الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى قال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم فدل هذا على انه اذا ثبت لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم في كل مسألة من المسائل حكم طلبي او خبري فانه ليس لاحد ان يتخير لنفسه غير ذلك الحكم فيذهب اليه وان ذلك ليس لمؤمن ولا مؤمنة اصلا فدل على ان ذلك مناف للايمان وقد حكى الشافعي رضي الله عنه اجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم على ان من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له ان يدعها لقول احد ولا يستريب احد من ائمة الاسلام في صحة ما قال الشافعي رضي الله عنه فان الحجة الواجبة اتباعها على الخلق كافة انما هو قول المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى واما اقوال غيره فغايتها ان تكون سائغة الاتباع لا واجبة الاتباع فضلا عن ان تعارض بها النصوص وتقدم عليها عياذا بالله من الخذلان الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فلا يزال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى يذكر في هذا الفصل المتعلق بالهجرة الى الرسول عليه الصلاة والسلام تأسيا واتباعا واقتداء لا يزال يذكر رحمه الله الادلة من القرآن على هذه الهجرة التي هي اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام ولزوم منهجه القويم صلى الله عليه وسلم وهذا الدليل الثالث من هذه الادلة قول الله سبحانه وتعالى في سورة الاحزاب وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا وهذه الاية واضحة في بيان المقصود هنا الذي هو طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام والتقيد بما جاء عنه والا يكون المرء في هذا الباب انتقائيا يأخذ منها ما اراد ويترك ما لم يرد بل الواجب عليه ان يسلم تسليما وان ينقاد انقيادا تاما لكل ما جاء عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم اي ليس لهم في هذا الذي جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام خيرة ان يتخير المرء لنفسه بان يأخذ مثلا بعضا ويترك بعضا يقبل بعضا ويرد بعضا ليس له ذلك بل الواجب ان يتلقى آآ كل ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام بالقبول والتسليم وهذا كما اشار ايضا الامام ابن القيم رحمه الله في الامور الطلبية والامور الخبرية في الامور الطلبية والخبرية في الحكم الطلبي والحكم الخبري الحكم الطلبي الذي هو الاوامر والنواهي والشرائع والتكاليف الامور الخبرية العقائد وكل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم آآ من اخبار فان كل ذلك يؤمن به بلا تردد وكل ما جاء عنه من اوامر يعمل بها ونواهي تجتنب هذا حال المسلم مع ما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا مقتضى شهادة ان لا اله الا الله طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر والانتهاء عما نهى عنه وزجر والا يعبد الله الا بما شرع قال في كل مسألة من المسائل آآ حكم طلبي او خبري سواء كان الحكم حكما طلبيا او كان الحكم حكما خبريا فانه ليس لاحد ان يتخير لنفسه في ذلك الحكم فيذهب اليه وانما الواجب ان يتلقى كل ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام بالقبول فالاخبار تتلقى بالتصديق و الاوامر تتلقى بالامتثال الاوامر تتلقى بالامتثال والانقياد لما جاء عنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال فدل على ان ذلك مناف للايمان لانه قال الله وما كان لمؤمن فاذا لم يمتثل هذا المظمون الذي دلت عليه هذه الاية فان هذا مناف للايمان ثم نقل هذا النقل العظيم عن الامام الشافعي رحمة الله عليه قال انه حكى اجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم على ان من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له ان يدعها لقول احد وهذا الايمان ينبغي ان ان يعرف بامامته وفضله وعلو مكانته ورفعة شأنه نصرة للدين واحياء لسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهو من الائمة الفحول الكبار المجتهدين وله رحمه الله تعالى كتابات عظيمة في الاصول المتعلقة بالاجتهاد وظبط هذا الامر ظبطا قويما حتى لا يتسنم هذا الامر من ليس اهلا له وانما هذا الامر له رجاله ولهذا في زماننا هذا يكثر عند اصحاب الافكار والاراء التطاول على هذا الامام بالذات رحمه الله تعالى وعلى مقامه العلي الرفيع لماذا؟ لان الاصول التي اصلها في ظبط الاجتهاد الظبط القويم واعتنى بها عناية دقيقة تقطع الطريق على هؤلاء في اجتهادهم المنفلت الظائع الذي مبني في كثير منه على تحقيق الاهواء والرغبات المطامع والتفلت من النصوص ولهذا يقول القائل من هؤلاء هو مجتهد وخالف بعض الائمة قبله ونحن نجتهد مثل ما اجتهد هذا الامام اعني الشافعي رحمه الله ينبغي ان تدرك آآ امامته ومكانته ومنزلته العلية آآ الرفيعة وان يعرف فضله والجهد العظيم الذي بذله في التأصيل والتقعيد في ظبط الامور ومن هذا هذه الكلمة العظيمة ليس لاحد استبانت له سنة النبي صلى الله عليه وسلم ليس له ان يدعها لقول احد كائنا من كان وعنه نقولات عظيمة في هذا المعنى تجدونها في اخر كتاب معارج القبول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى نقل نقول كثيرة عن هذا الامام خاصة الشافعي يوجد عن عن غيره من الائمة نقولات لكن هذا الامام على وجه الخصوص له تميز عظيم جدا في تأصيلات والقواعد التي اه اصلها وقررها فبينها رحمه الله تعالى وهي كما قلت تقطع الطريق على اهل الاجتهاد المنفلت الضائع المبني في كثير منه على الاهواء والميولات والرغبات وما الى ذلك قال ابن القيم رحمه الله مؤكدا ما قاله هذا الامام ولا يستريب احد من ائمة الاسلام في صحة ما قال الشافعي رحمه الله تعالى لان الحق احق ان يتبع والسنة اذا استبانت وظهرت ليس للمرء ان يتكلف ردها لا لشيء الا لهوى والعياذ بالله في نفسه او ميول او شيء نشأ عليه فيبدأ يتكلف في رد النص الواضح ويتكلف في دفعه لينوا اعراضه مثل ما تقدم في كلام الامام ابن القيم رحمه الله ليس لاحد ان يكون كذلك بل الواجب ان يسلم والامام الشافعي له كلمة عظيمة في في هذا يقول اذا صح الحديث فهو مذهبي ولهذا بعض المسائل التي اجتهد فيها وقرر فيها حكما رحمه الله جاء بعض اتباعي فيما بعد وقرروا فيها قولا غير الذي قرره الشافعي ثم يقولون وهذا هو مذهب الشافعي اخذا من قوله اذا صح الحديث قالوا وقد صح الحديث وهو مذهب الشافعي انظر هذه المتانة في العلم وهذا الارتباط الوثيق بسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام حتى القول الذي يصل اليه بالاجتهاد والتحري والتدقيق يقول فيه ان صح الحديث قد يكون بلغه الحديث في هذا الباب من طريق ضعيف فلم يأخذ به فيقول ان صح الحديث فهو مذهبي وهذا من من التعظيم لسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بخلاف من تصح الاحاديث وتستبين دلالتها ثم يتكلف اه ردها العجيب في الامر ان يسمى مثل هذا التكلف في رد الاحاديث اجتهاد وهم رجال يقولون ونحن رجال نجتهد مثل ما اجتهدوا اولئك اجتهدوا في تعظيم السنة وتحري الحق والدعوة لاتباعه وهؤلاء يجتهدون في تكلف رد الحق الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم فشتان بين الطريقين وبون شاسع بين المسلكين قال فان الحجة الواجب اتباعها على الخلق كافة انما هو قول المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى واما اقوال غيره فغايته ان تكون سائغة الاتباع لا واجبة الاتباع فظلا عنان تعارظ بها النصوص وتقدم عليها عياذا بالله من الخذلان. نعم قال رحمه الله وقال تعالى قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم. وان تطيعوه تهتدوا وما عن الرسول الا البلاغ المبين فاخبر سبحانه ان الهداية انما هي في طاعة الرسول لا في غيرها فانه فانه معلق بالشرط فينتفي بانتفائه وليس هذا من باب دلالة المفهوم كما يغلط فيه كثير من الناس ويظن انه يحتاج في تقرير الدلالة منه الى تقرير كون المفهوم حجة بل هذا من الاحكام التي رتبت على شروط وعلقت. فلا وجود لها بدون شروطها. اذ ما علق على الشرط فهو عدم عند عدمه والا لم يكن شرطا له اذا ثبت هذا فالاية نص على انتفاء الهداية عند عدم طاعته. نعم اه هذا الدليل الرابع اه قول الله سبحانه وتعالى في سورة النور قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه اي الرسول عليه الصلاة والسلام ما حمل وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين قال ابن القيم فاخبر سبحانه ان الهداية انما هي في طاعة الرسول لا في غيرها انتبه لقوله لا في غيرها فان الحديث الاتي عن هذه الكلمة آآ انما هي في طاعة الرسول الهداية انما هي في طاعة الرسول لا في غيرها اخذا من قوله وان تطيعوه تهتدوا وان تطيعوه تهتدوا ان تطيعوه فاهتدوا هذا فيه ان الهداية انما هي حصرا في طاعته انما هي حصرا في طاعات الرسول عليه الصلاة والسلام فانه معلق بالشرط فانه معلق بالشرط فينتفي بانتفائه علق الاهتداء بشرط ماذا الطاعة فان انتفت انتفى ان انتفت ان ان انتفى الطاعة انتفى الاهتداء لان الاهتداء معلق بها معلق بها فانه معلق بالشرط فينتفي بانتباهه وليس هذا من باب دلالة المفهوم كما يغلط فيه كثير من الناس لان الالفاظ لها دلالتان كما هو معلوم دلالة منطوق ودلالة مفهوم آآ دلالة المنطوق هي المعنى المستفاد من اللفظ من حيث النطق به المعنى المستفاد من اللفظ من حيث ان النطق به ودلالة المفهوم المعنى المستفاد من اللفظ من حيث السكوت من حيث اه السكوت اللازم لللفظ فيقول ابن القيم رحمه الله ليس هذا من باب دلالة المفهوم ليس هذا من باب دلالة المفهوم لان مثل ما عرفنا الدلالة دلالات منطوق ودلالة مفهوم فما دل عليه اللفظ منطوقا من حيث النطق به هذا يقال ان دلات منطوق واذا كان يفهم من من من اللفظ يسمى ذات مفهوم. يعني مثلا لو لو قيل اه مثلا ان تذاكر تنجح ان تذاكر تنجح هذا فيه منطوقا ان النجاح مرتبط بالمذاكرة الايام اختبارات منطوقا ان النجاح بالمذاكرة ان تذاكر تنجح لو قال قائل هذا يدل ايضا على ان الذي لا يذاكر لا ينجح صحيحة ولا غير صحيحة صحيحة منطوقا او مفهوما كل احد يفهم هذا. هذي تسمى ذات مفهوم دلالة مفهوم وهي دلالة صحيحة معتبرة ولهذا كثير من الاحكام تؤخذ اه من دلالة المفهوم الان لما قال الله سبحانه وتعالى فلا تقل لهما اف عندما يقول قائل هذه الاية تدل على عدم جواز ضرب الوالدين او لعن الوالدين والعياذ بالله او نحو ذلك. الدلال صحيح او لا من باب اولى من باب اولى اذا كان لا يقال اف فهذه اشد من اف فمن باب اولى واحرى دلالة المفهوم دلالة صحيحة لكن ابن القيم هنا ينبه على لطيفة عظيمة جدا يقول ان ان ان قول اه في الاية ان ان تطيعوا تهتدوا انما هي في ان الهداية انما هي في طاعة لا في غيره. لماذا؟ لانه معلق بالشرط هو الان يتحدث عن قوله لا في غيره لا في غيره لان الان اذا قلنا ان تطيعوه تهتدوا فيها ان من اطاع الرسول فيها منطوقا ان من اطاع الرسول ماذا اهتدى لكن هل من اطاع غير الرسول لا يهتدي يقول ابن القيم نص الاية في ذلك الاية تعد نصا في ذلك ليس مفهوما نصا في ذلك لان لان علق الهداية بشرط الطاعة فان لم توجد الطاعة انتفت الهداية فلن تحصل في طاعة غيره صلوات الله وسلامه عليه ولهذا من من كان بعيدا عن الاستجابة والطاعة للرسول عليه الصلاة والسلام فهو فهو بعيد عن الهداية فان لم يستجيبوا لك انتبه للاية فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهوهم ومن اضل ممن اتبع هواه الامر ارتبط بعدم الاستجابة. فاذا لم تكن استجابة للرسول فالمرء متبع لهواه ومن كان متبعا لهواه فهو ماذا ظال ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله قال اوليس هذا من باب دلالة المفهوم كما يغلط فيه كثير من الناس ويظن انه يحتاج في تقرير الدلالة من الى تقرير كون المفهوم حجة بل هذا من الاحكام التي رتبت على شروط وعلقت فلا وجود لها بدون شروطها فلا وجود لها بدون شروطها. اذا ما علق على الشرط فهو عدم عند عدمه. والا لم يكن شرطا له نعم قال رحمه الله وفي اعادة الفعل في قوله تعالى قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول دون الاكتفاء بالفعل الاول سر وفائدة جليلة سنذكرها عن قرب ان شاء الله تعالى دون الاكتفاء بالفعل الاول يعني لم يقل قل اطيعوا الله والرسول كان بالفعل الاول اطيعوا بل اعاد الفعل عند ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام اطيعوا الله واطيعوا الرسول. يقول هذا له سر لطيف وفائدة جليلة سيأتي ذكرها قريبا عنده رحمه الله نعم قال رحمه الله وقوله فان تولوا فانما عليه ما حمل. الفعل للمخاطبين واصله تتولوا. فحذفت احدى اين تخفيفا؟ والمعنى انه قد حمل اداء الرسالة وتبليغها وحملتم طاعته والانقياد له والتسليم كما ذكر البخاري رحمه الله في صحيحه عن الزهري رحمه الله قال من الله البيان وعلى رسوله البلاغ وعلينا التسليم. نعم ما نقل كلام الزهري ام محمد ابن شهاب رحمه الله في هذا الموطن اه الله جل وعلا يقول لعموم المخاطبين فان تولوا فانما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم كل مسؤول عن الشيء الذي حمل حمل الرسول عليه الصلاة والسلام البلاغ وما على الرسول الا البلاغ. بلغ البلاغ المبين. ما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه. بلغ ونصح وادى الامانة عليه الصلاة والسلام وافية وعليكم ما حملتم حملتم الاتباع والاقتداء والاهتداء بهديه عليه الصلاة والسلام قال للزهري من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم على الرسول بلاغ هذا الذي حمل واداه وافيا عليه الصلاة والسلام ولم يمت حتى انزل الله في ذلك تنصيصا وتبيينا اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وعلينا التسليم حملنا هذا ان نسلم وننقاد ونمتثل اوامر الرسول عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله فان تركتم انتم ما حملتموه من الايمان والطاعة فعليكم لا عليه فانه لم يحمل طاعتكم فانه لم يحمل طاعتكم وايمانكم وانما حمل تبليغكم واداء الرسالة اليكم. فان تطيعوه فهو حظكم وسعادتكم وهدايتكم. وان لم تطيعوه فقد ادى ما حمل. وما على الرسول الا البلاغ المبين ليس عليه هداكم وتوفيقكم. نعم اه ان تركتم انتم ما حملتم من الايمان والطاعة فعليكم لا عليه لان الذي عليه اداه حمل البلاغ وقد بلغ لا لا الفين في صحيح البخاري لما ذكر الغلول عظم امره قال لا الفين احدكم يوم القيامة يأتي وعلى رقبتي شاة لها ثغاء فيقول يا رسول الله اغثني فاقول قد ابلغتك الى اخر الحديث ذكر اشياء في كل يقول قد ابلغتك الذي عليه اداه بلغ عليه الصلاة والسلام البلاغ الذي حمل اداه وعليكم اي معاشر المخاطبين ما حملتم وهو الاتباع. انتم مسؤولون عن ذلك ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين قال تعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع حملتم الطاعة والاتباع لهذا الرسول عليه الصلاة والسلام فانه لم يحمل طاعتكم وايمانكم. ليس عليك هداهم ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل هذا هذا بيد الله سبحانه وتعالى حمل البيان والبلاغ وقد ادى ذلك حمل تبليغكم واداء الرسالة اليكم فان تطيعوه فهو حظكم وسعادتكم وهدايتكم وان لم تطيعوه فقد ادى ما حمل صلوات الله وسلامه عليه. نعم قال رحمه الله وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا فامر سبحانه بطاعته وطاعة رسوله. وافتتح الاية بندائهم باسم الايمان المشعر بان المطلوب منهم من موجبات الاسم بالذي نودوا وخوطبوا به كما يقال يا من انعم الله عليه واغناه من فضله احسن كما احسن الله اليك. ويا ايها العالم علم الناس ما ينفعهم ويا ايها الحاكم احكم بالحق ونظائره ولهذا كثيرا ما يقع الخطاب في القرآن بالشرائع بقوله يا ايها الذين امنوا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود احلت لكم بهيمة والانعام ونظائره ففي ذلك اشارة الى انكم ان كنتم مؤمنين فالايمان يقتضي منكم كذا وكذا فانه من موجبات الايمان وتمامه. نعم هذه الاية الخامسة من الايات التي ساقها رحمه الله في هذا الفصل وهي قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا يقول ابن القيم رحمه الله فامر سبحانه بطاعته وطاعة رسوله وافتتح الاية بندائهم باسم الايمان بندائهم باسم الايمان. المشعر بان المطلوب منهم من موجبات الايمان الذي نودوا وخوطبوا به فهذه النداءات وهي كثيرة في القرآن المفتتحة بيا ايها الذين امنوا ثم يذكر آآ امر من الاوامر او نهي من النواهي تصدير الاية بهذا النداء بهذا الوصف الايمان يا ايها الذين امنوا متظمن ان هذا الذي تنادون للقيام به من مقتضيات ايمانكم من مقتضيات ايمانكم مثل الامثلة التي ذكريها من انعم الله عليه واغناه من فظله احسن يا من علمه الله العلم رزقه العلم علم يعني هذا من مقتضى العلم الذي علمته ومن مقتضى الخير الذي رزقت فكذلك النداءات التي في القرآن آآ المصدرة بيا ايها الذين امنوا هذا يتضمن ان هذا الذي تنادى ايها العبد للقيام به فعلا او او او او تركا هو من مقتضيات اه الايمان قال ففي ذلك اشارة الى انكم ان كنتم مؤمنين فالايمان يقتضي منكم كذا وكذا فانه من موجبات الايمان وتماما فهذه الاية فيها ان من مقتضيات الايمان ان تطيعوا الله ان تطيعوا آآ الرسول عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله ثم قال تعالى اطيعوا الله واطيعوا الرسول. ففرق بين طاعته وطاعة رسوله في الفعل. ولم يسلط الفعل الاول عليها وقال واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فقارن بين طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعة اولي الامر. وسلط عليهما عاملا واحدا وقد كان ربما يسبق الى الوهم ان الامر يقتضي عكس هذا. فان من يطع الرسول فقد اطاع الله ولكن الواقع في الاية هو المناسب وتحته سر لطيف وهو دلالته على ان ما يأمر به رسوله تجب طاعته فيه. وان لم يكن مأمورا به بعينه في القرآن. فتجب طاعة الرسول مفردة ومقرونة فلا يتوهم متوهم ان ما يأمر به الرسول ان لم يكن في القرآن والا فلا تجب طاعته فيه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوشك رجل شبعان متكئ على اريكته يأتيه الامر من امري فيقول بيننا وبينه انكم كتاب الله ما وجدنا فيه من شيء اتبعناه الا واني اوتيت الكتاب ومثله معه نعم قوله اطيعوا الله واطيعوا الرسول هنا مثل ما ذكر رحمه الله تعالى كرر الفعل ولم يكتفي بالفعل الاول لم يقل اطيعوا الله والرسول وانما كرر الفعل وهذا التكرار للفعل فيه سر لطيف نبه علي رحمه الله تعالى وكان قد وعد قريبا ان ان يبينه وهذا موطن بيانه فهذا السر يقول فيه سر لطيف وهو دلالته على ان ما يأمر به الرسول عليه الصلاة والسلام تجب طاعته فيه وان لم يكن مأمورا به في بعينه في في القرآن فاذا تفيد الاية اعادة الفعل واطيعوا الرسول تفيد ان ما يأمر به عليه الصلاة والسلام يطاع يطاع فيه استقلالا حتى وان لم يكن مأمورا به في القرآن لان الله عز وجل امر بطاعته استقلالا واطيعوا الرسول واطيعوا الرسول فلا يقول قائل هذا الذي امر به الرسول عليه الصلاة والسلام لم اره في القرآن الله قال واطيعوا الرسول استقلالا فيما يأمر به حتى وان لم يكن في القرآن. وقد قال عليه الصلاة والسلام اوتيت ماذا؟ القرآن ومثله معه ومثله مع التي هي السنة فقوله اطيعوا الرسول فيه انه عليه الصلاة والسلام يطاع فيما يأمر به آآ تجب طاعة الرسول مفردة ومقرونة مفردة يعني في احاديث جاءت فيها اوامر لم تذكر لم تذكر في القرآن. او مقرونة في احاديث جاء ما يدل عليها في هذا يطاع وهذا يطاع يطاع فيه صلوات الله وسلامه عليه. فلا يتوهم متوائم ان ما يأمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ان لم يكن في القرآن والا فلا تجب طاعته فيه ولهذا تعد هذه الاية من ابلغ ما يرد به على من يزعمون انفسهم انهم اهل القرآن او قرآنيون لا يعملون الا بالقرآن الله يقول الله جل وعلا يقول في القرآن واطيعوا الرسول فاين هم من العمل بالقرآن اذا لم يعملوا بي قول الله واطيعوا الرسول له طاعة استقلالا حتى لو لم يكن ما ذكره او امر به حتى وان لم يكن موجودا في القرآن على ان كل ما امر به عليه الصلاة والسلام جاء الامر في القرآن الاخذ به وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا نعم قال رحمه الله واما اولوا الامر قال عليه الصلاة والسلام يوشك رجل شبعان متكئ على اريكته شبعان متكئ على اريكته هذه تفيد ماذا سبق ان اشرت الى معنى هنا اظن مر معنا في معارج القبول شبعان متكئ على اريكته ليس مشتغل بالعلم. العلم يحتاج نشاط وهمة وذهاب وطلب وبحث ورحلة الى اخره. وهذا جالس متكئ على ريكته كلوا يشرب ولا ولا عنده اشتغال العلم اصلا متفرغ للاتكاء والاكل ثم يأتيه الحديث ويقول هذا اه لم اجده في القرآن فلا اخذ به يوشك رجل شبعان متكئ على اريكته يأتيه الامر من امري فيقول بيني وبينكم كتاب الله خلك متكئ على اريكتك ومالك هذه الامور اتكئوا كل ولا تشتغل بهذا بيني وبينكم كتاب الله ما وجدنا فيه من شيء اتبعناه الا واني اوتيت الكتاب ومثله معه الا اني اوتيت الكتاب ومثله مع اي التي هي السنة فهذا المعنى ومثله معه الاية واضحة في تقريره في قوله جل وعلا واطيعوا الرسول نعم قال رحمه الله واما اولو الامر فلا تجب طاعة احدهم الا اذا اندرجت تحت طاعة الرسول. لا طاعة مفردة مستقلة كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال على المرء السمع والطاعة فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية الله ان امر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة. نعم في اولي في اولي الامر لم يكرر الفعل لم يقل اطيعوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واطيعوا اولي الامر لماذا؟ يقول لان يقول ابن القيم رحمه الله لانه لا تجب طاعة احدهن الا اذا اندرجت تحت طاعة الرسول لا طاعة لا طاعة مفردة مستقلة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا لا لا طاعة لمخلوق في ماذا في معصية الخالق نعم قال رحمه الله فتأمل كيف اقتضت اعادة هذا المعنى قوله تعالى فردوه الى الله والرسول. ولم يقل والى الرسول فان الرد الى القرآن رد الى الله والرسول والرد والى السنة رد الى الله والرسول فما يحكم به فما يحكم به الله هو بعينه حكم رسوله. وفما يحكم به الله هو بعينه حكم رسوله وما يحكم به الرسول هو بعينه حكم الله. نعم لان آآ الرسول مهمته ابلاغ كلام من ارسله وما على الرسول الا البلاغ لا يأتي بشيء من قبل نفسه وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فمهمته ابلاغ من ارسل فطاعته هي بعينها طاعة آآ اه الله والامتثال لحكمه هو بعين امتثال حكم حكم الله لانه مبلغ ولهذا قال تعالى ومن يطع الرسول فقد اطاع الله نعم قال رحمه الله فاذا رددت فاذا رددتم الى الله ما تنازعتم فيه يعني الى كتابه فقد رددتموه الى الله ورسوله وكذلك اذا رددتموه الى رسوله فقد رددتموه الى الله والرسول وهذا من اسرار القرآن وقد اختلفت الرواية عن الامام احمد في اولي الامر فعنه فيهم روايتان احداهما انهم العلماء والثانية انهم الامراء والقولان ثابتان عن الصحابة في تفسير الاية والصحيح انها متناولة للصنفين جميعا. فان العلماء والامراء هم ولاة الامر الذين الذي بعث الله به رسوله فالعلماء ولاته حفظا وبيانا وبلاغا وذبا عنه وردا على من الحد فيه وزاغ عنه. وقد وكلهم الله بذلك فقال تعالى فان يكفر بها هؤلاء فقال تعالى فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين فيا لها من وكالة اوجبت طاعتهم والانتهاء الى امرهم وكون الناس تبعا لهم والامراء ولاته قياما ورعاية وجهادا والزاما للناس به. واخذهم على يد من خرج عنه. وهذان الصنفان الناس وسائر النوع الانساني تبع لهم ورعية. نعم هذا تقرير اه منه رحمه الله تعالى في معنى قوله واولي الامر من هم هل هم العلماء او الامراء من هم اولي الامر في قوله واولي الامر هل هم العلماء او او الامراء قال اختلفت الرواية عن الامام احمد فعنوا فيه روايتان وقال والقولان ثابتان عن الصحابة يعني في معنى الاية منهم من قال الا منهم من قال الامراء ومنهم من قال العلماء كلا القولين مأثورة عن الصحابة رضي الله عنهم في تفسير الاية والصحيح انها متناولة للصنفين جميعا كل منهم ولاة امر العلماء والامراء هؤلاء ولاة امر في باب وهؤلاء ولاة امر في باب اخر العلماء ولاة امر في حفظ الدين وبيانه وبلاغه والذب عنه والرد على من الحد هذه هذه مهمة العلماء وولاة الامر اه والامراء ولاة اه امر في من حيث القيام على نصرة الدين ورعايته والجهاد في الذب عنه والزام الناس ولهذا قال عليه ولهذا جاء في الاثر ان الله يزع ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن واخذهم على ايدي من خرج عنه هذان الصنفان هم ولاة الامر العلماء والامراء العلماء مثل ما قال واورد الاية اه في الحفظ والبيان والبلاغ وقد وكلهم الله بذلك وكلهم الله بالحفظ والبلاغ والبيان وكلهم واستدل على ذلك بالاية فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها وكلنا يقول ابن القيم فيا لها من وكالة اوجبت طاعتهم والانتهاء الى امرهم وكون الناس تبعا له لهم لان الله قال وكلنا وقصد بهؤلاء العلماء هنا مسألة اشير اليها وهي فائدة نبه عليها ابن القيم هل يستقيم ان يقال عن العالم استنادا الى قوله وكلنا وكيل الله هل يستقيم ان يقال العالم وكيل الله؟ والدليل وكلنا ذكر ابن القيم في كتابه رحمه الله دار استنفاح دار السعادة اه فائدة حول هذه المسألة قال لا يلزم من اطلاق فعل التوكيد المقيد بامر المقيد بامر ما ان يصاغ منه اسمه فعل مطلق ان يصاغ منه اسم فعل مطلق فهذا ينطبق على قوله وكلنا لا يؤخذ منه وكيل الله. ايضا ينطبق على قوله ويستخلفكم في الارض ما يقال خليفة الله ما يقال خليفة الله فلا لا يلزم يقول رحمه الله لا يلزم من اطلاق فعل التوكيد المقيد بامر ما ان يصاغ منه اسم فعل مطلق نعم قال رحمه الله ثم قال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وهذا دليل قاطع على انه يجب رد موارد النزاع في كل ما تنازع فيه الناس من الدين كله الى الله ورسوله لا الى احد غير الله ورسوله. فمن احال الرد على غيرهما فقد ضاد امر الله. ومن دعا عند النزاع الى تحكيم غير الله ورسوله فقد دعا بدعوى الجاهلية فلا يدخل العبد في الايمان حتى يرد كل ما تنازع فيه المتنازعون الى الله ورسوله. ولهذا قال تعالى ان كنتم بالله واليوم الاخر وهذا مما ذكرناه انفا انه شرط ينتفي المشروط بانتفائه. فدل على ان من حكم غير الله ورسوله في موارد النزاع كان خارجا عن مقتضى الايمان بالله واليوم الاخر وحسبك بهذه الاية القاصمة العاصمة بيانا وشفاء فانها قاصمة لظهور المخالفين لها عاصمة متمسكين بها الممتثلين لما امرت به. ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة. وان الله لسميع عليم نعم هذا وصف بليغ لهذه الاية قال العاصمة القاصمة عاصمة لقوم وقاصمة لاخرين عاصمة هذه الاية عاصمة للمتمسكين الممتثلين من يردون النزاع الى الله والرسول عليه الصلاة والسلام وقاصمة لظهور المخالفين لها ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا. نعم قال رحمه الله تعالى وقد اتفق السلف والخلف على ان الرد الى الله هو الرد الى كتابه والرد الى رسوله صلى الله عليه وسلم هو الرد اليه في حياته والرد الى سنته بعد وفاته ثم قال تعالى ذلك خير واحسن تأويلا. اي هذا الذي امرتكم به من طاعة وطاعة رسولي واولي الامر. ورد ما نزعتم فيه الي والى رسولي خير لكم في معاشكم ومعادكم. وهو سعادتكم في الدارين فهو خير لكم واحسن فدل هذا على ان طاعة الله ورسوله وتحكيم الله ورسوله هو سبب السعادة عاجلا واجلا ومن تدبر العالم والشرور الواقعة فيه علم ان كل شر في العالم فسببه مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم. هذا الكلام شيء عظيم جدا حقيقة جدير اه التأمل جيدا كلام عظيم ومتين وفيه ايضا نصح رحمه الله نعم قال رحمه الله ومن تدبر العالم والشرور الواقعة فيه علم ان كل شر في العالم فسببه مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم والخروج عن طاعته وكل خير في العالم فانما هو بسبب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك شرور الاخرة والامها وعذابها انما هي موجبات مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم ومقتضياتها فعاد شر الدنيا والاخرة الى مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم وما يترتب عليه. فلو ان الناس اطاعوا الرسول صلى الله عليه وسلم حق طاعته لم يكن في الارض شر قط الله اكبر. نعم وهذا كما انه معلوم في الشرور العامة والمصائب الواقعة في الارض فكذلك هو هو في الشر والالم والغم الذي يصيب العبد في لنفسه فانما هو بسبب مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم والا فطاعته هي الحصن الذي من دخله فهو من الامنين. والكهف الذي والا فطاعته هي الحصن الذي من دخل فهو من الامنين والكهف الذي من لجأ اليه فهو من الناجين فعلم ان شرور الدنيا والاخرة انما هي الجهل بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فعلم فعلم ان شرور الدنيا والاخرة انما هي الجهل بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والخروج عنه او الخروج عنه وهذا برهان قاطع على انه لا نجاة للعبد ولا سعادة الا باجتهاده في معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علما والقيام به عملا وكمال هذه السعادة بامرين اخرين احدهما دعوة الخلق اليه. والثاني صبره وجهاده على تلك الدعوة فانحصر الكمال الانساني في هذه المراتب الاربعة احداها العلم بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم الثانية العمل به الثالثة بثه في الناس ودعوتهم ايه الرابعة صبره وجهاده في ادائه وتنفيذه. نعم واجتمعت هذه الاربعة في سورة العصر قول الله سبحانه وتعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فهذه هي الامور الاربعة التي ذكر هنا رحمه الله تعالى وهي الموجبة للسعادة والنجاة من الخسران فلا يسعد الا من كان كذلك ولا يسلم من الخسران الا من كان كذلك من من اهل هذه الاوصاف العظيمة بهذه السورة الوجيزة البليغة بهذا وصفها عمرو بن العاص الوجيزة البليغة وجيزة في لفظها بليغة في دلالتها لانها احاطت بموجبات السعادة الفلاح والنجاة في الدنيا والاخرة وانها بهذه الامور الاربعة نعم قال رحمه الله ومن تطلعت همته الى معرفة ما كان. الامام الشافعي آآ رحمه الله تعالى جاء عنه انه قال آآ من لو تدبر الناس هذه الاية لكفتهم فيها كفاية لانها بليغة وعظيمة آآ في في جمعها مع وجازة الفاظها لاسباب السعادة الفلاح والنجاة في الدنيا والاخرة. وعلى ذكر الشافعي يعود مرة اخرى. الشافعي يقول اذا صح الحديث فهو مذهبي وبعض من يزعم الاجتهاد الان يبين له ان الحديث الذي استدل به حديث موضوع فلا يرجع يبين له ان الحديث الذي قد استدل به على مسألة ما حديث موضوع او لا يصح او قصة غير صحيحة لا يرجع عن ذلك تنظر الفرق بين من يعظمون السنة واحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ومنهم في واد اخر غير وادي هؤلاء الائمة الاجلاء النبلاء رحمهم الله نعم قال رحمه الله ومن تطلعت همته الى معرفة ما كان عليه الصحابة واراد اتباعهم فهذه طريقتهم حقا. نعم هذه طريقة الصحابة وهذا مسلكهم ومن كان على الاثر فهو على الطريق من كان على الاثر فهو على الطريق اي على الطريق الصحيح القويم الموصل الى اه رضوان الله سبحانه وتعالى وجنته نعم قال رحمه الله فان شئت وصل القوم فاسلك طريقهم فقد وضحت للسالكين عيانا. نعم الطريق واضحة الطريق واضحة وبينة ومعالمها ظاهرة فان شئت وصل القوم فاسلك طريقهم اسلك المسلك الذي سلكوه وجاهد نفسك على ان تأتسي بهم وان تلزم غرزهم وان تنهج نهجهم لتكون ممن قال الله فيهم والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين نعم اتبعون باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري من تحتها الانهار. انما يكون ذلك لزوم اه نهجهم وعسى سلوك مسلكهم رضي الله عنهم وارظاهم ثم ذكر رحمه الله تعالى الدليل آآ السادس آآ من ادلة هذا الفصل نسأل الله نوجه الحديث عنه الى لقائنا القادم نسأل الله ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ووالدينا ووالديهم وذرياتهم والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا