الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فالرسالة التبوكية للامام العلامة المربي الفهامة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى رسالة عظيمة سيرها رحمه الله تعالى من تبوك عام ثلاث وثلاثين وسبعمئة للهجرة وعمره وقتئذ يزيد على الاربعين بقليل كتبها في طريق عودته من الحج في شهر الله المحرم وبعثها لبعض اصحابه ورفقائه في الشام يناصحهم فيها على التعاون على الخير والتآزر في طاعة الله سبحانه وتعالى منطلقا من قول الله سبحانه وتعالى بخاتمة الاية الثانية من سورة المائدة وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب حيث ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الاية نوعين من التعاون نوعا امر به ونوعا نهى عنه فوجب على اهل الخير واهل الصلاح واهل الفضل ان يكونوا على دراية بالتعاون الذي امر به فيكونون متعاونين عليه كما امرهم الله وعلى دراية بالتعاون الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه فلا يكونون متعاونين عليه بل يكونون متعاونين على البعد عنه والسلامة منه وابن القيم رحمه الله تعالى بنى رسالته التبوكية او نصيحته الاخوية على هذه الاية الكريمة فانطلق منها لانها ترسم لي اهل الخير واهل الفضل المنهج الذي ينبغي ان يكونوا عليه وذكر رحمه الله في ثنايا هذه الرسالة مباحث نفيسة جدا تتعلق بهذا الباب وتتعلق بزاد المسافر الى الله سبحانه وتعالى لان اهل الايمان والطاعة في سفر الى الله والمسافرون يحتاجون تتحقق لهم الراحة والمقاصد في سفرهم الى تعاون تعاون على ما فيه خير هذا السفر وصلاحه وتعاون على البعد على ما فيه المضرة لهذا السفر فالمسافر الى الله عز وجل له زاد في هذا السفر وبحاجة الى اخوان يعينونه ويشدون من ازره لكي تتحقق لهم جميعا النجاة هذه الرسالة التي بين ايديكم الرسالة التبوكية للامام ابن القيم رحمه الله تعالى رسالة عظيمة جدا نحتاج اليها في هذا الزمان حاجة ماسة وبخاصة مع وجود هذه الاجهزة الحديثة التي يسرت التواصل وهذا التواصل الذي تيسر من خلال هذه الاجهزة من الناس من استعمله في التعاون على الخير ومنهم من استعمله في التعاون على الشر والعياذ بالله ولهذا نحتاج فعلا ان نقرأ هذه الرسالة وهذه الوصية المباركة وان نفعلها في حياتنا وان نفعلها ايضا في استعمالاتنا لهذه الاجهزة لنكون باذن الله عز وجل من المتعاونين على البر والتقوى من السالمين من التعاون على الاثم والعدوان اعاذنا الله اجمعين من ذلك هذه الرسالة لابن القيم رحمه الله تعالى يحتاج اليها طالب العلم وغيره لانها ترسم للمسلم منهج حياة وطريق امان وسبيل نجاة ودرب فوز وسعادة في الدنيا والاخرة وتفتح له ابوابا في الهداية وسلوك طريق النجاة وتدبر القرآن الكريم والعناية بلزوم منهجه القويم والاهتداء بهداياته المباركة العظيمة نسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا الذي يسر لنا هذا الاجتماع لقراءة هذه الرسالة لابن القيم رحمه الله ان ييسر لنا الانتفاع بها وان يهدينا اليه اجمعين صراطا مستقيما وان يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى وان يعيذنا من سبيل التعاون على الاثم عدوان بمنه وكرمه ونشرع مستعينين بالله تبارك وتعالى مستنحين منه المعونة والتوفيق في قراءة هذه الرسالة الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فجاء في الرسالة التبوكية بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وعليه نتوكل قال الشيخ الامام العالم العلامة محمد بن ابي بكر المعروف بابن قيم الجوزية رضي الله عنه وارضاه في كتابه الذي سيره من تبوك ثامنا المحرم سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة من الهجرة النبوية بعد ارسال المنظومة التي اولها اذا طلعت شمس النهار فانها نعم اذا طلعت شمس النهار فانها امارة تسليمي عليكم فسلموا هذه منظومة نفيسة جدا آآ نظمها الامام ابن القيم معبرا فيها عن محبته العظيمة لاخوانه الذين يجمعهم يجمعه واياهم اتباع سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ولزوم نهجه القويم تشتمل على معان عظيمة وحكم بليغة وصايا نافعة وايقاظ لمعاني هذه المحبة والاخوة الدينية والرابطة الايمانية فبعد ارسال المنظومة تلك كتب هذه الوصية رحمه الله في الثامن من شهر الله المحرم وكان وقت اذ في تبوك ولهذا سميت التبوكية وكثير من كتب اهل العلم وبخاصة الشيخين ابن تيمية وابن القيم كثير من كتبهم باسماء بلدان مثل الواسطية والصفدية والحموية والرسائل المصرية الى غير ذلك كثير جدا وعرفت باسماء تلك البلدان في الغالب لان السؤال الذي ورد عليه فاجاب بتلك الرسالة مفصلا فيما سأل عنه السائل فنسبت الى البلد التي الذي جاء منه السؤال وهذه الرسالة كتبها ابن القيم رحمه الله ابتداء من تبوك وسيرها الى بعض اصحابه فعرفت بالرسالة التبوكية لانه كتبها في في تبوك وبعثها في لبعض رفقائه بعثها في في طريقه في سيره وابن القيم رحمه الله مما عرف عنه استغلال السفر في التأليف ولم يكن السفر بالوسائل مريحة التي آآ نشهدها وننعم بها في هذا الزمان وانما كان السفر على الابل وفيه من المشقة ما لا يخفى في الكتابة والتأليف لكن عدد من مؤلفاته كان يكتبها في طريق السفر ويعتذر احيانا عن بعض التفاصيل بانه في طريق سفر فانظر هذه الهمة ما اعظمها وهذه العناية بالوقت ما اجلها. حتى السفر الذي هو آآ عناء وجهد ومشقة لم يغب عنه فيه النصح لاخوانه وبذل الخير لهم وزادوا المعاد كتابه الحافل المعروف مما يذكر انه كتبه في طريق السفر وكتب اخرى له ايضا فهذا فيه الهمة من جهة العالية وفيه ايضا عظم النصح لان عادة لما تكون في السفر يكون ذهنك متركز في ما ستلقاه في سفرك؟ وكيف تصل؟ ومن يستقبلك واين تسكن؟ واين تذهب؟ مشغول بنفسك. لكن ان ترتقي الهمة هذا المرتقى العظيم ويكتب هذه الرسالة الرصينة المتينة نصيحة لبعض اخوانه بهذا الاتقان فهذا شيء من الفتوحات الربانية والهبات الالهية وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم قال رحمه الله تعالى فصل وبعد حمد الله بمحامده التي هو لها اهل والصلاة والسلام على خاتم انبيائه ورسله محمد صلى الله عليه وسلم فان الله سبحانه يقول في كتابه وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا طه ان الله شديد العقاب وقد اشتملت هذه الاية على جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم فيما بينهم في بعضهم بعضا. وفيما بينهم وبين ربهم فان كل عبد لا ينفك من هاتين الحالتين وهذين الواجبين واجب بينه وبين الله وواجب بينه وبين الخلق بدأ رحمه الله تعالى فهذه الرسالة او هذه الوصية بحمد الله سبحانه وتعالى بمحامده التي هو لها ان وهذا يتناول جميع ما يحمد ما يحمد الله تبارك وتعالى به وهو جل وعلا يحمد على اسمائه الحسنى العظيمة وصفاته العليا الجليلة وعلى نعمه التي لا تعد ولا تحصى فبدأ بحمد الله جل وعلا بمحامده التي هو لها اهل وهو اهل الثناء واهل الحمد واهل المجد سبحانه وتعالى وبالصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه ونبيه ومجتباه محمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ثم ذكر هذه الاية التي بدأ بها هذه الوصية وبنى عليها هذه الرسالة وهي قول الله سبحانه وتعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب وذكر رحمه الله ان هذه الاية اشتملت على جميع مصالح العباد فهي اية فادة جامعة اية فاذة جامعة وهي تعبيرا ادق جزء من اية جزء من خاتمة الاية الثانية من سورة المائدة فهذا الجزء من الاية وهو قوله سبحانه وتعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب اية فادة جامعة جمعت جميع مصالح العباد جمعت جميع مصالح العباد في المعاشي والميعاد. فيما يتعلق في معاملة مع الله وفيما يتعلق بمعاملتهم معاملة بعضهم بعضا جمعت ذلك باوجز عبارة وابينها واوفاها وكما اشرت فان هذه الاية فيها ذكر لنوعين من التعاون نوع امر الله به ونوع نهى الله عنه وكل ذلك سيفصله ابن القيم رحمه الله تعالى ذكر ان كل عبد لا ينفك من هاتين الحالتين وهذين الواجبين ما يتعلق في التعامل بين العباد وما يتعلق في التعامل مع الله اما التعامل مع العباد فيقوم على وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واما التعامل مع الله فيقوم على قوله واتقوا الله كل ذلك سيأتي تفصيله عند ابن القيم رحمه الله تعالى. نعم قال رحمه الله فاما ما بينه وبين الخلق من المعاشرة والمعاونة والصحبة بدأ فيما بين العبد وبين الخلق لانه بدأ به بالاية فبدأ بما بدأ به في الاية نعم فاما ما بينه وبين الخلق من المعاشرة والمعاونة والصحبة فالواجب عليه فيها ان يكون اجتماعه بهم وصحبته لهم تعاونا على مرضاة الله وطاعته التي هي غاية سعادة العبد وفلاحه ولا سعادة له الا بها وهي البر والتقوى اللذان هما جماع الدين كله واذا افرد كل واحد كل واحد من الاسمين دخل فيه المسمى الاخر اما تضمنا واما لزوما ودخوله فيه تضمنا اظهر لان البر جزء مسمى التقوى وكذلك التقوى فانه جزء مسمى البر وكون احدهما لا يدخل في الاخر عند الاقتران لا يدل على انه لا يدخل فيه عند الانفراد ونظير هذا لفظ الايمان والاسلام والايمان والعمل الصالح والفقير والمسكين والفسوق والعصيان والمنكر والفاحشة ونظائره كثيرة. نعم فيما يتعلق التعامل تعامل العباد ومعاشرتهم وتناصحهم وصحبتهم الواجب كما ذكر الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ان يكون تعاونا على مرضات الله وعلى طاعة الله وعلى ما تكون به السعادة عند لقاء الله سبحانه وتعالى ويحدد معالم ذلك قول الله في هذه الاية وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان اخذ رحمه الله يبين المراد بهذا الذي امرنا الله سبحانه وتعالى بالتعاون عليه. قال وتعاونوا على البر والتقوى بهذا امرنا جل وعلا وتعاونوا على البر والتقوى اذا لابد بل يتأكد علينا ويتحتم ان نعرف البر ما هو وان نعرف التقوى ما هي من اجل ان نتعاون ولهذا شرع رحمه الله تعالى في بيان حقيقة البر وحقيقة التقوى لان التعاون عليهما فرع عن المعرفة بهما والدراية بهما فما هو البر وما هي التقوى الذي امرنا الله سبحانه وتعالى بالتعاون عليه تعاون على البر والتقوى ما البر وما التقوى هاتان الكلمتان البر والتقوى هما جماع الدين جماع الدين كله اي الدين كله يرجع الى هاتين الكلمتين البر والتقوى الدين كله يرجع الى هاتين الكلمتين وذكر رحمه الله قاعدة نفيسة جدا لابد ان يفقهها طالب العلم وهي ان من الاسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند افراده واطلاقه فاذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعض تلك المسميات والاسم المقرون به دال على باقيها ويلخصها بعض اهل العلم بقولهم اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت وهذا في اسماء كثيرة مثل البر والتقوى والايمان والاسلام والايمان والعمل الصالح والفقير المسكين وعبارات كثيرة جدا اذا اجتمعت افترقت اي في المعنى واذا افترقت في الذكر ذكر كل واحد منهما مفردا عن الاخر جمعت المعنى كله وهنا في هذه الاية جمع بين البر والتقوى في نص واحد وعليه فيكون البر له معنى والتقوى لها معنى. لكن لو ذكر البر وحده شمل معنى التقوى واذا جاء الامر ايضا بالتقوى شملت معنى البر واذا ذكرا معا كما في هذه الاية الكريمة فالبر له معناه والتقوى لها معنى فاحتاج المقام الى ان نعرف ما البر هنا حال اقترانه بالتقوى؟ وما التقوى هنا حال اقترانها؟ بالبر يقول اذا افرد كل واحد من الاسمين دخل في مسمى الاخر. يعني اذا ذكر التقوى وحده دخل فيه البر واذا ذكر البر وحده دخل فيه دخلت فيه معاني التقوى اما تضمنا واما لزوما ودخوله فيه تضمنا اظهر لان البر جزء مسمى التقوى وكذلك التقوى فانها جزء مسمى البر ولهذا عند اطلاق اي اي منهما فانه يتناول معنا الاخر قال وكون احدهما لا يدخل في الاخر عند الاقتران لا يدل على انه لا يدخل فيه عند الانفراد لان هذا باب وهذا باب قال وهذه قال رحمه الله تعالى وهذه قاعدة جليلة من احاط بها زال عنه اشكالات كثيرة اشكلت على طوائف كثيرة من ناس ولنذكر من هذا مثالا واحدا يستدل به على غيره وهو البر والتقوى. نعم يعني آآ اقتصاره على البر والتقوى اولا لانه هو مقصود الرسالة ان الرسالة بناها علاء وتعاونوا على البر والتقوى ومن جهة اخرى فيه توضيح لهذه القاعدة العظيمة التي ذكر رحمه الله انها تزيل اشكالات كثيرة نعم قال رحمه الله تعالى فان حقيقة البر هو الكمال المطلوب من الشيء والمنافع التي فيه والخير كما يدل عليه اشتقاق هذه اللفظة وتصاريفها في الكلام ومنه البر بالضم لكثرة منافعه وخيره بالاضافة الى سائر الحبوب ومنه رجل بار وبر وكرام بررة والابرار فالبر كلمة لجميع انواع الخير والكمال المطلوب من العبد وفي مقابلته الاثم وفي حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له جئت تسأل عن البر والاثم فالاثم كلمة جامعة للشر فالاثم كلمة جامعة للشر والعيوب التي يذم العبد عليها فيدخل في مسمى البر الايمان واجزاؤه الظاهرة والباطنة ولا ريب ان التقوى جزء هذا المعنى واكثر ما يعبر بالبر عن بر القلب وهو وجود طعم الايمان فيه وحلاوته وما يلزم ذلك من طمأنينته وسلامته وانشراحه وقوته وفرحه بالايمان فان للايمان فرحة وحلاوة ولذاذة في القلب. فمن لم يجدها فهو فاقد للايمان او ناقصه وهو من القسم الذين قال الله عز وجل فيهم قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا. ولما يدخل الايمان في قلوبكم فهؤلاء على اصح القولين مسلمون غير منافقين. غيرهم فهؤلاء على اصح القولين مسلمون غير منافقين وليسوا بمؤمنين اذ لم يدخل الايمان في قلوبهم فيباشر حقيقته نعم هنا يبين رحمه الله تعالى معنى البر ان البر هذه كلمة جامعة للخير كله جامعة للخير كله. لان مدلول هذه اللفظة البر فيه شمولية وفيه جمع لمعاني الخير واكتمالها واجتماعها ولهذا لم لما يقال البر او او البار او الابرار تعني هذه الكلمة اجتماع معاني الخير تعني اجتماع معاني الخير والفظيلة ولهذا يقول فالبر كلمة لجميع انواع الخير والكمال المطلوب من العبد اذا عرف ان البر بهذا الشمول وهذه الجمعية المعاني فالتقوى داخلة التقوى داخلة في في معناها وداخلة في ما ما يشمله لفظها فيدخل في مسمى البر الايمان واجزاؤه يدخل في مسمى البر اه الدين كله الدين كله داخل في في معنى هذه اللفظة وفي مقابلتها كما جاء في في الاية الكريمة جاء النهي عن الاثم تعاون على البر والنهي عن التعاون على الاثم وسيأتي ان هذه الكلمة الاثم تجمع ايضا كلمة تجمع المعاصي كلها والذنوب بانواعها تجمعها هذه الكلمة قال رحمه الله وفي حديث النواس ابن سمعان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له جئت تسأل عن البر والاثم اه هذا اللفظ جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث وابسة بن معبد جاء في حديث ابن معبد وقد جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وحوله اناس من اصحابه وتقدم يدخل الى النبي صلى الله عليه وسلم وفي نفسه ان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن البر فقبل ان يسأل قال له النبي صلى الله عليه وسلم جئت تسأل عن البر والاثم ثم بين له صلوات الله وسلامه آآ عليه البر ما ما المراد به والاثم ما المراد به شاهد ابن القيم من ذلك انك اه كلمة البر يقابلها ماذا الاثم كلمة البر في مقابلها الاثم. فالبر كلمة تجمع الخير والاثم كلمة تجمع الشر البر كلمة تجمع الخير بانواعه. والاثم كلمة تجمع الا الاثم بانواعه وهذا الصحابي جاء لاسأل عن شيء جامع يعرف به البر ويعرف به الاثم جاء يسأل عن هذا وهذا في همة الصحابة رضي الله عنهم في طلب الخير وطلب النجاة والسعادة والفلاح في الدنيا والاخرة وحديث وابسة في سنده مقال لكن له شواهد قواه اهل اه اهل العلم بها منها هذا الحديث حديث النواس آآ ابن ابن سمعان قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والاثم قال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في الصدر وكرهت ان يطلع عليه الناس يقول ابن القيم رحمه الله فيدخل في مسمى البر الايمان واجزاؤه الظاهرة والباطنة يعني ما يتعلق بالقلوب بالعقيدة واعمال متنوعة هي اعمال القلوب وايضا ما يتعلق باعمال البدن الظاهرة هذي كلها داخلة في البر فالبر ليس فقط اعمالا ظاهرة بل البر يتناول اعمال القلوب الباطنة التي لا تظهر ولا يطلع عليها الا الله كما يتناول ايضا اعمال البدن ولهذا سيأتي تقرير هذا المعنى في اية البر الجامعة من سورة البقرة نبه هنا ابن القيم على امر جليل القدر في فيما يتعلق بالبر وهو ان وهو الاساس الذي يقوم عليه البر وهو ما يتعلق آآ ذوق القلب لحلاوة الايمان وطعم الايمان لان هذا هو الاساس الذي يقوم عليه البر فان اساس البر عقيدة صحيحة تقوم في قلب العبد هذا هو اساس البر ومرتكزه ولا يمكن ان يكون بر مرضي مقبول من العبد الا اذا قام على معتقد صحيح الا اذا قام على معتقد صحيح فان لم تكن الاعمال اعني اعمال البر قائمة على معتقد صحيح فانها تذهب سدى وتضيع هباء كما في السورة نفسها قال الله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين اعمال البر لا تقوم الا على ركيزة البر واساسه الذي عليه قيامه وصحة المعتقد ولهذا ابر البر العقيدة الصحيحة بل هي اساس البر الذي عليه قيامه ولهذا سيأتي في اية البر ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر نعم من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين هذا هذا هو البر وهذا اساس البر والركيزة التي لا يقوم البر الا عليها قال فمن لم يجد هذا الذوق لحلاوة الايمان في قلبه فهو فاقد للايمان او ناقصه وهو من القسم الذين قال الله فيهم قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا لما قال الله في حق هؤلاء لم تؤمنوا هل هم كفار هل هم كفار الجواب لا على على اصح قولي العلماء في معنى الاية وانما هم مسلمون حدثاء عهد باسلام لم يتمكن الايمان في قلوبهم دخلوا في الاسلام لكن لم يرتقوا الى درجة الايمان فادعوا الى فادعوا لانفسهم الايمان قالوا امنا قال الله قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولو كانوا كفارا غير مسلمين لم يصح ان يقال قولوا اسلمنا الصحيفة معني اه في في ما قيل في معنى الاية والصحيح من القولين في معنى الاية انهم ليسوا كفار لكنهم ضعفاء اسلام حدث عهد باسلام ادعوا لانفسهم هذه المرتبة قالوا امنا فقال الله لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا يقول ابن القيم من لم يجد حلاوة الايمان وطعمه في قلبه فهو فاقد للايمان او ناقص الايمان من القسم الثاني او من القسم الذين قال الله فيهم لم تؤمنوا لم تؤمنوا اي لم تصل الى درجة الايمان لان من لم يذق آآ هذه الحلاوة هذه هذه الطعم لم يصل الى الا الى هذه المرتبة العلية من مراتب الدين لان الدين مراتب اسلام ثم ايمان ثم احسان وهو اعلى الرتب. نعم قال رحمه الله تعالى وقد جمع الله تعالى خصال البر في قوله ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون فاخبر سبحانه ان البر هو الايمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وهذه هي اصول الايمان الخمس التي لا قوام للايمان الا بها وانه الشرائع الظاهرة من اقام الصلاة وايتاء الزكاة والنفقات الواجبة وانه الاعمال القلبية التي هي حقائقه من الصبر والوفاء بالعهد فتناولت هذه الخصال جميع اقسام الدين حقائقه وشرائعه والاعمال المتعلقة بالجوارح وبالقلب واصول الايمان الخمس ثم اخبر سبحانه ان هذه خصال التقوى بعينها فقال اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. نعم ذكر هنا رحمه الله تعالى هذه الاية العظيمة من سورة البر من سورة البقرة ذكر هذه الاية العظيمة من سورة البقرة وهي تعرف عند بعض اهل العلم باية البر لانها جمعت خصال البر لانها جمعت خصال البر بينت ان البر يشمل كما تقدم عند ابن القيم رحمه الله اجزاء الايمان الظاهرة والباطنة البر يشمل اجزاء الايمان الظاهر هو الباطنة جملة في معنى الاية جملة في معنى الاية جاء ان خصال البر على قسمين عقيدة وشريعة عقيدة وشريعة هذه خصال البر عقيدة في صدر الاية ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين قال وهذه اصول الايمان الخمسة اصول الايمان الخمسة ولا اشكال في عدها ستة في حديث جبريل لان الايمان بالقدر هو من الايمان بالله فالقدر قدرة الله سبحانه وتعالى فاصول الايمان هي هذه الخمسة والقدر داخل في الايمان بالله سبحانه وتعالى لانه من الايمان بربوبية الله وتدبيره وان الامر امر سبحانه وتعالى وطوع تصريفه وباذنه ومشيئته وانه احاط بكل شيء علما فهو من الايمان بالله سبحانه وتعالى ولهذا قال الامام احمد القدر قدرة الله فهذه اصول الايمان الخمسة ذكرت في مقدمة خصال البر وهذا يستفاد منه ان البر يقوم على هذه الركيزة التي هي العقيدة الصحيحة القائمة على هذه الاصول فيستفاد من ذلك ان اعمال البر كلها ان قام بها العبد لا تنفعه عند الله ان لم تكن قائمة على هذه الاصول التي بدأ بها وصدر بها في هذه الاية لانها اصول تقوم عليها اعمال البر وتتأسس فاعمال البر اصول وفروع قال الله تعالى الم تر كيف ظرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون فالعقيدة هي الاصل والاساس الذي يقوم عليه البر ثم من بعد ذلك تأتي الشريعة التي هي الاعمال في قوله واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون نعم قال رحمه الله تعالى واما التقوى فحقيقتها في ضوء ما سبق نذكر خلاصة نافعة باذن الله الله عز وجل امر بالتعاون على البر وذكر ابن القيم رحمه الله هذه الاية اية البر واستنبط منها ان البر يجمع خصال الخير كلها ففي ضوء ما تقدم فان التعاون على البر يبدأ اولا بالتعاون على تصحيح المعتقد يبدأ اولا بالتعاون على تصحيح المعتقد واقامة الدين على اصله الصحيح الذي هو الاخلاص للمعبود والايمان بما امر الله سبحانه وتعالى عباده بالايمان به من اصول الدين وقواعد الايمان العظيمة التي لا يقوم الايمان الا عليها ثم من بعد ذلك التعاون على فرائض الاسلام العظيمة والواجبات المتحتمة ثم من بعد ذلك التعاون على البعد عن الحرام واجتناب الاثام ثم من بعد ذلك التعاون على الرغائب والمستحبات تعاون على الرغائب والمستحبات فهذه معاني البر التي امرنا بالتعاون عليها يدخل في ذلك ما يتعلق الباطن واساس ذلك العقيدة الصحيحة ثم اعمال القلوب المتنوعة الصدق والوفاء والتوكل والرجاء والخوف الى غير ذلك هذه كلها مما يتعاون على تحقيقها والعمل على تمكينها في القلوب والتعاون على فرائض الاسلام وواجبات الدين العظيمة والتعاون على البعد عن الاثام والمحرمات خاصة كبائر الاثم ثم التعاون على الرغائب والمستحبات فهذا كله يتناوله آآ قول الله عز وجل وتعاونوا على البر والتقوى نعم قال رحمه الله تعالى واما التقوى فحقيقتها العمل بطاعة الله ايمانا واحتسابا. امرا ونهيا فيفعل ما امر الله به ايمانا بالامر وتصديقا بوعده وتصديقا بموعده ويترك ما نهى الله عنه ايمانا بالنهي وخوفا من وعيده كما قال طلق ابن حبيب رحمه الله اذا وقعت الفتنة فادفعوها بالتقوى قالوا وما التقوى؟ قال ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله وهذه من احسن ما قيل في حد التقوى فان كل عمل لابد له من مبدأ وغاية فلا يكون العمل طاعة وقربة حتى يكون مصدره عن الايمان. فيكون الباعث عليه هو الايمان المحظ. لا العادة ولا هوى ولا طلب المحمدة والجاه وغير ذلك بل لا بد ان يكون مبدأه محض الايمان وغايته ثواب الله تعالى وابتغاء مرضاته وهو الاحتساب ولهذا كثيرا ما يقرن بين هذين الاصلين في مثلي في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ايمانا واحتسابا ابى ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا ونظائره نعم هنا ذكر الجانب الثاني مما امر الله سبحانه وتعالى بالتعاون عليه وهو التقوى فذكر حقيقة التقوى وانها هي العمل بالطاعة طاعة الله سبحانه وتعالى ايمانا واحتسابا ايمانا اي بالله سبحانه وتعالى واحتسابا آآ واحتسابا للاجر والثواب الذي اعده الله سبحانه وتعالى للمطيعين تشمل اه التقوى عند الاطلاق فعل الاوامر وترك النواهي ثم ذكر هذه الكلمة العظيمة الجامعة في تعريف التقوى لطلق بن حبيب وهو من علماء التابعين آآ ذكرها رحمه الله تعالى عندما سئل عن كيف تتقى الفتنة ما الذي تتقى به الفتن فقال اتقوها بالتقوى تقوها بالتقوى او ادفعوها بالتقوى تساءلوه حينئذ ما التقوى فذكر هذا التعريف الجامع الذي هو كما ذكر ابن القيم من احسن ما قيل في حد التقوى اخذ ابن القيم رحمه الله تعالى يوضح المعنى من خلال هذا الاثر وايضا شرحه رحمه الله تعالى شرحا نفيسا آآ نافعا مفيدا فيؤجل ما يتعلق آآ موضوع التقوى الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى وايضا ما يتعلق بهذا الاثر العظيم في حد التقوى وهو من احسن ما قيل اه في حدها يؤجل الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى آآ نسأل الله الكريم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين يسأل عن حكم طلب الدعاء من الغير ما حكمه طلب الدعاء ان الخيل اه من الغير لا يخلو من حالتين ان يطلب ان يطلب الدعاء من الغير مستشعرا افتقاره الى هذا الغير في طلب الدعاء منه او وهي الحالة الثانية ان يطلب منه الدعاء على وجه النصيحة من حيث الرغبة في شيوع الدعاء بين المسلمين وهذا مما يشمله التعاون على البر والتقوى ان يدعو المسلمون بعضهم لبعض بالخير والبركة فاذا طلب منه الدعاء على هذا الاساس فلا بأس بذلك لان هذا من اشاعة الخير بين المسلمين ودعوة الاخ لاخيه في ظهر الغير في ظهر الغيب مستجابة ويقال له بمثل ذلك فاذا رغبته في الدعاء لك او للمسلمين على هذا الاساس وعلى هذا النحو فهذا من الخير الذي يشاع بين المسلمين ان يدعوا بعضهم لبعض وان يستغفر بعضهم لبعض بل هو من اعظم من اعظم الاعمال قد قال الله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا اما ان يطلب الدعاء من الغير مستشعرا افتقاره وان الدعاء انما يسمع او يستجاب من جهته نحو ذلك فهذا فيه آآ ضعف ايمان بقول الله سبحانه واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان والمسلم في حال الظرورة دعوته لنفسه احرى بالاجابة من دعوة غيره له ولهذا احد السلف زار شابا يعوده فقال له الشاب ادع لي قال ادعو لنفسك فان الله يقول امن يجيب المضطر يعني دعوتك لنفسك دعوة مضطر فهي احرم بالاجابة من دعوة غيرك لك مما ممن لم يشعر بالضرورة التي انت تشعر بها وتجدها في نفسك نعم احسن الله اليكم يسأل يقول هل من يشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم اذا قدر ان يعذب بالنار هل يحس بالعطش او لا يعذب بالعطش ورد في في الحديث ما يدل على ان حوض النبي عليه الصلاة والسلام من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا فمع قول النبي صلى الله عليه وسلم لا حاجة الى مثل هذه السؤالات من شرب منه لم يظمأ بعدها ابدا نعم. احسن الله اليكم ما الفرق بين مطلق الايمان والايمان المطلق؟ مطلق الايمان والايمان المطلق هذه لفظة يذكرها اهل العلم في بيان الفرق بين الايمان الكامل واصل الايمان واصل الايمان ولهذا قوله سبحانه وتعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا لم تؤمنوا النفي هنا قوله لم تؤمنوا هل هو نفي لمطلق الايمان او للايمان المطلق اذا قيل مطلق الايمان هذا يعني انهم كفار لان مطلق الايمان اي من اصله لكن النفي هنا للايمان المطلق للذي هو الايمان التام الايمان الكامل الواجب فهذا منفي هنا ومثله قل في النصوص التي ينفى فيها الايمان النصوص التي فيها اه يأتي نفي الايمان والقاعدة في هذا الباب ان الايمان انما ينفى اه اه انما ينفى اذا ترك واجب من واجبات الدين او فعل محرم من محرمات الدين فلا ينفى الايمان الا عند ترك واجب او او فعلي محرم نعم احسن الله اليكم يقول اجد قسوة في قلبي وجفافا في عيني واذا صليت كان قلبي ليس معي وجاهدت نفسي كثيرا على الخشوع فلم اجد الى ذلك سبيلا فانا بحاجة الى وصية ونصيحة فافيدوني افادكم الله سأل رجل الحسن البصري رحمه الله وقد ذكر ذلك ابن القيم في الوابل الصيب قال اجد في قلبي قسوة قال اذبها بذكر الله صلى الله وسلم على نبينا محمد