الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ومن ذلك تحدي الله لجميع الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن. واخباره انهم لم يستطيعوا ولن ان يأتوا بمثله والتحدي قائم في كل وقت والعجز من الخلق ظاهر مع توفر دواعي الاعداء وحرصهم الشديد على رد ما جاء به الرسول والقدح في رسالته وهذا برهان عظيم يضطر كل عاقل معه انصاف ان يعترف بالحق الذي قامت البينات الظاهرة والدلالات الباهرة على صدقه من كل وجه. ولله الحمد. الحمد لله رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان هذا الكتاب العظيم القرآن المنزل من الله عز وجل وهو كلامه جل في علاه من براهين وحدانيته ودلائلها العظيمة لان هذا الكتاب العظيم الذي انزله الله عز وجل هداية للبشر وتحقيقا الفلاح لمن امن به واستمسك يعد برهانا على وحدانية من انزله وتكلم به سبحانه وتعالى لانه كلام يختلف عن اي كلام بل كما قيل الفرق بين كلام الله وكلام خلقه كالفرق بين الخالق والمخلوق كالفرق بين الخالق والمخلوق والله عز وجل ليس كمثله شيء فليس كمثل كلامه كلام مهما كان الكلام ومهما كان شأنه فان كلام الله سبحانه وتعالى ليس كمثله كلام ولهذا يعد هذا الكلام الذي هو الوحي القرآن المنزل على نبينا عليه الصلاة والسلام معجزا بل هو معجزة خالدة باقية الى قيام الساعة وهي اية على وحدانية الله سبحانه وتعالى والامر كما ذكر الشيخ رحمه الله مع توافر دواعي الاعداء مع توافر دواعي الاعداء وحرصهم الشديد على رد ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام فانهم عجزوا عن ان يأتوا بمثله ولو بسورة وهذا من براهين وحدانية الله سبحانه وتعالى ومن يتأمل عبر التاريخ من كانت منهم محاولة على ان يأتوا بمثل القرآن لم يخرجوا عن احدى نتيجتين اما ان يكون اما ان يكونوا اتوا بكلام يدل على سخفهم وسفههم واصبحوا اضحوكة للناس فيما اتوا به من كلام يزعمون انهم يحاكون به كلام الله تعالى الله عما يقولون وسبحان الله عما يصفون او النتيجة الاخرى ان يخرجوا باعلان عجزهم باعلان عجزهم وان هذا لا يطاق قد طلب من بعض الفصحاء الحكماء مثل ذلك فاعلنوا عجزهم وان هذا لا يمكن وليس في طوق واستطاعة البشر فاذا هذا الكلام الذي هو القرآن وحي الله وتنزيله وتنزيل من حكيم حميد تكلم به رب العالمين جل في علاه ونزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم هذا اية اية عظيمة خالدة باقية الى قيام الساعة دالة على وحدانية الله وعظمته جل في علاه هذا اظافة الى ما في القرآن نفسه من البراهين والدلائل على وحدانية الله سبحانه وتعالى وقد اشار المصنف الى بشيء منها نعم قال رحمه الله ومن براهين وحدانية الله وصدق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم الاثار الجليلة التي نشأت وترتبت على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فانه بعث في امة امية والارض مملوءة من الجهل والشرك والشرور المتفاقمة فهداهم الله به من الضلالة وعلمهم به بعد الجهالة واستقامت اخلاقهم وصلحت اعمالهم وامتلأت الارض من الخير والهدى والصلاح وانتشرت الرحمة والعدل وتم به الفلاح والنجاح وفتحت القلوب بالعلوم النافعة والمعارف الصحيحة والايمان. واظهر الله دينه على سائر الاديان. وانتشر وقبلته القلوب المستقيمة في جميع الاقطار وزهق به كل باطل ومحال ولم يزل اهله ظاهرين على غيرهم حين كانوا مستمسكين به وقائمين حق القيام به حتى حصل الانحراف من اهله في العقائد الاخلاق والاعمال الدينية والدنيوية فزالت عنهم بذلك اثاره الجليلة وتبدلوا باضدادها افليس في هذا اكبر برهان على ان هذه الشريعة على ان هذه الشريعة شرعها العزيز الحكيم ونصرها الرب العظيم وان الخير كله ملازم لها وتابع لتعاليمها واخلاقها وانها تنزيل من حكيم حميد. وان اخبارها كلها كلها صادقة. تشهد العقول بصدقها وان اخبارها كلها صادقة تشهد العقول بصدقها. ولم يأت منها خبر واحد صحيح يناقض الواقع ويخالف المحسوس فانها لا تأتي بما تحيله العقول وربما اتت بما تحار فيه العقول ولا تهتدي اليه. لان في الشريعة من التفاصيل العظيمة الخبرية والحكمية ما لا اتصل اليه عقول العقلاء؟ ولا تهتدي اليه فطنة الفطناء؟ ولم يأتي علم صحيح او نظرية صادقة متفق عليها يبين العقلاء تناقض ما جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهل في البراهين اليقينية اعظم من هذا البرهان؟ واوضح من هذا البيان؟ وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا صدق في اخبارها وعدلا في احكامها وشرائعها نعم هذا ايضا من البراهين ابراهيم وحدانية الله وايضا ابراهيم بصدق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وصدق ما جاء به وان ما جاء به هو وحي منزل من من الله تبارك وتعالى اه رب العالمين والبرهان هو النظر في الاثار النظر في الاثار المترتبة على هذه الرسالة وعلى هذا الوحي المنزل على محمد عليه الصلاة والسلام فان من نظر في الاثار ممن اكرمهم الله او فيمن اكرمهم الله عز وجل فتلقوا هذه الرسالة بالقبول وصاروا انصارا لها كيف ان الله عز وجل ايدهم بنصره وكان حقا علينا نصر المؤمنين. ان الله يدافع عن الذين امنوا فيجد الاثار ان الله عز وجل مكن لاهل هذا الدين وانصاره وان رقعته اتسعت وامره انتشر ولا يزال في علو ما استمسك اهله به فان لاهله الظهور والعلو والرفعة بذلك تكفل رب العالمين ويجعل هذه الصورة واضحة ان يتأمل المرء في حال البشرية قبل المبعث. كيف كانت؟ على على الارض كلها من ينظر في حال الناس قبل البعثة يجد ان البشرية كلها على الارض قاطبة في جهالة جهلاء وظلالة عمياء الا بقايا قليلة جدا يسيرة من اهل الكتاب. والا بقية الارض طبق فيها الظلام. وخيم الجهل حتى ان النبي عليه الصلاة والسلام ذكر في الحديث حال الناس قبل مبعثه قال ان الله نظر الى اهل الارض فمقتهم كلهم مقتهم اي ابغضهم اشد البغض لماذا لما هم عليه من الضلال والجهل الخرافة والضياع فماقتهم كلهم عربهم وعجمهم الا بقايا من اهل الكتاب قلة والا الارظ كلها خيا فيها الظلال وطبق الجهل ارجاءها فبعث هذا النبي عليه الصلاة والسلام بالنور والضياء وبدأت رقعة النور تتسع. وضياؤه ينتشر امره يظهر ويعلو في في الارض فالذي ينظر في هذه الاثار وهذا التأييد وهذا التمكين للرسول عليه الصلاة والسلام وللدين الذي بعث به يدرك ان ان هذا دين من الله مؤيد من الله منصور من من الله سبحانه وتعالى وينظر ايضا المرء في هذا الباب في اعداء هذا الدين فان شأنهم كما قال الله جل وعلا ان شانئك هو الابتر هذا امر امر يكشفه ويوضحه استقراء التاريخ والنظر بما فيه من من العبر والايات فهذا كله من البراهين براهين آآ وحدانية الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله ومن البراهين على وحدانية الله وصدق رسوله وحقيقة ما جاء به ان الشريعة كلها محكمة في غاية الحسن والانتظام. متصادقة اخبارها متفقة حقائقها متعادلة لا يمكن البشر ان يقترحوا مثلها في الحسن. وموافقتها لكل زمان ومكان ومجاراتها لجميع طوال وجريانها على الهدى والرشد والسداد والصلاح لا تناقض فيها ولا اختلاف ولا عبث ولا نقص ولا اختلال وكلما امعن فيها العالم البصير علم انها اصدق الاخبار وانفعها للقلوب. وانها احسن الاحكام واصلحها في عباداتها ومعاملاتها وتفصيلها للحقوق الخاصة والعامة قال تعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا. اختلافا لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. نعم. مثل هذا يلحق الاصل انه يلحق ما يترك. يعني الخطأ الذي يكون من اما ان الساق لا يعتمد في الاصل بل يعتمد الصواب مباشرة سواء اشار المحقق في الهامش الى ذلك او لم يشر لكن يعتمد خاصة في الايات اذا وقع في وسط الاية سقط او او في اخرها سقط من الناسخ او حتى سهوا من المؤلف فمثل هذا يلحق يلحق في الاصل ولا يترك الاصل اه هكذا ناقصا آآ لوجدوا فيه اختلافا كثيرا هذا هذا اه هذا ايضا من البراهين براهين وحدانية الله ان الشريعة كلها محكمة كتاب احكمت اياته الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها اي متجانسا متصادقا يؤيد بعضه بعضا لا يأتيني الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فالنظر في هذه الشريعة نفسها هو بحد ذاته برهان على وحدانية من جاءت هذه الشريعة منه ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه فالنظر في شريعة الله المنزلة منه التي رضيها لعباده ولا يرظى لعباده دينا سواها النظر فيها يدل على وحدانية المنزل لهذه الشريعة لان شريعة محكمة شريعة كاملة شريعة حوت الخير كله شريعة لا يتطرق اليها نقص باي حال بخلاف الشرائع الا المحدثة المنشأة في الارض التي اخترعها الناس ففيها من التناقض الشيء الكثير اما شريعة الله سبحانه وتعالى فهي شريعة متكاملة ليس فيها تناقض وليس فيها اضطراب وهي دالة على عظمة الرب سبحانه وتعالى الذي انزل هذا الدين لعباده ورظيه لهم ولا يرظى لهم دينا سواه ثم النظر من جهة اخرى الى المصالح العظيمة التي تترتب على الاستمساك بهذه الشريعة من استقامة امر الناس وصلاح امورهم واستتباب امنهم وتحقق رخائهم سعادتهم ورفعتهم في الدنيا والاخرة. نعم قال رحمه الله فنبه الله اولي الالباب والعقول على هذا البرهان العظيم الذي هو من اعظم البراهين واوضحها واجلاها على انه من عنده وانه حق كله وان ما ناقضه فهو الباطل. قال تعالى ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق ويهدي الى صراط العزيز الحميد. نعم هذا يعني يكون لاهل العلم اهل اهل البصيرة والدراية اما من عميت بصيرته لا يرى ذلك لا يرى آآ في في هذا الدين مثل هذا الجمال والحسن والكمال وانما الذي يرى ذلك اهل العلم من آآ صلحت نفوسهم وطابت العلم يرون ذلك اما من اه خيم عليه الجهل او غلبه الهوى او استولى عليه الظلال لا يرى ذلك لا يرى ذلك نعم قال رحمه الله اما جاء هذا الدين بكل صدق وصدق الصادقين. اما زجر عن الكذب وابعد الكاذبين؟ اما حث على العدل الكامل في بحقوق الله وحقوق العباد اما نهى عن الظلم والجور والشرور كلها والفساد اما تأسس على الايمان والاخلاص والتوحيد ونهى عما ينافي ذلك من الشرك والتنديد اما امر ببر الوالدين وصلة الاقارب والاحسان الى الجيران والمساكين والاحسان الى عموم الخلق حتى البهائم العجم واخبر انه يحب المحسنين اما امر بوفاء العهود والعقود والوعد والايمان ونهى عن الغدر والنكث والعدوان اما حث على فعل الاسباب النافعة في الدنيا والدين؟ وامرنا الا نعتمد عليها بل نعتمد على مسببها ونرجو فضل رب العالمين اما احل لنا جميع الطيبات وحرم علينا كل خبيث وحثنا على كل امر نافع وحذرنا عن المضار اما امر بالصبر على المكاره والشكر عند المحاب والمسار اما نهانا عن الهلع والجزع والجبن والخور والاخلاق الرذيلة اما حثنا على القوة والشجاعة والعفة وجميع الاخلاق الجميلة اما امر بكل معروف شرعا وعقلا وفطرة؟ ونهانا عن كل منكر شرعا وعقلا وفطرة فما امر بشيء الا رآه اهل العقول السليمة احسن الامور واعدلها. ولا نهى عن شيء الا عن اقبح الخصال وارذلها وظح العقائد يعني هذه الان بشارات من الشيخ رحمه الله تعالى الى امور تبين كمال هذا الدين وعظمته وكمال ما يدعو اليه فالعقائد التي يدعو اليها هذا الدين هي اصح العقائد واكملها والعبادات التي يدعو اليها هذا الدين هي اجمل العبادات واطيبها والاخلاق التي يدعو اليها هذا الدين هي احسن الاخلاق وازكاها دين اشتمل على الخير كله في العقائد والعبادات والاخلاق والسلوك والتعامل وغير ذلك فاذا نظر المرء تفصيلا فيما يدعو اليه هذا الدين من الصدق والزجر عن الكذب الوفاء الاحسان بذل الحقوق والقيام بها حقوق الله وحقوق العباد الاخلاص اخلاص الدين لله وافراده سبحانه وتعالى بالعبادة والخلوص من الشرك والبراءة من ما يدعو اليه هذا الدين من البر بالوالدين والصلة للارحام والاحسان للجيران والاقارب والمعاونة ورعاية الايتام وكفالة الارامل الى غير ذلك ما جاء في هذا الدين من الوفاء بالعقود والعهود والايمان والنهي عن النكث والعدوان والظلم الحث على بذل الاسباب هي من ينظر تفصيلا فيما يدعو اليه هذا الدين يهديه ذلك الى عظمة هذا الدين وانه منزل من الله سبحانه وتعالى اذا كان في الناس من اسلم بسبب خصلة واحدة عرف ان الدين يدعو اليها وادرك ان هذا اه يدل على كمال هذا الدين. فكيف بمن يقف على تفاصيل محاسن هذا الدين وجماله للامام الشيخ ابن باز رحمة الله عليه بهذا الباب كلمة عظيمة جدا جدا عظيمة يقسم فيها بالله العلي العظيم يقسم بالله رحمه الله يقول والذي لا اله الا هو او كلمة نحو لو ان محاسن الدين الاسلامي بينت للناس كما ينبغي لدخلوا في دين الله افواجا يقسم بالله يقول والذي لا اله الا هو لو بينت معاسن الدين الاسلامي للناس لدخلوا في دين الله افواجا هذه المحاسن عندما يقرأها غير المسلم بتجرد وانصاف تضطره الى قبول الاسلام وهذا وهذا فعلا ما حصل لكثير من العقلاء عندما قرأوا شيئا عن محاسن الدين اه الاسلامي اضطرهم ذلك الى قبوله اضطرهم الى قبوله وعدم التردد في ذلك لان هذه الخصال شاهدة بنفسها على كمال من انزلها وعظمته سبحانه وتعالى هذه هدايات رب العالمين للبشر التي فيها صلاح البشر وسعادتهم وفلاحهم رفعة في دنياهم واخراهم فاذا هذه التفاصيل الوقوف عليها يهدي الواقف انا الى الى وحدانية الرب سبحانه وتعالى وعظمته وكمال شرعه سبحانه وتعالى ومن احسن من الله حكما لقومه يوقنون. نعم قال رحمه الله وضح العقائد الصحيحة النافعة التي لا تصلح القلوب الا بها واوجبها وجعلها اساسا تنبني عليه الاقوال والافعال وامور الدين والدنيا. وجاء بالاخلاق الفاضلة والاعمال الصالحة التي تصلح الافراد والجماعات وتستقيم بها العبادات والمعاملات فاي خير وهدى وصلاح وصلاح عاجل واجل لم يبينه ويدعو اليه. واي شر وفساد وضرر عاجل واجل لم يحذر عن طرقه ومسالكه. نعم يعني الشريعة جاءت تبيان لكل خير وكل صلاح وفلاح ورفعة في الدنيا والاخرة فاي خير وصلاحا وعاجلا واجل لم يبينه هذا الدين. واي شر وفساد وظرر عاجل واجل لم يحذر منه. هذا من الدلائل على كماله وعظمته نعم قال رحمه الله واي اصل من اصوله وقاعدة من قواعده وخبر من اخباره وحكم من احكامه ناقضته العلوم الصحيحة او خالفته العقول والنظم المستقيمة. نعم لا تناقضه اه اذا وجدت المناقظة فهذا دليل على فساد تلك العقول دليل على فساد تلك العقول نعم بل قامت البراهين التي لا تنقض على ان كل شيء اسس على غيره فهو ضرر وخراب. وكل بناء بني على وكل بني على غير تعاليمه واحكامه فاخره الانهيار والتباب وكل نظام استمد من غيره فعواقبه وخيمة لان الذي شرعه لان الذي شرعه عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الذي احاط بكل شيء علما ووسع كل شيء رحمة وبرا وتكفل لمن قام به واستقام عليه بالسعادة والفلاح وظمن لمن تعبد به ودان لله به الثواب والنجاح. نعم مثل ما قال الله افمن اسس بنيانه على تقوى من الله خير ام من بنيانه على شفاجر في النهار فمن قام دينه على هذا على اصول هذا الدين وقواعده وكان من اهله مستمسكا به فهذا هو الذي يتم بناؤه ويستقيم ولا يمكن ان ان يتم البناء الا الا بذلك. والدين بنا مثل ما في الحديث بني الاسلام الدين بناء لا يستقيم الا على اصول الدين الصحيحة وقواعده القويمة واسسه المتينة فمن اقام دينه كل بناء قام على غير تعاليمه واحكامه فاخره الى انهيار اخره مآله الى الانهيار. نعم قال رحمه الله فهو اكبر البراهين على عظمة الله ووحدانيته وسلطانه واعظم الايات الدالة على حكمته وحمده وجوده وامتنانه فهو الهدى والرحمة والشفاء والنور وهو الرشاد والصلاح لكل الامور الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن منكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم. فالذي امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه. اولئك هم المفلحون ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق ويهدي الى صراط العزيز الحميد وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا فلهذا القرآن وهذه الشريعة اكمل الصفات واجل النعوت ومخبرها في جميع مواردها ومصادرها يفسر هذه الاوصاف الجليلة الجليلة التي لا سعادة للبشر الا بعلمها وسلوكها والاهتداء بانوارها والتحقق بحقائقها واسرارها بعد فلهذا القرآن وهذه الشريعة اكمل الصفات واجل النعوت ومخبرها في جميع مواردها ومصادرها يفسر هذه الاوصاف الجليلة التي لا سعادة للبشر الا بعلمها وسلوكها والاهتداء بانوارها والتحقق بحقائقها واسرارها. نعم بهذا ختم رحمه الله هذا الفصل في ان الشريعة نفسها من نظر في احكامها وعقائدها والسلوك والاخلاق التي دعت اليها هي نفسها دليل وبرهان على وحدانية الرب وان هذه الشريعة لا يمكن ان تكون الا منزلة من رب عظيم وخالق جليل وعليما خبير سبحانه وتعالى وحكيم حميد جل في علاه فالشريعة نفسها في احكامها واتقانها وكمالها شمولها للخير كله هي في نفسها دليل على وحدانية الله وعظمته سبحانه وتعالى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا