الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن القيم الجوزي رحمه الله وقال تعالى النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وهذا دليل على ان من لم يكن الرسول اولى به من نفسه فليس من المؤمنين وهذه الاولوية تتضمن امورا منها ان يكون احب الى العبد من نفسه لان الاولوية اصلها الحب ونفس العبد احب اليه من غيره. ومع هذا فيجب ان يكون الرسول اولى به منها اب اليه منها فبذلك يحصل له اسم الايمان ويلزم من هذه الاولوية والمحبة كمال الانقياد والطاعة والرضا والتسليم وسائر لوازم المحبة من الرضا بحكمه والتسليم لامره وايثاره على كل من سواه الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الدليل الثاني من الادلة ادلة القرآن الكريم التي ساقها ابن القيم رحمة الله عليه في بيان ما يتعلق بهذا المطلب العظيم. والذي هو الهجرة الى الرسول عليه الصلاة والسلام بالاتباع والاهتداء بهديه عليه الصلاة والسلام ان يحكمه في كل الامور وان يعول على هديه وسنته صلى الله عليه وسلم في جميع الاعمال فاورد هذه الاية الكريمة قول الله سبحانه وتعالى النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم ففيها انه عليه الصلاة والسلام اولى بكل مؤمن ومؤمنة من نفسه وهذا كما سيأتي في بيان ابن القيم رحمه الله يتضمن معاني عظيمة تستفاد من قوله النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم من هذه المعاني المستفادة من هذه الاية ان الواجب ان تكون محبة النبي صلى الله عليه وسلم مقدمة على محبة النفس والوالد والولد والناس اجمعين ولا يتم الايمان الا بذلك كما جاءت السنة مصرحة بهذا قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين في حديث عمر في صحيح البخاري قال قلت يا رسول الله والله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي فقال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه قال عمر والله لانت الان احب الي حتى من نفسي قال الان يا عمر اي الان يتحقق اه الايمان فهذا المعنى الذي هو تقديم محبة النبي عليه الصلاة والسلام على محبة النفس الوالد والولد والناس اجمعين وهو مصرح به في اه السنة كما قدمت مستفاد من هذه الاية النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم فاذا كان اولى لكل مؤمن ومؤمنة من نفسه فوجب ان تكون محبته مقدمة على محبة النفس مقدمة على محبة النفس ثم هذه المحبة التي تكون مقدمة على محبة النفس ليس بمجرد الادعاء ليس بمجرد الادعاء لانه من السهل على كل انسان واليسير على كل اللسان ان يقول اني احب الرسول عليه الصلاة والسلام محبة مقدمة على محبتي لنفسي كلمة هينة هينوا قولها او يسير قولها على اللسان فالعبرة ليست بمجرد القول او مجرد الدعوة بل لابد ان يظهر برهان ذلك ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله ويلزم من هذه الاولوية والمحبة كمال الانقياد والطاعة كمال الانقياد والطاعة والرضا والتسليم وسائر لوازم المحبة وشاهدوا ذلك قول الله سبحانه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم فكانت هذه الاية محنة في هذا الباب كانت هذه الاية محنة وامتحانا في هذا الباب يمتحن او يمتحن المرء نفسه في ضوئها ولهذا قال ابن كثير رحمه الله تعالى هذه الاية حاكمة على كل من ادعى محبة النبي عليه الصلاة والسلام بان دعواه كاذبة ما لم يا يلزم النهج النبوي والطريقة المحمدية طريقة محمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ونقل عن بعض اهل العلم انه قال ليس الشأن ان تحب ولكن الشأن ان ان تحب اي ان يحبك الله والله سبحانه وتعالى لن يحبك بمجرد الدعوة لن يحبك بمجرد الدعوة بل لا بد من اقامة آآ اه البرهان على صدق هذه المحبة بالاتباع الاهتداء بهدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه نعم قال رحمه الله تعالى ومنها الا يكون للعبد حكم على نفسه اصلا بل الحكم على نفسه للرسول يحكم عليها اعظم من حكم السيد على عبده. والوالد على ولده فليس له في نفسه تصرف قط الا ما تصرف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو اولى به منها. نعم هذه هذا ايضا من هذا من المعاني المستفادة من الاية الا يكون للعبد حكم على نفسه اصلا وانما الحكم اه للرسول عليه الصلاة والسلام لانه اولى اه نفس المرء من نفسه ولهذا ايضا فان من المعاني المستفادة من هذه الاية ان النبي عليه الصلاة والسلام انصح لنفسك منك واحرص على نفسك منك كما قال الله سبحانه وتعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم. بالمؤمنين رؤوف رحيم فمن دلائل هذه الاولوية التي ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الاية ان النبي عليه الصلاة والسلام انصح لنفسك منك واحرص على نفسك ونجاتك من اه من حرصك على نفسك وطلبك لنجاتها فهو اولى بنفسك منك ومن ذلكم انه احرص عليك منك وانصح لنفسك منك واذا اردت شاهد ذلك فانك تراه بينا فانه عليه الصلاة والسلام لا يدعوك الا الى الجنة والمنازل العالية فيها وانظر النفس الى اي شيء تدعو ان لم يجاهدها صاحبها يا ان لم يجاهدها صاحبها ويزمها بزمام السنة وهدي النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم فهو احرص على نفسك منك وانصح لنفسك مني ولهذا يتعين كما ذكر ابن القيم الا يكون للعبد حكم على نفسه اصلا وانما الحكم للرسول عليه الصلاة والسلام واذا جاء حكمه عليه الصلاة والسلام لا يلتفت الى ما تريده النفس وما تطلبه لا يلتفت الى هذا وانما الحكم له وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا نعم قال رحمه الله فيا عجبا كيف تحصل هذه الاولوية لعبد قد عزل ما جاء به الرسول عن منصب التحكيم ورضي بحكم غيره واطمأن اليه اعظم من طمأنينته الى الرسول صلى الله عليه وسلم وزعم ان الهدى لا يتلقى من مشكاته وانما يتلقى من دلالات العقول وان ما جاء به لا يفيد اليقين الى غير ذلك من الاقوال التي تتضمن الاعراض عنه وعما جاء به. والحوالة والحوالة في العلم النافع على غيره وذلك هو الضلال المبين. نعم يتعجب وحق له رحمه الله تعالى من اناس اه اقوام عزلوا ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام عن منصب التحكيم لم يجعلوا الحكم لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام. وانما جعلوا الحكم لاشياء اخرى وهذا يتضح بتأمل المرء في اه الطوائف والفرق في الطوائف والفرق ما الذي جعلته حكما في عقائدها ومذاهبها فان المتأمل يجد ان ان الذي اتخذ حكما في العقائد والمذاهب اشياء كثيرة منهم من جعل الحكم العقل ومنهم من جعل الحكم الاراء ومنهم من جعل الحكم الاذواق المواجيد ونحو ذلك ومنهم من جعل الحكم القصص واشياء من هذا القبيل وهذا يظهر في طريقتهم في الاستدلال اذا اراد الواحد ان يستدل على حكم ما لا يقول قال الرسول عليه الصلاة والسلام وانما يستدل بالعقل المجرد او بالاراء المجردة او بالحكايات والقصص والمنامات واشياء من هذا القبيل حتى ان بعضها هؤلاء من شدة تعصبه لهذه الاشياء التي جعلها هي الحكم وهي التي يستدل بها اذا ذكر له الدليل من حديث الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقبله وقدم تلك عليه فاين هذه الاولوية اين هذه الاولوية التي دلت عليها الاية؟ النبي عليه الصلاة والسلام النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم اينها اذا كان عزله عن ان يكون عليه الصلاة والسلام هو الحكم وهذا فيه تأكيد المعنى السابق وهو قوله رحمه الله الا يكون للعبد للعبد حكم على نفسه اصلا الحكم للرسول صلوات الله وسلامه وبركاته عليه نعم قال رحمه الله ولا سبيل الى ثبوت هذه الاولوية الا بعزل كل ما سواه وتوليته في كل شيء وعرض ما قاله كل احد سواه على ما جاء به فان شهد له بالصحة قبله وان شهد له بالبطلان رده وان لم تتبين شهادته له بصحة ولا بطلان جعله بمنزلة احاديث اهل الكتاب ووقفه حتى يتبين اي الامرين اولى به فمن سلك هذه الطريقة استقام له سفر الهجرة واستقام له علمه وعمله. واقبلت وجوه الحق اليه من كل جهة. نعم من حكى من اه حكم السنة وجعل لها الحكم نطق بالحكمة واقبلت عليه مثل ما قال اه رحمه الله تعالى وجوه الحق من كل جهة لانه اذا حكم من امر السنة على نفسه نطق بالحكمة نطق بالحكمة مثل ما قال اقبلت وجوه اقبلت وجوه الحق آآ اليه من كل جهة لا لا يستقيم امر هذه الهجرة الا بهذا الا بتحكيم اه السنة ولا يتحقق اه هذا المعنى الذي في الاية النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم الا بهذا لا يتحقق الا بهذا ان ان يكون الحكم هو الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لا سبيل الى ثبوت هذه الاولوية الا بعزل كل ما سواه انظر شاهد ذلك في الحديث العظيم حديث العرباظ ابن سارية قال فيه عليه الصلاة والسلام انه من يعش منكم فسار اختلافا كثيرا. اقوال واراء ومذاهب وعقائد الى غير ذلك. سيرى اختلافا كثيرا كيف ننجو ما المخرج؟ اجاب دون ان يسأل وهذا من كمال نصحه عليه الصلاة والسلام قال فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة نعم قال رحمه الله ومن العجب ان يدعي حصول هذه الاولوية والمحبة التامة من كان سعيه واجتهاده ونصبه في الاشتغال باقوال غيره وتقريرها والغضب والحمية لها والرضا بها والتحاكم اليها وعرض ما قال الرسول عليها فان وافقها قبله وان خالفها التمس وجوه الحيل وبالغ في رده لينا واعراضا. كما قال تعالى وان تلو وان تلو او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا. نعم يعني من من هذا شأنه كما وصف ابن القيم رحمه الله تعالى وان كان يدعي المحبة ويدعي هذه الاولوية للنبي عليه الصلاة والسلام لكن واقعه العملي على خلاف لذلك واقعه العملي على خلاف ذلك عزل حكم الرسول عليه الصلاة والسلام واقبل على الاراء والاقوال معظما لها يغظب لها وحميته لها وانتصاره لها ورضاه بها ثم اذا جاء حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عرظه على تلك الاقوال عكس الامر جعلها هي هي القاضية وجعلها هي الحاكمة. عرظ عليها قول الرسول عليه الصلاة والسلام فان وافقها قبله اذا الحديث لم يقبل عنده ماذا ابتداء وانما قبل لما وافق الذي يعتقد او وافق الرأي الذي يراه وان لم يوافق ماذا يصنع تمحل في رده تمهل في رده وتكلف في اه رده مثل ما قال رده لي واعراظا لين واعراضه كما قال تعالى وان تلوا او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا اي مطلع عليكم خبير بكم وباعمالكم واقوالكم وستقفون بين يديه ويحاسبكم على على ذلك فلا نجاة الا باجابة الرسول واتباع اه الرسول فيوم القيامة يوجه الى الى الاولين والاخرين ماذا اجبتم المرسلين ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين وهذا اه كما مر معنا بالامس هذا السؤال عن اه الهجرة الى الرسول اتباعا له وقبله في السورة نفسها سورة القصص قال الله سبحانه وتعالى ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون ولعلي بالامس اخطأت في قراءتها فاستغفر الله نعم قال رحمه الله وقد اشتملت هذه الاية على على اسرار عظيمة نحن ننبه على بعضها لشدة الحاجة اليها قال تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا. وان تلووا او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا لما ذكر ابن القيم رحمه الله مسلك آآ اهل الضلال في التعامل مع النصوص وهو رد النصوص لينا واعراظا واستدل بهذه الاية وان تلوا او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا وقف وقفة عظيمة نافعة مع هذه الاية مع هذه الاية يذكر شيئا من اسرارها وينبه على معاني عظيمة تشتد الحاجة الى بيانها فهذه الاية ليست دليلا ثالثا وانما بالمناسبة لما ذكر حال هؤلاء آآ وقف هذه الوقفة مع هذه الاية يذكر شيئا من اسرارها ومعانيها التي تحتاج آآ اه تشتد الحاجة الى بيانها. نعم قال رحمه الله فامر سبحانه بالقيام بالقسط وهو العدل وهذا امر بالقيام به في حق كل احد عدوا كان اوليا واحق ما قام له العبد بالقسط الاقوال والاراء والمذاهب اذ هي متعلقة بامر الله وخبره فالقيام فيها بالهوى والعصبية مضاد لامر الله. مناف لما بعث به رسله والقيام فيها بالقسط وظيفة خلفاء الرسول في امته وامنائه بين اتباعه. ولا يستحق اسم الامانة الا من قام فيها بالعدل المحض نصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولعباده اولئك هم الوارثون حقا. لا من يجعل اصحابه ونحلته ومذهبه عيارا على الحق وميزانا له يعادي من خالفه ويوالي من وافقه لمجرد موافقته ومخالفته فاين هذا من القيام بالقسط الذي فرضه الله على كل احد وهو في هذا الباب اعظم فرظا واكبر وجوبا. نعم الله جل وعلا امر عباده في هذه الاية الكريمة ان يكونوا قوامين بالقسط ان يكونوا قوامين بالقسط والقسط هو العدل والله يحب اهلي يحب المقسطين يحب اهل العدل والانصاف في الامور كلها بالتعامل مع الولي ومع العدو الله سبحانه وتعالى يحب القسط يحب العدل حتى لو كان من اما من اه يتعامل معه عدوا او بينه وبينه سنئان وبغظاء مثل ما قال الله سبحانه وتعالى في الاية الاخرى في سورة المائدة يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا. اهدلوا هو اقرب للتقوى فامر سبحانه وتعالى بالعدل حتى لو كان بين الا المرء سنئان او معاداة او بعضا العدل بهما العدل به قامت السماوات والارض وامر الله سبحانه وتعالى به وثم نبه هنا على ما يتعلق بالسياق الذي يتحدث عنه رحمه الله تعالى ان احق ما قام له العبد بالقسط الاقوال والاراء والمذاهب يجب ان يكون المرء في هذه قائما بالقسط قواما بالقسط اذ هي متعلقة بامر الله وخبره فالقيام فيها بالهوى والعصبية مضاد لامر الله اين العدل هنا اين العدل؟ اين القسط هنا اذا كانت الحمية للاراء وللمذاهب والاقوال مع الصدود والاعراض عن هدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. اين العدل؟ اذا فهذا مضاد لامر الله منافيا لما بعث به رسله والله عز وجل بعث الرسل ليطاعوا فاين القسط اذا كان يقدم على اقوالهم الاراء والاهواء والعقول والتخرصات والظنون الله يقول وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ثم اشاد رحمة الله عليه باهل العلم اهل البصيرة اهل السنة اهل الدراية بهدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. وان هؤلاء هم خلفاء الرسول عليه الصلاة والسلام في امته وامناؤه بين اتباعه ولا يستحق اسم الامانة الا من قام فيها بالعدل المحض نصيحة لله ولكتابه ولرسوله اولئك هم الوراث حقا كما في الحديث ان آآ ان وان العلماء ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر اي من ميراث الانبياء نعم قال رحمه الله ثم قال تعالى شهداء لله والشاهد هو المخبر فان اخبر بحق فهو شاهد عدل مقبول وان اخبر بباطل فهو شاهد زور فامر تعالى ان نكون شهداء له مع القيام بالقسط وهذا يتضمن ان تكون الشهادة بالقسط ايضا وان تكون لله لا لغيره وقال في الاية الاخرى كونوا قوامين لله شهداء بالقسط فتضمنت الايتان. نعم هنا ننتبه يعني الشيخ الامام ابن القيم رحمه الله ذكر اولا الاية التي في سورة النساء يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله والحديث عن هذه الاية في سورة المائدة قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط كونوا قوامين لله شهداء بالقسط اذا جمعت الايتين والمعاني المستفادة من الايتين تتضمن اربعة امور يتضمن اربعة امور يبينها رحمة الله عليه نعم قال رحمه الله فتضمنت الايتان امورا اربعة احدها القيام بالقسط والثاني ان يكون لله والثالث الشهادة بالقسط والرابع ان تكون لله. نعم هذه امور اربعة مستفادة من اه الايتين واستفاد من الايتين القيام اه اه لله القيام لله ولله هذي فيها الاخلاص مثل ما نبه ان يكون لله اي مخلصا اه في الاية الاخرى كونوا قوامين بالقسط في قيام بالقسط وفيه شهادة بالقسط القيام بالقسط دلت عليه الاية الاولى اية النساء والشهادة بالقسط دلت عليه الاية الثانية وان يكون ذلك كله لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله واختصت اية النساء بالقيام بالقسط والشهادة لله واية المائدة بالقيام لله والشهادة بالقسط لسر عجيب من اسرار القرآن ليس هذا موضع ليس هذا موضع ذكره ثم قال تعالى ليس هذا ليس هذا موضع ذكره ثم قال تعالى ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين فامر سبحانه بان يقام بالقسط ويشهد به على كل احد ولو كان احب الناس الى العبد فيقوم به على نفسه ووالديه الذين هما اصله. واقربيه الذين هم اخص به والصق من سائر الناس فانما في العبد من محبته لنفسه ولوالديه واقربيه يمنعه من القيام عليهم بالحق ولا سيما اذا كان الحق لمن يبغضه ويعاديه قبلهم فانه لا يقوم به في هذه الحال الا من كان الله ورسوله احب اليه من كل ما سواهما. ولا سيما ولا سيما اذا كان الحق لمن يبغضه ويعاديه قبلهم كأنه والله قبلهم لا ادري نعم فانه لا يقوم به في هذه الحال الا من كان الله ورسوله احب اليه من كل ما سواهما وهذا يمتحن به العبد ايمانه فيعرف منزلة الايمان من قلبه ومحله منه. صدق رحمه الله هذا موطن امتحان موطن امتحان عصيب جدا يعني اذا كان آآ في موطن شهادة آآ من يبغضه ويعاديه له الحق من يبغضه ويعادي له الحق وقرابته الحق ليس لهم يكون الانسان في امتحان امتحان شديد لا لا ينجح فيه الا اذا حقق الايمان الا اذا حقق الايمان وحقق ما يقتضيه الايمان والا آآ في هذا الموطن يسقط الانسان امام هذا المحك امام هذا المحك في الامتحان ولهذا لما امر الله سبحانه وتعالى بالشهادة بالعدل حتى لو كانت على الوالدين والاقربين فكيف بالامر اذا كانت على غيرهما اذا كانت على غيرهما اذا كانت على الوالدين والاقربين مطلوبة وان يقوم بالقسط والعدل ويشهد بالحق نعم قال رحمه الله وهذا يمتحن به العبد ايمانه فيعرف منزلة الايمان من قلبه ومحله منه وعكس هذا عدل العبد في اعدائه ومن يشنؤه فانه لا ينبغي له ان يحمله بغضه لهم على ان يجنف عليهم كما لا ينبغي ان يحمله حبه لنفسه ووالديه ووالديه واقاربه على ان يترك القيام عليهم بالقسط فلا يدخله ذلك البغض في باطل ولا يقصر به هذا الحب عن الحق. نعم هذه خلاصة عظيمة لا يدخله ذلك البغض في باطن اذا كان يبغض عدوه لا يظلم فيحملوا هذا البغض على آآ الظلم الباطل واذا كان يحب قريبه لا يحمله آآ هذا الحب على ان يقصر بل الانصاف مطلوب والعدل مطلوب نعم قال رحمه الله كما قال بعض السلف العادل هو الذي اذا غضب لم يدخله غضبه في باطل واذا رظي لم يخرجه رظاه عن الحق نعم هذا هو العادل المنصف الذي اذا غضب لم يدخله غضبه في باطل واذا رظي لم يخرجه رظاه عن الحق وايضا موضوع الغضب موضوع الغضب اه كثيرا ما يحرث الانسان عن العدل كثيرا ما يحرف الانسان عن العدل ويحصل منه في غضبه من الامور والاقوال التي ليست من العدل في شيء ولهذا جاء في الدعاء العظيم اسألك كلمة الحق في الغضب والرضا كلمة الحق في ارضاء قد تكون يسيرة لكن في الغضب الغضب عزيزة الا من اعانه الله سبحانه وتعالى فالعادل حقا هو الذي اذا غضب لم يدخله غضبه في في باطل واذا رضي لم يخرجه رضاه عن اه الحق نعم قال رحمه الله فاشتملت الايتان على هذين الحكمين وهما القيام بالقسط والشهادة به على الاولياء والاعداء ثم قال تعالى ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما. اي ان يكن المشهود عليه غنيا ترجون ترجون وتأملون عود منفعة غناه عليكم فلا تقومون عليه او فقيرا فلا فلا ترجونه ولا تخافونه فالله اولى بهما منكم هو ربهما ومولاهما وهما عبداه كما انكم عبيده. فلا تحابوا غنيا لغناه ولا تطمعوا في ولا تطمعوا في فقير لفقره فان الله اولى بهما منكم. هذا معنى ذكره رحمه الله تعالى لقوله ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما ان يكن اي المشهود عليه يكن اي المشهود عليه غنيا ترجون وتأملون عود منفعة غناه عليكم او كان فقيرا فلا ترجونه ولا تخافون فلا تخافونه ولا تؤملون شيئا فالله اولى بهما اي منكم هذا معنى وثمة معنى اخر قاله رحمه الله وقد يقال فيه معنى اخر احسن من هذا وهو انهم ربما خافوا من القيام بالقسط واداء الشهادة على الغني والفقير اما الغني فخوفا على ما له واما الفقير فلاعدامه. وانه لا شيء له فتتساهل النفوس في القيام عليه بالحق. فقيل لهم الله اولى بالغني والفقير منكم. اعلم بهذا وارحم بهذا فلا تتركوا اداء الحق والشهادة على غني ولا فقير. نعم يعني قد اه قد يترك او تترك الشهادة على الغني خوفا على ماله خوفا على ما لا ان يظيع مثلا بهذه الشهادة او يذهب عنه بهذه الشهادة قد تترك الشهادة خوفا على الفقير لاعدامه وفقره فالله سبحانه وتعالى قال لا تتركوا اداء الحق والشهادة على الغني والفقير فالله اولى بهما لا لا يجعلكم آآ لا يجعل حرص آآ حرصكم عليهم تحيفون في الشهادة فالله اولى اولى بهما الله اولى بهما نعم قال رحمه الله ثم قال تعالى فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا. نهاهم عن اتباع الهوى الحامل على ترك العدل وقوله ان تعدلوا منصوب الموضع على انه مفعول لاجله. وتقديره عند البصريين كراهية ان تعدلوا. او حذار ان تعدلوا فيكون اتباعكم الهوى كراهية العدل وفرارا منه وعلى قول الكوفيين التقدير الا تعدلوا. وقول البصريين احسن واظهر. نعم هذا معنى قوله في في هذا السياق فلا تتبعوا الهوى ان تعدلونها هم عن اتباع الهوى الحامل على ترك العدل ومعنى قوله ان تعدلوا اي كراهية ان ان تعدلوا واتباع الهوى يفضي الى هذا فنهاهم الله سبحانه وتعالى عن اتباع الهوى لان اتباع الهوى يحمل صاحبه على ترك العدل نعم قال رحمه الله ثم قال تعالى وان تلووا او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا. هذا الموضع الذي لاجله ساق بتمامها واخذ يذكر المعاني واللطائف حولها قوله وان تلو او تعرضوا فما الليل وما الاعراظ نعم قال رحمه الله ذكر سبحانه السببين الموجبين لكتمان الحق محذرا منهما متوعدا عليهما. احدهما الليل والاخر الاعراض فان الحق اذا ظهرت حجته ولم يجد من يروم دفعها طريقا الى دفعها اعرظ عنها وامسك عن ذكرها. فكان شيطانا وتارة يلويها او يحرفها واللي مثله نعم يعني هاتان طريقتان متبع الهوى اذا اه اذا جاء الحق مخالفا لما هو عليه كيف يتعامل مع الحق؟ اما ان يعرض اما ان يعرظ عن الحق او يلوي الحق على غير معناه فيحرفه يلويه ويحرفه على غير معناه فيحمله على غير معناه وعلى غير محمله. فاما ان يقابله بالاعراض او يقابله بالليل لية اي اي حرفه عن مدلوله وعن مقصوده وكل من الامرين موجود عند ارباب الباطل واصحاب الاهواء نعم قال رحمه الله والي مثل الفتل وهو التحريف وهو نوعان لين في اللفظ ولين في المعنى فاللي في اللفظ ان يلفظ بها على وجه لا يستلزم الحق. اما بزيادة لفظة او نقصانها او ابدالها بغيرها. او لينا في بكيفية ادائها وايهام السامع لفظا ومراده غيره كما كان اليهود يلون السنتهم بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا احد نوعي اللي نعم يعني اللي هو تحريف الليل هو التحريف و حمل الكلام على غير محمله حمل الكلام على غير محمله وهذا من من طرائق اهل الباطل وهو متلقى من اليهود يحرفون الكلمة عن مواضعه ومتلقى عنهم وهي طريقتهم وهي طريقتهم وقد قال عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قلما قل قيل اليهود والنصارى قال فمن كلا الليل النص هو تحريفه وحمله على غير معناه والتحريف مثل ما ذكر ابن القيم لفظي ومعنوي لفظي ومعنوي وتجدون في هذا بحثا موسعا لابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الصواعق في مختصره انتصر الصواعق تكلم وذكر امثلة اه توضح اه اه التحريف بانواعه اللفظي آآ بنوعيه والمعنى بنوعيه وذكر الامثلة على ذلك رحمه الله قال رحمه الله والنوع الثاني منه لي المعنى وهو تحريفه وتأويل اللفظ على خلاف مراد المتكلم به وتحمله ما لم يرده ما لم يرده وتحماله ما لم يرده تحماله ان يحمله يحمل النص ما لم يرد هذا التحريف او المعنوي او التعريف المعنوي آآ تأويل اللفظ على على خلاف مراد المتكلم تحريف المعنوي ان يعطى اللفظ معنى لفظ اخر ان يعطى اللفظ معنى لفظ اخر تحريف اللفظي ان يغير في اللفظ بزيادة آآ بزيادة اه حرف او كلمة او بحركة اعرابية او غير اعرابية هذا كله بين ابن القيم في الكتاب الذي اشرت اليه والتحريف المعنوي ان يعطي اللفظ معنى لفظ اخر فيخرج اللفظ عن اه عن دلالته اصالة باعطائه معنى لفظ اخر وهذه طريقة اهل البدع اذا جيء لهم بنص مثبت لحق هم لا يثبتونه يحمل النص على معنى اخر يقول المراد بهذه الاية او بهذا الحديث كيت وكيت يعطيه معنى اخر بعيد ليس مرادا هذا هو الليل وهو التحريف نعم قال رحمه الله هو النوع الثاني منه لي المعنى وهو تحريفه وتأويل اللفظ على خلاف مراد المتكلم به وتحمله ما لم يرده او يسقط منه بعض ما اراد به ونحو هذا من لي المعاني. فقال تعالى وان تلووا او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا ولما كان الشاهد مطالبا باداء الشهادة على وجهها فلا يكتمها ولا يغيرها. كان الاعراض نظير الكتمان واللي نظير وتغييرها وتبديلها فتأمل ما تحت هذه الاية من كنوز العلم والمقصود ان الواجب الذي لا يتم الايمان بل لا يحصل مسمى الايمان الا به مقابلة النصوص بالتلقي والقبول والاظهار ودعوة الخلق اليها لا تقابل بالاعراض تارة وبالليل اخرى. نعم يعني اه آآ خلاصة الكلام اه ان الواجب الذي لا يتم الايمان بل لا يحصل مسمى الايمان الا به مقابلة النصوص بالتلقي والقبول مثل ما قال الامام الزهري محمد بن شهاب رحمه الله تعالى قال من الله نعم الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم هذا واجبنا واجبنا امة النبي عليه الصلاة والسلام ان نسلم وان نذعن ان ننقاد لما جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه هذا هو الواجب والاظهار لها ودعوة الخلق اليها. لا ان تقابل بالاعراض تارة وبالي اخرى فهذا المسلك ليس آآ مسلك من حقق صدق المحبة والايمان باولوية النبي الكريم عليه الصلاة والسلام التي دل عليها قول الله سبحانه النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم ثم اه ذكر رحمه الله تعالى دليلا اخر ثم ذكر دليلا اخر على مقصود هذا الفصل وهو الدليل الثالث قول الله سبحانه وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وعرفنا طريقته يذكر الدليل ثم يعلق عليه بما يفتح الله اه عليه رحمه الله تعالى آآ نسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا. وان يصلح لنا شأننا كله. والا يكلنا الى الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا صرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا