل الخلائق عقولا واديانا وفضائل فبأي حديث بعد الله واياته يؤمنون ويل لكل افاك اثيم يسمع ايات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كان لم يسمعها. فبشره بعذاب اليم نعم يعني هذا ايضا باب من ابواب الدلائل والبراهين ان يتأمل المرء في سيرة من اصطفاهم الله عز وجل واختارهم ليكونوا واسطة بينه وبين عباده في ابلاغ دينه وهما الرسل الكرام بان يتأمل المرء في سير المرسلين و ما اتصفوا به من الصدق والعدل والرحمة والنصح والرفق والاخلاق الجميلة والمعاملات الكريمة الحسنة والاداب الرفيعة العالية عرفوا بذلك هذه السيرة العطرة وايضا آآ ان يتأمل في ما يدعونا اليه من الهدى والحق يجد ان هذا كله من البراهين على صدق ما جاءوا به وانهم رسل لله عز وجل بعثهم بالحق بعثهم بالهدى ودعوة هؤلاء الرسل واحدة دعوة الى الله وتعريف بالله وبعظمة الله وانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه هذا ايضا من البراهين ومن الامور التي يستفاد منها في هذا الباب باب المعرفة بالله النظر في سير الرسل ام لم يعرفوا رسولهم؟ معرفة الرسول ومعرفة سير الرسل له نفع عظيم في هذا الباب لانهم صفوة اختارهم الله سبحانه وتعالى ليكونوا واسطة بينه وبين خلقه في بلاغ دينه وبيان شرعه سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا