الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى واما التقوى فحقيقتها العمل بطاعة الله ايمانا واحتسابا امرا ونهيا ويفعل ما امر الله به ايمانا بالامر وتصديقا بموعده ويترك ما نهى الله عنه ايمانا بالنهي وخوفا من وعيده كما قال طلق بن حبيب رحمه الله اذا وقعت الفتنة فادفعوها بالتقوى قالوا وما التقوى؟ قال ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخاف تخاف عقاب الله وهذه من احسن ما قيل في حد التقوى فان كل عمل لا بد له من مبدأ وغاية فلا يكون العمل طاعة وقربة حتى يكون مصدره عن الايمان فيكون الباعث عليه هو الايمان المحض لا العادة ولا الهوى ولا طلب المحمدة والجاه وغير ذلك بل لا بد ان يكون مبدأه محض الايمان وغايته وغايته ثواب الله تعالى وابتغاء مرضاته وهو الاحتساب. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فكلام ابن القيم رحمه الله تعالى كما عرفنا في بيان قول الله عز وجل وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب ومن تمام التعاون على البر والتقوى ان يكون المتعاونون عليه على دراية بالبر ودراية بالتقوى ولهذا اخذ رحمه الله تعالى في بيان ذلك فبين ما يتعلق بمعنى البر ومدلوله وشرع هنا في بيان معنى التقوى ومدلولها والتقوى اصلها ان يجعل المرء بينه وبين ما يخشاه وقاية تقيه فمن خاف حر الشمس استخدم شمسية تقيه من حرها ومن خاف شدة البرد استخدم واستعمل ملابس تقيه من البرد وهكذا ومن خاف عقاب الله والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى وخاف النار وسخط الجبار عليه ان يجعل بين بينه وبين ما يخشاه من من غضب الله وعقابه وقاية تقيه هذا الذي يجعل هو التقوى هذا الذي يجعل وقاية بين العبد وبين غضب الرب وسخطه سبحانه وتعالى هو التقوى وذلك بفعل ما امر سبحانه وتعالى وترك ما نهى عنه وزجر ولهذا قال ابن القيم رحمه الله ببيان حقيقة التقوى قال العمل بطاعة الله ايمانا واحتسابا هذه حقيقة التقوى. حقيقة التقوى ان يعمل المرء بطاعة الله امرا ونهيا. ايمانا واحتسابا امرا اي فعلا للاوامر ونهيا اي تركا النواهي فحقيقة التقوى ان يكون العبد مطيعا لله ممتثلا اوامر الله منتهيا عما نهاه الله سبحانه وتعالى عنه ويفعل ذلك ايمانا واحتسابا ايمانا بالله وصدق موعوده جل في علاه واحتسابا اي لثوابه طلبا لما اعده الله سبحانه وتعالى لعباده المطيعين المحسنين الممتثلين امر الله سبحانه وتعالى ثم نقل رحمه الله هذا التعريف الجامع لطلق ابن حبيب وهو من علماء التابعين سئل لما وقعت الفتنة سئل كيف نتقيها؟ ما الامر الذي نتقي به الفتنة فقال رحمه الله ادفعوها بالتقوى وهذا كلام عظيم جدا هذا كلام عظيم مليء بالفقه قال اتقوها اي الفتنة بالتقوى ادفعوها بالتقوى وهذا واعظم ما تتقى به الفتن وتكون به النجاة منها باذن الله سبحانه وتعالى ان يتقيها بتقوى الله وان يدفعها بتقوى الله سبحانه وتعالى فقالوا له وما التقوى قال ان تعمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله وهذا كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى من احسن ما قيل في حد التقوى ونقل هذا التعريف الذهبي رحمه الله في سير اعلام النبلا ثم قال مثنيا عليه قال ابدع واوجز فلا تقوى الا بعمل ولا عمل الا بترو من العلم والاتباع ترون اي اخذ العلم والاتباع بروية واناة ولا ينفع ذلك الا بالاخلاص لله لا ليقال فلان تارك للمعاصي لا ليقال فلان تارك للمعاصي بنور الفقه اذ المعاصي يفتقر اجتنابها الى معرفتها ويكون الترك خوفا من الله لا ليحمد بتركها فمن داوم على هذه الوصية فقد فاز فهذه الوصية وايضا هذا البيان لمعنى التقوى من قول طلق رحمه الله كلام موجز وبليغ ووافي في بيان حقيقة التقوى وان التقوى تحتاج الى روية بالعلم والاتباع ويحتاج الى احتساب في طلب الاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى والخوف من عقابه جل وعلا ولهذا قال ان تعمل بطاعة الله على نور من الله على نور من الله وفي معنى ذلك قول الله سبحانه وتعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا على نور من الله على بصيرة وبين في المأمور وفي المنهي عنه ومن لم يكن على بصيرة بالمنهي كيف يتقيه؟ مثل ما قيل قديما كيف يتقي من لا يدري ما يتقي الذي لا يدري ما هي الذنوب وليس عنده معرفة بها كيف يتقيها ولهذا الاوامر وكذلك النواهي تحتاج الى العلم وتفتقر اليه لابد لابد فيها من العلم ولابد ان يكون ايضا ما يقع من العبد من اعمال خالصة لله يبتغي بها ثوابه واجره وعظيم موعوده سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله ولهذا كثيرا ما يقرن بين هذين الاصلين في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ايمانا واحتسابا ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا نعم. ونظائره. نعم. كثيرا ما يقرن بين هذين الاصلين الايمان والاحتساب الايمان والاحتساب الايمان بالله هو بموعودة وثوابه وما عده للمطيعين من جميل الثواب عظيم المآب وان يحتسب احتسب الاجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى يرجو على اعماله هذا عظيم الثواب عند الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله فقوله على نور من الله اشارة الى الاصل الاول وهو الايمان الذي هو مصدر العمل والسبب الباعث عليه. نعم الايمان الذي هو مصدر والسبب الباعث عليه والايمان لا يكون له قيام الا على العلم ففيه العلم فيه العلم ولهذا النور النور يراد به نور الايمان القائم على العلم الصحيح المستمد من كتاب الله سبحانه وتعالى ولهذا تقدم معنا في الاية التي من اواخر سورة الشورى ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا قول طلق على نور من الله اي على ايمان ايمانا صحيح قائما على علم مستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه نعم قال رحمه الله تعالى وقوله ترجو ثواب الله اشارة الى الاصل الثاني وهو الاحتساب. وهو الغاية التي اجلها يوقع العمل ولها يقصد به نعم ترجو ثواب الله هذا اشارة الى الامر الثاني وهو الاحتساب ايمانا واحتسابا الثواب ورجاء الموعود موعود الله سبحانه وتعالى وهو الغاية التي لاجلها يوقع العمل ولها يقصد به مثل ما قال الله تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا اي مرضيا مقبولا عند الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله ولا ريب ان هذا جامع لجميع اصول الايمان وفروعه وان البر داخل في هذا المسمى نعم البر بهذا المسمى التقوى البر داخل وعرفنا ايضا في اه فيما سبق مسمى البر الذي يجمع الخير كله ان ان التقوى داخلة في ذلك المسمى نعم قال رحمه الله واما عند اقتران احدهما بالاخر كقوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى هنا ننتبه الى ان التعريف السابق للبر والسابق ايضا للتقوى تعريف له بالاطلاق لانه يشمل الخير كله والدين اجمعه لكن عند عند الاقتران عند اقتران احدهما بالاخر كما في الاية المعني اه شرحها هنا وهي قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى فان المعنى يفترق يأخذ البر جزء من المعنى العام والتقوى يأخذ الجزء الباقي يقتسمان المعنى العام يأخذ البر جزء من المعنى والتقوى تأخذ الجزء الباقي عن قاعدة التي اشرت وذكرها الحافظ ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم قال ان من الاسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند افراده واطلاقه فاذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعظ تلك المسميات والاسم المقرون به دال على باقيها نعم قال رحمه الله واما عند اقتران احدهما بالاخر كقوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى فالفرق بينهما فرق بين السبب المقصود لغيره والغاية المقصودة لنفسها فان البر مطلوب لذاته اذ هو كمال العبد وصلاحه الذي لا صلاح له بدونه كما تقدم واما التقوى فهي الطريق الموصلة الى البر والوسيلة اليه ولفظها يدل على هذا فانها فعلى من وقى يقي وكان اصلها وقوى فقلبوا الواو تاء كما قالوا تراث من الوراثة. وتجاه من الوجه وتخمة من الوخم ونظائره فلفظها دال على انها من الوقاية فان المتقي قد جعل بينه وبين النار وقاية فالوقاية من باب دفع الضرر والبر من باب تحصيل النفع. فالتقوى كالحمية والبر كالعافية والصحة. نعم بيان من ابن القيم رحمه الله تعالى للبر والتقوى اذا اجتمعا في الذكر وعرفنا القاعدة ان هذه الالفاظ وهذه الاسماء اذا اجتمعت في الذكر افترقت في المعنى اصبح لكل لفظ معنى خاص اصبح لكل معنى لفظ خاص والذي حرره ابن القيم رحمه الله تعالى في الفرق بينهما ان البر مطلوب لذاته والتقوى طريقة موصلة اليه طريقة موصلة اليه لان التقوى وقاية التقوى وقاية كانك بالبر تفعل الخيرات الموصلة الى الله سبحانه وتعالى وبالتقوى تتقي ما يعثرك عن الوصول الى هذه الخيرات ويثنيك عن هذا الطريق وهي المعاصي ولهذا ولهذا اه جاء عن غير واحد من السلف في الفرق بينهما حال الاجتماع وهذا يعني جاء في التفسير المأثور عن بعض السلف ابن عباس وغيره قالوا البر فعل المأمور والتقوى ترك المحظور ترك المحظور اي اجتناب المنهي فالتقوى البر فعل المأمور ما امر الله سبحانه وتعالى به من انواع الطاعات والتقوى اجتناب المنهج اجتناب ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه تجتنب المنهي واجتناب المنهي في دفع دفع الظرر مثل ما ذكر ابن القيم. والبر الذي هو فعل الطاعات والاوامر من باب تحصيل المنافع واكتساب الارباح العظيمة بالطاعات التي يقوم بها العبد متقربا بها الى الله سبحانه وتعالى. قال فالتقوى كالحمية والبر كالعافية والصحة. نعم قال رحمه الله وهذا باب شريف ينتفع به انتفاع وهذا باب شريف ينتفع به انتفاع عظيم في فهم الفاظ القرآن ودلالاته ومعرفة حدود ما انزل الله على رسوله فانه هو العلم النافع وقد ذم سبحانه في كتابه من ليس له علم بحدود ما انزله على رسوله فان عدم العلم بذلك مستلزم مفسدتين عظيمتين احداهما ان يدخل في مسمى اللفظ ما ليس منه. فيحكم له بحكم المراد من اللفظ. فيسوى بينما فرق الله بينه وما والثانية ان يخرج من ان يخرج من مسماه بعض افراده الداخلة تحته فيسلب عنه حكمه فيفرق بينما جمع الله بينهما. نعم. قوله رحمه الله هذا باب شريف اي معرفة الحدود حدود ما انزل الله والحدود عندما يقول تلك حدود الله هذا في باب الاوامر. وايضا في باب النواهي فحدود الله التي هي اوامره التي امر عباده به بها سبحانه وتعالى لابد من معرفتها من اجل ان يفعلها العبد متقربا بها الى الله سبحانه وتعالى وحدوده التي هي النواهي حدوده سبحانه وتعالى التي هي النواهي لابد من معرفتها من اجل ان يجتنبها العبد لان من لم يعرف حدود حدود الله التي نهى الله عنها كيف يجتنبها ومن لم يعرف حدود الله التي امر بها كيف يفعلها فلا بد من هذا الباب الشريف من العلم معرفة الحدود معرفة الحدود حدود ما انزل الله سبحانه وتعالى وهذا يتناول باب الاوامر ويتناول باب النواهي تلك حدود الله فلا تعددوها تلك حدود الله فلا تقربوها الحدود في في الاوامر وكذلك في النواهي لابد من معرفة حدود الله التي هي اوامره لتفعل ولابد ايضا من معرفة حدود الله التي هي نواهيه لتجتنب وتتقى ومن لم يكن على معرفة ما الذي يحدث؟ يقول اه يستلزم مفسدتين عظيمتين ان يدخل في مسمى اللفظ ما ليس منه فيحكم له بحكم المراد من اللفظ عندما ادخل في اللفظ ما ليس منه وهذا من جهله بحدود الله. لانه لو كان على علم بحدود الله لما ادخل فيها ما ليس منها فيسوي بينما فرق الله بينهما والثاني ان يخرج من مسمى اللفظ بعظ افراده الداخلة تحته فيسلب عنه حكمه فيفرق بينما جمع الله بينهما نعم قال رحمه الله والذكي الفطن يتفطن لافراد هذه القاعدة وامثلتها فيرى ان كثيرا من الاختلاف او اكثره انما نشأ عن هذا الموضع وتفصيل هذا لا يفي به كتاب ضخم ومن هذا لفظ الخمر فانه اسم شامل لكل مسكر فلا يجوز اخراج بعظ المسكرات منه وينفى عنها حكمه وكذلك لفظ الميسر واخراج بعظ انواع القمار منه وكذلك لفظ النكاح وادخال ما ليس بنكاح في مسماه وكذلك لفظ الربا واخراج بعظ انواعه منه. وادخال ما ليس بربا فيه وكذلك لفظ الظلم والعدل والمعروف والمنكر ووالمعروف والمنكر ونظائره اكثر من ان تحصى والمقصود ان المقصود من اجتماع الناس وتعاشرهم التعاون على البر والتقوى فيعين كل واحد صاحبه على ذلك علما وعملا فان العبد وحده لا يستقل بعلم ذلك ولا بالقدرة عليه فاقتضت حكمة الرب سبحانه ان جعل النوع الانساني قائما بعضه ببعض معينا بعضه لبعض ثم قال تعالى ولا تعاونوا عليها قائما بعضه ببعض معينا بعضه لبعض نعم هذا كلام عظيم جدا ينبه فيها ابن القيم رحمه الله تعالى على ما ينبغي ان يستفيده المسلم وطالب العلم من هذه الاية العظيمة وتعاونوا على البر والتقوى فيقول المقصود ان آآ المقصود من اجتماع الناس وتعاشرهم التعاون ان اخلفوا هذا الامر التعاون على البر والتقوى فلم يجعلوه مقصودا لتعاشرهم حصل بينهم تعاون على غير ذلك وشبه ما يقوله ابن القيم هنا رحمه الله بكلام اهل العلم في اللسان اللسان لابد له من كلام ان لم يشغله صاحبه بكلام في خير وفائدة اشتغل بالباطل واللهو والناس في اجتماعاتهم لابد من تعاون لابد من تعاون في اجتماعات الناس لابد من تعاون ان لم يكن همتهم في اجتماعهم التعاون على البر والتقوى انحرف امر التعاون فيهم الى تعاون على خلاف ذلك ولهذا ينبغي على الناس ان يجعلوا من انفسهم همة في اجتماعهم على التعاون الذي امرهم الله به. وتعاونوا على البر والتقوى قال والمقصود ان المقصود من اجتماع الناس وتعاشرهم التعاون على البر والتقوى. فيعين كل واحد صاحبه على ذلك علما وعمل فان العبد وحده لا يستقل بعلم ذلك ولا بالقدرة عليه ولهذا لا بد من تعاون لابد من تعاون قد قال الله سبحانه وتعالى آآ لنبيه موسى عليه السلام سنشد عضدك باخيك المؤمن باخوانه معونة له على الخير وعلى طاعة الله سبحانه وتعالى وكل ما وفق المرء لاخوان يشدون من ازره ويعينونه على طاعة الله كان ذلك اكثر اه واقوى له في المظيء في طريق الخير والعبادة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى والسلامة من الملاهي من من المهالك قال فاقتضت حكمة الرب ان جعل النوع الانساني قائما بعظه ببعظ معينا بعظه لبعظ. هذا امر جعل جبلة في الناس لكن انظر ماذا يكون التعاون بين الناس التعاون موجود في كل المجتمعات لكن من لم يجعلوا همتهم في تعاونهم على البر والتقوى كما امر الله خرج بهما التعاون الى مذاهب شتى وطرائق قددا يتعاونون عليها ويتكاتفون تكاتفا عظيما انظر مثلا ما جاء في الاية وانطلق الملأ منهم ان امشوا واصبروا على الهتكم ان هذا لشيء يراد. هذا تعاون على الصبر على الشرك والبقاء على الكفر بالله سبحانه وتعالى وصد ورد دعوة الانبياء والمرسلين عليهم صلوات الله وسلامه فهذه لفتة عظيمة جدا من من ابن القيم مستفادة من هذه الاية ان التعاون موجود والله سبحانه وتعالى جعل الناس هذا شأنهم معين بعضهم لبعض فان لم يجعلوا تعاونهم قائما على البر والتقوى خرج الى مذاهب شتى وطرائق متنوعة نعم قال رحمه الله ثم قال تعالى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان والاثم والعدوان في جانب النهي نظير البر والتقوى في جانب الامر والفرق ما بين الاثم والعدوان فرق ما بين محرم الجنس ومحرم القدر فالاثم ما كان حراما لجنسه والعدوان ما حرمت الزيادة في قدره او ما حرم ما حرم الزيادة في قدره وتعدي ما اباح الله منه فالزنا وشرب الخمر والسرقة ونحوها اثم ونكاح الخامسة واستيفاء المجني عليه اكثر من حقه ونحوه عدوان فالعدوان هو تعدي حدود الله هو تعدي حدود الله التي قال فيها تلك حدود الله فلا تعتدوها. ومن يتعدى حدود الله فاولئك هم الظالمون وقال في موضع اخر تلك حدود الله فلا تقربوها فنهى عن تعديها في اية وعن قربانها في اية وهذا لان حدوده سبحانه هي النهايات الفاصلة بين الحلال والحرام ونهاية الشيء تارة تدخل فيه فتكون منه وتارة لا تكون داخلة فيه فيكون لها حكم مقابله فبالاعتبار الاول نهى عن تعديها. وبالاعتبار الثاني نهى عن قربانها نعم يوضح هذا الذي ذكر رحمه الله تعالى في معنى حدود الله الحديث الذي فيه المثل العظيم الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ظربه للعباد قال عليه الصلاة والسلام ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط ابواب وعلى الابواب ستور مرخاة وداع من اول الصراط يقول يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا وداع من فوق الصراط يقول يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلجه اما الصراط المستقيم فهو الاسلام واما السوران فحدود الله واما الابواب المفتحة التي عليها سطور مرخاة فمحارم الله واما الداعي من اول الصراط فكتاب الله واما الداعي من فوق الصراط فواعظ الله واعظ الله في قلب كل مسلم يقول ابن القيم رحمه الله تعالى حدود الله هي النهاية الفاصلة بين الحلال والحرام اذا ذكرت هذا المثل العظيم وفي حديث صحيح ثابت في المسند وغيره اذا ذكرت هذا المثل اتضح لك الامر تماما يقول حدود الله هي النهاية الفاصلة او النهايات الفاصلة بين الحلال والحرام ما كان داخل السور ما كان داخل السورين ما هو ما كان داخل السورين وانت تمشي بداخل السورين في الصراط المستقيم ما كان داخل السورين هذا في حد الحلال حد المشروع حد المأذون المأمور به وما كان خارج السور او خارج السورين هذا والحد الفاصل بينهما هذا السور فاصل بين الحلال والحرام الابواب التي عليها سطور مرخاة هذه منافذ يخرج منها والعياذ بالله من حاد عن الصراط وانحرف عن عن الجادة وخرج عن عن حد الحلال الى حد الحرام والعياذ بالله فحدود الله هي النهايات الفاصلة بين الحلال والحرام ونهاية الشيء تارة تدخل فيه فتكون منه وتارة لا تكون داخلة فيه فيكون لها حكم مقابله فبالاعتبار الاول نهى عن تعديها وبالاعتبار الثاني نهى عن قربانها انها مرة نهى عن تعدي الحدود ومرة لها عن قربانها نهى عن قربانها قال فلا تقربوها هذا المنهي واما الذي امر به واباحه لا نتعداه لا لا نتجاوزه لغيره وحاصل القول فالفرق بين الاثم والعدوان ان الاثم المعاصي الاثم المعاصي والذنوب بانواعها والعدوان الظلم بانواعه الظلم والتعدي بانواعه نعم قال رحمه الله تعالى فصل فهذا حكم العبد فيما بينه وبين الناس وهو ان تكون مخالطته لهم تعاونا على البر والتقوى علما وعملا واما حاله فيما بينه وبين الله تعالى فهو ايثار طاعته وتجنب معصيته. وهو قوله تعالى واتقوا الله نعم يعني سبق ان قرر ابن القيم رحمه الله تعالى في اول هذه الرسالة او اول هذه الوصية ان الاية اشتملت على جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم فيما بينهم في بعضهم بعضا وفيما بينهم وبين ربهم اما الذي بينهم بعضهم بعضا ففي قوله وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واما فيما بينهم وبين الله ففي قوله سبحانه وتعالى واتقوا الله واتقوا الله اي حققوا تقواه سبحانه وتعالى بتعظيمه التعظيم اللائق به وبمعرفته ومعرفة عظمته وجلاله وبالايمان به وتوحيده واخلاص الدين له سبحانه وتعالى وقدره جل وعلا حق قدره وايثار طاعته وتجنب معاصيه سبحانه وتعالى فهذا فيما يتعلق بين في حال العبد بينه وبين الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله واما حاله فيما بينه وبين الله تعالى فهو ايثار طاعته وتجنب معصيته. وهو قوله تعالى واتقوا الله فارشدت الاية الى ذكر الى ذكر واجب العبد بينه وبين الخلق وواجبه بينه وبين الحق الذي بينه بين الخلق في قوله وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان والذي بين العبد وبين الحق الله سبحانه وتعالى في قوله واتقوا الله نعم قال رحمه الله ولا يتم له اداء الواجب الاول الا بعزل نفسه من الوسع. ولا يتم ولا يتم له اداء الواجب الاول الا بعزل نفسه من الوسط والقيام بذلك لمحض النصيحة والاحسان رعاية الامر ولا يتم له اداء الواجب الثاني الا بعزل الخلق من البين والقيام به لله اخلاصا ومحبة وعبودية فينبغي التفطن لهذه الدقيقة التي كل خلل يدخل على العبد في اداء هذين الواجبين انما هو من عدم مراعاتها علما وعملا نعم هذا كلام عظيم جدا ينبه فيه ابن القيم رحمه الله تعالى على اهمية الاخلاص وقصد الله وحده سبحانه وتعالى بالعمل والا يرى الانسان نفسه شيئا بل يؤدي ما يؤديه من اعمال سواء فيما يتعلق في تعاونه مع العباد على البر والتقوى قربة لله وطلبا لما عند الله سبحانه وتعالى وكذلك فيما يتعلق بحقوق الله وايثار طاعته والبعد عن معاصيه يؤديها ايضا لاجله سبحانه وتعالى وطلب مرضاته فيقول ابن القيم لا يتم الواجب الاول وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان الا بعزل نفسه عن الوسط الا بعزل اه الا بعزل نفسي من الوسط والقيام بذلك لمحض النصيحة والاحسان ورعاية الامر. انتبه لهذا يقول ابن القيم هذه دقيقة ينبغي التفطن لها عزل نفسه من الوسط عندما يأمر لما يدعو لما ينصح لما يعظ لما يخطب لما يدرس ويعلم لما يؤلف ويكتب كتابا الى غير ذلك قد تقفز نفسه هنا تطلب شيئا تقفز الى الوسط ليكون لها شيء ما هو شهرة صيتا سمعة ذكرا ثناء الى غير ذلك. تطلب ذلك ويكون مقصودا فيقول رحمه الله تعالى ينبغي ان يعزل نفسه من الوسط الشافعي رحمه الله في عزل نفسه من الوسط الذي عبر عنه ابن القيم هذا التعبير يقول وددت لو ان الناس دخلوا في دين الله افواجا ولو قرض جسمي بالمقاريض قول الله سبحانه وتعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة. قال ابن قال شيخ الاسلام ام حامدة ابن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد لما اورد هذه الاية قال ادعو الى الله لا الى نفسي لان بعظ الناس قد يدعو الى دين الله الى الخير الى الفظيلة الى غير ذلك لكنه مبطن مع ذلك دعوة الى ماذا الى نفسه من حيث الصيت الشهرة السمعة شيء جديد الان في زماننا كسب الاصوات قل له اصوات كثيرة هذه الامور كلها يعزلها ولا يقوم التعاون على البر والتقوى الا بعزل آآ النفس من الوسط والقيام بذلك لمحض النصيحة لمحض النصيحة والاحسان ورعاية الامر فقط يفعل ذلك نصحا ديانة تقربا لله لا يريد شيء لنفسه لا يريدوا شيئا لنفسه وانما يفعل ذلك نصحا لله رغبة في ان يهتدي العباد وان يفعلوا طاعة الله ان يتقربوا الى الله وتعالى هذا في جانب التعاون على البر والتقوى في جانب حق الله واتقوا الله يقول لا يتم اداء هذا الواجب الا بعزل الخلق من البين عزل الخلق من البين ان يكون بين العبد وبين الله في ادائه الطاعات وفعله لحقوق الله سبحانه وتعالى بعزل الخلق من البين والقيام به لله اخلاصا ومحبة وعبودية فاذا جاء في العبادة اذا جاء في باب العبادة الصلاة والصيام والصدقة وادخل الخلق هنا كيف يدخلهم اخوف ما اخاف على امتي الشرك الخفي قال يقوم الرجل فيزين يزين صلاته لما يرى من نظر الرجل لما يرى من نظر الرجل فهذا لا بد ان يعزل عزل الخلق من آآ عزل الخلق من البين يعني ان يكون بين العبد وبين الله في اخلاصه وعبادة عبادته لله فاذا وجد الخلق هنا خرج عن الاخلاص الى ماذا الى الرياء الى السمعة الى غير ذلك من خوارم النية فيحذر العبد من ذلك اشد الحذر فيقوم به لله خالصا ومحبة وعبودية لله. قال فينبغي التفطن لهذه الدقيقة التي كل خلل يدخل العبد في يدخل العبد في يدخل على العبد في اداء هذين الواجبين انما هو من عدم مراعاتها علما وعملا نعم قال رحمه الله وهذا هو معنى قول الشيخ عبد القادر رحمه الله كن مع الحق بلا خلق ومع الخلق بلا نفس. ومن لم يكن كذلك لم يزل في تخبيط. ولم يزل امره فرطا والمقصود بهذه المقدمة ذكر ما بعدها. قال وهذا هو معنى قول الشيخ عبد القادر اي الجيلان قدس الله روحه كن مع الخلق كن مع الحق بلا خلق كن مع الحق اي مع الله بلا خلق اي اعزل الخلق من البين بينك وبين الله فاجعل عباداتك واعمالك وطاعاتك وقرباتك اجعلها كلها خالصة لله لا تبتغي بها الا وجه الله سبحانه وتعالى وكن مع الخلق بلا نفس وكن مع الخلق بلا نفس يعني قصده رحمه الله من كونك مع الخلق بلا نفس اي لا تجعل لنفسك آآ حظا تطلب حظا لنفسك وتعامل الخلق انت تطلب محض حضي نفسك يعني مثلا بعض الناس قد يعظ ويذكر وهو في وعظه وتذكيره يبحث شيئا لنفسه يطلب شيئا لنفسه كن مع الخلق بلا نفس لا ترى نفسك شيئا لا ترى نفسك شيئا لا فيما تقدمه من علم ومن وعظ ومن تذكير كل ذلك لا ترى لنفسك شيئا واجعل ما تقوله لهم محض نصيحة ورغبة ورغبة في اه نفعهم وافادتهم وان يكون صلاحهم بهذا الخير الذي اه اه ييسره الله سبحانه وتعالى لهم من طريقك ومن لم يكن كذلك لم يزل في تخبيط ولم يزل امره فرطا. ومعنى فرط اي ظائعا يظيع عليه امره ولا يجتمع امر الانسان الا بان يخلص دينه لله سبحانه وتعالى وان يقصد بعمله اه التقرب الى الله سبحانه وتعالى وحده جل في علاه. قال والمقصود بهذه المقدمة ذكر ما بعدها سينتقل الى الحديث عن السير والسفر الى الله سبحانه وتعالى وما يحتاج هذا السير ما يحتاج اليه هذا السير من الزاد وما الذي اه ينهض بالمسلم للمحافظة على هذا السير وقوته كل هذا يأتي تفصيله في اه الفصل الاتي عند ابن القيم رحمه الله تعالى نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقه وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم غفر الله لنا ولكم وللمسلمين يقول ما السبيل الى تحقيق التعاون على البر والتقوى مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي اشرت فيما سبق ان هذه الوصية العظيمة لابن القيم رحمه الله تعالى نحتاج الى ان نفقهها جيدا ولا سيما مع هذه الوسائل الحديثة وسائل التواصل الاجتماعي. هكذا تسمى وسائل التواصل الاجتماعي لكن ان نظرت في حقيقتها في كثير من الناس فهي وسائل التفكك الاجتماعي وسائل التفكك الاجتماعي وتجد مثلا في بعض المجتمعات او الاجتماعات اجتماعات التواصل بين الاخوة او الاحبة او الاقارب تجد من هو معهم في المجلس بجسمه ولكنه في واد اخر بعيد من خلال هذا الجهاز الذي في يده بل انه قد يكون في المجلس حديث هو ذكر لله سبحانه وتعالى ويكون احد الجالسين خارج من من المجلس من خلال هذا الجهاز في واد من اودية الفساد بهذا يعلم ان هذه الاجهزة خطيرة جدا وهي سلاح ذو حدين ان لم يحسن المرء استخدامها في الخير اهلكته لان ابواب الشر فيها كثيرة جدا ولهذا اقول اجابة على سؤال هذا السائل الكريم في كل مرة تفتح هذا الجوال للتواصل اذكر الاية الكريمة وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. فاحذر ان ان يكون منك من خلال هذا الجهاز اي شيء في باب التعاون على الاثم والعدوان وكن حريصا اشد الحرص على ان تكون من خلال من المتعاونين على البر والتقوى او يستعمل في هذا وفي هذا يعينك على ذلك امر انبهك عليه ينفعك الله سبحانه وتعالى به في كل مرة تفتح فيها هذا الجهاز تذكر ان ما سيكون فيه جزء من عملك الذي يسألك الله عنه يوم القيامة هذا مهم جدا جزء من عملك الذي يسألك الله عنه يوم القيامة. كثير من ممن يستعملون الجوال يدققون في استعماله خوفا من الفاتورة والرصيد ونفاذه فيضبط نفسه مراعاة لهذا ومراعاة الحساب يوم القيامة من باب اولى هذا التدقيق الذي يكون في الجهاز من اجل رعاية الرصيد تدقيق فيه من اجل رعاية الرصيد يوم القيامة رصيد الحسنات او السيئات والعياذ بالله يكون من باب اولى ولهذا في كل مرة يستخدم هذا الجهاز ينبغي ان يحرص على هذا على هذه الوصية العظيمة لابن القيم رحمه الله تعالى في معنى قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على اه الاثم والعدوان سبحان الله من خلال الاجهزة اصبح الامر يعني في في غاية غاية الخطورة من حيث التأثير في الخير او التأثير في الشر الان الفائدة الفائدة الطيبة عندما انشرها من خلال هذه الوسائل تجدها في اللحظة الواحدة التي وضعتها وضعتها في جهازك و ضغطت عليها زرا واحدا في الجهاز تجدها مجرد ان ضغطت هذا الزر وصلت الى ماذا الى ان افاق الدنيا واطراف الارظ ومثل ذلك في الشر الذي قد يظعه الانسان قديما كان الواحد ان تكلم بكلمة طيبة سمعها من حوله بالكاد ان تصل الى بلدان بعيدة. لكن الان في اللحظة نفسها تصل الدنيا كلها فاذا كانت تصل الى هذا الخلق الكبير احذر ان يصل اليه من طرفك شرا. لا ابتداء ولا تسببا انتبه لا ابتداء ولا تسببا ابتداء ان تنشئ كلاما انت تكتبه او تقوله بلسانك ثم ترسله الى الناس ولا تسببا من خلال الرسائل التي تأتيك ويقال لك انشر لا تنشر الا ما يكون عندك تحقق كم من الاحاديث الموضوعة تنشر ويكتب تحتها انشر تؤجر وكم من التحقيقات الفاسدة والاراء الكاسدة والاقوال الضعيفة التي تنشر من خلال هذه الاجهزة فلا تنشر شيئا منها لا ابتداء ولا تسببا واذكر ان ما يكون في هذا الجهاز كله من عملك الذي ستحاسب عليه يوم القيامة سواء ما كتبت فيه او سجلته فيه بصوتك او نظرت فيه اليه بعينك او سمعته باذنك او اي وسيلة كل اه كانت منك من خلال هذا الجهاز كل ذلك من عملك. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. نعم الله اليكم يقول ما الحيلة اذا قل المعين على البر والتقوى الحيلة اولا الدعاء آآ احد التابعين الان نسيت آآ اسمه وحديثه في السنن يقول اا اقبلت على المدينة فقلت اللهم ارزقني رفيقا صالحا فرزقني الله بابي هريرة ورافقه واستفاد منه الدعاء الدعاء تسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقك الرفيق الصالح هذه من الدعوات المهمة ان يرزقك الرفيق الصالح الاخ المعين على طاعة الله سبحانه وتعالى واذا وجدت هذا الرفيق لا تفرط فيه لا تفرط فيه لا تضيعه احيانا تضيع الرفيق بكلمة قاسية تكون منك بجرح لمشاعره بتعد عليه الى غير ذلك اذا وجدت الرفيق حافظ عليه حافظ عليه بطيب اسلوبك وحسن كلامك وطيب معشرك وطلاقة وجهك ولطفك معه حتى تبقى الاخوة الاخوة بقاؤها لها اسباب فلا بد من ذلك ولابد ايضا من من بحث عنا عن الاخيار ولابد من صبر النفس على مجالستهم. واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا وعلى ذكر الاجهزة الحديثة الاجهزة الحديثة اصبحت الان صاحب اما صاحب خير او صاحب شر فتحرص ايضا في هذا الباب على ان ان ان تكون صحبة هذه الاجهزة لك صحبة خير لا صحبة شر. وهذا من خلال النوافذ التي يدخل اليها المرء من خلال هذه الاجهزة اما نوافذ خير او نوافذ شر والعياذ بالله نعم احسن الله اليكم يقول هل هذا التعريف صحيح اي للتقوى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل. هذا ينسب اه لبعض السلف ولعله ينسب لعلي اه اه لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه والمعاني التي فيها جملة صحيحة لكن من حيث بيان حد التقوى وتعريف المراد فيها فان اجمع ما قيل في في حدها ان تعمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله خيفة عقاب الله لان لان تقوى الله سبحانه وتعالى هي آآ العمل بالطاعة طاعة الله في الاوامر والنواهي بامتثال الاوامر واجتناب النواهي ايمانا واحتسابا. ايمانا واحتسابا نعم احسن الله اليكم يقول لماذا اشتد خوف من خاف من هذه الاية وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون نعم آآ السلف رحمهم الله اهل فقه في في كتاب الله سبحانه وتعالى وعندما يقرأ الاية يكون لها وقع في قلبه مبني على حسن التدبر لمعنى الاية ولهذا يشتد خوفهم عندما يقرأ مثل قول الله سبحانه وتعالى وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون يخاف على نفسه العبد في الطاعات التي يقدمها والعبادات التي يفعلها بين الرجاء والخوف بين الرجاء والخوف وهذه الايات التي يقرأها اذا قرأ هذه الاية خاف لكن يقرأ ايات بعدها يرجو ولهذا المؤمن ليس في الخوف وحده بل في الخوف والرجاء هناك ايات مثل هذه تحرك في قلب جانب الخوف وهناك ايات اخرى تفتح ايضا باب الرجاء. نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم هذا رجا وان عذابي هو العذاب الاليم هذا خوف المؤمن بين الرجاء والخوف اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. نعم الله اليكم يقول هل كل تعاون خرج من كونه مبنيا على البر والتقوى يكون مذموما اه ان لم يكن اه تعاونا على البر والتقوى خرج عن هذا الباب خرج عن هذا الباب الى الى امر يذم عليه اما في فساد ومحرمات واثام او تضييع للاوقات او تضييع للاوقات فيما لا فائدة فيه ولا طائل من وهائه فالخير كل الخير ان ان يكون اجتماع الاخوان على هذا المعنى الذي اه جاء في الاية وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله نعم احسن الله اليكم يقول هل يجوز الجمع بين نية السفر للعمرة والعلاج في ذلك البلد؟ نعم لا بأس ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم. من حج او او اعتمر وهو في هذه السفرة نوى علاجا في في مكة او نوى ايضا بيعا وشراء شيئا يشتريه او يبيعه هذا كله لا حرج عليه في ذلك نعم احسن الله اليكم يقول كثير من الشباب يشتكي من تعلق القلب بغير الله كالنظر الى الصور وغير ذلك ويجدون شدة في ذلك فما نصيحتكم وما علاج ذلك نعم هذا يجده لانه اطلق لنفسه العنان وارخى لها الزمام ولم يزمها بزمام الشرع. لان النفس ان لم تزمم فلتت ووقعت في في مثل هذه المعاني التي يذكر آآ هذا السائل في سؤاله ونكتفي بهذا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا