الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في الرسالة التبوكية وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم قل ان ضللت فانما اضل على نفسي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي انه سميع قريب فهذا نص صريح في ان هدى الرسول صلى الله عليه وسلم انما حصل بالوحي فيا عجبا كيف يحصل الهدى لغيره من الاراء والعقول المختلفة والاقوال المضطربة ولكن من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا فاي ضلال اعظم من ضلال من يزعم ان الهداية لا تحصل بالوحي. ثم يحيل فيها على عقل فلان ورأي فلتان لزيد وعمرو فلقد عظمت نعمة الله على عبد عافاه من هذه البلية العظمى والمصيبة الكبرى. والحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الدليل السادس من الادلة التي ساقها ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا الفصل المتعلق بالهجرة الى الرسول عليه الصلاة والسلام اتباعا له واهتداء بهديه ولزوما لنهجه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه اورد رحمه الله هذه الاية الكريمة قول الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم قل ان ظللت فانما اضل على نفسي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي انه سميع قريب فالشاهد من الاية الكريمة قوله جل وعلا مخاطب النبي عليه الصلاة والسلام وان اهتديت فبما يوحي الي ربي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي اي ان الهداية الحاصلة للرسول عليه الصلاة والسلام انما هي بالوحي نظير هذه الاية ما جاء في اخر السورة قول الله سبحانه وتعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا. نهدي به من نشاء من عبادنا. فالهداية بالوحي لا بغيره الهداية التي حصلت للرسول وتحصل من شاء الله سبحانه وتعالى من امته عليه الصلاة والسلام انما هي بالوحي وحي الله سبحانه وتعالى المنزل من الله جل وعلا فلا هداية الا بالوحي لا هداية الا بوحي الله جل وعلا قال ابن القيم فهذا نص صريح في ان هدى الرسول عليه الصلاة والسلام انما حصل بالوحي واستحضر هنا ان الرسول عليه الصلاة والسلام اكمل الخلق وارجحهم عقلا واعظمهم آآ فطنة فهما صلوات الله وسلامه وبركاته عليه يقول ابن القيم فيا عجبا كيف يحصل الهدى لغيره من الاراء والعقول المختلفة والاقوال المضطربة كيف تحصل هداية من هذه الاشياء والله سبحانه وتعالى يأمر رسوله عليه الصلاة والسلام في هذه الاية يقول قل ان ظننت فانما اظل على نفسي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي ففي الاية ان الهداية لا لا تكون ولا تنال الا بالوحي فاي ضلال اعظم من ضلال من يزعم ان الهداية لا تحصل بالوحي. هذه من اعظم المصائب والجنايات على الناس ان يدعي مدع ان الهداية لا تحصل بالوحي وانما تحصل بالاراء او تحصل بالعقول وهذه الكلمة حتى وان حتى وان لم يقلها بعضهم صراحة لكنه يقولها واقعا في عمله. معرض عن الوحي حتى وان لم ينطق بها صراحته وان لم ينطق صراحة ان الهداية ليست بالوحي لكنه معرض عن الوحي لا يطلب الهداية من جهته وانما هو متجه الى فكره او رأيه او عقله او غير ذلك من المصادر المتخذة المزعومة قال ثم يحيل فيها على عقل فلان ورأي فلان وعندما يحال الناس في الدين الى العقول اي شيء يحصل للناس قال بعض السلف قديما لو كانت الاهواء هوى واحدا لقيل انه الحق ولكنها اهواء ويمكن ان يقال على النسق نفسه لو كانت العقول عقلا واحدا لقيل انه الحق لكن عقول ولهذا في رد مثل ذلك قال بعض السلف عقل من عقل من؟ اذا كانت الاحالة على العقول فعقل من الذي يحال اليه وهل العقول متحدة على رأي واحد حتى صاحب العقل الواحد تجده مرة يرى رأيا وفي في في غدا يرى ضده وخلافه يتغير عقله ورأيه فاذا احيل الناس الى العقول ظاع ظاعت اديانهم وفسدت عقائدهم وحصل انحرافهم كيف يحال الى العقول ويترك منبع الهداية ومعينها الوحيد وهو الوحي المنزل من الله سبحانه وتعالى قال فلقد عظمت نعمة الله على عبد عافاه الله من هذه البلية لا شك ان هذه والله من اعظم النعم ان يعافى المرء من تلك المسالك وان يجد نفسه مقبلة على وحي الله تهتدي بهداه تنهل من معينة وتطلب الهداية منه لا تطلبها من من اي مصدر اخر. نعم قال رحمه الله وقال تعالى الف لام ميم صاد كتاب انزل اليك فلا يكن في صدرك حرج منه. لتنذر به وذكرى للمؤمنين. اتبعوا ما انزل اليكم من بكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون فامر سبحانه باتباع ما انزل على رسوله ونهى عن اتباع غيره فما هو الا اتباع المنزل او اتباع اولياء من دونه؟ فانه لم يجعل بينهما واسطة فكل من لم يتبع الوحي فانما اتبع الباطل واتبع اولياء من دون الله. وهذا بحمد الله ظاهر لا خفاء به هذا الدليل السابع قول الله سبحانه وتعالى الف لام ميم صاد كتاب انزل اليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون الشاهد قوله جل وعلا اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء امر باتباع المنزل ونهي عن اتباع غير المنزل ولهذا الدين الذي او الاديان التي عند الناس هي لا تخرج عن قسمين واضحين في الاية اما دين منزل او دين نابت في الارض ما يخرج عن ذلك اما دين منزل او دين نابت في الارض والحق والهدى انما هو في الدين المنزل من رب العالمين. اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولهذا تجد في رد الانبياء باطل اقوامهم يقولون في رد باطل اقوام ما انزل الله بها من سلطان يعني هذه الاشياء التي انتم عليه ما انزل الله بها من سلطان وهذا فيه ان الحق انما هو في المنزل من رب العالمين لان الدين لله ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله الدين لله سبحانه وتعالى يشرع ما يشاء ويحكم ما يريد سبحانه وتعالى فالاديان التي عند الناس لا تخرج عن قسمين اما دين منزل او دين نابت نبت في الارض نشأ في الارض اخترعته عقول الناس واراؤهم وتجاربهم وما الى ذلك ورب العالمين جل وعلا لا يرظى لعباده دينا سوى المنزل منه جل وعلا لا يرضى غير ذلك ولا يقبل غير ذلك ان الدين عند الله الاسلام. وقال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وقالوا ورضيت لكم الاسلام دينا. فالله لا يرضى الا المنزل منه جل وعلا ما ما امارة المنزل امارته عند الاستدلال له يقال قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم هذا هذي امارته امارة المنزل ان يقول القائل تستدلاله؟ قال الله. قال رسوله صلى الله عليه وسلم هذا هو المنزل اوتيت القرآن ومثله معه هذا هذا الوحي المنزل الذي امر العباد باتباعه اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دون اولياء قال ابن القيم فما هو الا اتباع المنزل او او اتباع اولياء من دونه فانه لم يجعل بينهما واسطة ما ما هناك خيار ثالث او طريق ثالث او مسلك ثالث اما المنزل او النابت خيار ثالث لا يوجد فمن لم يتبع المنزل من الله فهو على باطل ايا كان مذهبه ايا كان مسلكه ايا كانت طريقته على باطل لان الحق انحصر بالمنزل من رب العالمين اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء يقول ابن القيم اخذا من الاية فكل من لم يتبع الوحي فانما اتبع الباطل واتبع اولياء من دون الله مثل ما قال الله في الايات الاخرى فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اضلوا ممن اتبع هواه بغير هدى من الله نعم قال رحمه الله وقال تعالى ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني. وكان الشيطان للانسان اني خذولا فكل من اتخذ خليلا غير الرسول صلى الله عليه وسلم يترك لاقواله وارائه ما جاء به الرسول فانه قائل هذه المقالة لا محالة فانه قائل هذه المقالة لا محالة ولذلك ولهذا فانه سبحانه لم يعين هذا الخليل وكنا عنه باسم فلان اذ لكل متبع اولياء من دون الله فلان وفلان فهذا حال هذين الخليلين المتخالين على خلافة على خلاف طاعة الرسول ومآل تلك الخلة الى العداوة واللعنة كما قال تعالى الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين. هذا الدليل الثامن من الادلة التي ساقها وفي هذا الدليل الندامة الكبرى والحسرة العظمى التي تكون يوم القيامة لمن لم يتبع المنزل ولم يتبع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فكل من ترك اتباع الرسول سيعض اصابع الندم يوم القيامة ولا ينفعه ذلك ندامة لا تنفع حسرة لا تجدي ويوم يعض الظالم على يديه. يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يقول هذه ندما متحسرا على ما كان من من تفريط في اتباع الرسول واتباع المنزل على الرسول عليه الصلاة والسلام يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا هذا ايضا تحسر الاخلاء المتخذين تحسر من الاخلاء المتخذين الذين كان كانت خلتهم مهلكة للانسان وظياع ولهذا خليل السوء وصديق السوء ورفيق السوء هذا مصيبة على صاحبه وبلوى وسيندم المرء يوم القيامة ندامة شديدة على مرافقة هؤلاء الخلطاء خلطاء السوء ورفقاء السوء وكان قديما خليط السوء رفيق ترى شخصه امامك بذاته يا يماشيك ويحدثك و يستجرك لما عنده بينما استجد في زماننا في هذا امر لم يكن موجود في تاريخ البشرية فيما سبق من تاريخ البشرية وهو مصاحبة الاجهزة الحديثة هذه الصحبة التي لم تكن موجودة في زمن سابق وكم سيندم اقوام يوم القيامة على صحبتهم لهذه الاجهزة ورفقتهم لهذه الاجهزة اعني من لم يوفق لاستعمال هذه الاجهزة في الخير والفائدة واخذ يدخل من خلالها على مواقع الشر والفساد والسوء والقبح والشهوات المحرمة والفواحش الى غير ذلك وفيها اودية ومتاهات مهلكة جدا هلك بها اقوام واقوام من الناس من الحد منهم من انحرف في عقيدته في سلوكه في في خلقه في تعامله بسبب هذا هذا هذه الرفقة للصحبة لهذا الجهاز وادمان النظر والسماع الى ما فيه من شر وفساد. اما من وفقه الله سبحانه وتعالى باستعمالها في الخير فهذه من نعمة الله عليه من نعمة الله سبحانه وتعالى عليه ان يسلم له بصره وسمعه وفكره من ان يعلق به شيء من اللوث والسوء والشر الذي في هذه الاجهزة التي تشتمل على كثير من الشر اسأل الله عز وجل في هذه الساعة المباركة باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله لا اله الا هو ان يعافينا واياكم وذرياتنا من ما في هذه الاجهزة من شر وفساد انه تبارك وتعالى سميع اه الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل قال قال يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اظلني عن الذكر بعد اذ جاءني ارجع مرة اخرى لما في القلوب من الم من هذه الاجهزة كم سيقول هذه الكلمة لقد اضلني عن الذكر بعد الجاني كم تفوت هذه الاجهزة من صلوات من طاعات من فرائض من واجبات من حقوق عظيمة كم اهلكت اناس واضلتهم عن ذكر الله سبحانه وتعالى وشغلتهم في متعم ومحرمة ولهو باطل وتعلقات زائفة اضرت بالناس مضرة عظيمة لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا من وراء ذلك كله الشيطان اعاذنا الله وذرياتنا منه فانه يدفع الناس دفعا ووجد في هذه الاجهزة بغية عظيمة له. وكم صد من خلالها خلق وخلق عن دين الله وصرفهم عن دينه سبحانه وتعالى قال فكل من اتخذ خليلا غير الرسول يترك لاقواله واراءه ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فانه قائل هذه المقالة لا محالة سيقول يوم القيامة يا ليتني متندما ولهذا فانه سبحانه لم يعين هذا الخليل انظر هذه اللطيفة من ابن القيم لم يعين هذا الخليل ما سمى شخصا قال فلان فلان هذه مثل ما يقول ابن ابن القيم كنا عنه باسم فلان اذ لكل متبع اولياء لكل ما لكل ما لكل متبع اولياء من دون الله فلان وفلان يتبعهم لما كان المتبعون اه اه انواع كثيرة ومساء ومسالكهم ومسالكهم متنوعة كنا عن ام بفلان ويدخل في فلان ماذا اكملوا الاجهزة خاصة ابواب الشر التي فيها هذي تدخل تحت فلان وفلنتان وما فيها من الشر والضياع نسأل الله العافية والسلامة نسأل الله العافية والسلامة. نعم قال رحمه الله وقد ذكر تعالى حال هؤلاء الاتباع وحال من اتبعوهم في غير موضع من كتابه كقوله تعالى يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسول. وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيل. ربنا اتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا اه تمنى القوم طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم حين لا ينفعهم ذلك واعتذروا بانهم اطاعوا كبراءهم ورؤساءهم واعترفوا بانهم لا عذر لهم في ذلك وانهم اطاعوا السادات والكبراء اوعصوا الرسول صلى الله عليه وسلم والت تلك الطاعة والموالاة الى قولهم ربنا اتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا وفي بعض هذا عبرة للعاقل وموعظة شافية. وبالله التوفيق. نعم يعني هذي حال اه هؤلاء الاتباع وحال من اتبعوهم يوم القيامة يتمنى القوم لو اطاعوا الله واطاعوا الرسول حين لا ينفعهم ذلك. هذا التمني لا يجدي في ذلك الوقت ولا ينفع واعتذروا بانهم اطاعوا كبراءهم ورؤساهم واعترفوا بانهم لا عذر لهم في ذلك لا عذر لهم في ذلك التلك الطاعة والموالاة الى ما ذكره الله بقوله عنهم ربنا ات ضعفين من العذاب في الدنيا اتباع لهم وفي الاخرة تمني انه لم يتبعوهم ودعاء دعاء لله سبحانه وتعالى ان يعذب ان يعذبهم عذابا مضاعفا ات ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا وفي بعض هذا عبرة للعاقل وموعظة شافية والسعيد من اتعظ السعيد من اتعظ السعيد من اخذ العبرة اخذ منها يقظة لقلبه وانتباه قبل ان يكون والعياذ بالله من هؤلاء النادمين يوم القيامة. نعم قال رحمه الله وقال تعالى فمن اظلم ممن اشترى على الله كذبا او كذب باياته اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى اذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا اينما كنتم تدعون من دون الله. قالوا ضلوا عنا وشهدوا على انفسهم انهم كانوا كافرين. قال ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم من الجن والانس في النار كلما دخلت امة لعنت اختها حتى اذا اداركوا فيها جميعا قالت اخراهم لاولاهم ربنا اولئك اضلونا فاتهم عذابا ضعفا من النار. قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون وقالت اولاهم لاخراهم فما كان لنا فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون فليتدبر العاقل هذه الايات وما اشتملت عليه من العبر. نعم هذا الدليل التاسع والاخير من الادلة التي ساقها فرحمه الله تعالى في في هذا الفصل وهي ايات عظيمة جدا فيها عبرة للمعتبرين وعظة للمتعظين وسيوضح الامام ابن القيم رحمه الله تعالى بعظا من معانيها وهداياتها. نعم قال رحمه الله قوله تعالى افترى على الله كذبا او كذب باياته ذكر الصنفين المبطلين قيلين ذكر الصنفين المبطلين احدهما منشئ الباطل والفرية وواضعها وداع الناس اليها. والثاني المكذب بالحق فالاول كفره بالافتراء وانشاء الباطل. والثاني كفره بجحود الحق وهذان النوعان يعرضان لكل مبطل فان انضاف الى ذلك دعوته الى باطله وصد الناس عن الحق. استحق تضعيف العذاب لتضاعف كفره وشره ولهذا قال تعالى الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون فلما كفروا وصدوا عباده عن سبيله عذبهم عذابين عذابا بكفرهم وعذابا بصدهم عن سبيله وحيث يذكر الكفر المجرد لا يعدد وحيث يذكر الكفر المجرد لا يعدد العذاب او وحيث يذكر الكفر المجرد لا يعدد العذاب. كقوله وللكافرين عذاب اليم. نعم هذا الموطن الاول من فوائد هذه الاية في قوله افترى على الله كذبا او كذب باياته ذكر الله عز وجل صنفين من المبطلة اهل الباطل الاول افترى على الله كذب الذي يفتري الكذب على الله سبحانه وتعالى وهو من ينشئ الباطل والفرية ويضعها بين الناس والقسم الاخر من يكذب ما ما جاء عن الله من يكذب ما جاء عن الله المكذب بالحق اذ جاءه. فالمبطل على صنفين قسم يفتري على الله الكذب ينشئ باطل وينسبه الى الله جل وعلا وقسم يكذب بالحق الذي جاء من الله سبحانه وتعالى. الاول كفره بالافتراء وانشاء الباطل. والثاني كفره بجحود الحق والتكذيب به قال وهذان النوعان يعرضان لكل مبطل لكل صاحب باطل لانه سينتصر لباطله وكيف تكون الطريقة في الانتصار لباطله اه اه الدفاع عنه والحمية عنه له هذان المسلكان اما ان يكذب على الله او ان يكذب بالمنزل ان احتج عليه بالمنزل كذاب وهو ان اراد ان يحتج كذب وافترى فهو في انتصار لباطله يسير في هذين المسلكين. التكذيب بالحق والكذب على الحق سبحانه وتعالى فاذا انظاف الى ذلك الدعوة الى باطله فهذا الامر اشد والعقوبة اعظم لان لان عليه حينئذ اه عقوبتين عقوبة الكذب والتكذيب وعقوبة الدعوة الى الى الى ذلك فيضاعف له العذاب ضعفين. نعم قال رحمه الله وقوله تعالى اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب يعني ينالهم ما كتب ما كتب لهم في من الحياة والرزق وغير ذلك. هذا الموطن الثاني من المستفاد من هذا السياق قول اولئك يناله نصيب من الكتاب يعني فيما يتعلق بامر الدنيا ومتعها ما ما ملذاتها الى غير ذلك يناله ما الشيء الذي كتب ينالهم الشيء الذي كتب ينالهم نصيب من الشيء كتب وقدر من رزق او صحة او عافية الى اخره ينالهم نصيبهم الذي اه كتب وقدر نعم حتى اذا جاء هذا في الدنيا ينالهم نصيبهم من الكتاب يعني في الدنيا من صحة عافية رزق بيت مسكن الى غير ذلك نصيب من الكتاب الشيء الذي كتب وقدر نعم قال رحمه الله وقوله تعالى اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب يعني ينالهم ما كتب لهم في الدنيا من الحياة والرزق وغير ذلك حتى اذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا اينما كنتم تدعون من دون الله اين من كنتم توالون فيه وتعادون فيه وترجونه وتخافونه من دون الله. قالوا ضلوا عنا زالوا وفارقوا وبطلوا تلك الدعوة نعم هذا الموطن الثالث في هذا السياق اذا جاءت الملائكة لقبظ ارواح هؤلاء الذين كذبوا بالحق وكذبوا على الحق سبحانه وتعالى اذا جاءتهم ملائكة الموت لقبض ارواحهم قالوا اينما كنتم تدعون من دون الله. قالت لهم الملائكة اينما كنتم تدعون من دون الله كنتم تعتقدون فيهم نصرا عونا رزقا الى غير ذلك اين هم؟ ها هي الملائكة جاءت لقبض ارواحكم اين هؤلاء الذين تدعون من دون الله من نصرتكم وانقاذكم وتخليصكم اينما كنتم تدعون من من دون الله ترجونهم تسألون اين هم قالوا ظلوا عنا قالوا ضلوا عنا زالوا فارقونا بطلت تلك الدعوة ضلوا عنا فهذه حسرة تلحقهم عند الموت حسرة تلحق هؤلاء عند الموت عند قبض ارواحهم تقول لهم الملائكة عند مجيء رسل الله اي ملائكته لقبض هؤلاء اينما كنتم تدعون من دوننا اين هم يخلصونكم ينقذونكم قالوا ضلوا عنا اي زالوا ذهبوا ما ما اصبح لهم اي اي وجود ثم يعترفون بانهم كانوا في كفر لكن كل هذا ماذا لا ينفع ولا يجدي نعم وشهدوا على انفسهم انهم كانوا كافرين. قال ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم من الجن والانس في النار اي ادخلوا في جملة هذه الامم. نعم يعني ثم هم يعترفون انهم كانوا كافرين في حال بصحتهم وتمتعهم بالدنيا كانوا متألقين بهؤلاء لكن لما الوا الى هذه المال وجاءت الرسل رسل الله وملائكته لقبض الارواح شهدوا بانهم كانوا كافرين. لكن هذه الشهادة لا تنفع شيئا ولا تجدي نعم كلما دخلت امة لعنت اختها حتى اذا اداركم فيها جميعا قالت اخراهم لاولاهم اي كل امة متأخرة ضلت باسلافها ربنا هؤلاء اضلونا فاتهم عذابا ضعفا من النار. اي ظاعف عليهم العذاب بما اضلونا وصدونا عن طاعة رسلك قال الله تعالى لكل ضعف اي من الاتباع والمتبوعين بحسب ضلاله وكفره ولكن لا تعلمون اي لا تعلم كل طائفة بما في اختها من العذاب المضاعف. نعم وهذا من المواطن التي فيها عبرة عظيمة جدا المعتبرين لان اهؤلاء والعلائق التي بينهما الصلات مهما قويت تؤول الى التلاعن في النار. كل ما دخلت امة لعنت اختها ففي النار يكون اهل النار والعياذ بالله على هذه الحال في تلاعن كل امة تلعن آآ اختها بينما اهل الايمان ليس بينهم آآ التلاعن وانما الذي بينهم التراحم امة متراحمة امة الايمان يرحم بعضهم بعضا. يدعو بعضهم لبعض يستغفر بعضهم لبعض وهؤلاء هذا مآلهم مهما كانت الرابطة يؤول امرهم الى هذا المآل كلما دخلت امة لعنت اختها نعم وقالت اولاهم لاخراهم فما كان لكم علينا من فضل اي فانكم جئتم بعدنا فارسلت فيكم الرسل وبينوا لكم الحق وحذروكم من ضلالنا ونهوكم عن اتباعنا وتقليد فابيتم الا اتباعنا اؤتى فابيتم الا اتباعنا وتقليدنا وترك الحق الذي اتتكم به الرسل. فاي فضل كان لكم علينا؟ وقد ضللتم كما ظللنا وتركتم الحق كما تركناه فظللتم انتم بنا كما ظللنا نحن بقوم اخرين فاي فضل لكم علينا فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون فلله ما اشفاها من موعظة وما ابلغها من نصيحة لو صادفت من القلوب حياة فان هذه الايات وامثالها مما تذكر قلوب السائرين الى الله فان هذه الايات وامثالها مما تذكر قلوب السائرين الى الله. واما اهل البطالة الثكلة فليس عندهم من ذلك خبر نعم آآ هنا يعني في هذه الايات وفي غيرها يذكر الله سبحانه وتعالى في مواطن من القرآن اقوال اهل النار. ماذا يقول بعضهم لبعض وهذا الحوار ذكره الله لعبادة في القرآن حتى يعتبروا ويتعظ ويأخذ من ذلك عبرة فيكون لهم نجاة من هذا المصير وسلامة من هذا المآل اعاذنا الله اه اجمعين وذرياتنا من النار ذكر سبحانه وتعالى اولا ان الاتباع يقولون ربنا هؤلاء اضلونا هؤلاء اضلونا قالت اخرى هم لاولاهم هؤلاء يظلون فاتهم عذابا ضعفا من النار ضاعف لهم العذاب ان لانهم هم الذين اضلونا حرفونا هذا قول الاتباع فيجيبهم المتبوعون بماذا؟ قال الله وقالت اولاهم لاخراهم فما كان لكم علينا من فضله ما في مزية نحن مثلكم كان قبلنا اناس وتبعناهم في الضلال جاءت رسل الله ما قبلنا واعرظن عن عن الحق الذي جاءت به رسل الله وانتم مثلنا ما في ما في فرق بيننا وبينكم ولا في مزية نحن مثلكم على قول اهل الباطل نحن في الهوى سواء اي الباطل. ما في مزية بيننا وبينكم في خندق واحد في مسلك واحد في مهلكة واحدة نحن كان لنا اقوام قبلنا نهجنا نهجهم وسلكنا طريقهم جائتنا الرسل بالحق والهدى من ربنا فما قبلنا وانتم مثلنا ما لكم علينا من فضل وقالت اولاهم لاخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون. الدرب واحد ما ما ثمة فرق بيننا وبينكم نعم فلله ما اشفاها من موعظة وما ابلغها من نصيحة لو صادفت قلوبا حية وهذا تنبيه من ابن القيم ان هذه الاقوال اقوال اهل النار وهي ذكرت ذكرت في القرآن في مواطن يذكر اقوالهم حتى يعتبر الانسان ويتعظ ويسأل الله العافية والسلامة من هذا المصير وهذا المآل نعم قال رحمه الله تعالى فصل فهذا حكم الاتباع والمتبوعين المشتركين في الضلالة. الذي تقدم هو في حال الاتباع والمتبوعين مشتركين في الضلالة لان الاتباع والمتبوعين على اقسام هذا قسم الان القسمة الثاني واما واما الاتباع المخالفون لمتبوعيهم العادلون عن طريقتهم الذين يزعمون انهم تبع لهم واما الاتباع المخالفون لمتبوعيهم العادلون عن طريقتهم الذين يزعمون انهم تبع لهم وليسوا متبعين لطريقتهم فهم المذكورون في قوله تعالى اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة نتبرأ منهم كما تبرأوا منا. كذلك يريهم الله اعمالهم عليهم وما هم بخارجين من النار فهؤلاء المتبوعون كانوا على الهدى واتباعهم ادعوا انهم على طريقتهم ومنهاجهم وهم مخالفون لهم سالكون غير طريقهم يزعمون انهم يحبونهم وان محبتهم لهم تنفعهم مع مخالفتهم لهم فيتبرأون منهم يوم القيامة فانهم اتخذوهم اولياء من دون الله وظنوا ان هذا الاتخاذ ينفعهم نعم هذا قسم الان هذا قسم اخر الاتباع المخالفين الاتباع المخالفون لمتبوعيهم يدعي انه تابع وانه من اتباعه لكنه مخالف لهم مثلا يدعون النصارى يدعون انهم اتباع عيسى لكن اين هم وآآ اين هم والشأن الذي كان عليه عيسى عليه السلام وعيسى يتبرأ يتبرأ منهم ومن اتباعهم المزعوم هذا له وانهم اتباع له لانهم اه يزعمون انهم اتباع له وهم في الحقيقة آآ يسلكون غير مسلكي. وهذا كثير انتبه لقول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم. اذا كان هناك من يدعي انه يتبع عيسى وهو في الحقيقة مخالف له ايظا في الامة سيوجد من يكون عنده الاتباع بالادعاء فقط ثم يسلك مسالك اخرى عبادة القبور عبادة الاظرحة عبادة وغير ذلك وهو يدعي انه متبع للرسول والرسول عليه الصلاة والسلام انما بعث بابطال ذلك انما بعث عليه الصلاة والسلام بابطال ذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبياء مساجد يحذر مما صنعوا. عليه الصلاة والسلام من ان يفعل احد من امته مثل فعل هؤلاء؟ تحذيرا مما صنع هؤلاء. قال ذلك في لحظاته لحظاته الاخيرة من هذه الحياة صلوات الله وسلامه عليه فهذا قسم اخر اتباع المخالفون لمتبوعيهم العادلون عن طريقة معادله اي مائلون الذين يزعمون انهم تبع لهم وليسوا متبعين لطريقتهم فهؤلاء المتبوعون كانوا على هدى واتباعهم ادعوا انهم على طريقتهم ومنهاجهم وهم مخالفون لهم سالكون غير طريقتهم ويزعمون انهم يحبونهم وان محبتهم لهم تنفعهم مع مخالفتهم لهم فيتبرأون منهم اي المتبوعون يتبرأون من اه اتباعهم يوم القيامة فانهم اتخذوهم اولياء من دون الله. نعم قال رحمه الله وهذه حال كل من اتخذ من دون الله ورسوله وليجة واولياء يوالي لهم ويعادي لهم ويرظى لهم ويغظب لهم فان اعماله كلها باطلة يراها يوم القيامة حسرات عليه مع كثرتها وشدة به فيها ونصبه اذ لم يجرد موالاته ومعاداته ومحبته وبغضه وانتصاره وايثاره لله ورسوله. فابطل الله عز وجل ذلك العمل كله قل له وقطع تلك الاسباب وهي الوصل والموالاة التي كانت بينهم في الدنيا لغيره. كما قال تعالى وتقطعت الاسباب فينقطع يوم القيامة كل سبب ووصلة ووسيلة ومودة وموالاة كانت لغير الله. ولا يبقى الا السبب الواصل بين العبد وبين ربه وهو حظه من الهجرة اليه والى رسوله وتجريد عبادته وحده ولوازمها من الحب والبغظ والعطاء والمنع والموالاة والمعاداة والتقريب والابعاد وتجريد متابعة رسوله وترك اقوال غيره لقوله وترك كل ما خالف ما جاء به والاعراض عنه وعدم الاعتداد به وتجريد متابعته تجريدا محضا بريئا من بالالتفات الى غيره فضلا عن الشركة بينه وبين غيره. فضلا عن تقديم قول غيره عليه. فهذا السبب هو الذي لا ينقطع بصاحبه وهذه هي النسبة التي بين العبد وبين ربه وهي نسبة العبودية المحظة وهي اخيته التي يجول ما يجول ثم اليها مرجعه نقي الفؤاد حيث شئت من الهوى ما الحب الا للحبيب الاول. كم منزل في الارض يألفه الفتى؟ وحنينه ابدا لاول منزلي وهذه الاخية قال اخيته الاخية عود او عصا تغرز في الارظ ويشد بها الحبل المربوط بالدابة فاذا اخذت الدابة ترعى من الارظ فان رعيها يكون في ماذا في حدود هذه الاخية تجول ما تجول لكنها ما تخرج عن هذا ان عن هذا الحد فاخيته التي عليه يجول يعني هو يدور لكنه حول السنة مثل ما قال بعض السلف ندور مع السنة حيث دارت هذا مسلكهم يدور مع السنة يعني اثباتا ونفيا نثبت ما ثبت وننفي ما نفت ونعمل ما امرنا به في السنة وننتهي عما نهينا عنه فيها نعم قال رحمه الله وهذه النسبة هي التي تنفع العبد فلا ينفعه غيرها في الدور الثلاثة اعني دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار. النسبة تقدم الكلام عنها الاية الهجرة الى الله والى رسوله اذا الهجرة لله بالتوحيد وللرسول بالاتباع هذه النسبة والوصلة هي التي تنفع في الدنيا والبرزخ يوم القيامة في الدور الثلاثة. نعم قال رحمه الله فلا قوام له ولا عيش ولا نعيم ولا فلاح الا بهذه النسبة وهي السبب الواصل بين العبد وبين الله ولقد احسن القائل حيث قال اذا تقطع حبل الوصل بينهم فللمحبين حبل غير منقطع وان تصدع شمل الوصل بينهم فللمحبين شمل غير منصدع غير منصدع. نعم والحق ان لا الموصل الى الله سبحانه وتعالى يسمى حبل واعتصموا بحبل الله فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا نعم قال رحمه الله والمقصود ان الله سبحانه يقطع يوم القيامة الاسباب والعلق والوصلات التي كانت بين الخلق في الدنيا كلها اه نعم كل وصلة وكل علاقة مهما قويت تنقطع وتقطعت بهما الاسباب الوصل والعلاقات كلها تنقطع الا الوصلة والسبب التي في الله ولله نعم فما ما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل. نعم قال رحمه الله ولا يبقى الا السبب والوصلة التي بين العبد وبين ربه فقط وهو سبب العبودية المحظة التي لا وجود لها ولا تحقق الا بتجريد متابعة الرسل. صلوات الله وسلامه عليهم اذ هذه العبودية انما جاءت على السنتهم وما عرفت الا بهم ولا سبيل اليها الا بمتابعتهم وقد قال تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. نعم اي ان الاعمال كلها تذهب سدى وتظيع هبى الا اذا كانت على هذا الاساس خالصة لله موافقة لهدي رسوله عليه الصلاة والسلام ولهذا جاء في الحديث القدسي قال الله انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه هذا يتعلق بالاخلاص وفيما يتعلق بالمتابعة قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول فالاعمال لا تكون نافعة ولا مشكورة مقبولة يوم القيامة الا بهذا القيد ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا نعم قال رحمه الله فهذه الاعمال التي كانت في الدنيا على غير سنة رسله وطريقتهم ولغير وجهه يجعلها الله هباء منثورا لا ينتفع منها صاحبها بشيء اصلا وهذا من اعظم الحسرات على العبد يوم القيامة ان يرى سعيه كله ضائعا لم ينتفع منه بشيء وهو احوج ما كان العامل الى عمله وقد سعد اهل السعي النافع بسعيهم. نعم الهباء يعني المذكور في الاية قيل في في معناه انه آآ رذاذ التراب اليسير الذي لا تكاد تراه الا اذا اخترقت النافذة اخترقت الشمس جزءا من النافذة فترى مع شعاع الشمس رذاذ يعني يسير جدا لا يرى الا في مثل هذه الحالة. سبحان الله اعمال كبيرة وعديدة ومتنوعة يجدها صاحبها بهذه الصفة هباء منثور اي لا شيء لا يجدها شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه وهذا من من اعظم العبر التي ينبغي للانسان ان ينتبه لها فيجاهد نفسه على ان تكون اعماله خالصة لله موافقة لهدي رسوله عليه الصلاة والسلام حتى لا تضيع وتذهب هباء منثورا يوم يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تعالى سميع قريب مجيب. نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم غفر الله لنا ولكم وللمسلمين يقول هذا السائل احسن الله اليكم ما حكم من جعل هجرته للرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته بشد الرحال الى قبره مستندا الى حديث عمر رضي الله عنه انما الاعمال بالنيات فمن كانت هجرته الى الله ورسوله وجعل من تمام محبته دعاءه والاستغاثة به في قبره. بحجة انه حي في قبره ينفع من يدعوه. هذا جنى على نفسه بجناية عظيمة اكثر ما يقع فيه الغلط عند الناس في مذاهبهم عقائدهم واديانهم من سوء الفهم وسوء الفهم مغبته على صاحبه اه شديدة جدا وعاقبته وخيمة فكم ادخل من المفاهيم كالخاطئة بسبب سوء الفهم بسبب سوء الفهم ولهذا من من اعظم ما ما يكون به الهدى فهم الحق فهما صحيحا عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم والا فان المرء حينئذ سيقع في في في مفاهيم يدخلها تحت احاديث ليست دالة عليها الان عرفنا بهذا الشرح النفيس والادلة الكثيرة التي ساقها ابن القيم رحمه الله تعالى معنى الهجرة للرسول عليه الصلاة والسلام باتباعه فاذا قلب المرء المعنى وجعل الهجرة الى الرسول شد الرحل الى الى قبره يكون فعل امرا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عنه لا تشد الرحال الا الى ثلاث مساجد فمن شد الرحل الى المدينة يشده من اجل مسجده عليه الصلاة والسلام متقربا الى الله بالارتحال الى المدينة زيارة لمسجد الرسول عليه الصلاة والسلام. ثم اذا وصل المدينة وصلى في هذا المسجد شرع له حينئذ ان يزور قبر النبي عليه الصلاة والسلام هذا امر الامر الاخر الذي ذكر فالسؤال امر شنيع للغاية وهو ان يستغيث بالرسول عليه الصلاة والسلام وهذا عين الشرك بالله سبحانه وتعالى واتخاذ الانداد فكيف يجعل والعياذ بالله الا بالافهام المغلوطة وسوء الفهم الشرك هو الهجرة المعنية الشرك الذي نهى عنه عليه الصلاة والسلام وقال في امر ايسر من هذا صلى الله عليه وسلم بكثير اجعلتني لله ندا فالرجل الذي غلط في الاسلوب قال ما شاء الله وشئت قال اجعلتني لله ندا؟ ما شاء الله وحده فكيف بمن يتخذ الرسول عليه الصلاة والسلام ندا لله يدعوه ويستغيث به ويسأله ويعرض عليه حاجاته فهذا هو الشرك الذي بعث النبي عليه الصلاة والسلام وبعث الانبياء من قبله بابطاله والنهي عنه ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا. فاعبدوه ثم مع هذا الوضوح والبيان في الادلة وضوح معانيها تقلب المعاني رأسا على عقب ويجعل الشرك هو هو الهجرة هذا سوء الفهم والعياذ بالله. بل هذا من اقبح ما يكون في سوء الفهم لان هذا الفهم نقظ لقوله من كانت هجرته الى الله اخلاصا اين الاخلاص لله سبحانه وتعالى واين تجريد المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ مما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله هجرته الى الله بالاخلاص والرسول عليه الصلاة والسلام بالاتباع نعم احسن الله اليكم يقول كيف يزيد المؤمن ايمانه في باب الايمان بالقضاء والقدر وكيف يعود المسلم نفسه على الصبر على المصائب ومؤلمات الاقدار الا الابواب القدر يحتاج الى فقه في ضوء الادلة ويهتدي المرء بهدايات القرآن ودلائله العظيمة يقرأ الايات ويهتدي بهداياتها والايات التي في القرآن في تحقيق القدر وتثبيت الايمان به وبيانا الامور بمشيئة الله وقضائه وقدره كثيرة جدا في كتاب الله فاذا اخذ يتأمل المرء هذه الايات ويهتدي بهداياتها فتح عليه باب الثبات وفتح عليه باب الصبر والاحتساب بحسب حظه مثلا قول الله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة هو المؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم هذا اهتداء بهداية القرآن كل ما كان المرء مرتبطا بهذه الهدايات العظيمة آآ كانت آآ كانت آآ تسلية له في في في مصابه وثباتا له على الحق والهدى انظر على سبيل المثال قول الله تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اي نحن لله عبيد يتصرف فينا اراد ويحكم فينا بما يريد ومآلنا الى الله ومرجعنا اليه سبحانه وتعالى فالحاصل ان انفع ما يكون للمرء ان يتأمل في هدايات القرآن وهذا امر يؤكد عليه ابن القيم تأكيدا عظيما في هذه الرسالة وسيأتي مزيد بيان الله وضرب مثال عظيم كيف ان المرء كلما وفقه الله للاهتداء بهداية القرآن رزق التوفيق والثبات آآ رزق ايضا قوة الايمان وحسن الصلة بالله تبارك وتعالى. نسأل الله الكريم ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا الا ان استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله وخيره