الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله فصل ومن براهين وحدانيته وكماله وتوحده بالعظمة والكمال انه قد ثبت بالبراهين والايات المتنوعة التي لا يمكن احصاؤها لا احصاء انواعها ولا افرادها. صدق الرسل وان ما جاءوا به هو الحق وخصوصا امامهم وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم وانه يجب على الخلق ان يعرفوا قدر الانبياء وتميزهم عن اصناف الخلق بكل اوصاف الفضائل وان الايمان بهم ومحبتهم وتوقيرهم وتبجيلهم من افرض الفرائض واوجب الواجبات وانه يجب ان يكون لهم في قلوب العباد من العظمة والخضوع لما جاءوا به ما يضمحل معه جميع المقالات والا تعارض اقوالهم بمعقولات او قياسات او ذوقيات او غيرها مما ينتمي اليه اهل الباطل بل اقوال الرسل لا يتم للعبد ايمان ولا اسلام حتى يجعلها هي الاصل الاصيل. والاساس الذي يرد اليه كل شيء الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا برهان اخر من براهين الوحدانية الا وهو كل دليل قام على صدق الرسل كل دليل قام على صدق الرسل فهذا من الدلائل على وحدانية الله سبحانه وتعالى والرسل هم صفوة العباد وخيار الناس اصطفاهم الله عز وجل واجتباهم ليكونوا واسطة بينه وبين عباده في بيان دينه قال الله تعالى الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس فهم صفوة العباد وخيارهم وميزهم الله تبارك وتعالى عن غيرهم بكمال عبوديتهم لله عز وجل واخلاقهم العظيمة وادابهم العالية فكانوا بذلك قدوة البشر واسوة للناس واعظمهم في ذلك شأنا خاتمهم محمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولما اختار الله عز وجل هؤلاء الرسل وبعثهم لبيان دينه ايضاح شرعه واقامة الحجة على العباد وازالة المعذرة لما بعثهم بذلك ايدهم سبحانه وتعالى بالبراهين الدالة على صدقهم وهذه البراهين مثل ما اشار المصنف رحمه الله تعالى كثيرة جدا لا من حيث افرادها ولا من حيث انواعها فهي كثيرة جدا وكل برهان قام على صدق الرسل فهو برهان على وحدانية من ارسلهم وليعلم في هذا المقام ان التوحيد نوعان توحيد للمرسل وتوحيد للمرسل اما توحيد المرسل وهو الله فباخلاص الدين له جل في علاه واما توحيد المرسل فبتجريد المتابعة تجريد المتابعة لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل من الناس من العبادة الا العبادة التي بعث بها رسله وانزل بها كتبه فهي دينه الذي رضيه لعباده ولا يرضى سبحانه وتعالى لعباده دينا سواه قال الله عز وجل ان الدين عند الله الاسلام. وقال جل وعلا ورضيت لكم الاسلام دينا قال جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وقال جل وعلا يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة دين الله هو الاسلام الذي انزل به كتبه وبعث به رسله فلا يقبل دينا سبحانه وتعالى سواه وهؤلاء الرسل رسل مؤيدون بالبراهين الصادقة والحجج الساطعة الدالة على صدقهم انهم مرسلون حقا من الله. وقد تنوعت هذه البراهين البراهين الدالة على صدق الرسل الحاصل ان كل برهان من من هذه البراهين دليل على صدقهم ثم بين رحمه الله ان واجب العباد تجاه الرسل ان يترقوا كلما جاءوا به بالقبول والتسليم ولا ولا يردوا شيئا من ذلك لا بعقل ولا برأي ولا بقياس ولا بذوق ولا غير ذلك وهذه الاشياء التي سماها رحمه الله اتخذها خلق منهجا لهم وطريقة في الاستدلال فمن الناس من من اذا اراد ان يستدل استدل بالعقل المجرد ومنهم من اذا اراد ان يستدل استدل بالرأي المجرد منهم من اذا اراد ان يستدل استدل بالذوق والتجربة ووصل الحال ببعض الناس الى ان يرد ما جاءت به الرسل بعقله او رأيه او ذوقه او تجربته يذكر له مثلا الاية من كتاب الله او الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يتردد والعياذ بالله ان يقول لكننا جربنا خلاف ذلك ووجدناه مثلا هو الاصوب او الافضل او يقول هذا بالذوق لا اقبله او ذوقي لا يقبله او يقول هذا لا يقبله عقلي وهذا ابطل الباطل. لا تعارظ دعوة الرسل وما جاء به رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه لا برأي ولا بعقل ولا بذوق ولا ابي وجد ولا غير ذلك بل تتلقى بالقبول وتؤخذ مأخذ التسليم وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا نعم قال رحمه الله فتعين على كل مكلف له دين او عقل ان علم وقد علم ان زبدة دعوتهم واساسها الدعوة الى توحيد الله ومعرفته والى عبوديته واخلاص العمل له. وقد قامت البراهين التي لا تعارض ولا تمانع على صدقهم وصحة ما جاءوا به. نعم يعني هذا التوضيح كيفية الاستدلال بهذا البرهان على الوحدانية. وحدانية الله سبحانه وتعالى البراهين التي قامت على صدق الرسل كلها دلائل وبراهين على وحدانية من ارسلهم يقول الشيخ اذا اذا نظرت في دعوة الرسل تجد ان زبدة دعوة الرسل صفوة رسالتهم وخلاصة ما بعثوا به هو معرفة الله وتوحيده واخلاص الدين له مثل ما قال سبحانه وتعالى وما ارسلنا اه ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنب الطاغوت والايات في هذا المعنى كثيرة نعم قال رحمه الله فتعين على كل مكلف له دين او عقل ان يعترف بما جاءوا به بغير قيد ولا شرط لان الاصل صحيح والاساس ثابت ثبوتا يقينيا والمعارضات كلها باطلة لان ما عرض الحق فهو باطل فماذا بعد الحق الا الضلال؟ هذا اصل متين جدا في هذا الباب ومتعين على كل الخلق متعين على كل الخلق ان يتلقوا ما جاء به الرسل عليهم صلوات الله وسلامه بالقبول والتسليم وذلك ان ما جاءوا به هو الاصل وهو الاساس الذي تقام اه عليه العبادات والاعمال والسلوك وغير ذلك هو الاصل فلا يعارض به اه لا يعارض ما جاءوا به في اي امر من الامور لا بالعقل ولا بالرأي ولا بالذوق ولا ولا غير ذلك بل يتنقى جميع ما جاءوا به بخير قيد ولا شرط بل يؤخذ مأخذ التسليم المطلق التام بدون قيود وبدون شروط لا يقول انا اقبل بشرط كذا بل يقبل قبولا مطلقا مثل ما قال الامام الزهري رحمه الله قال من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم ليس لنا الا ان نسلم وان نأخذ الامر مأخذ التسليم التام لان هذا دين الله خالق الخلق العليم بهم الحكيم الخبير سبحانه وتعالى انزل هذا الدين بوحيه على رسله الكرام صلاحا للبشرية وصلاحا للعباد ولا يمكن ان يتحقق صلاح العباد الا بان يقيموا هذا الدين الذي رضيه لهم رب العالمين ولا يرظى لهم دين سواه فدين الله الذي نزل به وحيه هو الحق وماذا بعد الحق الا الضلال نعم قال رحمه الله فمن خضع لمحقولات المتحلقين او نظريات المبطلين وقدمها على ما جاءت به الرسل فقد برهن على نقصان عقله بل فاقضه لدينه. نعم هذا هذا هذه البوابة التي يدخل يدخل من خلالها الناس الى الانحراف والى الالحاد والى الضياع هذه البوابة البوابة التي يدخل منها ان ان يترك اه الوحي الذي جاءت به رسل اه الله عليهم صلوات الله وسلامه ثم يسلمون عقولهم للمعقولات بعض الناس وتحذلقهم وفلسفتهم وارائهم وحين اذ يظيع دين المرء اذا سلم عقله لفكر رجل او رأيه او معقوله او ذوقه او اقيسته الفاسدة او غير ذلك حينئذ يضيع دينه يضيع دينه وهذا الذي يشير اليه رحمه الله هنا هو هو الخط الذي من خلاله انزلق كثير من الناس في صنوف من الباطل يخضع رأيه يخضع عقله لمعقولات المتحلقين ونظريات المبطلين وفلسفات المتفلسفين ومنطقيات المنطقيين ويعرض عن هدى رب العالمين ووحي الله سبحانه وتعالى المنزل على رسله الكرام عليهم صلوات الله وسلامه نعم قال رحمه الله هذا كله مع التنزل على فرض وجود معقولات تناقض ما جاءت به الرسل فكيف والمعقولات الصحيحة تؤيد ما جاءت به الرسل وهي من اكبر الشواهد على صدقهم. وانما تقع المعارضة بين اناس سفهاء الاحلام متكبرين بمعلوماتهم وارائهم الضئيلة. والله المستعان. هذا ايضا تنبيه على اصل مهم جدا وشيخ الاسلام كتب فيه كتابا واسعا وهو تعارض العقل والنقل المقرر رحمه الله تعالى انه لا يمكن ان يكون هناك تعارض بين العقل والنقل لا يمكن ان يكون هناك تعارض بين العقل والنقل. اذا وجد تعارض بين عقل ونقل فلا تخلو الحال من امرين اما ان يكون النقل غير ثابت او يكون العقل فاسد اما صحيح المنقول وصريح المعقول ليس بينهما تعارض الصحيح المنقول النقول الصحيحة الثابتة التي ليس فيها مطعم في اسانيدها في ثبوتها والعقول الصحيحة القويمة هذه ليس بينها تعارض ليس بينها تعارض تعارض يوجد بين النقل والعقل السفيه تعارض يوجد بين النقل والعقل السفيه فالعقول السفيهة يعارض ما فيها من سفه ما جاءت به الرسل عليهم صلوات الله وسلامه. اما ان صح العقل واستقام وسلم لا يمكن ان يعارض وحيا صحيحا لا يمكن ان يعارض نقلا ثابتا فالقاعدة في هذا الباب التي ينبه عليه الشيخ ينبه عليه اهل العلم انه ليس هناك تعارض بين النقل الصحيح والعقل الصريح نعم قال رحمه الله قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ايات الانبياء مما يعلم العقلاء انها مختصة بهم ليست مما تكون لغيرهم فيعلمون ان الله لم يخلق مثلها لغير الانبياء. وسواء في اياتهم التي كانت في حياة قومهم واياتهم التي فرق الله بها بين اتباعهم وبين مكذبيهم بنجاة هؤلاء وهلاك هؤلاء ليست من انسي ما يوجد في العادات المختلفة لغيرهم. وذلك مثل تغريق الله لجميع اهل الارض الا لنوح ومن ركب معه في السفينة فهذا لم يكن قط في العالم نظيره. نعم هنا ينقل الشيخ آآ رحمه الله تأكيدا للفصل السابق كلاما آآ متينا وعظيما لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يتحدث فيه عن ايات الانبياء وان ايات الانبياء هي امور خارقة للعادة التي جرت عليها عادة الناس عادة البشر وهي مختصة بالانبياء حتى انما يقع من آآ ما هو من قبيل كرامات الاولياء لا يرتقي الى هذا الامر الذي هو الايات ايات النبوة وبراهينها فهذه اشياء خاصة بهم خاصة بانبياء الله جل وعلا فبراهين الانبياء الدالة على صدق الانبياء هذه امور خاصة بها سبحانه وتعالى آآ انبيائه لا من حيث الاية التي حدثت ووقعت في في زمانهم ولا ايظا ما كان من امور فرق الله بها بينهم وبين اعدائهم بامور عظيمة جدا هي ايات يعني غراق اهل الارض جميعا غرق اهل الارض جميعا في اه الا من كانوا مع نوح عليه السلام في السفينة بما فيهم ابنه الذي اشار عليه والده ان يركب معه في السفينة فقال سآوي الى جبل اصعد الى جبل عالي رفيع يعصمني من الماء فكان من المغرقين ما نجا من الخلق على وجه الارض الا من كانوا عالي السفينة اه نزلت امطار غزيرة جدا والارظ خرج منها الماء ينابيع الماء حتى غطى الارض والجبال فغرق كل من على الارض ولم ينجوا الا نوح ومن معه في السفينة فاصبحت سفينة نوح مضرب مثل للنجاة ولهذا يقول العلماء وهو كلام من من من احسن الكلام وامتنه واظنه مالك رحمه الله قالوا السفينة آآ السنة سفينة نوح. السنة سفينة نوح. من ركبها نجا ومن تركها غرق اصبحت مثلا للنجاة لا يمكن ان ينجو الانسان الا بركوب سفينة الحق التي هي السنة الهدي الذي جاء به الا الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. فالحاصل ان ايات ان ايات الانبياء ايات الانبياء التي ايد ايد ايدهم الله سبحانه وتعالى بها واقامها برهانا على صدقهم وصدق ما جاءوا به عليهم صلوات الله وسلامه هذه امر خاص بهم لا يقع من اه من جنسه شيء لغير الانبياء وهي منها امور وقعت في في في زمانهم سيأتي امثلة عليها وامور فرق الله سبحانه وتعالى بها بين اتباع الانبياء وبين مكذبيهم بنجاة هؤلاء وهلاك هؤلاء ولما تقرأ القصص في هذا الباب في نجاة اتباع الانبياء وهلاك من سواهم تجد ايات عظيمة جدا يعني تقرأ قصة قوم نوح قصة قوم لوط هلاك قوم عاد وغيرهم وتنوع تنوع الامور التي هلكوا بها فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من اغرقنا ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا فتنوعت لكن نوع الهلاك العام لهؤلاء الذي يهلكون به هلاك نفس واحدة هذا كله من الايات والبراهين التي اختص بها الانبياء تأييدا لهم ونصوة لهم نعم قال رحمه الله وكذلك اهلاك قوم عاد لرمضات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد مع كثرتهم وقوتهم وعظم وكذلك اهلاك قوم عاد. ارم ذات العماد آآ يعني هذه القبيلة التي عندها المباني والاعمدة والخيام الامور التي اختص بها وتكبروا بها على على الخلق كيف ان الله سبحانه وتعالى احل بهم اه تلك العقوبة وكذلك هلاك قوم عاد لرمدات العماد. نعم قال رحمه الله مع كثرتهم وقوتهم وعظم عمارتهم التي لم يخلق مثلها في البلاد ثم اهلك بريح صرصر عاتية مسخرة عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما. حتى صاروا كانهم اعجاز ذو نخل خاوية ونجاهود ومن تبعه. فهذا لم يكن له نظير في العالم. نعم هذه العقوبة التي احلها بقوم نظير ما سبق في قوم نوح يعني هذا هذا امر لم يكن مثله. لم يكن مثله الذي كان العقوبة التي كانت لقوم نوح لم يكن مثلها انما شيء خص الله سبحانه وتعالى نوح النجاة الله وهلاكا للمكذبين المعادين له عليه صلوات الله وسلامه ايضا العقوبة العظيمة التي احلها بقوم عاد تكبروا وتجبروا وبنوا البنايات العظيمة والمساكن المتميزة وتجبروا على الخلق وطغوا وقالوا من اشد منا قوة؟ فاهلكهم الله بريح اهلكهم بريح استمرت سبع سبع ليال وثمانية ايام. استمرت هذه المدة فهلكوا حتى اصبحوا كاعجاز نخل خاوية. هذا مثل ما قال شيخ الاسلام ابن تيمية لم يكن له نظير في العالم. لم يكن له نظير في العالم ويأتي امثلة اخرى ايظا على ذلك نعم قال رحمه الله وكذلك قوم صالح اصحاب مدائن ومساكن في السهل والجبل وبساتين. اهلكوا كلهم بصيحة واحدة هذا لم يوجد نظيره في العالم وكذلك قوم لوط اصحاب مدائن متعددة رفعت الى السماء ثم قلبت عليهم اتبعوا بحجارة من السماء تتبع شاذهم ونجى لوط واهله الا امرأته اصابها ما اصابهم فهذا لم يوجد نظيره في العالم وكذلك قوم فرعون وموسى جمعان عظيمان ينفرق لهم البحر. كل فرق كالطود العظيم في سلك هؤلاء ويخرجون سالمين فاذا سلك الاخرون انطبق عليهم الماء فهذا لم يوجد نظيره في العالم. نعم هذه اية عظيمة جدا من يتفكر فيها يجد ان سبحان الله غاية في العظمة لما وصل موسى مع قومه الى البحر ثم نظروا الى ورائهم واذا فرعون وصل بجنوده وعتاده وتيقنوا حينئذ انهم مهلكون على يد فرعون وانه وانهم مدركون ادركهم فرعون بجنوده البحر امامهم فرعون وجنوده من خلفهم فتيقنوا انه لا نجاة قالوا انا لمدركون قال كلا ان معي ان معي ربي سيهدين فاوحى الله سبحانه وتعالى الى موسى ان يضرب بعصاه التي بيده البحر فلما ضرب البحر في نفس اللحظة انفتح في البحر طرق واصبح الماء السيال واقف وقوف الجبال الماء واقف ومن بين الماء الواقف وقوف الجبال ارض يابسة. في نفس اللحظة التي ضرب فيها البحر اصبح الطريق يبسا مستقيما والجبال بين جوانب هذا الطريق واقفة وقوف الجبال فدخل موسى ومن معه في هذه الطرق اليابسة بين الماء الواقف بين الماء الواقف وقوف الجبال دخلوا حتى عبروا الى الجهة الاخرى ثم دخل فرعون خيله ورجله وجنوده وعتاده دخلوا مع الطرق ليدرك موسى ومن معه فلما اكتمل موسى ومع خروجا واكتملا فرعون ومن معه دخولا في هذه في هذا الطريق اليبس امر الله البحر ان يعود كما كان فهلكوا هلاك نفس واحدة قوم موسى كم حصل لهم من الاذى والتقتيل واستحياء النساء وقتل الابناء وغير ذلك ثم يرون باعينهم هذا الطاغية وهلاكه بجنوده هذا الهلاك اية من اعظم الايات وعبرة من اعظم العبر هذا ليس ليس له نظير في اه ليس له نظير في العالم وعندما يتحدث الناس عن قوى البشر ما يمكن آآ ان تصل الى مثل هذه الاشياء العظيمة ولهذا المؤمن عندما يقرأ قصص الانبياء يدرك عظمة الله وكمال قدرته وكمال تدبيره ولهذا آآ ايات الانبياء وهذا ما يؤكد عليه الشيخ ابن سعدي بنقل هذا النقل ايات الانبياء هي براهين على وحدانية من ارسلهم سبحانه وتعالى؟ نعم قال رحمه الله فهذه الايات تعرف العقلاء عموما انها ليست من جنس ما يموت به بنو ادم. وقد يحصل قد يحصل لبعض الناس طاعون ولبعضهم جرب ونحو ذلك. وهذا مما اعتاده الناس وهو من ايات الله من وجه اخر. بل كل حادث من ايات الله ولكن هذه الايات ليست من جنس معتيد وكذلك الكعبة فانها بيت من حجارة بواد غير ذي زرع. ليس عندها احد يحفظها من عدو. ولا عندها بساتين وامور ارغب الناس فيها فليس عندها رغبة ولا رهبة ومع هذا فقد حفظها بالهيبة والعظمة. فكل من يأتيها يأتيها خاضعا ذليلا متواضعا في غاية التواضع. وجعل فيها من الرغبة ما يأتيها الناس من اقطار الارض محبة وشوقا من غير باع دنيوي وهي على هذه الحال من من الوف من السنين وهذا مما لا يعرف في العالم لبنية غيرها. وهذا مما حير الفلاسفة ونحوهم. نعم يعني هذا ايضا من الايات ابها التي هي بيت بيت الله التي امر آآ الله عز وجل نبيه ابراهيم وعاونه ابنه اسماعيل على تشييد هذا البيت بواد غير ذي زرع فهذا المكان الذي بني فيه البيت يأتيه الناس ليس هناك يعني اه لا رغبة ولا رهبة لا رغبة في اه الزروع وثمار واه اه اشجار ونحو ذلك وانما هو في بواد غير غير ذي زرع ولا برهبة يساقون اليه اجبارا وكرها وانما يأتي اه الاتي منهم عن رغبة حتى انه من قديم الزمان الى يومنا. بعض الناس يعني في في فقر وعوز وقلة ذات يد يجمع المال القليل قليلا قليلا من شبابه فلا يبلغ عنده آآ المال الذي يمكن ان يصل به الى البيت العتيق الا عن كبر والمال الذي جمعه جمعه من صغره فلا يستطيع ان يأتي الا بالسبعين والثمانين من عمره او نحو ذلك هذا الذي يحدوه الى ذلك شوق الى الى هذا البيت هذا الشوق الذي جعله الله وتهوي اليه الافئدة وتقبل عليه القلوب وتأتي اليه بالفرح والمسرة ويتكرر اتيانهم عليه بالغبطة والفرح هذا يعني ما ما تصل اليه عقول الفلاسفة بل حير حيرهم ذلك وهذا شيء جعله الله سبحانه وتعالى فهو من الايات. هذا من الايات والبراهين العظيمة على وحدانية الرب سبحانه وتعالى فالذي جعله قياما للناس ولا يمكن ان يقوم اصلا امر الناس ولا ينتظم الا بالارتباط ببيت الله عز وجل آآ حجا واعتمارا واستقبالا للبيت من كل انحاء الدنيا في الصلوات الخمس وفي النوافل لا يمكن ان يقوم امر الناس الا بذلك. نعم قال رحمه الله وكذلك ما فعل الله باصحاب الفيل لما قصدوا تخريبها قصدها جيش عظيم ومعهم الفيل فهرب اهلها منها فبرك الفيل وامتنع عن المسير الى جهاتها. واذا وجهوه الى غيرها توجه ثم جاءه من البحر طيرا ابابيل اي جماعات في تفرقة فوجا بعد فوج رموا عليهم حصى هلكوا بها كلهم. فهذا مما لم يوجد نظيره في العالم فايات الانبياء هي ايات وادلة على صدقهم. ومن هذا سنة الله في الفرق بين الانبياء واتباعهم وبين مكذبيهم ثم ذكر الايات في اهلاك المكذبين للرسل ونجاة الرسل قال وهذه الاخبار كانت منتشرة ومتواترة في العالم وقد علم الناس انها ايات للانبياء وعقوبة لمكذبيهم ولهذا يذكرونها عند نظائرها للاعتبار. والقرآن ايته باقية على طول الزمان. من حين جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم تتلى ايات التحدي فيه ويتلى قوله قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله الاية فنفس اخبار الرسول بهذا في اول الامر وقطعه بذلك مع علمه بكثرة الخلق دليل على انه كان خارقا يعجز الثقلين عن ويعجز الثقلين عن يعجز الثقلين عن معارضته وهذا لا يكون لغير الانبياء ثم مع طول الزمان قد سمعه الموافق والمخالف والعرب والعجم وليس في الامم من اظهر كتابا يقرأه الناس وقال انه مثله. نعم هذا التحدي بالقرآن ان يؤتى بمثله او ببعضه او بسورة من مثلي هذا تحدي قائم على طول الزمان على طول الزمن وباق الى قيام الساعة والنبي صلى الله عليه وسلم اورد هذا التحدي اه مع علمه بكثرة الخلق مع علمي بكثرة الخلق والتحدي ليس لواحد منهم ولا لبعض فصحائهم وانما للانس والجن قاطبة الى ان يرث الله الارض ومن عليها. مع علمه بكثرة الخلق نزلت هذه الايات ايات التحدي ان يؤتى بمثل هذا القرآن او بسورة او بعشر سور او باية من نعم قال رحمه الله وهذا يعرفه كل كل واحد وما من كلام تكلم به الناس وان كان في اعلى طبقات الكلام لفظا ومعنى الا وقد قال الناس نظيره وما يشبهه ويقاربه. الشعر والنثر وغيره من كلام الناس يوجد من من يحاكيه يأتي بمثله او يأتي باحسن منه واجود فيقال هذا مثل هذه القصيدة مثل قصيدة فلان او يقال اجود من من قصيدة فلان فكلام البشر يؤتى بمثله وبما هو اجود منه نعم قال رحمه الله سواء كان شعرا او خطابة او كلاما في العلوم والحكمة والاستدلال والوعظ والرسائل وغير ذلك وما وجد من ذلك شيء الا وجد ما يشبهه ويقاربه والقرآن مما يعلم الناس عربهم وعجمهم انه لم يوجد له نظير مع حرص العرب وغير العرب على معارضته. فلفظه فرفضه اية ونظمه اية واخباره بالغيوب اية وامره ونهيه اية ووعده ووعيده اية وعظمته وسلطانه على القلوب اية. واذا ترجم بغير العربي كانت معانيه اية. كل ذلك لا يوجد لونه نظير في العالم الى ما قال رحمه الله نعم الى ما قال الى اخر ما قال رحمه الله هذا النص من قول من كتابه النبوات وكتاب النبوات كتاب آآ عظيم جدا في بابه ومطبوع في مجلد كبير وحوى فوائد عظيمة في في هذا الباب باب النبوات اثباتها والكلام على براهين الانبياء واياتهم الدالة على صدقهم الرد على الفلاسفة وغيرهم فيما قالوه من باطل في ما يتعلق بنبوات الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه آآ اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا